*شحبت ملامحها فجأة وانتفضت بينما ارتسمت الصدمة على محياها بأقسى صورها....تهمس لفارس بخفوت:
"وبعدين هنعمل ايه؟ انا خايفه بابا يعرف اني هنا"
*أسبل جفنيه بهدوء كعادته:
"متقلقيش خليكي انتي هنا متتحركيش"
*أومأت رأسها بستسلم تهمس:
"حاضر"
*جلس يوسف بالشرفة المطلة على شاطي البحر وقد أحس بارتباك فارس وتهجم ملامحه...بينما وضع فارس أمامه قدح القهوة وهو يرسم فوق شفتيه ابتسامه باهته مترددة:
"انا جيت في وقت مش مناسب يا فارس لو مشغول اعدي عليك في وقت تاني"
*قال فارس بصوت خافت مشدود:
"لا يا اونكل حضرتك تشرف في أي وقت"
*احني يوسف ظهره للإمام وهو يشبك أصابعه ثم قال بدون مقدمات:
"امتى هتبدا جلسات العلاج...في الحقيقه انا عايز ابدا معاك بدري كل ماكان العلاج أسرع كل ما كانت النتايج احسن ولا انت ايه رايك"
*هز فارس بحيرة...متأكد من أن ملك تستمع الان الى حوار والدها:
"لو تحب نبدأ من بكره...بس كنت عايز اتكلم معاك في موضوع مهم قبل أي حاجه...موضوع بالنسبالى حياه أو موت وهو الا هيساعدني علي الخروج من حالتي الا انا فيها"
*وضع يوسف قدح القهوة فوق الطاولة الرخامية يرمق فارس بجدية قائلا بوضوح:
"اعتقد ان الموضوع يخص ملك... ولا انا غلطان"
"انا عايز اتجوز ملك....عايزها جنبي ومعايا ملك كل حياتي من غيرها حياتي ناقصه"
*غمغم فارس بتلك الكلمات....ثم نظر إلى يوسف بشجاعة ممزوجة بعشق:
"انا بحب ملك اكتر من اي حاجه في الدنيا...ملك هي روحي هي النفس الا بيخرج من صدري"
*شهقت تسبل جفنيها بألم وهي تستمع إلى فارسها الذي تعشقه إلى حد الجنون وهي لا تجد ما تقوله غير الدموع التي انهمرت فوق وجهها...بينما ساد الصمت المشحون بينهما ويوسف يسند ذقنه فوق راحة يده ويتعمق في النظر إلى فارس العاشق يراقب وجهه المحني الشاحب:
"انت فاكر اني مش عارف انت قد ايه بتحب ملك وهي ازاي بتحبك....طول مده سفرك وغيابك ملك كانت وسطنا من غير روح...كنت حاسس وشايف انا وعمتك قد ايه ملك بتتعذب وهي بتفكر فيك ومحمله نفسها ذنب بعدك....دايما بتلوم حالها انها السبب في سفرك وقت انهيارها ساعه الحادثة لما عرفت انها مش هترجع ترقص تاني"
*صاح فارس بقليل من الغضب:
"مكنتش انا السبب صدقني"
"عارف "قالها يوسف بنفس الغضب الهادي ليكمل:
"حبك لملك هو السبب...غيرتك وحبك الجنوني هما السبب مقدرش ألومك لأني في وقت شبابي كنت زيك ويمكن اكتر منك...بس الفرق بيني وبينك هو الحالة الا بتتملك منك من وقت لتاني"
*قتمت ملامحه أكثر وازدادت صلابته وهو يقل بصوت قاسي:
"قصدك اني ممكن أذى ملك؟ مش ممكن حالتي ملهاش اي علاقه بحبي لملك...انا مش مجنون ولا فاقد عقلي انا....."
*رفع يوسف كفه يوقفه وهو يهتف بهدوء:
"انا مقولتيش انك مجنون مش كل شخص بيمر بظروف زي ظروفك بيكون مجنون أو فقد عقله بالعكس انت شخص مميز يعتمد عليه...راجل أعمال ناجح شاب محترم وجدير بالاحترام اي اب في الدنيا يتمنى أنك تكون جوز بنته ويتشرف بيك وغير كل ده انت بالنسبالى زي مالك ابني وصديقي"
*عقد فارس حاجبيه بشده يقل:
"طيب ليه يا اونكل...ليه رافض اننا نتجوز ونكون مع بعض"
*وبالداخل رمشت ملك بعينيها قليلا...وهي تنظر رد والدها بوجع...ولكن الرد كان بمثابة صدمة قاسيه وألم حاد ينفذ لجنبات قلبها المولع بالحب:
"انت مريض يا فارس...انت شخص عايش في شخصين انت على وشك حاله من الانفصام مش معنى كلامي انك ممكن تأذي بنتي لا مستحيل بس انتم الاثنين إلا هتؤذوا بعض...انا خايف عليك وعليها صدقني مش عايز يوصل الحب بينكم لكره انا خايف..."
"انت خايف عليها مني"
*غمغم فارس بألم"
"وخايف عليك انت كمان منها"
*رد يوسف بكل ثقه:
*رمق يوسف بنظرة طويلة غامضة ثم همس بصوت غريب أشبه إلى صوت شخص آخر:
"مش ذنبي...اني عرفت انها خيانة حقيرة خانت ابويا مع جوز عمتي النذل الواطي...مش ذنبي اني سمعت كل حاجه وشوفت كل حاجه.... لسه فاكر كل كلمة كل حركه كل طعنه وكن الزمن وقف عند الليلة ديه"
*تجمدت الدماء في عروق يوسف يبتلع ريقه محركا عضلة عنقه يأخذ رشفة من كأس الماء الذي أمامه ليقل بحذر شديد:
"انت كنت عارف؟ "
*ما عادت تشعر بنفسها من هول الصدمة الا واظافرها المدببة تنغرس في لحم ذراعها بقوة تدميه وهي تستمع إلى حقيقه تعرفها لأول مرة كادت أن تركض عليه وتضمه إلى صدرها...تخفيه بداخلها حتى لا يشعر بألم يمزقه ويمزقها معه.
KAMU SEDANG MEMBACA
مـــــــلك روحـــــــــي
Romansaالجزء الثاني ضمن سلسلة 🔗ويثــــملهم العشــــق🔗 وحبها كترنيمة عشـــق تعزف علي أوتار قلبي، تسرقه مني والروح تسلبها، وتجعل مني مجذوب بجنون حبها، وعشقها الأبدي.
