15

1.9K 44 2
                                    

*ابتلع مالك ريقه واحنى راسه يشعر بالخزي لقد تمادي في حديثه ونسي انه يتحدث مع والدته وقبل أن ينبس بحرف كان يوسف المصدوم من خلفهما يصرخ عليه غاضباً:
"مالك.....اخرس مش عايز اسمع صوتك تاني اخرج من هنا دلوقتي حالا"
*خرج مالك كالريح العاصفة يتمنى الموت لنفسه نادماً على ماتفوه به من حماقات.....ليصطدم بليلي التي استمعت هي الأخرى لحديثه الأخير وقد تدلي فكها بذهول من هول ما تسلل إلى اذنيها.........هرولت خلفه سريعا حتى مرآب السيارات واستقلت السيارة بجانبه لينطلق مالك من الفيلا بسرعة كبيرة جعلت ليلى تصرخ به:
"مالك خفف السرعة ارجوك انا بخاف"
*ظلت في مكانها جالسة تبكي بصمت.....الجميع أصبح يشكك بحبها و امومتها لملك حتى ابنها فلذة كبدها القطعة التي انسلخت من رحمها.....ما ذنبها انها أحبت فارس كما أحبت ملك أليس هو الآخر يتيم الام......فاقد هوية الأب تفتح وعيه على كارثة لا يتحملها شخص بالغ القدره والرشد.....تحملها وهو الصغير الضعيف ابن الحاديه عشر عاما..... رأي مايشيب له الولدان أمه تذبح أمام عينيه ومن القاتل والد حقير لم يعترف به وتركه ينسب لآخر لولا فضل الله ورحمته لكان هذا الصغير جن أو أصبح مجرما عتيد الإجرام ماذنبها انها تحبه وكأنها لفظته من رحمها هو الآخر.....ماذا يحدث لعائلتها هل أصابتهم لعنة تقلتع جذورهم وتجعل الابن يتطاول على امه:
"شمس.....كفايه عياط مالك ميقصدش ديه لحظة شيطان"
*تمتم وهو يجلس القرفصاء أمامها ويديه تضغطان على كفيها المرتجفتين:
*رفعت له عينين ممتلئتين بالدموع وقالت له وهي تنزف من داخلها:
"انت السبب اتهامك ليا دايما أني مقصرة في حق بنتك واني بتعامل معاها بشكل مختلف عن أخواتها هو اللي خلى ابنك يقف قدامي ويقولي كده.....مالك نقل الكلام اللي شايفك دايما بتردده ومقتنع بيه"
"انا السبب يا شمس دول كانوا كلمتين مش اكتر قلتهم من ضيقي وخوفي على بنتي وكان من وقت كبير ومكررتش الكلام ده تاني......مالك مشكلته مش ملك مشكلته هي فارس
وحبك ليه اللي فعلا بيخليكي تتعاطفي معاه بشكل ممكن يأثر عليه هو ذات نفسه"
*نظرت له بسكون ثم أدارت وجهها عنه......فاكمل وهو يملس فوق وجنتيها الناعمتين ليجفف دموعها:
"انا مش مبسوط وفرحان ببنتي يا شمس وهي قدام عنيا بتعيط وحزينة على جوزها.....انا كمان بحب فارس زيك ونفسي اشوفه أقوى واحسن عشان نفسه و عشان بنتي وحفيدي لازم كلنا نساعده واولنا ملك نفسها فارس احساسه بان ملك ممكن تضيع منه هيخليه يجي لحد عندي ويقولي عايز اكمل علاجي......انا عارف انتي بتحبيه قد ايه بس عشان خاطر بنتك وحفيدك استحملي..اما بالنسبة لمسألة حبك لملك فديه مسألة منتهية غير قابلة للنقاش ياشمس"
*انفرجت ملامحها قليلا بلين جعلها تطلق تنهيدة ناعمة فجذبها هو بهدوء لتستكين فوق صدره وباصابعه المنمقة بدأ يدلك خلفية عنقها الناعم بهدوء رقيق جعل عضلاتها تسترخى بين ذراعيه وشفتيها تمسح تجويف عنقه الخشن
وحينما شعر بهدوئها وانتظام أنفاسها قال بخفوت مرح:
"انا بعرض خدماتي في جلسة سوفت مساج تهدي الجميل ايه رايك"
*تهللت ملامحها قليلا ولكن قلبها مازال ملتاع يؤلمها فقالت وهي تفرد اناملها فوق صدره الدافئ:
"يوسف من فضلك اتصل بمالك واطمن عليه.....عشان خرج وهو عصبي"
*أوما براسه فى صمت ورفع ذقنها ليقول مبتسما بعد عدة لحظات:
"ربنا ميحرمنا منك حبيبتي.....حاضر هسال عليه واشوفه فين"
*بعد قليل دلف إلى غرفة نومهما فوجدها مستلقية فوق الاريكة المخملية تغمض عيناها بسلام ويدها تحاوط بطنها برفق.....اغلق باب الغرفة خلفه بالمفتاح حتى يضمن عدم دخول الأطفال فجاة واقترب منها يجلس على حافة الاريكة.....وببطئ شديد بدت أصابعه تحل ازار بلوزتها
وتلمسها:
"كلمت مالك.....ليلي ردت عليا وقالتلي انهم مع بعض وأنه بخير.....اطمنتي"
*لم ترد شمس وظلت تائهه في ملامحه الوسيمة التي لا تتأثر بتقدم العمر...عيناه الفاتحتان ملامحه الوسيمه الجرح الذي زاده جاذبية فوق حاجبه الأيسر....
*غمزت شمس بعينها اليمني بشرود قبل أن تفيق لتهمس برقة له:
"عاوزه انام في حضنك"
*ارتبكت عضلة في فكه من نشوته التي تملكت منه قبل أن يقف ويحملها برفق.....ضحكت ببشاشة وكأنها عادت شابة صغيرة يحملها حبيبها بين ذراعيه ليمتلكها فقال وهو يضعها فوق الفراش برفق وينحني يلتهم شفتيها في قبلة قصيرة ولكنها مهلكة:
"اخيرا ياشمس بقينا لوحدنا"
*همهمت وقد ضمت شفتيها المكتنزتين بإغواء ودعوه صريحه لتقبيلها:
"اخيرا.....يا حببيي"
_____________________

مـــــــلك روحـــــــــيWhere stories live. Discover now