16

1.7K 40 1
                                    

*العلاقات متوترة بين جميع الأطراف ومن بين تلك العلاقات علاقة أحمد وياسمين وتوتر علاقتهم الدائم وشجارهم بشكل مستمر برغم أنها تشعر ناحيته بالحب إلا أنها متمردة لا تخضع له ولسلطان قلبها مهما كلفها الأمر:
*وكأنها تضع العقدة بالمنشار كما يقولون بالأمثال القديمة تعلم جيدا أن شقيقها سوف يتخلى عنها
ولن يقبل بأن يكون وكيلها بعقد القرآن ومع ذلك صممت على موقفها بعناد:
"ياسمين إنتي عارفه ظروف فارس كويس ده أسمه عناد"
*هتفت ماريا وهي تناظر أبنتها بغيظ شديد في حين ظل أحمد صامتا عن الكلام قليلا ثم هز أكتافه بلامبالاه وهو يقف منتصبا:
"يعني إنتي بتحطي العقدة في المنشار وممشياها عناد"
*رمقته بنظرة ساخرة:
"ده شرطي وأظن مش كتير عليا...."
*صاح بصوت غاضب:
"إنتي عارفه كويس الظروف اللي بيمر بيها فارس والضغوط اللي عليه....ده حتى مراته اللي بيحبها منفصل عنها وإنتي عايزاه يجي برغم إنك عارفه
موقفه كويس"
*هاجمته بغضب وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها:
"أنا مش بطلب المستحيل ده أخويا وحقي عليه إنه يكون مسئول عني ع الاقل في ليلة زي دي أنت بقى اللي شايف الموضوع من زاوية تانية فدي مشكلتك"
*ضرب الحائط خلفها بقبضة يده فإنتفضت في مكانها مفزوعة وقال و أسنانه تصطك من الغيظ:
"تمام أنا هروح لفارس وأتكلم معاه.....لما أشوف آخرتها معاكي إيه"
*إنسحب سريعا قبل أن يتهور أكثر ويفقد أعصابه وخلفه ماريا تهتف عليه أن يبق على الغداء...بينما
وقفت ياسمين في مكانها تعتلي شفتيها أبتسامة ساخرة وهمست وهي تلف خصلات شعرها بدلال:
"هه لما نشوف أنا ولا أنت يا حضرة الظابط"
*خرج أحمد من منزل خطيبته متجها إلى فارس بالشركة بعد أن تحدث معه على الهاتف يبلغه بأنه يريد مقابلته في أمر هام توقعه فارس إايقن أنه يخص ياسمين شقيقته بالتأكيد:
******************
*كان منهمكا بعمله حين دلف محمد إلى مكتبه وهو يحمل فوق شفتيه أبتسامة سعيدة بعودة شقيقه إلى العمل مرة أخرى هتف بعبث وهو
يجلس علي المقعد أمامه:
"هشام بيه متوصي بيك في الشغل جدا"
*هز فارس راسه بإنشغال وأخذ يوقع بعض الأوراق التي كانت تنتظر توقيعه وهتف دون أن يرفع راسه
لأخيه:
"طيارتك أمتى؟"
*نظر محمد إلي ساعة يده الأنيقة ودمدم وهو يفرك مؤخرة ذقنه:
"الساعة تسعة لسه حوالي تلات ساعات....ليه في حاجه"
*إنتبه فارس على مظروف أبيض مغلق بطريقة ناعمة ويبدو أنها دعوة فتح الظرف بفضول وتغضنت ملامح وجهه قليلا ثم همس لأخيه مبتسما:
"دعوة فرح مازن العدوى وميرال بنت خالة ملك:
*رفع محمد حاجبيه بأستفهام قائلا:
"ميرال هي اللي باعته الدعوة ولا مازن"
*غمز فارس بطرف عينه وهو يقف يرتدي سترته الرمادية مغمغا:
"ولا هو ولا هي دي خالة ملك مدام فلورا....هابعت بوكيه ورد وأعتذر"
"لا طبعا لازم تروح دي خالة مراتك والست بعتت دعوة خاصة ليك.....مينفعش ترفضها ع العموم أكيد هتلاقي بابا أو عمو هناك أكيد مازن بعتلهم دعوات"
*أكد محمد علي شقيقه بالحضور وتلبية دعوة السيدة فلورا من باب الاهتمام والغريب بالأمر أن فارس لم يعارض وأقتنع على الفور بالتأكيد ملك ستحضر الزفاف والخوف أن تفتعل مشكلة مع ميرال بعد أن اكتشفت نواياها.......هز فارس رأسه
بإقتناع قائلا لشقيقه التي تمدد على المقعدين بتعب
واضح:
"تعال معايا أنا هقابل أحمد ونتغدي مع بعض عايز يتكلم معايا في موضوع"
"موضوع إيه؟"
*سأله محمد باستفسار.....فاجاب فارس بتلبك:
"أعتقد يخص....يخص ياسمين"
"أختك"
*هتف محمد بوضوح....فقال فارس بخفوت:
"أيوه"
*نظر له محمد بأهتمام وهو يسأله بمكر شديد:
"أظن أختك لو محتاجك مش هتتخلي عنها.....دي في الأول والآخر أختك يا فارس ومحتاجك"
*تبسم وهو يسبل أهدابه ويحك ذقنه بحركته المعتادة:
"فجأة بقى في ناس كتير محتاجلي إلا هي خلاص أستغنيت عني.....تخيل"
*هتف محمد بنبرة ثابتة مؤكدة:
"ملك بتحبك وأستحالة تتخلى أو تستغني عنك هي بس بتضغط عليك بطريقة غير مباشرة.....أما أختك
فهي ملهاش أي ذنب في اللي حصل من سنين هي ضحية زيك ويمكن أكتر منك وواجبك تقف معاها وتساندها"
*جالت الأفكار في عقله بينما عيناه تتطلعان إلي شقيقه بثبات وفجأة أبتسم وهو يقبض على كتفه
بقوة قائلا له بنبرة مرحة:
"من أمتي الحكم والمواعظ دي بركاتك يا حاجه مايا.....كانت فين من زمان"
"أقنعتك صح"
*صاح محمد بمرح وهو يجاور شقيقه....فقال فارس وهو يتقدم بجانبه إلى باب المكتب:
"هتصدقني لو قولتلك أنا كنت ناوي أسأل عنها أعرف أخبارها من أحمد....ولما كلمني حسيت من صوته إن الموضوع يتعلق بيها وفي كل الأحوال أنا عمري ماهتخلي عنها....عندك حق هي ملهاش ذنب في حاجه"
*كان حديثا شيقا بين الاخين أعتذر محمد في نهايته عن الحضور في مقابلة فارس وأحمد لارتباطه
بموعد سفر.....مكث في مكتبه يعمل قليلا حتى إنتهاء موعد الدوام وإنصراف جميع العاملين بالمجموعة إلا عمال النظافة والأمن لملم محمد أشيائه وعلي الهاتف كانت مايا معه لحظة بلحظة
حتى خرج من المصعد إلى بوابة المرأب ومازال كلاهما على الهاتف معا:
"أول ماتوصل بالسلامة هتكلمني"
*رددت مايا بنبرة حنونه وهي تتنهد.....فقال وهو يبتسم ويبحث عن مفتاح سيارته بجيب حقيبة يده
التي يحمل بها أوراق سفره:
"أكيد ياحبيبتى هكلمك أول ماأوصل إن شاء الله وقبل ماأنام وأنا نايم وأنا تحت الدش"
*همهمت بخجل:
"وقح"
*ضحك ضحكة عالية وهو يفتح سيارته وقبل أن يجيبها لمح شخص غريب يقف أمامه فسأله وهو يزيح الهاتف من فوق أذنه:
"أنت بتعمل إيه هنا......أنت مين؟؟"
*ليأت صوت من خلف محمد قائلا بغلظة:
"هنعرفك حالا يا حيلتها إحنا مين"
*وعندها ألتفت محمد ليواجهه شخص ملثم خلفه وآخرون خرجوا من خلف أعمدة المراب أكثر من أربعة أشخاص يلتفون حوله وصوت مألوف بينهم يهتف فيهم بغضب:
"خلصوا عليه بسرعة قبل حد ما يحس مش عايز يطلع عليه صبح"
*وعندما وصل إلى مايا ذلك الصوت صرخت بجنون وهي تقفز من مكانها:
"محمدددددد"
*الكثرة تغلب الشجاعة وبالفعل هذا ما حدث عندما هجم هولاء الأشخاص على محمد بقوة قاومهم بقوة جسده الرياضي وحركاته القتالية دفع الأول بقوة في احد الأعمدة فتهشم وجهه أما الأخر فحاول طعنه بسلاح أبيض ولكن محمد تفاده بآخر فطعن زميله في كتفه.....الثالث والرابع الذي كان حسام شخصيا كانوا يحومون حوله يترقب:
*وأثناء تلك المعركة أكتشف احد رجال الأمن أن زميله عامل المرأب مخدر فأرسل إشارة إلى الجميع عن طريق جهاز اللاسلكي للإلتحاق به في المراب
وعندما شاهد أحد الرجلين رجال أمن المجموعه صاح في الاخر:
"أضربه بسرعه قبل مايمسكونا"
*وفي غفلة من محمد الذي كان يقاوم أحد الرجال الآخرين والذي طعن بصدره......جاء من خلفه حسام
وطعنه بظهره وركض سريعا مع الآخرين......ليقع محمد مغشيا عليه وسط بركة من الدماء في حين تجمع بعض رجال الأمن حوله وأخرين أمسكوا برجل من الملثمين أما الثلاثه الآخرين ففروا هاربين
وعلي الهاتف مايا مازالت تصرخ وقد أرتجف قلبها رعبا حينما صرخ محمد يتاؤه وأحد رجال الأمن يقل
بفزع:
"أطلبوا الإسعاف بسرعه باشمهندس محمد أتصاب"
*وهنا لم تشعر بنفسها إلا وهي تسقط أرضا و تصرخ باسمه:

مـــــــلك روحـــــــــيWhere stories live. Discover now