طائر الشمس |حقيقية|

By MH_313

1.9K 265 47

قصه حُب مستحيله ربماً ؟ حب في سبيل الله وفي الجنه القاء .؟ بأعظم الرتب هُناك ! ..(ماذا فعلوا هؤلاء إذاً) ق... More

مقدمه
🕊🤍
البارت الأول
البارت الثاني
البارت الثالث
البارت الرابع
البارت الخامس
البارت السادس
البارت السابع
البارت الثامن
البارت التاسع
البارت العاشر
البارت الأحادي عشر
البارت الثاني عشر
الرابع عشر
السادس عشر
السابع عشر
الثامن عشر
التاسع عشر
العشرون
الواحد والعشرون
الثاني والعشرون
الثالث والعشرون
الرابع والعشرون
الخامس والعشرين
السادس والعشرين
الثامن والعشرين
التاسع والعشرون
ثلاثون|صور|

الثالث عشر

20 3 0
By MH_313

حمامة بيضاء في سجن الرشاد

وصلت (ميسون) ومن معها الى سجن (الرشاد) عصـر يـوم شتائي قارص البـرد مـن شهر تشرين الأول).. ففتحت مسؤولة أمن القسم الرقيبة (السجانة مي) باب القسم الثالث لتدخل ثلاث فتيات كالأقمار..

طالعت الأخوات السجينات إثنتين من الغيد الحسان تتبعهم ثالثة.. حمائم يتألقن حيوية وشباباً، بيد أن التي في الوسط كانت أربطهـن جأشاً وأشدهن مراساً رغم العباءة المتداعية والثياب البالية التي خرقها نهش الكيبلات ولسع السياط، والتي تنبيء الناظر بآثار التعذيب التي طبعت على جسد هذه الفتاة الباسلة..

دخلت (ميسون) القسم السياسي رافعة الرأس تمشي على هون كأنها حورية هبطت من الجنة تشرق جمالاً وجلالا.. كان على وجهها سيماء العبادة والبراءة، فلم يرها أحد إلا وفاض خزناً وألماً لمصيرها.. شغفت جميع الخمائل الخضراء في سجن (الرشاد) لرونقها وشموخها وترتمن لبراءتها ونقائها إعجاباً وفخراً، وتغلغلت في طيات روح كل من رآها، بل حتى الرقيبات اللاتي قدت قلوبهن من الحجر الأصم -فضلاً عن سجينات الاقسام غير السياسية- تأملنها بشغف وخزن!!

بيد أنها كانت لاثبالي بما ينتظرها، بل وكأن أمراً مؤنساً كان

ينتظرها! (1)- وصلت الشهيدة ميسون سجن الرشاد يوم الاثنين 30/ ١٠/ ١٩٨٤ م.

أودعتها الرقيبة في غرفة ذات سرير واحد من غرف المحكومات

بالإعدام").

تقول إحدى الأخوات السجينات(٢) اللاتي كن مع (ميسون) في القسم الثالث

«الشهيدة ميسون من عائلة مسالمة بعيدة عن الجهاد، وهـم أصحاب مال وثراء.. حاول والدها أن يثنيها عن الإرتباط بالشهيد الدكتور حسام بسبب الطريق الصعب الذي سلكه.. فكان يقول لها؛ سوف أشتري لك سيارة خاصة بك وأوفر لك كل ما تشتهين مقابل أن تكوني مثلنا ومعنا.. تمتعي بالدنيا كباقي نفسك لذائذها.. الفتيات ولا تحرمي من

بيد أن (ميسون) اختارت طريقها عن وعي وبصيرة، فهي ترى ان السعادة الحقيقية في حكم الإسلام حيث انتشار العدل والصلاح في المجتمع.

إعتقلت (ميسون) وعذبت في مديرية أمن بابل ومديرية (الامن العامة) ثم حكمت بالاعدام.. وفي عصر يوم من أيام م إنفتح باب سجن (الرشاد) فأطلت منه شابتان يبدو عليهن الهدوء والاطمئنان.. كانت إحداهنّ ذات جمال فاتن زغم عباءتها القديمة وملابسها الممزقة.. عام 1984 .

بعد الترحيب بهن دار مع (ميسون) الحديث التالي: - أيتها الأخت.. من أية محافظة جئتم؟

(۱)- يحوي القسم السياسي الثالث على عدة غرف صغيرة مخصصة للمحكومات بالاعدام. (۲)- السجينة المجاهدة أم إيمان العباسي.

- أنا من بغداد (الكاظمية)، وأدرس في جامعة بغداد - كلية

الآداب.

- عفوا، أتسمحين لنا ببعض الاسئلة؟

أومأت بالموافقة الممتزجة مع تلك الابتسامة الساحرة وقالت:

- نعم، تفضلوا.

- ما هي قضيتك؟

- ألقي القبض علي أنا وفتاة أخرى وسبعة رجال من بينهم خطيبي.

- بأية تهمة؟

- كتا قد اتفقنا على عملية جهادية نستهدف منها زعزعة النظام الجائر الذي لا يعرف للدين أو الإنسانية معنى.. وقبل أوان تنفيذ العملية طلب خطيبي أن نتزوج، فقلت له؛ ياعزيزي أن لكل فتاة (مهر) قبل الزواج، ومهري هو تنفيذ هذه العملية بنجاح.. كانت تلك أمنيتي التي رجوت تحقيقها، سيما وخطيبي شاب مجاهد يحب العمل في سبيل الله.. - وماهي العملية أختاه؟!

لم توضح طبيعة العملية.. تكتمت عليها، إبتسمت واكتفت - هي عملية الهدف منها كما قلت (تضعيف) وهز النظام

بالقول:

الظالم.

- وهل نفذتم العملية؟

- نعم، وافقني خطيبي في الرأي، وفعلاً تم والحمد لله تنفيذ العملية بنجاح تام لولا شخص (خائن) من نفس مجموعتنا، كان

مندشأ بيننا! كنا نعتقده مجاهداً.

إنتابتنا الدهشة ووجمت عيوننا خزناً شديداً، بعدها سألناها

عن اسم هذا الخائن المندس؟ لكنها امتنعت وقالت: - ليس مهماً (الآن) معرفة اسمه.. المهم انه كشف سرنا، فحكم علي وعلى خطيبي وبقية الرجال بالإعدام» وتقـول سجينة زينبية أُخـرى(1) في ر رسالة جوابيـة جاءتنـا مـن

المهجر السوري :

«أود أن أعرب عن أن ذكرياتي متواضعة للغاية، لان العتب على الذاكرة، حيث منع منا القلم والورق طيلة تلك السنين العجاف الطوال في معتقل (الرشاد).. وبعد جهد لترتيب وإعادة الذكريات، أقول بتوفيق الله الذي

أرجو أن يسددني لمزيد من المعلومات وبشكل دقيق :

جاءتنا الشهيدة ميسون غازي الكاظمي الى سجن (الرشاد) عام ١٩٨٤ م بصحبة الأخت أنعام حميد (أخت الشهيد حسام من محافظة الناصرية) والأخت إيمان (من محافظة الديوانية)، والثلاث طالبات في كلية الآداب.

(۱)- السجينة المجاهدة مريم سلمان حسون الشروفي؛ إحدى القيادات النسوية في منظمة العمل الإسلامي، وزينبية من أهالي كربلاء المقدسة، جاهدت ضد نظام الجور في بغداد فاعتقلت يوم ٢٦/ ٧/ ١٩٨٢م بتهمة الانتماء لمنظمة العمل الإسلامي وحكمت محكمة (الثورة) العسكرية عليها بالسجن المؤبد حسب المادة (٢٥٧).. عاشت مع الشهيدة ميسون فترة معتقل (الرشاد) وحتى مشهد التوديع صباح يوم الاعدام.. أطلق سراحها بعد الانتفاضة الشعبانية المباركة في العفو العام الصادر يوم ٢٧/ ١٢/ ١٩٩١ د م.

محل سكن الشهيدة هو بغداد، الكاظمية - علي الصالح.. كان والدها ثرياً حيث استعد لدفع مبلغ كبير جداً (في ذلك الوقت نصف مليون دينار) لمسؤولي (الأمن) كي يتم تخفيض الحكم من الإعدام وفق المادة (156 - أ) الى المؤبد وفق المادة (156 – ب)، ولكن دون جدوى! -

سبق مجيء ميسون الى سجن (الرشاد) العديد من الشهيدات أمثال الشهيدة الحاجة (رجيحة كاظم الخطيب)..

أخبرتنا الشهيدة أنه قد تم القبض عليها وعلى خطيبها الدكتور حسام وعلى عدد من الرجال بتهمة تفجير (...) في بغداد.. وكان يوجد معهم شخص مندس لم تخبرنا باسمه.. لذا فقد تم الحكم على المجموعة بالاعدام وفق المادة (156 - أ) في محكمة (مهزلة) صورية..».

ويضيف المكتب الجهادي لمنظمة العمل الإسلامي، في رسالة جوابية قيمة، جاء فيها:

«الشهيدة ميسون غازي الأسدي من مواليد بغداد - الكاظمية، سكنة علي الصالح.. طالبة في كلية الآداب - جامعة بغداد، والدها من أثرياء بغداد، استعد لدفع مبلغ نصف مليون دينار لتخفيف حكم الاعدام الى المؤبد ولم يستطع، بل لم يفلح حتى في مواجهتها وهي في السجن.

إنتمت الى منظمة العمل الإسلامي بواسطة الأخت (أنعام حميد) التي كانت معها بالكلية والتي بدورها مفاتحة من قبل أخيها الشهيد (حسام حمید) خطيب الشهيدة ميسون.. وقد سبق ميسون إنضمام الأخت (إيمان مشير) الى المنظمة.

كان للشهيدة ميسون نشاط كبير في صفوف الطالبات كتوزيع الكتاب والمنشور الإسلامي الواعي، لذا نراها قد نجحت في كسب الكثير من الطالبات..

١٩٨٤ إعتقلت ميسون وبقية المجموعة في الشهر الرابع من عام ام في قضية واحدة، وقد شمل الاعتقال كلا من الطالب في الجامعة التكنلوجية (السيد حسين هاشم مطلوب) والمهندس (محمد الملي) والدكتور (حسام حميد) وأخته (أنعام حميد) والمهندس (السيد أحمد عباس وتوت).

وكان سبب الاعتقال هو نفوذ واختراق المجرم (رفيق كتاب علوان) الذي كان معتقلاً سابقاً عام ١٩٨٢ م بتهمة التحرك الديني، حيث أطلق سراحه وعمل وكيلاً للسلطة وتمكن فيما بعـد مـن كسب ثقة الكثير من المؤمنين ومنهم المهندس السيد أحمد عباس وتوت، وعبر السيد وتوت تعرف على مجموعة العمل التي تضم الشهيد الدكتور حسام وخطيبته الشهيدة ميسون. إعتقلت المجموعة بتهمة معارضة السلطة الحاكمة والانتماء الى الخلايا المسلحة لمنظمة العمل الإسلامي والتخطيط لأغتيال رأس النظام أثناء تجواله في بغداد أو زيارته لأحدي جبهات الحرب علي إيران. وتم إعدامهم رضوان الله عليهم وفق المادة 156 – أ». -

***

ظلت ميسون في سجن (الرشاد) بضعة أشهر قضتها في مرضاة الله، فهي راضية بخاتمتها سعيدة بنهايتها.. كانت تستثمر جل وقتها وما تبقى من أيام ربيعها في العبادة والتقرب إلى الله،

تملأ وقتها بالاستغراق في الصلاة والصوم وقراءة القرآن والدعاء. أما في أوقات الفراغ المحدودة (الرخصة الشرعية) فهي تزور غرف الأخوات السجينات(۱) كالفراشة توزع حبها على الجميع.. يكاد سنا نورها يضيء ممر وغرف القسم.

ولأنها تحب الشعر وتميل الى تأليف الأناشيد راحـت تـداوي جراح الصابرات ببلسم قصائدها وعذب أناشيدها للثورة الإسلامية وقائدها الإمام الخميني قدس سره ولشهداء العراق وقائدهم الشهيد الصدر قدس سره.

هامت بها الأخوات في قسمي سياسية (الرشاد) أي هيام، لما وجدن فيها من روحية نقية كالبلور وسريرة طاهرة كماء المطر ومحيا يغرق حياءاً لأقل ثناء ووجنتين تفيضان حمرة لأدنى مزاح.. حينما تناديها الأخوات تأتي منقادة بكلمة (نعم) أو (حاضر) خجلة تتعثر في سيرها، وإذا تحدثث معها إحداهن أحنت رأسها احتراماً وأخفضت جفنيها انصاتاً.. أما إذا أرادت هي أن تطلب حاجة مألوفة تجدها تقترب وتهمس بحياء.

لذا فهي عندما كانت تتمشى في الممر أو تتنقل بين الغرف بذاك القوام الممشوق وبتلك الابتسامة الخلابة، كنا تسرح أبصارنا بجمال طلعتها البهية ونستفز عقولنا بقيم روحها الأبية.. فرؤية وجهها الباسم -كانت بحق- تطرد عنا عناء الغم والهم.

(1)- إعتادت الأخوات السجينات على تسمية غرف القسم الثالث - وكذا القسم الرابع - باسماء عفوية بريئة لاتمت للفئوية أو المناطقية بأية صلة، فكانت غرف الهندسة والبصرة والثورة والنجف والكوت حيث النفوس -سيما في تلك الظروف - تميل الى المجالسة مع من يؤنسها بما هو قريب من ذكرياتها.. بيد ان ذلك لا يمنع من وجود سجينة من (الثورة) مثلاً قد اختارت غرفة الهندسة، وهكذا.

ولأن ميسون لم تحظ بأي مواجهة شهرية) مع أهلها بعكس مواجهات قسمي المؤبد والرابع، إنطلقت الأخوات بنشاط مألوف وتنسيق معروف لتوفير كل ما تحتاجه من ملابس جديدة وأقمشة بيضاء، وبدأن بتوزيع الواجبات وحسب المهارات فكان على البعض فصال وخياطة الكفـن (سروال أبيض طويل محكم النهايات وقميص أبيض طويل ومانتو) وعلى البعض الآخر كتابة سورة يس ودعاء الجوشن والعديلة على الكفـن(٢).. كن يرفضن أي مشاركة من ميسون وبأي عمل، ليوفرن لها الوقت الكافي للتفرغ للعبادة والوصال.

فهو يعني (1)- المواجهة الشهرية؛ مصطلح متداول في عالم السجون والمعتقلات.. لسجينات القسم السياسي الرابع في سجن الرشاد زيارة الأهالي لهن وجلب ما هو ضروري كالطعام والملابس وماشابه.. أما سجينات القسم السياسي الثالث (الإعدام والمؤبد) فالمواجهة لهن تعني ؟ فقط السماح للأهالي بأيصال الطعام والملابس من خلال رقيبات السجن ومن دون زيارة ولقاءا وفي الحالتين يخضع العوائل -كما المواد- لتفتيش دقيق جداً لئلا تغفل

عيونهم وأيديهم عـن قلم أو رسالة.. في إحدى المرات وبسبب الإنتظار الطويل تحت شمس تموز الحارقة قالت أم عجوز لإحدى الرقيبات اللاتي بالغن في تفتيش مواد المواجهة حيث بعثرن الطعام والملابس وفتحن علب التنظيف وعبثن بالشاي والشكر: - لو كنتم مخلصين هكذا ضد اليهود لتحررت فلسطين منذ عقود.

أجابتها الرقيبة سميرة زاجرة: - بلاكلام.. إنها أوامر الضابط المسؤول - وتقصد مدير السجن النقيب حسن العامري. وما كان من جواب الأم التي اتعبها الانتظار إلا وقالت :

مسؤولكم هذا، مسلم أم يهودي؟ وما أن أوصلت الرقيبة الحوار الى المدير - سيما وقد صارت كلمات تلك الأم موضع سخرية وتنذر السجينات صده - حتى قرر الإنتقام فألغى المواجهة مدة

(6) أشهر وجعل من (الرشاد) جحيماً لا يطاق. (۲)- في عام 1980 م نفذ النظام الجائر حكم الاعدام بإحدى زينبيات الرشاد في سجن (أبو غريب)، وكانت ترتدي -كالعادة- تحت ثيابها وعباءتها كفناً كتب عليه سورة يس ودعاء الجوشن وما أن سحلوا جسدها الطاهر من منصة المشنقة الى إحدى القاعات المجاورة لنقلها فيما بعد إلى الثلاجة حتى كشف عن الكفن وبان ما عليه من كتابة، فهرع أحدهم مسرعاً إلى ضابط مفرزة الاعدام يخبره بأن رسائل ومنشورات معادية للحزب والثورة قد كتبت على ثياب الفتاة لتصل الى الحزب الذي كانت مرتبطة به!! وبعد فحص وتدقيق ومن جهات عدة عرفوا الحقيقة.

Continue Reading

You'll Also Like

24.9K 2.2K 12
" ظننتُ أنّ الخمر يهوَى شاربهُ ، و خمرُ عيناكَ قد نفى وجودِي ، حُلوي ! "
104K 4.8K 36
رسِام الليل ذو الموهبة الاستثنائية و اللورد الذي سيقوم بتحويل حياته الى الجحيم. Jungkook||top Taehyung|| ‏bottom
162K 8.7K 32
"كنت بمفردي طوال الوقت" "اهزم" "اتعثر" "اتألم" "دون ان ينتبه احد او يلاحض وكانت هاذه الوحده رغم وحشتها هي مصدر قوتي"
11.3M 1.1M 144
لبوةٌ وثلاث صغيرات .. هُنَّ لها وطنًا جميل وهيَّ لهنَّ معنى الأمان يعيشنَّ في بئرٍ من الحرمان معَ ذلكَ الذي يُدعى أب ولكنهُ في المكرِ ذئب فَـ متى...