امـاريـتـا - مڪتملة √

By il___71

852K 46.8K 1.6K

لم أرَ من قبل خوف وجوه أهل زيكولا مثلما كنت أراه في تلك اللحظات أسفل أنوار المشاعل، زيكولا القوية التي تباهي... More

بيجانا - الحلقة الأولى
خائنون جدد - الحلقة الثانية
عهد مينجا - الحلقة الثالثة
فتاة خائفة - الحلقة الرابعة
القافلة - الحلقة الخامسة
اماريتا - الحلقة السادسة
الشميل ـ الحلقة السابعة
عجوز غريب الأطوار ـ الحلقة الثامنة
أيام صـعبة ـ الحلقة التاسعة
هذيان مفاجئ ـ الحلقة العاشرة
الأماريتي ـ الحلقة الحادية عشر
رحيل قريب ـ الحلقة الثانية عشر
خالد حسني ـ الحلقة الثالثة عشر
مضحك ـ الحلقة الرابعة عشر
سفينة مشتعلة ـ الحلقة الخامسة عشر
قصر الملك ـ الحلقة السادسة عشر
قانون جديد ـ الحلقة السابعة عشر
عهد الرسل القديم ـ الحلقة الثامنة عشر
دقات مُخيفة ـ الحلقة التاسعة عشر
جيش ڪبير ـ الحلقة عشرون
خائنة ـ الحلقة واحد وعشرون
اصدقا۽ قدامى ـ الحلقة الثانية والعشرون
الحلقة الثالثة والعشرون
نادين ـ الحلقة الرابعة والعشرون
بلدة غريبة ـ الحلقة الخامسة والعشرون
قرار حاسم ـ الحلقة السادسة والعشرون
رحلة جديدة - الحلقة السابعة والعشرون
الحلقة الثامنة والعشرون
سيدة عجوز - الحلقة التاسعة والعشرون
اقليم اكتارا - الحلقة الثلاثون
خطاب الحاكم - الحلقة الواحدة والثلاثون
الحلقة الثانية والثلاثون
الحلقة الثالثة والثلاثون
مسار ثعباني-الحلقة الرابعة والثلاثون
باب آخر-الحلقة الخامسة والثلاثون
الحلقة السادسة والثلاثون
وجوه خائفة - الحلقة السابعة والثلاثون
الحلقة الثامنة والثلاثون
وشم النجوم الخمس - الحلقة التاسعة والثلاثون
الحلقة الأربعون
محاكمة عاجلة - الحلقة الواحدة والأربعون
ممرات سرية - الحلقة الثانية والأربعون
الحلقة مـا قبل الأخيــرة
الحلقـة الأخيــرة

الحلقة الثالثة والأربعون

15.2K 959 18
By il___71

على  مقرِبةٍ مِن نهاية الطريق الثُعباني توقفت الخيول الأماريتية وترجَّل خالد وجرير وسارا إلى نهايته يوارِيان جسديهما، ورأياَ مِن أمامهُما سور زيكولا شاهقاً على بُعد قُرابة ثلاثُمئة متر مِن سهل رملي، وأشار خالد أمامه .. وقال لِجرير:

هناك يقبع الباب الأرضي حسب وصّف الملك تميم..

وتابع وهو يُبصِر جندي يقف أعلى سور زيكولا:

هؤلاء القوم لا يفكرون على الإطلاق خوفا مِن فُقدان ذكائهم.

ثم عادا إلى فُرسانهِم .. فقال خالد لهم:

ايها السادة أريدكم أن تخلعوا خِوَذَكم..

فَنظَروا إلى جرير فبادرهُم وخلع خُوذتَه .. فَخَلَعوا خِوَذَهم، فمر بينهم لمسافة أمتار ينظر إليهم .. ثمَ صاح بصوته إلى فارس شاب أبصره بِصَف بعيد كي يتقدم نحوه .. كانت رأسه حَليقة يُشبه في جسده حارس القاضي .. وقال له حين أقترب ووقف أمامه مُترجِلاً:

ما رأيك أن تكون أول مَن يدخل زيكولا؟

فضرب الفارس بقدمه الأرض ووضع قبضة يده على صدرِه فابتسم خالد .. وقال وهو يدَعهُ يركب جواد الحارس الابيض:

لقد قطعنا كل تلك المسافة وعرَّض مَلِكُك حياتَهُ للموت مِن أجل هذهِ اللحظة..

لا تنظر خلفك فقط إندفع إلى السور واثقاً..

لا يستطيع أحدٌ بهذا الارتفاع أن يحدد ملامحَك .. أنت مِن هذهِ اللحظة حارس كبير قُضاةِ زيكولا.

فملأ الشاب صدرَه بِالهواء وأخرجه ببطء فضرب خالد مؤخِرة حِصانه فانطلق في طريقه يعبُر السهل الرَملي يترقبه خالد وجرير اللذين توارا وراء نتوءاين صخريتين تدُق قلوبهُما، غير أحد الرِماه الذي صوب سَهّمُه مشدوداً عن آخره إلى الأعلى تجاه الجندي البادي وكانت عين خالد تتحرك بين الشاب على الحِصان أمامه وبين الجندي بالأعلى ثمَ قلل الفارس مِن سرعته وأقترب مِن السور فلم يحدث شيء، فَنظَر خالد إلى الجندي بالأعلى لم يبدي أي رد فعل، فوجد الفارس يدور بحِصانه وجعله يشُب على قوائمه الخلفية وَيصهِّل عالياً صهيلاً متتالياً فانفرجت أساريرهُ حين سمعت أُذناه صريراً إستمر لِلحظات إنطلق معه الجندي إلى داخل الأرض بِمَيل عبر باب أرضي فُتِح مائلاً عن آخرِه فضرب كتف الرامي برفق فانطلق سهمه إلى أعلى السور ليخترق جسد الجندي ويسقطه مِن أعلى إلى السهل لِتندفع الخيول بفُرسانها يتقدمهم خالد وجرير نحو باب زيكولا الجديد.

كان الباب الأرضي المائل يؤدي إلى نفق واسع تستطيع عَربتين كبيرتين المرور به مُتجاورتين عُلِقت على جانبَيه على مسافة متساوية مصابيح نارية مشتعلة جعلت معالِمه واضحة كان يشبه فِ تصميمه سرداب فوريك غير أن جدرانه الصخرية لم تكن مَنقوشة، و ظهرت بِسقفه قوائم حديدية أفقية تدعم صخوره..

ركضت الخيول يعلو صهيلُها بعدما ضَرب جرير بسيفه الحاد زوجاً مِن السلاسِل الحديدية كانت مثبَتةً بباطن الباب الأرضي السميك وتمتد مِنه إلى مجرى صخري لِتلتف حول إسطوانة حديدية كانت مصدر صريره أستقامت منها السلّسلة إلى أعلى عبر فُرجَه مربعة بِسقف النفق لِيتحكم بالباب جندي السور، وكان ثمة سُلم حديد قائم يتدلى عِبر الفُرجةِ ذاتَها وتعددت فتحات النفق بِسقفه بالأمتار الأولى مِنه، ثم ظهرت جماعة مِن جنود زيكولا لم تزيد أعدادهم عن بضع عشرات حُصدت سيوف الأماريتيين رؤوسهم في طريقها .. وأكملت الخيول طريقها بِالنفق تندفع بهم الأرض مائلة إلى أسفل.

كانت الحُشود في تقدُمها مِن الطريق الثُعباني إلى النفق الأرضي عبر السهل الرملي تشبه أسراب النمل المُسرعة إلى جحرها في صفوف طويلة لا تنتهي، ثمَ أبصر خالد عربات أصطفت قابعة على جانب النفق، فَتذكر السيدة الإكتارية وحديثها عن نقل فُقراء بلادها في عربات كانت صوامعها أقفاصٌ مِن قوائم خشبية، و كانت الخيول قد قطعت ما يزيد عن اربعة أميال .. حصدت به رقاب عشرات آخرين مِن جنود زيكولا حين إنتهى النفق بباب خشبي مفتوح على مصراعَيه إلى رُدهَةٍ كبرى دائرية كان قطرها يقارب السهل الرملي أمام السور، يتفرع منها ممرات ضيقة لا يزيد عرضها عرض الممر الواحد عن خمسة أقدام على إمتداد محيطها، بينهما ممرَين واسعين أحدهما يميناً والآخر يَساراً يصل عرضهما إلى عرض النفق الذين دَلَفوا مِنه..

وظهر بالأُفق جنود آخرين كانت على وجوههِم المفاجأة والخوف كذالك مِن مصيرهم الإعتقال، ثم هبط خالد عن جواده ومعه جرير وأمسك بجيادهما جُندي وتقدما مع بعض الجنود إلى أحد الممرات الضيقة .. كانت المصابيح النارية المُعلقة على جُدرانهِ مُضاءة، لِتظهر أبوابا حديدية متجاورة مُغلقة على إمتداد جانبَي المَمر بين كل باب وآخر بضع أمتار فَضرب جرير قفلاً كبير كان يغلق أقرب الأبواب إليه وركل الباب بقدمه وفَتحه .. كانت غرفة مُظلمة تفوح بها رائحة كريهة .. وما إن دَلف إليها خالد حتى سمع جلبة مفاجئة وهمهَمات مَكتومَة فاقترب بشُعلته خطوات بِداخلها .. فظهرت ملامح لوجوه سَقيمة .. تُشبه ملامح سيدة اكتاراَ، واقترب آخرون مِن خلّفِه بشُعلهِم بينهم جرير فظهرت مِن أمامهِ أجسادهم عارية مُتكدسين مكبَلَةٌ أطرافُهم بِسلاسل حديدية وإلتفت حول أعناقهِم سلاسل أُخرى موصولة بِحلقات كانت مُثبتةً بالحائط كانت أعينهم تظهر مع ضياء المشاعل خائفة ترتعد أجسادهم .. فاقترب منهم أكثر، كانت وجوههُم شاحبةً شحوبً يعلمُه .. شحوب فقراء زيكولا وَظهورَهُم مُمَزقة في خطوطٍ مِن أثر الصياط، كان عددهم بالغرفة يتجاوز خمسين في غرفة لا يتجاوز طولها أو عرضها عن بضع أمتار بينهم أطفال لايتجاوز عمرهم عشر سنوات لم تفلت ظهورهم مِن آثار جَلّدها، فدَق قلبه في ذهول هو وجرير .. الذي لم يصدق ما يراه، وأمَر جنده بِأن يفتحوا كافة الغُرف بالممرات..

كان عدد الممرات على حواف الرُدهه الدائرية اثنا عشر أمّتَدوا مِنها كَإشعة الشمس، بكل ممر ثلاثين غرفة على جانبَيه يتكَدس داخل كل غرفة عشرات مِن العَرايا شاحبين الوجوه حليقي الرأس نحيلي الجسد تلتصق جلودهم بِعظامهم، غرف أخرى إمّتلأت بِفتيات شاحبات لم يتجاوز عمرهن عقدهن الثاني حلقت رؤوسهن مثل غيرهم مِن الذكور تغطي أجسادهن فساتين بالية ممزقة كانت تُظهر أكثر مَا تستُر، كان خالد ينتقل مِن غرفةٍ إلى أخرى بشُعلته في ذهول كانت الجلبة ذاتها تحدُث مع فتح كل باب .. جلبة خائفة، النظرات ذاتها نظرات الذُعر والقهر مِن عيون مكسورة مستسلمه تنتظر موتها.

وبدأ الجنود يضربون سلاسلهم وأغلالهم بِسيوفهم، ثمَ جاء جندي إلى القائد جرير وأخبره عن غرف بِالممرات الشرقية تختلف عن باقي الغرف التي وجدوها، كانت غرَفاً متسعة نظيفة تعلق مصابيح نارية على حوائطها بالغرفة الواحدة عشرة أَسِرَة يرقد عليها رجال ونساء ملامحهم زيكولية نائمين موردين الوجوه مثبته باذرعهم أنابيب معدنية مثل التي ثُبتت لِأسيل مِن قبل.

كان خالد يتحرك بين أَسِرتهم ويتنقل مِن غرفة إلى أخرى .. ومِن ممر لِآخر غير مصدِق عينيه، ثمَ انتبه إلى الطريقَين الشرقي والغربي .. كان بأرضية كلاهما زوج مِن القُضبان الحديدية وتتوقف بكل طريق عربة مِن صندوق عميق يستند على أربعة عجلات حديدية صغيرة أُطرها مقعرة تلائم القضبان الممتدة، فاقترب مِن عربة الطريق الغربي فوجد بها جثث عارية شاحبة مبللة مكدسة إلى منتصف صندوقها كأنها تنتظر أن تمتلئ عن آخرها لتبدأ في تحركها .. فأبعد عينيه عنها.

وكان النفق قد أمتلأ عن آخره بِجنود أماريتا حين تولت مقدمتهم أمر بعض الجنود كانوا مختبئين بغرف بِنهاية الممرات وأسروهم مع آخرين يرتدون ثياباً زيكولية لم يكونوا جُنّداً، وجُمِعوا في منتصف الرُدهه خائفين بينهم شاب لم يكُف عن الإرتعاد وحاول الفِرار إلى الطريق الشرقي فأمسك به فارس وعاد به إلى القائد جرير فصرخ الشاب في خوف:

لست إلا طبيبا أُجبِر على العمل هنا.

فأشار جرير إلى فارسه بِأن يعيدهُ إلى وسط الرُدهه مع الباقين، وإلّتفت إلى العرايا الذين يخرجون ببطء مِن الغُرف واحد تلو الآخر يتلفتون حولهم في ذهول ويتحسس بعضهم رقبته فتتقلَص وجوهم الشاحبة مِن الألَم كانت الأغلال قد تركت أثارها على أعناقهم ومعاصِمهم فباتت جلودهم مُتاكلة مُتقرحة، كانت نظراتهم زائغة ينظرون إلى بعضهم البعض وهم يخرجون مِن الأبواب المفتوحة متثاقلي الأرجل تحدق أعين الواحد منهم بوجوه وأجساد غيره كأنه يتأكد إن كانوا هم من عرفهم من قبل أم لا، وخرجت الفتيات عبر أبواب غرفهن كانت أيديهن تُحاول أن تغطي أجسادهن المكشوفة وتتحسس بعضهن رؤوسهن الحليقة للمرة الأولى بعد فك أغلالهن فسالت دُموعهن دون توقُف.

حتى أمّتَلات الممرات، ووقفوا ينظرون بأعين متحجرة إلى جرير وخالد مِن أمامهم صامتين، ثمَ تقدم أحد القادة إلى القائد جرير بعد قليل من الوقت وقال:

هناك غرف كثيرة أخرى خالية .. لم يعُد أحدٌ بالغُرف .. عدد الفقراء ثلاثة آلاف، فأقترب خالد مِمن قال خائفاً أنه طبيب بِوسط الرُدهه .. وسأله:

أين الباقون؟

قال الشاب وهو يجثو على ركبتيه واضعا رأسه بين ذراعيه خوفا:

لقد سَلَكوا طريق الموت، وأشار إلى الطريق الغربي حيثُ وقفت العربة ذات الصندوق العميق .. وأكمل:

لم تتحمل عُقولَهم نقل ذكائها بِالكامِل إلى الخزائن.

وأشار بِرأسه نحو الغرف النظيفة المُتسعة .. وتابع:

ومن تحمَّل عقولهم ذلك لم يعد له قيمة .. فتُرِك لِيموت جوعاً.

ثمَ قال وهوَ ينظر إلى الفقراء العرايا بالممرات:

إنَ هؤلاء لم يؤخذ ذَكائهُم بِالكامِل بعد.

فَهبط خالد على ركبتيه أمامه وسأله في ذهول:

يُقتلون مِن أجل ذكائهم؟

فَهَز الشاب رأسه إيجاباً في خوف .. وقال:

نعم .. يمتلك الإكتاري الواحد على الأقل عشرةُ الاف وحدة ذكاء، فقال خالد:

لابد أن يكون هناك مقابل لِلذَكاء .. ما هو المقابل الذي ينالونه إن كان الموت حتمياً في النهاية؟

فقال الطبيب:

الذكاء مقابل الرحمة..

فضرب خالد رأسهُ بِيده ودَق قلبه وهوَ ينظر إلى أجسادهم المُمزقه بالسّياط وهمس إلى نفسه:

مقابل الرحمة.

ثمَ سأله:

كم مات مِنهم؟

أجابه:

يأتي لنا كل عام عشرون ألف اكتاري على مرتين منذ أربعة أعوام، فقال خالد شارداً:

ثمانون الف فقير لم يتبقى مِنهم إلا ثلاثة آلاف مسلوب ذكائهم.

فتابع الشاب متوسلاً:

إننا أُجبرنا على العمل هنا لإنامة الخزائن وإمدادهم بِسوائل مغذية وَمُنَوِمة، وغمر الموتى بِسائل اخترعه عالِم زيكولي لِمنع إنتشار رائحة جيفهِم، نحنُ أسرى مثلنا مثلَهم  مثل الخزائن لم يسمح لنا الجنود الرحيل أبدا منذ قدومنا......

Continue Reading

You'll Also Like

39.4K 2.4K 21
مجموعة قصصية من أدب الرعب منقول .. بقلم : د.تامر إبراهيم جميع الحقوق محفوظه للناشر سواء النشر الورقي أو الإلكتروني ... " أفكار كثيرة طازجة ، وحبكات...
44.4K 669 30
رواية "أرض زيكولا 3" للكاتب المصري عمرو عبد الحميد
3.9M 305K 56
ثم ؟! أتُراكَ تدري ما الفرق بينهما ؟! أقصد بين ( الألِف) و (كوز الذرة ) عدا أن الأول أحد حروف الهجاء والآخر نوع من أنواع النباتات ؟! لا علاقة بينهما...
42.1K 2.3K 33
عَشقها وكأنها أخر نساء العالميـن لا يأتي مثلها شبيهٌ في كُل هذهِ السنين آنينٌ و آنيـن ، يتبعهُ حَنيـّن غارقٌ في قاعٍ يُسمى .. " هوس العَاشقين " فَـ...