طائر الشمس |حقيقية|

البارت السابع

أرض عطشى.. وطاعون!

هي عيني ، أبو ميسون.. أختي أم ميسون، ميسون ابنتي) مثلما ابنتكم.. إلبنيـة عاقلة ومتدينة وتعرف مصلحتها، والولد يشبهها كثيراً.. ثم لاداعي لهذا التشاؤم، فالأعمار بيد الله، صدقونـي بعـد الزواج «حيتغيرون وحينشغلون»(۲) بالأطفال وبالمسؤوليات الكثار.. وهكذا دخلت خالة ميسون مع والديها في حوار طويـل ثـم في حديث هادىء، ليتفق الجميع على الخطوبة والعقـد فقط فيما يؤجل الزواج الى حين التخرج. نعم، وافق الوالدان بعدما حاولا أن يثنياها، لاعن حسام بل عن عزمها الراسخ في السير في هذا الطريق الذي اختاره حسام! لقد استخدما شتى أساليب الاغراء معها، فوالدها يدرك أن ابنته تمشي في طريق الموت.. جميع أخواتها يعيشون حياتهم في دعة، فهم متدينون ومسالمون ولايتقربون الى مايؤرق الاب، إلا ميسون.. فهي رغم تربيتها العالية واحترامها الكبير لوالديها لم تتنازل عن نهجها المقدس وعدالة قضيتها، سيما وقد لمست

بعد أيام جاءت الخالة الطيبة لزيارة أهل ميسون لاقناع والديها بالموافقة على خطبتها:

(۱) - عاشت میسون سنيناً طويلة في بيت خالتها.. فهي أمها الثانية التي شاركت في تربيتها بعد أن خرمت من نعمة الأبناء. (۲)- اللهجة الدارجة عند أهالي مدينة الكاظمية الكرام.

مظلومية شعبها وأدركت مسؤوليتها الشرعية تجاه عراقها. لذا اضطر الاب للرضوخ للأمر الواقع والموافقة على استقبال الدكتور حسام لتحديد موعد لاعلان الخطبة، خصوصاً وانه يمتلك من الصفات والسمات مايرتضيها الناس الخيّرون، ثم هو مطمئن لأختيار ابنته لزوجها وشريك مستقبلها نظراً لما تتمتع به كريمته من رجاحة عقل ودقة اختيار، فهي ابنته ويعرفها جيداً.‏

مهر الحرية)

وقعت البشارة على قلب وروح د. حسام - عن طريق أخته وقع المطر على الأرض العطشي..

وبعد أيام تم ترتيب لقاء بين (حسام وميسون) والذي طلب فيه منها إخبار الأب بزيارته التمهيدية نهاية الاسبوع الحالي، لكن ميسون رفضت هذه الفجالة بحياء ودلال: مهر مثل بقية

- عفية حسام إعذرني.. مو من حقي أطلب البنات المخطوبات؟

- طبعاً ميسون.. والله أبيع عيوني واشتريلج المهر التتمنيه. إسم الله عليك خسام، شنو هالحجي! ترة والله أزعل! - لا والله ما أريد أزعلج ميسون، بس حبيت أبين قيمتج عندي.. صدك؟ ليش أني ما أعرفك! - أوكي، زين أرجوج وضحيلي شنو إللي أقدمه إلج! - - الله عليك! تحجي -

- أشكرك حسام.. بس حباب لا تتفاجأ.. ميخالف مهري شوية

يختلف؟

- ليش أتفاجأ! شنو الموضوع ميسون؟ صدقيني بديت أقلق..

(۱)- كان مهر ميسون كبيراً، لأنه مهر جميع زينبيات العراق.. فالغاية من العملية تنفيذ ما تم التخطيط له - بالتنسيق مع جهة إسلامية أخرى- متمثلا باغتيال رأس النظام.

مو - مهري يا حسام هو أن نباشـر بتنفيذ العملية (...) قبـل مـا تروح لأهلي وتخطبني.. آني وأنت وكل الأخوة في المجموعة نعرف خطورة العملية.. إي حسام ترة المهمة أبد سهلة! رغم أني عندي شعور حننجح بإذن الله. بعدهه حتكون قدمتلي المهر إللي أحلم بيـة مـن سنين.

- میسون يا قرة العين.. والله تتدللين، وبأذن الله راح ننجح

ونسمي مهرك (مهر الحرية).

هكذا كانا (حسام وميسون) يعيشان تلك الآمال الشرعية والطموحات الرسالية لتكون عشاً إسلامياً لقلبيهما.. غير أن أمنياتهما لم تدم طويلاً، حيث أصاب الطاعون قربة أحلامهم وانـدك كل شيء.. لقد اخترق سهم القدر القلبين الطاهرين لتستحيل ميسون الى قصة حب فريدة في نهايات القرن العشرين.

مظلومية شعبها وأدركت مسؤوليتها الشرعية تجاه عراقها. لذا اضطر الاب للرضوخ للأمر الواقع والموافقة على استقبال الدكتور حسام لتحديد موعد لاعلان الخطبة، خصوصاً وانه يمتلك من الصفات والسمات مايرتضيها الناس الخيّرون، ثم هو مطمئن لأختيار ابنته لزوجها وشريك مستقبلها نظراً لما تتمتع به كريمته من رجاحة عقل ودقة اختيار، فهي ابنته ويعرفها جيداً.