الحلقة مـا قبل الأخيــرة

12.7K 893 11
                                    

نظَر جرير إلى الجنود الأسرى بِجانبه ونَطق إلى كبيرهم:

هل جاءت أخبار عن مَلِك أماريتا؟

فنَطق مُتباهِياً:

سيحاكم ظهيرة اليوم وسيُقتل..

فدَس فارس أماريتي مِن خلفه سيفه في مؤخرة عُنقه، فسأل جرير جنديا آخر وأشار إلى الطريق الشرقي:

إلى أين يؤدي هذا الطريق؟

فأجابه مُرتعداً:

ينتهي بباب أرضي إلى مِنطقة جبلية قريبة مِن المنطقة الوسطى وقُرب نهايته يوجد مَمر إلى قصر خزائن الذكاء التابع للمجلس الزيكولي.

فسأله خالد:

والطريق الغربي؟

قال الجندي:

تُلّقى الجثث خارج سور زيكولا.

فإمّتطاَ جرير جواده وصاح بِرجاله:

لِنُذيق هؤلاء القوم عقاب فِعلَتهم..

فصاحوا جميعاً، بينما إمتطى خالد جواده واتجه إلى الطريق الآخر وحين نظر إليه جرير قال:

هناك أمر علية أن أتحقق مِنه أولاً

كانت الأُلوف مِن أهل زيكولا قد بدأت في تجمُّعها بِساحة المِنطقة الوسطى لِحضور محاكمة الأماريتي .. ساحة رملية واسعة تقع بِالجانب الغربي لهذهِ المنطقة .. شيدت بها مِنصة كبيرة تُشبه منصة الذبح بِساحة المنطقة الشرقية، أحاطَها عدد قليل مِن فُرسان وجنود زيكولا، كانت المرة الأُولى التي يتجمع بها أهل زيكولا قَلِقين القلوب .. رغم أحاديثهم الواثقة عن نصر جيشهم، لا تعلو وّجوهَهُم فرحتَهم المعتادة في تجمعاتهم .. حتى الموسيقى التي عُزفت بينهم بدت كئيبةً مُرتعشَة، لم يتراقص إلا قليلٌ منهم توقفوا عن رقصهِم حين وجدوا جرحى معركة الشاطئ مِن الجنود قد تقدموا إلى الصفوف الأمامية..

وعلى مقرُبة مِن طرف الساحة الجنوبي .. هبط إياد ورفقتُه مِن عربة العجوز وَدَلفوا بين المُتزاحمين يتقدمون الصفوف إلى الصفوف الأمامية يغطي رأس أسيل غطاء رأسها المعتاد وتُغطي منى رأسها بِوشاح كانت قد أتت بِه من بلدها بينما لم تتبدل ثياب قمر أو إياد، وأكملوا تقدمهم نحو المِنصة تنظر أعينَهم بِالسماء إلى الشمس التي لا تزال بجانبها الشرقي.

في الوقت ذاته كانت الخيول الأماريتية تنطلق كالعاصفة في الطريق الشرقي مِن النفق تندفع بهم الأرض مِن أسفلهم إلى أعلى كلما تقدموا، ويصيح جرير بمقدمتهِم إلى الملك فيصيحوا مِن خلّفِه في حماس شديد، بينما انطلق خالد في الطريق الغربي يركُض حصانه بين القضبيين الحديدين المثبتين على إمتداده ويضئ الطريق مِن أمامهِ مصابيح نارية كانت مُثبتة مضيئة على جانبَيه.

وأمام سور زيكولا الشرقي .. باتت الحُشود الأماريتية الزاحفة على بُعد مئات الأمتار مِنه، كانت دقات طبولها الكبرى تصل إلى آذان الجنود، ثمَ أطلق بوق عال فتوقف الحشد عن تقدُمه وأطلق بوق آخر وإختلف إيقاع الطبول ليصبح أكثر سرعة، فبدأت خيول المجانيق بالصفوف الخلفية تنحرف بمجانيقها شمالاً وجنوباً في تناوب، فهمس جندي زيكولي كان يمسك بقوسه أعلى سور زيكولا إلى زميله في ذهول:

امـاريـتـا - مڪتملة √حيث تعيش القصص. اكتشف الآن