امـاريـتـا - مڪتملة √

By il___71

786K 45K 1.3K

لم أرَ من قبل خوف وجوه أهل زيكولا مثلما كنت أراه في تلك اللحظات أسفل أنوار المشاعل، زيكولا القوية التي تباهي... More

بيجانا - الحلقة الأولى
خائنون جدد - الحلقة الثانية
عهد مينجا - الحلقة الثالثة
فتاة خائفة - الحلقة الرابعة
القافلة - الحلقة الخامسة
اماريتا - الحلقة السادسة
الشميل ـ الحلقة السابعة
عجوز غريب الأطوار ـ الحلقة الثامنة
أيام صـعبة ـ الحلقة التاسعة
هذيان مفاجئ ـ الحلقة العاشرة
الأماريتي ـ الحلقة الحادية عشر
رحيل قريب ـ الحلقة الثانية عشر
خالد حسني ـ الحلقة الثالثة عشر
مضحك ـ الحلقة الرابعة عشر
سفينة مشتعلة ـ الحلقة الخامسة عشر
قصر الملك ـ الحلقة السادسة عشر
قانون جديد ـ الحلقة السابعة عشر
عهد الرسل القديم ـ الحلقة الثامنة عشر
دقات مُخيفة ـ الحلقة التاسعة عشر
جيش ڪبير ـ الحلقة عشرون
خائنة ـ الحلقة واحد وعشرون
اصدقا۽ قدامى ـ الحلقة الثانية والعشرون
الحلقة الثالثة والعشرون
نادين ـ الحلقة الرابعة والعشرون
بلدة غريبة ـ الحلقة الخامسة والعشرون
قرار حاسم ـ الحلقة السادسة والعشرون
رحلة جديدة - الحلقة السابعة والعشرون
الحلقة الثامنة والعشرون
سيدة عجوز - الحلقة التاسعة والعشرون
اقليم اكتارا - الحلقة الثلاثون
خطاب الحاكم - الحلقة الواحدة والثلاثون
الحلقة الثانية والثلاثون
الحلقة الثالثة والثلاثون
مسار ثعباني-الحلقة الرابعة والثلاثون
باب آخر-الحلقة الخامسة والثلاثون
الحلقة السادسة والثلاثون
وجوه خائفة - الحلقة السابعة والثلاثون
الحلقة الثامنة والثلاثون
وشم النجوم الخمس - الحلقة التاسعة والثلاثون
الحلقة الأربعون
محاكمة عاجلة - الحلقة الواحدة والأربعون
ممرات سرية - الحلقة الثانية والأربعون
الحلقة الثالثة والأربعون
الحلقة مـا قبل الأخيــرة

الحلقـة الأخيــرة

21.9K 1.4K 275
By il___71

كنت قد تيقنت أنها النهاية، سيدي على حافة الموت .. شاحب أعلى المِنصة .. والسيدة أسيل .. أعلنها القاضي خائنة مرة أخرى، السياف يقف بِسيفه اللامع في تحفُز .. قبل أن تتعالى صرخات النساء فجأة بِالصفوف الخلفية ويتدافع الناس مِن خلفنا بقوة، فسقط جسدي بين أجساد كثيرة سقطت مع التدافُع وإرتطمت رأسي ودارت بي وكان الزمن توقف مِن حولي وصار كل شيء أمام عيني ضبابياً يتحرك ببطء شديد وأصبحت أصوات الوجوه المذعورة متداخلة تصرُخ جميعاً قائلة:

الأماريتيون!!

تصرُخ مُنى بجواري وهي تهُز جسدي:

لقد نجحوا لقد عادوا..

كانت أعداد الأماريتيين كثيرة للغاية .. أسراب قادمة لا تنتهي .. يقودهم القائد جرير لم يكن هناك إلا مئات قليلة مِن الجنود الزيكولين يحيطون بنا عَلِموا أنهم لن يستطيعوا فعل شيء وأعلنوا إستسلامهم بعدما لاذ حاكمهم ومجلسه بالفِرار وسقط أهل زيكولا جميعهم مِن حولنا واضعين أيديهم فوق رؤوسهم وهدأت ضجتهم بعدما لم يؤذهم جندي أماريتي مِن قريب أو مِن بعيد، وأسرع القائد جرير إلى المِنصة حيثُ رَقد جسد سيدي بجواره سيدتي التي لم تُشَحب إلا قليلاً بعدما شتت هجومه عقول مَن أرادوا نَيل ذكائها، ثمَ اهتزت الأرض فجأة مِن أسفِلنا و دوى صدى صوت عنيف فعلِمنا أن مجانيق أماريتا قد بدأت في إطلاق كُرات لَهيبها بِتتابُع تِجاه سور زيكولا.

كان يوما مخيفاً .. لن تنساه زيكولا وأهلها لم تتوقف المجانيق عن إطلاق كُراتها طوال ساعاته، ومع كل ضربة كانت الأرض تهتز مِن أسفلنا، وتحركت حشود الأماريتيين الهائلة تجاه المنطقة الشرقية، لم يتركوا سوى بضع آلاف حاصروا الساحة الوسطى بِمَن فيها، لم تكن الحرب الكبرى التي توقعها الجميع .. لم تدم المعركة إلا لساعات كان بها الجيش الزيكولي صامداً مطوقاً من الجانبين شرقا وغرباً .. قبل أن يدلف نحو باب زيكولا مِن شروق الشمس حشد من فقراء أكتاراَ .. عُراه الأجساد يسيرون في ترنُح كالموتى غير عابئين بالسِهام التي تشُق الأجواء ذهاباً وإياباً، كانت وجوههم شاحبة شاردة تسير أقدامهم الحافية في إتجاه واحد مهما تساقط منهم لا يضعون للموت بالاً يقودهم خالد الذي عاد إلى المنطقة الوسطى بعد مَغيب الشمس وإطمئن إلى الأماريتي الذي إستعاد وحداته مِن جنود زيكولا الجرحى بعدما أجبرهم القائد جرير على ذلك، و اطمأن إلى صحة أسيل وإحتضن زوجته مُنى قبل أن يتركنا وينطلق على جواده إلى المعركة المشتعلة بِالمنطقة الشرقية، يقود الفقراء مِن خلّفِه.

كان يؤمن أن أهل زيكولا وجنودها بشر بينهم صالحون وأنقياء .. رغم الطمع والجَشَع يعلم أنهم غير مُذنبين بما فعلهُ حاكمهُم ومجلسه فَسَعاى كي يتوقف ذلك القتال ولم تلبث أن تسربت الأخبار بين جنود زيكولا عما فعلته بلادهم بِأصحاب الملامح الغريبة الذين ساروا نحوهم فاضطربت قلوبهم التي كانت تؤمن دَوماً أن زيكولا أكثر البلاد عدلاً، وساد التشتت بينهم وخرّت عزائمهم ووصلت إلينا الأنباء مع منتصف النهار إنَ الجيش الزيكولي قد إستسلم وَأُعلِنت هزيمته.

وبسرعة النار في الهشيم إنتشرت الأخبار عن الممرات والأنفاق السرية ذات الأبواب الأرضية أسفل جبال المنطقة الشمالية وعلى عكس ما عهدنا فما إن عاد خالد بالفُقراء إلى المنطقة الوسطى بعد إنتهاء الحرب حتى وجدنا أهل زيكولا أنفسهُم يخلعون ثيابهم لِيستروا بها أجساد الفقراء العارية، ويقدمون لهم الطعام ويربتون على أجسادهم، ومنهم مَن قبل رؤوسَهم يعتذرون عما حدث لهم.

طُبِّق عهد الرسل القديم .. وأسقط خيانة سيدتي الطبيبة أسيل والغريب خالد ونادين وإياد وبالطبع خيانة ملِكنا الذي أمَر بإفاقه كافة خزائن الذكاء النائمة ووزع على كل فقير مِن فقراء إكتاراَ الناجين عشرين ألف وحدة ذَكاء.

كُلِّف أطباء زيكولا جميعهم بِمتابعه حالات الفُقراء الصحية تقودهم الطبيبة أسيل التي تنقلت بينهم وعادت إليها ابتسامتها التي عُرِفت بها دوما وهي تُداعب أطفالهم وبناتهم.

بالنسبة لِخالد وَمُنى فقد قرراَ مغادره زيكولا مع اليوم الرابع بعد إنتهاء الحرب، كانت لحظة لا تُنسى ربما سأظل أحكي عنها كثيراً مستقبلاً، احتضنَه سيدي وهو يشكره واحتضنته نادين وكانت الطبيبة أسيل تقف بجواري حين توقف أمامها لِلحظات، فابتسمت إليه وإحتضنته وسَمعتها تهمس إليه:

شكرا لأنك عدت مِن أجّلي.

وأكملت:

تمتلك زوجة طيبة لا تجعلها تحزن يوماً.

فابتسم ثمَ صافحني وصافحتنا مُنى جميعاً و ركِبا عربة فَخمه شقت طريقها إلى المنطقة الغربية ليعبروا نفقهما إلى سِرداب فوريك ورافقهم إياد بالعربة.

لم يُعرف حتى الآن لماذا رَفض المجلس الزيكولي هَدم نفق المنطقة الغربية بعد اكتشافه غير أن الملك تميم قد أمَر بِهدمه بعد عبور خالد وَمُنى وكذلك الأنفاق الكبرى والممرات أسفل المنطقة الشمالية بعد مشورة رجال مِن كبار زيكولا كانت تثق بآرائهم الطبيبة أسيل كما وعدهُم بإصلاح ما خَربته مجانيق أماريتا بسور بلادهم.

وكان اليوم الثاني عشر مِن إنتهاء الحرب حين إصطفت خيول وعربات على وشك التحرك تحمل أهل اكتاراَ بعدما فضلوا العودة إلى بلادهم عن البقاء في زيكولا، كانوا جميعهم يرتدون ثياباً جديدة أختلف ألوانها وصارت وجوهم متورِدة غير شاحبة بينهم السيدة الإكتارية تحتضن ولدها صبي يقارب عشر أعوام - كنا قد عرفنا إنها فقدت ولديها الآخرين - وكنت أقف بِجوار سيدتي على جانب الطريق بين الزحام حين لَوحت لنا بيدها تشكرنا وتقبل ولدها الذي لوح إلى الطبيبة بشده فسمعتها تقول شاردة:

تمنيت لو رأى السيد سيمور ذلك.

وتابعت وهي تنظر إلى باقي الأطفال الإكتاريين الضاحكين:

حلقات متصله من القدَر لو فُقِدَت حلقة واحدة لإختلفت مصائر شتى.

كانت مِن بين قافلتهم عربات محملة ببضائع ومؤن كثيرة بعدما أعلن الملك تميم أن زيكولا ستسدد كل عام حصة مِن المؤن والعتاد إلى اكتاراَ تعويضاً عما أذّنَبَته كما لبيّ طلبهُم الذين نقلوه إليه عبر السيدة الإكتارية وحملت العربات الوسطى أقفاصَاً خشبية كُبل بها حاكم زيكولا السابق ومجلسه الذين اعتقلوا ووجهت لهم تهمة قتل ما يفوق سبعين الف اكتاري ولم يعترض أهل زيكولا على ذلك وضحكنا حين وجدنا نادين تقترب مِن عربة كبير القُضاة وتمد يدها وتصفعه بقوة قبل أن تتحرك العربات في طريقها إلى المنطقة الشرقية لتعبُر باب زيكولا.

أوفى الملك تميم بوعده بأنه جاء إلى هذا البلد لإسقاط خيانة الطبيبة فحسب، ولم يبقى بزيكولا أكثر مِن شهر لم يتدخل خلاله من قريب أو مِن بعيد بقوانين زيكولا وترَك لِأهلها حرية إختيار حاكم زيكولي جديد كما اعتادوا دوما كل خمسة سنوات، وعاد مع الجيش الأماريتي إلى سفنه وأُغلق باب زيكولا مِن بعدهم.

اُلغيت اتفاقية البشر مقابل الديون بإكتشاف مقبرة الفقراء أو ما سميت بعد ذلك بالأرض المحرمة، وقاد الجيش الأماريتي بقيادة القائد جرير حروباً ضد البلاد التي أرادت تطبيقها..

بعد أيام مِن رحيل الملك وإغلاق باب زيكولا اتخذت طريقي إلى المنطقة الغربية مع إياد الذي أقنعني بالبقاء للعيش في زيكولا أستطيع أن أقول الآن زوجي إياد..

وأخيراً لم تعُد الطبيبه أسيل إلى أماريتا وإحتلت مكانتُها مرة أخرى كطبيبة زيكولا الأولى، ورحب الملك تميم بِرغبتها غير أن الأسطول الأماريتي قد تَرك سفينة ملَكية واحدة يتناوب عليها أطقم البحارة، إنتشرت الأقاويل أنَ تلك السفينة ستظل راسية مكانها أبدا الدهر حتى تُقرر الطبيبة يوما أن تعبُر هضاب الريكاتا مجدداً.

بعد عام ونصف

في بلدة البهو فريك كان الهدوء يسود الليل قبيل الفجر وكان الجو حاراً خانقاً حين دوت صرخات رضيع أيقظت مُنى التي أسرعت إلى سريره الصغير وحملته إلى صدرها ثم سارت به نحو الشُرفة فتوقف عن بُكائه وكادت تعود به إلى سريره قبل أن تلمح نجماً بالسماء يلمع بعيداً في عزلة عن باقي النجوم فحدقت به واطالت نَظرها إليه ونَطقت غير مصدقة:

أسيل

ثمَ إلّتفتت إلى سريرها كان خالد يَنام على جانبه واضعا رأسه بين وسادتين لم تكن تعلم أنهُ قد فتح عينيه حين شعُر قلبه بقلق مفاجئ..

في الوقت ذاته كان شراع السفينة الراسية قرب شاطئ بحر مينجا قد انتفخ وأسقطت مجاديفها الطويلة إلى الماء لتبدأ ابحارها في اتجاه الجنوب....

النهايـــــــــة

Continue Reading

You'll Also Like

2.2K 231 10
دليل الفتاة المسلمة و صدقة لي جارية 🌸
18.7K 257 30
رواية "أرض زيكولا 3" للكاتب المصري عمرو عبد الحميد
181K 5.8K 75
رواية تتحدث عن باحثة اجتماعية تنتدب إلى أحد مناطق الجنوب وتبدا الأحداث في ضل صراع العادات والتقاليد وكيف تستطيع ان تكسر القيود وتبدأ احداث الحب المحا...
6.7K 204 18
عادة نحن نترك امر الثقة بالاشخاص الى العينين ماذا يحدث حين تكذب العين وتزيف الحقائق وحين ينجلي ضباب الاوهام ويظهر المخفي هل يحدث ما يخطط له القدر؟...