19

1.8K 39 0
                                    

*اقترب منها فارس بخطوات بطيئة وصوت حذائه يضرب فوق البلاط المصقول وأكتفي بابتسامة جانبية ساخرة تحمل كل معاني الإنتصار وهمس لها قائلا:
"بس في الأخر إنتي برضه الخسرانة.......وأبن هشام الحسيني هو اللي كسب مش قولتلك اللعب معايا مش في مصلحتك أبدا بس للأسف مصدقتنيش وبعتيلي شويه كلاب يقتلوني واهو أنا قدامك واقف
علي رجلي وهفضل واقف قدامك في كل خطوة"
*همست شروق بابتسامة ساخرة وقالت:
"مسيرك تقع وقدامي مرة تصيب ومرة تخيب يابن رانيا"
"أخرسي....أنا أبن هشام الحسيني وبس حفيد جلال الحسيني أخدني أنا اللي مش دمه ولفظك إنتي اللي من دمه علشان عارف وواثق إن اللي زيك مستحيل تكون بنته"
*صرخ فارس بغضب أعمى جعل شروق ترتعد من نظراته القاسية.....فصاحت بغل:
"أنت أبن حرام ملكش أصول ولا دم لولا بيت أبويا وأخويا المغفل كنت زمانك لقيط صايع"
*رفع فارس ذراعه ليصفعها ولكن صرخة هشام جمدته عندما تفاجئ فارس بوالده يقف خلف شروق ومسدسه فى قبضته:
"بابا....أنت"
*استدارت شروق بذهول وقالت وهي ترمق أخاها
بعينين جاحظتين:
"هشام أنت كمان هنا وطارق كمان الله الله الحبايب كلهم هنا......ده أنت عامل حفلة علي شرفي بقي يافارس بيه"
"حسابك معايا أنا ياشروق طلعي ولادي بره إنتقامك ده"
*أخذت شروق نفساً عنيفاً وهي تصرخ في أخيها الذي أصبح هو الأخر من ألد أعدائها:
"أنا حسابي معاكم كلكم بس فارس بيه أبنك الكبير
هو أول حساباتي ياهشام بيه.......ولو هنتكلم عن الحساب يبقي فين بضاعتي اللي عند أبنك وعند حازم بيه..... "
*ضربت قمة رأسها متظاهرة بالنسيان وقالت ساخره:
"ااه نسيت أقصد فايز بيه سعدان"
*تجهمت ملامح هشام بقلة فهم وطارق أيضا الذي تسائل أولاً وهو ينظر لفارس:
"بضاعة إيه اللي عندك وبتتكلم عنها"
*شحبت شروق وأبتلعت ريقها الجاف وهي تلتفت حولها....فلاحظ فارس توترها فاقترب منها قليلاً وهمس بصوت مسموع للجميع:
"اقووووول ولا تقولي إنتي"
*رفعت شروق رأسها بكبرياء مزيف حتى تظهر أمام الجميع عدم خوفها ولكن بداخلها يرتعد قالت بنبرة مرتبكة ولكنها تبدو قاسية بعد أن أخذت نفساً عميقاً:
"هيروين بضاعة بملايين عايزها من أبن أخوك"
"نهارك أسود هيروين!!"
*غمغم طارق بصدمة وهو يشعر بأرتفاع ضغط الدم يضرب رأسه:
*تقدم هشام من أبنه وأمسك بياقة قميصه وهدر فيه بغضب:
"الكلام اللي بتقوله ده صح أنت عندك اللي بتقول عليه ده....أنت أكيد جري في مخك حاجه"
"بابا...أنا"
"أنت تخرس خالص..قولتلك أبعد أنت عنها وسبني
أنا أتصرف بس أنت عملت اللي في دماغك من غير حتى ماتاخد رأيي"
*ترك هشام ياقة قميص فارس بعصبية وصرخ وهو يفكر بتوتر:
"أنت اتجننت أفرض لبستك مصيبه ولا بلغت عنك عارف مصيرك كان هيكون إيه..فين الزفت ده قولي
بسرعة"
*عيناها معلقتان عليهما تنظر بحدقتيها في أرجاء المكان منتظرة إجابة فارس علي شقيقها حتى تعثر على مايخصها وينتهي هذا الكابوس المزعج ولكن يبدو أن فارس مصمم علي مايريد فكانت إجابته بأختصار:
"ملهاش عندي أي حاجه غير لما اعرف اللي أنا عايزه"
*عقدت شروق ذراعيها وقالت بصوت مضحك:
"عايز تعرف إيه غير إني حاولت أقتلك....أكيد طبعا حازم بيه قالك علي كل حاجه كنا بنخطط لها"
*إنتفض هشام في مكانه وصرخ فيها وهو يجذبها من ذراعها ويضغط بقوة حتى حاول رجالها التدخل ولكنها صاحت فيهم:
"خليكم مكانكم"
"إنتي إيه شيطانه وصل بيكي الحقد والكره للقتل
وقتل مين ولاد اخوكي....وده غير المفأجاة الجديدة
مخدرات وبلا أزرق علي دماغك ياريتك كنتي موتي وارتحنا منك"
*نفضت ذراعها من شقيقها بقوة قائلة بعنف وعينين تهدد بالإنتقام:
"مش ولادك فوق لنفسك بقى أنت مش بتخلف الأولي خانتك والتانية طمعت فيك هي وعيالها"
"اخرسي يابت........"
*صفعها هشام بقوة وأغلق فمه قبل أن يسبها ولكنها لم تستسلم ظلت تضحك باستفزاز ورفعت شعرها عن وجهها وهدرت:
"خلي أبنك يسلمني اللي عنده وأنا أوعدك هبعد عنكم نهائي"
"فارس أديها اللي عندك وخليها تغور من هنا في أي مصيبه"
*صرخ طارق علي ابن شقيقه قبل أن يتهور هشام ويرفع سلاحه........أومأ فارس برأسه لعمه موافقا فضحكت شروق ولكن ضحكتها إنقطعت عندما سألها فارس مباشرة:
"إنتي اللي سلطتي البلطجيه بتوعك يقتلوا محمد ؟"
*ساد الصمت قليلا بينهما قبل أن تمط شروق شفتها السفلي وتقول باستهزاء:
"لو ده اللي هيريحك يبقي اه أنا ع الأقل كنت هريحك من واحد يشاركك في الميراث بس يظهر إن كلكم زي القطط بسبع أرواح"
*هنا لم يعد هشام قادرا علي التحمل فجأة سحب سلاحه وصوبه ناحية رأس شروق التي أغمضت عينيها بخوف ترتجف....:
"موتك حلال أنا هخلص عليكي قبل ماتخلصي على واحد واحد من ولادي"
*هدر هشام وهو يضغط على الزناد فصرخ فارس يترجاه:
"لا يا بابا لا أرجوك.....بلاش"
*في أقل من لحظات كانت الشرطة تحاصر المكان بأكمله وتقبض علي رجلي شروق اللذان كانا يستعدان لإطلاق النيران....ولقد أطلق أحدهما طلقة بالفعل أستقرت بساق حازم الذي وقع بأرضه:
*هتف أحد الظابط المكلف بالقبض على شروق:
"هشام بيه أرجوك سيب المسدس المدام هيتقبض عليها ملوش لازمة اللي هتعمله"
*شحبت شروق وكادت أن تسقط وهي تقول بصراخ قوي حتي بح صوتها:
"أنا معملتش حاجه....هما هنا اللي عملوا فيا الفخ ده......اقبض علي ده هو هو اللي بيتاجر في المخدرات"
*أشارت لفارس الذي سحب المسدس من والده وقال بهدوء:
"خلاص يابابا كل حاجه انتهت"
ظلت شروق تصرخ بجنون وتتراجع وهي تقل ببكاء عنيف:
"هما عملوا فيا فخ علشان أقع..أنا معملتش أي حاجه ابعدوا عني"
*،لكنها توقفت فجأة وقد إنعقد حاجباها وأكتنفت ملامحها المصدومة الذهول وهي ترى والدها يخرج من داخل المقهي الداخلي برفقة أحمد الذى كان بالداخل مع زملائه من الشرطيين برغم أنه غير مكلف بتلك المهمة إلا أنه أصر على الحضور:
"بابا الحقني....الحقني شوف أبنك وحفيدك الغالي عملوا فيا إيه....الحقني ياحاج جلال هيخدوني ظلم"
*هكذا ظلت شروق تصرخ بعد أن إرتمت علي جسد والدها الذي كان يقف كجبل شامخ لايهتز ولكن بداخله سعير من النار يلهب روحه وقلبه من ألالم:
"مفيش فايده من اللي بتعمليه يامدام كل حاجة مسجلة وبصوتك واعترافك إنتي متهمة بحيازة وجلب المخدرات...."
"جدك كمان هنا !!"
*قال هشام بخفوت مندهش.....بينما أكمل الضابط
قائمة الأتهامات إلي شروق:
"ومتهمة بقتل المهندس حسام راضي والشروع فى قتل كل من فارس ومحمد الحسيني وده باعتراف منك اتفضلي معانا من فضلك"
*هتف الضابط المكلف بالقبض علي شروق التي وقفت مذهولة تشعر بأنها تنهار وقد إنتهت للأبد.......وأعين من حولها تقذفها بنظرات عاصفة تحمل الكره والتشفي وخاصة فارس الذي وقف منتصباً وفوق شفتيه ابتسامة واثقة كمن خرج
من حربه منتصراً.
* لكن يبقي أب يتمزق من أجل فلذة كبده تحترق روحه ويتألم قلبه...استدار جلال وهو يستند علي
طارق الذي وقف سريعاً بجانبه قبل أن ينهار ويقع مغشياً عليه في أرضه حتى لاترى عيناه أبنته وهي
تكبل بالأصفاد وتصرخ وهي تترجاه آلايتخلي عنها.....
*كان يدرك جيدا بأن تلك النهاية هي المتوقعة لشروق التي انتزعت قلبها منذ زمن بعيد وسكنها الشر والحقد بدلاً منه.......ولكنها ستظل قطعة من روحه تؤلمه حتي الموت.
*همس بصوت ضعيف وهو يحاول أن يتماسك بقوة:
"اتصل بالمحامي يحضر معاها ياطارق...وخليك جنبها"
*ثم هز رأسه باقرار ودمدم:
"ولاوني عارف إن مفيش فايده..ياما قولتلك يابنتي الشر آخرته شر لا حول ولا قوة إلا بالله"
*نقل حازم بسيارة إسعاف إلي أقرب مشفى وفارس أيضا الذي نزف جرحه بقوة وفقد الكثير من الدماء أما شروق فقد إنتقلت بسيارة الشرطة إلي النيابة العامة للتحقيق معها عن كل جرائمها.
****************************
بعد أسبوع
*تدهور وضع جلال الصحي قليلاً بسبب بعض الإضطرابات النفسية التي عاني منها بعد تجديد رئيس النياية حبس شروق لمدة 45 يوم علي ذمة التحقيق.....إنقطع عن الطعام و الحديث ولم يخرجه من تلك الحالة إلا عودة شمس من سفرها
ومكوثها بجانبه.
*رافق يوسف الطبيب زميله للإستفسار عن حالة الحاج جلال أنضم إليهما هشام و طارق ومحمد أيضا وقد تحدث الطبيب بوضوح بأن حالة الحاج جلال الصحية مستقرة تماماً ولكن حالته النفسية تحتاج إلى رعاية ومنع أي أخبار سيئة
تصل إليه حتى لا تتدهورصحته .
*دخلت ملك إلي غرفة فارس وهي تمسك أسفل ظهرها وبطنها منتفخة أمامها بوضوح وقد بدأ العد التنازلي لموعد وضع طفلتهما..جلست بجانب زوجها
وهمست وهي تمسك كفه بقوة:
"الدكتور خرج من عند جدو وطمن بابا"
"اهوو الحمد لله"
*أخرج فارس نفسا عميقا بارتياح...وأرجع رأسه إلي
الخلف بتعب وأرهق عاني منهما منذ مرض جده وهو يشعر بحالة من الذنب.
*ملست ملك علي جانب وجهه برقة فهربت عدة نبضات من صدره وبدأت أنفاسه تتلاحق وهي تتمتم
من بين شفتيها المضمومتين:
"حبيبي لأمتي هتفضل حاسس بالذنب جدو بنفسه قال إنه كان متوقع كده وإنك عملت الصح وكان لازم يحصل كده....يعني جدو مش زعلان منك"
*ثم أكملت ملك وهي تضع رأسها فوق صدره الذي
ينبض بقوة:
"علي فكرة ماما قالتلي إن جدو سأل عنك كذا مرة وعايز يشوفك"
"مش قادر يا ملك....مش هقدر أحط عيني في عينه وأنا كنت السبب في سجن بنته"
*قال فارس بحزن وهو يتجنب النظر إلى زوجته التي صاحت بلهفة:
"أنت كنت عايزها تموتك وتموتنا واحد واحد ده غير البلوه اللي كانت محضرها لمالك عايزه تلبسه قضية أغتصاب لولا طنط نغم وقفت ليها.
ده غير اللي عملته في ماما وجدو وفينا كلنا وتقول
أنت السبب !!"
*أمسكت ملك ذقنه برفق حتي ينظر لها وقالت برقة متوسلة أن يفهمها ويمحي عن قلبه
ذلك الشعور بالذنب:
"لو مكنتش عملت كده يمكن كانت خلصت علينا واحد واحد وأولنا جدو...وبعدين مين قالك إن جدو
زعلان منك أو بيفكر كده"
"امال تعبه ده ورفضه الأكل والكلام سببه إيه تقدري تقوليلي"
*هتف بنبرة عنيفة وقد أشتعل صدره بالحنق وتوهجت النيران في عينيه.
*التوي فم ملك الناعم بقلة حيلة وقالت وهي تقف أمامه بتعب وقد ثقلت حركتها:
"مش بنته وبرغم كل اللي عملته بنته هو زعلان بس مش علشان أنت السبب علشان هي السبب وكل ده بسبب حقدها....وبرغم كل اللي عملته في ماما وفي خالو هشام بس هما كمان زعلانين عشانها في الأول والأخير هي منهم"
*دق باب غرفة فارس وأطلت مني برأسها وقالت لملك:
"ملك خدي تليفونك كان بره وهنا بنت عمك اتصلت كذا مرة"
*ضربت ملك على رأسها تغمغم:
"هنا نسيت....أنا هطلع أكلمها"
*وأشارت لمني بحركة من عينها أن تتحدث مع فارس العنيد...خرجت ملك ودلفت مني وعندما أغلقت ملك باب الغرفة خلفها ضحكت مني ضحكة واسعة سعيدة وكأنها لم تضحك من قبل وأحاطت يداها بوجه فارس وقالت بسعادة بعد أطمئنانها علي حماها:
"لولا أبوك ماسك لساني وتعب جدك كنت مليت البيت زغاريط وفرقت الشربات كمان علشان خلصنا من العقربة دي.....أبن أبوك حسيني صحيح ياقلب
أمك"
*افترقت شفتاه هو الأخر بأبتسامة صغيرة لامعة وفرك ذقنه وهو يقل بنبرة مرحة:
"شربات إيه ياماما والله إنتي اللي شربات"
"وأنت وأخواتك روح قلبي ونور عيوني....ربنا يحفظكم ليا أنتم وأبوكم يارب"
*هتفت مني بسعادة وهي تحتضن فارس الذي يفوقها طولا....حتي أنه إنحني يحتضنها بقوة لدرجة أنه رفعها بين ذراعيه:
"بحبك يا أمي"
*دمدم وهو يقبل جبهتها ثم كفها.....فقالت مني برجاء تعلم أنه لن يخيب:
"لو بتحبني بجد أدخل أطمن علي جدك وشوفه سأل عنك كذا مرة وعمتك قالتله مش هنا بس هو
عارف إنها بتكدب.......جدك مش زعلان منك جدك زعلان من اللي عملته البومة وش الخراب يلا روح
أطمن علي جدك"
*هز فارس رأسه موافقاً قائلاً:
"حاضر يا ماما ..حاضر"
****************************
*كادت أسيل أن تصاب بالجنون وهي تحاول مرارا وتكرارا فتح باب شقة سليم بالمفتاح الذي لديها و
لكنها لم تفلح فصرخت بعنف وأخذت تضرب بقبضة يدها فوق الباب بغيظ وبعد ثوان كان الباب يفتح ويطل سليم من خلفه فرك عينيه وهتف بغضب و
هو يجذبها للداخل بعنف:
"إيه الخبط ده إنتي اتجننتي عايزهم يطلبوا الشرطة بسبب هبلك"
*جذبت أسيل ذراعها بعنف من قبضته ورفعت المفتاح أمام عينه تقل بغل:
"أنت غيرت كالون الباب المفتاح مش بيفتح معايا"
*أغلق سليم باب الشقة وهتف غاضبا :
"بطلي صريخ ووطي صوتك أنا مش مستعد أقضي الليلة في الشرطة بسبب جنانك ده"
"يطلبوا الشرطة أو الإنتربول حتي ميهمنيش رد عليا وقولي غيرت كالون الباب ليه ؟"
*دمدمت أسيل بنفس الغل والغضب....تركها سليم و
دلف إلي داخل غرفة نومه ليرتدي كنزته ولم يعيرها
أي اهتمام فدخلت خلفه ووقفت متصلبة تنتظر رده
فقال سليم ببرود:
"ايوه غيرته خلاص ارتحتي بطلي زن بقي"
*وتركها وخرج بعنف حتي أنه اصطدم بها وأكمل طريقه إلي المطبخ ليعد قهوته:
*ضغطت أسيل علي فكها السفلي بتصلب ثم تمتمت وهي تقل بصلف:
"ياتري غيرته بسبب طليقتك ولا بسبب تاني"
*همهم سليم ضاحكاً بسخرية والتفت لها يقل:
"اه علشان هنا متجيش من مصر تسرق التلفزيون ولا يمكن تاخد هدومى وتحرقها ولا حاجه"
"سليم من غير تريقه ياريت تقول السبب من غير لف و دوران"
*دمدمت أسيل بوجه غاضب حانق وهي تحاول جذب سليم من كنزته بحماقة....لكنه غضب من
طريقتها وأمسك بذراعها يلويه خلف ظهرها
فصرخت من الألم ولكنه لم يبال وهمس بجانب
أذنها ببطء وهو يشدد علي كلماته:
"إياك ترفعي إيدك عليا.....بس إنتى معذورة .. لسه متعرفيش وشي التاني يا أسيل أنا صبري قليل قوي
وعلشان ترتاحي غيرت الكالون علشان سبب تاني"
*كانت أسيل تحاول فك ذراعها فقالت بألم:
"سيب دراعي أنا حامل"
*ضغط سليم أكثر فصاحت بألم:
"سليم بقولك أنا حامل"
"ميهمنيش لأني مش عايز اللي في بطنك ده من الأساس إنتي حملتي فيه غصب عنى رغم إني حذرتك ميه مرة وقولتلك خدي موانع حمل وكنتي بتكدبي وتقولي باخد"
*ترك ذراعها وهو يدفعها بقوة بعيدا عنه....فركت معصمها وعيناها تذرف الدموع ووجهها متوهج بالاحمرار:
"قولتلك نسيت مرة واحدة أخد الحبوب أعمل إيه يعني ومين قالك إني عايزاه أنا زيك بالظبط مش عايزه عيل ياخد وقتي ويحطم أحلامي"
*رفع سليم ذراعيه بالهواء ثم أخفضهما وقال بلا أهمية:
"يبقي خلاص نزليه بسيطة"
*همست وهي تمسح دموعها بغل:
"وأموت طبعا مانت عايز تخلص مني....من السبب التاني اللي غيرت بسببه الكالون"
*قذف كوب القهوة بقوة في الحائط خلفها ليسقط متهشماً بينما هي صرخت وهرولت بعيداً مرتعبة عن عينيه التي تلمعان بالشر:
"ايوه إنتي سبب المصايب كلها....كل حاجه حصلت من تحت راسك طلقت مراتي أبني بعد عني أبويا غضب عليا ومش عايز يبص في وشي وأمي....أمي اللي عمرها ما باتت ليلة مزعلانى مشيت من هنا من غير حتى ماتسلم عليا .وكله بسبب
غبائك"
*صمتت أسيل قليلا ثم ابتسمت وهي تمسح دموعها بظهر يدها وأقتربت منه قائلة بهدوء:
"والله الحق بقي عليا دلوقتي وأنت برئ معملتش حاجه مفكرتش في كل ده وأنت في حضني نايم
فوق صدري..بتبوسني وتحضني وبتدوب وأنت معايا
وتقولي بحبك.....
معرفتش كل ده وقتها جاي دلوقتي تتكلم وتقول خربت بيتك وبعدت عنك حبيبة القلب أم أبنك"
"متجبيش سيرتها علي لسانك القذر فاهمه"
*هتف سليم بتحذير قاسي وهو يحاول صفعها ولكنها أبتعدت عنه سريعا وصرخت فيه:
"ليه يعني هي تفرق عني في إيه أنا وهي واحد ولا نسيت..ع الأقل أنا بعد مادخلت حياتي بقت الأول
والأخير مش زيها كانت حرمك المصون وحامل في أبنك وبتخونك......."
"اخرسي ياسافلة يابنت......"
*صفعها سليم بقوة جعلتها تترنح وتقع فوق الأريكة وهو يسبها وكل عضلة بجسده ترتجف من الغضب.....أزاحت شعرها من فوق وجهها ومسحت خيط الدماء السائل من زواية شفتيها ولوت شفتيها مبتسمة بتشفي وهي تقف أمامه من جديد:
"طبعا مش مصدق إنها كانت بتخونك مع حذيفة
حذيفة المصري اللي المدام كانت رايحه جايه عليه
وأنت في رحلاتك"
"قولت اخرسي"
*دمدم سليم من بين أسنانه المصطكة بغل ووجه
شاحب.....التقطت حقيبتها ونظرت إليه بحنو تقل
برقة غير مناسبة للموقف:
"فكر ليه شغلها عنده وليه كان في حفلة الشركة وليه صممت ع الطلاق فجأة....مش بعيد تلاقيه نزل وراها مصر علشان يتجوزها بعد شهور العدة ما تخلص"
*أكملت وقد أستغلت شروده وأناملها تلمس صدره:
"أنا بحبك ياسليم جدا ونفسي نعيش مع بعض ونبدأ حياتنا من جديد"
*لتخرج بعدها بهدوء تاركة سليم يقف مكانه وعيناه تدوران بكل مكان وشفتاه تهمس:
"هنا....مستحيل"
***********************
"أحمد ممكن تيجي تاخدني علشان....."
*همست ياسمين علي الهاتف بعد أكثر من أسبوعين تجاهلها أحمد فيهم ولم يسأل عنها ليس عقابا بقدر
ماكان أختباراً لها.....فقد اشتاقت برغم أنه توقع أنها لن تفعل وعندما علمت بأصابة فارس من والدتها هاتفته سريعا بلهفة......
*لهفة القلق علي شقيقها ولهفة الأشتياق إليه:
"أحمد سامعني"
"وحشتك"
*همس وهو يتنهد باشتياق...ارتبكت قليلا وأحمرت
وجنتاها ولم تجبه....فقال بجدية:
"هعدي عليكي الساعة 7 تكوني جاهزة"
*همست له بصوت ناعم:
"حاضر"
"طيب سلام دلوقتي"
*قال أحمد بعدم أهتمام.....فهتفت بلهفة سريعا:
"أحمد....."
"نعم"
*رد بعد أن أخذ نفساً عميقاً يائس من إجابتها.
*ارتبكت ياسمين قليلا....ثم قالت بهمس:
"وحشتني....وحشتني جدا"
*وأغلقت الهاتف بارتباك فوق سريرها وهي تضم ذراعيها حولها ثم دارت بفرحة وهي تبتسم وهي تهمس بأسمه.
*بينما كان يجلس احمد في مكتبه شارد وعيناها لاتفارق مخيلته الخصبة بحبها.

مـــــــلك روحـــــــــيTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang