امـاريـتـا - مڪتملة √

By il___71

787K 45K 1.3K

لم أرَ من قبل خوف وجوه أهل زيكولا مثلما كنت أراه في تلك اللحظات أسفل أنوار المشاعل، زيكولا القوية التي تباهي... More

بيجانا - الحلقة الأولى
خائنون جدد - الحلقة الثانية
عهد مينجا - الحلقة الثالثة
فتاة خائفة - الحلقة الرابعة
القافلة - الحلقة الخامسة
الشميل ـ الحلقة السابعة
عجوز غريب الأطوار ـ الحلقة الثامنة
أيام صـعبة ـ الحلقة التاسعة
هذيان مفاجئ ـ الحلقة العاشرة
الأماريتي ـ الحلقة الحادية عشر
رحيل قريب ـ الحلقة الثانية عشر
خالد حسني ـ الحلقة الثالثة عشر
مضحك ـ الحلقة الرابعة عشر
سفينة مشتعلة ـ الحلقة الخامسة عشر
قصر الملك ـ الحلقة السادسة عشر
قانون جديد ـ الحلقة السابعة عشر
عهد الرسل القديم ـ الحلقة الثامنة عشر
دقات مُخيفة ـ الحلقة التاسعة عشر
جيش ڪبير ـ الحلقة عشرون
خائنة ـ الحلقة واحد وعشرون
اصدقا۽ قدامى ـ الحلقة الثانية والعشرون
الحلقة الثالثة والعشرون
نادين ـ الحلقة الرابعة والعشرون
بلدة غريبة ـ الحلقة الخامسة والعشرون
قرار حاسم ـ الحلقة السادسة والعشرون
رحلة جديدة - الحلقة السابعة والعشرون
الحلقة الثامنة والعشرون
سيدة عجوز - الحلقة التاسعة والعشرون
اقليم اكتارا - الحلقة الثلاثون
خطاب الحاكم - الحلقة الواحدة والثلاثون
الحلقة الثانية والثلاثون
الحلقة الثالثة والثلاثون
مسار ثعباني-الحلقة الرابعة والثلاثون
باب آخر-الحلقة الخامسة والثلاثون
الحلقة السادسة والثلاثون
وجوه خائفة - الحلقة السابعة والثلاثون
الحلقة الثامنة والثلاثون
وشم النجوم الخمس - الحلقة التاسعة والثلاثون
الحلقة الأربعون
محاكمة عاجلة - الحلقة الواحدة والأربعون
ممرات سرية - الحلقة الثانية والأربعون
الحلقة الثالثة والأربعون
الحلقة مـا قبل الأخيــرة
الحلقـة الأخيــرة

اماريتا - الحلقة السادسة

22.9K 1.1K 36
By il___71

اشرقت شمس اليوم الخامس وكانت سفينة السجناء لا تزال تشق بحر مينجا وزادت أسيل تعباً بعدما أصابها دوار لم تشعر بمثله من قبل كانت تسمع عن دوار البحر لكنها لم تدرك أن يكون بهذهِ الشدة و بكت أمتعاضا بعدما تقيأ عليها أكثر من سجين وأغرق شعرها ووجهها ومعطفها بقيئهم ورائحته العَفنة هي وقمر التي أستسلمت للنوم دون أن تعبأ بتلك الرائحة أو رائحة البول المنتشر بالعربة ثمَ أيقظتها أسيل حين ظهرت هضاب ريكاتا في الأفق..

كانت هضاب ريكاتا الحصن الشمالي الحقيقي لِأماريتا غابة من هضاب كثيرة إنتصبت عمودية وسط بحر مينجا لتصبح بينها ممرات مائية متشعبة ومتداخلة عرفت بمتاهة ريكاتا بينها ممر وحيد آمِن يتبدل مع الطقس لا يعرفه إلا قادة أماريتا وبحارُوها مَن يضلهُ مصيره الغرق لا محالة حيثُ دوامات مينجا العنيفة التي تظهر وجهها الغاضب كما هو الحال خارج تلك الهضاب، أما سفن التجارة الغير أماريتية فكانت ترسو بمرفأ أنشئ عند الهضبة الأولى وتبادل تجارتها مع سفن أماريتية تجوب تلك المتاهة من و إلى أماريتا.

دَلفت السفينة نحو الهِضاب وقَلت سرعة أبحارها بعدما نُكسَ شِراعها الرئيسي وأسقطت مجاديفها إلى الماء وعبرت أولى هِضابها لتنحرف شرقاً وتعبر عددا من الهِضاب والمَمرات المائيه الضيقة المتقاطعة ثم دارت ببطء حول هضبة كانت أقل طولاً من مَثيلاتها لتنحرف وتتخذ ممراً مُتعرجاً بين هضاب أخرى في اتجاه الجنوب الغربي ثمَ عبرت غيرهم و انحرفت في اتجاه الجنوب الشرقي وكانت أسيل تتشبث بمن حولها وبأخشاب العربة التي أهتزت مع انحرافات السفينة ومعها قمر التي تكَوَمَت وألتصقت بها ونظرت بطرف عينها في خوف إلى الهِضاب الشاهقة المتناثرة وسط الماء، ثمَ أقترب منهما بَحار عجوز اعتلى العربة بوعائه ليسقي سجناءها وحين رأى خوفهما انحنى وهمس إليهما:

- لا تخافاَ إنها متاهة ريكاتا..

فقالت قمر:

- أشعر أننا ندور في الدائرة ذاتها.. ماذا لو لم نستطيع عبور المتاهة؟

فضحك العجوز وقال:

- إنَ بحاري أماريتا يعلمون طريقهم إلى بلدهم .. وتابع :

سَتعلَمان لاحقاً إنَ هذا المَمر أسرار قوة بلادنا .. وأردف:

- لا احد يعرف هذا المَمر جيداً غير قادتها وبحاروها ..حتى هؤلاء الجنود على السفينة أن تركتهم هنا لن يستطيعوا إكمال طريقهم..

فقاطعته أسيل:

- ربما لأنهم أغبياء..

ونظرت إلى سجناء العربات الأخرى المحدقين بأعلى الهِضاب وأكملت:

- كان عليكم أن تغمضوا أعيننا لقد رأى الجميع كيف تمر هذهِ السفينة وقد يفشي أحدهم هذا السر حين يغادر.

ضحك العجوز مجدداً:

- يغادر؟ لا أحد يغادر ..

ثمَ تابع وهوَ ينهض:

- سيتبدل هذا الطريق بحلول الليل ..

عَبرت السفينة هضاب ريكاتا و واصلت إبحارها لِأربعة أيام أخرى ليظهر أمام أعين السجناء شاطئ أماريتا ومعه الكثير من مراكب الصيد التي رست بالقرب منه ثم أقتربت من جسر خشبي شق طريقه من الشاطىء إلى الماء مثل جسر الجانب الآخر وأبطأت لترسو متعامدة عليه و رفع بحاروها مجاديفهم وثَبّتوا حبالها السميكة بِمَرساها بعدما ألقى آخرون غطاسها بالماء فأستقرت تماماً ثمَ ثُبت لوح خشبي مائل بينها وبين الجسر.

وكان القائد الأماريتي قد أمَر بتحرير أغلال السُجناء فصعد كل عربة زوج من الجنود وحرروا أغلالهِم ثمَ تَرجلوا وتحركوا مصطفين نحو اللوح الخشبي وأحتشدوا على شاطئ البحر محاطين بِفُرسان أماريتا ثمَ بدأوا في تقدمهم نحو المدينة على أقدامهم وبينهم أسيل التي حَدَقت بباب المدينة المغلق أمامهم وسورها الصخري الضخم على جانبيه فأشعل عقلها بأسئلته إليها؛ إن كان قرارها صائباً بِمجيئها هنا وإن كان سجنها مدى الحياة خلف هذا الباب أفضل حقاً من ذبحها على مِنصة زيكولا، ولم يشغل بالها ذلك السجين الذي أغرقها بقيئه مجدداً ولا قمر التي تشبثت بذراعها وظلت تثرثر خائفة من مصيرهما المجهول..

كان باب أماريتا أكبر من بابي زيكولا وبيجاناَ معاً باب فولاذي نُقشت عليه رموز لم تستطع أسيل أن تُفسرها ما إن فُتح من الأسفل إلى الأعلى حتى إنطبعت على وجهها الدهشة بعدما إستحالت صحراء الشاطئ خلفه إلى ساحات شاسعة من الخضرة والبساتين على الجانبين بينهم طريق واسع ممهد أمتد إلى مبانٍ بدت أكثر تناسقاً مما رأته في أي بلد آخر.

و سار الجميع ورحيق زهور البساتين ينعش صدورهم لوحة من الجمال رسمتها خُضرة البساتين والطيور المحلقة فوقها اكتملت بالمباني التي تَلونت بألوان مبهجة أما أعينهم وأهل تلك المدينة الذين خرجوا إلى جانبَي الطريق يرحبون بهم ترحاباً كان مفاجئاً فكان الجميع يلوحون إليهم بأياديهم وما إن تقع عيناَ سجين على أحدهم حتى يسرع بقوله "مرحبا" وأمتلأت النوافذ بِرجال ونساء وأطفال كانوا يصيحون مُرحبين ما إن تمر المسيرة أمام بيوتهم ثمَ يسرعون إلى الشارع ليسيروا بجانبهم فبدأت الأبتسامة تظهر على وجوه بعض السجناء وبينهم قمر التي تعجبت من تهامُس فتيات تلك المدينة وأشارتهن إلى بعض رجال بيجاناَ ثمَ بدأت الموسيقى تدوي في الأرجاء بعدما إنضم عازفون إلى مسيرتهم وتراقصت معها بعض من فتيات أماريتا وبدأت في الغناء مُرحبين بالسجناء ..

كان الجميع يتحركون سوياً لا يفصل بين غرباء بيجاناَ وأهالي أماريتا إلا قلة من الفُرسان تواجدوا من أجل تنظيمهم فقط دون أغلال أو قيود يقودهم القائد الشاب على جواده أمامهم.. أما أسيل أِختفت بسمتها بعدما جال بذهنها تشابه تلك اللحظات مع يوم زيكولا الذي طالما بدأ بالغناء والرقص وإنتهى بذبح أحدهم، ثمَ قاطعت شرودها قمر حين حدثتها بصوت عال؛ انظري وأشارت أمامها إلى قصر ضخم ذي شُرفات عدة لَمعَت واجهته الرُخامية مع أشعة الشمس، أمامه ساحة واسعة أحيطت بسور من ألواح رخامية رفيعة تراصت بين أعمدة صخرية نُحتت على مسافات متساوية كانت المسيرة في طريقها إليه.

وصلت المسيرة إلى باب ساحة القصر ودَلفت إليها وعلت الموسيقى بعدما التف العازفون حول تمثال رُخامي توسط الساحة كان لمحارب بارز العضلات ترفع يده اليمنى سيفاً شق نصلهُ الهواء وتتدلى بجواره يده اليسرى ممسكه براس منحوت دون جسد فزادت همهمة السجناء ثمَ أمَرهم القائد الأماريتي أن يتقدموا الصفوف الأمامية بالقرب من القصر بينما مكث أهل أماريتا بالصفوف الخلفية ثمَ أُغلق باب الساحة وتحركت ألواح السور الرُخامية الرفيعة حركة ربع دائرية في تناسق لتغلقه فَعُزلت الساحة عن خارجها وصمتت الموسيقى بعدما أطلق بوق من إحدى شُرفات القصر الجانبية صمت معه الجميع على الفور ثم ظهر بالشُرفة الوسطى شاب طويل القامة قوي البنيان قصير الشعر يرتدي ثياباً عسكرية فصاح أهل أماريتا هاتفين بحماس شديد لدقائق فحياهم بيده اليمنى باسماً وأدركت أسيل أنه الصورة البشرية للتمثال الذابح لأحدهم مع همسات قمر إليها أنهُ الملك ثم هدأت الساحة في إنتظار حديثه إلى فقراء بيجاناَ فقال:

- أعلم أنكم منهَكون للغاية لا تقلقوا لن أطيل عليكم أردت فقط أن أرحب بكم كَمَلِك لهذا البلد وأخبركم بأمور لابد أن تعلموها في يومكم الأول..

كان صوته يصل واضحاً إلى الجميع مع إغلاق الألواح الرُخامية ثمَ تابع:

- منذ عبوركُم هضاب ريكاتا وأصبحت أماريتا بلدكم تخضعون لقوانينها لستم عَبيداً إنما أنتم أهلنا الجدد.

بعد حديثي سيحُل كل منكم ضيفاً على أماريتي لِمدة ستة من الأشهر يتدبر بها الأماريتي لِضَيفه مأكَله ومشربه..

بعد أشهركم الستَةِ الأولى لن يحق لِأماريتي أن يستضيف أياً منكم وإلا سيعاقب ولن يطعمكُم احد، المنحة من غير الملك جريمة.

سَينال كل منكم رقماً مَوشوماً على كتفه طبقاً له سيحدد مضيفه وعمله، لا يسمح لأحد بعمل آخر غير الذي حُدد برقمه..

بعد عام من اليوم ستدفعون ضرائبكم إلى أماريتا مائة قطعة نحاسية مَن يدفع ضرائبه يكمل حياته حراً وَمن لا يدفع يصير عبداً يباع في سوق العبيد وتنال أماريتا ثمنه، فليسعى كل منكم إلى حُريَته.

سَترحلون عن أماريتا بعد عشرة أعوام كما جئتم اليوم دون مال ولن يرحل أحدٌ قبل ذلك ولا رحيل للعبيد ولا حقوق لهم.

ثمَ نظر إلى أهل أماريتا بالصفوف الخلفية وقال:

- أهل أماريتا، فَلتُكرموا ضُيوفكُم لقد عانو كثيراً في بلدهم.

فهتفوا باسمهِ وطال هتافهم وتعجبت أسيل حين وجدت نظرة الرضى قد علت وجوه فقراء بيجاناَ بل إنضم بعضهم إلى هتاف أهل أماريتا.....

Continue Reading

You'll Also Like

6.7K 204 18
عادة نحن نترك امر الثقة بالاشخاص الى العينين ماذا يحدث حين تكذب العين وتزيف الحقائق وحين ينجلي ضباب الاوهام ويظهر المخفي هل يحدث ما يخطط له القدر؟...
1.7K 106 11
فتاة مسلمة في بلاد اجنبية.. الندم هو الشعور الذي يجعلنا نتمنى أن نعيد حياتنا مِن أولها لكي نتراجع عن أمر صغير فعلناه لَكنه كفيل بأن يشغل بالنا إلى وق...
2M 231K 49
مملكة سفيد ..القلب النابض للممالك الأربع، الاقوى بينهم، لكن تلك المملكة ورغم أنها امتلكت كل مقومات القيادة، إلا أنها افتقدت لشيء هام؛ " ملكة " تحكم ع...
2.5M 251K 32
مَن اراد عالمنا فـ ليدخُل اليه حتى كتابنا لم يُفهم من عنوانهُ