أرواح مشوهة | distorted souls

By the_writer_ro

107K 4.2K 10.2K

يقوم بإختطافها ثم تهديدها للقبول بالزواج منه بعدما جعلت عروسه تهرب قبل يوم واحد من الزفاف ، إعتقد أنه أمسك بز... More

المقدمة:
الفَصل الأول: ڨيكتوريا رومانو
الفصل الثاني: خَطَر !
الفصل الثالث: عَهد..
الفصل الرابع: الظل..
الفصل الخامس: صورة..
الفصل السادس: تبادل عهود..
الفصل السابع: دماء على فستان..
الفصل التاسع : جولة شطرنج
الفصل العاشر: ضيف من الماضي
الفصل الحادي عشر: رائحة الموت
الفصل الثاني عشر: تسجيل دخول لساحة..
الفصل الثالث عشر: معزوفة الحرب
الفصل الرابع عشر : نصل الحقيقة
الفصل الخامس عشر : عقاب متمرد
الفصل السادس عشر : ليلة بين النجوم
الفصل السابع عشر : ملاك حارس
الفصل الثامن عشر : وكر الشيطان
الفصل التاسع عشر : الغسق
الفصل العشرون : العتمة
الفصل الواحد و العشرون : تحت ضوء القمر
الفصل الثاني و العشرون : رسالة من جثة
الفصل الثالث و العشرون : قصة سيدة النصر-الجزء ١-
الفصل الرابع و العشرون : على حافة الهاوية
الفصل الخامس و العشرون : قصة سيدة النصر-الجزء٢-
الفصل السادس و العشرون : وردة الجوري السوداء
الفصل السابع و العشرون : وحوش حول مأدبة العشاء

الفصل الثامن: فوضى ساخط

3.3K 164 266
By the_writer_ro

تَوقفت سيارة من نوع مرسيدس ملونة باللون الأحمر أمام بوابة قصر روسو, صدر صوت زمور مُعلنا سائقا رغبته بِالدخول, كان الحارس يراقب هذه السيارة الغريبة بينما يتصل برب عمله قبل أن يُقدِم على فعل أي شيئ إتجاه هذا الضيف المجهول..

كان يقف مستندا على الحائط خلفه و يديه داخل جيب بنطاله بينما عيناه مثبتة على السرير الذي أمامه في الغرفة, تحديدا على ذلك يرقد عليه, يراقب قطرات السيروم التي تنزلق ببطئ من ذلك الكيس المعلق على قمة القطعة الحديدية الفضية الموجودة بجانب مقدمة السرير عبر ذلك الأنبوب الشفاف الذي يتنهي بإبرة مغروسة داخل ذراع صديقه الغائب عن الوعي لا يدرك أي شيئ يجري حوله..

رنين صوت هاتفه قاطع شروده ليأخذه من بنطال بذلته الكلاسيكية ليجيب مباشرة دون النظر إلى هوية المتصل قائلا بصوت مقتضب:

- ماذا؟

-سيدي هناك سيارة حمراء اللون تريد الدخول بشدة حيث لم توقف الزمور أبدا

إبتسم بإتساع بينما يتعدل في وقفته ليقول بهدوء:

-إسمح لها بالدخول

أنهى المكالمة ليعيده نحو جيب مردفا براحة:

- و أخيرا..

دخلت السيارة بسرعة إلى باحة القصر بعد أن قام الحراس بِفتحها, توقفت أمام مدخله الرئيسي لينطفئ محركها..

فتح باب السائق ليترجل صاحبها و الذي لم يكن سوى أنثى في العشرينات من عمرها, ترتدي حذاء ذو كعب عالي و عنق طويل باللون الأسود يصل إلى نهاية ركبتها حيث تعتليه تنورة سوداء قصيرة تمتلك شق صغير عند فخذها رفقة بلوزة بنفس اللون تصل إلى منتصف بطنها لتكشف عن خصرها العاجي المنحوت, لم يقيها من برودة هذا الفصل سوى المعطف الذي يماثل التنورة في الطول و لم يختلف عن البقية في لونه, خلعت نظاراتها الشمسية لِتظهر زرقويتها المخضرة المحددة باللون الأسود بإتقان لتضعها فوق رأسها حيث ربط شعرها الذي ينافس النار في لونه على شكل ذيل حصان..

تقدمت ليصدر صوت من كعب حذائها جراء إرتطامه بالأرضية الرخامية, رنت الجرس لِتفتح بعد ثواني إحدى الخادمات التي ظر فورا على وجهها معالم الإستغراب و الدهشة من قدوم أنثى إلى منزل رجل أعزب طوال حياته..

-هل سأبقى واقفة هنا؟

صدر صوتها البارد لِتحمحم الخادمة بِخجل متنحية عن المدخل لِتسمح لها بِالدخول لتدلف الأخرى بخطوات مسرعة ثم صعدت نحو الأعلى, رفعت معصمها لتجد ساعتها تشير إلى الخامسة صباحا, وقفت وسط الرواق تلتفت إلى كلا الجانبين باحثة بعينيها الخائفة عنه..

سمعت صوت فتح باب, إستدارت نحو مصدر الصوت لتجده واقفا أمامها بينما تعابير الراحة و الإشتياق تحتل وجهه و ذراعيه مفتوحة أمامه تدعوها لإحتضانها و لم تجعلها تنتظر للحظة أخرى حيث هرولت لتندس داخل حضنه معانقة إياه بقوة ليبادلها العناق بقوة اكبر..

إبتعدت عنه قليلا مكوبة وجهه بيديها الصغيرة لِتقبل كلا وجنتيه ثم أردفت بينما تتفحصه بأعين زجاجية تهدد بسقوط دموعها:

- يا إلهي, هل أنتَ بخير؟! لم يصبك شيئ صحيح؟

إبتسم بإتساع ليقبل جبينها بعمق ثم إبتعد ليردف بعدما إحتضن وجهها بين يديه:

- أنا كذلك لا حاجة للقلق..

- لكن صوتكَ في الهاتف لم يكن بخير أبدا! لقد إعتقدتُ أنه أصابك مكروه, لا تصدق كم سيناريو تخيلته قد حدث لك بعد إتصالكَ بي!

أعاد تقبيل جبينها و إحتضانها بقوة مجددا مردفا بنبرة نادمة:

- أسف لأنني جعلتكِ على هذه الحالة, إلا أن الأمر فعلا طارئ..

إبتعدت عنه لتقول و هي تعدل قميصه المبعثر:

- بما أنك أمامي سالم معافى فليذهب كل شيئ إلى الجحيم..

قهقه بخفة ليحيط كتفها بذراعه مردفا بعبث:

- لقد إشتقت إليكِ كثيرا يا أيتها الأنثى النارية..

- فقط أخبر هذه الأنثى من الذي عكر مزاجك و جعلك قلقا هكذا و ستحرق الاخضر و اليابس من أجلك..

- في الواقع الأمر لا يخصني هذه المرة بل يتعلق بصديقي..

فتح باب الغرفة ليدخلا إلى الداخل بعدما أغلق لورينزو الباب خلفهما, إبتعد عنها قليلا مكملا خطواته إلى الداخل لتلحق به حيث وجدته واقف على مقربة من سرير يحتوي شخص نائم حالما وقعت عينيها عليه أردفت :

- أنطونيو سالفتور!

أومئ لها لورينزو بإيجاب لتسأله مجددا:

- ما الذي حصل؟ ألم تكن ليلة البارحة حفلة زفافه؟

- لقد تورط في مشكلة عويصة فعلا هذه المرة لأتورط برفقته..

صمت قليلا ليتنهد بتعب, تقدم إليها ليضع يديه على كتفيها جاذبا أنظارها من على أنطونيو إليه ليقول بتعب:

- سأذهب الآن إلى غرفتي حتى أستحم لأنني منهك للغاية فليلة البارحة لم تكن سهلة على الإطلاق, من فضلكِ إبقي برفقته و لا تتركيه بمفرده لأنني لا أثق بِشخص آخر غيرك من أجل هذا, سأعود حالا..

أومئت بخفة لتعيد تسليط عينيها على أنطونيو ليبتعد لورينزو خارجا من الغرفة, تقدمت نحوه لِتجلس على مقعد كان بجوار السرير بينما عينيها لم تتزحزح عنه, تراقبه بنظرات شاردة..

بعد مرور مدة من الزمن لاحظت إنكماش ملامحه بإنزعاج دلالة على إستعادته لوعيه لتنهض من مكانها, باشر في السعال بقوة لتقترب منه, أخذت كأس الماء المملوء الذي كان موجود على الطاولة الصغيرة بجانبه لتمده إليه..

إنتبه لليد الغير مألوفة التي تحمل الكأس أمامه ليرفع عينيه قليلا نحو الأعلى من بين سعاله ليجدها أنثى غريبة عنه, دفع يدها من أمامه لِيسقط الكأس من يدها على الأرض ليتحطم إلى أشلاء تحت نظراتها الغير مستوعبة لِفعلته, إلفتت إليه هاتفة بسخط في وجهه:

- ما الذي فعلته؟! لقد كنت أحاول مساعدتك يا أيها المجنون!!

إستدار نحو الجهة الأخر متابعا سعاله الذي إزداد لِتكمل بغضب:

- إذا فلتمت أيها العنيد!

دخل لورينزو مسرعا ليجد أنطونيو على تلك الحالة ليندفع إليه مقدما له قنينة المياه التي أحضرها معه مسبقا, ساعده على الشرب إلى أن إكتفى لِيبعدها عن فمه مغلقا إياها ثم وضعها جانبا, لِيصدر صوتها المستنكر:

- و كأن الشيئ الذي كان في الكأس ليس ماء!

نظر إليها لورينزو حيث كانت تقف تضم يديها إلى صدرها و تنظر إلى أنطونيو بِغضب ليسأل:

- ما الذي جرى؟!

- إسأل صديقك المبجل, لقد أردتُ إعطائه الماء لأنه كان يسعل و لكنه رمى الكأس من يدي بكل وقاحة!

نظر لورينزو نحو أنطونيو بإستنكار ليقول الآخر بجمود:

- ماذا؟ أنا لن أشرب مجددا من بين يدي غريب!

- أوه حقا؟و كأنني سأشفق عليكَ مجددا..

رمقها أنطونيو بِبرود ليقول بجمود:

- أخرجها من هنا لورينزو, لا أريد رؤية أي شيئ له صلة بالنساء الآن حقا..

- أوه حقا؟ إن هذا منزل لورينزو و ليس خاصتك لذلك لن أتحرك من مكاني و لو شبرا!

- لكنها غرفتي..

- و هي جزء من منزل لورينزو..

تحدثت بِنفاذ صبر, رمق لورينزو أنطونيو بِهدوء لِيقول الآخر بينما ينهض من مكانه داخلا للحمام:

- اللعنة على الإيناث جميعا بإستنثائها هي..

- بإستثناء من؟ هل يقصد زوجته؟

تنهد لورينزو مقتربا منها لِيحتضنها محاولا تبديد غضبها:

- لا إنه يقصد أنثاه الغامضة..

- ماذا؟ أليس شخص متزوج؟!

قَبل فروة رأسها لِيبتعد عنها قليلا قائلا بإبتسامة صغيرة:

- هذه قصة طويلة سأرويها لكِ و لكن أولا يجب علي أن أرتدي قميص و إلا سأمرض!

قهقهت بخفة مبددة غضبها لتقول ما جعله يضحك بصخب:

- لا تفعل فوشومك تحفة فنية تحتاج إلى التأمل لا تخبئتها!

- لقد أصبحتِ منحرفة!

وضعت إصبعها أسفل ذقنها مقلصة عينيها بتفكير لتقول:

- و متى لم أكن كذلك؟ أوه تذكرت قبل لقائي بكَ لأنكَ من جعلتني هكذا ! كما أن هذا لا يعتبر إنحرافا و إنما مدحا لما خلقه الإله!

- معكِ حق في الأخيرة!

بعثر شعرها ثم ذهب إلى غرفة الثياب ليَأخذ قميصا بينما هي جلست فوق الأريكة شابكة أصابعها تنتظر قدومه, جلس بعد مجيئه فوق السرير لِيحمحم قائلا:

- سأخبرك الآن سبب إتصالي بكِ طالبا حضوركِ الطارئ..

- كُلي آذان صاغية..

- قبل مدة, قمت بإختطاف فتاة بعد إعتراف أحدهم بأنها المتسبب في مشكلة البلغاريين , إلا أنه إتضح أنها كارثة علينا كونها متواطئة مع المافيا لذلك أبقيتها في قصر أنطونيو الذي يقع بجانب هذا, كان ذلك من أجل مراقبة تحركاتها لأنه هو قارئ للغة الجسد و هذا سيجعل أمر كشفها سهلا و لكن ظهر أنها تعلم بشأن موهبته تلك لذلك لم تكن تبدي أي تصرف يساعدنا و هذا ما أطال مدة مكوثها لدينا, كان أنطونيو يجهز لحفل زفافه هو و خطيبته إلا أنني لا أعلم ما الذي فعلته لها حتى غيرت الفتاة رأيها بشأن الزواج من أنطونيو ثم ساعدتها على الهروب في الليلة التي قبل الزفاف! لذلك هو لم يجد حلا سوى أن تكون المختطفة هي العروس و قد ساعد عدم ذكر إسم العروس في بطاقات الزفاف الأمر كثيرا لتحل هي محل العروس, إلا أن ذلك أثار جنونها لتقوم بتسميم شراب أنطونيو ثم قتلت إثنين من رجالي من أجل معرفة مكان طفلها الذي هددها به أنطونيو حتى تتزوج به..

- هل قام ذلك المغفل بإجبارها على الزواج و ذلك عن طريق تهديدها بطفلها؟!

- أعلم بأنها حركة غبية و للغاية و أنا كذلك ضده بشأن هذا الأمر و لكن لقد فات الآوان هي أصبحت زوجته الآن كما كان يعتقد بأنه شقيقها لا طفلها..

- يا له من تصرف رخيص! أين هي الآن؟

- لقد أعطتني الترياق لِسم الذي تناوله أنطونيو مقابل معرفة مكان طفلها ثم رحلت معه, من الجيد ان هناك أحد رجالي قد رأى طفلها و مربيته في أحد السيارات المركونة في فناء قصره! لولا ذلك لكان قد مات أنطونيو!

قاطع حديثهم خروج أنطونيو ببرنس الحمام الأسود نظر إليهما ببرود ليدخل إلى غرفة الملابس بهدوء, أبعدت عينيها عن المكان الذي كان يقف فيه أنطونيو منذ ثواني لِتقول و هي تشير نحو باب الغرفة:

- إنه حقا بغيض, و أيضا مجرد شريك لكَ في العمل ما رأيك أن أتخلص منه؟ إنه حقا مستفز! و التخلص منه لن يضر!

قهقه بصخب ليقول مقاوما الضحك بصعوبة:

- لا لا تستطيعين فعل ذلك..

- لكن لماذا؟

حمحم مجددا ليقول بنبرة جادة ما جعلها تنتفض بإستنكار :

- إنه يعرف بكل شيئ عني!

-ماذا؟! لماذا؟! أليس هو من المفترض أنه مجرد شريك لك في العمل؟!

- من هذه الطفلة لورينزو؟

نبرته الباردة التي صدرت فجأة في المكان جعلت منهما ينظران إليه حيث كان يقف أمام باب الغرفة التي خرج منها للتو حيث كان يعدل خصلاته الندية

وقفت من مكانها بِسخط لِتتقدم نحوه هاتفة بسخط أكبر:

- من هي الطفلة يا هذا؟!

ثبت رمديتاه المزرقة عليها ليضع يديه داخل جيب بنطاله القطني ليقترب منها ليقف أمامها مباشرة حيث ظهر فرق الطول الشاسع بينهما, أعاد نظره نحو لورينزو مجددا الذي كان يدلك جبينه بإستياء ليقول:

- لم أكن أعلم بأنك تنجذب للقاصرات لورينزو, هل هذه هي الأنثى التي حصلت على قلبكَ بعد سنوات من التحجر؟ إن ڤيكتوريا أفضل منها بِكثير..

- من هي القاصرة يا هذا؟! أنا في الثالثة و العشرين من عمري!

هذه المعلومة جعلته يتذكر ڤيكتوريا حيث أنها تماثلها في السن,تنفس بِعمق محاولا كبح أعصابه, تنهد لورينزو بقلة حيلة ليرفع كفيه نحو شعره معيدا إياه نحو الخلف ليقول:

- إنها العنقاء يا أنطونيو..

توسعت عينا أنطونيو بدهشة لِيعيد نظره نحوها بينما هي تنظر نحو لورينزو بإستنكار ليقول لورينزو:

- لا بأس..

- إذا هل هذا يعني بأنها..

لِتقاطعه ببرود و هي تعدل كُم معطفها:

-كابو مافيا الخطيئة اليونانية؟ أجل أنا هي بالمناسبة أدعى شيري ليڤانوس

- يا إلهي هل جعلت مافيا كَتلك بين يدي طفلة؟!

- أنا لستُ طفلة يا هذا!

- إنزعي حذائك ذو الكعب العالي و إمسحي مستحضرات التجميل التي تضعينها و سنرى ذلك..

-أنت بالفعل أحمق!

رص أنطونيو على أسنانه لِينحني إليها حتى يقابل وجهه وجهها مباشرة لِترى نظرة السخط التي تحتل عينيه ليردف بهدوء:

- إسمعيني جيدا يا هذه, أنا من الأساس على وشك الإنفجار لذلك سأقول لكِ لمرة واحدة فقط, توقفي عن إزعاجي حتى لا تكوني ضحية إنفجاري..

بادلته النظرة الباردة من غير أن ترد عليه بحرف واحد مما جعل لورينزو يتدخل مبعدا إياها من أمامه, إستقام أنطونيو في وقفته ليقول لورينزو بنفاذ صبر:

- توقفا عن هذا, أنا لقد إستدعيت شيري من أجل الورطة التي وقعنا فيها..

رمق أنطونيو لورينزو ببرود لِيردف و هو يرمق شيري بإستنكار:

- أنا لا أحتاج لمساعدة هذه الطفلة في حل مشاكلي الخاصة..

تنهدت شيري محاولة تهدئة نفسها لتدير رأسها نحو لورينزو الذي يقف بجانبها قائلة بإهتمام:

- ماذا تريدني أن أفعل؟ هل تريد مني قتلها أم البحث عنها و إحضارها فحسب؟

أغلقت عينيها لتزم شفتيها بنفاذ صبر بعد سماعها لصوت قهقهة أنطونيو الساخرة منها لتسمعه يقول:

- هل تظنين أنه لو كان الامر بهذه السهولة لإتصل بكِ لورينزو؟ بحق الإله لماذا هي هنا؟

- هل لأنني العنقاء يا ترى؟ إن أمر كهذا لن يصعب علي ما عليك فعله سوى إعطائي هويتها فحسب..

إبتسم بخفة ليردف ما جعلها تتصنم في مكانها:

- إذا كنتِ العنقاء فأنا النار الباردة..

أصدرت همهمة من بين شفتيها ثم ضمت ذراعيها إلى صدرها لترفع حاجبها الأيمن مردفة بإستعياب:

- هذا ما يفسر بوح زو سره لكَ..

قهقه أنطونيو بصخب لينظر نحو لورينزو هاتفا بسخرية جاعلا من الآخر يقلب عينيه بضجر:

- أولا إينزو و الآن زو؟ أوه يا رجل ما هذه الألقاب القبيحة!

- إن مظهركَ لا يوحي أبدا بأنكَ النار الباردة..

جملتها تلك ذكرته مجددا بڤيكتوريا حيث قالت نفس الكلمات مما جعل من ملامحه ترتخي متخدة من الجمود مظهرا لها..

- كيف لم يقدر النار الباردة حتى على مجابهة هذه الفتاة؟!

- ليس لأنني لم أستطع يا هذه, إن لورينزو فقط من قام بتضخيم الأمر و إتصل بكِ لا غير, فأنا لا أحتاج لمساعدتكِ أبدا..

تنهد لورينزو قبل أن يقول بهدوء موجها كلماته إلى شيري:

- إن الأمر ليس بهذه البساطة يا شيري, فالذي نواجهه هذه المرة إستثناء عن كل ما سبق..

- لماذا؟ من تكون هذه الأنثى حتى الأمر صعب إلى هذه الدرجة؟ هل هي كابو مهم أم تنتمي لمافيا السكاكين الطويلة؟

ليجيب أسئلتها بنبرة هادئة:

- إن هذه الأنثى تمتلك علاقة قوية بالظل أو بالأحرى تخص الظل..

بهتت ملامح شيري لترتخي ذراعيها نحو الأسفل بينما ظهرت معالم الإستنكار على ملامحها لتردف بعدم تصديق:

- ماذا؟ كيف ذلك؟

ليأتيها الرد هذه المرة من أنطونيو الذي قال:

- ليس هذا فقط بل حتى الولد الذي كنت أعتقد بأنه شقيقها إتضح أنه طفلها منه..

قرن لورينزو حاجبيه بإستغراب ليقول:

- ماذا؟ كيف توصلت إلى هذا؟

- بربك لورينزو, هي لم تنكر أبدا علاقتها بالظل و طوال الوقت كانت تردد بأنها مرتبطة! و في الأخير إتضح بأنها تمتلك طفل فما هو تفسيرك لكل هذا غير أنه إبنهما؟!

قاطع نقاشهم صوت شيري الهادئ :

- سأذهب لأرتاح قليلا, رحلتي كانت عصيبة نوع ما..

إلتفت كليهما إليها ليومئ لورينزو بِتفهم, خرجت من الغرفة لتنزل نحو الأسفل حيث أخذت حقيبتها من السيارة و دلتها إحدى الخادمات على غرفة الضيوف..

كان أنطونيو ينظر نحو النافذة بينما لورينزو يقف خلفه ليقول بهدوء:

- أين هي؟

- لقد أخذت السيارة التي كانت تحتوي إبنها و تلك السيدة و غادرت..

تنهد أنطونيو بعمق ليوقل بهدوء:

- هي ستعود, أنا متأكد من ذلك ..

- أنطونيو أريد أن أطلعك على شيئ مهم..

إستدار إليه بملامح مستغربة لينظف لورينزو حلقه ثم قال بحذر:

- إن ڤيكتوريا مريضة نفسيا يا صاح..

- هذا ليس أمر جديد..

- لا أنا أعنيها حقا..

إزدادت ملامح أنطونيو حيرة و إستغراب ليتابع لورينزو حديثه:

- لقد قامت أمس بقتل إثنين من رجالي بطريقة تؤكد بأنها محترفة للغاية, حيث إستهدفت السكاكين الرفيعة التي رمتها رقبة أحدهم من الخلف و الآخر من الأمام..

- و لكن هذا لا يدل بأنها مريضة نفسيا بل قاتلة..

- أنا لا أقصد هذا, ما أقصده هو النظرة التي كانت تحتل عينيها..

صمت قليلا ليتقدم خطوة نحو أنطونيو الذي لا يزال لا يفهم ما الذي يقصده لورينزو ليكمل:

- النظرة التي كانت تحتل عينيها في الأمس و إستنشاقها لرائحة دماء أحد الرجلين و تعبيرها لكم إشتاقت لتلك الرائحة كلها تؤكد بأنها مريضة نفسيا, صدقني أنطونيو, لقد قضيت سنوات طويلة في مكان أقل ما يقال عنه جحيم و رأيت أصناف لا تحصى من الناس, لذلك أجزم لك بأن فكيتوريا مريضة نفسيا حقا, و تصرفاتها التي شهدتها أمس أثبت لي ذلك..

- إذا هل تقول لي الآن بأنني تزوجت مختلة عقليا؟

- لم يجبرك أحد على الزواج منها, حتى هي بنفسها حذرتك من ذلك..

إستدار أنطونيو مجددا نحو النافذة ليتنهد لورينزو بخفوت ثم تابع:

-لقد أخبرتني بأنها تحدثت معك بشأن أن تبتعد عن أذيتها, ما الذي قالته لك بالضبط؟ أنت لم تخبرني عن ذلك..

- لقد قالت لي أن أتجنب أذيتها حتى لا تتم أذيتي من قبل من لن يستطيع أحد إيقافه حتى هي التي كانت تحميني منذ سنوات..

- ماذا؟! ڤيكتوريا كانت تحميك منذ سنوات؟!

- أجل هذا ما أفصحت عنه, حيث أنها هي من جعلت الظل في صفي نوع ما لذلك لم يحاول إبتزازي أو كشف هويتي..

- إذا و من هذا الذي حذرتك منه؟!

إلتفت أنطونيو مجددا ببطئ و هو ينظر إلى لورينزو ليردف ببرود:

- جانبها المظلم..

- ماذا؟

- إن الذي كانت تحذرني منه هو جانبها الظلم الذي لا تستطيع أن تتحكم به و أنا بفعلتي تلك قد أيقظته, يبدو أنه معك حق, هي مختلة عقليا..

- حذرتكَ مسبقا و لم تهتم أو حتى تخبرني بذلك؟!

- لقد كنت أعتقد بأنه مجرد تهديد فارغ لكن يبدو أنها جدية بالفعل..

تنفس لورينزو بسرعة محاولا تبديد غضبه, رفع سبابته في وجه أنطونيو ليقول قبل أن يخرج:

- أنا سأذهب الآن و إلا سأقوم بِخنقك و ألفق الحادثة على أنها إنتحار!

أصدر أنطونيو صوت ساخرا ليلتفت مجددا نحو النافذة مكملا مراقبته للخارج بشرود بينما ذهنه يخطط للمستقبل..

سمعت صوت طرق الباب لتسمح لصاحبه بالدخول, دلف لورينزو مبتسما لتبادله الإبتسامة بإتساع, أغلق الباب خلفه ليتقدم إليها حيث كانت تقف أمام النافذة ترتدي ثياب نوم تتألف من شورت قصير و بلوزة من الستان الأسود و شعرها ينسدل على ظهرها ليغطي نصفه و بين يديها كوب من القهوة التي تصاعد بخارها الساخن إلى خارج الكوب..

- لقد إشتقت لكِ حقا يا شيري, في هاتين السنتين الآخريتين لقد قل تواصلنا كثيرا..

- نعم لقد لاحظت ذلك أيضا, ربما بسبب العمل المكثف فكما تعمل ما أقوم به يأخذ معظم وقتي..

- معكِ حق, لماذا تأخرتي في القدوم اليوم؟ المسافة ليست بعيدة..

- في الواقع لم أكن في اليونان, بل في بلجيكا أتعقب آخر أثر للجوري الأسود في أحد النوادي الليلية أثناء إتصالك بي, و إيجاد طائرة تقلني إلى هنا كان صعبا نوع ما..

- و لكنكِ من المؤكد أنكِ ذهبتِ إلى بلجيكا على متن طائرة خاصة, لماذا لم تأتي بها أيضا؟!

- لم أفعل لأن حالتي لم تسمح لي بقيادة الطائرة أبدا, لذلك فإن إيجاد طيار يتولى القيادة أخذ بعض الوقت مني, من الجيد أنني كنت في إطلالة مغرية ساعدتني كثيرا في جعله يخاطر بمستقبله المهني من أجل جلبي إلى هنا..

- الأمر لا يحتاج إلى تدخل مني أليس كذلك؟ أقصد أمن المطار..

قاطعته بسرعة و هي تقول بإبتسامة:

- لا تقلق لقد إهتممت بكل شيئ و لم يحدث أي مشاكل,حتى أن الطيار قد قمت بتدبير موعد له مع إحدى المضيفات الجميلات..

- إذا لما لم تسمح حالتك بإقلاع طائرة؟

- لقد كنت ثملة قليلا, أخبرتك لقد كنت في نادي ليلي, لقد شربت كمية كبيرة من القهوة حتى تمكنت من إستعادة وعي, و مع ذلك أحتاج إلى النوم..

- هل أنتِ بخير شيري؟

نظرت إليه بهدوء قبل أن تشيح نظرها بعيدا لتومئ بإيجاب بينما ترتشف من كوبها ليتابع بحذر بينما أعينه تراقبها:

- أشعر بأن هناك ما يُثقل كاهلك و لكنكِ لا تريدين البوح به, إسمعيني يا شيري, مهما كان الأمر فأنتِ تعلمين أنه يمكنك إخباري به,أنا أكثر شخص يشعر في هذه الحياة بمرارة ما عايشته في الماضي لذلك لا بأس في إخباري بأي شيئ لأنني الوحيد من سيتفهمك, حسنا؟

وضعت كوبها جانبا لتلتفت إليه ممسكة بكلا ذراعيه و على شفتيها إبتسامة واسعة مطمئنة له لتقول بهدوء:

- أنا أعلم بذلك مسبقا زو, أنت هو الشخص الوحيد الذي أعتبره من عائلتي حقا لأن ليس لدي أحد آخر في حياتي غيرك, لا تقلق أنا بخير مجرد ضغوط في العمل و كما تعلم حالتي النفسية لا تساعد كثيرا..

- إذا فلتأخذي عطلة طويلة المدى و إبقي هنا معي أو سافري إلى أي بلد تريدينه, آسف لأنني ضغطت عليكِ..

- لا لا حاجة للإعتذار زو! هذا ليس خطأك أبدا,كما أنني لن أرتاح قبل أن أعرف ما يخطط له الجوري الأسود و أمنعه..

- إن أنطونيو يعتقد بأن الظل هو نفسه الجوري الأسود, بينما أنا شككت في فيكتوريا نفسها..

-كيف قامت بقتل رجالك؟

- لقد قامت بتسديد سكاكين حادة على عنق أحدهما من الأمام و الآخر من الخلف,بطريقة دلت على أنها حقا محترفة فيما تقوم به لذلك شككت بأنها قد تكون الجوري الأسود بينما أنطونيو كما قلت يعتقد بأن الجوري و الظل نفس الشخص..

شردت في كلماته قليلا لتقول بهدوء:

- هذه الطريقة ليست غريبة عني حقا,كان من يكن سأعمل على القضاء عليهم قبل تمكنهم من إلحاق الأذى بك..

-أتركي ڤيكتوريا جانبا شيري, هي زوجة أنطونيو الآن و لا نستطيع إيذائها, حتى أن أنطونيو هو من أخطئ في حقها هذه المرة، دون نسيان أنها أم و طفلها بحاجتها..

-حسنا كما تريد..

- سأذهب الآن لأتركك ترتاحين قليلا, لا تبالي كثيرا بتصرفات أنطونيو تجاهليه فحسب..

-و كأن ذلك ممكننا..

- أنتِ تجعلين من المستحيل ممكننا لذلك هذا ليس صعب عليكِ..

قهقهت بخفة و هي تراه يخرج من الغرفة موصدا الباب خلفه لترمي نفسها فوق السرير ملتحفة الغطاء لتدخل في سبات عميق..

إنكمشت ملامحها بإنزهاج بعد مدة من الزمن بسبب الضوء المسلط على عينيها لتتأفف بضجر لاعنة بين أنفاسها, فتحت عينيها بسخط لتجد هيئة رجل أمامها, دعكت عينيها لتفتحها مجددا لترى أنطونيو جالس على طرف السرير و هاتفه الذي ينبعث منه الضوء من الخلف بين يديه لتسمعه يقول:

- أوه لقد استيقظت أخيرا..

أطفئ الضوء تحت نظراتها الساخطة لتهتف بغضب بينما تقف على السرير بركبتيها حتى تستطيع موازاته في الطول:

-هل جننت؟! لماذا أيقضتني يا هذا؟!

شعرت بهواء بارد نوع ما يلسع جسدها لتنزل نظرها نحو الأسفل لتتذكر هيئتها, سحبت الغطاء لتغطي به جسدها مردفة بصوت عالي:

- لماذا دخلت غرفتي من الأساس يا هذا؟! ألا تعرف معنى الخصوصية؟!

همهم بسخرية و هو يراقب كيف تحاول تغطية جسدها بالغطاء ليقول بإستهزاء:

- و كأن الثياب التي جئتي بها كانت طويلة و تغطي جسدك, هذا لا يهم..

- لا شأن لكَ في ثيابي!

- أنا من الأساس لم آتي من أجل مناقشة طول ثيابك, فليس لدي وقت فارغ لهذه الدرجة..

- قل ما تريد و أخرج من هنا يا هذا؟!

- ما هي علاقتك بالظل؟!

تصنمت في مكانها لتتوسع عينيها بصدمة بينما سقط الغطاء من بين يديها, هتفت بغير رضا:

- ما الذي تقوله يا هذا؟! إنه عدو لورينزو مما يجعله عدوي أنا أيضا!

- لا أعتقد هذا..

- هل تشكك في مدى ولائي للررينزو؟! أخرج من هنا من فضلك قبل أن أرتكب جرم بشع في حقك!

إقترب منها أنطونيو إلى أن بات يفصل بينما إنشات فقط, ليقول بنبرة هادئة:

- لقد لاحظت ردة فعلكِ عندما تحدثنا أنا و زو خاصتك عن الظل و علاقته العميقة مع زوجتي المجنونة, هل هو حبيب قلبكِ و قد شعرتي بالألم بعد سماعكِ لخيانته لكِ و إمتلاكه لطفل لأنثى يحبها غيركِ؟

- كيف لكَ أن تتهمني بكل هذا؟!

-أنا قارئ للغة الجسد يا صغيرة, و أثق بقرائتي كثيرا لذلك أنا متأكد بأنه قد جمعتكِ علاقة غرامية به مسبقا!

- أنت حقا مجنون!

قاطع شجارهم دلوف لورينزو المفاجئ حيث كان يلهث دلالة على ركضه ليلتفت كلاهما نحوه , تقدم إليهما ليقول بصوت متقطع:

- إن الظل يهاجم فرع الشركة في بريطانيا! سيقوم بإغلاقه دون أي شك !

إبتعد أنطونيو ليقف من مكانه مقابلا للورينزو ليقول بهدوء:

- ما الذي قلته؟!

- لقد وردني إتصال من مدير فرع شركتنا في بريطانيا و أخبرني أن الشركة تتعرض لهجمات إختراق متتالية من طرف الظل ستؤدي إلى إغلاقه إذا لم نتدخل بحل!

صدر صوت رنين هاتف بنغمة أنثوية لتنتفض شيري من مكانها لتأخذه من على الطاولة لتجيب على الإتصال,ثواني فقط لتهتف بسخط قبل أن تنهي المكالمة:

- ماذا؟! كيف حدث هذا ؟! أغلق سآتي الآن!

إلتفتت إليها لتقول بغير إستيعاب:

- إن الجوري الأسود قد هاجم أحد أماكننا في اليونان, سأذهب إلى هناك فورا !

إبتعدت عنهما لتقوم بأخذ حقيبتها متجهة نحو الحمام بينما خرج لورينزو و هو يقول:

- أنا سأذهب إلى بريطانيا لأنقذ ما يمكن إنقاذه!

خرجت شيري و هي ترتدي ثياب مغايرة حيث كانت تردي بدلة خاصة بالطيارين لتأخذ هاتفها و تخرج من الغرفة جارة خلفها حقيبتها لتخرج من القصر, فتحت سيارتها لتضع حقيبتها في الخلف, إلتفتت لتجد لورينزو يجر حقيبته هو الآخر لتقول:

- تعال معي سأوصلك إلى المطار..

رمى حقيبته إلى جانب خاصتها ليركبا سيارتها الحمراء ليخرجا من المكان متجهين إلى المطار..

كان أنطونيو يمشي في رواق منزله بينما يقهقه بصخب إلى أن وصل إلى جناحه, فتح الباب ليتجه مباشرة نحو غرفته الخاصة التي يقضي فيها أغلب أوقاته بين أقلامه و أرواقه البيضاء, دخل ليغلق الباب خلفه هاتفا بسخرية:

- هذا إذا جحيمكِ يا فيكتوريا !

جلس على مقعده خلف مكتبه ليخرج ما يحتاجه لرسم, رتب كل ما يلزمه أمامه ليأخذ تلك الورقة ذات اللون البيجي و يحمل قلم أسود ليكتب في الطرف العلوي منها بخط واضح:

- فوضى ساخط

ما إن شغر من الكتابة حتى شرع في ترجمة ما يدرو في ذهنه على الورقة في شكل تصميم ما..

شعر بإهتزاز في جيب بذلته ليأخذ هاتفه بسرعة, رفع إصبعه السبابة أمام الحضور الذين يجتمعون حول الطاولة ليقول بنبرة لبقة:

- أعتذر منكم يا سادة و لكن علي الرد على هذا الإتصال..

أومئوا له بإيجاب لينهض لورينزو من مكانه مبتعدا عنهم ليقف في زاوية بعيدة في الغرفة,أخذ أنطونيو هاتفه لينقر عليه عدة مرات ليدخل شاب في منتصف العشرينات يرتدي بدلة رسمية هو الآخر بعد طرقه للباب ليأخذ الإذن من مديره, ألقى التحية على الحضور ليقترب من أنطونيو مناولا إياه علبة صغيرة ثم خرج مجددا..

- كيف الأحوال لديكِ؟!

تحدث لورينزو إلى شيري التي كانت تقف خلف جذع شجرة في أطراف الغابة بينما ترتدي بنطال عسكري واسع رفقة قميص و وشاح بنفس القماش يغطي ملتفت حول وجهها ليغطيه بإسثناء عينيها بالإضافة إلى حذاء أسود مناسب للبيئة التي هي فيها, أنزلت القليل من الوشاح لتقول بخفوت:

- الأوضاع إلى الآن هادئة لقد توقفت الهجمات البارحة مساءا , و أنا الآن في مكان يُحتمل إستهدافه من طرف الجوري الأسود, لذلك لا تقلق كل شيئ تحت السيطرة..

- إذا قبضتِ عليه لا تقتيله بل أحضريه إلي حتى أجعله يدفه ثمن هذا الأسبوع الذي مضى غاليا..

- حسنا لك ذلك..

أنهت المكالمة لتضع هاتفها في جيبها, إبتعدت عن الشجرة لتعود إلى مكانها خلف البندقية القنص المتطورة التي وضعتها في مكان إستراتيجي مسبقا يطل على منزل بالقرب من مكانها, أسندت خدها الأيمن على البندقية لتبقى عينها اليمنى خلف المنظار الخاص بسلاحها بينما أغمضت اليسرى حتى تبقي كافة تركيزها على هدفها, همست بنبرة حاقدة:

-إذا ظهر بأنه أنت فعلا,فسأقوم بجعلك تدفع الثمن قبل أن يفعل زو ذلك..

عاد لورينزو إلى مكانه بجانب أنطونيو الذي كان يلعب بأصابعه فوق الطاولة بينما البقية يتحدثون مع بعضهم بخفوت, صمتوا جميعا بعد إستقرار لورينزو على كرسيه ليحمحم قائلا:

- أعتذر مجددا,و الآن لنكمل أينما توقفنا, لقد كنت أقول أنني عدت منذ يومين من بريطانيا بعد أن تم إغلاق الفرع الذي هناك بسبب إختراق الظل لنظامها..

صمت ليضع فوق الطاولة أمامهم ورقة تحتوي على رمز الظل الذي يتركه أينما حل..

إبتلع الرجال ريقهم بتوتر بعد رؤية ذلك الرمز و الذي يعتبر شعار الظل ليكمل لورينزو:

- أعلم بأنكم قلقون بشأن المستقبل, بأن يقوم الظل بمهاجمة فرع آخر لنا و لكن هذا لن يحدث فنحن لا نمتلك أي عدواة شخصية معه و الذي حدث..

قاطع حديثه صوت فتح الباب بقوة مما جذب الأنظار إليه, وقف لورينزو بأعين متسعة بينما أنطونيو إبتسم بإتساع بدون أن يرفع نظره من فوق الطاولة ليهمس بخفوت:

- و أخيرا قد أطلت زوجتي الغالية..

رفع رأسه نحو المدخل ليرى الأنثى التي تسببت له في كل هذه المشاكل العويصة و التي و أخيرا ظهرت بعد غياب دام لأسبوع كامل, زوجته ڤيكتوريا..

================================

يُتبع..

رأيكم؟

توقعاتكم؟!

لورينزو؟

أنطونيو؟

شيري؟

الظل؟

الجوري الأسود؟

و أخيرا

ڤيكتوريا 🌚؟

أصفق بحرارة للذين توقعوا بأن العنقاء أنثى و ليس ذكرا😂👏

ما رأيكم في علاقتها مع لورينزو؟🌚

ماذا عنها هي و طوني؟!😂

ألكيساندور إبن ڤيكتوريا و الظل؟!🌚

من قال بأن الظل ليس مع فيكتوريا مسبقا؟! فليعد ما قاله مجددا الآن😂🔪

شيري تربطها علاقة سابقة بالظل؟🌚

أعتقد بأن البعض أصبح يرى الظل على أنه زير نساء😂

يبدو أن الأجواء باتت ساخنة بعد عودة ڤكيتوريا مجددا😉

نسيت ما كنت أريد قوله مجددا😂🌚

المهم...

سنلتقي مجددا و لكن لا نعرف في أي ظرف سنلتقي فيه..

إلى اللقاء في الفصل القادم..

Continue Reading

You'll Also Like

337K 14.5K 39
قصه حقيقيه حدثت في عام ٢٠١٧ فتاهً مسيحيه في احداى الايام تقع بيد رجل مجرم هل ياترى ماذا سيحدث معا الابطال مختلفين...!!!
933K 62.8K 26
قتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم و...
125K 9.5K 16
من قال ان العيش في الضلال ليس شيء جيدا؟، خاصة حين يحيطك الحرير من كل مكان!
1.5M 118K 52
قصة حقيقة بقلمي الكاتبة زهراء امجد _شال ايدة من حلگي بعد مصاح مروان رجعت كملت جملتي اكرهك انت اناني متحب بس نفسك كأنما معيشنا بسجن مو محاضرة !!! مروا...