أرواح مشوهة | distorted souls

By the_writer_ro

107K 4.2K 10.2K

يقوم بإختطافها ثم تهديدها للقبول بالزواج منه بعدما جعلت عروسه تهرب قبل يوم واحد من الزفاف ، إعتقد أنه أمسك بز... More

المقدمة:
الفَصل الأول: ڨيكتوريا رومانو
الفصل الثاني: خَطَر !
الفصل الثالث: عَهد..
الفصل الرابع: الظل..
الفصل الخامس: صورة..
الفصل السادس: تبادل عهود..
الفصل الثامن: فوضى ساخط
الفصل التاسع : جولة شطرنج
الفصل العاشر: ضيف من الماضي
الفصل الحادي عشر: رائحة الموت
الفصل الثاني عشر: تسجيل دخول لساحة..
الفصل الثالث عشر: معزوفة الحرب
الفصل الرابع عشر : نصل الحقيقة
الفصل الخامس عشر : عقاب متمرد
الفصل السادس عشر : ليلة بين النجوم
الفصل السابع عشر : ملاك حارس
الفصل الثامن عشر : وكر الشيطان
الفصل التاسع عشر : الغسق
الفصل العشرون : العتمة
الفصل الواحد و العشرون : تحت ضوء القمر
الفصل الثاني و العشرون : رسالة من جثة
الفصل الثالث و العشرون : قصة سيدة النصر-الجزء ١-
الفصل الرابع و العشرون : على حافة الهاوية
الفصل الخامس و العشرون : قصة سيدة النصر-الجزء٢-
الفصل السادس و العشرون : وردة الجوري السوداء
الفصل السابع و العشرون : وحوش حول مأدبة العشاء

الفصل السابع: دماء على فستان..

3.4K 164 395
By the_writer_ro

صعد بخطواته نحو غرفته في الأعلى, فتح باب جناحه ليدخل بغضب و لورينزو خلفه يحاول فهم ما جرى, أغلق لورينزو الباب بعد دخوله ليتقدم نحو أنطونيو الذي وقف أمام نافذة غرفته الكبيرة ينظر إلى الخارج بعيون باردة يعطي ظهره للآخر الذي قال بتوتر:

- أنطونيو ما الذي حدث؟

- لم يحصل شيئ..

- ماذا سنفعل الآن بعد هروب ڨانيسا؟ الزفاف اليوم يا رجل! كيف سنلغيه؟

- إن الزفاف لا يزال قائم لورينزو نحن لن نقوم بإلغاء أي شيئ..

ظهرت ملامح الإستغراب على وجه لورينزو ليقول بإستنكار:

-  كيف سيحصل ذلك دون..

توقف عن الحديث حالما إستوعب الذي يقصده, شحبت ملامحه بصدمة ليتقدم أكثر نحو أنطونيو مردفا :

- أنطونيو, ما الذي تحدثت بشأنه مع ڤيكتوريا عندما كنت في غرفتها؟

- لا شيئ مهم, بإستثناء أنها ستكون العروس..

- أنت تمزح أليس كذلك؟

أدار أنطونيو رأسه نحو الحانب ليقول ببرود:

- منذ متى أصبحت شخص يمزح لورينزو؟

مسح لورينزو وجهه بعدم تصديق ليهتف بإستنكار:

- إن فيكتوريا لن تقبل بهذا!

إستدار أنطونيو نحو لورينزو ببروده ليقول بهدوء:

- لقد قبلت بالفعل, لقد إكشتفت اليوم بأن لديها شقيق أصغر منها و هو نقطة ضعفها الوحيدة التي جعلتها تقبل بالعرض..

- هل المعلومة التي أرسلتها لك بشأن ديفيد رومانو الذي قام بتبني طفل منذ سنوات بعد أن أطلعني عليها الظل كانت بشأن شقيقها؟!

إبتسم أنطونيو بسخرية ليردف:

- نعم هل رأيت سخرية القدر؟ في آخر المطاف ساعدنا الظل في العثور على نقطة ضعف ڤيكتوريا الوحيدة لأستطيع إستغلالها في جعلها تندم على فعلتها..

صرخ لورينزو بإستنكار بعد سماعه لكلمات أنطونيو:

- كيف إستطعت فعل ذلك؟! كيف تمكنتَ من إجبار أنثى على الزواج بك و ذلك عن طريق تهديدك لها بحياة شقيقها؟!

- ماذا؟ هل ألمك قلبك عليها؟! لو لم يكن إسمي مدون على دعوات الزفاف لجعلتك العريس اليوم و لكن مع الأسف فالزفاف يخصني و لا يمكنني جعلك تأخذ مكاني لتتزوج بها..

تقدم لورينزو نحو أنطونيو ليمسكه من ياقة قميصه هاتفا بسخط:

- هل جننت يا أنطونيو؟! ما هذه الحماقة التي تتفوه بها؟! هل تصغي لما تقوله؟! لقد هددت أنثى لتتزوج بك! صحيح أن ڤيكتوريا مستفزة و تشكل علينا خطر و لكنها لا تستحق هذا! لا يوجد أنثى في هذا العالم تستحق هذا! كيف تمكنت من فعل هذا بها؟ لو قتلتها كان أرحم من جعلها تتزوج برجل لا تحبه!

إحتدت عينا أنطونيو بسخط ليفتح فمه مردفا ببرود:

- أوه عذرا يا سيد مراعي مشاعر الإيناث لأنني فعلت ذلك, و لكن أنا لست نادم على فعلتي لأنها تخدم مصلحتي, فأنا لن أجعل من نفسي سخرية بين الناس بسبب هروب عروسي يوم زفافنا لذلك كان يجب علي أن أعثر بديل بأسرع وقت ممكن و لم أجد أحسن منها, لقد ضربت عصفورين بحجر واحد, منصب العروس الذي كان شاغر أصبح مشغولا الآن كما أن ذلك سيكون ثمن تهريبها لتلك الحقيرة..

هزه لورينزو بعنف صارخا بسخط:

- لكن ليس بجعلها تتزوج رغم عنها !

- هل موقفكَ هذا راجع لأنكَ تكن مشاعر خاصة لڤيكتوريا أم بسبب أنثاك الخاصة؟ أوه لم أكن أعلم أن الحب قد أثر عليك إلى هذه الدرجة بالرغم من..

قطع كلماته قبضة لورينزو التي حطت على خده الأيسر مما جعلت من وجهه يلتفت نحو الجهة المعاكسة, رفع أنطونيو رأسه ببطئ لتقابله أعين لورينزو الساخطة الذي رفع إصبعه السبابة مهددا:

-سأجعلك تندم كثيرا على كلماتك هذه..

إلتفت نحو الخلف ليخرج من الغرفة فتح الباب ليتوقف أمامه, إلتفت مجددا نحو أنطونيو الذي كان على حافة الإنفجار ليردف بسخرية قبل أن يخرج و يتركه وحيدا:

- أو مهلا لحظة؟ لماذا أتعب نفسي بفعل ذلك؟ فأنا متأكد بأن ڤيكتوريا ستجعلك تندم أشد الندم على فعلتك..

وقفت على قدميها بصعوبة لترفع يديها المرتجفة أمام عينيها التي لا تزال تختبئ خلف خصلاتها المتناثرة

- توقفي..

رددت الكلمة أكثر من مرة محاولة إجبار جسدها على التوقف عن الإرتجاف و قد إستجاب لها في الأخير, رفعت يديها أكثر نحو رأسها لتبعد خصلات شعرها عن وجهها معيدة  إياها نحو الخلف لتظهر ملامحها المظلمة, فتحت درج طاولة مكتبها لتأخذ شيئ ما ثم خطت نحو الباب لتخرج من الغرفة..

تمشت في الرواق لتصادف أول خادمة, أمسكتها من خصرها واضعة يدها الثانية فوق فمها لإخراس صرختها, سحبتها نحو رواق فرعي خالي لتبعد يدها عن خصر الخادمة التي تتخبط محاولة الهروب, إرتفعت يد ڤيكتوريا نحو عنقها لتحطيه مما جعل من عينا الخادمة تتسع أكثر

- سآمرك بفعل شيئ و ستقومين به على أحسن وجه هل فهمتي؟

هزت الخادمة رأسها إلى كلا الجانبين نافية الأمر لتزيد ڤيكتوريا من ضغطها على رقبتها هامسة بخفوت:

- إذا لم تفعلي سأطلع خطبيك المسكين أنكِ واقعة في حب حارس القصر..

توقفت الخادمة عن التخبط لتمتلئ عينيها بالدموع, أومئت بإذعان لتقوم فيكتوريا بإفلاتها مبتعدة عنها مسافة قصيرة لتنحني الخادمة نحو الأمام محاولة إستعادة أنفاسها و لكن ڤيكتوريا لم تترك لها المجال بحيث تقدمت إليها لتمسكها من شعرها رافعة رأسها نحو الأعلى بقوة مردفة بهدوء:

- جيد و الآن سأعطيك عنوان ستذهبين إلى هناك و إحضار الطلبية التي بإسمي, هاتي هاتفك..

أخرجت الخادمة هاتفها من جيب مئزرها لتعطيه إلى ڤيكتوريا التي قامت بتدوين العنوان, أعادته لها لتعطيها برفقته بطاقة سوداء, تحدثت و هي تنظر إلى عيني الأخرى بتحذير:

- إذا عرف شخص آخر بالذي جرى تعلمين ماذا سيحدث أليس كذلك؟

أومئت الخادمة عدة مرات قبل أن تهرول خارج الرواق, عدلت ڤيكتوريا شعرها و هي في طريقها إلى غرفتها, أغلقت الباب خلفها لتذهب نحو الحمام لتغسل وجهها ثم جلست أمام طاولة التسريحة, رفعت نظرها ليقابلها إنعكاسها بحيث تغيرت ملامح وجهها عن السابق, إبتسمت بهدوء و هي تفتح أدراج الطاولة مخرجة أدوات التجميل هامسة:

- على العروس أن تُجهز نفسها..

كان أنطونيو قد إنتهى من إرتداء بدلة زفافه التي تكونت من أربع قطع قميص أبيض برفقة بنطال و سترة و ربطة عنق و حذاء كلاسيكي لونت جميعها بالأسود, وشعره سرحه نحو الأعلى بطريقة زادته جمالا..

جلس على الأريكة في غرفته ويضع كيس من الثلج فوق اللكمة التي تسبب فيها لورينزو حتى لا يظهر أثرها في الحفلة, رمق ساعة يده لينهض من مكانه, بخ من عطره على عنقه و ثيابه ثم إرتدى معطف طويل أسود برفقة وشاح بنفس اللون, خرج من باب القصر ليركب سيارته التي أمر مسبقا بتجهيزها..

جلس خلف المقود لينطلق خارج القصر إلى وجهته التي إستغرقت نصف ساعة, توقف أمام بوابة ذلك المبنى ليترجل من سيارته بعد أن وضع قبعة سوداء لتخفي بعض من من ملامحه برفقة الوشاح, وقف أمام البوابة ليخرج له الحارس, إبتسم أنطونيو بجانبية مردفا:

- مرحبا أنا أود لقاء مديرة هذه الدار, هلا ناديتها من فضلك؟

- و من حضرتك؟

- أخبرها بأن هناك رجل ينتظرها في الخارج و هي ستعرف من أكون..

إتصل الحارس على المديرة ليخبرها بالذي يجري, دقائق مضت حتى خرجت إمرأة شعرها الخفيف لون بالأبيض كليا و التجاعيد قد كست وجهها كما فعلت بباقي جسدها ترتدي فستان صوفي طويل باللون أزرق فاتح مشابه للون عينيها, عدلت الوشاح الأسود فوق كتفيها و هي ترمق أنطونيو ببرود لتقول:

- ما الذي تريده الآن؟

- سيدة إيزابيلا أنا أدعوكِ أنتِ و إبنك أليكساندرو لحضور حفلة زفافي هذه الليلة, و أنا أعلم أنك لن ترفضي دعوتي أليس كذلك؟

تفحصت إيزابيلا وجهه بسخط صامت لتهز رأسها بالإيجاب مردفة:

- حسنا, أعطني العنوان و ستجدني هناك..

- لا يعقل ذلك أنتما ستأتيان برفقتي الآن, لأننا سنذهب لتسوق أولا..

لم تجد ما تقوله لتعطيه إيمائة صغيرة قبل أن تدخل مجددا إلى الداخل..

صوت الموسيقى الكلاسكية الهادئة كان يصدح في كل ركن من تلك القاعة التي لازال الضيوف يتوافدون إليها, ثيابهم دلت على أن جميعهم من الطبقة الراقية للمجتمع, توزعوا على الكراسي المصطفة جنب إلى جنب في شكل صفوف حتى يتمكنوا من أن يشهدوا على عقد القران الذي سيتم في المقدمة أمامهم..

تلون كل شيئ بدرجات الأبيض المختلفة بحيث كانت القاعة بأكملها بيضاء, من مقاعد الضيوف إلى تماثيل الإزو التي إستقرت أسفل الأشجار الثلجية التي توزعت في أرجاء القاعة إلى الورود التي إصطفت على جانبين لتشكل ممر يقود إلى تلك الدرجات القصيرة حيث سيتم الزواج بين كل تلك الزينة..

يقف في ركن منعزل بعيد عن الأنظار يراقب أرجاء القاعة بهدوء إلى أن شعر بحضور شخص آخر إلى جانبه, إبتسم بجانبية مردفا بسخرية و هو ينظر إليه:

- هل عدت إلى رشدكَ الآن؟

ليأتيه الجواب البارد من عند الآخر:

- أنت قارئ للغة الجسد إذا ما رأيك؟

- يبدو بأنك على وشك الإنفجار إلا أنك تحافظ على رباطة جأشك..

- صدقني لو لم يكن الزفاف اليوم لكنت قد أبرحتك ضربا..

إكتفى أنطونيو بالصمت ليقول لورينزو مجددا:

- أرى صبي في القاعة, لم تكتفي بتهديدها به بل أحضرته إلى هنا أيضا, أنتَ تلعب بالنار يا أنطونيو..

- لا تنسى بأنني النار نفسها لورينزو, كما أنني لم أرد لعروستي أن تكون لوحدها في مثل هذه الليلة لابد من حظور فرد من عائلتها على الأقل إلى حفل زفافها..

- لستُ النار الوحيدة يا أنطونيو, و أنا متأكد أن هذا الأمر لن يمر بسلام, ستوقعنا في دوامة مشاكل لا نعلم كيف سنخرج منها, بداية مع ردة فعل الظل على هذا الزفاف..

- إن الظل هو من أخبرنا بشأن أمر التبني لذلك لا أعتقد أنه في صفها بعد الآن..

- إن ثقتها تلك لم تأتي هكذا فقط, هي تستند على شيئ قوي جدا و إلا لما تورطت في هذا العالم, إنها ليست شخصية سهلة يا أنطونيو..

- ربما يكون هذا صحيح, لكن الآن نقطة ضعفها بين يدينا و هذا سيضمن سيطرتنا التامة عليها..

- لا تتحدث بصيغة الجمع يا أنطونيو فأنا ضد هذا الأمر برمته, أنا سأعمل فقط على ضمان سلامتك..

تأفأف أنطونيو بضجر ليرفع يده ناظرا إلى ساعته حيث لم يتبقى سوى دقائق قليلة على بلوغ العاشرة ليلا ليردف:

- لقد حان وقت الزفاف, إذهب لتفقد العروس لقد رفضت تواجد فريق التجميل و التجهيز الخاص بالعروس من الجيد أن الضيوف سُحبت هواتفهم من قبل و أنه لا وجود لصحافة..

خرج أنطونيو من مكانه إلى الصف الأمامي حيث كانت تجلس إيزابيلا برفقة أليكساندرو ليدعوهما للوقوف فوق المنصة حتى يكونوا برفقة ڤيكتوريا عند عقد القرآن, توجهوا  إلى تلك المنصة الصغيرة تحت تصفيق الحضور,  ليقف بالقرب من القس منتظرا قدوم عروسه بينما ايزابيلا وضعت يديها فوق كتفي أليكساندرو الذي كان يقف أمامها بملامح هادئة خوفا من ذلك الرجل الذي يقف خلفهما..

خرج لورينزو من القاعة حتى يتفقد ڤيكتوريا بينما يبحث قائمة الإتصال ليتصنم في مكانه فور خروجه, توسعت عيناه و إنفرجت شفتيه بصدمة من الذي يراه أمامه, رفع هاتفه ليضغط على الرقم ثم قال:

- إن العروس قادمة..

أنهى المكالمة بينما عيناه تتبعتها إلى أن دخلت القاعة تزامنا مع إنتشار دخان أبيض ليغطي أرضيتها, إلتفت الحضور نحو الممر لرؤية العروس الغامضة  لتتسع أعنيهم بدهشة, إبتسم أنطونيو فور رؤيته لذلك الدخان الأبيض يحوم في المكان ليرفع نظره من الأرض نحو الأمام, و ما رآه جعل من إبتسامته تختفي تدريجيا ليحل محله الجمود..

كانت مناقضة تماما لكل شيئ يحيط بها, بفستانها الأسود ذو قماش منقوش بذات اللون الذي قص عند منطقة الصدر على شكل قلب ليجعل كتفيها و رقبتها ظاهرة للعيان لينتهي بنفخة كبيرة أحاطت بها من كل جهة,طرحة سوداء شفافة طويلة إنسدلت على رأسها حيث غطت شعرها الذي سرحته بشكل بسيط و لكن ذلك البروش الفضي الذي توسط التسريحة جعلها فخمة وصولا إلى التاج الأسود الذي إعتلى رأسها من تحت الطرحة التي غطت وجهها الذي زين بمكياج قاتم بحيث لونت خلفية عينيها بالأسود  مبرزة خضروتيها الشاحبة بينما شفتيها صبغت باللون الأحمر النبيذي مما جعلها تبدو ناضجة أكثر و مختلفة تماما عن السابق..

يديها كانت تمسك باقة من ورد  الجوري الأسود و الذي أثار إنتباه لورينزو الذي صفق بتوتر ليعيد رشد الحضور الذين خرجوا من صدمتهم ليباشروا في التصفيق أيضا..

وقعت عينيها على أليكساندرو الذي كان يرتدي بدلة رسمية باللون الأزرق الداكن مثل فستان إيزابيلا و ينظر من خلف خصلات شعره الفاتحة بغير إهتمام لتشع عينيها بإشتياق و حب لم يخفى عن أنظار أنطونيو..

فور إقترابها من مكانهم إنتبهت لذلك الرجل الذي يقف خلف إيزابيلا و أليكساندرو لتلمح طرف السكين التي يخفيها تحت كم سترته, رفعت نظرها إليه لتجده يبتسم لها بتهديد شفرت معناه فورا, أن حياة أليكساندرو مرهونة بموافقتها..

وقفت أمامه فوق المنصة بينما لورينزو خلفه, إلتفت رأسها نحو الخلف لترى إيزابيلا لتنزل عينيها قليلا إلى أليكساندرو تأملته لثواني قبل أن تعيد نظرتها القاتلة نحو أنطونيو, نظرة توحي بهول القادم,
أنزلت نظرها نحو الأسفل أثناء حديث القس بشأن عهود الزواج إلى أن سمعته يقول:

- هل تقلبين السيد أنطونيو سالفتور زوج لكِ في السراء و الضراء؟

نزلت دمعة من عين ڤيكتوريا بعد سماعها لسؤال القس, رفعت عينيها نحو أنطونيو الذي شاهد تلك الدمعة ليبتسم بجانبية, غاصت داخل عيناه لتقول بهدوء:

- أنا أقبل..

إلتفت رجل الدين نحو أنطونيو ليسأله بسعادة:

- و أنت يا سيد أنطونيو سالفتور هل تقبل أن تكون الآنسة زوجة لك في السراء و الضراء؟

نظر أنطونيو نحوها لآخر مرة و تحديدا إلى عينيها التي بالرغم من بروده إلا أنها كانت تحاول إجباره على التراجع عن ما سيقدم عليه..

- أجل أنا أقبل..

سقطت دمعة من عينها الأخرى فور سماعها لموافقته و لم تعد تنظر إليه بعد ذلك حتى بعد قول القس:

- أعلنكم زوجا و زوجة, بإمكانك تقبيل العروس..

صدح صوت التصفيق في أرجاء القاعة بينما لورينزو كان ينظر نحو ڤيكتوريا بتوتر, تقدم أنطونيو منها ليقوم برفع طرحتها نحو الأعلى معيدا إياها نحو الخلف ليظهر وجهها و تاجها أكثر, كوب وجهها بين كفيه ليقترب منها أكثر..

طبعت شفتيه قبلة عميقة على جبينها ليدنو بعد ذلك نحو أذنها مبتسما ليهمس:

- زواج مبارك سيدة فكيتوريا سالفتور..

إبتعد عنها ليلتفت نحو أوراق الزواج ليقوما بتوقيعها معا, إستدار نحو لورينزو الذي قام بمعانقته ليبارك له..

-أنت تعلم بأنني ضد هذا الزواج و أنا أعانقك الآن فقط من أجل أن لا نفضح أمام الناس..

إبتعد عنه لينزل من المنصة, إستدار أنطونيو ليجد ڤيكتوريا تحتضن إزابيلا بينما كان أليكساندرو يقف جانبا ينظر إليهما بإستنكار ليخاطب نفسه:

- إن هذا الصبي أمره غريب بالفعل, لم ينطق بحرف واحد منذ لقائي به كما أنه لا يبدو مرحب لوجود فيكتوريا,هل هو لا يعرف بكونها شقيقته؟!

قاطع حبل أفكاره صوت المدعوين الذي أقبلوا نحوه ليقدموا له التهنئة..

- سيداتي و سادتي الأعزاء..

رن صوت لورينزو في القاعة عبر مكبر الصوت ليطلب منهم التوجه نحو قاعة الطعام المرفقة بهذه القاعة ليكملوا سهرتهم هناك و سرعنما باشروا في الزحف إلى البوابة الخشبية الضخمة التي فتحت للدخول إلى القاعة الأخرى..

إقترب لورينزو من أنطونيو ليقف بجانبه و أعينهم مصوبة نحو ڤيكتوريا التي كانت. تتحدثت مع إيزابيلا بينما أليكساندرو يجلس على أحد الكراسي يلعب بيديه في مكان بعيد نسيبا عنهم ليقول لورينزو بتوتر:

- هل رأيت الجوري الأسود الذي تحمله بين يديها؟

- هل أنت أيضا تفكر فيما أفكر؟

- أن لها علاقة بالجوري الأسود؟

- ليس هذا فقط بل أشك بأن الجوري الأسود هو نفسه الظل..

توسعت عينا لورينزو بدهشة ليقول بإستنكار:

- ما الذي جعلك تشك بذلك؟

- لقد جعلت من هذه الورود تراقفها يوم زفافها, و هذه الورود هي نفسها رمز الجوري الأسود دون نسيان أنها تمتلك علاقة وطيدة مع الظل و هذان الإثنان لم نستطع معرفة شيئ عنهما فإحتمال أنهما نفس الشخص ليس ببعيد..

- إن نظرات ڤيكتوريا لم تعجبني بتاتا, أشك أنها ستفتعل كارثة ما..

-هنا؟ و بين الناس؟ و حياة شقيقها بين يدينا؟ بالطبع لن تستطيع فعل شيئ, خاصة و أن الظل قام بخيانتها..

- أخبرتك مسبقا أن الظل ليس هو الوحيد الذي تستند عليه, هي ليست شخص أحمق حتى تتواجد في هذا العالم بسبب شخص واحد, أنا أجزم أن هناك شخص آخر..

كلمات لورينزو جعلت من أنطونيو يعيد حديث فيكتوريا الذي قالته ليلة البارحة بشأن المسخ الذي سيظهر إذا ما قام بأذيتها لينفي برأسه مبعدا تلك الذكرى عنه..

- كان من يكن, هي الآن أصبحت زوجتي و حياة شقيقها بين يداي لنرى ماذا ستستطيع فعله بين كل هذا..

رمقه لورينزو بقلة حيلة ليبتعد عنه متجها نحو ڤيكتوريا و البقية بينما ذهب أنطونيو نحو القاعة الأخرى بغير مبالاة حيث وجد الضيوف يتوزعون حول تلك الطاولات المستديرة الممتلئة بكل ما لذ و طاب, إبتسم لورينزو حال وصوله إليهم ليفتح ذراعيه قائلا بمرح:

- مرحبا بطرف العروس أنا لورينزو روسو صديق فيكتوريا..

مد يده نحو إيزابيلا التي رمقت ڤيكتوريا التي هزت لها رأسها بإيماءة بسيطة لتقوم ايزابيلا بمبادلته التحية, إتجه إلى أليكساندرو لينحني أمامها هاتفا بشقاوة:

- مرحبا أيها البطل أنا لورينزو ماذا عنك؟

رمقه أليكساندرو ببرود ليبتعد عنه قليلا مما جعل من إبتسامة لورينزو تتلاشى لتتدارك ايزابيلا الوضع قائلة:

- إن أليكساندرو ليس إجتماعي كثيرا و حضوره لحفل زفاف كان مفاجئ له قليلا لذلك أعذ..

- لا داعي للإعتذار سيدتي فأنا أيضا عندما كنت بسنه كنت هكذا و ربما وضعي أسوء منه,يسعدنا أن تنضما إلينا في القاعة الأخرى سيدتي..

أومئت إيزابيلا لتأخذ أليكساندرو معها لتبقى ڤيكتوريا برفقة لورينزو لوحدهما, إلى الآن لم ترفع عينيها من على الأرض, تنهد لورينزو متقدما من فيكتوريا ليقف أمامها مباشرة قائلا بخفوت:

- أنا لم أوافق على هذا الزواج بتاتا..

- هل أعتبر هذه مواساة؟

تحدثت بصوت هادئ للغاية ليستغرب لورينزو منها ليقول:

- مواساة؟

رفعت عينيها إليه ليشعر بالقلق يتسلل إلى قلبه من تلك النظرة التي لا تبشر بالخير بتاتا, هذه النظرة لم يراها من قبل في عينيها..

- تريد مواساتي حتى تثبت لي بأنكَ لست في صفه, لكي تتجنب ما سيحدث مستقبلا، لا تقلق فإن أنطونيو هو هدفي الحالي و لكن هذا لا يمنع إضافة من يحاول الوقوف أمامي إلى جانبه.. 

- ڤيكتوريا إن..

قاطعته بنبرة باردة قبل أن تحمل فستانها و ترحل:

- حذرته البارحة من أذيتي إلىدرجة أنني كدت أتوسل إليه أن لا يفعل حتى يتجنب سخطه و يبقى بخير و لكنه ضرب كلامي و تحذيري عرض الحائط و قام بأذيتي بقسوة كما لم يفعل أحد من قبل, لذلك أخبرك يا سيد لورينزو أن تفعل ما في وسعك لحماية قريبك  أو على الأقل تخفيف الضرر الذي سيحدث له في الحرب التي قام بإعلان قيامها بنفسه لأنني أعاهدك بأنني لن أرحمه بتاتا و سأجعله يدفع ثمن ما فعله غاليا و لو كان ثمن ذلك روحي..

راقب ظهرها الراحل ليتبعها بخطوات غير متزنة محاولا تفسير كلماتها التي لم يفهم منها سوى أن حياة أنطونيو مهددة بالخطر, توقف بجانب باب قاعة الطعام حيث رآها تتجه نحو أنطونيو الذي كان يقف ينظر حوله متفقدا المكان لتقف بجانبه مما جعل كل الأنظار تتجه لهما بإستثناء أنطونيو الذي لم ينتبه لها..

تَسَللَت أصَابِعُها النَحِيلة بَين خَاصَتِه سَاجنة إيِاهَا بَينَ يَدَيها لِتَغِرِس أظَافِرهَا الطَوِيلة المُزَينَة بِطِلاء أسَود لَامع فِي كَف يَدِه جَاذبة عَينَاه و جل إنتِبَاهه إلَيهَا زَالَت نَظْرَة النَصر التِي كَانَت تَستَوطِن رَمَادِيتَاه مُنْذ لَحظَات حَال سُقُوطِها عَلى تِلك الإبتِسَامة المَرسُومَة  بِإتقَان عَلى شَفَتَيها التِي صُبِغَت مُسبَقا بِأحمَرِ شِفَاه نَبِيذي مُغري, إبتِسَامَة شَيْطَانية لَا تُشْبِه سَابِقَاتُها العَفوِية التِي لَطالَما شَاهَدهَا مَطبُوعة عَلَى ثغرِهَا مُنذُ مُقابَلتِه لَها, إقتَربَت مِنه أكَثر جَاعِلة مِن أموَاجِ فُستَانِها السَودَاء العَالِية تَرتَطِم بهِ مُغرِقة إيَاه دَاخِل ظَلامِها الدَامِس لِيبَاشِر قَلبه بِزيادة وَتِيرة نَبضَه كَونَ الوَضع أمسَى غَير مُرِيح بَتَاتا, تَجَاوَزت عَينَاه التِي كَانت تُلاحِقُها بِشَك مُتَرقِبة أي خُطوَة مُفَاجِئة, لِيَشعُر بِشَفتَيها تَحُط عَلى خَدِه الشَائِك مُعطِية إيَاه قُبلَة جَاعِلة مِنه يَقشَعِر مِن مَدى برُودَتِها التِي لَم يَسبِق لَه أن شَعرَ بِها, فَصَلَت القُبلة مُبَتعِدة عَنه بِضع إنشَات لِتَدنو نَحو أذنِه هَامِسة بِنبرة جَعلَت مِن عَقلِه يَدق نَاقوسَ الخَطر جَاعِلا مِن قَلبِه يَهُب إستِعدادا لِأي إعتِدَاء مُحتَمَل:

- العَين بِالعَين و السِن بِالسِن و البَادِئ أظلَم, مَرحَبا بِكَ فِي جَحِيم ڤيكتُوريا

حِينَها أدرَك أن الأنثَى التِي تَقِف أمَامَه الآن غَريبَة تَمامَا عَن الأُنثَى التِي عَرِفها سَابِقَا...

لاحظ لورينزو ملامح أنطونيو ليدرك أن الحرب الذي تحدثت عنها ڤيكتوريا قد قامت بالفعل,سحب هاتفه من جيبه بهدوء باحثا عن رقم ليضغط عليه, وضعه على أذنه إلى أن سمع رد الطرف الآخر ليقول بإقتضاب و خفوت:

- عنقاء,الآن هنا فورا !

أنهى الإتصال قبل أن يسمع الرد من الآخر, أعاد هاتفه إلى جيبه ليكمل مراقبته..

إبتعدت عن وجهه لتقول و هي لا تزال تمسك يده هاتفة بهدوء و تلك الإبتسامة لا تزال تزين شفتيها: 

- لقد حان وقت رقصة العروسين يا زوجي!

قادته إلى الساحة المخصصة لرقص لتحيط يديها حول عنقه بينما هو وضع كفيه على جانبي خصرها لتصدر الموسيقى التي جعلت من أجسادهم تتمايل عليها بتناغم, رماديتاه تراقبها بحذر بينما خضروتيها تقابلها بنظرة باردة زادت من حذر الأخرى..

إنتشر ذلك الدخان الأبيض مجددا ليضيف جمال خاص للرقصة حيث كان كل منهما يرتدي الأسود وسط الغيوم الثلجلية التي تشكلت حولهما..

- فستان أسود, حركة جيدة سيدة فيكتوريا و لكنها لم تكن كافية لمنع زواجنا..

- لقد لاحظت بأن القس لم يذكر إسمي بتاتا..

- هذا لأنني لا أريد من الحضور معرفة هوية زوجتي..

- الحضور أم شخص معين؟

تقلصت عيناه بشك ليفهم من تلمح له ليردف:

- تعلمين جيدا بأنني لست بخصم سهل أليس كذلك؟

- و أنت تعلم بأنك لا تعرف شيئ عني أليس كذلك؟

- لا يهم هذا بما أنني أمتلك نقطة ضعفك الآن..

- كما أنا أمتلك خاصتك..

- ليس لدي واحدة حتى تمتلكينها..

- لكل شخص نقطة ضعف سيد أنطونيو مهما كانت قوته أو مكانته, ربما هي ليست مرئية لك أو لا أنت لا تعتبرها من الأساس نقطة ضعف و لكنها موجودة و هي بين يدي..

- حتى لو كان لدي لقمتِ بإستخدامها ضدي من قبل..

- لم أفعل لأنني لم أرد أذيتك و لكن الآن إختلف الأمر..

- هل الزواج مني بهذا السوء؟

- أكثر مما تتصور, فأنت لا تعلم ما الذي إرتكبته في حقي الآن..

قهقه أنطونيو بخفة ليردف بإستهزاء:

- أنا لم أُقبلكِ حتى لا تتدمري أكثر, يجب أن تكوني شاكرة لذلك..

- هل تعتقد بأنك قمت بتدميري؟

- الدموع التي سقطت من عيناك قبل قليل تدل على ذلك..

- أنت كنت السبب في جعل تلك الدموع تسقط لأول مرة بعد سنوات, و كما قلتُ سابقا أنت لا تعرف عني شيئ لذلك ليس لك علم بأن دموعي لها مقابل..

صمتت قليلا لتكمل ببرود:

- أما بشأن تحطيمي فأنا قد أخبرتك مسبقا و قطعت عليك عهدا بأنك ستكون الخاسر الوحيد في هذه الحرب..

- و أنا قطعت عهدا آخر بأنني سأضمن أن لا أكون الخاسر الوحيد..

نقل عينيه إلى خلف ظهرها حيث كان يقف ذلك الرجل خلف ايزابيلا و أليكساندرو ليهز رأسه, أومئ الآخر ليأخذ كلا من ايزابيلا و أليكساندرو إلى خارج القاعة تزامنا مع إنتهاء الموسيقى ليبتعد الإثنين عن بعضهما البعض تحت تصفيق الحضور..

تقدم لورينزو ليمد يده نحو فيكتوريا منحنيا أمامها بنبالة مردفا:

- هل ستشرفني حضرة العروس بقبول هذه الرقصة؟

أمسكت فيكتوريا يده دلالة على قبولها ليباشرا في الردقص فور صدور صوت موسيقى جديدة, وضع لورينزو يده على خصرها بينما الثانية تمسك كفها في الفراغ بينما يدها الاخى فوق كتفه, أما أنطونيو فقد إبتعد عن الساحة ليقف بجانب إحدى الأعمدة بينما يرمق فيكتوريا بغضب بعدما أخذ كأس نبيذ من فوق صينية إحدى الخادمات..

قهقهت فيكتوريا ببرود لتردف بفتور:

- يبدو أنك تحاول إبعادي قدر المستطاع عن قريبك..

- سأفعل ما في وسعي لحمايته من الأذى..

- هو زوجي..

- ضد إرادتك..

- لا تقلق لن أجعل من نفسي أرملة منذ اليوم الأول..

- و لن تصبحي كذلك أبدا..

- هو يرتكب الخطأ و أنت تجازف من أجل إصلاح و ضمان سلامته بالرغم من أنه ليس واجب عليك يا لسخرية..

-هو كذلك لأنه عائلتي..

- أشكر الإله بأن ليس لدي عائلة حتى أقحم نفسي في أمور كهذه..

- ماذا عن أليكساندرو؟

- إن أليكساندرو حالة خاصة, إن قريبك قام بإخفائه مجددا و هذا لم ينل إعجابي بتاتا سيد لورينزو لذلك لا تلمني على ما سيحدث..

- إسمعيني جيدا ڤيكتوريا أنا أعلم بأن أنطونيو شخص حقير يفعل ما يريده حتى لو كتن على حساب الآخرين، لقد تشاجرت معه في الصباح و قمت بلكمه بسبب وقاحته و لكن هذا لا ينفي بأنه فرد من عائلتي حتى أنه هو عائلتي الوحيدة لذلك إذا شعرت بأي خطر يهدد سلامته فلن أتراجع عن حمايته مهما كانت ماهية الخطر تماما كما تفعلين من أجل  أليكساندرو..

- إذا لا تتهاون في فعل ذلك سيد لورينزو و إلا سأغضب منك..

إبتعدت عنه تزامنا مع توقف الموسيقى لتذهب نحو إحدى الطاولات لتجلس على أحد كراسيها طالبة من نادل إحضار العشاء لها بينما لورينزو ذهب ليقف مع المجموعة التي تتحدث إلى أنطونيو الذي قام بنزع رطبة عنقه ليفتح أزرار قميصه الأولى

كلمات ڤيكتوريا لا تزال تتردد في عقله و عيناه لم تبتعد عنها حيث بقي يراقب هدوءها أثناء تناول العشاء بلا مبالاة ليهمس لنفسه:

- هذا الهدوء الذي يسبق العاصفة..

إجتمعت المدعوات حول ڤيكتوريا لتعرف على المرأة التي جعلت من أنطونيو يدخل القفص الذهبي بعد سنوات طويلة من العزوبية لكنها لم تفشي بالكثير عن نفسها بحيث إكتفت بذكر إسمها فقط دون إسم عائلتها بالإضافة إلى عملها كطبيبة..

باشر الضيوف بالرحيل بعد تقطيع العروسين لكعكة و تقديم الهدايا لهما إلى أن رحل جنيع المدعويين, لاحظ لورينزو إختفاء ڤيكتوريا بعد ذهابها لدورة المياه, أمر الخدم بالخروج من القاعة و ترك مهمة تنظيفها فيما بعد ثم هم بالإتجاه إلى هناك..

و لكنه توقف فجأة بعد رؤيته لوجه أنطونيو الأحمر و تنفسه الغير منتظم, جلس أنطونيو على أحد الكراسي و هو يسهل و يحاول إلتقاط أنفاسه بصعوبة, ركع لورينزو أمامهم ممسكا بوجه أنطونيو الذي يصارع الموت, إبتعد عنه ليأخذ من جيب سترته بخاخة الهواء التي يحملها دائما معه لمثل هذه الحالات, وضعها على فم أنطونيو ليبخ منها, حاول الأخر إستعادة أنفاسها ببطئ..

إستدار لورينزو إلى الخلف ليجد الرجل الذي كان برفقة ايزابيلا و إليكساندرو يدخل للقاعة لتو, لمح أنطونيو حضوره ليأخذ البخاخة من يد لورينزو بسرعة مخفيا اياها بينما يحاول جعل نفسه يبدو طبيعيا أمامه, وقف ليردف موجها كلامه إلى أنطونيو:

- لقد قمنا بما أمرتنا به يا سيدي..

فتح لورينزو فمه لتحدث لكن خروج الدماء من فم الرجل الذي أمامه جعله يتصنم في مكانه كما هو الحال ما أنطونيو الذي بدأ يسعل مجددا..

سقطت الجثة أرضا لتظهر من خلفها فيكتوريا التي باشرت في التقدم إليها لتقف بجانب الجثة مردفة ببرود:

-هذا من أجل إقترابك من أليكساندرو أيها اللعين, الآن بإمكانك إظهار أسنانك الصفراء في الجحيم..

إنحنت قليلا لتسحب السكين الذي رمته مسبقا من خلف رقبته, لطخت الدماء التي تقطر منه فستانها الأسود و يديها, قربت السكين من أنفها لتغمض عينيها مستنشقة رائحة الدماء لتعلو شفتيها إبتسامة واسعة لتقول:

- لقد إشتقت لهذه الرائحة الزكية حقا..

كان قلب لورينزو يقرع بصخب من هذه الأنثى أو بالأحرى الوحش الذي يقف أمامه , زاد سعال أنطونيو أكثر ليلتفت إليه لورينزو ناويا مساعدته ليصله صوت ڤيكتوريا الهادئ:

- إن ضيق تنفسه ليس راجع للربو الذي يعاني منه سيد لورينزو بل إلى السم الذي تناوله في الشراب..

توقف لورينزو عن تفحص أنطونيو ليلتفت مجددا نحوها واقفا على قدميه بصعوبة و عيناه قد باشرت في الإحمرار غضبا:

- ما الذي فعلته له؟!

- لا شيئ يذكر, لقد قمت بدس السم في شرابه, هذا السم لا يقتل بسرعة لا تقلق لأنه تناوله منذ ساعة, كما أنني لم أعطه كمية كبيرة, لقد أعطيته كمية تكفي لجعل مريض الربو يختنق..

-سأقتلك فيكتوريا!

أراد التقدم نحوها لكنها رفعت يدها التي تتساقط منها الدماء على شكل خيوط رفيعة كالدموع التي تساقطت من عينيها مردفة ببرود:

- غضبك لن ينقذ أنطونيو سيد لورينزو لأنني أمتلك الترياق الوحيد الذي يعالجه..

- ماذا تريدين في المقابل؟

- أين هو أليكساندرو؟

- لقد قمت بقتل الشخص الذي يعرف مكانه لتوك!

- ليس هو الوحيد الذي يعلم, إسأل زوجي عن مكانه..

- كيف سيتحدث و هو بهذه الحالة؟!

وضعت ڤيكتوريا يدها على صدرها مما أدى إلى تلطخ تلك المنطقة لتخرج قنينة صغيرة بها سائل شفاف لتضعها أمام أعين لورينزو مردفة:

- ربما رؤيتك لهذه ستجعلك تكشتف مكانه..

لاحظ لورينزو قدوم أحد رجاله من خلف ڤيكتوريا بخطوات صامتة و في يده سكين ليعيد نظره نحو ڨيكتوريا حتى لا تكتشف الأمر..

إبتسمت ڤيكتوريا بإتساع لتلفت خلفها رامية السكين التي بين يديها لتصيب نحر الرجل ليقع جثة هامدة على الأرض تحت أنظار لورينزو الغير مستوعبة..

إستدارت إليه بطيئ و بأعين مظلمة مردفة بنبرة ساخطة يغلفها البرود:

- و الآن أخبرني أين هو طفلي؟

================================

يُتبع..

رأيكم؟

توقعاتكم؟؟

مرحبا؟🌚👋

كيف الحال؟🌚💔✋

أحم لا أعرف ماذا أقول🌚✌

الفصل يتحدث عن نفسه🌚

الظل خان فيكتوريا؟🌚💔

العنقاء🌚👋؟

الوجه المظلم لفيكتوريا🌚✌

أليكساندرو إبن فيكتوريا؟!🌚🌚

من والده؟!🌚

أنطونيو يبدو أنه سيندم بالغعل على ما قام به🌚

أحم لا أعرف حقا ماذا أقول🌚💔

سأنشر صور قاعة و فستان زفاف فيكتوريا في حسابي على الإنستغرام إلى جانب مناقشة الذي جرى في الفصول الثلاثة الأخيرة هناك🌚✌

كل شيئ يخص الرواية موجود هناك لذلك..🌚

حسنا إلى اللقاء في الحرب المقبلة🌚✌

Continue Reading

You'll Also Like

430K 11.1K 39
[ S E X U A L C O N T E N T ] • كَــانـت تـَرانِـي أخ لـخَـطِـيـبهَـا بَـيـنـمَـا أراهَـا كُـل لـيّـلـة أسـفَـلـي بـَأقـذر الوضـعـيـَات.. ♡ • لـيـ...
1.6M 9.3K 5
" ستحبينى قهراً ان اردت لذا فقط أحبيني بارادتك " " اهربى منه انه الجحيم بعينه ...اهربى منه " ⚠️⚠️⚠️الرواية تحت التعديل لذا تجنبوا تغير الاحداث المفاج...
5.4M 471K 51
• حقيقة.!!! يتشاءمون بالغُراب إِذا نعق ويتشاءمون من الغربيب إذا زهقّ بـكّرَ بُـكُورَ الغُـرابِ أذا تَـوهَق ماكـر وحـذر، شـرس، وسـفاحٌ جاء لِيشرق ويغ...
958K 64.6K 27
قتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم و...