عشيقة لوالد زوجي السابق "+18"

Por Anabell_rain

564K 13.5K 7.7K

بريئة بقلب نقي سعيدة ومرحة ابتسامتها تشع علي ثغرها تمنحها لكل من تقابله صديقها عدوها وحتي حزنها اين ذهبت كلار... Mais

تنبيه
الجزء الاول
الجزء الثاني والثالث (طويل جدا 2٠الف كلمة)
الجزء الرابع
الجزء الخامس
الجزء السادس
الجزء السابع
الجزء الثامن
الجزء التاسع
الجزء العاشر
الجزء الحادي عشر
الجزء الثاني عشر
الجزء الثالث عشر
الجزء الرابع عشر
الخامس عشر
الجزء السابع عشر
الجزء الثامن عشر
الجزء التاسع عشر
الجزء العشرين
الجزء الواحد والعشرين
الجزء الثاني والعشرون
الجزء الثالث والعشرون والاخير
جزء اضافي( part 1)
جزء اضافي (part 2)
جزء اضافي (Part 3)
جزء اضافي part 4
جزء اضافي (part 5)
جزء اضافي part 6

الجزء السادس عشر

21.1K 527 817
Por Anabell_rain

فتحت كلارا عينيها لتلقي بضوء النافذة الذي انار  الغرفة معلنا عن وصول صباح يوم  جديد .. حركت رأسها لتستكشف المكان حولها ولم يكن اكثر من غرفتها بالمزرعة ...  وسرعان  ما جذب انتباها صوت خشخشة دفعتها للجلوس بسرعة لتعرف مصدرها .. وهنا تأوهت بالم هاجم كل مفاصل جسدها بلا استثناء عادت ذكريات الليلة الماضية الي مخيلتها لثوان كانت كفيلة بدفع الاحمرار لاحتلال خديها  ... هي حتما لا تذكر عددة المرات التي اخذها بها ولا كيف أحضرها الي هنا والبسها هذه الثياب التي تسترتها الان لكن بالطبع تذكر ان كلارا التي كانت معه البارحة اقرب لان تكون عاهرة تستحق الصفع عدة مرات

"صباح الخير فيونا "

اخرجها صوت ليون اللطيف من سهيانها و الذي للتو فقط لاحظت وجوده جالسا قربها علي الفراش وهناك تل من اوراق الحلوي المكدسة احاطت جسده الصغير  ومن البقع البنية التي احاطت بفمه ادركت ان شكولا
اقتربت منه لتطبع قبلة خفيفة علي خده وردت عليه

"صباح الخير لوسفير  الصغير .. من اعطاك كل هذا الكم من الشوكلا حتي تتناولها من الصباح "

ظهرت علامات التأنيب في تعابيره التي انقبصت وهو  يخرج من خلف ظهره صندوقا خشبيا قسم الي عدد من المربعات حوي كل واحد منها علي قطعة شكولا  قام تقريبا باكل نصفها

"اسف فيونا .."

سارعت لاحتضان خديه لكن قبل ان تحدثه سبقها باضافته

"لقد اعطاني بابا هذا الصندوق وقال لي ان اعطيك اياه حين تفيقين من نومك ... وانا لم استطع مقاومة شكلها كان مغريا لهذا تناولت منه قطعة او قطعتين  فقط  ، انت لن تغضبي مني اليس كذلك "

ضحكت بصدق وهي تري عفوية اعتذاره اللطيف .. ضمته اليها اولا ثم رددت له بصوت حنون

"لا أستطيع ان اغضب منك ابدا .. لا بأس ان تناولت منها  لكن عدني ان لا تتناول الحلوي في الصباح ابدا .. وعدني  انا لا تاكل كل هذه الكمية في يوما واحد "

اومئ لها بابتسامة وهو يصبح

"حسنا .. اعدك "

لم تستطع مقاومة اغراء جذبه ليجلس علي حضنها لبعض الوقت قبل ان تتركه جالسا عنده وتدخل الي الحمام حتي تغتسل فرائحة كين عالقة بها وتستطيع اشتمامها  وكانه يقف بجانبها الان ... لن تستطيع ادعاء انها لم تتوقع وجود كدمات زرقاء علي عنقها وربما في صدرها لكن صدقا تظن انها قد تكون بهذا السوء جسدها حرفيا امتلاء كل شبر له بعضة من اسنانه  فاللعين لم يكن ابدا لطيفا معها كما اعتاد ان يفعل في المرات الأوائل التي مارست  الجنس معه ، وهذا دفعها بالطبع الي تدثر جسدها بالكامل اسفل ملابس طويلة حتي لا يري احد تلك الاثار لكن تلك العضة في شفتيها ستضطر الي تأليف كذبة سقوطها في الحمام من اجل ان تغطي عليها .

خرجت من الحمام لتضم الي ليون بالغرفة والذي كان ينظر الي شيء امسكه بين يديه وكأنها صورة  دفعته لسؤاله

"مالذي تحمله "

رد عليها وهو يدير الصورة قائلا

"من يكون هذان "

مدت كلارا اصابعها المرتجفة لتمسك بصورة جمعت اميليا و بيتر لا تعلم متي التقطت بالضبط لكن من قصة شعر اميليا ادركت انها قبل موتها باسابيع ربما قبل ان ياتيا الي هنا ويدمران كل شيء ،

"هل تعرفينهما "

اعطته ابتسامة باهتة رافقت دموعها التي بللت عينيها

"انها صديقتي مع زوجها "

عاد ليون ليدقق علي الصورة بتركيز  ثم سألها

" و اين هما الان "

"في مكان ما بعيد من هنا "

فتح الباب  ودخلت عبره سيلين التي صاحت بكلارا وهي تتسائب

"صباح الخير كلارا  كيف كانت ليلة البارحة "

اتت لتجلس علي الفراش ايضا  وهنا سألتها كلارا متعجبة

"ماذا تقصدين كين لم يتفق معك اليس كذلك "

اصرت سيلين حاجابها ساخرة

"اخبرني بسبب واحد يدفعني الي جعل ليون ينام بيني وبين جوشوا طوال الليلةبدلا عن استثمار ذاك الوقت في البقاء لوحدنا ان لم يكن ذلك بدافع تهديد منه "

تنهدت مكملة

"لكن لا مشكلة فبرغوثي هذا لطيف وظريف لا يتعب في رعايته ابدا ... "

سحبت سلين الصورة من بين انامل ليون لتمعن النظر فيها مطولا ثم علقت

"كم كنت اكره قصة شعره القصيرة هذه ... اللعين كان يبدو مريعا بها "

التزمت كلارا الصمت ولم تعقب علي سمعته فلم تشعر بالراحة ابدا وهي تعود بذكرايتها الي ذلك الوقت ، حتي قررت تغير الموضوع باخر

" افترض ان علاقتك بجوشوا لم تعد كعلاقة اب  وابنته ... انا لن اخبرك انه شيء شاذ فها انا اذي اقيم علاقة مع والد والد زوجي السابق لكن ماذا بشأن ناز ... الست قلقة من ان يكسرها ما تفعلينه .. ليست هناك كذبة تدوم الي الابد سيأتي يوما ما وتعرف بالتأكيد    "

ابتسمت سيلين ساخرة عكس ردها الذي كان حادا

"بل سأسعد وانا اراها مكسورة محطمة بعد ان تخسر كل شيء  جميل حياتها ساحب رؤيت عالمها ينهار ويتحطم الي قطع صغيرة ارقص فرحا في بقاياها "

بدا الفضول ينهش كلارا لتعرف سبب قولها الفظيع هذا لكن اي كان هو فبالتاكيد لن يتناسب ذكره امام ليون لذا تمتم له وهي تقبل فروة رأسه

"ليون اسبقني الي غرفة العابك سانضم اليك بعد قليل وخذ معك صندوق الشوكلا ايضا "

استمع اليها دون جدال وما ان رأت جسده يتواري خلف الباب حتي اردفت

"هل ستنسين كل شيء قدمته لك اعني اللعينة بالاخير رهنت حياتها لتقوم بتربيتك ،كيف تحملين كل هذا الظلام اتجاهها  "

قاطعتها سيلين بنبرة محترقة

"بل رهنت حياتها من اجل ان تحصل علي مالي وقتل كل شيء عني لي  ... انها اكثر سودا من ان اكترث لها بعد الان واتمني لها الخير والسعادة علي حسابي انا  "

صمتت لوهلة وهي تسمح دمعة حارة نزلت علي خدها ومن ثم اكملت

"ناز لم تكن ابدا ذاك الملاك الذي تخيلته وءامنت به حين كنت صغيرة ... لطالما استغربت سبب رفضها للحديث عن الخلاف الذي نشب بينها هي والدي بعد ان وجدت مذكراته التي كتب فيها تلميحات عنه بالصدفة  حسب ما قراته ان علاقته بها كان منقطعة حتي  اودي حادث لعين بحياته هو وامي  ،والذي اكتشفته  مؤخرا  ايضا انه لم يكن حادثا  عاديا بل جريمة تم التخطيط والترتيب لها بعناية حتي تبدو كقضاء وقدر "

صاحت بها كلارا

"هل تقصدين ان ناز هي من ... "

اكملت لها سيلين من فورها

"اجل هي من قتلتهما ... منذ ان كانت طفلة اتصفت بالعدوانية والانانية لكن جدي وجدتي اعتبارا ان هذه صفات ستزول مع مرور الوقت وانها لا تحتاج الي علاج نفسي ... لكن الوقت اثبت انهم كانوا علي خطأ ... فعندما  وصلت الي الثانوية  قبضت عليها الشرطة وهي تعتدي علي احدي الطالبات في المدرسة  وتم تقيد محضر باسمها وبالطبع هذا اثار غضب جدي الذي حرمها من مصروفها طوال شهرين متواصلين ... ولم يكن يدري انه بهذا يصنع سبب موته هو جدتي ... تركتهم نائيمين في ليلة ما قبل ان تضرم النار في المنزل بعد ان تأكدت من  اغلاق باب غرفتهما حتي لا يتمكن احد منهما من النجاة وهذا ما حدث بالفعل ...   و حين اتت الشرطة اغلقو القضية علي انها حادث لكن ابي ادرك انها هي السبب ولطالما امن انها هي من قتلهم من اجل الورث والحصول علي مال ... لم يصدقه احد واتهمه الجميع بانه يقول ذلك فقط لانه يكرهها ... حتي انقطعت العلاقات بينهما تماما لسنوات الي حين  تمكن والدي بعد تقدم التكنولجيا من استخراج ما صورته الكاميرات في ذلك اليوم واكتشف اخيرا ما حدث هناك بالضبط لكن الخطأ الوحيد الذي ارتكبه هو تواصله معها واخبارها بما عرفه عنها وانه سيبلغ عنها الشرطة إن لم تذهب وتعترف علي نفسها أملا ان تكون  العقوبة بحقها مخففة ان بادرت هي بالاعتراف خصوصا مع امتلاكها تقارير تفصح عن عدم اتزانها العقلي آن ذاك  ... لقد اشفق عليها وحاول مساعدتها لتعود  للإنسانية  لكنها لم ترحمه فبعد يوم واحد فقط انحرفت سيارة والدي عن الطريق واحدثت اصطداما تمكن من قتله هو و امي ... انا كنت طفلة لا اعي لشيء وقتها لكن خالتي كانت تشعر بان ناز  احلك من ان تصلح لتربيتي لذا تولت رعايتي هي لعام كامل قبل ان تدهور حالتها النفسية فجأة وتتحول من ام ليء لشخص يهوي تعذيبي وضربي وبهذه الطريقة نجحت ناز في كسب حضانتي في المحكمة بالاضافة الي ثقتي  و ودي لها ... حتي اللحظة التي  خطفت بها من امام باب المنزل كنت اظنها تحبني وعشت حياتي وانا اخالها ملاك ضحي بكل شيء ليبقيني تحت جناحيه لكنها في الحقيقة انها  كانت و لاتزال الشيطان بعينيه "

رمقتها كلارا بذهول تام فلا شيء مما ذكرته سيلين يتطابق مع الشخصية اللطيفة التي تتعامل بها ناز الان ،وكانها تتحدث عن شخص اخر تماما

"كيف عرفت ..  اعني حسب قولك انك كنت طفلة حينها ولم تفقهي شيئا وحتي بعد اعتناء جوشوا بك و زواجه منها انت لم تكون مدركة لشيء  من اخبرك "

بلعت سيلين ريقها بمرارة قبل ان تسألها

"هل تعرفين مالذي حصل معي حينها اعني بعد ان قمت بتهريبك "

اجابتها كلارا بتلقائية

"لقد سافرت خارج البلاد كما خططت تماما "

هزت سيلين رأسها نفيا وبت تعابيرها عنوانا ثريحا للالم

"كنت انوي السفر خارج البلاد فعلا لكن لم اجريء علي الرحيل وترك جوشوا ... انا في اللحظة التي وضعت فيها قدمي بداخل الطائرة ادركت انني لا استطيع التنفس من دونه لذا قررت العودة والاعتراف له بمشاعري وليحدث ما يحدث ... لكن قبل ان اصل اليه  قام اشخاص مجهولون بخطفي ،  وقاموا بترحيلي خارج البلاد قصرا ومن ثم حبسوني في داخل مبني بزنزانة قذرة شاركني بها عدد من الفتيات بمثل سني او اصغر .  ننتظر مصيرنا الذي عرفته سلفا وهو بيعي لمنزل دعارة  وهذا ما حدث بالفعل .. ولحسن حظي ان رئيسة ذاك الملهي كانت سيسليا وحالت دوني تحويلي الي فتاة ليل"

سألتها كلارا مستفسرة

"ومن تكون  سيسليا هذه "

اجابتها بسرعة

"خالتي التي حدثتك عنها ... لقد تم خطفها هي ايضا قبل اليوم وتم  بيعيها لبيت دعارة  اصبحت تديره هي فيما بعد ولان الامر حدث معي انا مرتين ومع خالتي كذلك ادركت انه بفعل فعال يقصدني انا بالذات وليس خطف عشوائيا كما ظننت في البداية ، و هذا ما اكدته لي سيسليا ولم اتفاجيء حين اخبرتني انها ناز ... بالمرة الاولي اتفقت مع العصابة لخطفي والانظار لعدة ايام قبل قتلي واستثمار اعضائي ، لتتمكن من الاستحواذ علي كل ما ورثته عن والداي  ... وهذا لم ينجح لان جوشوا اتي يومها واشتراني ، والمحكمة  قررت ان لا تعطيها فلسا فجميع الاموال حكم عليها ان تستثمر لصالح الجمعيات الخيرية حسب وصية والدي الذي اشترط في حالة موتي  ان لا يرث مالي الا ابنائي فقط  او تذهب للاعمال الخيرية والان فقط عرفت لما وضع ذاك الشرط بالتحديد  ... وبهذا ذهبت كل السنوات التي انفقتها ناز في التخطيط لنهبي سدي وان كانت تريد ان تتمتع بمالي فلن تستطيع فعل ذلك الا وانا حية برفقتها ، لذا بدأت في البحث عني وحين وجدت جوشوا مصدرا لاينقطع عن تزويدها بالمال قررت ان تستولي عليه هو بدلا عن التفكير في اعادتي تحت جناحها ،استغلتني حتي تصل اليه وهو المسخ تزوج بها و أعطاهها ما ارادت ،و اول شيء فكرت في عمله هو ابعادي عن حياتها لادراكها التام ان جوشوا لم يكن يراني يوما كابنة له وانه سياتي يوما ما ويتركها من اجلي حين تتغلب عليه مشاعره ويفقد السيطرة عليها  "

"هذا مريع سيلين ،لم اتوقع يوما ان تكون ناز هكذا حية برأسين   ان كانت حقا كما تقولين فهي بالطبع لا تستحق شفقتك ، لكن ماذا بشأن جوشو هل انت الان معه لانك تحبينه ام انه فقط طريق يوصلك الي انتقامه "

ظهر الضياع جليا في تعابير سيلين التي انكمشت علي نفسها وهي غير مستعدة للايجابة علي سؤالها وهذا فهمته كلارا جيدا لذا تجاهلت انتظار ردها لذي لم يعد ضروريا ما ان فتح الباب ودخل عبره جوشوا بابتسامة عريضة نقل عدواها الي سيلين التي نهضت لتعانقه ، قبلها بلطف غير مكترث لكلارا التي تنظر اليها بدهشة وهما يتغزلان ببعضمها بصوت خافت لم تصل اليها منه سوي همهمات خافتة ،واستمر الوضع هكذا الي عدة دقائق حتي قرار عدم تجاهلها

"هل انت قادرة علي السير كلارا  "

انتبهت لصوت جوشوا الذي خاطبها لتجيبه باستغراب

"هل كنت مقعدة قبل اليوم وانا لا اعرف  .."

قطعت حديثها فجأة ما ان استطاع عقلها تحليل معني كلماته

"ذاك اللعين السافل الحقير  .... "

وقفت علي قدميها لتضيف غاضبة

"هل هناك وغد اضافي قام اللعين  بفضحي له اللعنة لن اتفاجيء ان وجدت الخبر يذاع في التلفاز او مكتوب بالجرائد  .. اخبرني اين هو الان  "

تركها جوشوا حتي اكملت  ومن ثم اجابها

"هو لا يحتاج الي ان يقول لي شيئا لافهم  ما حدث ، فلا اظن انكما قضيتما الليل كله هناك و انتما تعلبان الغميضة مثلا ... انا فقط اريد ان اطمئن ان كنت قادرة علي اللحاق بي الي السيارة ولا اضطر الي حملك ولاحقا يحطم كين فكي بلكمة لفعلي ذلك "

انتقل تركيزها مباشرة من النهوض وابحث عن كين حتي تصفعه الي ما ذكره جوشوا في البداية

"الي اين ستأخذني "

"الي مقر المنظمة ... كين طلب جلبك الي هناك ... امامك عشرة دقائق لتتناولي انت فطارك ... وانا "

قطع حديثه وهو ينحني ليقضم انف سلين ثم اكمل

"وانا ساتناول افطاري هنا "

علمت كلارا في حال انها لم تخرج من الغرفة خلال الدقيقة القادمة فتشهد علي بث مباشر لفلم اباحي هي في غني عنه .. لذا غادرت بسرعة واغلقت الباب خلفها وما كادت ان تفعل حتي سمعت صوت بن يحدثها

"بت افتقدك حقا "

التفت لتواجهه واول شيء فعلته هو التاكد من خلو المرر ثم قالت له

"بن ..الافضل ان لا نتقابل  "

اعطاها ابتسامة ميتة

"هل انت خائفة من ان يقتلني "

ان كان اعترافه له سينقذه فليس لديها ادني اعتراض لتقوله

"لا احب خسارتك بن ، كما فعلت مع البقية ،احتاجك حيا والي جانبي لذا ارجوك حاول ان تتفادني حتي ان رأيتي وكنت وحيدة هذا القصر مليء بكاميرات مراقبة زرعت في اي شبر به "

ظل صامت لفترة ينظر اليها فقط حتي قرر في الاخير اعطائها اجابة

"فهمت ، اعتني بنفسك اذا  "

امسكت يده لتربت عليها وهناك مشاعر امتنان حقيقة في عينيها

"سأفعل وانت اعتني بنفسك ولا تثق في تلك الماكرة ارجوك "

اكتفي بالايماء فقط قبل ان يستيدر ويتحرك مبتعدا عنها ليتواري في النهاية خلف باب غرفة كاتلينا ، ما ان اغلق الباب حتي ركضت الاخيرة لتسأله بلهفة

"اخبرني لم يكتشف احد وجودها صحيح "

ثبت نظره في تلك المستلقية علي الفراش  ومن ثم قال

"حتي اللحظة لا ،لكن هذا لن يدوم طويلا كاتالينا القصر مليء بكاميرات المراقبة التي لابد انها رصدت تحركاتنا ونحن ندخلها الي هنا "

قاطعته بسرعة بلهجة قلقة

"يجب ان لا  يجيدوها بن .. انا لا اعرف ما قد يفعلونه بها ... "

سألها بتشكيك ظهر جليا في رده

"مالذي تخفينه انت وهي مالذي كانت تفعله هنا في الوقت الذي هوجمت فيه كلارا  ... ولا تتوقعي مني تصديق مسرحية انك لا تعرفين انها كانت حية "

هزت رأسها نفيا وسارعت في نفي شكوكه

"صدقني انا لا اعرف و لهذا انوي إخفائها حتي أسمع منها ما جري معها خلال السنوات البائدة وجثة من تلك التي دفنتها والاهم من الذي جلبها الي هنا ولماذا "

نظرا لتعابير بن الجامدة ادركت انه لم يقتنع بتاتا بما قالته ومع ذلك التزم الصمت حتي رأي ايانا تفيق وحينها قال

"بدأت تسترد وعيها "

ركضت كاتالينا ما ان سمعته لتشاركها الفراش مرددة

"ايانا ... عزيزتي "

اخذت الاخيرة وقتا مطولا لتستوعب فيه ما تراه وكان او رد فعل لها هو الشروع البكاء الهستيري و الذي غالبا ما ينتهي باغمائها

"اششش ،لا تبكي انت بأمان الان .. لا تخافي "

ضمتها اليها قوة بادلتها فيها ايانا التي بدأت تمتم بصوت ضعيف

"سيحبسني هناك .... لا تدعيه يأخذني ارجوك "

نظرت الي بن الذي شجعها لان تسألها

"من تقصدين "

اجابتها بصوت متهدج

"رام راموس ،انه راموس"

لم تستطع كاتالينا اخفاء نظرات الخوف ما ان سمعت اسمه  قبل ان تنهض علي قدميها وتسير نحو بن قائلة

"يجب اخراجها من هنا بن ... علي فعل ذلك باي ثمن  "

لم يبدي بن اي استعداد لان يساعدها  ومع ذلك اكملت بصوت مرتجف

"الشبه بيننا كبير اذا خرجت برفقتك  وهي ترتدي ثيابي لن يشك بها احد .. وسيعتقدون انها انا ... "

"لما انت مصرة لتهريبها كل هذا الحد  ما الذي تخفينه كالتالينا "

"لا شيء  اقسم لك لا شيء انا فقط لا اريد ان افقدها بن  فقط ارجوك ساعدني لنقلها من هنا خذها الي منزلك ومن ثم ساجد لها ماوي امنا انقلها اليه "

لم يبدو الاقتناع موجودا بين تعابير بن  وعلمت  انه يدرك بانها تكذب لذا سارعات في ان تضيف مصححة موقفها الضعيف

"حسنا ... ساخبرك الحقيقة لكن بالاول اخرجها من هنا ... سألحقك بكما ومن ثم سأتلو كل شيء اعرفه لك .. ها ما رأيك هل انت موافق "

اخذ بن وقته في التفكير مليا بعرضها لكن ماضيه معها يخبره ان الثقة بها اغبي شيء قد يفعله لذا سألها

"ما الضمان مالذي يضمن لي انك ستنفذين وعدك "

اجابته بسرعة بدون تردد

"حريتك مقابل حياتي ... اظن ان هذا اتفاق عادل بن "

ان وصل بها الامر الي المساومة بحياتها في سبيل تحقيق طلبها فهذا يعني ان خلف ايانا كارثة كبيرة ستسبب لها متاعب اسوء بكثير من قتلها وهو بدأ بالفعل يشعر بلسعات الفضول وهي تحرقه  لمعرفتها

"حسنا انا موافق .. لكن كيف سيتم الامر"

تنهدت كاتالينا ليعم الارتياح علي تعابيرها وهي تردد

"بما انك وافقت استطيع ان اقول بان الجزء الصعب قد انتهي والباقي كله سهل "

انهت كلارا تناول افطارها ومع اخر قضمة وضعتها علي فمها نده عليها جوشوا ونبهها ان وقت الذهاب قد حان ... شكرت غيت علي طعامها وانطلقت لتسير محاذته ولم تتوقف الا حينما رأت فيرا تدخل عبر الباب بذات فستان ليلة البارحة ونظرا للخطوط السوداء التي صنعها الكحل علي طول خدها تستطيع كلارا ان تجزم انها كانت تبكي لسبب عرفته جيدا ما ان رمقتها الاخيرة  بعتاب ، قبل ان تتخاطهما بدون نطق حرف واحد وتصعد الي غرفتها ، رافق الانكماش تعابير كلارا حتي بعد صعودها الي السيارة وانتقالها بهم

" تقربي من بن امامها و اخبريها انه حبيبك "

صدح صوت جوشوا ليكسر من الكائبة التي خنقتها

"سيقتله كين .. هو حذرني ولن اجازف به"

لم يبدو جوشوا سعيدا بردها الذي عقب عليه

"ليس من مصلحتك ان يتحول شكها هذا الي يقين فإن فعلت  ستخسرين كل شيء ،فيرا خط احمر لعائلتنا هي عانت كثيرا لتصل الي ما هي عليه الان ،ولن نسمح لي احد ان يهدم ما بنته ولا حتي كين ... لا يهمني مايفعله معك ولا دافعه كل ما ريده هو ان لا تهتز صور زواجها المثالية امامها  "

تنفست كلارا بعمق عل هذا يزيل الضيق الذي حاصر روحها

"لا تتحدث الي وكأنك لا تعرف ان كين هو من يجبرني علي هذا ، انه ليس خياري جوشوا ولا تستطيع محاسبتي عليه ،اذهب اليه هو واطلب منه ان يكف عن خيانتها  "

عاينها مطولا عبر مرآته الامامية حتي قال لها

"اانت واثقة من انه يجبرك "

ان استثنت ليلة البارحة فبالتأكيد ستقول له

"تمام الثقة "

من نظرته الساخرة ادركت انه لم يقتنع كليا بردها ومع ذلك التزم الصمت حتي توقفت السيارة امام مركز تجاري ضخم دعاها جوشوا للنزول برفقته وتبعته بين طوابق المبني الذي بلغ عددها العشرة صعد بهم المصعد الي الطابق العاشر والذي لم يفتح بابه الا بي بصمة عين  جوشوا ... لتكتشف خلفه جيش من الحراس التابعين لعصابة الشيطان متوزعين في مساحة الطابق الواسعة ... وبين الاروقة التي جمعت عددا من الغرف المغلقة ... توجهت جميع الانظار نحوها وكانت محط فضول الجميع يريدون معرفة من تكون وحدثها يخبرها ان نظام كين في العمل كحال ريكارديو ليس للنساء مكان فيه لكن بعد دقيتين فقط من  ظنها ذاك اكتشفت ان حدثها قد اخطأ هذه المرة ما ان رأت فتاة عشرينة بارعة الجمال تخرج من خلف باب غرفة  حاملة حقيبة بين يديها قبل ان تضعها لتعدل   ثيابها  المكشوفة حتي سألها جوشوا بلهجة حادة

"مالذي تفعلينه هنا ماشا "

نظرت اليه باستحقار وهي تغلق اخر زر من قميصها

"كما تري لقد طلبني الزعيم ...."

قطعت حديثها بابتسامة ساخرة وهي تقيم كلارا بنظراتها والتي كانت قد امتلئت غيظا  ما ان رأت كين يخرج من خلف باب ذات الغرفة ، وقف عنده ليشعل سيجارة غير مكترث للدماء التي لطخت يديه و قميصه حتي شعره كان يقطر منه ،ليتمتم ببرود بعد ان نفث اول دفعة من الدخان

"جوشوا اوصل ماشا معك الي المصعد "

رغم عدم الرضا الذي ظهر علي تعابيره لكنه نفذ ما قاله وقاد الفتاة معه تاركا كلارا تقف هناك معه تتطالعه بصمت لم يستطع اخفاء تضايقها مما يحدث

"تعالي الي كيارا "

تغيرت لهجة الباردة الي اخري تحمل حرارة رفضتها كلارا وهي تحافظ علي اشاحة نظرها بعيدا عنه لتساله

"لما طلبت رؤيتي هنا "

انتظرت رده الذي لم يأتي الا بعد أن  محي المسافة التي تفصلهما وعانقها من طرف واحد  حتي حاولت ابعاده عنها وهنا تمتم لها

"لم يحدث بيننا الشيء الذي تفكرين فيه كيارا ... لا داعي لان تغضبي وتجعدي تعابيرك الجميلة  "

ابعدت رأسها عن كتفه لتنظر في عينيه بحدة  وهي تجيبه

"وما دخلي بها ،ثم لم قد اتضايق ... لست مضطرا لتبرر  ما كنتما تفعلانه "

ظهر شبح ابتسامة علي شفتيه قبل ان يعيد رأسها الي مكانه الاول  وهو اعلي صدره لتسمع دقات قلبه المتسارعة لسبب لم تفهمه

"كاذبة لا تجبريني علي  منادات جوشوا  حتي يريك نظراتك وانت تودعينها من هنا وكأنك كنت تودين اقتلاع رأسها من محله ، كم اشعر بالراحة وانا اراك تغارين علي "

لم تعجبها ابدا الافعال التي نسبها اليها رغم  ان بعضها كان صحيح لكنها بالطبع  اختارت الانكار لتصون كرامتها 

"انا لا اغار عليك لست زوجتك لافعل هذا .. كما انني اكرهك ولا احبك "

احست بتنهيدته الخفيفة التي تفيد بعدم أهمية ردها بالنسبة إليه  قبل ان يبعدها لسنتمترات معدودة

"اكرهيني كما تريدين كيارا واصرخي بوجهي وانت تقولينها احرصي علي ان لا تفوت اي لحظة دون ان تعلميني فيها حقيقة شعورك اتجاهي ، فبالمستقبل لن يكون بمقدورك ان تعبري لي عما تشعرين و سيكون الاوان قد فات لتحرري كل العقد العالقة بيننا  وفي اللحظة التي تدركين فيها انك فقدت كل الفرص للتخلص منها بسبب صمتك ستكرهين نفسك وحياتك  ... وهذا شيء لن احب ان تمري به ابدا كيارا "

شعرت بعمق كلماته دون ادني جهد وكان ما نطق تلك الحروف هي معاناة تجربة قاسية مر بها في الماضي استطاعت تعليمه هذا الدرس بالطريق الوعر ويبدو انه لا يريد منها الذهاب في ذات الطريق يوم ما . ابتعد عنها كليا لترك لها مسافة تستطيع ان تخطو فيها بحرية وهو ممسكا بيدها

" اما الان فتعالي معي هناك شيء بدأته و عليك ان تكمليه   "

ظل عقلها مشغولا بتفسير  جملته الاخيرة وهو تراه يجرها  خلفه حتي  الي داخل الغرفة التي  ظهر في الاخير انها مكتب ...  لم يتوقف عنده واستمر في سحبها الي ان وصل الي الجدار ليظهر خلفه باب سري  شيد خلفه ممر قصير ينتهي   بمصعد  قادهم الي طابق تشك ان هناك احد يعرف مكانه عدا جوشوا بالطبع .. احست كلارا بالقشعريرة تتملكها وهي تري الكم الهائل من الاسلحة وادوات التعذيب التي تم رصها علي ارفف علقت بالجدران ... وهناك عدد منها وضع اسفل طاولات زجاجية شفافة لا تخفي ما تحتها ليتحول كل شبر من المكان الي اكبر فهرس  جمعت عليه كل الاسلحة المستخدمة في القتل والتعذيب التي تم تصنيعها  في هذا العالم  ...  ظلت مبهورة بما تراه حتي جذب انتباهها صوت انين مكتوم سرعان ما عرفت مصدره وهو رجل ربطت يدها بسلسة معدنية علقت بالسقف  ليتدلي باقي جسده الي الاسفل يحاوطه بركة واسعة  من دمه الذي ظل يتدفق من جميع انحاء جسده دون توقف   ... لم تشك كلارا ولا للحظة ان الرجل يحتضر ليس بسبب جلده الذي تم سلخ معظمه ولا وجهه المتورم الذي اختفت معالمه ولا بسبب انتزاع عينيه من محلها وقطع اذنيه  بل بسبب ذاك الجرح  العميق الذي شق علي طول عرض بطنه  وقد ترك مفتوحا حتي خرجت عبره امعائه في منظر بشع استطاع اثارة تقزز كلارا رغم ان مناظر التقطيع هذه كانت عادية بالنسبة لها ..

افلتها امامه مباشرة  وذهب ليأخذ مسدسه الموضوع علي الطاولة ليعود اليها قائلا وهو يضعه بين اناملها

"هذه المرة لا تخطيء التصويب كيارا سدديها في رأسه اللعين وانهي حياته وكوني واثقة انه لم يكن ليحصل علي هذه الرصاصة الا بعد ان تأكدت من انه دفع ثمن محاولة ايذائك  ولم يعد هناك شيء قد يؤلمه اكثر من هذا"

نظرت الي جثة الرجل المعلق لوهلة قبل ان تصرخ به مذهولة

"هل هذا بابلو "

استدار حولها ليحتضنها من الخلف تاركا ظهرها يستريح علي صدره قبل ان يجبرها علي الالتفاف نحو بابلو مرة اخري وجعلها تصوب فوهة المسدس نحو رأسه

"افعليها كيارا "

احس برعشتها التي ضربت كل ذرة في  جسدها  بطريقة جعلته يسالها بنبرة حوت بعض الغضب

"لما انت خائفة ومترددة ها الا تريدين قتله ، اخبريني هل  تجدين صعوبة لي رؤيته يموت "

لم يكن اي ما ذكره صحيح فهي حتما لا تكترث لحياته من موته  لكن تلك الكلمات الاخيرة التي نطقها استطاعت تحريك شيء ما بها لا تعرف ما هو بالتحديد لكنه تسبب في زلزال قوي كافية ليحطم بعض من معتقداتها اتجاه كين  ..  سألته بصوت متقطع وهي تدير وجهها لتري عينه الداكنتين

"هل فعلت به هذا فقط لانه حاول اذيتي من قبل وليس لانه حاول قتل ميغيل "

تحركت اطياف في عينيه استطاعت رؤيتها بوضوح قبل ايجابته

"لا اريدك ان تظلي نادمة علي شيء لم تستطيعي فعله ، انا لا اريدك ان تحملي حقدا في قلبك اتجاه اي احد أذاك لذا ستقتلينهم الان فردا فرا لانه حين يحين وقتي سأكون الاخير كيارا ولن تضغط اناملك هذه علي زناد مسدس من بيعدي  ابدا .... بي انا ستحرقين هذا الماضي البشع من حياتك و تبدئين في كتابة مستقبل جميل كما كنت تحلمين به دائما  ، ستخرجين من قعر هذا الجحيم .. الي نعيم يحتويك  انت وليون  فقط"

شعرت بكلماته تهبط علي قلبها كحبات ثلج بارد  استطاعت اطفاء تلك النيران التي لطالما ظلت متقدة في قلبها  لسنوات  لتصبح روحها بعد ثواني معدودة باردة كالصقيع الذي بدأ يهدد وجودها  ... ارخت قبضتها علي المسدس حتي افلتته بين اصابعه لتتمكن من الاستدارة والاختباء بين ضلوعه تبحث عن ذاك الدفيء الذي اعتاد ان يمنحها اياها ، امالة ان ينجح ذلك في انهاء ارتجافها وتشنجاتها الطفيفة التي استطاع كين حتما الشعور بها وهي تحدثه بصوت مخنوق متقطع

"انت تخيفني كين ، انا لا استطيع تقبل فكرة انك تريد منحي كل هذا من اجل لا شيء تقريبا  ،انا خائفة من ان اصدقك وفي النهاية تحطمني كما اعتاد ان يفعل اي شخص دخل في حياتي ،انت تطلب مني قتل فيونا التي لولاها لما صمدت حتي اليوم لاعود الي كلارا تلك البلهاء الحمقاء التي لا تقوي علي تميز عدوها من صديقها ... انت تريد تغيري  وصقل شخصيتي في قالب جديد واللعنة اكره ان اقول هذا لكن بالفعل بدأت تنجح في ذلك ... وهذا برمته يرعبني كين "

اغمضت عينيها بقوة وهي تسمع صوت الرصاصة التي اطلقها لتنهي حياة بابلو اخيرا .. ومن ثم ارتد صوت صدي سقوط المسدس من يده علي الارض ليتمكن من حملها والذهاب بها الحمام .. حيث جعل المياه تغمرهما لتنظف الدم عن ثيابهما ... ظل يحملها بصمت فضلت عدم كسره حتي سمعته يتمتم وهو ينزلها لتلامس قدماها وهو لا يزال يحتضن رأسها بين ضلوعه

"ماذا علي ان افعل حتي تثقي بي كيارا ... اخبريني بالشيء الذي يتوجب علي فعله "

هي حتما لم تملك ايجابة علي سؤاله لكنها شعرت انه عليها قول شيء ما

"اخبرني بالحقيقة فقط ... لما تعاملني بكل هذا اللطف ... ما الذي تريد ان تصل اليه في النهاية "

ابعد شعرها المبتل الملتصق بخدها  وبدى وكأنه كره سؤالها حد  الموت  حال اجابته التي خرجت بنبرة غليظة

"هل ستكفين عن التشكيك بي وتخوين كل شيء افعله من اجلك ان اجبتك بالحقيقة   "

اكتفت بالايماء له فقط لتعبر عن موافقتها وهنا فقط قال لها بصوت خافت لم يتناسب ابدا مع تسارع دقات قلبه التي استطاعت سماعها بوضوح

"انا اريدك ان تغرمي بي كيارا وتحبينني بلا قيود  ... اريد هذا .."

قطع حديث ليطرق باصباعه علي صدرها مشيرا الي قلبها  ثم اكمل

"اريد هذا ان يفتح ابوابه المغلقة ويسمح لي بالدخول  .... كل ما اريده منك في المقابل هو ان تجعلي هذا يخفق من اجلي انا فقط "

كانت ستكذبه وتقول انه يمزح وانه لا يقصد من خلف كلماته هذه سوي التلاعب بها  لولا تلك النظرات العميقية التي رمقها بها وكانت خير دليل علي صدقه وانه يعي تماما لما يطلبه منها ... دفعته لتبعد عدة خطوات الي الوراء ..وعقلها يفكر في شيء ما جاهدت حتي تعرف ما هو لكن في النهاية فشلت ولم تشعر بقلبها الا وهو يردد

"اذ فهذه هي خطتك جعلي احبك حتي لا اقوي علي قتلك لاحقا ... انت تراهن علي سذاجة كلارا حتي تبقي حيا الي النهاية "

لم تكن واثقة تماما ان كانت حقا هي مقتنعة بما قالته لكنها صمتت وابت ان تعدل حتي سمعته يجيبها بصوت مخنوق

"بل لأتمن انك لن تكوني لغيري بعد رحيلي كيارا  "

ضحكت سخرية لم تجد طريقها الي نبرتها المهزوزة

"لما تتحدث وكانك تغار علي مثلا  ..."

قاطعها قبل ان تكمل بصوت نار اظهر مقدار الغضب الذي اعتراه من ردها

"بلي اغار عليك كيارا ... انا لا اتحمل رؤيت اي لعين بجوارك .. وصدقيني انا لا ابالغ حين اخبرك ان احتضانك ليون يعطي الحق لوساوسي بان تفكر في قتله  فناهيك عن الاخرين .. حين اخبرتك ان تصبحي عشيقتي فانا كنت اعنيها بمعناه الحرفي كيارا ... لم افكر بك يوما كمجرد عاهرة للسرير فقط افرغ فيها رغبتي حين امل من زوجتي .. أنا  اردتك دائما كإمرأة تعشقني    "

الجمها رده حرفيا واخذت تبحلق فيه مصدومة لدقائق توقف فيها عن التنفس  والتفكير معا  ... لتصرخ به في النهاية

"  هذا جنوني انت غير معقول هل حقا تظن اني قد اغرم بك بعد كل ما فعلته بي في الماضي "

تنفس بصوت مسموع وكأنه يحاول ايصال رسالة ان صبره انتهي وانه ضاق زرعا من شيء ما حتي قال في النهاية باندفاع

"انا لم افعل لك شيئا كيارا ... لم ارتكب بحقك اي جرم يدفعك الي كراهيتي الان بهذا الشكل الفظيع لا في الماضي ولا حتي الان انت تكرهينني وتحقدين علي من لا شيء وبلا سبب  "

تحولت تعابيرها المسالمة الي اخري مكفهرة لينطلق صوتها الحاد في قذفه بكلمات نارية

"ماذا .. لحظة ان كنت لا  تعتبر  ان التخطيط لسرقة دوائي  مع ابنك سببا كافيا فما رئيك  بتفجيرك لعائلتي الا تجده  سببا مشروعا لان اكرهك ... او جعلك اياي اقتل طفلا وانا اظنه طفلي بعد ان مزق مونتي جسده الي كومة لحم بلا ايتي رحمة بحق الجحيم باي منطق تتحدث ... انت حقا شخص فظيع كين  ان كنت تظن اني قد اركع لك بعد كل ماضيك القذر معي  وامنحك قلبي بابتسامة كما فعلت فيرا فقط لكي ارضي غرورك وكبريائك اللعينين فانت مخطيء تماما  "

شد شعره بقوة ظنت كلارا انه سيقتلعه من فوره راسه قبل ان يذهب ليلكم المرآة التي تهشمت الي قطع وبدي وكأنه يفقد عقله تدريجا وهو يصيح بكلمات غير مفهومة بالنسبة لها

"لا استطيع اخبارك الان .. لا استطيع ... لما لا تغهمين وحدك ... لما تردينني ان اخبرك "

ظلت كلارا تعاينه بصمت استثمرته في استعادت انفاسها المنقطعة ... حتي لاحظت دمائه التي غطت ارضية الحمام من جديد ويبدو ان جرح يده سيء وان اللعين لا يلاحظ ذلك حتي الان ... لعنت نفسها مرارا وتكرارا وهي تتخطي المسافة التي تفصل بينهما حتي اوقفته قائلة وهي تتناوله يده لتري قطعة زجاج كبيرة  انغرس نصفها داخل ظهر يدها

"عليك معالجتها الان والا تضررت يدك بشكل لن ينفع سوي بترها "

لم تكن نظراته نحوها تحمل اي شعور بالالم ويبدو ان عقله قد عاد جزئيا وبدأ في التفكير بمنطق كما يفعل البشر

"اعلم انك  تستغربين كل شيء قلته لك وترينه خيالا لا يمكن ان يصبح حقيقة  لكن صدقيني انا سأثبت لك خطئك واريك ان ما قلته لك منطقي تماما وانه ليس جنون مني لاثبت سيطرتي علي الاخرين فحسب  "

تجاهلت الرد علي حديثه رغم غضبها الذى بدأ يتصاعد بلا سبب او هكذا حاولت ان تخدع نفسها حتي سحبت  قطعة الزجاج بقوة غير مكترثة الي كمية الالم التي كبدتها له ولن تنكر  تفاجئها من قدرة تحمله له وكأن شيئا لم يكن وهو يرسم ابتسامة جانبيه علي شفتيه مضيفا

"أ انت واثقة من انك لا تعانين من انفصام في الشخصية .. قبل ثواني فقط كنت تنصحيني بمعالجتها .. والان تفعلين هذا وتزيدين حالتها سوءا"

ضغط علي مكان الجرح ليوقف النزيف الحاد الذي سببه خلع قطعه الزجاج من مكانها ولم تجد كلارا نفسها الا وهي تقول

"انا لم اقصد فعل ذلك "

لم يبدي اي اعتراض في تصديقها رغم معرفته بانها تكذب ليقول وهو يشير باتجاه المغسلة

"يوجد اسفلها ثياب لي ارتدي منها  قميصا واتركي ثيابك المبللة هنا "

نفذت طلبه بدون نقاش  دون ان تعير اهتماما الي نظراته النهمة التي تتبع كل حركة قامت  حتي اغلقت اخر زر من القميص والذي وصل طوله الي نصف فخذيها ومع ذلك لم تحب ان تظل به هكذا وسحبت اخر ارتدته كتنورة راقت لكين كثيرا من تعقيبه

"فتاة جيدة .كنت ساكسر ساقيك ان خرجت بذاك القميص فقط من هنا اما الان فلا املك اي مشكلة ... ولهذا ساتخلي عن فكرة حبسك بالحمام الي حين ان تجف ثيابك ...  اسبقيني الي مكتبي اظنك تعرفين الطريق من هنا وحدك  "

"اريد ان اعود الي المزرعة كين .. بما انني قابلت الشخص الذي اخبرتني عنه ..."

قاطعها قبل ان تكمل

"بابلو لم يكن هو  .... ولا اظن ان قميصي مناسب لان تعود به الي المزرعة ... لذا انتظري في مكتبي  "

لم تأخذ وقتا حتي تدرك انه محق ..  ونفذت ما طلبه منه دون اعتراض ... جلست علي الكرسي تتامل اللوحات المعلقة علي الحائط حتي انفتح الباب فجأة ودخل عبره ميغيل ومن ثم تبعه جوشوا  باندفاع ليسمعه يخاطبه ساخرا وهو يشير نحوها

"اذا هذا هو اجتماعه المهم  "

اي كان الذي يدور بينهما علمت كلارا انه من الافضل عدم تدخلها وتركت جوشوا يتولي مهمة الرد عليه

"هو حقا كان في اجتماع لكن ليس معها بل مع ماشا "

رفع ميغيل حاجباه متعجبا

"ولما طلبها هل يريد اعادتها الي المنظمة "

هز رأسه نفيا قبل ان يجيبه

"لا هو فقط استدعاها لتنزع اعضاء بابلو  بطريقة احترافية حتي تصلح  لان يتبرع بها الي مستشفي   انت تعلم انها خير  شخص يستطيع فعل ذلك .. "

لم تستطع كلارا تجاهل ما سمعته حتي رسمت ابتسامة خفيفة علي شفيتها .. فما سمعته يفسر تماما لما كانت تعيد ارتداء ثيابها النظيفة الخالية من الدم  .. نفثت  بقوة الهواء لتهديء الضيق الطفيف الناتج من تأنيب نفسها بعد ان ظهر  جليا الان انها حقا تضايقت من فكرت ان ماشا تعد من احدي عشيقات اللعين الاخريات

"كين .. و يتبرع ... لما باتت هذه الجملة تتردد كثيرا خلال هذا الاسبوع قبل يوم واحد دفع اكثر من ١٠ ملايين لصالح ميتيم  و اليوم يتبرع باعضاء احد ضحاياه لينقذ بها الاخرين ...  لم افكر في ان هناك شخصا بدأ  ياثر عليه حتي يتعامل بلطف زائد هذه الايام ...   "

اوميء جوشوا  ايجابا مع ابتسامة ساخرة وهو يوجه نظراته اتجاه كلارا  قبل ان يسمعه وهو يوجه حديثها نحوها   

"اين كين لقد تركته معك قبل قليل   "

اعتدلت في جلستها  و قبل ان تجيبه فتح الباب الخفي ودخل عبره كين بثياب نظيفة كما لاحظت الضماد الذي لف به  جرح يده ... سار في صمت حتي جلس خلف طاولة مكتبه ليشعل سجارة لم يمتلك شغفا لتناولها لذا سرعان ما اطفئها وهو يعلم تماما ما ينتظره جوشوا وميغيل  بعد احتل كل منهما كرسيا منفصل وحين تاخر رده بادر جوشوا في سؤاله

"لصالح من كان يتبع "

كور كين قبضته وكان ينوي لكم احدهم بها وهو يتمتم

"راموس موسيليني هو من ارسله "

اعترت الدهشة تعابير الجميع حتي كلارا التي قررت ان تبتعد قدر المستطاع عن ما يتحدثون عنه لتسمع ميغيل يصيح به

"راموس .. ومتي كان لذاك المخنث نفوذ حتي بات يحاول  الوقوف علي قدميه ضدننا هو اجبن من يوجهنا بالاضافة لا يجود سبب يدفعه لذلك  "

اجابه كين ببرود

"بلي يوجد وهو المال  راموس  يعبده عبادة ،لذا انا اظن ان اللعين ليس سوي بيدق بيد احدهم يحاول الاختباء خلفه "

"ان كان ما تقوله صحيحا فلا اظن ان ايواء كاتالينا بيننا امر حكيم ومن يعرف ربما تكون متواطئة ايضا مع هذه لاقتل حراس المزرعة "

استطاع مقطعه الاخير جذب تركيز كلارا وكم تمنت لو ترد عليه لكن كين سبقها في ذلك

"فيونا ليس لها علاقة "

ابتسم ميغيل ساخرا كرده الذي اتي بعد اشعاله لسجارة

"لم اعد اثق بك كين ...ليس في اي موضوع يخصها هي بالذات ولا تتوقع مني ان ابرئها قبل ان تظهر الفتاة التي تحدثت عنها وتثبت زعمك.. وانت جوشوا لما تحافظ علي صمتك .. لا يروق لي هدوئك هذا فغالبا ما يكون خلفه سر يخص كين طلب ان تخفيه عني "

"انا لا اخفي شيئا "

حاول الانكار لكن  ميغيل لم يهتم له وكل ما فعله هو الوقوف وتوجيه حديث نحو كلارا

"لا بأس اي كان ما يخفونه عنك سأكتشفه بنفسي ... لقد قيل لي انك قاتلة محترفة اءا ما رأيك ان تدعيني اقيم هذا بنفسي فلا احد ينسب الي لوسفير دون ان اوافق انا علي ذلك ... هيا انهضي والخقي بي   "

بحلقت فيه كلارا لبعض الوقت وكادت ان تنفذ امره لولا سماعه صوت كين الغاضب

"اجلسي مكانك "

هنا بالضبط شعرت بالحيرة  وهي تري تبادل التحديق بين الطرفين الذي انتهي بخسارة ميغيل في النهاية

"انه عملي ولن اسمح لك بان تدخل فيه  ان اتت فعليا الي ميكسيكو  اثر صفقة مع ريكاردو فهذا يعني انها تخص المنظمة  وانت تعرف القوانين جيدا بالنسبة ليء فرد يود الانضمام اليها  وانا اريد ان اتأكد اذا كانت حقا كما وصفها جوشوا ام انه مجرد عذر قبيح لتخفوا خلفه شيئا اخر عنها "

صفع كين الطاولة بيده  قبل ان يقف بملامح مكفهرة وهو يصرخ به

"لن تفعل ذلك  بحق الجحيم هل تتوقع ان اسمح لك بادخالها في اختبارتك اللعينة "

رد عليه ميغيل بصوت هاديء رغم خطورة التحذيرات التي كان يرسلها له وكين والتي تقول ببساطة انا اتصرف معك بلطف بالغ الان فقط لان اللعينة تجلس هناك والا لما كنت واقفا علي قدميك فاحذر ان تخالفني ميغيل ؛ ولكن الاخير قرر  المخاطرة والمتابعة رغم ذلك 

"وما المانع في ان  تسمح لي ، عليها مواجهتي لاعلم انك كانت ترتقي لان يلتصق اسمها بمنظمتنا ام لا ...  وان تفعل ذلك كين   فحينها سأجزم ان السمعة التي تدور حولها كاذبة وانها ليست سوي عاهرة .. "

لم يكمل جملته لصوت كين الذي انفجر كرعد جعل الجميع يتراجع الي الدفاع حتي كلارا

"ميغيل انتبه لما يقوله فمك اللعين  ولا تجبرني علي خياطته لك  ... "

وهنا بالضبط  عرف الاخير ان عليه التراجع فالمواصلة في هذا الطريق ستودي بحياته لكن وقوف كلارا خلفه اخبره ان الاوان قد فات

"ليست لدي مشكلة ان كان هناك اختبار علي اجتيازه فسأخوضه ... لم اتدرب لثلاث سنوات لعينة مع مختل لعين كريكاردو لاسمع احدهم اليوم يشكك في قدراتي بهذا الشكل المهين "

انفجر جوشوا ضاحكا بقوة حتي ادمعت عيناه في حين حول كين نظراته الحادة نحو   تعابيرها الغاضبة نوع ما اللعينة حتي في غضبها تبدو لطيفة بحق السماء كيف تفكر في انها قد تفوز  في مالكمة حرة ضد ميغيل

"انت لا تعرفين اللعنة التي تطلبينها فيونا .. خذيها نصيحة مني كشخص عاش تجربة نزال مع هذا النذل ... اركضي واحتمي خلف ظهر كين وشجعيه حتي يستثنيك منه  فانت لاتزالين صغيرة لتموتي بعد تحطيم كل عظام جسدك وتحويله الي عجين يمكن لفه كالسجاد فيما بعد  "

لم يزدها حديث جوشوا سوي عناد كرهه كين حد الجحيم وهو يسمعها تجيب

"ان كنت انت  اضعف منه فهذا  لا يعني انني كذلك ...  وتستطيع ان تبدأ اختبارك الان ميغيل  ليس لدي مشكلة في ذلك  "

رفع ميغيل احدي حاجبيه وهو يسألها ليتاكد

"أ انت واثقة "

هزت رأسها ايجابا و من الثقة العمياء التي  تصدرت تعابيرها علم كين ان قتلها سيكون اسهل من اقناعها انه الان تقوم بخطوة انتحارية لذا كان عليه ايجاد حل حل ثالث ما ان خطر في باله طبقه علي الفور

استدار حول طاولة مكتبه واتجه نحوها بخطوات واسعة اثارت استغراب كلارا ولم تستوعب ما يريد فعله بالضبط حتي وجدته ينحني فجأة  ليمسك بركبتيها وما هي الا ثوان حتي وقف مجددا لتجد نفسها محمولة علي كتفه ورأسه يتدلدل نحو الاسف خلف ظهره

صرخت به مستنكرة وهي تضرب ظهره بقبضتها

"كين ماذا تفعل انزلني  "

لم يجبها ولم يبذل وقتا يشرح فيه شيئا للبقية فقط فتح باب  مكتبه وخرج بها لتصبح مجددا محط انظار الجميع حتي وصل بها الي المصعد وكم ساعد  لي ذلك صراخها الذي اصم اذنيه وهي تحاول الافلات منه  وانتظر حتي اغلق باب المصعد وهناك فقط تركها تقف علي قدميها ... هجمت عليه بكل قوتها لتضربه  لكن اللعين كان رشيقا كفاية ليتفادها وما هي الا ثواني حتي كانت اسيرة بين ذراعيه

"افلتني اللعنة عليك تبا لك ، هل انت سعيد الان لقد شوهت سمعتي التي بنيتها لسنوات كقاتلة مأجورة باظهارك كعاهرة وضيعة لا تجيد سوي اغواء ضحاياها الي السرير "

ضحك بصوت خافت وهي يرخي رأسه علي جبينها   قبل ان يتمتم

"وهو المطلوب كيارا ... لا اريد ان تنخرطي في اي عنف بعد الان .. اريد ان تصبحي فتاة رقيقة ولطيفة ترتعب من رؤية صرصار صغير ولا تجد حرجا في ان تطلب مساعدة احدهم لقتله لها  وليس فتاة  تحاول ان تهزم بطل في الملاكمة كميغيل في نزال يستمر لساعتين متواصلتين داخل قفص مغلق  لن يسمح لك بمغادرته قبل انتهاء المدة الا اذا اصبحت جثة هامدة وصدقيني هذا كان مصير ٩٥% ممن دخلو هذا الاختبار   "

لعنته في سرها وبصوت مرتفع لكن اي ظن ذلك لم ينجح في  سلخ التسلية عن تعابير

"انا لست رقيقة ولا ضعيفة استطيع ان اهزمه كما فعلت مع  المئات قبله  "

قاطعها بسرعة

" ربما هزمت المئات لكن الامر مختلف مع ميغيل ... لا تغضبي كيارا قراري هذا لمصلحتك صدقيني انت ليس لديك فرصة امامه .. انظري "

جذب قبضة يدها ليغلفها بقبضضه وكانت حرفيا قد اختفت داخلها  وهو  يضيف

"هل ترين الفرق الان .. لا مجال للمقارنة كيار سيحطمك من اول لكمة "

تكره ان تعترف بهذا لكن حديثه منطقي ربما هي هزمت المئات من قبل لكن في المقابل هي لم تواجه اي منهم وجه لوجه معزولة بلا سلاح يساعدها في قتلهم والذي كان دائما ما تفضل حمل سيفها واحينا مسدسها الخاص ... فلا تستطيع انكار الفرق الجثماني بينها وبين الرجال والذي كانت تغطي عليها بالحيل والدهاء و لا تظن ان هذا قد ينجح داخل حلبة مغلقة في قتال يعتمد علي القوة البدنية  بشكل اساسي

تنهد بارتياح وهو يحس بارتخاء تشنج عضلاتها تدريجا حتي وقف بصورة طبيعية وان كانت قد احتفظت بغضبها حيا ولم ترضي قتله  وحينها فقط ضغط زرا علي المصعد سمح له بالتحرك  نحو الاسفل ... ليفتح مباشرة في وسط المركز التجاري ...  وما هي الا ثواني حتي بدأت اعين الناس تقيم ملابسها الغريبة .. حاولت ان تتجاهل الامر فحسب وتواصل السير الي خارج المبني لكن يد  كين التي سحبتها  نحو احد المحلات منعتها من ذلك مرددا وهو يدفعها الي داخله

"ستبدلين ثيابك اولا ... ابحثي عن ذات الفستان الذي كنت ترتدينه "

شعرت باحباط يعتريها ما ان رات  مساحة المحل وحدها ناهيك عن عدد الاقسام التي  حوت كلها علي فستاين حتما كانت  ستنفق ما تبقي من اليوم قبل ان تجد ضالتها لولا تدخل كين الذي جعل كل عمال المحل يساعدونها في ايجاده حتي تم لعثور عليه بعد عشرة دقائق بالضبط ...دخلت الي غرفة القياس واستبدلت ما كانت ترديه به ... لتخرج بعدها برفقته خارج مركز التسوق الي السيارة التي كانت في انتظارهما

جلست علي مقعد المساعد بعد ان قرر كين قيادة السيارة بنفسه ... ليتحكم في الدقائق الاولي صمت انتهي بقولها

"لقد رأيت فيرا هذا الصباح وقد كانت تبكي اظنها باتت تشك فين.. "

قاطعها بلا مبالة

"لايهمني حتي وان تأكدت من الامر  وانت لا تشغلي بالك فيه ساتصرف انا معها واحرص ان لا تضايقك "

"انت حقا فظيع هل ستفعل ذلك وهي زوجتك "

تمتمت بصوت خافت لكنه إستطاع سماعه والرد عليه

"كيارا توقفي عن التفكير في الاخرين لا تكترثي لاحد غير نفسك كلها ست اسابيع ويصبح مرادك بين يديك ولن يكون بعدها هناك شيء يهمك سوي ليون في حياتك لا فيرا لا انا ولا اي فرد لعين من عائلة بيبتشي سيكون  له دخل بها... لذا تصرفي بانانية كما حلو لك غلن تجدي من يلومك مستقبلا "

تنفست بعمق لتهدء التقلص الطفيف الذي اصاب امعائها وشعور بالاثارة ممزوج بخوف مظلم جعلها تعلق عينيها عليه لثوان وهي تحاول تخيل الطريقة التي ستقتله بها ... وكم انزعجت حين لم يسعفها عقلها ولا بفكرة من تلك الافكار التي اعتادت علي ملازمتها في كل مرة تراه بها  ... هي حتما شأت ام بت فقد غيرت الزاوية التي اعتمدتها منذ لقائهما الاول وحتي قبل شهر من الان علي النظر اليه بها ... وبالتأكيد لن تنسي  تسرب مخزون القسوة التي قامت بتجميعها علي مر سنوات وتسطيع ان تلاحظ اللطف في تعاملها مع الاخرين وهذا الامر بات يضايق فيونا حقا
انتبهت لتوقف السيارة المفاجيء  امام  احد الفنادق التي يملكها  .. وهنا  سالته

"هل الشخص الذي سأقابله موجودا هنا "

فك حزام الامان اولا ثم اجابها

"لا .. هناك شيئا ضاع  واريد البحث عنه اولا قبل ان اخذك اليه  "

ترجل عن السيارة و وقف خلف الباب ليسمعها تجيبه

"فهمت اذا سأنتظرك بالسيارة"

كشر تعابيره بطريقة اثارت استغراب كلارا خصوصا بعد سماعه وهو يلعنها قبل ان يقول

"لم اكن اعلم انك عديمة للذوق لهذه الدرجة "

صاحت به متعجبة

"حسنا ما علاقة هذا بردي "

التف حول السيارة ليفتح لها الباب اولا  ومن ثم  قال

"ظننتك ستعرضين علي المساعدة اعني شخصين افضل من واحد  في البحث .. وحدي قد استغرق وقتا ستمقتينه بلا شك وانت تنتظرين هنا  "

من نظراته علمت انه لا يقدم لها خيارات الان بل يخبرها بما عليها فعله لهذا وفرت الوقت والجهد في نقاش سينتهي بخسارتها حتما في النهاية وترجلت عن السيارة بدورها قائلة

"حسنا هيا بنا ان كان هذا سيختصر علي وقتا افضل قضائه مع ليون بدلا عن اللحاق بك  "

تركها تتقدم امامه ليتمكن من رسم ابتسامة خبيثة لو رأتها كانت ستغير رأيها بلا شك وستصر للمكوث بالسيارة اللعينة .... انتظرته وسط ردت الاستقبال حتي اخذ مفتاح واتي به اليها

"دعينا نذهب "

لحقته بصمت حتي وصلا الي المصعد ومن ثم عبر رواق واسع لم يحتوي علي الكثير من الابواب عدا ثلاث اختار كين الباب الاخير وفتحه ليظهر خلفه جناح مكتمل يحتل مساحة شقة بأكملها وقد حوي علي كل شيء تقريبا ... سألته بنبرة عادية وهي تراه ينزع سترته ويرميها بعيد قبل ان ينتقل الي ازرار قميصه العلوية

"اخبرني عن الشيء الذي تبحث عنه .. وكف عن خلع ثيابك  "

اعطاها ابتسامة جانبية لم تطمئنها كحال رده الذي وصلها عبر نبرة خشنة عميقيدة

"الجو هنا حار الا توافقيني الرأي  "

تراجعت الي الخلف خطوتين دون ان تشعر وهي تراه يتجه صوبها حتي اصطدم ظهرها بالباب  وفي اللحظة التي حاوط  بذراعيه جسدها في المنتصف ادركت قصده اللعين

"ل..لا ... ابتعد "

وضعت يدها علي صدره لكن قبل ان تتمكن من دفعه كان هو قد محي المسافة التي تفصل شفتيها واخذها في قبلة حارة لم تشك ولا لحظة انها احبتها رغم عن انف كبريائها و كرامتها اللعنتين

ابتعد لانشات معدودة مكنته من النظر في عينيها التائهتين ومن ثم تمتم

"عليك مساعدتي في ايجاد تركيزي الذي ضاع معك منذ ان رأيتك تخلعين ثيابك امامي بذاك الحمام اللعين ... فقط لو تعلمي كم عانيت حتي اكبت رغبتي بك وانتظر حتي قدومنا الي هنا "

ارتجف جسدها رغما عنه وهي تحس باصابعه تفتح سحاب فستانها وتستعد لتعريتها منه ولم يوقفه سوي دفعها اياه بطريقة مفاجئة وابتعادها

"ماذا هناك "

سألها وتعابيره الغاضبة كانت تحتل وجهه واستمرت حتي بعد ايجابتها

"لا تتوقع مني ان اكون طبيعية معك بعد الكلام الذي قلته لي اعني هدفك مما تفعله "

سحب الهواء بعمق ليهدء من ثوران بركان الغضب الذي انفجر داخله

"مادام الامر هكذا اذا دعيني اذكرك ان هناك اتفاق بيننا قد ابرمناه هل تذكرين اسبوع تتصرفين فيه كحبيبتي و لن اجبرك علي ذلك بعد انقضائه "

محي المسافة التي تفصلها باخر قدر من اللطف استطاع بذله وهو يتحسس خدها  في حين تولت ذراعه الاخري مهمة  انزال الفستان عن كتفها وهو يضيف بصوت اجش   استطاع اختراق حاجز الجليد الذي بنته بلا جهد

"انا فقط اريد قضاء بعض الوقت الممتع معك ، احببت ما حدث بيننا البارحة وأريد بعض منه الان  كيارا ... أشعر وكأني قد أدمنت عليه ... منذ اللحظة التي ابتعدت فيها  عنك بعد ان وضعتك  بالفراش وانا بدأت أحسب في الثواني بمقت املا ان يمضي النهار بسرعةواعود اليك حين يحل المساء    ... انت حتما لا تعلمين كيف قضيت تلك الساعات اللعينة لم تخلو اي ثانية مرت عبرها دون ان يكوني عقلي مشغولا بالتفكر بك  حتي قررت تخريب مخططي في قتل ذاك الداعر  دون ان ادخلك في الموضوع وبدلا عن ذلك استدعيتك انت لتقومي بذلك علها تكون حجة مقنعة اخدعك بها حتي اراك .. احقا بعد كل ما عانيته الا تظنين انني استحق مكافئة منك ...  "

تعلم ان خطابه الاستعطافي هذا ليس سوي سلاح يريد استخدامه في قتل اي مقاومة من طرفها وكم تكره ان تعترف انه رغم علمها ذاك فهي الان قد انحرفت هدفها الذي اعتمدته للتعامل معه ببرود  من هذه اللحظة  وصاعدا ...  لتسمع يتمتم بصوت خافت خدر حواسها لبعض الوقت وهو يلامس انفه بخاصتها

"اخبرني الا تريدين تكرار مافعلته بك البارحة ..  الم تحبي تلك الاحاسيس التي منحتك اياها  "

زادت دقات قلبها بشكل ملحوظ ما ان اسعفها عقلها بمشاهد حميمة فاجرة سمحت له بتطبيقها عليها البارحة  بفم مغلق دون اعتراض وقد اعجبتها كل لحظة مرت عليها وهي بين ذراعيه  وهذا شيء لن تستطيع انكاره علي الاقل ليس مع نفسها التي تشجعها الان لانهاء احتراقها بنيران الرغبة ومحو ما تبقي  من المسافة التي تفصلهما ...  ولم تطل تلك الحرب الضارية بين حاجة منطقها للتمسك بكرامتها وبين حاجة جسدها لارضاء  رغباته  بأن تدع كين ينسج تلك الاحسايس اللطيفة مرة اخري بها ... لتجد نفسها  بعد ثوان معدودة تشاركه في قبلة ساخنة انتهت مع ملامسة فستانها رخام  الارضية وقبل ان يفيق عقلها  انتقل الي عنقها ومنه الي صدرها حيث  دفن رأسه هناك يمتصه بجوع وكان طفل يتعلم الرضاعة  لاول مرة ،حاولت كلارا استرداد توازنها لكن هذا اصبح صعبا خصوصا بعد حمله لها وجعل ساقيها تلتف بخصره واسند جزئها العلوي بالحائط ليجد حرية اكبر في التفرغ لاتهام ثديها اكثر واثارتها لحد الجنون ولم يكن بيدها حيلة سوي تخفيض صوت انينيها الذي تحول الي صراخ حرفي في اللحظة التي احست بأصابعه تمزق سروالها الداخلي ومن ثم دفعت بعضوه داخلها بلا مقدمات .. انكمشت عضلاتها  الداخلية في رعشة لم يمهلها كين وقتا حتي تستوعبها ليبدا في اقتحامها بجنون حرفيا لن تبالغ ان قالت انه انساها اسمها ومن تكون ...  وهذا بالطبع لم يكن شيئا مقارنة بما فعله حين انتقل الي الفراش وهي حتما لم تستغرب تحطم احد قوائم السرير اثناء احذه لها فها هي ذي لا تستطيع ضم ساقيها معا رغم مرور اكثر من ساعتين من حدوث ذلك .. شعرت بحركته لتنزرها بانه قد افاق .. لتبدا يداه في البحث عنها وتقريبها منه اكثر

"هل انت بخير "

اتي صوته النعاس لينتشلها من سهيانها وهو يدفن رأسه بعنقها لبعض الوقت لتجيبه بصوت خافت

"اجل ،لكن اظن انني بحاجة الي مسكن حتي اتمكن من السير "

سحب الغطاء ليبعده عن ساقيها قبل ان يجلس لمدة  ظل يلعن بها  نفسه

"تبا لي ،بل انت بحاجة الي مستشفي بحق السماء كيف فعلت هذا بك  "

وقف علي قدميه بسرعة ليرتدي ثيابه  وهنا سألته بلامبالاة

"هل الوضع سيء لهذا الحد  "

اعطاه نظرة متأسفة كحال نبرته وهو يتقدم نحوها

"كان عليك ابعادي عنك بالقوة كيارا لما تركتني اؤذيك  واتسبب لك بكل هذا الضرر ها  "

ربما لاني كنت مستمتعة اضعاف الالم الذي سببته لي
تنفست بعمق ومن ثم زفرت الهواء لتعيدي إجابتها الصريحة من حيث اتت

"لم تكن لتستمع الي كين ، لقد بدوت كمن فقد عقله  "

انكمشت تعابيره بألم لم يجاهد في اخفائه وهو يرد

"وتتركتني اؤذيك بهذا الشكل الفظيع .. اللعنة كيف تحملت هذا "

دس يده اسفل عنقها ليساعدها علي الجلوس ... واردف

"سأجلب لك فستانك واخذك الي المستشفي اسندي ظهرك علي الوسادة ان لم تقدري علي الجلوس وحدك "

بدي القلق جليا في عينيه متشاركا مع تأنيب ضميره الذي فجائها عليها ان تعترف

"لا داعي لذلك كين اعني فقط احضر لي مسكنا وسأكون بخير "

تجاهلها حتي جلب الفستان وساعدها في ارتدائه

"بخير هذه سيحددها الطبيب وليس انت .."

قطع حديثه وهو يحملها ومن ثم اكمل

"وحتي ذلك الوقت لا اريد سماع اعتراض منك اهذا مفهوم "

اقتنعت باوامره لم تحاول المعارضة اكثر وسمحت له بفعل ما يريد وبالفعل بعد نصف ساعة  كانت تجلس علي طاولة طبيبة نسائية قامت بفحصها  ومن ثم اتجهت نحو مكتبها لتتحدث الي كين ريثما تساعدها الممرضة في ارتداء ثيابها

"كيف وضعها "

سالها ما ان جلست علي الكرسي لتجيبه بتعابير مرتاحة

"لا تقلق سنيور زوجتك بخير فقط هناك بعض الاحمرار والتورم وهو نتيجة طبيعة لممارسة عنيفة ... سأصف لها ادوية تعمل علي تهدئته لكن .. سأطلب منك في المقابل الابتعاد عنها لاسبوع علي الاقل "

بلع ريقه وكأن يستمع الي حكم اعدامه ليصبح بها معترضا

"اسبوع ، الا يمكنك تقليص المدة اعني انا "

لعن نفسه بقل قبل ان يسمع جواب الطبيبة الذي بدي متفهما لحالتك

"انه لصحتها ان تكرر الامر في مدة اقل من اسبوع قد تزيد الوضع سوءا لذا ارجو ان تتبع ارشاداتي سنيور وحاول ضبط نفسك الي حينها ان كنت تعاني من صعوبة في كبتها يمكنني وثف ادوية لك تعمل علي تهدئتها  "

قطعت حديثها ما ان رات كلارا تسير نحوها بخطوات متعثرة نوعا ما

"الايزال هنا شعور بالالم "

هزت كلارا رأسها نفيا بحمرار غامق غذا خديها وهي تحاول الافلات من نظرات كين بها

"لا فقط بعض الوخذات الطفيفة ،اظنها ستزول بعد ان ياخذ الدواء مفعوله بالكامل "

اومئت لها الطبيبة إيجابا

"معك حق ... فقط لنتأكد من شفائك التام تعالي الي بعد اسبوع برفقة زوجك "
نظرت الي كين بتعجب وقبل ان تصحح لها وقف علي قدميه قائلا

"سأحرص علي ان تأتي ... كيارا هل تستطيعين السير وحدك ام احملك "

"لا في الحقيقة "

غيرت نظراتها نحو الطبيبة اولا ومن ثم اضافت

"اريد اقراصا لمنع الحمل ان امكن  "

"بالطبع كما تريدين ... "

صرخ بها كين قبل ان تكمل

"لاداعي لذلك ... لدينا وسيلة بالفعل لمنع حدوث حمل ... كيارا دعينا نذهب "

لم يترك لها فرصة لتعترض وكل ما فعله هو سحبها خارج غرفة الطبيبة ومنها الي السيارة مباشرة وهناك فقط اعطاها فرصة لتحدثه

"لم فعلت هذا كين ..  اين المشكلة في ان اخذ اقرص منع حمل . ثم انك لا تستخدم اي وسيلة لمنعه .. وبالطبع انا لا احب ان احصل علي طفل منك "

اسودت ملامح ... وكأن كلماتها لمست المحظور وبدي هذا وضحا من اصابعه التي قبضت علي عجلة القيادة بقوة حتي ابيضت مفاصله

"لن تحملي مني اين الصعب في فهم هذه الجملة "

صاحت به مستنكرة

"الكثير واولها كيف سيحدث ذلك واللعنة نحن لا نستخدم اي شيء ليمنعه ..لا اعلم لما اصرارك هذا واما كذبت علي الطبيبة ،فقط لا تقل انك تخطط لجعلي حام..."

صرخ به بصوت خشن جعلها تصمت

"لاني لا الد كيارا ... لاني لا الد هل انت الان مرتاحة ... "

بحلقت به مصدومة لثواني ترمش فقط تحاول بكل جزء في عقلها ترجمة الكلمات التي قالها  حتي التنفس كانت قد تخلت عنه في سبيل ذلك

"ماذا تقصد بانك لا تلد ... اللعنة ان كنت لا تلد  و بيتر ... كيف يكون لك ابن كين "

غاص بجسده للوراء في مقعد السيارة ليبعثر شعره وكانه يحاول نفض افكار سوداء داهمت عقله

"لن تصدقيني .. لا فائدة من الشرح لك .. ستكذبينني كما فعل البقية  "

حول عينيه من الفراغ نحوها لتري كم العجز الرهيب الذي سيطر علي عينيه المنهكتين علي غير عادتهما متألما ويأسا بشكل دفعها لان تقول له دون استشارة عقلها

"اخبرني ... وسأصدقك كين "

رمقها مطولا وكأن يحاول التماس الامان ولاول مرة في حياتها تري الخوف يتلاعب في مقلتيه عنوة لتدرك ان رأيها فيما سيقوله لن يكون مجرد رأيي يسمعه والسلام

"بيتر ... لم يكن ابني ... "

شعر بصدمتها التي تجلت في اتساع عينيها وهذا شيء لم يستغربه ابدا

"كيف .. ماذا تعني بانه ليس ابنك كين ،فيرا اخبرتني بقصتكما لقد اغتصبتها والان تحاول الانكار "

اشاح بعينه مجددا ليرمق الفراغ بنظرات مظلمة وكأنه ينظر الي ماضٍ لا يسر تاركا كلارا تتخبط باستنجات لا تعرف اي منهما هو الصحيح حتي سمعته يتمتم

"هو ابن اخي ... انا لم اغتصب فيرا في ذلك اليوم "

ظلت تعاينه بصدمة عجز لسانها عن وصفها

"هل تقصد انها كذبت علي مثلا "

هز رأسه نفيا قبل يجبها بصوت مخنوق

"لا هي لم تكذب فان لم اكن انا من انتهكها بوحشية فبالتأكيد كان بامكاني منع حدوث ذلك لكني وقفت عندي كاي جبان لعين لا يفعل شيئا سوي  التحديق باخيه الاكبر وهو يفعل ذلك  "

"لكن هذا ايضا لا يشرح لي شيئا كين لقد ذكرت اسمك لي بصريح العبارة ..."

قاطعها قبل ان تكمل ليقول

"لقد خدرتها يومها .. جعلتها تشرب خمرا وهي تظنه مجرد عصير ولم تمر سوي دقائق وكانت حرفيا لا تعي شيئا رغم ان عينيها مفتوحتان لن اكذب واخبرك ان نيتي لم تكن  اغتصابها حينها   لكني تراجعت في اخر لحظة "

صمت ليبتلع ريقه خلال ثوان لم يتحمل فضول كلارا الصمت خلالهما

"لكن لما فعلت ذلك .."

تنفس بعمق ليخرج صوته بنبرة اوضح

"حين كنت طفلا لم يكترث لي احد كيارا ... كنت دائما الطفل الجبان الذي لا يصلح لشيء دائما قيمني والدي علي اني في المركز الثاني و وجودي ليس بذاك الاهمية مدام بيتر موجودا الابن المثالي والوريث الشرعي المنتظر لمنظمة الشيطان امن به الجميع حتي انا كنت مفتونا بقوته وسيطرته السادية علي من حوله .. وكم كنت اغار منه واتنمني ان اصبح مثله "

"وهل تقليده اباح لك التفكير في اغتصاب طفلة كين .. "

قاطت انفعالها قبل ان يتطور الي استنتاجات خاطئة

"لا لم اكن هكذا يوما  .. انا فقط
كنت خائفا كيارا ،خفت من  ان اخذل نفسي امامي بيتر الذي طلب مني ولاول مرة ان يساعدني حتي اصبح قويا مثله قال لي اتبع ما اقوله وستمتلك كل جبروت العالم ذات يوم  وسيركع لك الجميع  حتي والداك .. وانا كنت متعطشا لهذا كيارا .. ربما كان لفت انظار الاخرين الي حينها الهدف الوحيد الذي كنت اسعي لتحقيقه لذا وافقت بعقل اعمي ونفذت كل ما طلبه لكن حين اتي وقت التنفيذ لم اقدر و تراجعت ولم اكترث حتي لشماتة بيتر واصدقائه بي ونعتي بالجبان الخاسر .. اضطررت الي مشاهدة كل شيء فعلوها به دون ان اجرء علي الاعتراض بحرف .. لهذا حين افاقت اخبرتها اني من فعل ذلك فقد شعرت لو انني لم اوافق علي طلب بيتر منذ البداية لما حدث ما حدث بالاضافة لاني شعرت بانه يجب علي حمياته فعقاب ما فعله في عائلتنا هو القتل  .. ربما لاني كنت كالبقية اؤمن بانه الاقوي وعليه ان ينتصر علي الجميع حتي علي انا   "

اعادت كلارا شعرها الي الوراء وكأن هذا سيساعد عقلها في ربط الشخصية التي يتحدث عنها كين واللعين الجالس امامها .. ان كان ما يقوله صحيحا إذا كيف بحق الجحيم تحول الي الوحش الذي امامها الان 

"... وماذا حدث بعدها لما غيرت فيرا اقوالها واخبرتهم انه بيتر رغم انك اعترفت بكل شيء عليك وحدك  "

رسم ابتسامة بشعة زادات تعابيرة الكريهة سواد وهو يتيم

"حين علم ابي ان الفاعل الحقيقي هو بيتر اتي الي و اخبرني انه يشعر بالرضا لاني  اعترفت علي نفسي حتي لا يقتل وريثه ولا مشكلة لديه في  ان يضحي بحياتي من اجل ان يستمر تولي الاقوي دائما رأس  منظمة لوسفير ... فحقيقة اني تراجعت في اخر لحظة ولم استطع اغتصابها اعتبرها دليلا علي ضعفي  وعدم كفاءتي حتي اصبح الزعيم ذات يوم ما  ... وبكل بساطة اخرج مسدسه واطلق النار علي هنا "

اشار الي مكان احدي الندب في صدره واضاف

"تركني ملقي هناك اواجه الموت وذهب ليخبر غوميز انه نظف عائلتنا من مسوخ مثلي لا فائدة ترجي منهم   لكنه تفاجيء بجثة بيتر مرمية امامه بعد ان اطلق علي النار هو ايضا ... وعرفت لاحقا ان فيرا غيرت رأيها واتهمت بيتر ظننا منها انهم لن يجرؤ علي قتله بعكسي انا  .. وانهم سيغفرون له كما اعتادوا ان يفعلو دائما معه في كل مرة كان يجرؤ علي تخطي الخطوط الحمراء في قوانين عائلتنا .."

انقبضت احشاء كلارا بألم التقطته من تلك النظرات الميتة التي رمقها بها ... بحياتها لم تظن ان ماض كين قد يكون هكذا ... وانه ذات يوم كان الطفل المهمش الذي لا يرجي فائدة منه وليس هناك ضير من التضحية به ان لزم الامر ... هل حقا هذه عائلة ام وحوش في غاب حتي يقتات الاقوي علي الضعيف بهذا الشكل الفظيع

"مادام الامر هكذا اذا لما اجبرتها علي ان تلد الطفل وجبرتها علي الرحيل عنه"

"ليس الامر كما تظنين ... فعلت ما فعلت لحمياتها فبعد موت بيتر تخلي ابي عن انسانيته تماما و اراد  قتلها لذا كان امامي خيارين اما ان اظل جبانا واراه يفعل ذلك دون ان احرك ساكنا او علي ان اخرج من شرنقتي تلك واتصرف كرجل كما يجب ان يكون .. لهذا خطفتها واختفيت معها في مكان لن يجدونا فيه مكثت معها للتسعة اشهر حتي ولدت الطفل  ولم يكن امامها فرصة لاجهاضه ... فحين اكتشفت حملها كانت قد تأخر الوقت كثيرا لفعل ذلك واي خطوة من هذا القبيل ستودي بحياتها معه بلا ادني  شك لذلك منعتها من الذهاب الي المستشفي حتي حان موعد والدتها واخبرتني القابلة التي أحضرها لتساعدها في الولادة انها قد تموت ان لم تنقل الي مستشفي ... اخذتها الي هناك وان اعرف انهم سيجدوننا وهذا ما حدث بالفعل بعد ان انجبت بيتر ... الذي كلفها خسارة فرصة ان تنجب طفلا اخر غيره ولهذا فكرت ان ادفع الثمن معها و ذهبت وعقمت نفسي بيدي ... لذا اقول لك بكل ثقة انك لن تحملي مني كيارا ... فلم تفعل اي امرأة لمستها قبلك    "

تنهدت بصوت مسموع وكان يحاول ان يطرد المشاعر التي تملكته

"الجميع يظن الان انني من اغتصبها وانني من اجبرها علي الاعتراف بان بيتر هو الفاعل لكي يتم  قتله بسبب غيرتي منه ... حتي حين اخبرتهم بالحقيقة في الماضي لم يصدقني احد وظنو ان فيرا حين اعترفت بان بيتر هو من اغتصبها كانت تكذب .. وهي بالفعل فعلت ذلك دون ان تدري بانها تكذب بالحقيقة ... ومن هنا تبدلت نظرت الاخرين لي من فتي اخرق لا يجيد سوي تقطيع الخضروات مع والدته الي وحش بلا رحمة  يهوي تقطيعهم وتحويلهم الي كومة لحم اطعم به الكلاب "

من كان يظن ان خلف الجدار الصلب طفل مجروح لا تزال ندوبه تنزف  منذ ست وعشرون عاما وحتي اليوم  ... مليء بالخذلان والوحدة  وكأنه انعكاس لطفولتها ولكن بواقع اشد و تفاصيل اكثر كراهية من تلك التي عاشتها ... فكت حزام الامان الذي كان يثبتها لتتمكن من الاتفاف واحتضانه في خطوة لم تستشر عقلها قبل ان تقدم عليها

"لكني الان اصدقك كين ... عليك ان تكون فخورا بنفسك فرغم ما حدث معك الا انك اليوم اصبحت الاقوي ..  "

ظلت تضمه اليها متمسكة به بكل قوتها وهو بادلها ذلك حتي سمعته يضحك بصوت خافت  دفعها للتراجع الي مكانها مشككة وهي  تصرخ به

"فقط لا تخبرني ان كل ما قلته لي كذب اردت ان تخدعني به "

هز رأسه نفيا وهو يحاول قتل ابتسامته الساخرة

"لا .. افهم تضامنك معي واقدره حقا كيارا .. لكن اظن ان عقلي لم يعد مبرجما علي تفسير اقترابك مني سوي بطريق جنسي .. انا اضحك من نفسي التي لم اعد قادرا علي السيطرة عليها حين تقتربين مني  "

اخفضت عينيها لتري ذاك الانتفاخ الطفيف في بنطاله وسرعان ما اشاحت عينيها بعيدا بخدان متودران دفعاه لان يضيف

"لا تخافي لن اهجم عليك هنا .... اعتقد اني سأكتفي بما فعلته بك الليلة واحاول ضبط نفسي اكثر ... سنذهب لنأكل وبعدها سأخذك الي مقابلة الشخص الذي اخبرتك به ما رأيك "

اكتفت بالايماء له فقط قبل ان يحرك السيارة و ينطلق بها الي اقرب مطعم تناولا  فيه الطعام باجواء اقل تحفاظا وقد انكسر فيها كم محترم من الجليد الذي كان حائلا بينهما

رفعت سلين رأسها عن صدر جوشوا الذي كانت تسترخي عليها ليسألها ما ان احس بابتعادها

"مابك "

تنهدت لتعبر عن استيائها قبل ان تقول

"الي متي تنوي تركي عذراء لما احسك تتهرب مني "

اختفي الاسترخاء من عينيه وهو يدفها ليجلس

"انت لست مستعدة بعد "

قاطعته بنبرةحادة

"انا لا اريد الدخول الي فريق كرة قدم حتي اكون مستعدة اخبرني مالذي يمنعك عني ... هل ناز هي السبب تحبها الي قدر انك لا تستطيع خيانتها معي "

اشاح بيعينه بيعيدا ليظهر البؤس في تعابيره بطريقة دفعت الخوف في سلين صعودا حتي وصل الي السقف لتضيف بصوت مرتجف

"اذا فانت تحبها "

حبست انفاسها وهي تنتظر ايجابته التي طالت بشكل مذعج حتي اعطاها اياه في الاخير بصوت خافت اظهر تردده بوضوح

"لا .. انا فقط خائف سيلين "

تحول الغضب داخلها الي غضب دفعها للجلوس بسرعة وسؤاله

"خائف من ماذا "

اعطاه نظرة غامضةوضح قصدها ما ان تمتم

"من ان يعود ذاك الوسواس الي رأسي من جديد ... لقد توقف في اليوم الذي منعت نفسي عنك والان انا حقا لا اريد اعطائه فرصة العودة والتحكم في من جديد "

ربتت علي خده بلطف لتشعر بارتعاشه الطفيف الذي لم يظهر لعينيها

"لقد مضت عدة سنوات بالفعل جو .. لا تقلق لقد شفيت منه "

هز راسه نفيا ليظهر لها عدم ثقته فيما تقول

"انا لا اضمن نفسي سيلين ... لن اعيش ان عاد ... هو يجعلني اكره نفسي واتنمني دوما قتلها بعد كل فتاة تقع ضحيةليء ... لقد كان ماض كريه ولا احب ان يعود ... سأقتل نفسي قبل ان اسمح لذلك الوحش بالاستيقاظ مرة اخري "

مسحت دموعه التي هربت من عينيه لتخبرها صدق كلماته التي رفضتها فورا

"هذا لن يحدث صدقني "

منحها الصمت كاجابة لها قبل ان ينهض ويرتدي قميصه  .... ظلت تعاينه بانكسار لم ينجح في كسر عزمه عن الرحيل حتي رن هاتفه واجاب عليه دون ان ينطق بكلمة حتي اغلق الاتصال ومن ثم قال لها

"هل تعرفين شيئا يمكن استخدامه حتي تغطي به الاثار علي الجلد "

صرت حاجبيها باستغراب

"ما نوع تلك الاثار "

"كالتي في عنقك اقصد علامات ملكية  "

"كريم اساس ... لكن لمن تريده "

"كين طلبه .. اعطني اياه لاخذه اليه "
وقفت علي قدميها وسارت نحوه لتمتم له بصوت خافت

"ان كان يريده من اجل كلارا فلا اظن ان خاصتي سينجح لكل امرأة منا لون خاص بها حسب درجة بشرتها "

"فهمت ... اذا ابعثي لي صورته لاشتري واحد مثله يناسبها "

اقترب منها ليطبع قبلة ناعمة علي شفتيها ثم اكمل

"علي الذهاب الان ساعود مساءا اتفقنا "

اعطته ابتسامة باهته حتي اختفي خلف الباب لتتنهد بارتياح انتهي ما ان فتح مجددا ودخلت عبره ناز بتعابير اعلمت سيلين ان الاخيرة قررت اسقاط قناع البلاهة اخيرا ولم تخدعها ابدا تلك الدموع التي هبطت علي خديها لتمتم لها بصوت متقطع بين شهقات بكائها الزائف بطريقة جعلت سيلين تجزم بانها علي وشك مشاهدة دراما تمثلية تستحق جائزة الاوسكار

"اخبريني انه لم يقبلك بتلك الطريقة سلين ... قولي لي اني اسئت فهم ما رأيته وانكما لم تكونا.. "

بلعت ريقها لتتمكن من الاكمال بصوت مرتجف

"لم تكونا تخونانني"

ضحكت سلين ساخرة من قولها لكن الاخيرة احتفظت بتعابيرها المنقبضة حتي سمعهتا ترد

"بربك ناز ... لا تحاولي ابتزازي عاطفيا  فانت مكشوفة بالنسبة لي بكل فعل دنيء فعليته انت بحقي وبحقي والداي وبحق جدي وجدتي ... هل نسيت شخصا .. اه اجل وخالتي ... ماذا تردين ان تسمعي مني ها اني اغوي زوجك .. بلي انا افعل هذا .. اني اريده ان يخونك معي .. بلي ارغب في هذا وبشدة .... اني اريده ان يتركك من اجلي ويطردك الي الشارع في المكان الذي تستحقينه  ... اؤكد لك انها رغبتي التي ساختارها حتما حتي لو عرضت علي بدلا عنها عيش حياة ابدية بشباب دائم "

رمقتها ناز بنظرات مليئة بالحقد والكراهية لم تتناسب تماما مع كلماتها التي اختارتها لردها عليها

"اعترف اني ارتكبت اخطاء في الماضي واعترف اني لم اكن مثالية ذات يوم لكن صدقا سيلين انا احبتتك واطالما عاملتك علي هذا الاساس .. انا لا استحق منك كل هذا القل اتجاهي حتي تبرري به محاولتك سرقة زوطي مني الا تخجلين من نفسك كيف يطاوعك قلبك علي مكافىتي بمثل هذا التصرف القذر منك علي ضايع عشر سنوات من عمري وانا اهتم بك اكثر من نفسي  حتي بدلا عن ايداعك في ميتم و اعيش حياتي بطولها وعرضها  "

"كاذبة منافقة ... قلبك اسود من ان يحب احدهم ... كل ما كان يهمك ولايزال يهمك هو المال وحسب وعلي هذا الاساس كانت علاقتك مع من حولك سواء جدي والدي انا و حتي جوشوا انت لم تعتبرينا سوي بطاقة بنك غير قابلة للنفاذ تمدك بالمال اللعين طوال حياتك ... والان حان وقت عقابك علي افعالك الشنيعة تلك ... ستدفعين الثمن اقسم لك "

تحولت تعابيرها الي مغارة مظلمة لم تستطع سيلين فهم ما تريد ايصاله لها بالضبط حتي تمتمت بصوت هاديء وهي تلتقط دموعها بحافة اظافرها

" اذا فانت لا تحبين جوشوا كما تدعين وكل ما تفعلينه هو من اجل الانتقام مني  "

"ولن يهدء لي بال قبل ان احقق هدفي "

رسمت ناز ابتسامة جانبية ساخرة كحال ردها

"اذا فانت ستعيشين طوال حياتك بدون ان يرتاح بالك هل تظنين انه سيتركني من اجلك او قد يبدلني بك ... مسكينة لا اعلم من قام بخداعك واخبرك ان مجرد تقبيله لشفتيك كاف لابعاده عني "

التزمت سيلين الصمت لدقائق قضتها في في نزع قميص نومها قبل ان تقول وهي تشير الي العلامات الزرقاء علي جسدها

"اظن ان هذا ردا كافيا لجميع اسئلتك .. لا تنسي اغلاق الباب حين  تغادرين غرفتي .. اه تبا  علي اخذ قسط من الراحة فحين يعود جو في المساء لن يترك لي متسعا من الوقت لافعل ذلك "

صرت ناز اسنانها بحنق قبل ان تخرج من الغرفة صافعة الباب خلفها بقوة كادت ان تحطمه .... سارات بخطي واسعة الي ولم تتوقف الا عند باب غرفتها وهناك تبدلت تعابيرها الغاضبة الي اخري تستطيع بساطة اعطاء التعريف الحرفي للخبث
فتحت الباب .. وتقدمت مباشرة نحو جوشو الذي كان يقف امام طاولت الشراب يقبض علي الكأس بين قبضته ولن تبالغ ان قالت ان عدم تحطمه الي قطع حتي اللحظة معجزة ... اجتضنت ظهر لفترة الي الوقت غير مكترثة لبرودة الجليد التي تسربت اليها حتي تمتمت له

"هل اقتنعت الان حبيبي .. اظنك فعلت بعد ان استمعت اليها باذنيك وهي تقول انك لا تمثل لها سوي بيدق تراهن عليه حتي تسطيع كسب حرب انتقامها ضدي ...  ان كان ما ارتكبته في الماضي خطأ استحق ان اعاقب عليه ... فهل تظن ان استغلال بهذه الطريقة شيء مباح ... الا يثبت لك هذا ان وجودك في حياتي ينثل فارغا حتي يكون ابعادك اعني اعتي انتقام قد يفعله احدهم بحقي ... انا احبك جوشوا صدقني ولم احب احدا من قبل مثل "
صفع كأس الشراب بالطاولة حتي انفصل قعرها لتتراجع ناز خطوة الي الخلف وهي تراه يلتف ليرمقها بتعابير مخيفة

"بالطبع انت تفعلين ناز ... تجبينني انا وليس مالي الذي قمت بصرف ما يزيد عن الخمسين مليونا  حتي اللحظة منذ زواجنا والي الان من حقائب مجوهرات واحيانا منازل فخمة و شقق ... كل هذا وانت تحبينني انا وليس مالي ... حتي بت اتسائل كم كنت ستنفقين لو كنت لا تحبينني انا فقط وليس مالي ... لا تنظري الي هذه النظرة ناز انا لم اكتشف هذه الحقيقة الليلة انا اعرفها قبل ان اتزوج حتي "

"جوشوا انا .. "
"اششش ... لا تبرري انت لست بحاجة الي ذلك فانا المسخ الوحيد هنا وانا مذنب بطريقة تدفعني لتقبل عقوبة ابقائك كزوجة لي للابد  لذا اطمئني ولا داعي لحكاية خطط حتي تحافظي علي اتفقنا "

تركها واقفة عندها وسار نحو الباب ليتوقف فجأة وهو يضيف

"شيء اخير ... اتمني ان لا نعود الي اردتاء تلك الاقنعة اللطيفة في معاملة بعضنا فهي ثقيلة وكريهة الي حد باتت تسبب لي حساسية ... كوني بطبيعتك وانا ساكون بطبيعي هكذا افضل للجميع مادمت ستكونين في  بجانبي حتي اوضع بتابوت "

اوقف كين السيارة امام مبني لم تتعرف عليه كيلارا في المرة الاولي حتي ترجلت عن السيارة برفقته وسالته وهي تخطي البوابة برفقته

"ما هذاا المكان كين "

اخذت تتفحص الممرات البيضاء الخالية من اي شخص  بفضول ازداد ما ان سمعت ايجابته

"ستعرفين الان "

ظلت تسير بجانبيه جاهلة عن ماهية المكان الذي تسير عليه حتي لفت انتباهها صوت امراة من ذيها جزمت كلارا علي انها ممرضة

"سنيور بييتشي اهلا بك  في مركز علاج الامراض العقلية اسمي سارة  سأكون مرافقتك مع المريضة اليوم   "

احتاجت كلارا الي ثانين حتي يترجم عقلها ما سمعته وحين فعلت لم يسرها اي من الاستنتاجات التي وصلت اليها

"كين .. انت "

التفت ليتفقدها ما ان سمع نبرة صوتها المرتجفة ليجدها اقرب الي الدخول في نوبة بكاء من تلك الدموع التي هبطت قصرا علي خديها ويداها اللتين ترتجفان لا اراديا بجانب جسدها   ليدفع كل هذا الي الاسراع في الرد عليها  وهو يمسك بكتفيها

" اهدئي لا داعي للخوف لن اؤذيها "

من رده علمت ان استاجها صحيح لقد جلبها لتري سلفيا ... هو يعلم انها هنا وليس كما اخبرها بن ... لترد عليه بجواب دفاعي متوسل عبر عن خوفها لحظتها

"ارجوك .. انا لا اريد خسارتها مرة اخري .. لا تؤذيها اتوسل اليك "

ربت علي شعرها بلطف اصر علي ارفاقه مع نبرة صوته وهو يضيف لها

" اعرف وجودها هنا منذ سنوات ولم افعل لها شيئا ... ولن افعل الان .... اطمئني وثقي بي ... انا لن اخلف بوعدي لك "

اكسبها رده بعض الامان الذي مكنها من التصرف بعقلانية

"حسنا .. سأفعل "

اقترب منها ليقبل جبينها بلطف قبل ان يتمتم لها

"جيد سترافقك الممرضة اليها وانا سانتظرك هنا "

اومئت له بدون تردد لتبع سارة التي قادتها الي الطابق الثلني وما ان تأكدت من عدم سماع كين لها سالتها بسرعة

"مع علاقة السنيور بسلفيا "

اجابتها الممرضة باتسامة عريضة

"يمكنك تسميته فاعل خير .. لقد جلبها من مصح متهالك كانت قد اودعتها بيه الحكومة الي هنا ... واخذ يتكلف بكل مصاريف علاجها ومستلزماتها الضرورية والغير ضرور طوال الثلاث سنوات الماضية رغم ان حالتها لم تتحسن كثيرا "

لم تخفي كلارا تفاجئها مما سمعته  لكنه اختفي ليتم استبداله بمزيج بغيض من الخ ف والتوتر مان ان فتحت الممرضة باب غرفة ودعتها للدخول خطت ... الي الداخل لتبدأ عيناها في البحث عنها فورا بين المساحة الواسعة التي اكتسبتها تلك الغرفة حتي وجدتها اخيرا جالسة علي سجاد مليء بالدمي تمسك باحداهن وتمشط لها شعرها ... لم تتحكم كلارا في دموعها التي ملئت خديها وتهاوش داخلها شعور بالرغبة في الهروب بعيد صوت الممرضة الذي انطلق ليعرف عن وجودها افسد كل شيء

"سلفيا انظري من اتي ليراك اليوم "

ادرات الاخيرة رأسها لتعلق عيناها بتركيز علي كلارا التي كانت تحاول الاختباء منها  حتي وقفت علي قدميها وتمتمت بصوت باكي وهي تصيح

"كلارا ... اهذه انتِ"

اغلقت فمها بيدها لتمنع هروب صوت شهقاتها الذي ارتفع .. وكانت حرفيا قد دخلت في انهيار مفاجيء ترك الممرضة تقول لها قبل ان تغادر الغرفة

"سأترككما وحيدتين "

ومع انغلاق صوت الباب اذت سلفيا تتقدم نحوها بخطي بطيئة اخذت في الاتساع رويدا رويدا حتي تحولت الركض وهي تصيح بها

"كلارا اجل انت كلارا .. انت كلارا "

سقطت في حضنها وتمسكت بها بقوة غير عابهة لاترجاف كلارا الذي اشتد واخذ يهدد صمودها واقفة لفترة اطول من هذا

"لقد اتيت .. كنت اعلم انك ستجدينني ... "
ابتعدت عنها بملامح ميتبشرة ضاحة لم تتناسب تماما مع الدموع التي لطخت خديها لتسالها بسرعة

"اين غابي كلارا  ... "

هنا لم تستطع كلارا تمالك اعصابها اكثر وانفجرت ببكاء مرير لم يمنعها من ان تمتمتم لها بصوت مخنوق

"انا .. اسفة ... اسفة حقا ..."

ظلت سلفيا تحتفظ بتعابيرها المسلامة وكانها لا تفهم مشاعر الحزن التي استعمرت كلارا لتسألها

"لا بأس ان لم تحضريها معك الان .. انا سعيدة حقا برؤيتك في المرة القادمة اجلبيها معك اتفقنا "

لم تدري كلارا ماذا تقول ... لذا فقط اكتفت باحتضانها الذي اطالته وهي تتمني لو كانت محلها فاقدة لعقلها وغير مضطرة للتعامل مع كل هذا الكم من المشاعر الكريهة ... علي الاقل هي الان تعيش في عالم مسالم لا تخشي ان يؤذيها فيه شيء وهذا بالطبع افضل لها وهي بالتأكيد محظوظة به 

لاتعلم كم عدد الساعات التي قضتها هناك  برفقتها  فلم يطاوعها قلبها علي رؤيتها حزينة في كل مرة كانت تنوي الرحيل فيها وتركتها حتي نامت في المساء ... لتجد كين واقفا في مكانه الذي تركته فيه ولم تبالغ ان قالت انه لم يحرك اصبعا منه  وظهر التعب جليا في تعابيره المتشنجة ومع ذلك رسم ابتسامة لطيفة دفعتها لان تبادلها اياه مرغمة

"انت لم تقف في مكانك هذا  وام تتحرك منذ ان تركتك قبل ساعات  صحيح "

"لا لم افعل .. حسبت حساب ان تحتاجي لي فجأة  لذا لم اذهب وانتظرك بالسيارة ... كيف كان لقائك بها  "

اكتفت بالسقوط بين ذراعيه فلسبب غريب امنت انها الطريقة الوحيدة للتخلص من الضغط الذي يضغط علي روحها منذ ساعات

"لا استطيع وصفه كين ... ربما لان هناك المزيد من الاسئلة العالقة والتي احتاج الي ايجابات لها حتي احدد شعوري "

"اي كانت اسئلتك هل نستطيع تأجيلها حتي نذهب الي السيارة اولا "

سارعت كلارا للابتعد عنه مرددة

"بالطبع "

يبدو ان اللعين صادق في ماقال وانه حقا انتظرها في مكانه لفترة تزيد عن الست ساعات من خطواته البطيئة وتنهيداته المتألمة التي اطلقها مرغما في خطواته الاولي ... لتحس لاول مرة في حياتها بشعور بالذنب اتجاهه لهذا حين وصلا الي السيارة اصرت عليه ان تقودها هي بدلا عنه  حتي وافق في الاخير وقبل ان يجلس في مقعد المساعد
... ساد صمت قارس بينيهما في فترة قيادتها الاولي لتكشف ان السبب هو غفو كين بجانبها  والتعب يبدو واضحا عليه لذا تخلت عن فكرة استجوابه حتي الغد  ...
ربتت علي كتفه برفق لتيقظه قائلة

"لقد وصلنا كين "

اعتدل في جلسته وهو يتمتم

"اللعنة هل نمت  وتركتك وحدك "

"لا بأس الطريق لم تكن طويلة سأنزل هنا  و اكمل باقي الطريق سيرا علي الاقدام "

رد عليها وهو يرتب شعره المبعثر نوعا ما

"لا داعي لذلك فهم يعلمون انك معي ثم ان الليل قد حل ولا تتوقعي مني ان اتركك وحدك هنا "

لم تجادله في وجهة نظره فقط حركت السيارة وقطعت بها تلك الامتار المتبقية واوقفتها امام باب منزل المزرعة ... احتفظت  برسمية تعابيرها ما ان رات فيرا تقف امامه وعيناها لا تري سوي كين الذي اتجه نحوها ...لتدرك كلارا ان المكوث هنا لن يكسبها سوي طاقة سلبية هي في غني عنها .. ولهذا قررت   الهروب بسرعة ودخلت الي الرده ومنها الي غرفة ليون مباشرة لتجد الاخير غافيا و صندوق الشكولا بجانبه  اقتربت منه لتقبل جبينه قبل ان تغادر الي غرفتها .

دلف ميغيل الي غرفته ويروض كتفاه من التعب ودخل الي الحمام  مباشر ليغطس في مياه باردة اعادة له استرخائه ... لف منشفة حول خصره وعاد الي  الغرفة متجاها نحو خزانته ولم يوقفه سوي تلك المتكورة علي فراشه تستعد لان تغط في نومها

"صوفيا ماذا تفعلين هنا"

انتفضت لتجلس بسرعة ما ان سمعت صوته

"متي اتيت "

"منذ ساعة ... لم تعطني جوابا مالذي تفعلينه هنا "

استغرقت ثواني قضتها في محاولة نزع عينيها عن عضلات بطنه ثم التفكير في جواب لسؤاله

"انتظرك حتي تأتي ... لم استطع النوم لذا فكرت ان اتشاجر معك "

تنهدت بامتعاض كرده الذي اعطاه لها

"تبا لك ليس لدي طاقة لتراهتك اللعينةصوفيا عودي الي غرفتك "

اتجه نحو الفراش ونام علي ظهره منتظرا منها ان تنفذ طلبه لكن الاخيرة لم تفعل سوي سحب الغطاء لتدثر ساقيها ومن ثم احتضان الوسادة  وهنا صاح بها

"صوفيا عودي علي غرفتك "

تجاهلت الرد عليه وبدلا عن  ذلك اغمضت عينيها

"صوفيا ... "

"لن اذهب "

قاطعته وهي تفتح عينيها الناعستين لترا اضطرابه الذي باتت تعرف سببه

"سانام معك من الان وصاعدا  لقد تخليت عن غرفتي لسيلين  ولا اظن ان هناك مانع لان اشارك زوجي في فراشه "

صاح بها متعجبا

"زوجك ؟"

اومئت له ايجابا قبل ان تقول

"اجل زوجي ... الم يكن هذا شرط في رهانك معي ان لم انجح في اقناع كين بترك سواريز حينها سيتحول زواجنا الي حقيقة ... وانا الان اتصرف علي هذا الاساس "

"وتصرفاتك هذه لم تعد تعجبني .. مالذي تخفينه "

اجابته بهدوء وهي تعتصر الوسادة اسفل رأسها اكثر

"جيد علي الاقل بت اعرف انه كان يعجبك في وقت ما ... اطمئن انا لا اخفي شيئا عنك  "

دفعت جسدها لتقترب منه كفاية حتي تستطيع تقبيل خده غير مكترثة للصدمة التي سببتها له

"تصبح علي خير "

حرفيا فقد القدرة علي النطق وحين استعاد رباط جئشة كانت اللعينة قد قفت بالفعل وهي متشبثة بيده

"صوفيا "

تمتم باسمها لكن الاخيرة ردت عليه بالغوص اكثر اتجاهه مانعة اياها من الحركة او التفكير في الابتعاد عنها حتي حل الصباح

وضعت كلارا سلة القش علي الارض اولا قبل ان تجلس تحت ظل الشجرة محتمية من الشمس التي اصبحت حارقة بشكل لا يطاق متعجبة في اهالي القرية اللذين ظلو يجمعون في العنب  منذ ساعات الفجر الاولي دون ان يكلو حتي بعد انتصاف النهار ...مدة يدها داخل السلة لتلتقط عنقود عنب اخذت تستمتع بمزيج الحموضة المحلاة التي لستعتها في البداية حتي رأت سيلين تتجه صوبها بتعابير غاضبة نوعا ما 

"اري انك هربت من العمل "

تركتها كلارا حتي جلست بجورها ومن ثم ردت عليها

"الجو اصبح حارا فجأة لذا اتيت لاخذ قسطا من الراحة وانت "

نظرت صوب جوشوا الذي كان مشغولا بوضع حبات العنب التي يتقتطفها داخل سلة حملتها ناز بين ذراعيها ويبدو التناغم واضح عليها

"لم اعد قادرة علي مشاهدة المسخ وهو يتغزل بها امامي وكأنني غير موجودة اه كم بت اكرهه ... لا اعلم لما بات يتعامل معي بكل هذا البرود .. انا حقا احسدك علي عدم اللامبلاة التي تملكينها  كلارا علي الاقل انت  قادرة علي تجاهل وغدك وعدم الاكتراث حين يقرر الاقتراب من فيرا او صنع مشهد غرامي معها امامك "

احتفظت كلارا بالصمت لفترة لتسمع الي رد روحها الصريح وهو ان ما قالته سيلين غير صحيح ... فهي لا تشعر بالارتياح ابدا حين تراه يفعل ذلك او بمعني ادق يضيق صدرها برغبة عارمة للبكاء  وتتمني لو تصرخ به وتطلب منه الابتعاد عنها

"هذا لانك تحبينه سيلين وانا لا افعل "

تنفست بعمق لتزيل الم التلقص الطفيف الذي نال من بطنها وهي ترا  شبح كين يتحرك باتجاه القصر لثواني كانت كفيلة بدفعها لان تقف حتي تتمكن من التأكد ان كان هو ام انه شخص اخر شبهته به    .... لم تفهم لما شعرت بالرغبة في اللحاق به والتحدث اليه ولما تتوفر امامها سوي احتمالات كان اقربها الي الصحيح هو  ربما لان لها  اربع ايام  وهي تذوق من ذات الكأس الذي تشرب منه سيلين الان وهو التجاهل من قبله  ... لم تعد تراه حرفيا الا لثواني معدودة حين ياتي ليقابل ليون و لا تذكر متي اخر مرة سمعت فيها صوته يناديها بكيارا ... بكل بساطة اختفي من عالمها لتري بوضوح ان غيابه عنه ترك فيه فراغا لم يستطع حتي ليون تعبئته

"ماذا هناك  "

انتبهت الي سلين سألتها لتجيبها بسرعة بعد ان لاحظت اختفائه من امام ناظريها  

"لاشيء .. فقط تذكرت انه حان موعد نوم ليون وعلي الذهاب  .. افرغي معك العنب  .. اراك لاحقا  "

لم تنتظر ردها وكل ما فعلته هو الاسراع في اللحاق به دون ان تجد تفسيرا مقنعا لما تفعله .. دخلت الي المنزل لتقف محتارة بوسط الردة غير قادرة علي تحديد وجهتها بالضبط للبحث عنه حتي سمعت اسمها يردد بصوت مألوف جدا لها

"فيونا .. كيف حالك "

التفتت بسرعة لتري ريكاردو وهو يتوجه صوبها لتصيح به

"ريكاردو .. ماذا تفعل هنا  "

اقترب منها حتي تمكنت من سماع لعنه لها

"تبا لك .. مالذي سيحدث ان اجبت علي قدر السؤال فحسب "

تمتمت له بصوت خافت

"انا بخير ولكن .. "

قاطعها قبل ان تكمل وهو يربت علي خدها

"لاتبدين كذلك .. هل يعاملك المسخ كعبدة لديه  ... كم شخص كلفك لتقتليه حتي الان  "

اجابته بابتسامة ساخرة

"ليس اكثر مما فعلت انت ... الاجابة صفر "

رفع حاجباه متعجبا ردها

"حقا .. اذن فانت مرتاحة تحت ادارته اكثر مني "

لاتعلم من منهما قد تغير لكنها الان باتت تستشعر لطافة ريكاردو معها في التعامل  اكثر من ذي قبل بكثير

"لا .. علي الاقل ان لم  اكن اعاني من تحكمك في حياتي بعد انجاز مهامك..."

قاطعها صوت صفع باب المكتب الذي خرج عبره كين وهو يصيح

"هل سأنتظر هنا طويلا "

من نظراته الحادة التي ثبتها علي ذراع ريكاردو الي تلمس خدها علم الاخير ان الغضب الذي يلوح في وجهه ليس بسبب تاخره عليه كما يحاول ان يدعي ...  لذا حدث  كلارا بصوت خافت

"اظن انني بت افهم نوع معناتك بالضبط .. هل علي رفع سقف غيرته اكثر باحتضانك  والانتقام لك منه  "

ارتفع الدم حارا ليخضب خداها معلنا بوضوح سيطرة الخجل عليها لادراكها ان اللعين يعلم تماما  ما يدور بينها وبين كين

"انا .. "

قاطعها بصوت ضاحك

"لا داعي لان تبرري لي انا اعرف كل شيء بالفعل لذا   .. سررت بالتعرف عليك  كلارا ... وسلمي لي علي فيونا لاحقا  "

رماها بابتسامة طيبة قبل ان يتلف ليواجه غضب كين الذي حوله الي نظرات حادة حرقتها  وهي حية .. تبا له

"هل ستقفين عندك للابد  تعالي فليس لدي اليوم  باكمله حتي انتظرك "

استهجنت نبرته الخشنة معها لكن قبل ان تتمكن من الرد عليه ايقنت انها لم تكن المقصودة بل  كاتالينا التي سارعت في ترك الوقوف امام باب المنزل وتقدمت صوبها بخطوات مضطربة يظهر عليها التردد بطريقة دفعت كلارا الي سؤالها ما ان اثبحت محاذاتها

"اين بن ... لي اربعة ايام منذ اخر مرة رأيته "

اكتفت بالتحديق نحوها بخوف لم تستطع اخفاءه جعل بعض من توترها ينتقل الي كلارا حتي اختفت خلف باب المكتب التابع لكين .. اي كان الشيء الذي جمع هؤلاء الثلاثة فهو حتما شيء خطير

جلست كالتالينا علي الكرسي وهي غير قادرة علي اخفاء ارتجافها الذي لاحظه ريكاردو لكنه قرر تجاهله فحسب

"هل تتكرم وتخبرنا لم اردت مقابلتي ارجو ان يكون سببا مقنعا يبرر اجبارك لي لترك صفقات تقدر بالملايين  "

ردد ريكاردو كلماته هذه ليأته الرد من كين

"لاعرف من الخائن بيننا والان بت اقرب لان اتأكد من هو  دون الحاجة الي استجواب اي منكما "

لم يحتاج الي اكثر من تثبيت عينيه علي كاتالينا لتنهار الاخير  باعترافها

"اقسم لك ... لم يكن لي علاقة بما حدث ... لقد تفاجأت بوجودها هنا وقررت ترحيلها لاني اعرف بانه سيتم تفسير ظهورها من العدم فجاة علي انني خائنة ارجوك اطلق سراح بن هو  لا ذنب له صدقني ... "

ابتسم بسخرية وهو يعقب علي ماقالته

"ظننت انك ستحتاجين وقتا اكثر من هذا حتي تتمكني من سؤالي ان كان حيا ام ميتا "

صرخت به بهلع

"انت لم تقتله اليس كذلك ... اعني هذا مخالف لاتفقانا "

وحين اعطاها الجمود كرد قررت الاستنجاد بريكاردو

"ريكاردو قل شيئا ارجوك  "

"كاتالينا محقة فرغم كل شيء روبن يتبع لي "

"وهل من اتفاقنا اطلاق النار علي ميغيل ... او محاولة اغتيال فاشلة ضد كيارا ... "

اجهشت كاتالينا في البكاء ولم يتبقي لها سوي الجثو علي ركبتها والتضرع اليه متوسلة الرحمة

"ارجوك صدقني انا لا علاقة لي بما فعله والدي .. بن حي اليس كذلك انت لم تقتله  ... "

"حتي اللحظة  .. لا ... لكن عليك معرفة اني اتوق لفصل رأس اللعين عن جسده لذا لا تراوغي واخبريني بما تعرفينه "

كفكت كاتالينا دموعها بسرعة لتشرع في الحديث بصراحة دون تفكير

"حسنا ... انا لا اعرف الكثير لكن سأخبر بكل شيء  عرفته عن راموس كان له علاقة بك ... بالتاكيد انت تعلم انه يملك هوسا اتجاه المال وكل هدفه في هذه الحياة هو جمعه باي وسيلة  ... وبهذا الطريقة دخل الي عالم المافيا كان يستهدف اصحاب المحلات ذو الخبرة القليلة في الامور القانونية يحتال عليهم ويستولي علي محلاتهم فيما بعد حتي تطور الامر معه ووصل الي حد الشركات عقارات بالملايين و البنوك .. وخلال عملي معه وجدت انه دخل في شراكة مع بيتر ابنك لبناء شركة تختص في نقل البضائع بين كلومبيا والمكسيك  برأس مال مشترك بينهما بيحيث يدفع بيتر ٧٥%من الاجمالي ويتلقي ٥٠%من الارباح مقابل ان ٥٠%لصالح راموس الذي سيتولي ادراة كل شيء  ويكتفي بيتر بالمراقبة فقط واستلام ارباحه نهاية كل شهر في حسابه البنكي   ...  واظن ان ابنك كان غبيا كفاية ليثق في ان الاخير قد يتعامل مع بنزاهة  حتي تفاجأ بعد مدة بانه تم الاحتيال عليه  وان الشركة التي سرق من اجلها خزينة ملهي سالسا الذي تملكونه لم تكن سوي و هم خسر امامها  ٥٠ مليونا بالاضافة الي ثقتك به .. ووجد نفسه بين ليلة وضحاها   قد تم اقصائه من العائلة ... لذا اتي الي والدي وقرر استراجع المال منه بالقوة اذكر نقاشهما جيدا الذي انتهي بخداع بيتر للمرة الثانية  بابرام اتفاق بينهما من جديد  وهو مساعدته في  الاستيلاء علي مصنع لانتاج الادوية وهو ذاته الذي امتلكه والد كلارا مقابل اعطائه نصف الاسهم  لاحقا   "

جذبت كلماته الاخيرة انتباه كين الي اقصاه  الذي انتظر تكملتها علي احر من الجمر

"اذا فكل مافعله بيتر معها كانت من تحت رأس والدك "

هزت كالتالينا رأسها نفيا

"لا اظن ان راموس هو العقل المدبر لهذا هناك شخص ثالث اختبأ خلف الكواليس ... "

قاطه ريكاردو ساخرا

"لما تتحدثين بكل هذه الثقة عن اللعين ... والوغد هذه هب هوايته لابد من انه  قد وجده وجبة دسمة واراد استغلال عجز  بيتر حينها  للحصول عليها"

قاطعته لترد عليه بكل ثقة

"لانه ليس من عوائده .. لا اقصد بهذا الاستيلاء علي املاك الاخرين ... لكن مصنع والد كلارا حينها كان علي حافة الانهيار بالفعل ولا فائدة ترجي من اغتنائه سوي خسارة عدة ملايين ... يفضل راموس قتل نفسه في مقابل الحفاظ عليها ... هذا اكد لي انه مدفوعا له بالفعل ليقوم بكل هذا وان المال الذي سينفقه جراء هذا سيعود عليه بطريقة ما او بأخري  ... وهذا يفسر تماما سبب اختياره تحطيم الامل الوحيد المتوفر لانقاذ ذاك المصنع من الضياع  وهو منع الدواء الذي اخترعته كلارا من ان يري النور واظن ان هذا هو السبب الذي دفع بيتر للتقرب منها ومحاولته سرقته ومن تدميره لاحقا  لكن بكل مرة كان يفشل بها حتي ظهر في الاخير امر امكانية تحويل دوائها الي كوكايين .. ليكون سببا مشروعا جعل بيتر يفكر في الغدر بهم والظفر بكل الفائدة لنفسه  ... وليمنعو حدوث ذلك ... "

قاطعها كين بصوت مهزوز لم يخفي غضبه 

"قاموا  بقتله هو اميليا تاركين كلارا تتحمل هذا الوزر وحدها حتي  اقوم انا بدوري بمهمة قتلها وهكذا اخفي اي دليل قد يقودني اليهم  مستقبلا "

"اجل بالضبط ... في الحقيقة انا لا اعرف  انا كان استنتاجي صحيحا ام لا لكن اظن ان الهدف من كل هذا هو تدمير كلارا ذات نفسها وليس الاستيلاء علي مصنع والدها او السيطرة علي دوائها فقط .. فان كان هذا هو المراد فعلا لما كانوا ليقررو التخلص منها رغم انهم لم يحصلو سوي علي ٥٠%من الاسهم  وحين تم قتل بيتر والمراهنة علي قتلك لها بسبب ذلك ... لم يكونوا قد حصلو علي تركيبة الدواء بعد ... والذي تم مسوامتها به لاحقا حين انجبت توأميها وتم قتل احدهما لاجبارها علي ذلك  "

عم صمت مرعب علي الاجواء حتي كسره تسائل ريكاردو الذي تمتم

"لما هي بالذات لما هي من بين جميع البشر تم اختيارها .... اعني ان كان استنتاجك صحيحا فهذا يعني ان لكلارا علاقة قوية مع احد يكرهها ويتنمني ايذائها حتي يقصدها بكل هذا العذاب ... انه ليس منطقي لا يوجد سبب يدفع احدهم الي الرغبة في قتل الاخر دون عداء  طاحن بينهما واشك في ان كلارا التي عشات قبل اربع سنوات كانت قادرة علي ايذاء نملة ليكون لديها عداء مع احدهم ... "

لم تملك كاتالينا جوابا لكن نظرات كين المتقدة اخبرتها ان رأيه من رأيها ويبدو ان ما قالته وضح الكثير من الامور التي اختار الاحتفاظ بها لنفسه  وعدم الافصاح عنها الان

"وما علاقة ايانا بكل هذا "

عاد الخوف ليتربع عرش تعابيرها وهي تجيبه

"ربما .. للضغط علي بها لاحقا حتي اخونك واعود لانفذ اوامره حين يحتاجني في مخططاته ... هو يعلم انها الشخص الوحيد الذي افعل من اجله اي شيء ... لذا دائما ما اعتاد استغلالها ضعفها  ضدي وتهديدي بجعلها  عاهرة مثلي  لهذا سارعت في مهمة ابعادها من هنا .. فان كان قد استطاع الوصول بها الي هنا فهو قادر علي خطفها مجددا وتهديدي بها "

"هل انتي واثقة من انها كما تدعين ..."

لم تفهم كاتالينا قصده في البداية لكن ما ان فعلت حتي صاحت به

"بالتأكيد .. اعني ايانا انا من قام بتربيتها وكل شيء فعلته في حياتي هو من اجلها فقط "

"عودي الي جناحك في الفندق وانتظري اوامري هنا ... ولا انصحك باي فعل احمق   والا ستدفعين الثمن غاليا "

وقفت دون ان تعارصه وخرجت من المكتب وهنا كول كديقه الي ريكاردو الذي سأله

"ما بها صوفيا هل هي بخير "

اشعل سجارة ليهديء من زخم افكاره وهو يجيبه

"لا باتت تتصرف بغرابة وعلي غير طبيعيتها خصوصا مع ميغيل ... لذا اردت سؤالك ان كنت تعرف شيئا .. انت لم تخبرها بشيء عن الماضي اليس كذلك "

قاطعه بسرعة

"لازلت محتفظا باتفاقنا ولن انكث به ...  لم اتحمل كل السنوات من اجلها لاتي وافسد كل شيء الان ... لذا اطمئن .. اعتقد انها فقط بدات تتقبل ميغيل كزوجا لها واقتنعت بان سواريز غير مناسبا لها  "

"وماذا ان علمت بانها طلبت مني دهتك لحضور حفل عصر العنب الليلة  "

اعتدل ريكاردو في جلسته وصاح به

"اذا لابد ان هناك خطبا حقيقي بها .. ان تقبلت ميغيل بظون تدخل خارجي فلا اظن ان الامر مقبولا بالنسبة لي "

"وهو كذلك .. حين تقابلها الليلة حاول ان   تفهم منها ما يحدث ..."

قاطعه ريكاردو مذهولا

"لحظة هل ستسمح لي بمقابلتها في العلن  اعني ... الا تخاف من ان يشك بحقيقة عدائنا احد "

اجابه وهو يقف علي قدميه

"لا ،فقط اظهر لها انك تكرهني في كالعادة وهذا سيفي بالغرض  ...  ستمكث ما تبقي من النهار بالفندق وحين يحل المساء سيقلك ميغيل الي هنا مجددا "
نهض ريكارد معه ليخرج برفقته خارج المكتب .. وهنا افترق عنه معادرا المنزل باكمله تاركا مجالا لكين للانتباه الي كلارا التي كانت تستق النظر اليه خلف باب المطبخ والتي اغلقته بسرعة من ان لاحظت اكتشافه لها .. لعنت نفسها مرارا وتكرار وانبتها علي تصرفاتها التي لم تجد لها اي مبرر  ... حتي فتح الباب ودخل عبره كين .... هنا تجمدت في مكانها واخذت تبحث عن عذر يفسر الغباء الذي كانت تفعله ... لكن برود تصرفاته اخبرها انه لا يوجد داعي لان تفعل ذلك ... تخطاه بكل بساطة وذهب ليشرب بعض الماء قبل ان يقرر المغادرة وهو يتعمد تجاهلها بشكل مهين رفع غيظها الي مرحلة حرجة حتي وجدت نفسها تصرخ به بدون تفكير وهي تعترض طريقه

"كريه ... من تظن نفسك حتي تتجاهليني هكذا .. هل تخال ان فعل رخيص كهذا قد يؤثر بي مثلا او يضاقيني ... لعلمك فقط وجودك في حياتي او عدمه لا يكل اي فارق بالنسبة لي "

صرت اسنانها بقوة لتمنع غمها من المواصلة في قول الحماقات المتناقضة لكن علي الاقل ها هي ذي اعطتها نتيجة و ان لم تكن مرضية

"قلتها بنفسك وجودي من عدمي لا يشكل فارقا .. لذا  ابتعدي عن طريقي فلا اجد سبب يدفعك لمنعي عن الخروج من هنا  "

ابتسمت ساخرة من نفسها ولا تكاد تصدق انها تنذل له بهذا الشكل  المريع حتي تجبره للحديث معها فقط

"حثالة .. سافل حقير ... تبا لك فل تحترق بالجحيم ... "

تنفست بعمق عل هذا يساعدها في الحفاظ علي جثة كرامتها التي اغتالتها بلا شك

"لا تظن اني افعل ذلك من اجل شخصك كل ما هناك هو انني اريدك ان تجيبني علي بعض الأسئلة المتعلقة بسلفيا وحين تفعل  يمكن التصرف معي علي انني شبح لا وجود له كما تشاء "

ادخل يداه داخل جيوب بنطاله ليمنع نفسه من الانفجار ضاحكا من منظرها اللطيف قبل ان يتمتم لها بتسلية وهو يزيد بعض البنزين الي نيران غضبها

"قولي ما عندك فيرا بانتظاري ولا احب ان اتأخر عليها بسببك   "

اخذت دقيقة من الوفت تحاول اقناع نفسها ان فكرة نحر عنقه بسكين ليست الحل الامثل للتعامل معه حتي نجحت في الاخير تجاهل كلماته الاخيرة  والتفكير فيما يهمها اكثر وهي سلفيا  ... بالطبع هي لم تكن مستعدة لاستجوابه  ولم تملك الكثير من الاسئلة لطرحها عليه لذا قالت له اول شيء خطر ببالها

"كيف نجت وانت فجرت المنزل بها "

اجابها دون مراوغة

"لانه وببساطة حين حدثت هذا لم تكن بداخله "

"بالطبع هو كذلك لكن انا اسئل كيف هل هربت ام .. "

قاطعها قبل ان تكمل سؤالها واعطاها الايجابة

"لقد  اخرجتها بحر ارادتي وتركت والدك هو من يموت هناك "

جحظت عيناها وهي تردد بانفاس منقطعة اول استنتاج قفز الي عقلها

"وغابريلا هل خرجت مع سلفيا ام ماتت مع ابي  كين "

انتظرت رده الذي طال لثواني مضت علي كلارا وكانها شهور حتي قال لها في الاخير وهو يدفعها ليغادر المطبخ

"اختك حية كيارا لكن تفسير ذلك ساتركه ليوم اخر لا احب افساد متعة العائلة السعيدة التي انشأتها مع سلفيا فما سأقوله لك بخصوصها  سيدمر لك هذه النظرة حتما "

.............
نهاية البارت

اظن واضح انو بدأ فك االغاز رويدا رويدا والنهاية باتت اقرب

توقعاتكم وتحليلاتكم في التعليقات

رابط انستغرامي هنا
https://www.instagram.com/malazo_anarain/

رابط تطبيق سويت كوين واللي مش فاهم عنو هو تطبيق للمشيء بيحسب خطواتك اليومية وفي المقابل بتحصل علي كوين ممكن تحولها لي فلوس وتصرفها
https://sweatco.in/hi/malazjalis Check out this free app — It Pays to Walk 🚶

Love you




 


Continuar a ler

Também vai Gostar

3.8M 57.4K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...
617K 8.6K 50
"يمكن التعافي من كل شي الا الإدمان والهوس بشخص لا علاج له ولا سبيل للسيطره عليه سوى طريقتين اما اقتلاع جمجمتك اللعينه لتنساه او حبسه وكسر ساقيه ليبقى...
5.4M 158K 105
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
550K 13K 35
امتلك حلم واحد مثل اى فتاه ان اكون عارضه ازياء و اخيرا وجدت الفرصه كى اعمل عارضه ازياء ولكن ! عرض على العمل مع فنان مشهور جدا يدعى "زين مالك" حتى...