8

1.4K 41 0
                                    

*أحس بهزة خفيفة بجسده الملقي فوق إحدى الأرائك الجلدية بغرفة استراحة الأطباء وصوت هادي برغم انه لم يكن صوتها الناعم...ولكنه بالنسبة له صوت هادي انتشله من جحيم تلك الكابوس المروع...جلس منتفض بعينان واسعه مراهقة تحيط بها حلقات من الاحمرار من قلة النوم والتفكير وشرب القهوة....فرك عيناه ومرر أصابعه في خصلات شعره الذي مازال يحتفظ بنعومته
و كثفته ينظر إلى الواقفة أمامه تحمل قدح ساخن من القهوة يخرج منه البخار:
"دكتور يوسف حضرتك عندك حالة بعد نص ساعة يظهر حضرتك راحت عليك نومه"
*قال بصوت متحشرج وهو يحرك عضلة عنقه البارزة:
"فعلا راحت عليا نومة...الساعة كام يا عزة"
*نظرت المساعدة الشابة الثلاثنية العمر بساعة يدها:
"الساعة 8 يا دكتور حضرتك هنا من الساعة 5:30
وعند حضرتك جلسة مع سيادة الوزير كمان نص ساعة"
*حملت عزة المساعدة التاب الخاص بالمواعيد تهمهم بهدوء:
"دكتور أكرم اتصل اكتر من مرة يسأل على حضرتك...وكمان مدام شمس اتصلت وسألت حضرتك اتغديت ولا لاه و......"
*ارتجف بقلق يتذكر ذلك الكابوس المروع....كابوس أقوى من لحظات الموت مر عليه وكأنه دهر من الزمن...كابوس مزعج ملعون يريد أن يمحيه من ذاكرته إلى الأبد...قال هامسا:
"المدام اتصلت كام مره؟
*ابتسمت المساعدة وهي تخرج من الخزانة الخاصة بيوسف معطف آخر نضيف ومطوي بعناية
تفوح منه رائحه اللافندر:
"مرتين...ربنا يخليكم لبعض يارب يا دكتور ويبارك في اولادكم....مدام شمس بتحبك جدا حتى بالطو الكشف بتاع حضرتك هي إلا بتغسله وتكويه بنفسها
ربنا ما يحرمك منها ابدا"
*ضحك يوسف يرتشف من فنجان قهوته وقد ذهبت أفكاره إلى سنوات بعيدة حينما كانت شمسه في زيارة تفتشيه مفاجأة...و صاحت شمسه غضبا معترضة:
"ازاي حد غيري يهتم ببالطو الكشف بتاعك غيري
اعمل حسابك من هنا ورايح انا إلا اغسله واكويه
بيدي يا دكتور فاهم! "
*ومرت سنوات وشمس حياته...تهتم بكل صغيرة وكبيرة في حياته المهنية والزوجية:
*رد وهو مبتسم بسعادة:
"هه أخبار على ايه؟ بقالي كتير ما شفتوش بيجي معاكي هنا"
*ضحكت عزة بسعادة تغمغم:
"خلاص بقا يا دكتور كبر وراح الحضانة...بيسلم على حضرتك وبيشكرك على هدية عيد ميلاده انت ومدام شمس"
*امسك يوسف بمنشفته الخاصه التى يفوح منها نفس رائحة سائل اللافندر:
"لا شكر على وجب ده زي عبد الله ونادرة تمام...وابوه صحته عامله ايه بقا احسن عينه بعد العملية بيقت احسن شوية"
*زفر عزة بارتياح:
"الحمد لله يا دكتور احنا كنا فين وبيقنا فين ربنا يخليه دكتور أكرم ايده فيها الشفا بعد ربنا"
"طبعا يا عزة دكتور أكرم من أمهر واحسن جراحين العيون كنت واثق ان العملية هتنجح بفضل ربنا وفضله...المهم كفاية عطله هستعد بعد عشر دقايق بس اغسل وشي واصلي"
*وقبل أن تخرج عزة هتف يوسف يسالها:
"اه...عزة مدام ماريا هتبدا شغل من أمتي؟
"من بكره ان شاء الله يا دكتور"
*أجاب عزة قبل أن تخرج من غرفة الاستراحة الخاصه بيوسف:
*هز راسه وهو يضم شفتيه بقلق:
"تمام....اتفضلي انتي"
*خرجت عزة....ووقف يوسف يستنشق رائحة اللافندر ويملس فوق معطفه هامسا:
"ااااخ يا شمسى لو كان الحلم ده حقيقي مش عارف كان حصل فيا ايه....طلاق انا وشمس أعوذ بالله....اعوذ بالله من الشيطان الرجيم"
=======================
*راَها تلملم ملابسها الداخلية منها والخارجية المبعثرة بكل أنحاء غرفة النوم النوم الواسعة والتي شهد كل ركن من أركانها منذ قليل على اقتحام عذريتها البريئة...كانت تنظر له بعينين واسعتين مقتحمتين...ووجنتين متخصبتين بالاحمرار وشفتان متورمتان...يلتف جسدها الغض والذي انتهك حرمته بكل شهوانية بالغطاء...جسدها الممتلئ بعلامات انتهاكه الحقير...اغمضت عيونها لتسقط دمعة ساخنة فوق صفح بشرتها الحلبية الرائعة والتي افقدته صوابه بجنون:

مـــــــلك روحـــــــــيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن