مـــــــلك روحـــــــــي

Por SaraElkhshab

49.4K 1K 61

الجزء الثاني ضمن سلسلة 🔗ويثــــملهم العشــــق🔗 وحبها كترنيمة عشـــق تعزف علي أوتار قلبي، تسرقه مني والروح ت... Mais

المقدمة 🌼
1
2
3
4
5
6
7
9
10
أقتباس بقلبي رحيق لقائنا
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21 و الأخير
النهاية 😘

8

1.5K 43 0
Por SaraElkhshab

*أحس بهزة خفيفة بجسده الملقي فوق إحدى الأرائك الجلدية بغرفة استراحة الأطباء وصوت هادي برغم انه لم يكن صوتها الناعم...ولكنه بالنسبة له صوت هادي انتشله من جحيم تلك الكابوس المروع...جلس منتفض بعينان واسعه مراهقة تحيط بها حلقات من الاحمرار من قلة النوم والتفكير وشرب القهوة....فرك عيناه ومرر أصابعه في خصلات شعره الذي مازال يحتفظ بنعومته
و كثفته ينظر إلى الواقفة أمامه تحمل قدح ساخن من القهوة يخرج منه البخار:
"دكتور يوسف حضرتك عندك حالة بعد نص ساعة يظهر حضرتك راحت عليك نومه"
*قال بصوت متحشرج وهو يحرك عضلة عنقه البارزة:
"فعلا راحت عليا نومة...الساعة كام يا عزة"
*نظرت المساعدة الشابة الثلاثنية العمر بساعة يدها:
"الساعة 8 يا دكتور حضرتك هنا من الساعة 5:30
وعند حضرتك جلسة مع سيادة الوزير كمان نص ساعة"
*حملت عزة المساعدة التاب الخاص بالمواعيد تهمهم بهدوء:
"دكتور أكرم اتصل اكتر من مرة يسأل على حضرتك...وكمان مدام شمس اتصلت وسألت حضرتك اتغديت ولا لاه و......"
*ارتجف بقلق يتذكر ذلك الكابوس المروع....كابوس أقوى من لحظات الموت مر عليه وكأنه دهر من الزمن...كابوس مزعج ملعون يريد أن يمحيه من ذاكرته إلى الأبد...قال هامسا:
"المدام اتصلت كام مره؟
*ابتسمت المساعدة وهي تخرج من الخزانة الخاصة بيوسف معطف آخر نضيف ومطوي بعناية
تفوح منه رائحه اللافندر:
"مرتين...ربنا يخليكم لبعض يارب يا دكتور ويبارك في اولادكم....مدام شمس بتحبك جدا حتى بالطو الكشف بتاع حضرتك هي إلا بتغسله وتكويه بنفسها
ربنا ما يحرمك منها ابدا"
*ضحك يوسف يرتشف من فنجان قهوته وقد ذهبت أفكاره إلى سنوات بعيدة حينما كانت شمسه في زيارة تفتشيه مفاجأة...و صاحت شمسه غضبا معترضة:
"ازاي حد غيري يهتم ببالطو الكشف بتاعك غيري
اعمل حسابك من هنا ورايح انا إلا اغسله واكويه
بيدي يا دكتور فاهم! "
*ومرت سنوات وشمس حياته...تهتم بكل صغيرة وكبيرة في حياته المهنية والزوجية:
*رد وهو مبتسم بسعادة:
"هه أخبار على ايه؟ بقالي كتير ما شفتوش بيجي معاكي هنا"
*ضحكت عزة بسعادة تغمغم:
"خلاص بقا يا دكتور كبر وراح الحضانة...بيسلم على حضرتك وبيشكرك على هدية عيد ميلاده انت ومدام شمس"
*امسك يوسف بمنشفته الخاصه التى يفوح منها نفس رائحة سائل اللافندر:
"لا شكر على وجب ده زي عبد الله ونادرة تمام...وابوه صحته عامله ايه بقا احسن عينه بعد العملية بيقت احسن شوية"
*زفر عزة بارتياح:
"الحمد لله يا دكتور احنا كنا فين وبيقنا فين ربنا يخليه دكتور أكرم ايده فيها الشفا بعد ربنا"
"طبعا يا عزة دكتور أكرم من أمهر واحسن جراحين العيون كنت واثق ان العملية هتنجح بفضل ربنا وفضله...المهم كفاية عطله هستعد بعد عشر دقايق بس اغسل وشي واصلي"
*وقبل أن تخرج عزة هتف يوسف يسالها:
"اه...عزة مدام ماريا هتبدا شغل من أمتي؟
"من بكره ان شاء الله يا دكتور"
*أجاب عزة قبل أن تخرج من غرفة الاستراحة الخاصه بيوسف:
*هز راسه وهو يضم شفتيه بقلق:
"تمام....اتفضلي انتي"
*خرجت عزة....ووقف يوسف يستنشق رائحة اللافندر ويملس فوق معطفه هامسا:
"ااااخ يا شمسى لو كان الحلم ده حقيقي مش عارف كان حصل فيا ايه....طلاق انا وشمس أعوذ بالله....اعوذ بالله من الشيطان الرجيم"
=======================
*راَها تلملم ملابسها الداخلية منها والخارجية المبعثرة بكل أنحاء غرفة النوم النوم الواسعة والتي شهد كل ركن من أركانها منذ قليل على اقتحام عذريتها البريئة...كانت تنظر له بعينين واسعتين مقتحمتين...ووجنتين متخصبتين بالاحمرار وشفتان متورمتان...يلتف جسدها الغض والذي انتهك حرمته بكل شهوانية بالغطاء...جسدها الممتلئ بعلامات انتهاكه الحقير...اغمضت عيونها لتسقط دمعة ساخنة فوق صفح بشرتها الحلبية الرائعة والتي افقدته صوابه بجنون:

*بكت بخفوت وندم وهل يفيد البكاء والندم بعد اقترف خطيئتها في حق ربها وعائلتها ونفسها.
*وهمست وهي مازالت توليه ظهرها العاري:
"سليم انت هتتجوزني...بع..بعد الا حصل"

*تنهد بتعب يفرك فروة راسه فتلك الصغيرة تتعبه ترهق تفكيره دائما لا يعلم ماذا يفعل الان فقد أصبح الوضع سيء...سيء للغاية نهض من مكانه ثم اتجه إلى الشرفة الزجاجية يفتحها وهو عاري الصدر يعبأ صدره بالهواء فهو يختنق:
"سليم رد عليا هنعمل ايه؟
"متقلقيش يا هنا...بعد ما رجع من رحلتي هروح لعمي مر...."
*صمت لقد انتابه الخجل من ذكر اسم مراد عمه
وصديقه والذي يعتبره بمثابة والده....والده.
فكر بتعب ماذا فعل هو؟ في حق الجميع والده وأمه الحبيبان...عمه مراد وزوجته...صديق العمر
الذي بالتأكيد إذا علم بالأمر سيخسره الي الابد مالك:
*التفت إليها يصرخ فيها بجنون وقد تحول إلى وحش...يسحبها بقوه من ذراعها الضعيف يهزها بجنون:
"ليه...ليه سلمتي نفسك ليا بكل سهولة ليه؟
انا حيوان حقير...مستحقيش انك تفرطي في شرفك وشرف ابوكي عشاني...ليه مضربتنيش صرختي فيا...قولتي لا صرختي منعتي نفسك عني ليه يا هنا؟
*شهقت واجابت دون أن تفتح عينيها التي تهطل دموع الندم الممزوج بالعشق:
"علشان بحبك...بحبك جدا"
*صمتت قليلا تتنفس فيعلو صدرها ويهبط من الانفعال:
"انت.... انت كنت بتكدب عليا يعني مش هتتجوزني"
*ضربته بكل قوتها فوق صدره العاري تغمغم بانهيار
وهي تهرول إلى الفراش الذي تحول إلى حلبة مصارعة جسدية....هرولت وتعثرت في غطاء جسدها الذي يستره تؤشر إلى الفرش الزهري :
"وده هعمل فيه ايه...شايفه ولا لاه شايف شرفي الا فرطت فيه عشانك....وانت جاي دلوقتي تقولي ليه يا حقير يا واطي"
*هزت رأسها بانفعال وقد تحول شحوب وجهها إلى الزرقان:
"لا لا لا مش انت الحقير...الحقيره هي إلا سلمت نفسها وشرفها وشرف عيلتها ليك...الحقيرة والغبية هو انا مش انت"
"قولتلك هصلح غلطتي خلاص اسكتي"
*صرخ بغضب وهو يسحب ملاءة السرير بقوة حتى لا يرى نتيجة تهوره وذنبه العظيم:

*اهتز جسدها بالبكاء....وانهارت أرضا تضم ساقيها إلى صدرها وتضم جسدها العاري بعد أن سقط الغطاء عنه وسقطت معه عذرية جسدها:
"للأسف لازم اسكت...واستحمل واتحمل يا سليم
لازم أخرس الا زي خلاص مينفعش تتكلم تاني
ابدا...ابدا"
===========================
*اقترب منها محمد يحمل طبق ممتلئ بالجاتوه
يضحك بغمزة شقية لمايا...جلس بجانبها يرمقها
بإعجاب شديد مطلقاً صفارة إعجاب:
"ايه الجمال ده...يارب كل يوم يكون عندنا فرح علشان اشوف الفساتين الحلوة ديه"
*دغدغت الفرحة مشاعرها...وتوهجت مقلتيها اللوزية باللمعان...ولكنها اخفت فرحتها قائلا بتهجم واضح:
"انت بتسمي ده فرح...مش عارفه وفقت ملك ع الجنان ده ازاي! بابا لو عرف الدنيا هتطربق فوق راسنا كلنا...وبعدين انا مش بتاعت الكلام ده روح شوف وحدة غيري اضحك عليها"
"انتي خميرة عنكنه والله...مفيش أدنى احساس
حاسة الشعور عندك ملغية بالمرة"
*دمدم محمد وهو يقف ويبتعد عنها مختنق من برودها المصطنع...يعلم جيدا انها تذوب من قربه تنصهر بحرارة...يشعر بدفء جسدها واتجاه ولكنها لا تبوح بشعورها همس بغل"لوح تلج"

*امسك بخصرها يراقصها على اغنيتهم المفضلة
دفنت وجهها في منحني عنقه تنثر قبلاتها الرقيقه ليذوب عشقا بها هامساً:
"اتجوزنا يا ملكي...اخيرا"
*ضحكت تتعلق به وتقترب منه أكثر وأكثر حتى التحمت أجسادهم ببعضها تقل بنبرة رقيقه...ناعمة مستسلمة:
"مدام فارس الحسيني...اخيرا مش مصدقه نفسي اني معاك يا حبيبي بيقت مراتك"
*شردت تغمغم:
"خايفه حد يفرقنا عن بعض...امووووت"
"تقصدي باباكي بكلام ده يعني ؟
*سألها وهو متهجم الوجه...يزم شفتيه:
"خايفه لما بابا يعرف إلا حصل يطلب انك تطل..."
"لا مش هيحصل ابدا...علي جثتي يا ملك الموت
هو إلا هيحررك مني وبس"
*صاح بغضب وجسد متشنج:
*همست وهي تمرر أصابعها في بين خصلات شعره
بحنان:
"اهدا حبيبي...بعد الشر عنك ومين قالك أني ممكن ابعد عنك يا حبيبي...اهدا"
*دمدمت بنبرة رقيقة ناعمه وعيناها لا تفارق عينيه العميقتان شديده الحنان:
"هتبقى معايا النهارده...علشان احتفل بيكي بطريقتي الخاصة"
*ضمها يهمس داخل اذنيها...فحمرت خجلا وقالت بتلعثم واضح:
"لا مش هقدر انت عارف مينفعش اتأخر عن البيت ومايا مش هينفع تروح وحدها"
"بسيطة مايا تفضل هنا عند منه وانتي تبقى معايا الليلة يا ملك"
*اتسعت ابتسامته الساخرة والتي حملت شيئا من الحنق والحزن:
"ملك انتي مراتي...وديه ليلة فرحنا يعني لازم تنامي في حضني الليلة"
*تباطأت اناملها على أزرار قميصه المغلقة تهمهم بدلال واغواء ناعم:
"مش هينفع حبيبي...علشان البيت وعلشان ظروف تأنيه"
*ارتفعت حاجيبه بمكر شديد ويداه تعانقان خصرها
المرسوم بدقة:
"سبب ايه التأني؟ قولي"
*هزت اكتافها بدلال...ووضعت رأسها فوق صدره:
"لا مش هقول"
"فهمت" قال وهو يلوي شفتيه مبتسم:
*شهقت بخفوت تعض شفتها السفلي بخجل:
"فهمت ايه؟ انا مقصدتيش حاجه من الا قلة الأدب الا في رأسك"
*ضحك بوسامه فانبهرت بضحكته الجميلة التي تنعش قلبها وتجعلها تذوب في محياه الرجولي
الرائع:
"انا مقولتيش حاجه...انتي الا دماغك راحت بعيد
مين فين قليل الادب بقا"
*هتف صوت متذمر غاضب من خلفهم:
"ملك مش كفايه كده اتاخرنا علي البيت الساعة دخله علي 9 ونص وانتي عارفة ماما هتبدا تتصل وتسأل انتم فين؟
*هزت ملك رأسها تحاول التخلص من يديه الممسكتين بخصرها تتنحنح:
"حاضر يا مايا هغير فستاني ونمشي على طول ثواني"
"هاجي معاكي اساعدك"
*غمغم فارس بتأكيد....ولكن مايا التي شهقت بعينان متسعة تصرخ فيه فالتفت الجميع على صوتها الغاضب:
"تساعدها ازاي يعني؟ ايه الا بتقوله ده يا فارس"

*ارتكبت ملك قليلا واطرقت وجهها المحمر الساحر أمام عينيه...لكنها همست تبرر بخفوت مقتضب وجهها يشتعل:
"حبيبي مايا هتساعدني...خليك انت هنا"
"لا مش هساعدك خدي منه معاكي...وخلصينا بقا"
*صاحت مايا حانقة وهي تبتعد عنهم وهي تبحث عنه:
"هي مالها؟ مترفزه كده ليه"
*قال فارس باقتضاب....ثم ضحك قليلا وهو يكمل بلا حياء:
"انا مصمم اساعدك على فكرة"
*هتفت بتوتر و ارتجاف مهددة:
"لو فضلت مصمم على رائيك احتمال أن أكون عندك الصبح هيتلغي انت حر اختار"
*اقتربت منهم منه مفزوعة تقل بصوت قلق:
"مصيبة....طنط مريم هنا"
*شحب وجهها وابتلعت ريقها بصعوبة وتراجعت بعيدا عنه وهي تقل بخفوت:
"عمتو يادي المصيبة"
*وبعد مرور نصف ساعه كانت ملك قد بدلت فستانها وجلس الجميع أمام مريم الغاضبة بتهكم واضح تنظر لهم جميعا بنظرات تشتعل بالغضب
واللوم... قالت وكأنها تبصق كلماتها في وجوه الجميع خاصه فارس وملك:
"الا حصل ده جنون وتخلف ازاي يا فارس انا بقول انت عاقل وراسي ورزين ازاي تعمل كده"
"فارس مالوش ذنب يا عمتو هو مكنش عايز ورفض بس انا إلا كنت مصممه"
*هتفت ملك تدافع عن فأرس الذي زرع أصابعه بأصابعها وامسك بهم...يكمل بانفعال ولكن صرخة مريم في ملك اوقفته:
"انتي تخرسي خالص مش عايزه اسمع صوتك لكي عين تردي...انتي عارفه ابوكي لو عرف هيحصل ايه
ده تحدي عيني عينك وكأنك انت والاستاذ بتقولوا احنا مش مهتمين بيك ولا بكلامك ابدا....وانتم ايه
عصابة...ازاي يادكتور توافقهم على المهزلة ديه
طيب منة عندها عاطفه ناحية اخوها وصحبتها لكن انت بتساعد صحبك ع الغلط.
"مايا هانم صحبت المبادئ والمثل العليا...كان فين
عقلك لما تشاركي اختك الكبيرة في المصيبة ديه
هه...انطقي"
"عمتو انا ماليش دعوة مكنتش اقدر اقول لا ولا اسيب اختي لوحدها في يوم زي ده بس انا حولت بس حضرتك عارفه رأس ملك الناشفة"
*رمقها محمد بطرف عيناه... ثم اشاح بوجهه بعيدا عنها وهو يشعر بالغضب منها:
"ارجوكي افهمي يا عمتو محديش فيهم له ذنب في كل إلا حصل ولا أنس ومنه ولا محمد ومايا حتى ملك انا إلا اخترت الكل علشان يكونوا معانا انا وملك...متأكد ان قرارنا كان في تسرع وغلط كبير
ومستعدين انا وهي نواجه الكل...بس نكون مع بعض حضرتك عارفه كويسه احنا نفسنا نكون مع بعض ازاي لازم قصتنا تنتهي كده بالجواز طلبتها اكتر من مره واترفضت يبقا ايه الحل غير كده"
*سألت مريم فارس بانفعال:
"وشايف أن ده هو الحل المناسب تتجوز من بنت عمتك بالطريقة ديه في السر زي الحرامية...زي الا عاملين عاملة منيلة ويصلحوها بعاملة انيل انا معنديش اي فكرة انك طلبت ايد ملك من
ابوها...سبب اكيد في سبب لرفضه شمس تعرف حاجه؟
*هزت ملك رأسها نافيا مع فارس في نفس الوقت تقل:
"معتقديش ماما تعرف حاجه"
*ارتسمت علامات الحيرة فوق ملامح مريم التي غمغمت تبرر:
"اكيد في سبب قوي عند اخويا...انا عارفه يوسف بيحبك قد ايه ومسألة رفضك من ابعد المستحيلات"
"في سبب!"
*أجاب فارس باقتضاب وهو يفرك عنقه:
"السبب أني مريض...او بمعنى أوضح بمر ببداية حاله من الانفصام ودكتور يوسف خايف من أن حالتي تكون تضرر على ملك"
*تسمر الجميع في مكانه وساد الهدوء يعم المكان الا من صوت جميلة الصغيرة التي تلاعب قطة منة وتصدر معاها الأصوات:
*انهمرت الدموع فوق وجنتيها لتمسك بذراعه تهمس له بدعم بحركة شفتيها التي يحفظها عن ظهر قلب:
"بحبك"
*بينما وضعت مريم أصابعها فوق شفتيها تمنع شهقة قويه أن تفلت منها....وانصدمت مايا واحنت رأسها للأسفل تشعر بالأسف والحزن...بينما وقف محمد ينسحب بضيق وحزن على أخيه توأم روحه ومنبع أسراره:
"عن اذنكم هطلع اشرب سيجارة بره"
*شبك أنس أصابعه فهو الوحيد بعد يوسف الذي كان يعلم حالة فارس وتأخرها...من وقت سفره بعد حادث ملك...فكان فارس دائما يحكي له عن كوابيسه التي تلازمه في الفترة الأخيرة:
"اخويا مش مجنون...ولا مختل اخويا شاب ناضج
ورجل أعمال ناجح واي عايله في الدنيا تتمناه مش شرط يكون الإنسان مجنون أو مختل لو بيعاني من مرض نفسي كل واحد فينا مريض نفسي في بعض تصرفاته بس مش معنى كده ان يكون مجنون.
ليه أونكل يوسف يرفض ان فارس يتجوز من ملك
وهو عارف زي ما كلنا عارفين ملك هي الداء والدواء لفارس زي مابيقولوا"
*هتفت منة غاضبه والدموع تترقرق داخل مقلتيها السودتين...غمغم أنس قائلا بهدوء:
"بس يا منة...اهدي شوية"
*سحبها فارس الي صدره يقبل قمة رأسها وهو يمرر أصابعه فوق وجهها يهمهم:
"انا بخير يا منمن متقلقيش و متزعليش نفسك"
*تمتمت مريم بعد تفكير:
"لازم نشوف حل في المشكلة ديه قبل ما توصل ليوسف ويحصل مشكلة أكبر...لازم"
*امتلأ وجهه ملك بالدهشة وهمست:
"لا يا عمتو اوعي تكوني هتقولي لبابا أو ماما حاجه ارجوكي"
*اكمل فارس:
"محتاجين بس شهر...شهر واحد اقدر اقنع في أونكل يوسف اني بخير...انا هبدا جلسات العلاج من يوم السبت ان شاء الله"
"انا شايف ان فارس في الشهر ده يحاول انه يقنع دكتور يوسف ويشرح له الموضوع ببساطة من غير اي انفعالات"
*وافق أنس على اقتراح فارس لمدة شهر من الآن ثم إعلان زواجه من ملك أمام الجميع:
*دارت مريم بجسدها ونظرت لكل منهم تصرح بخجل:
"انا موافقه ومعاكم وهحاول اقنع يوسف كمان بس المهم انت وهي تكتفوا بالجواز على الورق وبس وأظن انتم فاهمين انا اقصد ايه"
*قال وهو يتنهد وعلى وجهه مسحة من الأسى:
"يلا يا ملك علشان متتاخريش عن البيت"
*قالت مريم في هدوء:
"اتمنى الموضوع ده يعدي على خير...علشان الجنان الا حصل ده محديش يوافق عليها ابدا"
=======================
*أسندت مايا بجانبه على جدار الشرفة والتزمت الصمت نهائياً...نفخ دخان سيجارته بالهواء ولم يعيرها اي اهتمام ظل في مكانه ملتزم بصمت حتى فاض الكيل بها وقالت في عصبية:
"مالك اوعي تقولي انك زعلان ومتأثر من إلا حصل"
*لم يتكلم محمد لم ينبذ بحرف واحد تركها تقل جملتها لعلها ترحل وترحمه من وجودها بجانبه:

*لكنها ظلت في مكانها وهتفت وهي تضغط بيدها على حافة سور الشرفة:
"رد عليا...وبعدين رجعت تدخن تاني ليه مش كنت بطلت"
"عايزه ايه يا مايا؟ خارجه ورايا ليه جر شكل وخلاص يعني! سبيني في حالي لو سمحتي"
*قال ببرود وهو يرمي سيجارته المنتهية ويشعل الأخرى:
"انا جايه وراك ليه ان شاء الله...فاكر نفسك مين علشان اجي وراك واهتم بيك...انا اتخنقت وخرجت اشم هواء"
*ضحك بسخرية....قائلا:
"تمام شمي هوا براحتك انا هدخل علشان حضرتك تأخذي راحتك"
*تحرك من أمامها وقبل أن يخطو بالداخل هتفت بمكر مفتعل:
"كنت عايزه اخد رائيك في حاجه مهمه بما انك مديري في الشركة وابن خالي"
*سألها وقد اشتدت الدهشة في عيناه:
"عايزه رائي في ايه؟
*رفعت رأسها بكبرياء...وبأنفها الدقيق المتعالي أجابت دون أن تظهر أي توتر أو تلعثم غمغمت:
"المهندس حسام أبو العزم...ايه رائيك فيه"

*تسلل الشك لقلبه...واحرقت الغيرة جوانب صدره
ولكنه استمر في برودة أعصابه وهتف وهو يخبي
كفيه المرتجفان داخل جيوب سرواله...واستند بظهره على الحائط يقل بصوت جامد واثق:
"في شغله شاب ممتاز ومهندس مجتهد جدا...بس سمعت انه في حياة العائلية مش مستقر مطلق تقريبا"
*ابتلع غصة تسد حلقه...وظل يصطنع اللامبالاة ولكن بداخله نيران عظيمة تهب كالنار في الهشيم من غيرته وضربات قلبه...حتي جاؤه ردها بكل بساطة:
"تمام انا عارفه انه كان مطلق وأعتقد أنه مكنش سعيد...كنت محتاجه رائيك بما انك ابن خالي اصل حسام عايزه يتقدم لبابا ويخطبني وانا موافقه"

*قال وحاجباه يرتفعان فوق عيناه ويرسمان الدهشة...ووقف يتفحصها برهة من الوقت ثم تحولت الدهشة إلى ابتسامه متلاعبة قاسية مع قوله:
"الف مبروك...خير عظيم فرحتلك من قلبي يا مايا"
*اقترب منها تحت تأثير دهشتها هي وقبضه يدها التي تكورت بغل على قماش فستانها انحني بنفس برود الرد الدبلوماسي يطبع قبله خفيفة فوق وجنتها اليمنه يقل بثبات:
"ربنا يوفقك مايو وخليكي واثقة اني هكون جنبك دايما...يابنت عمتي"
*لن يتحمل المزيد من تمثيل دور المضحي في سبيل الحب...ولن يجلس بجانبها ويغني بحزن تخونوه...تركها تتخبط وتلعن غبائها أكانت تختبره ام تختبر نفسها...عضة راحة يدها حتى لا تصرخ
وتنهار ظلت تعض راحه يدها كعادتها وهي صغيرة لكتم غيظها وبكيت بغل تهمهم:
"ولا كلمة قالها...ولا كلمة... عادي كده هيفرط فيا لتاني مره....ماشي يا محمد ماشي هنشوف مين هيقهر مين"
=====================
*وفي غرفه الليفنج"المعيشة" كانت تجلس شمس فوق الاريكة العريضة تلوي ساقها تحت فخادها تتابع احدي المسرحيات الكوميدية...شاردة في حبيبها الذي تأخر عن معاده انتابها القلق فطلبت من نادره بنوع من المزاح أن تتصل به وتسأل عنه
ولكن هاتفه كان مغلق...شعرت بقلق شديد وغيرة
تفتك بها...ضحك عبد الله الذي كان يتابع المسرحية بجانب أمه يقلد البطل قائلا:
"انت جيت شهقة يا رمضان"
*اعتدلت نادرة في جلستها وقد تلطخ وجهها بالألوان السائلة التي ترسم بها:
"ماما يعني ايه شهقة ديه"
*ضحك عبد الله يرمي إحدى حبات المكسرات داخل فمه...ثم ضرب فوق صدره يقل:
"يعني يااااااايه كده"
*رفست نادرة بساقيها تضحك...في حين اخفت شمس ابتسامتها الرقيقه وسألته بعنف وهي تبرق بعيناها:
"ولد عرفت منين أن شاء الله الكلام ده"
*انتقل عبد الله للجلوس بجانب اخته فوق الأرض يحمل طبق المكسرات يجيب إجابة نموذجية:
"سمعت سماح بتعمل كده وهي بتعمل الملوخية
ماما هو رمضان امتى؟"
*وفي تلك اللحظة دخل يوسف من باب المنزل يحمل شنطة بلاستيكية للسوبر ماركت مشهور تحتوي ع الكثير من الحلوى ليسمع باقي الحوار بين حبيبته وأطفاله:
"رمضان لسه فاضل عليه كام شهر...ليه"
"يعني انا هصوم في رمضان"
*أنزلت شمس ساقيها تقل بتأكيد:
"طبعا هتصوم انت وهي...السنه الا فاتت نادره صامت نص يوم وحضرتك لا السنه ديه انتم الاثنين هتصوموا فاهمين"
*راقبها من بعيد وهي تتحدث مع أطفالهم بطفوليه
شقية...كز على أسنانه بغيظ تبدو انها تتعمد اغاظته بتلك السروال الجينز الضيق المرسوم
يظهر أفخادها الممتلئة قليلا واردافها المستديرة
وخصرها المرسوم كحلقة فارغة صغيرة...
إما كنزتها الحمراء الناعمه المفتوحة من فوق صدرها المرمري بجمال شديد الأنوثة وكأنها لم تلد وترضع:
*صاحت نادرة تركض عليه عندم لمحت والدها:
"بابا حبيبي...انا اتصلت بيك كتير وماما قلقت عليك"
"ماما قلقت عليه متأكدة"
*غمغم يوسف بمكر وهو يناظرها من بعيد...ثم
انحني وقبل نادرة وعبد الله الذي قفز عليه يتعلق
بعنقه يقبله"
"انتم صاحين لحد دلوقتي ليه"
"بكره الجمعة يا بابا هيييييييييي"
*صرخ كل من عبد الله ونادره وهما يحملان شنطة الحلويات....انحني كعادته يلثم وجنتها ولكنها ادارت وجهها عنه تهمس بصوت مبهم:
"هحضرلك العشا سماح راحت اوضتها"
*ارتبك يوسف قليلا وهو يلحظ نظرات أطفاله
لشمس المتوترة...تصلبت عضلاته وخلع جاكيت بدلته يقل:
"يلا ع النوم الساعة دخلت واحده فين ملك ومايا
ومالك"
*أجابت نادرة بأخبار المنزل في موجز مختصر:
"ملك ومايا في اوضه مايا بيسمعوا اغاني ومايا قالتلي اطلعي بره انتي وعبدالله....ومالك لسه بره مع أصحابه مجاش وتيته نانا نامت علشان عندها صداع مننا وبس"
"طيب يلا على اوضكم ناموا"
"يا بابا النهارده الخميس ومالك لسه بره وملك ومايا لسه صاحين اشمعانه انا ونادرة"
*قال عبد الله باعتراض وشفايف مقلوبة:
*هز يوسف راسه يخلع ربطة عنقه ويرميها بجانب
جاكيت بدلته:
"طيب هروح اشوف ماما خليكم هنا ونص ساعه
وع النوم"
*ابتسمت وهي تضع طعام العشاء في الأطباق وتستمع إلى صراخ أطفالها الصغار والضحكات التي تملأ المنزل من وقت دخول والدها...لمحته يقترب فزمت شفتيها...ووقفت متصلبة الجسد خائفة من ضعفها أمامه....بنبرة صوته الاجش قال:
"كلها كام ساعة وتبقى ام العريس...الاولاد كبرونا يا شمسى"
*تطرقت برأسها قليلا دون أن تجد ردا مناسبا...وضعت طعام عشاء خفيف مع كوب من الحليب...حين طال الصمت...اغمض عينيه وهو يتنهد يضمها إليه بقوة...يشعر أنه لا يريدها أن تبعد عنه يكفي بعدها عنه يومان تنام بغرفة أخرى ويصبح هو يتقلب على الفراش بنار ملتهبة:
"وبعدين هتفضلي بعيد عني كده كتير مش قادر
استحمل بعدك"
*ظلت بين احضانه مستسلمة ببرود ثم همست
بجفاء وجع قلبه:
"كده احسن لينا احنا الاثنين بدل ما نجرح بعض
واحتمال المرة الجايه تضربني فكده احسن"

*ابعدها عن صدره قليلا ممسكا بكتفيها...يدقق النظر بعينيها الممتلئتين بالدموع ثم قال بصوت اجش خافت:
"انا اسف...لحظة غضب مني ووعدك مش هتكرر
بس خليكي جنبي"
*أظلمت عيناها بالدموع للتو...تريد بشده أن تحتضنه تنام فوق صدره اشتاقت إليه بجنون
لكنه جرحها بقوة...شكك بمومتها لملك رفع يده ليصفعها برغم انه لم يفعلها ولكنها تشعر بالغضب منه:
*هزت رأسها نفيا قليلا تنظر إلى نقطة وهميه وراء ظهره كي لا تواجه عينيه...ثم همست بدون صوت تقريبا تبعده:
"تصبح على خير"
==========================
*في إحدى الحانات قال شخص بصوت خشن وهو يضع زجاجتين من البيرة المثلجة:
"طبعا يا عم حسام مين قدك هتكوش على بنت السلحدار...جمال ومال ايوه ياعم"
"انت هتنق من اولها ادعي بس توافق ديه قالتلي لا مش بتفكر في الجواز ولما لأحيت عليها قالت هتفكر...بنق اهلك ده هترفض"
*غمغم حسام وهو يشرب من زجاجه البيرة بنهم:
"ليه يا عم انت عريس تترفض كفايه اسم عائلتك
ده انت ابن وزير سابق وكنت متجوز من بنت مقاول كبير"
"اه وزير سابق يا فرحتي....اسم بس يا خويا وايه جاب العسل للبصل يابن العبيط عايز تجيب لبنى
لمايا فخامة الاسم تكفي مايا يوسف السلحدار
جدها جلال الحسيني ولي نعمتي....لبني ديه كانت
بنت*****زباله وبخيلة شبه ابوها الحرامي"

*صرح حسام بنزق وهو يقف قائلا لصديقه:
"يلا ياخويا على طرابيزة اللعب اما نشوف حظ الليلة هيكون ايه مرتبي راح كله في الخسارة الشهر ده"
*ربت صديقه فوق كتفه يغمز بضحكة ساخرة:
"اوبا بقا بكره يبقى معاك دفتر شيكات بس ابقى افتكر اخوك...المهم انت اشتغل في دور فالنتينو
وسبل للبنت بعينك الزرقة ديه وهي هتقع في هواك
زي الباشا"
*قال حسام مبتسم بمكر:
"عيب عليك اخوك جامد وقدها يا معلم"

"الفطار جاهز يا ست شمس...ست شمس انتي معايا"
*فركت مقدمة رأسها ونظرت ناحية سماح بعينان متورمة من كثرة البكاء التي تعاني منه كل ليلة تقضيها بمفردها وهي منعزلة عنه.
"بتقولي ايه يا سماح؟ "
*همست بخفوت...جلست سماح مقبلها وقالت بنبرة قلق:
"انتي تعبانه ياست شمس شكلك مرهق اوي لا حول ولا قوة الا بالله...روحي الدكتور وشوفي موضوع الصداع إلا مش بيحل عنك ده"

*تمتمت شمس بوهن وصوت خافت خوفا أن يشعر أحد من أولادها أو يوسف بما تعاني من ألم رهيب يفتك برأسها:
"هروح أن شاء الله يا سماح...بس مش عايزه اقلق حد عليا وخصوص ملك"
*ضربت سماح فوق صدرها تغمغم بقلق.
"لو مش حيقلقوا علي امهم...حيقلقوا علي
مين بس ياست شمس وحياة النبي الغالي روحي اكشفي وشوفي نفسك ياست الكل
انتي نورت البيت كله"
*انهمرت دموع سماح فوق وجهها قلقا علي شمس...ملست شمس فوق وجهها تزيل دموعها وقالت مبتسمة بقلب منقبض:
"متخافيش عليا يا سماح...الحمد لله انا بخير هما شوية إرهاق انا متأكدة"
*وقف بالقرب من باب المطبخ يحمل حقبيته الرياضية فوق كتفه...وبدون أن يعيرها أي اهتمام قال بنبرة متجمدة باردة:
"سماح اعمليلي فنجان قهوة لحد ما خد حمامي بسرعه"
*وقبل أن يخرج كانت تقف سماح منتصبة تهتف:
"مش هتفطر يا دكتور...ثواني والفطار هيكون ع السفرة"
*ظلت تنظر إليه بحزن شديد محاولا كتمان اهاتها وحزنها فهو لم يعايرها أي اهتمام تعمد أن يتجاهل وجودها حتى نظرة العشق بعيناه
تبدلت بأخرى قاسيه باردة:
"فطرت في النادي ياسماح من غير رغي كتير اعملي إلا قولتلك عليه بسرعة"
*كان يتحدث بنبرة مشتعلة بالغضب رمقها بطرف عينه وكانه يعاقبها بنظراته....تعرف جيدا بانها أخطأت ليلة البارحة وتمادت في رد فعلها والأسواء اهانت كرامته و رجولته التي يعتز بها دائما:
*عندما تركته برافقة أطفالهم وصعدت الي غرفتها المنعزلة فيها بكامل إرادتها....بدلت ملابسها بقميص نوم زهري قصير وجلست أمام المرأة تمشط شعرها المنساب خلفها كأسيل من حرير... ابتسمت وهي تستمع الي صيحات أطفالها بسعادة وصوته الحنون وهو يمرح معاهم وظلت علي حالها شاردة حتي ارتجفت علي ملمس اصابعه فوق ذراعيها.
فأوقفت تبتعد عنه قائله بجمود لم تتوقعه هي
قبله:
"في حاجة؟ انت هنا ليه؟"
*ثم نظرت إليه وهو يتاملها مليا مكتفا ذراعيه بذهول...فعادت بنظرها إلى سريرها لترتدي بلمح البصر مزارها الزهري بتلبك وضعف شديد من قربه
ثم هتفت بقوة:
"يوسف لو سمحت ارجع اوضتك عايزه انام"
"اوضتي"
*رددها بهدوء وهو ينظر إليها بصلابة خطيرة قبل أن يقول بهدوء اَمر:
"تعالى نامي في سريرك جنب جوزك وبلاش حركات بنات صغيرين...انتي كبرتي ع الحاجات
ديه ياشمس"
*اتسعت عيناها قليلا وهي تحدق بعينيه وقد تسارعت دقات قلبها من نظرته المخيفة القاسية
التي تلتهم تفصيلها وثغرها المنفرج بإغواء شديد.... بل اتسعت أكتر وهي تجد نفسها محصورة بينه وبين سريرها فصار المكان أكثر ضيقا ولا يفصل بينهم الا أنفاس ملتهبة بالغضب والعشق والحنين
اكمل بصوت هادئ مخيف ومن أكثر منها يعرف طباع هذا الرجل حركاته...كلماته...تنهيداته...غضبه
وثورته...هدوئه وحنيته:
"كانت مناقشه ما بينا وانتهت مالوش لزوم تهجري فراش جوزك يا مدام...ميصحيش دينياً واخلاقياً
انتي أنسانه بتصلي والمفروض حفظة كلام ربنا و
ماشية عليه ولا كلامي في حاجة غلط"
"انا مهجرتيش فراشي ولا عملت حاجه تغضبك بالعكس انا دايما بطيع اؤمرك وعمري ماثرت في
واجباتي كزوجة وأم"
*أجابت وهي تنظر اليه متسعة العينين...لاهثة الصدر...بينما تابع هو مصمماَ بهدوء غاضب:
"والا انتي بتعمليه ده اسمه ايه...رعشتك ونفضتك لما قربت منك وكأني واحد نوي اغتصبك...ده حقي الشرعي برضاكي أو غصب عنك يسمحلي الشرع اخده منك...بس انا مش كده وانتي عرفاني كويس
مش انا إلا أجرى وراء غرائزي بشكل ده"

*بقيت هي واقفة متشبثة بمزارها... ترفرف بأهدابها وعيناها النرجسية شديدة الاتساع بدأت في تجميع سحابتين من الدموع الحارقة:
*ظل يحدق بها لفترة قصيرة بصمت رهيب خيم على الغرفة لم يسترق سمعها الا لصوت أنفاسه اللاهثة...حتي تكلم اخيرا كسراً هذا المشهد
المهيب بمشاعر مختلطة لكل منهم:
"ارجعي اوضتنا حالا من غير كلام كتير دخولي هنا كان سببه نادرة...نادرة يا هانم دخلت اوضتنا وسألت عنك وقولتلها انك في الحمام ومتقلقيش
انا هسبلك البيت كله مش الاوضه وبس"

*رفعت عينيها إلى عينيه متسائلة وقد أكل الخوف أحشائها وشعرت بقلبها يتحطم...اخذت نفسا عميقا
لتهدا...ويهدا بركان ثورتها وقالت وهي تبلع ريقها
بعد صمت ضعيف:
"تت...تسيب البيت! تسيب البيت وتروح على فين
بتطلب مني معملش شيء وانت بذات نفسك بتعمله
انت عارف كويس ان الاولاد الصغيرين اول ما يفتحوا عيونهم بيدخلوا اوضتنا يدور عليك ويناموا في حضنك...لا مستحيل الكلام ده يحصل"
*حدج فيها بنظرات باردة...قاسية وأجاب من دون اكتراث:
"اطمني هكون في البيت قبل الاولاد ما يصحوا ويحسوا بعدم وجودي"
*اطلق ابتسامة متهكمة رافعاً حاجبيه يهمس باستهزاء واضح:
"متقلقيش هعمل زيك تمام وهمثل دوري كويس وخصوصا بكره ان شاء الله...علشان نحافظ على شكلنا قدام الناس ع الاقل...تصبحي على خير"

*تراقصت مقلتيها بالدموع وغامت وهي تراه يخرج من الغرفة بظهره العريض نادت بصوت مبحوح:
"يوسف"
*وقف في مكانه قليلا ودون ان يلتفت لها قال بجمود:
"انا هغير هدومي وخارج حالا"
*وعلى مائدة الإفطار تعالت الأصوات بالضحكات والمزحات بين أبنائهم كانت تجول بنظراتها بينهم وتبتسم تارة وتحزن تارة أخري...فقد كان لا يعيرها اي اهتمام فقط يظهر لها ابتسامة خداعة عند توجيه الحديث إليها...ابتسامة تفتك بها تجعلها تتألم من داخلها:
"ماما أن شاء الله تكونوا جاهزين ع الساعة 6"
*ابتلعت مايا طعمها وقالت بتلكك:
"انت مستعجل على ايه 6 ولا 7 هي يعني ليلى هطير"
*زفر مالك وغمغم بحنق شديد وهو يناظر تؤامه سليطة اللسان:
"انتي مالك اساسا وبعدين انا بكلم ماما انتي ايه دخلك بقولك ايه مش عايز كلام مالوش اي لزمه فاهمه"
"وبعدين معاكم انتم مش بتكبروا خلاص خلصنا الساعة 6 أن شاء الله هتكون جاهزين"
*هتفت شمس بغضب وهي تتطلع عليه من وقت لآخر...وتمتمت بغل:
"ولا على باله ههه! ويقولي انتي مش صغيرة"

*صاحت نادرة بكل تلقائية مبتسمة ببراءة الأطفال ودون قصد منها أثرت غيرة والدها إلى حد الجنون عندما قالت:
"ماما مسيو خالد عايز يكلم حضرتك في موضوع مهم"
*زجرها يوسف ساخطا وهو يسالها بتمعن شديد:
"موضوع مهم! موضوع ايه الا مهم ده الا عايز يكلمك فيه"
*مطت شفتيها وفي داخلها يتراقص قلبها بين ضلوعها لتقل بخفوت:
"مش عارفه اكيد حاجه تخص نادرة في كورسات الرسم بتاعتها"
*ارتفعا حاجبيه وهو يضم شفتيه بضيق...همس مالك بذهول إلى مايا التي لا تقل عنه ذهولا:
"في ايه؟ بابا وماما مالهم"
*حركت مايا اكتفها بعدم معرفه وهي تقف:
"مش عارفه بس واضح ان الدوك بيغير"
*جز يوسف على أسنانه بعصبيه وهو يرمقها قائلا:
"فين ملك ؟ مشفتهاش ع الفطار"
"في اوضتها مش عايز تفطر"
*إجابته بنبرة سطحيه باردة لا تمثل فرحتها وشعورها بالانتصار وما زاد الوضع سوءا وجعله يثور بغضب شديد وحنق أشد...عندما قالت لنادرة برقتها المعهودة والتي تفقده عقله:
"انا هتكلم مع مسيو خالد حالا واشوف في ايه؟ تمام"
"لااااا “هتف يوسف بنزق:
"انا هتكلم معاه هو مش عارف ان ليها اب واخ كبير ولا لازم يتكلم مع ست والسلام"
*هزت رأسها بلا أهمية وشقت شفتيها ابتسامه ناعمة باردة...لقد جن منها كم يود الان طحنها بين ذراعيه مداعبت بشرتها بأنفاسه الحارة يعشقها يتشرب منها الحياه...وتطيب جروحه بقربها:
"شمسي!!"
*تمتم بخفوت يراقب خطواتها البطيئة وقدها الرقيق وهي تتمايل في ثوبها الرمادي الضيق الذي ينحت منحنيات جسدها الناري:
..............................................
*ضحك فارس وهو يضع راسه فوق صدر أمه ويتشبث بخصرها:
"ماما حبيبتي والله انا بخير ومرتاح كده"
"اااايه! مرتاح وانت بعيد عن امك وابوك وجدك يا فارس انا بشوفك كل فين وفين ياروح قلبي طيب محمد اهو بيرجع متأخر بس بشوفه بس انت اخرتها ايه في وحدتك وبعدك عننا كده"

*هدرت مني بهدوء...ليأخذ نفسا مرتجفا متعب وهمس مرتبك:
"انا مش بعيد عنكم يا ماما مني انا معاكم كل الحكاية احينان بحب اكون وحدي"
*داعبت ابتسامة شقيه ثغرها وقالت الأم الحنونه ذات القلب الممتلئ بعذوبة الأمومة و التي ربت ولم تلد:
"خلاص طالما عايز تفضل وحدك كده اتجوز...اصل
انت لازم تتجوز انت ومحمد مش ممكن تفضلوا اعقدين قدامي كده والله ممكن يحصلي حاجه
نفسي انا وابوكم نشيل عيالكم و..."
*قاطعها فارس وهو يقبل يدها ويقف هاربا منها بطريقه أخرى:
" بعد ألف شر عنك انتي وبابا...ماما حبيبتي هتجوز أن شاء الله قريب جدا"
"ملك طبعا صح...ريح قلبي يابني إلهي يريح قلبك يارب"
*رددت مني بالدعاء والفرحة تفترش وجهها...صدح
صوته القوى من خلفها وهو يتقدم بخطوات واثقه إلى الداخل ويرمق ابنه الوسيم ذا الشخصية المهيبة العقلانية المستند بظهره العريض فوق الحائط:
"هيكون مين يعني غير ملك يا منى...هو حد غيرها
في قلب البيه إلا بنشوفه في الأعياد والمناسبات الرسمية"
"يووو خلاص بقا يا هشام سيبه براحته حبيبي وقت ما يحب يجي يجي ده بيته"
*تمتمت مني مبتسمه وهي تمرر اناملها فوق لحيته السوداء الغزيرة...في حين زفر هشام أنفاسه وقال بنفاذ صبر:
"هو انتي زي الشريك المخالف مش عجبك كده ولا كده روحي يا منى شوفي وراكي ايه لحد ما تكلم مع فارس شويه روحي الله يهديكي"
*راقب فارس والدته بالتربية وهي تخرج من غرفته بضحكه حنونه ثم اسبل اهدابه وتمتم بخفوت:
"تعرف ان حضرتك احسن حاجه عملتها هي انك اتجوزت من ماما مني...وربيت محمد ومنه معايا
برغم أن حضرتك غلطت قبل كده...وانا كنت تمن الغلطة ديه"
*تنحنح هشام بوجه مكفهر وجلس فوق الاريكة واسند مرافقيه فوق فخديه قائلا بنبرة ابوية:
"عمرك ما كنت غلطه...بالعكس انت احلى حاجه حصلت في حياتي كلها...وامك حامل فيك كنت منتظرك بفارغ الصبر ويوم ما تولدت اول ما ضمتك في حضني حسيت انك بتضحك لي كبرت و
بيقت مش بس ابني....لا بيقت صديقي واخويا كمان وتقولي انت غلطة"
*فرك عنقه بغضب وعينيه تشتعلان بالقهر اقترب من والده وانحنى وقد تبدلت ملامحه إلى آخري غاضبه و حانقه وكأنه شخص آخر غير فارس الهادي الحنون وهمس من بين أسنانه بفحيح:
"بس ديه كانت خاينه...بتخونك مع الكلب الا اتجوز من اختك مش يمكن زي ما كانت بتخونك مع ده كانت بتخونك مع تاني وثالت و..."
*هتف عليه هشام بتوتر وقد تهدجت أنفاسه...صاح
عليه بقوه حتى يستفيد من تلك الحالة المزرية الذي هو عليها:
"الموضوع ده اتقفل نهائي انساها حبيبي والتفت لنفسك ومستقبلك افتكر بس حبيبتك ومستقبلك معاها اعتبر أن الا حصل كابوس وفوقت منه"

"خايف...خايف يجي يوم وملك تبعد عني خايف عليها من نفسي... رانيا مش امي لا هي دمرتني قضت عليه وعليك"
*صمت قليلا ثم رفع عينان باكية وهمس:
"خايف مكنش ابنك"
*ارتجفت عضلة قلبه بوجع وتذكر مكالمة أكرم الهاتفية منذ قليلا وهو يطلب منه وبإلحاح سرعه الحديث مع فارس بشأن اخته ياسمين....اسبل رموشه وردد هشام بمرارة وغصة تستحكم حنجرته:
"لا حول ولا قوة الا بالله....الصبر من عندك يارب"

"انت ابني...محديش يقدر يشكك في كده ابدا
بلاش تسيب نفسك للأفكار ديه يا فارس أنسي حبيبي والتفت بس لمستقبلك وحياتك وفكر في بنت عمتك الا بتحبك"
*وقف هشام متخذ قرار لا رجعه فيه لم يعرف فارس شيء بشأن تلك الأخت المزعومة فلترحل وتبتعد عن ابنه للأبد فارس هو ابنه فقط وهو الوحيد الذي له حق القرار... أخذ هشام نفسا عميقا جدا وأخرجه بتنهيده حارقه وهتف:
"إياك تزوغ كده ولا كده لازم تكون موجود علشان عمك...عقبالك يا بطل قريب"
*ابتلع فارس ريقه وتنحنح يجلي صوته يقل:
"كنت عايز اتكلم مع حضرتك بخصوص الموضوع ده يابابا"
"موضوع جوازك من ملك تقصد؟
*تنحنح مغمضا عينيه محاولا السيطرة على ضربات قلبه و رعشة اوصاله فهي زوجته الان امام الله ولا ضرر من قول الحقيقه حتى يشعر بالارتياح والده بالتأكيد سيكون درع قوي ويقيد موقفه أمام
يوسف على الأقل:
"بابا في الحقيقه انا وملك....."
"يووو ياستي ابعدي عني انتي حد مسلطك عليا انا بالذات عندك فارس اهو"
*هتف محمد بضيق وهو يدخل غرفه فارس وخلفه تسير ام صالح تردد وتعيد وتزيد:
"اسمع كلام امك وشوف العروسة ديه بدر منور مش معصعصه زي مايا...يابني ياحبيبي"
*ضحك فارس وجلس في مكانه...بينما صاح هشام منزعج:
"ايه الدوشة ديه مالك يا ام صالح... وانت في ايه مالك ومال الست سبها في حالها"
*دافع محمد عن نفسه قائلا بنفاذ صبر:
"انا اسبها في حالها...ديه هي إلا ماشيه ورايا من صباحية ربنا في البيت علشان اتجوز واشوف عروسه ومش عارف ايه"
*هز هشام راسه يضحك:
"هو حر يا ام صالح يتجوز ولا ميتجوزيش خليكي في حالك وشغلك وبس"
*ضربت السيده العجوز فوق صدرها وبنظرة حنونه تطلعت على فارس تقل:
"فارس ربنا يكرمه ويسعده عمري ما اتكلمت معاه في حاجه غير وسمع كلامي بصراحه انت تربيتك ما يعلم بيها الا ربنا شد عليهم شويه بدل ما مدوخين امهم كده...بلا نيله على ده جيل"
*استمر هشام في الضحك مقهقها ثم ربت فوق كتف ام صالح يطلب منها:
"طيب هحاول اربيهم من جديد تعالى بس اعمليلي كوبيه شاي علشان مصدع"
*اقتربت ام صالح من هشام تضع أصابعها خلف اذنها تسأله:
"ايه عايز تعقد وتربع...اعقد يا حبيبي حد ماسكك"

*أطلق فارس ضحكته المجلجلة...وضرب هشام جوانب ساقيه يهتف:
"مش عايز حاجه"
*واطبق محمد فوق أسنانه وهو يتمتم من بينهم:
"نفسي افهم انتي بتسمعي الا على مزاجك وبس والا مش عجبك متسمعيش"
"يابني عالي صوتك شوية...عيش ايه الا عايزه يابني... انزل كلك اي حاجه انا ناقصه دوخه ياختي"

*خرجت ام صالح من غرفه فارس تبرطم بينما قلب محمد شفتيه وتهجمت ملامحه يتمتم:
"حاسس اني هشل والله... اضحك يا خويا اضحك مين قدك مانت عريس ناس ليها ملك وناس ليها ام صالح"
*اغمض فارس عيناه ووقف يخلع قميص الأبيض من فوق بشرته السمراء اللامعة وبطوله الفارع أشرف على محمد قائلا بمكر:
"هدخل احلق دقني وش ع السريع اطلع ماشفش وشك هنا"
*غمز بعينيه يكمل بمزحه شقية:
"علشان عايز اطمن على المدام بتاعتي"
*أطلق محمد ضحكه تهكمية وهو يقفز من فوق السرير ثم لكم فارس في معدته يقل:
"اتكلم مع المدام وماله...بس امسك حالك شويه لأحسن...ولا بلاش ام اروح اشوف ام صالح حبيبتي"
*خرج محمد يصيح على ام صالح بصوت مداعب
بالوقت الذي وقف فارس فيه أمام مراه حمامه المستديرة يرتب لحيته بماكينة الحلاقة الكهربائية متمتاً:
"وحشاني يا ملوكه"
...................................................
*اجفلت ميرال على صوت امها القوى التي زفرت أنفاسها الحانقة وهي تقول بشفاه ملتوية:
"لسه مصممه على رائيك ميرال...ليه مش عايز تيجي غداء حبيبتي...ابتسام هانم وحسن بيه 'ثري جنتيه' ومازن شاب..."
"مامي بليز متتعبيش نفسك انا مش جايه...احنا نعرف الناس ديه منين هما اشتروا جزء من أرض بابي الله يرحمه وبيقنا جيران وبس ايه لزوم الغداء والعشاء مش فاهمه"
*ارتفع حاجبي فلورا بتوجس فأكملت ميرال بصوت متهدج:
"مامي انا فاهمه كويس جدا الا في رأسك...انسيه بليز لأني وبكل وضوح معجبه بشخص تأني"
*التمعت عيون فلورا وقالت بهدوء تصاحبه ابتسامة مرتجفة:
"شخص تاني...مين؟ عرفتيه امتى وفين ميرال؟
احنا لسه هنا في مصر من شوية صغيرين ولا الشخص ده موجود في دبي"
*رفعت ميرال اكتافها وجلست أمام حاسوبها تتواصل مع موقع بيت الأزياء العالمي بباريس للتفاوض على عرض الدفيله الخاص بشتاء 2015 ابتسمت وهي تكتب فوق لوحه المفاتيح بأنامل أنيقة:
"لا يا مامي هو مصري موجود هنا في اسكندرية ورجل أعمال ناجح وسيم جدا مامي سامره جسمه طوله اناقته هيبته وقاره...."
*رفعت فلورا كفها تهتف بانزعاج:
"بس مين صاحب المواصفات القياسية ديه حد من عايله ابوكي ولا منين اتكلم ميرال بسرعه"
*قالت بعيون متألقة مشعه ببريق سعادة وهي تضم كفيها أسفل ذقنها والابتسامة لا تفرقها:
"من عايله طنط شمس...ابن اخوها فارس الحسيني
مامي في الحقيقه هو خطير ومثير جدا أعجبت بيه كتير...ويظهر هحبه اكتر علشان كده من فضلك مامي انسى موضوع مازن الشافعي ده خالص"

*تنهدت فلورا بارتياب وتوتر...وجلست بجانب ابنتها المفعمة بالحيوية والنشاط ويبدو عليها من توهج بشرتها وضحكتها الصافية انها على وشك العشق:
"لكن ميرال بالتأكيد شاب بنفس مواصفات ديه هيكون متجوز أو له حبيبه ع الاقل...بيبي ماي سويت هارت بلاش تصرع في المشاعر"
*انتفضت ميرال رافضه للفكرة قائله بهوس شديد وتملك أشد...ارتجفت شفتيها وغامت مقلتيها رائعة الجمال بسحابه كثيفة من الدموع وقالت:
"No Way mom" "لا يمكن امي"
"هو مش مرتبط ولا في بنت في حياته انا متأكدة ده عملي عملي جدا...شغل وبس وكانت ملك قالتلي مامي انا مستحيل اتخيل حاجه زي كده. مستحيل"

*اتسعت مقلتي فلورا بدهشة وارتفعت حواجبها استغرابا...طفلتها المدللة عاشقه لهذا الرجل حتى النخاع لهفتها و ارتجافها هوسها يدل على عشقها الجارف ولكن كيف ومتى حدث هذا الإعجاب الغير عادي واين كانت هي:
"ميرال انا شايف انك لازم تعرفي هو سينجل ولا في ريلشن حبييتي عشان انتي متجرحش قلبك اسأل ملك...ملك تعرف بالتأكيد"
*حاولت ميرال الاعتراض بنزق رافضا فكرة ارتباط فأرس بأخرى...اعترضت بشدة ولكن فلورا عاجلتها قائله:
"لازم تتكد من مشاعر ميرال بيبي...بليز"
"اوك مامي...اوك بكره هروح المجموعة واتكد منه بنفسي....بس استحاله اروح معاكي لدعوة الغدا ديه تمام"
*ابتسمت فلورا تعانق وجهها الناعم الجميل وهمست برقه:
"علشان خاطر مامي ميرال هتقبل دعوة"
..........................................

"لسه نايمه ومش عايزه تأكل"
*كان هذا صوت مراد الذي توجس من توتر لجين
على ابنتهم...حبست هنا نفسها بغرفتها من ليله أمس وبالتحديد من بعد عودتها من الخارج ارتجف قلب لجين من الخوف وهي تلاحظ الشحوب الذي يغزو وجه صغيرتها الناعم...تطلعت بتوسل نحو زوجها....الذي تنهد ووقف وهو مستعد للخروج:
"حاضر يا لجين هدخل اشوفها...بس افرضي حاجه بناتي هتقولها ليا ازاي"
"مراد انت عارف حبيبي هنا مش بتخبي عنك حاجه ابدا ادخل اسألها هتروح معاك عند ليلى ولا لاه...وشوف مالها"
*آسبل مراد اهدابه يفكر ثم قال بعقلانية بعد تفكير:
"لجين تفتكري هنا تكون متضايقة علشان ليلى ومالك هيتخطبوا"
*ارتبكت لجين قليلا وتغيرت ملامحها بالقلق لكنها تراجعت وهزت رأسها نافيا:
"لا طبعا ديه فرحانه من قلبها...مش عارفه فيها ايه المشكلة انها مش بتتكلم معايا في حاجه ادخلها انت مراد"
"هنا حبييتي ممكن ادخل؟"
*جلست فوق سريرها تمسح دموعها بظهر يدها بأسي ومازالت هناك الكثير من العبرات العالقة في جفونها تسيطر عليهم بقوه وقهر حتى لا تفلت تلك العبرات وتفضحها أمام الغالي العزيز والدها لقد
كسرته واحنت ظهره دون أن يعلم...فهي خير ما يقال عنها الان انها ابنه عاصيه قبيحة الأخلاق عديمة الشرف...تحرك مراد بوقار ناحيه الستائر المنسدلة فوق زجاج شرفتها تحجب نور الشمس البرتقالي والذي أشرف على الغروب ثم التفت إلى صغيرته المدللة جميله الوجه ناعمة الحسن:
"هه هنا قلبي مش هتقول لبابا حبيبها فيها ايه؟ مين مزعلك شاوري انتي على أي حد مزعلك وشوفي بابا هيعمل ايه"
*أرادت أن تصرخ بعلو صوتها...تصرخ بنحيب قائله:
"إنا مستحقيش يا بابا...انا مرمغت اسمك وشرفك في التراب"
*عجزت عن كتم شهقاتها التي خرجت منها بدموع ساخنه مقهورة وارتمت فوق صدره تتشبث به بقوه شعر بالخوف يحرق احشائه طفلته...تبكي بحرقه وتتألم ماذا حدث لها:
"هنا في ايه قلقتي قلبي عليكي...اتكلمي يا هنا حبيبتي في حد عملك حاجه امبارح اتكلمي"

*دق قلبها بنقوس الخطر لم تنسى من سنتين عندما قامت اختها الصغيرة بعمل جراحه خطيرة بالقلب ووقتها تأثر مراد وكاد أن يصاب بشلل نصفي عندم تعرضت صغيرته إلى بعض المضاعفات
فكيف سيتحمل هذا الخبر الشنيع الموت أهون وأشرف لها من تعرض والدها الحبيب لأي خطر يؤثر عليه:
*ابتسمت من بين دموعها وحركت رأسها...فتهدل شعرها حوالها بفوضوية جميله لتقل بصوت خافت ضعيف:
"مفيش حاجه يا بابا بس اتخصمت مع أعز صديقه ليا في الجامعة وتقريبا انفصلنا"
*تنفس مراد الصعداء ومرر أصابعه فوق خديها الطريان بندي دموعها يمسحهم فهمس مبتسم:
"كل ده ولا يهمك أن شاء الله ترجعوا تاني لبعض انتم أصحاب واستحاله تستغنوا عن بعضكم"

*هزت رأسها وقالت متلعثمة وهي تبادل والدها ابتسامته...بابتسامه حزينة:
"معتقديش يابابا خلاص انتهينا"
*أحاط مراد وجهها الرقيق فأمالت رأسها نحو يده الحنونه ترتاح فوقها وهي تطلق الآهات فسألها مراد بشك حتى يرتاح:
"هنا حبيبتي انتي عارفه بابا بيحبك ازاي...واي مشكله هو هيحلها من غير اي تدخلات تونسية"
*وحرك راسه للخارج قاصدا زوجته...فابتسمت هنا ابتسامة حقيقة تلك المرة...اكمل مراد بكل هدوء وتفاهم:
"هي صحبتك ولا...."
*تنحنحت تبتلع لعبها غمغمت بوجع تخفيه:
"صحبتي يا بابا صحبتي"
*قبل مراد جبهتها وهمس لها وهي يدللها برقه فهي ابنة فلذة كبده قطعة من قلبه وهو اب حنون يخاف من نسمة الهواء أن تجرح نسمات قلبه ونور عينه هنا وساره:
"طيب مش هتيجي معايا علشان ليلى ومالك انتي قولتي هتحضري"
"لاااااااا...لا تت...عبانه...تعبانه يا بابا انا بس اكون كويسه هروح لليلي على طول"
*انقبض قلبه...يبدو ما يفكر فيه صحيح هنا تشعر بالغيره ربما تمتم بالاستغفار ووقف وضحكه جانبيه تغزو شفتيه...وانحنت يقبل قمه رأسها هامسا:
"طيب حبيبتي براحتك"
*خرج من غرفتها وأغلق الباب خلفه فاطلقت العنان لدموعها وتمتمت بألم حاد ينخر في عظامها:
"سامحني بابا...انا اسفه حبيبي"
*احني راسه يشعر بالانقباض...هنا تعاني من شيء ما يرقها...رفع راسه ونظر إلى لجين بعينان قلقه حائرة وقبل أن يتكلم كانت لجين الأم تهز رأسها وتقل بوهن:
"سمعت كل حاجه...يظهر عندك حق"
........................................
*برقت عيناها بحنو وهي تحكم عقدة ربطة عنقه تحت نظرات عبد الله المتذمر كعادته....ظل ينظر لشفتيها المضمومتان بلهفة فهي تبدو شهيه جميله ناعمة كقطة السكر التي تذوب داخل الفم بفستانها الارجواني القصير بإكمام ضيقه تصل إلي معصميها
وفتحت صدر مناسبه يزينها عقد اسود اللون...كم تمنى أن يرتشف من محياها ويوزع قبلته الحميمة فوق عناقها نزولا إلى نحرها لولا هذا المتذمر الواقف فوق راسهما:
*لاحظت نظراته...وتنهداته الحارة التي تلفح بشرتها وتذيب عظامها...سعيدة تكاد أن تطير كالفراشة الملونة من شده سعادتها خاصه بعد إظهار غيرته العمياء من شاب صغير في عمر فارس ومحمد وربما أصغر...احاط خصرها يهمس:
"الفستان يجنن عليكي...اشتريته امتى"
*لانت ملامحها وابتسمت بجذل تهمس:
"شكرا من ذوقك...بس نزل ايدك بيدو واقف وعينه علينا واكيد ودانه كمان"
"ماما...خليكي معايا شويه"
*شهقت شمس معترضه وهي تلفت له بحنق:
"في ايه؟ وقف هنا ليه حضرتك وليه مكملتيش لبسك...والله انا زهقت حتى هدومك مش عارفه تلبسها"
*تذمر عبدالله بشده ورمق والده الذي يصفف شعره بنظرة استغاثة...فالتفت يوسف له وجلس فوق المعقد يسأله:
"في ايه عبد الله ولسه مكملتيش لبسك ليه حبيبي مش انت كبرت...علشان ماما تساعدك نادره بتعمل كل حاجه وحدها"
*ضرب عبد الله قدمه بقوه وقال باعتراض شديد يشكي لوالده:
"نادرة ديه هي المشكلة...اشمعانه هي تروح مع ملك عند جدو هي ومايا وانا أفضل هنا معاكم...ماما قالتلي خليك مع مالك انا كنت عايز اروح معاها"

*صاحت شمس بغضب وهي تحمل حذائه الأسود اللامع وتضعه أمامه غافلا عن عينان مشتعلة بالغضب:
"قولت للمرة الرابعة والمرة الجايه مش هقول هاخد قرار على طول...هما بنات مع بعض ونادره بنت تروح انت تعمل ايه ومتقولش أعقد مع جدو جدك تعبان ومش ناقص وجع قلب"
*ارتداء عبد الله حذائه ووقف أمام المرأة يضع من عطر والده تحت نظرات شمس المندهشة من هذا الطفل العنيد المهتم بحاله ورونقه أكثر من والده وأخوه الأكبر...قال لها بصوت واثق قبل أن يخرج من الغرفة:
"خلاص يا ماما انا اسف بس والله انتي مدلعه نادره جدا انا جاهز خلاص ومستني في الجنينه"

*فتحت شمس فمها باتساع ونظرة ليوسف الغاضب العينان وهو يحاول كبت غضبه:
"انت ساكت شايف ابنك بيقول اي.."
"ملك ازاي تتحرك هي ومايا من غير اذني...هو انا ماليش كلمه في البيت ده...وازاي انتي تسمحي بكده وانتي عارفه السبب"
*لوت شفتيها قائلة:
"وايه يعني ده بيت جدهم...وليلي احتاجات يكون معاها بنات عمتها فيها ايه"
*طرق فوق الطاولة المستديرة بمنتصف الغرفة الواسعه عدة طرقات يصرخ:
" فيها ايه...فيها أن فارس هناك والزيت جنب النار ياشمس"
..............................................
*ضمها من خصرها يحملها خلف باب غرفته المغلق وهي تكمش بأظافرها في تلابيب قميصه الأسود وعينيها شديده الجمال جاحظتين في رماد عيناه العاصف بالحب والاشتياق ارتجفت واصابعه تلمس ساقيها بخفة رفع فستانها واصابعه تكمل
صرخت بخفوت:
"فااااارس...بطل جنان احنا في بيت جدو وفي اوضتك"
*همس أمام شفتيها بشفتيه فشقعر بدنها وامكست بأكتافه العريض:
"طيب اعمل ايه...انا عريس جديد والنهارده صباحيتي ومراتي بعيد عني...وفجاه الاقها قدامي جميله وطعمه ومسكرة اعمل ايه...امسك اعصابي ازاي بس"
"لازم تمسكها لأحسن نتفضح اعمل معروف وخصوصا قدام بابا أوعدني"
*همست وهي تحرك اهدابها الناعمة وشفتيها تلمس وجنته المزبزه بلحية مرتبه تجعله اوسم مما تتخيل واجمل:
"أوعدني حبيبي "
*لوي شفتيه مبتسم بمكر واحني راسه أكثر يلتقط شفتيها بين شفتيه في قبلة مجنونه أودع فيها حبه واشتياقه وعشقه الذي لا ينتهي وبخبرتها القليلة بدلته قبلته وهي تغرس اناملها بين خصلات شعره الفحمية القصيرة وكفه الحر يتجول بأريحة فوق ساقيها صاعدا إلى أعلى ووسط تلك المشاعر الجياشة الملتهبة بالنشوة...انطلقت شهقة قويه اجفلت كل منهما فابتعدوا عن بعضهم وارتبكت ملك وهمست بعينان جاحظة:
"احنا متجوزين والله"
*بينما ابتسم فارس بمرح يضع كفيه داخل جيوب بنطاله الأسود الأنيق:

يتبع

Continuar a ler

Também vai Gostar

4.7K 137 1
رومانسي أجتماعى ،جريئه بعض الشئ
343K 29.5K 13
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...
188K 3.9K 34
هى : أنثى رائعة الجمال غجرية الشعر ، مجنونه ، ثائره ، رقيقه ، حنونه ، مزيج متضارب من الصفات ولكنها رافضه تماماً للحب والزواج ، تهرب دائماً وتبتعد ولك...
27.8K 1K 31
يا فاتن العينين كيف اغويتني واصبحت اهوى في عينيك مالم اهوى