ثم يأتي هدوء الليل ليثبت لك أن الضجة بداخلك وليست من حولك..!
******
صلوا علي من بكي شوقاً لرؤيتنا 💙🌎
****
كان يقف وهو لا يستوعب ما يحدث حوله من هذه التي تقاتل دون ذرة شفقة لم ترتجف يديها كما كانت ترتجف بين أحضانه منذ لحظات انتهت رِسال منهم وعندما رأت من كان يهددها في الهاتف اقتربت بضع خطوات وهي تراه ساقط في دماءه لا يشعر بشيء ورغم هذا قامت بإطلاق سيل من الرصاصات فأصبح جسده كالخرقة البالية لا تنفع في شيء صرخت رِسال باللغة الروسية:
=اللعنة عليكم يا اوغاد ألم أقل لك أنك تتلاعب في الشخص الخطأ انا لن أخاف أحد منكم وهذه العائلة لن يصل إليها رئيسك عندما يتخلص مني ليفعلها!
ابتعدت عنه رِسال وهي تقوم بتصوير جثثهم وترسلها إلي نفس الرقم الذي يأتي منها رسائل التهديد ثم اغلقت وضعية التصوير وقامت بمهاتفه جنة:
=تيجي حالا القصر ومتسأليش ليه او إزاي اتصرفي..
ثم أغلقت دون ان تستمع إلي ثرثرة صديقتها استدارت رِسال لتذهب لغرفة المكتب لتطمئن علي والدتها وأخيها ولاحظت أخيراً هذا الواقف ينظر لها كأن نمي لها رأسان علامات الدهشة ترتسم فوق معالم وجه نظرت له رِسال ببرود وقالت:
=ممكن افهم يا رائد انت بتعمل اي هنا؟
خرج نائل من صدمته وهو يتنحنح يحاول ان يخرج نبرة صوته باردة قدر الإمكان:
= اغمي عليكي في المكتب وجبتك هنا البيت وبعدين كنت خارج لقيت عجلة العربية بايظة فوقفت اصلحها وشوفت الرجالة دي بتحاول تكسر الباب فحاولت أساعدك مش أكتر وأي حد كان مكاني كان عمل كدا..
لم تعلق رِسال علي حديثه وهي تتخطاه اشتعلت نيران الغضب بداخله وهو يكاد يستدير يحطم رأسها هذا ولكنه تمالك أعصابه يذكر نفسه لما هو هنا وما هي مهمتة من الأساس فتحت رِسال باب الغرفة ولكنها عادت للخلف بضع خطوات عندما وجدت قصي يحاول ضربها بإحدي الحطبات الخاصة بالمدفأة صرخ قصي باندفاع:
=ابعدوا عننا انا....
ابتلع باقي كلماته عندما وجد رِسال تقف أمامه وهي تمسك سلاح بين يديها وتنظر له بنظرات باردة انزل الحطبة وهو ينظر لها وعلي شفتيه ترتسم أبتسامه بلهاء اندفع حمزة إلي أحضان رِسال بقوة وهو يتشبث بها ربتت رِسال فوق رأسه بحنان وهي تنظر لوالدتها ببرود هي تريدها بجانبها ولكنها لن تغفر لها بهذه السهولة!
جلست رِسال علي إحدي المقاعد بداخل غرفة الصالون وبجانبها يجلس حمزة نظر نائل لقصي بتفكير فهو يريد البقاء هنا حتي يستطيع أخذ الجهاز ولكن ما حجته ظل ينظر إلي قصي حتي اندفع دون سابق إنذار يقول:
=جاسر رن علي جنة..قولها أنك عند مديرتها وطمنها عليك دي فضلت ترن عليك كتير وأحنا بنصلح العربية
أنهي نائل كلماته وهو يعلم ان صديقة سيقول إحدي حمقاته مخرباً مخططه..ولم يخيب ظنه أبدا
أجاب قصي بتساؤل:
= جنة مين يلا هو انا أعرف غيرك؟
تمتم نائل بكلمات غير واضحة لم يفهمها قصي:
=صحوبية منيلة بنيلة انا اي وقعني مع واحد غبي زيه يارب اقتل نفسي وأرتاح من الهم دا..
سأل قصي بفضول:
=بتقول اي يا نا...
ولكنه صمت عندما نظر له نائل بنظرات تدل أنه سيقتله في لحظات قليلة أن لم يصمت
اقترب نائل من قصي وهو ينظر...إلي رِسال الغير مهتمة بما يحدث هي فقط تنظر لشاشه هاتفها بتركيز شديد ويديها تتحرك فوقه بمهارة
همس نائل لقصي وهو يكاد ينهي حياته:
=غباء مش عايز لحد ما نطلع من هنا هترن دلوقتي علي اي رقم وتعمل نفسك بتكلم جنة دي عشان نقول أننا هنستني جنة لما تروح عشان نوصلها فهمت يا اغبي حاجة شوفتها في حياتى المنيلة دي
ابتعد عنه قصي وهو يقول:
=ما تقول كدا من الصبح يا نائ....
كتم نائل فمه وهو يسب غباء صديقة فلم يري شخص مثله في حياته
=انت يلا شارب اي فهمني بس عشان أبقي معاك علي الخط..ضربت اي الصبح اصل دي مش دماغ إنسان أنت كدا بني أدم براس كلب..
أنا أسمي رائد وانت جاسر انسي خالص نائل وقصي فاهم ولا اقتلك واريح نفسي
هز قصي راسه علامة علي الفهم ابعد نائل كفوف يديه وهو ينظر إلي رِسال التي تضع قدم فوق الأخري فظهرت ساقياها البيضاء مبرزة جمال بشرتها ابتلع غصة تكونت في حلقه وهو يري انها ترتدي منامة بيتية تظهر اكثر مما تخفي نظر لها بضيق فكيف تجلس هكذا أمام صديقه يريد ان يحضر مفرش هذه المنضدة ويضعه فوقها ولكنه لا ينكر أنها كانت غاية في الجمال خاصة شعرها الذي تحرر واصبح ينسدل فوق ظهرها شفتيها المكتنزة شديدة الأحمرار ابعد نائل نظره عنها بصعوبة مظهرها المهلك هذا يكاد يضيع ما تبقي من عقله...
نفذ قصي حديث نائل وهو يقوم بالإتصال برقم وهمي وظل يتحدث لبضع دقائق مظهراً أسم جنة اكثر من مرة في المحادثة ثم أغلقها وقال بصوت جعله واضح:
=جنة زمانها جاية وهنستني لما تخلص ونوصلها..
كانت تجلس ببرود علي المقعد تدير بين يديها سلاحها وهي تنظر لوالدتها التي تتمسك بحمزة وعلي وجهها ترتسم الصدمة ليس علي وجه والدتها فقط بل وجه الجميع زفرت بحنق من هذا الهدوء المميت كادت ان تتحدث حتي وجدت صوت هاتفها يصدح في المكان معلناً عن مكالمة هاتفية أجابت بهدوء وهي تقول:
= اتمني ان تلعب غيرها هذه الدمي التي أرسلتها لن تجعلني ارتجف من الخوف سأريك مع من تلعب انت لست الطرف القوي بل أنا أقوي منك أضعاف مضاعفة والأيام ستثبت لك هذا عندما أصل لك واقطع رأسك اللعين هذا
صدح صوت ضحكاته الجنونية وهو يجيب علي حديثها:
= سنري يا ابنة أمجد سنري يبدو أنك قطة شرسة لكن هذه الحرب تريد الحيوانات الشرسة وليست مجرد قطط تخدش بمخالبها محدثة خدش بسيط ما فعلتيه أنت ِ اليوم لن يفرق معي سترين ماذا سيحدث في الغد عندها سنري ان كنتي قوية حقا أم هذا مجرد ستار تختبأ خلفه فتاة ضعيفة تبكي من أقل شيء لنري ماذا ترك لنا أمجد.. سيأتي يوم وستكوني أحدي الجواري التي أستمتع بها يا صغيره!
أغلقت الهاتف ببرود وكأن ما قاله ليس تهديد صريح بأن القادم أسوء امسكت هاتفها مرة أخري وهي تعاود الإتصال علي شخص آخر وهي تتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومة:
= نفذ..لاء من غير اي أضرار إحتمال بكرا بالكتير أكملت كلماتها الغير متصلة بتحذير بس ورحمه أبويا لو معلومة واحدة بس طلعت غلط مش هيحصلك كويس..
اغلقت الهاتف وعلي ثغرها ترتسم ابتسامة ماكرة تدل علي أن من تجلس الأن ليست رِسال الطفلة او الضعيفة كل هذه كانت أوجه يختبأ خلفها وجهها الحقيقي !
كان نائل ينظر لها لقد تأكد من شكوكة هي مشتركة معهم إذا هم يعلمون أنه يراقبها لهذا حاولوا قتلها تهجم وجه بشدة وهو ينظر لها بغضب جحيمي لقد كانت تلعب عليه لعبة دنيئة وهو صدقها..لتري الأن ما سيفعله معها
أصبحت الأجواء متوترة كل منهم يفكر في شيء مختلف لديهم جميعا أهداف ولكن نتيجة هدفهم مختلف سيبدأ الجحيم علي حق عندما يكشف السر الحقيقي لكل هذا الدمار الذي يحدث وسيحدث!!؟
قاطع هذا طرقات جنة فوق باب القصر كانت ستتجه رِسال إلي الباب ولكن أوقفها صوت نائل الغاضب:
= انتي رايحة فين بهدومك دي؟!
نظرت له رِسال بأستفزاز:
=مالها هدومي وبعدين انت مالك كنت جوزي ولا أبويا انا حره..
ضغط نائل فوق فكيه حتي كاد يحطمهم وهو ينظر لها بنظرات تكاد تحرقها حية فتحت رِسال الباب وعندنا ظهرت جنة من خلفه اقتربت منها رِسال وقامت بالهمس لها ببعض الكلمات التي جعلها تصيح غاضبة:
=لا دا انتِ اتجننتي فعلا مين قالك تكلميه يا رِسال انتي عايزة توصلي لأي بالظبط
كتفت رِسال يديها أسفل صدرها وهي تنظر إلي جنة بمكر:
=أنا مش عايزة حاجة...هما ال عايزين وانا مش بحب أرجع حد زعلان من عندي!
تحدثت جنة بنبرة تحذيرية:
=رِسال بلاش تفكري عشان لعبتي بالنار مرة ومتحرقتيش أنك هتقدري تخرجي المرة دي سليمة الموضوع بقي كبير لو حد منهم شم خبر عنك هيخلصوا عليكي انتِ وعيلتك وعيلة عيلتك..
نظرت لها رِسال بتبرم وهي لا تعير تحذيرها اي إهتمام هي تعلم ما تفعله جيداً لقد انضمت إلي الحرب ولن تنسحب الأن هي ممسكة بجميع الخيوط تحركهم كما تريد خرجت رِسال من شرودها عندما سمعت جنة تتساءل بدهشة:
=استاذ جاسر وأستاذ رائد بيعملوا اي هنا؟
اردف قصي ببساطة:
=مستنين جنة عشان نوصلها..
أجابت جنة بأستنكار:
=افندم!
صمت نائل هذه المرة ودون اي مقدمات خرج من القصر وهو يسحب قصي خلفه لا يريد البقاء اكثر من هذا يشعر ان جدران هذا القصر تبطق فوق قلبه حديثهم بالداخل وتحذير صديقتها لها يجعل عقله ينفجر ماذا يقصدون بحديثهم قرر نائل ان يذهب إلي رئيسة غداً ويخبره بما تعرف عليه من الملفات المحفوظة بداخل جهازها الخاص ان حصل عليه واصبح ما بداخله بين يديه سيسهل هذا عليه نصف الطريق ولكنه واثق انه ان طلب من قصي شيء كهذا قد يفضح أمره وينهي عليه في لحظات..انطلق نائل بسيارته ومزالت رِسال تشغل جزء من تفكيره جمالها الساحر يجعله يفقد السيطرة في التحكم علي نظراته إليها.
في قصر رِسال كانت تجلس مع جنة في غرفتها بعد ان ذهبت والدتها وحمزة إلي النوم لم تكلف نفسها عناء نقل هذه الجثث بالأسفل بل ستنتظر حتي يأتي طاقم الحراس غدا وهم يتصرفون أمسكت رِسال جهاز اللاب توب الخاص بها وهي تبحث بداخله عن شيء أما جنة فكانت تحادث نفس الشخص الذي اخبرته رِسال ان ينفذ وأشياء أخري غير مفهومة :
= اي يا سطا مش قولنا بلاش تمشي ورا رِسال دي هتضيعنا يا بني
=انا لو رفضت طلبها هضيع لوحدي ولو قبلته هنضيع كلنا يبقي نضيع كلنا سوي احسن عشان نحس بالدفي كدا
أجابت جنة بمرح:
=ما تتدفي لوحدك يا عم وأحنا مالنا بيك هو يا نعيش عيشة فل يا نموت أحنا الكل
امسكت رِسال الهاتف من جنة وهي تقول بهدوء:
=نفذ بكرا عشان ممسحش بيك بلاط الشركة يارب تكون وصلت
=خلاص يا أبو لهب أحنا أسفين ليك يا خويا روح كمل مصايبك بس براحه علينا عشان نلحق نلم من وراكي
اغلقت في وجه الهاتف وهي تلقيه بجانبها أما جنة فسقطت من كثرة الضحك علي ملامح الضيق الظاهرة علي وجه صديقتها
اردفت رِسال بتساؤل متجاهلة ضحكات صديقتها المغيظة:
=انتي بايته هنا ولا؟
نظرت لها جنة بمشاكسة:
=عندك مانع ولا اي؟
اجابت رِسال بضيق:
=اتنيلي تعرفي تتنيلي.. فاضية لشغل المخطوبين دا
سقطت رِسال وجنة في النوم فور ظهور أشعة الشمس لتنير الغرفة بأكملها من حولهم واستيقظوا علي رنين هاتف رِسال الذي رن بإلحاح شديد أجابت رِسال بنعاس وهي تحاول ان تستيقظ:
= مين؟!
=وحياة خالتك يا ختي!!
أجابت رِسال بضيق:
=اتنيل يا خويا جايب مصايب اي علي الصبح
=هو انا هنفذ إزاي يا أم الذكاء وانت لسه نايمة في السرير علي أساس إني أنا المتحكم يعني؟
نهضت رِساا ببرود وهي تجيب:
= خلاص يا نجيب سويرس خلاص مش فرح أمك هو عرفنا اقفل بقي عشان اخلص
اغلقت المكالمة وهي توقظ جنة بهدوء و تقول:
=اصحي يا غيبوبة اصحي اليوم لسه طويل قومي شوفي الحراس وصلوا ولا لاء عشان ينضفوا الدنيا تحت..
أجابت عليها جنة بنعاس وهي تكاد تفتح عينيها:=اي دا هتتجوزي امتي يا رِسال؟
نظرت لها رِسال بتأفف وهي تجيب:
=انجزي يا منيلة هي مين ال تتجوز انتي بتحلمي بيا بتجوز يبقي هموت النهاردة ربنا يبشرك بالخير دا لو مربية كلب مكنش اتشائم زيك دا
بعد إنتهاء رِسال من إرتداء ملابس سوداء ونظاره فوق عينيها تحميها من أشعة الشمس شعرها البندقي اللون ينزل خلف ظهرها بأنسيابية فجعلها لوحها فنية أبدع في خلقها الخالق
انتهت من ارتداء ملابسها وجعلت جنة تستيقظ بعد محاولات كثيرة وشجار دام لخمس دقائق خرجت رِسال وأخيراً من القصر تستقل سيارتها وهي تتجه إلي وجهتها مستعدة لبدأ أولي خطواتها لفتح أبواب الجحيم لتحرق جميع من سلبها حياتها التي كانت تستحقها..
يتبع......
#جحيم_هكر
بقلمي/menna esam