عشيقة لوالد زوجي السابق "+18"

By Anabell_rain

563K 13.5K 7.7K

بريئة بقلب نقي سعيدة ومرحة ابتسامتها تشع علي ثغرها تمنحها لكل من تقابله صديقها عدوها وحتي حزنها اين ذهبت كلار... More

تنبيه
الجزء الاول
الجزء الثاني والثالث (طويل جدا 2٠الف كلمة)
الجزء الرابع
الجزء الخامس
الجزء السادس
الجزء السابع
الجزء الثامن
الجزء التاسع
الجزء العاشر
الجزء الحادي عشر
الجزء الثالث عشر
الجزء الرابع عشر
الخامس عشر
الجزء السادس عشر
الجزء السابع عشر
الجزء الثامن عشر
الجزء التاسع عشر
الجزء العشرين
الجزء الواحد والعشرين
الجزء الثاني والعشرون
الجزء الثالث والعشرون والاخير
جزء اضافي( part 1)
جزء اضافي (part 2)
جزء اضافي (Part 3)
جزء اضافي part 4
جزء اضافي (part 5)
جزء اضافي part 6

الجزء الثاني عشر

17.4K 518 495
By Anabell_rain

جلست كلار علي الكرسي وهي تشد شعرها من التوتر الذي ظل يرافقها منذ اللحظة التي جلس بها بن خلف حاسبه قبل نصف ساعة دون ان يحدثها بحرف واحد وهو يصب كل تركيزه علي عمله ، لم يطل عليها الكثير الوقت حتي نهضت من جديد وشرعت في قطع الغرفة ذهابا وايابا حتي سمعت صوت بن يخاطبها

"بربك كلارا اجلسي قليلا امهليني بعض الوقت وسأحصل علي ما التقطته كاميرات المراقبة هناك بالتأكيد "

صرخت به باعصاب منهارة وكانت حرفيا علي وشك الانفجار باكية

"لا تقل لي تمهلي ، لا يمكن ان تكون هي هذا مستحيل لقد رصدت مقتلها مع ابي وغابي بام عيني ، انا لا افهم كيف .."

اضطر بن الي ترك عمله والقيام لتهدئتها فهي علي بعد خطوات من ان تفقد عقلها فعليا ، امسكها من كتفيها ودفعها لتجلس علي الاريكة مرة اخري ومن ثم قال

"سنفهم كل شيء كلارا فقط اصبري سواء كانت تلك المقاطع حقيقة او كين هو من يقف خلفها سنعرف كوني واثقة من هذا ، فقط اجلسي ريثما انتهي لم تتبقي سوي دقائق معدودة وسنحصل علي ما نريد اتفقنا "

نجحت كلماته في اعادت بعض التوازن لها الي حين اطلق حاسبه صوت انزار دفعه للعودة بسرعة ليري ما يحدث و كلارا لم تجلس وتنتظر شرحه فقد لحقت به ايضا لتسمعه يلعن بغضب

"سحقا كيف حدث هذا "

سألته كلارا بصوت قلق

"ماذا هناك بن هل كل شيء علي ما يرام "

مسح شعره بعصبية ليعيده الي الخلف قبل ان يتمتم

"انا اسف لكن نظامهم تعرف علي ، يبدو انهم طورو نظام حماية صارم يكتشف الاختراق بسهولة اكثر مما توقعت "

صرخت به بهلع ظهر بوضوح في تعابيرها المشدودة كأعصابها تماما

"وماذا يعني ذلك اعني الن تتمكن من معرفة ان كانت تلك المقاطع حقيقة ام لا "

رد عليها بسرعة قبل ان يغذو الاحباط قلبها

" لا بالطبع نستطيع ، لكن بالنسبة لي بات الامر معقدا بعض الشيء سأحتاج وقتا حتي استطيع التسلل الي النظام مرة اخري ، انا اسف لكن لا اظن ان هذا سيحدث قبل يوم او يومان من الان "

تزللت قدماها لتجلس منهكة المشاعر علي الكرسي وهنا شرعت في البكاء غير مكثرة لشيء

"سأجن بن انا افقد عقلي لا استطيع الاحتمال لكل هذا الوقت ، اشعر باني سأختنق ، اتعلم ربما علي الذهاب الي كين و مواجهته "

انحني بن علي ركبته حتي يتمكن من ضم خديها وهو يخاطبها بنبرة ناعمة

" أخشي انها اسوء فكرة قد تقومي بها في حال كان الفيديو من تأليفه ، جل ما سيفعله هو الكذب عليك لذا انت لا تملكين غير هذه الطريقة كلارا ، ثقي بي ، سأبذل قصار جهدي لان ينجز هذا الامر في اقصر وقت ممكن اعدك بهذا لكن حتي ذلك الوقت تصرفي بطريقة طبيعية وكأنك لم تعرفي شيئا حتي لا يشك بك و يحاول طمس الادلة "

بدي حديثه لها منطقيا لكن تطبيقه سيكون هو الاصعب بالتأكيد ،ان تتظهار بان لاشيء بها امر مستحيل ليس مع وجود قلب عادت احدي جروحه القدمية للحياة فيه مجددا ومع ذلك وجدت نفسها وهي تقول له

"حسنا سأحاول ان اعمل بنصيحتك "

ضمها لبعض الوقت وهي لم تمانع للحصول علي بعض الدعم منه حتي ابعدته عنه وهي تضيف

"سأذهب الان للعمل قبل ان يلاحظ اللعين اختفائي ، انا ليس لدي هاتف لاتواصل به معك لذا ان عثرت علي شيء حاول ان تجد طريقة لتخبرني بذلك "

رمقها بنظرة خاطفة كانت ذات معني مختلف لم تفهمه حتي بدلها بابتسامة باهته قبيل رده

"لا تقلقي سأصل اليك ، فقط اعتني بنفسك "

اكتفت بالايماء له فقط قبل ان تقف وتغادر منزله مسرعة فاخر ما تريده ان يجدها رجال يكن الذين جندهم لمتابعتها وقد شاقت كثيرا حتي تضللهم وتتسلل الي هنا صعدت في اقرب تاكسي صادفها وانطلقت به مسرعة نحو القصر وستصلي لان لا يكون كين قد لاحظ تأخرها .

دخلت سيلين الي غرفة الطعام لتجد ان الجميع قد سبقها اليها القت التحية عليهم وجلست علي مقعدها المقابل لجوشوا ليسير الافطار في جو ودي حتي دلفت صوفيا الي القاعة ببعض الشحنات السالبة التي لم تنتقل الي احد سألت مستفسرة

"فيرا الا تعلمين اين ذهب اخي بت ابحث عنه منذ البارحة ولم اجد له اثرا "

هزت فيرا رأسها باحباط

"لا أعرف انا لم اره منذ البارحة ربما جوشوا يعرف اين مكانه "

صاح بهم قبل ان يتم توجيه اي سؤال له

"لا اعلم لم اره انا ايضا "

وقف علي قدميه ليضيف

"سأغادر الان اخبرو ميغيل ان اتي ان يلحق بي "

هكذا ختم جملته و من ثم غادر ارادت سيلين اللحاق به لكن ناز اوقفتها قائلة

"سيلين الي اين انت ذاهبة "

لم تجد لنفسها عذرا سوي ان تقول

"الي غرفتي لقد شبعت "

"انت لم تأكل شيئا حتي ، هيا اجلسي ودعينا نتحدث قليلا "

وجدت نفسها فجأة مضطرة الي مجارتها وجلست بامتعاض قابلته ناز بابتسامة عريضة

"لم اعد اراك تخرجين مع جونثان هل كل شيء علي ما يرام بينكما "

لولا ذكرها اسمه لها الان لما تذكرته حتي لذا اتي ردها فاترا

"اجل بالطبع ، لا مشكلة اطلاقا بيننا "

"قلت ان زواجك المفروض اقامته خلال نهاية الشهر لكني لم ارك تقومين بأي ترتيبات له ولم يتبقي له سوي اسبوعان "

لم تكن سيلين سعيدة اطلاقا بتذكيرها بهذا وهذا ظهر جلية في عبوس تعابيرها

"معك حق سأتحدث مع جونثان بخصوص هذا في وقت لاحق "

قاطعتها ناز

"في الحقيقة هو في طريقة الي هنا ، لقد اتصلت به لتخرجا معا ، لقد فعلت هذا لأني ظننت ربما تكونا متخاصمين وانت لا تردين مقابلته ، هذا لم يغضبك صحيح "

بلي لقد فعل ، كانت هذه اجابتها سرا لكن في العلن اضطرت الي اصطناع ابتسامة بالكاد تصدق وهي تجيبها

"لا ولم سأغضب من فعل قصده بريئ كهذا ، اذا مادام في الطريق سأذهب انا الي غرفتي لاعد نفسي استأذنكم "

بدت صوفيا وفيرا منفصلتين تماما عن العالم كل منهما تفكر بشيء يخصها لذا لم تجد غير ناز هي من ترد عليها

"حسنا حين يأتي سأرسله الي غرفتك "

لم تجيبها و قررت المغادرة فحسب فبعد مدة ستفجر في وجهها ولن تتحمل سماع المزيد منها ، اهدئي سيلين انت لا تزالين في البدايات ، لا تفسدي كل شيء ، باظهار حقيقة مشاعرك اتجاه تلك العقربة ، بسيطة سيدة ناز جوشوا بيبتشي لن يطول الوقت حتي اذيقك من ذات الكأس الذي جعلت جميع من حولك يشربون منه دون ان يكشفوك علي حقيقتك الكريهة .

" سنيورا سيلين صباح الخير "

اوقفها صوت كلارا من الصعود الي الدرج ومن التوسع في افكارها السوداوية ، لترد عليها باستهلال

"صباح النور ك... فيونا "

تنفست كلار الصعداء لتدارك سيلين الموقف خاصة مع وقوف كالياني بقربهما وبالتأكيد كل خلية بها تركز في عملها عدا اذنيها فهي بالتأكيد توظفها لهما لذا سألتها برسمية

"هل السنيور كين موجود "
صاحت بها سيلين متعجبة
"مابال الجميع اليوم يبحث عنه ، لا لم يأتي الي القصر منذ البارحة حسب علمي حتي فيرا لا تعرف مكانه "
اومئت لها بارتياح تفشي علي تعابيرها المنقبضة هذا رائع يبدو انه لن يلاحظ تأخرها ابدا
" حسنا شكرا لك سأنتظر هنا الي ان تفرق السنيورا فيرا من تناول طعامها "
اجابتها سيلين بلهجة طبيعية عكس عينيها التي اوقدت بالاف الاسئلة
ومع ذلك اجلت طرحها الي وقت لاحق فوجود كالياني غير مريح لذكر اشياء من المفترض ان تموت .

اكملت سيلين صعودها الي غرفتها و اخذت تبحث عن شيء ترتديه في خزانتها حتي قفذت فزعة ما ان احست بيد احدهم تلمس خصرها ،التفتت بسرعة لتري انه جونثان وهذا اثار استغرابها الي حد كبير
"حبي ما بك هذا انا جو حبيبك "
حاولت تهدئت روعها الي درجة تمكنها من الابتسام لكنه انحني وحاول تقبليها وهذا قادها الي دفعه عنها بحجة انها تعثرت وكادت ان تقع
"اسفة ، من المفترض ان تكون في الطريق منذ متي وانت هنا "
اقترب منها اكثر ورغم وداعت نظراته لكنها استطاعت ان تلمح خطرا يحدق بها
امسكها مجددا وزرع رأسه في عنقها ليتتم لها
"ليس مهما مادمنا معا وهذا هو المهم ،لقد اشتقت اليك حبي "
لم يكن الوضع يرحيها اطلاقا لكن بذات الوقت توجب عليها انهائه بطريقة لطيفة لا تضر بكونهما مخطوبان لذا قالت له بنبرة تشع انوثة
"بلي فعلت ،جوثان ليس هنا توقف "
تمايعت بجسدها لتنسل من تحكمه بها وتحافظ علي مسافة خطوة بينهما لكن
ما ان رأت العبوس الذي لاح في عينيه حتي حاولت تبدديه باصدار ضحكة مصطنعة قبل ان تردف
"مابك حبيبي كلها اسبوعان وسنكون معا في شهر عسل لن اسمح له بان ينتهي قبل خمس او ستة اشهر "
قاطعها متذمرا
"انا لا افهم اعني لما تحرمين العلاقة بيننا كل شخصين يحبان بعضها يقومان بمثل هذه الامور "
ردت عليه وهي تمسك يداه
"اعلم ،لكن هل تذكر لقد وعتني بأنك ستثبت حبك لي بعدم لمسي حتي زواجنا ، ان فعلت سأظن حينها انك تحب جسدي فقط "
اجبره حديثها الي التراجع خطواتان وتقليل لهجة صوته الحادة الي اخري اكثر ليناً و انضباطا
"بلي اذكر ،ولا اكاد اطيق متي ستمضي هذه الايام وتصبحين ملكي بالكامل سيلين ،انا احبك "
اعطته ابتسامة باهتة قبل ان تطبع قبلة فاترة علي خده
"وانا ايضا "

جلس ميغيل خلف طاولة الاجتماعات يرتب الاوراق المكدسة امامه بصعوبة فتركيزه كان منشغلا بامر اخر ولم يكن غير صوفيا حتي لاحظ جوشوا ذلك وسأله
"مالذي يحدث معكما ، ولما تبحث صوفيا عن كين بهذا الالحاح "
قذف القلم الذي كان يحمله بين اصابعه وهو يلعن
"سحقا لها ستفقدني عقلي عما قريب"
ابتسم جوشوا ساخرا قبل ان يجيب
"انهي هذه المهزلة واخبرها بالحقيقة ميغيل ،الي متي ستظل تتحاشاها حتي تهرب مع اللعين وتتركك"
قاطعه بحده
"اللعين الذي تتحدث عنه يكون اخي "
زادت سخرية جوشوا ورد عليه
"اخاك الذي اراد قتلك علي حد علمي اعذرني لكن سواريز خسر كل فرص الاحترام لدي ولم اعد اره غير شخص نزل حقير ، تصرف بحقه ودعه يغادر البلاد انا لن اخفي الامر كثيرا عن كين وانت تعرف ما الذي سيفعله ان اكتشف الحقيقة ،خذ حذرك الامر يخص صوفيا في الدرجة الاولي وكين لن يتساهل حين يتعلق الامر بها "
اخذ ميغيل عدة دقائق في التفكير الذي يعلم انه لن يعطيه اي نتيجة ولن يساعده ان كان هو واقع بين نارين كلامها سيحرقانه حتي النخاع
"انا لا اعرف ،هذه اول مرة بحياتي اكون في موضع لا يحسد عليه كهذا ،لقد اعطيته كل شيء كنت انتزع الطعام من فمي واقدمه له كل طلباته مجابة لم انقص عليه بشيء حميته واعطيته القوة مع كل شيء اراده حتي حين اختار الشيء الوحيد الذي تمنت ان يكون لي لم اتردد لان افسح له مجالا وهو بماذا كافئني خطط لاغتيالي بدم بارد ،ومع ذلك انا لا استطيع سوي ان اره اخي لازلت احس بالدافع اتجاهه لاحميه لست مستعدا لان افقد شخصا اخر بعد بيتر لكن اعرف ان علم كين بخبر هروبه من السجن فلن يتردد في اطلاق النار عليه وهو بالمقابل يرفض الرحيل الا اذا "
قاطعه جوشوا منفعلا
"بربك لا تكمل لن اسمح لك بفعل امر متهور كهذا ، انت لا تخطط الي اعطائه ما يريد اليس كذلك ليس هذه المرة ميغيل انا لن ادعمك في هذا "
صرخ به باعصاب تلفت
"اذا ماذا سأفعل انا لا استطيع تركه يموت حتي وان كانت احدي امنياته رؤيتي ميتا ،انا من حوله لهذا الشخص الاناني و علي دفع الثمن..."
قاطعه جوشوا
"ادفع الثمن لكن ليس بصوفيا ..."
اجابه بانكار ظهر في عينه الدامعتين
"هي تحبه "
"لكنه لا يحبها وانت تعرف هذا جيدا ،حتي وان عاشت معه وهي مخدوعة بمشاعره المذيفة اتجاهها فاليوم الذي ستدرك فيه ذلك لن يكون بعيدا وحينها لن تسامحك ابدا "
لم يجبه وقرر الاحتفاظ بالمعركة الخاسرة التي تحدتم داخله لنفسه وتغير الموضوع باخر يستطيع ان يناقش فيه بانفاس حرة غير مكتومه تهدد بقتله
"اين كين انا لم اعد اراه كثيرا هذه الايام "
غير جو حدة صوته الي الهدوء وهو يجيبه حذرا
"موجود في مكان ما ، انه يعزل نفسه كما اعتاد ان يفعل "
لم تظهر علامات الاقتناع علي تعابير ميغيل وهذا اخبر جوشوا ان تحقيقا دقيقا علي وشك البدء معه
"من تكون فيونا "

لم يستطع جوشوا انكار التوتر الذي شعر به لكنه بالتأكد لن يخاطر و يدع القليل منه يطفح في سطح تعابيره ميغيل فطن لمثل هذه الامور و البتأكيد سيلحظ و ان فعل سيشك و ان شك سيعرف ان فيونا هي ذاتها كلارا التي كان لا ينام الليالي طوقا لرؤيتها ميته بعد ان قتلت ابنه الروحي ، تنهد بعمق وقاد الهدوء بكل طاقته اثناء رده عليه

"فتاة تجيد فنون القتال وجدها كين مناسبة لان تكون حارسة لفيرا بدلا عن ذلك المخنث ..نسيت اسمه ، انا لا اعرف خلفيتها بالكامل لكن لما انت مهتم بها حتي بت تسأل عنها "

قاطعه ميغيل ولم يكن قد ازال قناع التحقيق بعد

"و منذ متي وانت تدع اي شخصا يدخل عبر سور القصر اللعين دون ان تعرف ما كان لون ثياب امه الداخلية في الليلة التي حملت به فيها من ابيه ، ركز في عملك و دعك من مطاردة مؤخرة ابنتك اللعينة "

"ما اللعنة التي تقولها "

حاول جوشوا مقاطعته لكن ميغيل اكمل رغم عن ذلك

"اقول الحقيقة ، انت مفضوح جو علي الاقل امامي فلا شيء يفسر جلبك لها للقصر ومعاداتك المفاجئة لجونثان و ابيه مع اصرارك لفسخ العقد المنعقد بيننا لسنوات سوي انك بت تراها كأنثي لك الحق الاكبر في تكون لك او بمعني اخر القريب اولي من الغريب ،كن حذرا ما تفعله سيسبب لك الكثير من المتاعب التي لن تنتهي سوي بخسارتك لاحدي الفتاتين او كلاهما "

لعن جوشوا نفسه بغضب خنقه واضطر الي ارخاء ربطة عنقه ، هل بات مكشوفا لهذه الدرجة ، من عدم قدرته علي اخفاء الرغبة الحارقة التي تومض في عينيه حين يري سيلين امامه ، واللعينة لا تساعده اطلاقا في كبحبها بثيابها وتصرفاته حتي بات يحس ان تقصد اثارته وكأنها ترغب به بنفس القدر وتراه كرجل لعين وليس كأبيها

نفض الافكار التي قفزت الي مخيلته وبالطبع لم تكن تعجبه وهو يتخيلها عارية اسفله ، اللعنة لك جوشوا لا تكن قذرا لهذا الحد ، ليس سيلين اللعنة ناز تكون عمتها لا تتهور و تفسد كل شيء .

"انت تبالغ ميغيل ليس هناك شيئا من هذا القبيل في نفسي اتجاهها ،انا احب ناز و لن اخونها ليس و بالطبع ليس مع سيلين "

"لست مضطرا الي الكذب جوشوا ، علي الاقل لا تحاول ان تبرر لي فانا لست ملاكا من الاخلاق انا انبهك فقط واتمني ان تحسم امرك فانت بموقف مشابه لما انا فيه ولا اريدك ان تصل الي طريق مسدود لا تستطيع ان تعود منه الي بر الامان "

قطع ميغيل حديث وتنهد باغتضاب قبل ان يردف

"سحقا اتمني ان لا تنقل هذا العدوة الي كين ويضطر للاختيار بين فيرا وتلك العاهرة ، لكني اظنه اكثر حكمة و اخر شخص قد يورط نفسه في المتاعب مع امرأة اخري تدفعه لخراب بيته من اجلها "

اعتدل جوشوا في جلسته و لم يقاوم سؤاله الذي بان فيه قلقه الي حد كبير

"من تقصد "

اجابه ميغيل ساخرا

" وهل هناك ارأة غيرها وانا لا اعرف ، فيونا اعلم انه يتخذها عشيقة له ، لكن ما يثير استغرابي هو لما انت تدعمه في هذا ، اليست لديك غيرة لاختك فيرا ، ادرك انكما مختلفان منذ الازل لكن لا يعني ان تري زوجها ينتقص من حقها وانت تتسر عليه كين ظلمها كثيرا ومع ذلك قبلت ان تتزوجه ليس عدلا ان يكافئها بهذه الطريقة ال .."

قاطعه جوشوا ممتعضا قبل ان يكمل

"بربك ميغيل لا تلعب معي دور الواعظ الناصح ، كين حر في حياته ولن اتدخل و لقد قلتها بنفسك انها مجرد عاهرة سيتسلي بها يومان ويرمها ، اما فيرا فستكون دائما زوجته ، مادام انه لا يفعل شيئا في العلن كما اعتاد ان ان يفعل في السابق فقط كي لا يؤذي مشاعرها فلن اتدخل ابدا بينهما ، وانت تعرف طبيعته العنيدة ، لن يفعل شيئا الا حين يريد هو ذلك ولن يتوقف عن فعله الا حين يقرر هو ذلك ايضا "

اومئ له ميغيل متفها فلن يعرف احد طبيعة وسلوك كين اكثر منه

"حسنا كما تريد ، اظن ان الوقت قد حان لتذهب الي المطار طائرة ريكاردو ستصل الي ميكسكو بعد ساعة ابقي عيناك مفتوحتان فانا لا اثق في ذلك العجوز الخرف اطلاقا هو اخبث من ان ائتمنه بلا مراقبة هو و رجاله المخنثين ، وانا سأراجع ترتيبات اقامته في الفندق تحسبا لمنع اي خلايا من التسلل وافساد خططنا "

وقف جوشوا علي قدميه ليعدل سترته ومن ثم قال

"لست واثقا من ان كين سيحب هذا ان اكتشف وجودي هناك وما تحاول فعله انت فاوامره واضحة ، انا لا اريد ان اتلقي لكمة اخري منه خلال هذا الاسبوع "

اجابه ميغيل و هو يعود بعينيه الي الاوراق التي امامه

"ان تتلقي لكمة خير بالف مرة من لا تتلقاها الاسبوع القادم بسبب تواجد اللعين بتابوت ، هو متهور كعادته ويثق في القدر اكثر من اللزوم ، ان كان غوميز هنا لقال لك نفس الشيء ، لذا نفذه بفم مغلق ، لا تضيع الوقت اذهب الان "

اجابه باستسلام

"وهو كذلك ، اذا اراك مساءا "

غادر جوشوا المكتب و ترك خلفه ميغيل شارد الذهن وهو يتمعن النظر في هاتفه لدقائق و التردد يبرز جليا في ملامحه الجامدة حتي قرر وحسم امره بالتقاطه واختيار اسم صوفيا قبل ان يتصل بها ، و كعادتها انتظر حتي كاد ان نيقطع الجرس لولا ردها عليه باخر لحظه

"ماذا تريد "

اتاه صوتها الحاد ليجرح طبلة اذنه لكنه لم يمنع من ظهور ابتسامة طفيفة رسمت علي فمه وهو يتخيل شكلها الغاضب اثناء تلاوتها تلك الكلمات

"اعدي نفسك سأمر الي اسطحابك في الساعة السادسة "

سألته باختصار

"الي اين "

اجابها بعد فترة وهو يفكر في سبب يقنعها به غير السبب الرئيسي فحتما لن ترضي بمرافقته ان قاله لها الان و حين لم يجد قرر ترك الامر غامضا

"ستعرفين حين نصل "

لم تتردد في رفض اجابته

"اذن لن اذهب لا تتعب نفسك وتأتي ..."

صرخ بها قبل ان تغلق الخط في وجهه

"صوفيا انتظري سيكون كين هناك الا تريدين رؤيته والالتقاء به لتحدثيه بشأن سواريز ، لا تقولي لي انك نسيت التحدي الذي عقدتيه بيننا ام انك قرر الانسحاب قبل المحاولة حتي "

ما ان سمعت رده حتي صاحت به هي الاخري

" بالطبع لا ان كان اخي سيتواجد هناك فانا قادمة ، سأنتظرك عند الساعة السادسة لا تتأخر "

انهت جملتها واغلقت الاتصال دون سابق انزار في وجهه وهذا فعل ليس مسغربا قد تفعله صوفيا اتجاه ، لطالما كانت مسالمة ووديعة مع الجميع الا معه هو ، دائما ما تتصرف ضده بعداء فطري وترفضه بطريقة متتطرفة دون ان يذكر سببا واضحا وجيهها يدفعها لفعل ذلك لم يؤذها بيوم وحافظ علي مسافة بينهما و ربما فارق العمر بينهما كان هو السبب رغم انه لا يقدر بهذا الكبر فهو في الخامسة والثلاثين بينما هي في الثامنة والعشرين من عمرها ، ابتسم بسخرية وهو يتذكر هذه الحقيقة قبل ان يخاطب نفسه بجنون

"الثامنة والعشرين وعقلها لا يتعدي الثامنة لا اعلم اين كنت صوفيا حين وزع العقل علي البشر "

تسللت كلارا الي السطح واخذت تسترق النظر الي ليون الذي بدي في قمة سعادته و هو يلعب بالزورق علي حوض السباحة برفقة مربيته كساندرا وحارسه ماك و بالطبع لن تتجاهل فيرا التي استولت علي كرسي الاسترخاء و تتابعه من بعيد ،ليون محظوظ حقا بها لتواجدها بقربه ،تتسائل كيف ستكون ردت فعلها حين ينتهي الوقت الذي حدده كين ،لقد عانت في حياتها بالماضي و يبدو ان مستقبلها لن يكون اكثر اشراقا فحين ترحل من هنا عليها ان تسلب منها اكثر شخصين تحبهما حياة كين و ابنها ليون ،أسفة فيرا لكن لن اختار سعادتك و اخسر سعادتي في المقابل فالحياة علمتني ان اكون انانية في كل تفصيل يخص حياتي.
تنهدت بانزعاج تبدد ما ان سمعت صوت خطوات تقترب منها التفتت لتجد ان القادمة اتجاهها هي سيلين مدت لها هاتف قائلة
"انه في الخط "
وضت السماعة علي اذنها وهي تعرف ان كين هو من سيحدثها وهذا بالضبط ما حدث
"مالذي تفعلينه في السطح "
اتاها صوته الخشن متجهما بطريقة انتصبت بها كل شعيرة في جسدها قبل ان ترد عليه حذرة
"لا شيء افعله بالاسفل عادة انتظر هنا حين تكون فيرا مشغولة مع ليون "
انتظرت لدقيقة لم تسمع فيها صوته حتي سألها بغرابة
"هل الخدم يضاقونك بشيء "
بل يحولون حياتي الي جحيم من نظراتهم الفضولية والرافضة لوجودي بصريح العبارة تبا لهم .
تنفست بعمق لتبعد كل هذه الافكار عن مخيلتها و تجبر لسانها علي انكارها حتي اخر حرف
"لا ،انا فقط انفذ اومرك ،لا اختلط باحد كما قلت لي "
"فهمت ، بعد ساعة من الان ستغادرين القصر و تحضرين الي العنوان الذي سأرسله لك ،لا تتأخري .."
قاطعته وهي تصيح به
"و لكن كيف سأغارد قبل انتهاء دوامي ما الذي سأقوله ليس لدي شيء احتج به"
قاطعها بنبرة ساخرة لم تفهم مناسبتها الا حين قال لها
"بلي لديك اخبريها انك تعانين من اعراض الدورة الشهرية مثلا "
صحيح هي لا تستطيع رؤيت شكلها الان لكن بالتأكيد خداها محمران حد التوهج ،ربما هذا الشيء الوحيد الذي لايزال يمس حيائها بطريقة مباشرة
و ظهر هذا جليا لي ردها الضعيف
"سأتصرف "
هذا ما قالته قبل ان تغلق الاتصال دون ان تسمع حرفا اخر منه ومن ثم مددت الهاتف الي سيلين
"خذي "
تأملت سيلين تعابيرها لفترة بابتسامة جانبية حتي قررت ان ترد عليها قائلة
"انه هاتفك ،يبدو ان القدر دائما يجعلني العب دور الحمام الزاجل في عملية ايصال هواتفك الجديدة ،سأعود الي غرفتي فاللعين سيلحق بي ان لم اعد بسرعة ،اراك في وقت لاحق او غدا علي ما يبدو"
اختفت سيلين اسفل السلم بينما استغرقت كلارا النصف ساعة التالية في التفكير بعذر قد تقوله الي فيرا تسمح لها من اجله بالرحيل قبل الساعة التاسعة حتي نزلت الي الحديقة لتجد فيرا قد استعدت للنهوض
"فيونا اين كنت سأحب ان قررت الانضمام الي "
ردت عليها بنبرة مستضعفة علها تساعدها
"انا في الحقيقة اتيت لاستئذنك ان كان بمكاني اخذ باقي اليوم ايجازة"
سألتها فيرا بقلق
"هل هناك خطبا ما بك اعني هل تحتاجين لشيء "
هزت رأسها نفيا
"لا انه فقط .."
لم تجد عذرا تستطيع قوله لها وكم لعنت خيالهم الذي لم يسعفها بشيء حتي سمعت فيرا تردف
"لا عليك ان كان الامر خاصا لن الزمك بذكره ،حسنا اذهبي لن اعطلك اكثر و ان كنت بحاجة لائ شيء فاعلميني "
اومئت لها بامتنان
"شكرا لك سنيورا "
اكتفت بقولها ذلك قبل ان تبتعد بسرعة نحو البوابة و هناك استغلت سيارة اجري و لم تكن حقا تعرف الي اين ستتجه لولا وصول رسالة لهاتفها تحمل العنوان و لم يكن الا الفندق الذي اقيم عليه الحفل قبل اسبوعان،حين وصلت دخلت الي ردته و انطلقت الي مكتب الاستقبال و هناك تعرفت عليها الفتاة دون ان تضطر الي تقديم نفسها قائلة
"سنيورا فيونا اسمث تفضلي معي من هنا رجاءا "
خرجت الفتاة من خلف مكتبها وقادتها نحو ممر ختم بمصعد خاص قادهم الي احد طوابق الفندق العشرون حيث فتح بابه مباشرة علي جناح تستطيع اعطائه لقب قصر بدون مبالغة فقد حوي كل شيء قد تحتاجه او تفكر فيه ، وقفت بوسطه لتسأل المضيفة مستفسرة
"متي سيأتي السنيور الي هنا "
اجابتها بسرعة
"انه بالفعل هنا سنيورا ،اتمني لك اوقات سعيده طاب نهارك "
انهت المضيفة قولها بايمائة بسيطة من رأسها قبل ان تستدير و تعود ادراجها و هنا احست كلارا بالضياع فلم تكن تدري من اين تبدأ بحثها عنه حتي اختارت الدخول من اول باب صادفها لتجد خلفها غرفة نوم اوقفها صوت الدش الرنان فيها جلست علي الاريكة الملتصقة بالسرير لدقائق قضتها في تأمل ديكور الغرفة حتي سمعت صوت كين يخاطبها قائلا
"كيارا ان كنت انت فتعالي الي هنا "
تنهدت بانزعاج قبل ان تشرع في تنفيذ اوامره و تعدو اتجاه الحمام الذي صدر منه صوته ، وقفت خلف بابه لتقول له بامتعاض
"ماذا تريد "
مضت دقيقة عليها و لم تسمع ردا حتي فتح الباب فجأة علي مصرعيه و ظهر خلفه عاري تقريبا لا يستره سوي منشفه لفها حول خصره وكان الماء لايزال يجري علي صدره و يقطر بغزارة من اطراف شعره المبتل ،اشاحت بصرها سريعا عنه فلن تستطيع انكار حقيقة انه يبدو كرجل يحرك بها الجانب العاهر من شخصيتها و الذي لن تسمح له بالاستيقاظ ابداً.
انتظرته حتي يحدثها و يخبرها بما يريد رغم علمها المسبق به ، الا انه قرر الانتقال الي التطبيق العملي من فوره ، مد يده اتجاهها حتي حاوطت خصرها و شرع في سحبها ناحيته ببطيء تناقض تماما مع دقات قلب كلارا التي تضاعفت من فرط التوتر ، و ما ان اصبحت معه داخل الحمام حتي اغلق الباب و دفعها لتسند ظهرها عليه مقلصا المسافة التي تفصلهما الي اللاشيء ، تحسس ذقنها باصابعه و أخذت عيناه تراقب كل رمشة و كل اتجاه تسلكه عيناها سعيا للهرب منه خلال الثواني التي اخذها في التقريب بين شفتيهما، الي ان اغمضتهما بقوة و ترقبت خطوته التالية بانفاس بات من الصعب عليها المحافظة علي نمطها الطبيعي حتي انعدمت تماما ما ان التقط شفتيها و اخذ يقبلها برقة جعلتها تأن رغم عنها والسماء وحدها تعلم ان كانت قد بادلته في لحظة ما ، كم كرهت نفسها في تلك اللحظة في حين قابلها كين بابتسامة طفيفة قطعها و هو يردد بصوت خافت زامنه مع تحسس خدها بلطف
"لما كنت تبكين كيارا مالشيء الذي ازعجك "
فتحت عينيها بسرعة و رمقته بقلق استطاع ان يميزه بسرعة علي تعابيرها ،وهنا اختارت الكذب دون تردد
"و لما سأفعل ، هل يوجود شيء بات يستطيع جعلي ابكي من اجله "
تأملها لوهلة قبل ان يقول لها
"لا اعرف لذا اسألك الان ،واريد ان احصل علي ايجابة صادقة له "
اعطاها رده بعض الامان الذي تشبثت به بكل قوتها حين القت عليه كذبتها التالية والتي حملت كما كبيرا من الحقيقة في آن واحد
"تذكرت عائلتي التي قتلتها "
تعلم انه يحس بشيء وان واصلت الانكار ستكشف ذاتها لا اكثر لذا قالت له ما قالت ولا شيء تفعله الان سوي الانتظار و رؤيت ان سري عليه التبرير، انعدم رده لبعض الوقت الذي مر عليها كسنوات خائفة و تتمني ان لا يكون قد كشف امر سلفيا الذي لم تتحقق من صدقه بعد حتي حصلت عليه في النهاية بنبرة ساخرة
"جيد ،هذا شيء مبشر بان كيارا هي من بدأت تسيطر من جديد "
انهي جملته هذه و تجاهلت هي الرد عليه حتي شرع في تجريدها من ثيابها لم تعترض ولم تقل له حرفا فقط وقفت كالصنم حتي تخلص من اخر قطعة ثياب كانت ترتديها لكن برودها ذاك لم يستمر طويلا ،ما ان رأته يلمس منشفته و ينتزعها حتي اشاحت بوجهها بعيدا في حين تلونت خداها بحمرة منبعها الخجل الذي لن تستطيع انكاره ،
و رغم عدم مقدرتها علي رؤيته لكنها تبصم باصابعها العشرة انه يبتسم ساخرا منها و هذا ما كان يحدث بالفعل الي ان صرخت باسمه لا ارديا ما ان احست به ينتشلها عن الارض ويحملها بين ذراعيه
"كين .."
قاطعها من فوره و هو يدخل الي حوض الاستحمام
"سنستحم معا ليس الا لازلت احترم رغبتك في عدم لمسك "
كادت ان تضحك وهي تسمع تعليقه
"لا ادري من اللعين الذي اخبرك ان المعاشرة تعني فقط اتصال الاجهزة الجنسية مع بعضها "
نام علي الحوض الذي قام بملئه مسبقا بالماء والصابون و من ثم تركها تسترخي علي كامل جسده و هنا فرغ للرد عليها
"اذا اخبريني كيف تكون ما دام لك خبرة واسعة في هذا المجال كيارا"
تنهدت بانزعاج من نفسها التي جرتها الي حديث كريه كهذا ليزيد من سخطها للوضع الذي تعيشه اضعافا ومع ذلك وجدت نفسها ترد عليه
"انها اعمق بكثير من كونها رغبة جسدية بحته ،بمثابة ايصال معني احبك بالاحساس عوضا عن فمك ،شعوري مع بيتر في الماضي لا استطيع مقارنته باي شكل كان مع احساسي الان مع... "
صمتت لوهلة حين رأت يده التي تقبض علي حافة الحوض بقوة اظهرت كل العروق المدسوسة بها لتعبر عن كم عظيم من الغضب الذي بات ينهش دواخله ،و هنا علمت انها تخطت احد الخطوط الحمراء التي قالها لها
"لن اذكر اسمه مرة اخري "
رددتها بصوت خافت دون ان تعرف سبب قولها ذاك ،ولم تكن علي شجاعة كافية حتي تلتف نحوه وتري تعابير وجهه التي بالتأكيد ستكون مخيفة
مرت الدقائق التالية في صمت حذر لم يحدثها بحرف ولم تكن حرفيا تشعر بأنفاسه حتي احست بحركت ذراعه التي قبضت علي خصرها بقوة ومن ثم وقف علي قدميه و هو يحملها ،افلتها ما ان لامست قدماها قاع الحوض ليتمكن من سحب الدش وغسل رغوة الصابون العالقة بجسده فقط قبل ان يغادر الحمام تاركا كلارا حائرة لبعض الوقت ،و بما انه لا يوجود شيء تفعله هنا سحبت روب الاستحمام بدورها و خرجت الي الغرفة بحثت عنه بنظرها وحين لم تجده توجهت نحو الفراش الذي بدي مغريا بشكل كبير لكن قبل ان تلامس اناملها غطاء السرير ظهر كين من حيث لا تدري ،امسك بخصرها و اداره جابرا بذلك بقية جسدها علي الالتفاف نحوه ،و من دون ان تفهم ما حدث و جدت نفسها تشاركه في قبلة عنيفة بدأها وهي واقفه علي قدميها و انهاها وهي نائمة اسفله علي الفراش تعافر لان تتخلص من وزن جسده الذي حطمها بلا شك ،ابعد شفتيه لمقدار انش واحد سامحا لها باستشناق بعض الهواء الذي بدي ثمينا لحظتها ، غرقت في عينيه و هي تحاول ان تفهم معني نظراته الغامضة التي كانت تقول الكثير لها لكن هي لم تستطع فهم ولا رسالة واحدة منها الي ان تمتم لها بصوت خشن خال من الحدة بشكل غريب
"مادمت معي هو ليس له وجود ،لا تذكري اسمه كيارا ،لا تصعبي الامر وتعقديه اكثر مما هو عليه "
هي حقا باتت تشعر بالفضول لتعرف كيف يتغلب كين علي فكرة انها كانت زوجة ابنه الذي قتلته و مع ذلك لا يجد حرجا في مضاجعتها واتخاذها كعشيقته ،ان كان يحبه فمحال ان يهزم ذكراه بلمسه زوجته و كأن شيء لم يحدث في الماضي قاده الي تدمير حياتها و تحويلها الي وحش يريد تحطيمه الان .
"لما كل هذا التناقض كين ،انا لا استطيع ان افمهك"
لم تشعر الا وبلسانها ينطق الكلمات التي ضجت في عقلها بلا اجابة منذ ان التقته
،لتحصل علي ايجابتها فورا
"لا تفهميني لست مضطرة الي فعل ذلك فقط لا تفعلي ما امنعك منه كلها شهران ونصف تحمليها وكوني عشيقة جيدة كيارا ،انا لا اطلب منك الكثير في مقابل ما ستحصلين عليه لاحقا "
فكرت كلارا في ما قاله لثواني و وجدت انه علي حق ،لكن في المقابل كان هذا هو مصدر جميع تساؤلاتها وحيرتها نحوه ،لما يتساهل معها ، لما يريد التخلي عن حياته من اجل ان تحصل هي علي نهاية كانت لا تجريء علي طلب رؤيتها في احلامها حتي ،بامكانه قتلها اذا شاء او تعذبيها ،الانتقام منها و معاقبتها علي قتل ابنه الحقير دون ان يبذل مجهودا يذكر او يخسر شيئا مما يملكه حاليا ، اذا لما يتقاضي عن كل ذلك ،انه لامر غير منطقي ولا يستطيع عقلها حله و ايجاد تفسير واضح له
"حسنا ابتعد الان "
حاولت دفعه بعيدا عنها وهي تعلم انها لن تنجح متجاهلة التعقيب علي ما قاله بصوت مسموع ،و هو جاراها في ذلك
"لا اريد من حقي ان اقبلك كيارا "
نظرت اليه باستياء لمده من الوقت حتي اختفت قدرتها علي رؤيته واضرت الي اغلاق عينيها طوال الفترة التي قضاها في تقبيلها بلطف ،لن تنكر رغبتها التي اثيرت في لحظات تدعوها لمبادلته لكن لتلعنها السماء ان سمحت لها بالتأثير عليها ونيل ما تريده.
حتي انتقل الي عنقها و هناك بدأت تحس بالخطر حين ادخل اصابعه بين فخذيها وبدأ في مباعدتهما والاستحواذ علي المسافة التي بينهما ولم يكن يفصله شيء عن انوثتها سوي بنطاله الذي ارتداه وستحل مشكلته بفتح سحابه فقط
"كين ماذا تفعل "
لم يجبها فقد كان في عالم اخر غير الذي تعيش فيه واحست بحقيقة انه اقرب ما يكون لفقد السيطرة علي نفسه ،انتقل بسرعة لاتجاه بطنها بشفتيه نزولا الي ما بين ساقيها ارادت ضمها معا لكن قوة ذراعيه التي امسكت بفخذيها كانت اقوي من ان تنجح في تحريكهما لانش عكس الاتجاه الذي يضغط عليه
وفي اللحظة التي لامست شفتيه انوثنتها ارتعش جسدها بعنف و انتقلت حرفيا الي مكان اخر غير الواقع الذي تعيش فيه وهنا صرخت به مستنجدة باخر وعي لها عله يبتعد عنها
"اه كين دعني "
حاولت الزحف بعيدا عنه ودفع رأسه المدفون اسفلها لكنها فشلت و بدلا عن ذلك زادت الطين بله فقد كثف التصاقه ومداعبته لها بطريقة انستها و لاول مرة حقيقة من يكون ،دفنت حقدها اتجاه و مبادئها لعشرة دقائق كما دفنت اناملها بغطاء السرير و هي تحاول تحمل لذة قادتها الي حافة الجنون ،حتي فقدت عقلها كليا وحلقت في كوكب اخر و هي تصرخ بصوت عبر الابواب المغلقة مع اول رعشة تحصل عليها منذ سنوات و التي تكون في المرتبة الثانية في حياتها باسرها فالاولي سببها بيتر و الثانية ابيه سحقا كم يبدو الوضع شاذ وكريه
،انهار جسدها و لم تقوي علي تحريك انمله من يدها ليتسارع ثقل جفنيها في التعاظم حتي تمكن من غلقهما معا بعد ثوان معدودة استغرق عقلها نصفها فقط ليطفي نوره في ظلام استمر لساعات تاليه جاعلا اياها تنام دون دون ان تشعر بنفسها.
تطلب الامر من كين عدة دقائق حتي استعاد وعيه واستطاع ضبط رغبته في اخذها وهي نائمة دون ان يعطي اعتبارا ليء شيء وسحقا لجميع خططه اللعينة بشأنها ،زحف للخلف ومن ثم رمي نفسه بالقرب من جسدها يراقب كل نفس تتنفسه ،مد اصابعه ليزيح خصلات الشعر عن وجهها وهو يردد بصوت خافت
"كم انت جميلة كيارا ،لدرجة انني لا استطيع ان امنح قصتنا سوي عنوان الجميله و الوحش "

ترجلت صوفيا عن السيارة التي اقلتها وقفت عندها لبعض الوقت تتفقد اناقة فستانها كما اعتادت ان تفعل عادة وهذا شغلها عن رؤيت ميغيل الذي اقترب منها حتي وقف علي بعد متر واحد عنها وحينها فقط لمحته يرمقها في المقابل بنظرات غامضة
"لقد تأخرت "
قالها بنبرة عادية وهو يرمق ساعته
"لم اتعمد هذا ،كانت زحمة السير خانقة ،اخبرني الان اين اخي "
ابتسم بخبث وهو يلتفت نحو المطعم
"بعد ان نأكل اولا هيا بنا "
ابرز لها ذراعه في دعوة لان تمسك به لكنها و كما توقع عاندته بسيرها امامه غير مكترثة الي الضيق الذي ابداه في تعابيره ،حتي لحق بها عند بوابة المطعم و هناك امسك بيدها غصبا عنها وجرها لتسير محاذاته ،لم يكن امامها خيار غير ادعاء الابتسام فالانظار كلها اتجهت نحوهما و كم ازعجها ان غالبيتهم نساء بشكل غريب .
جلسا علي الطاولة التي وضعت في ركن المطعم بمكان هاديء لا تصل اليه سوي صوت الموسيقي الهادئة ،سحب لها ميغيل الكرسي لتجلس و هي لم تعترض فقد اخذت تتأمل المكان الذي يحفها باهتمام كسره سؤاله هو يمسك بقائمة الطعام
"هل اعجبك المكان "
اعطت رأيها الصريح وهي تمسك بالكأس الذي ملئه لها النادل منذ لحظات
"اجل لقد اعجبني لكن بالطبع ليس وانا برفقتك "
تجاهل الرد علي السكين التي تعمدت جرحه بها وقرر تجميد غضبه الي وقت لاحق فالسهرة لا تزال في اولها
اخبر النادل باحضار اصناف متنوعة من الطعام دون ان يستشيرها حتي ،وكانت ستقوم بانشاء حرب من اجل هذا لولا انه و علي نحو غريب آخر اختار الاكل المفضل لها والذي كانت ستطلبه علي ايت حال لذا ظلت ترشف من كأسها معتمدة الصمت الذي كره ميغيل الي ان كسر بصوت امرأة اقتربت منه متخطية صوفيا التي رمقتها باستغراب وهي تقيم ثوبها القصير وقوامها الرشيق بطريقة ملفته
"لا اصدق عيناي ميغيل هنا "
بدت تعابيره تتحول للين وهو يقف قبل ان يقبل يدها بكل رقي
"ماشا لقد مر وقت طويل منذ اخر مرة اللتقينا "
من اسمها عرفت انها تلك الفتاة المقصودة في مذاكراته حين وقعت في يدها قبل سنتين ووصفه الدقيق لها
"'شعر اسود كليله خالية من القمر ، بشرة خمرية وكأنها خطفت لونها من ازار الشمس و وهج الغروب ، عينان زرقاوتان كسماء النهار عميقتان كمجرة مليئة بالعوالم التي لطالما ضاع بين نجومها و كواكبها ،متاهة لايحب ان يجد طريق الخروج فيها ، هي كون خلق من اجلي احبه و اعشق كل شبر فيه .
لا تعلم لم تذكر ما قرأته بكل هذا الوضوح رغم ان الامر مر عليه سنوات تعد باصابع اليدين،تنهدت بامتعاض و هي تري الحوار الحار الذي يدور بينهما و بذات الوقت كانت غاضبة من تجاهلها و كأنها غير موجودة حتي انس وحدتها النادل الذي احضر الطعام لها و هنا افرغت كل ضيقها و اخذت تلتهم كل ما وضع امامها دون ان تترك مجالا لسلوك آداب الطعام بالتدخل فيما تفعله حتي صعقت فجأة بسماعها صوت ماشا الساخر و هي تعقب عليها
"حبيبي لا تقل انك اصبحت مهوسا بالنحافة لدرجة قادتك الي تجويعها بهذا الشكل الفظيع ،يا حرام انظر اليها كم هي مفجوعه علي تناوله بنفس منقطع "
لم تحس صوفيا في حياتها ان علي رغبة باقتلاع رأس احدهم كما تفعل الان ، علق الطعام في حلقها و لم تكترث حتي لتوقف انفاسها فقط قبضت علي سكين طعامها بقوة و كانت علي عزم لتمزيق عنق الساقطة لولا امساك ميغيل لها و هنا بدأت تعافر لان تتخلص منه للنيل منها في البداية الي ان تحول الي قتال من اجل البقاء فقد كانت تختنق بحق و حقيقة
اضطر ميغيل الي ضربها بقوة علي ظهرها عدت مرات قبل ان تتمكن من اخراج ما علق بحلقها ليسألها قلقاً
"صوفيا هل انت بخير "
نظرت اليه بشعر مثعث و جهه طبعت فيه بعض البقع الحمراء من احمر شفاها و هنا صرخت به
"ابتعد عني "
تراجعت ماشا للخلف فهي ادركت انها ستكون ضحية لاظافرها ان استمرت في الوقف هنا طويلا
"حسنا ،سأترككما تكملان عشائكما ،اراك في وقت لاحق حبيبي"
ارسلت له قبله في الهواء تمكنت من استفزاز صوفيا بطريقة جعلتها تشك في الدافع الحقيقي خلف ما تفلعه ان كان من جراء اهانتها لها ام من شيء اخر ،و لأن الخيار الثاني كان اخر ما تتمني حدوثه اعتدلت في وقفتها و ابعدت عنها ذراع ميغيل التي ظلت تلامس خصرها
"انا بخير ،يمكنك اللحاق بها ان شئت و انا ساحاول التهام طعامي في تلك الاثناء قبل ان تحرمني اكله طوال الاسبوع او شهر لعين من يعرف ....، اه مريضه "
ضحك ميغيل باستهزاء اغضب صوفيا حد الجحيم
"لا تأخذي علي خاطرك ماشا تحب المزاح بالتأكيد هي لم تقصد اهانتك"
دفعت كرسيها لتجلس عليه بذل كرهته و هي تري الفوضي التي احدثتها علي طاولة العشاء
"اراك تكاد تموت وانت تدافع عنها ،اغرب عن وجهي ميغيل ودعني اكل بسلام "
تجاهلها تماما و جلس في مقعده من جديد
"اتيت معك لذا سأبقي حتي ينتهي العشاء وبعدها سأخذك الي اخاك "
وضعت المعلقة التي لم تكن تنوي ايصالها الي فمها من الاساس
"لقد شبعت دعنا نغادر الي حيث يوجود كين "
ابتسم ساخرا وهو يحمل سكين و شوكه قائلا
"لكنني لم ابدأ بعد انتظريني حتي افرق او تناولي حلوي اليقطين انت تحبينها "
لم ترد عليه و قررت تجاهله بالكامل لكن ذلك لم يدم طويلا فسرعان ما ذكرها عقلها بساقطته و هنا سألته
"منذ متي و انت تعرفها "
رغم علمها المسبق بالايجابة لكن ام تجد حرجا في اتخاذها كذريعة تمكنها من التعمق اكثر في التفاصيل التي حتي اللحظة لا تعلم فيما تحتاجها ولم تهمها من الاساس ،سحقا لك صوفيا
"منذ عشرة سنوات فقط كي لا تظني انها عشيقتي الان "
هزت كتفها باستنكار وهي تصيح به
"و ما يهمني ان كانت عشيقتك او خلافه انت لا تعني لي شيئا حتي اتأثر بها "
لسانها يقول عكس ما تشعر به حقيقة ذاك الضيق الذي خنقها لسبب تجهله ،مما انت مستاءة صوفيا لايمكن ان يكون بسبب ميغيل انه لا شيء في حياتك الامر متعلق فقط بسواريز و لقائك بكين ومما يسببه لك ذلك من توتر ،نعم هذا هو السبب الوحيد لا تحاولي ايجاد مبررات اخري لا وجود لها
"بالطبع لن يهمك "
وبعد كل هذه المحاضرة في تأنيب نفسها لم تنجح في كبت فضولها الذي قال له
"بالتأكيد لن يهمني انا فقط اريد ان اعرف من اين تأتي باشخاص و قحين مثلك حتي اتجنب الذهاب الي تلك الامكان "
لم تبدو علي تعابيره بوادر انزعاج منها بل بالعكس تماما ،فقد حافظ علي بروده الساخر و هو يتلذذ بكل قطعة يتذوقها من لحم الغزال المدخن الذي طلبه لنفسه حتي سمح لنفسه بالرد عليها ببرود
"اي كان ذاك المكان فلن يكون اسواء من الذي اتيتِ انتِ منه لدرجة ان كلمة و قاحة اصبحت لا تناسبك و تقلل من قدر تصرفاتك الخرقاء و الحمقاء في اغلب الاحيان "
لما ينجح اللعين دائما في استفزاز دواخلها بهذا الشكل الفاضح الذي لا تستطيع اخفائها او منعه من الظهور علي تعابير وجهها في حين يتقلد هو عرش الجليد الذي يعدم من خلاله انفعاله و كأن شيء لم يكن
"وغد ، حقير "
اكتفت بشتمه بصوت خافت لم يمنع وصول كلماتها اليه وهو ادعي عدم سماعها حتي انهي تناول طعامه و هنا سألها
"مالذي تنوين قوله لكين "
لا اعرف ،هذا ردها الصريح الذي لن تسمح له بان يري النور ابدا
"لا دخل لك "
قاطعها بسرعة
"بلي لي دخل اي حماقة قد ترتكبينها سيكون ثمنها رأس سواريز "
صاحت به مستئزة
"بربك ميغيل كف عن التمثيل امامي و كأن كي يهمك بشيء اصلا المشكلة التي وقع فيها انت اساسها فلا تحاول تضلليلي انت مكشوف تماما بالنسبة لي "
ليته لو يستطيع اخبارها عن نوايا سواريز اتجاهها وانه لم يجد حرجا في تبديلها مئة مليون تكفل له حياته للعشر سنوات القادمة في بداية تفاوضه معه ،ان لم يكن كين يراقب كل حسابات البنوك الخاصة بهم لرماه بها وجعله يغادر لكن الطمع اعمي بصيرته و اصبح اكثر تطلبا الان حتي باتت صوفيا احدي الاشياء التي ينوي التضحية بها في سبيل عودته الي القصر كالسابق وهذا شيء لن يسمح بحدوثه هينا وعلي طبق من ذهب وسيعمل علي ان يجد طريقة تجنبه فقد احدهما حتي وان كانت مستحيلة لذا رد عليها بنبرة غليظة عبرت عن اختناقه الذي اجبره لحل عقدة عنقه
"انت لا تعرفين شيئا عني صوفيا لذا اياك ان تحكمي علي ما ترينه ليس سوي قشرة تحاولين الصاقها بي وتصديقها ،افتحي عينيك جيدا و سترين الحقيقة حينها هذا كل ما استطيع قوله لك الان واتمني ان تجدي حبل نجاتك قبل فوات الاوان ، هيا انهضي سأخذك الي حيث يوجد اخاك "
لم تملك ردا علي ما قاله لذا وقفت في صمت امتد معها حتي بعد صعودها الي سيارته و انطلاقه بها عبر شوراع المدينة المظلمة حتي وصلا الي الفندق الذي تعرفت عليه منذ اول وهلة
"هل اخي متواجد هنا "
تطلب الامر منه دقيقة قبل ان يجيبها بنبرة غامضة
"اجل ، دعينا ندخل "
ترجلت عن السيارة وسارت محاذاته الي داخل الفندق حتي وصلا الي احد المصعد لزم ميغيل الصمت ولم ينطق بحرف الا بعد وصولهما الي وجهتهما المتمثلة في جناح خاص لن يجرء علي ارتياده سوي من يملك في حسابه اكثر من مليون دولار علي الاقل
اغلق ميغيل الباب وهنا سألته صوفيا
"اين كين انا لا اره "
بدت نظراته غريبة الي حد لعبت بمعدل توترها خاصة بعد ان اقترب منها وبدأ في التربيت علي خدها
"ميغيل ،ماذا هناك هل حدث لاخي شيء ما "
هز رأسه نفيا ليطمئنها قبل ان يجيبها
"لا هو بخير و سينتظرك في جناحه"
زمت حاجبيها بتعجب
"اليس هذا جناحه"
"لا ليس هو "
صاحت به بحده
" ،مالذي نفعله هنا اذا من سأقابل ان كان اخي ليس موجودا "
"ستقابلينني أنا "
التفتت صوفيا نحو مصدر الصوت الذي تعرفت علي صاحبه دون جهد يذكر كيف ولا وهو صوت ابيها ،التفتت نحوه بتعابير لا تفسر وهي تراه وجها لوجه لاول مرة منذ عشرة سنوات مضت ، لم تستطع منع حشرجت صوتها وهي تلفت لتسأل ميغيل
"لما كذبت علي انا لا اريد رؤيته وانت تعرف ذلك "
"صوفيا ابنتي لما تقولين ذلك انا ابيك الم تشتاقي الي ام ان المخنث اخاك ..."
قاطعه ميغيل قبل ان يكمل
" ريكاردو ،انتبه الي الفاظك ان اردت لهذا اللقاء أن يستمر للدقيقة القادمة "
رغم الغيظ الذي ظهر علي ملامح ريكاردو لكنه اختار تقلد الصبر والرد بتهذيب احتقره
"اتركني معها لوحدنا "
رفض عرضه علي الفور
"هذا ان يحدث سابقي هنا ..."
قاطعته صرخت صوفيا بهما
"اصمتا لا تتحدثا عني وكأني شيء تملكانه من اللعين الذي قال لكما اني احب الموقف الذي وضعتماني فيه ،ميغيل من اعطاك الحق لترتب لي موعدا مع هذا الوحش الذي لا ارغب في رؤيته وانت تعرف كما هو هو يعرف ذلك جيدا "
اقترب منها ريكاردو بسرعة و هو يحاول تهدئتها
"صوفيا ،لقد مرت عشر سنوات لعينة هل حقا حتي اللحظة انت لا تريدين الصفح عني لما انت قاسية اتجاهي بهذا الشكل بالتأكيد اللعين كين..."
قاطعته بحده
"لا تذكر اسمه علي لسانك ،لن اسمح لك بان تقلل من شأن اخي ، نعم صحيح مرت عشرة سنوات لكنك لا تزال ذات الوحش الذي تركته و ربما ازداد قسوة "
لم يستطع ريكاردو اخفاء الاحباط الذي ارهق ملامحه قبل ان يجيبها بنبرة مهزوزة
"اذا لازلت تصدقين اكاذبيه بشأني ،انا ظننت ان عشرة سنوات كفيلة باذابة الجليد الذي تكتل في المكان المخصص لي بقلبك لكني اخطأت التقدير "
اجابته بحرقه لم تطفئها دموعها التي غطت خديها
"انها حقائق وليست اكاذيب ،انت دائما ستبقي الوغد الحقير الذي قتل امي و حاول تصفية اخي ،و اعلم انني اكرهك و هذا الشعور لن يتغير اتجاهك ابدا عش مع هذا الواقع و مت في اليوم الف مرة هذا هو عقابك الذي تستحقه لجرائمك ، لا تحاول ان تريني وجهك مرة اخري فانت تصيبني بالغثيان كلما نظرت اليك "
امسكت ذراع ميغيل و تشبثت به كقشة تأمل ان تمنعها من الغرق و تشفق علي ريكاردو الذي بدي يحتضر وهو حي
" خذني من هنا قبل ان ارتكب جريمة بحقه "
لم يكن ريكاردو في وضع يسمح له بالرد فقد بدت الصدمة فاشية علي وعيه ما يعني ان صوفيا ستمكث وقتا اطول من الذي قد تحتمله ، و لهذا سارع ميغيل في تلبيه طلبها علي الفور
"حسنا كما تريدين "
قادها بسرعة خارج الغرفة و لم تستطع صوفيا ادعاء التماسك المزيف الذي انهار ما ان اغلق باب المصعد و هنا انفجرت باكية بضعف كره ميغيل رؤيته في عينيها ربما فكرة جمعهما معا اسوء شيء فعله بحقها ،اقترب منها و جذبها لتبكي علي كتفه و يبدو انها لم تكن تمانع ذلك فلن تنكر ان الامر اراحها واعطاها بعض الامان والدفيء اللازم لتستعيد رباط جئشها وحينها فقط ابتعدت عنه و هي تمتم
" اوصلني الي القصر من فضلك"
سألها ليتأكد منها
"الا تريدين مقابلة كين "
هزت رأسها نفيا قبل ان تقول له
"لا لست قادرة علي ذلك ارجوك ..انا .."
تعثرت كلماتها و انفجرت باكية مرة اخري و لم يجد ميغيل نفسه الا و هو يحتضنها مرة اخر و لكن هذه المرة كانت اكثر عمقا من الاولي لدرجة ان اظافر صوفيا اخترقت جلده وتمكنت من جرحه ، بكت بحرقة احتواها بدون تذمر رغم طول الساعات التي اخذتها حتي تهديء و تنام دون شعور منها بين ذراعيه ،حملها بعد تحريره للمصعد الذي اوقفه ما ان دخلا اليه ومن ثم اختار اقرب غرفة صادفته و وضعها علي الفراش ، عدل ثيابها وتأمل ملامحها الحزينة قبل ان يجبر نفسه علي تركها والذهاب الي الشرفة لاجراء اتصال بكين
"كيف حالها "
سأله ما ان فتح الخط ليرد عليه ميغيل و هو يلعنه
"ليست بخير اللعنة من اين اتيت بفكرة لقائها له "
تنهدت كين بانزعاج
"كنت مجبرا انت تعرف ذلك "
قاطعه بحده
"لا لست مجبرا مالذي يدفعك الي الانصياع لشروطه و هو الاضعف بيننا ، ما اللعنة التي تخفيانها انت جوشوا بحق الجحيم ، ما تفعله غير منطقي بالنسبة لي ،الا ان نسيت ان ذاك المخنث كان سببا في قتل نصف عائلتنا ومن ضمنهم والدك و امك "
من انفاس كين الحارقة التي تصاعدت علم ميغيل ان لمس وترا حساسا قد يكون سببا في قتله لاحقا
"لن انسي و ان لم يكن اللعين ابا لصوفيا واحدي شروطها للعيش معي تركه حيا لجعلته عظة و عبرة للبشرية منذ زمن بعيد ،ابقي معها و لا تتركها لوحدها تعرف حساسية الموضوع بالنسبة لها"
قلل ميغيل من حدة صوته لكن هذا لم يمنعه اختيار كلمات غير لطيفية
"بلي اعرف و لهذا اعترضت علي اللعنة التي حدثت لكن لعين لم تستمع الي كعادتك "
تجاهل كين التعقيب عليه و قرر انهاء الاتصال بقوله
"سأمر عليها صباحا اعتني بها "

اغلق كين الاتصال ووضع هاتفه جانبا قبل ان يدلف الي الغرفة ويقف في منتصفها يرمق كلارا التي لاتزال نائمة من ست ساعات ، اقترب منها وانحي لدرجة مكنته من الشعور بانفاسها وهي تلامس انفه ، لم يقاوم نفسه طويلا قبل ان يمحي المسافة بين شفتيهما ليقبلها برقة تحولت الي عنف صريح ادي الي استيقاظها فجعة ، انتفضت بجسدها بعيدا عنه ليلتصق ظهرها برأس السرير وعلي عيناها ضياع تبدد مع الوقت ، شدت الغطاء حتي عنقها وعادت ذكريتها قبل نومها العميق هذا بالتدفق في مخيلتها بغزارة جعلتها تشعر بالقرف من نفسها وحولت تعابيرها الجامدة الي الاشمئزاز الصريح الذي لم ينل اعجاب كين اطلاقا الذس قال لها محذرا

"لا تنظري الي بهذه الطريقة "

ردت له بصوت ضعيف لم يؤثر في مقدرتها علي جعله مشبع بالشر اتجاهه

"ليس بوسعي سوي رؤيتك ككيس قمامة كين ، انت ..كسرت وعد قلت انك لن تلمسني ..."

سد فمها بقبضته التي غطت شفتيها مقاطعا اياه قبل ان تكمل ليقول لها

"لم اكسر شيئا وما حدث لا يعد جنسا كيارا انا داعبتك فقط واظن انني اوضحت لك جيدا انه من حقي فعل ذلك بك "

ابعدت يده عنها لتتمكن من الصياح به هذه المرة ووعيناها تقدح شرارا

"لا تمزح معي انا لست طفلة لتحاول خداعي ، ما شعرت به كان مماثلا لشعوري في الماضي حين ..حين "

لم تستطع نطق كلماتها التالية ليس لان بيتر يشملها لكن قلبها ابح ينقبض بالم في كل مرة تعود بذكرياتها الي تلك الليلة ، انها شيء خاص في حياتها وكانت السبب الذي الذي دفعها للوقوع في حب بيتر والتسبب في كسرها بذاك الشكل الفظيع بعد سويعات فقط عاشتها في سعادة لا توصف بكلمات

تجهمت تعابير كين ليبرز الظلام في تقاطيعه الحادة وهو يقف علي قدميه وحدثها يخبرها انه يمسك ذاته بصعوبة لان لا يلكمها ويحطم فكها

"لا يهمني ان احسست بشعور جيد او سيء ،كل ما اريده هو رؤيتك مكسورة بهذا الشكل اكرهي نفسك فهذا سيسهل علي صهرك وتشكيلك من جديد في قالب من اختياري انا ..."

كم بدت كلامته مخيفة لحد جعلتها تقشعر ، هو يريد تغيرها وما يرعبها انها بدأت تتغير بالفعل ، فلا علاقة بين كلارا التي قضت ثلاث سنوات من عمرها تربي في الوحش الذي وجد داخلها من اجل هدف واحد وهو الانتقام من اللعين وجعله يذوق الويلات من نفس الكأس الذي جعلها تتجرعه غصبا عنها في الماضي و حتي تقتله في النهاية بابشع طريقة لم تخطر في بال بشر من قبل ، وبين كلارا التي تجلس الان مهزومة مقلوبة الحيلة عارية علي فراشه تفعل ما يكرهه كبريائها ، عقلها ، قلبها وعوطفها وهي تنتظر عطائه بعد شهران من الان والذي قد لا تحصل عليه ابدا .

قطع التواصل البصري الكريه الذي استمر بينهما دون كلمات صوت طرق علي الباب انتهي بذهاب كين اتجاهه وما ان فتحه حتي شق الاجواء المشحونة صوت كالتالينا وهي تصرخ بجنون حرفي

"سأقتلك ايها اللعين ، انا لم اتفق معك علي هذا ستندم اقسم لك انك ستندم "

حاولت الدخول الي الغرفة لكن كين امسكها من ذراعها و اجبرها علي الوقف عندها متمتما بصوت صارم ومنخفض بنفس الوقت

"هل فقدت عقلك ام ماذا ، اخفضي صوتك اللعين كيارا هنا "

رغم التحذير الصريح الذي اظهرته تعبيرات كين لكنها تجاهلتها بالكامل لتصفع يده قائلة

"لا يهمني لا انت ولا هي اقسم بكل شيء لعين ان تكرر ما حدث فلن اترك اي منكما حيا لدقيقة وليحدث ما يحدث "

لم تستطع كلارا منع فضولها من معرفة ما يجري ولم تجد نفسها الا وهي تسحب لحاف السرير معها وتسلل خفية لتري ما يجري وهي تخبيء جسدها خلف الحائط لكن للاسف تم كشفها من اول ثانية بسبب مرآة علقت امامها وهي لم تنتبه لها ، التفت نحوها كين وصاح بها مهددا

"كيارا اذهبي الي الحمام "

قاطعته كاتلينا بسرعة

"لا دعها تشهد علي ما سأقوله فهي ستكون احدي الضحايا ان تكرر ما حدث مرة اخري "

رغم الغضب الجلي الذي ظهر عليه لكن كاتالينا لم تهتم و يبدو جديدا انها فقدت عقلها او هي ليست واعية تماما لما تفعله و انها تصرخ بكين اكثر المخلوقات فقرا للصبر و التفاهم الحاضري

"اسمعني جيدا و انت ايضا كلارا ، ابقيا بعيدين كل البعد عن روبن و لا تحاولا العبث معه فلن ارحم احد ان تأذت شعرة منه هل هذا واضح "

شعرت كلارا بالصدمة التي قادتها الي الصياح بها

"هل تريدين اقناعي ان كل ما تفعلينه الان هو من اجل بن ، بربك كاتالينا انت اخر مسخ قد يكترث له و الا لما فعلت ما فعلتيه به في الماضي ، ما دمت انا موجودة فلن يحدث له اي مكروه او يتعرض الي خطر قد تكوني انت احدي اسبابه "

قاطعتها ضحكت كاتلينا الساخرة قبل ان تصيح به

"بل انت هي اكبر خطر في حياته بسببك البارحة ارسل قاتل مأجور الي بيته بهدف قتله ، لولا تواجدي طوال الليل معه بصفتي احد اعضاء المافيا المهمين لكان ميتا الان و الفضل كله يعود الي السنيور كين بيبتشي ولست بحاجة لاخبرك لما فعل المحترم هذا "

التفتت كلارا بسرعة نحو كين الذي لم يكن سعيدا اطلاقا بالشجار الذي يدور من حوله وعلي من ذاك المخنث اللعين بن ، سألته بعدم تصديق

"هل ما تقوله كاتالينا صحيح ، هل ارت حقا قتله "

ضاقت عيناه ليظهر في ملامح جعلت كاتلينا تقلل من حدة موقفها فليس هناك شخص عاقل قد يستمر في استجواب كين بعد ان يرمق احدهم بهذه الطريقة لكن كلارا فعلت حين صرخت به

"اجبني هل هذا صحيح "

رد عليها بصوت قارص كالجليد جعل كاتلينا تتراجع خطوة الي الوراء عكس كلار التي ازداد غضبها من بعدها

"اذهبي الي الحمام كيارا ، لن اعيد ما قلته مرتان و الا "

قاطعته بتحدي

"و الا ماذا "

اقترب منها بصورة مفاجئة حتي اصبحت المسافة بينها صفر و هنا قال لها

"سيدفع ليون الثمن واعدك انه سيكون باهظا "

فقط هنا في هذه اللحظة بالذات تراجعت الي الدفاع و اضطرت الي قتل شجاعتها بيدها وتنصيب الضعف الذي كرهته فيونا حد الجحيم بدلا عنه ، ماذا تفعل ان لم يكن بيدها خيار غير طاعته بفم مغلق والا تأذي صغيرها الذي تتحمل كل هذا الجحيم من اجله فقط ،

نفذت ما قاله بخذي لتدلف الي الحمام كما امر ، و ما ان اغلقت الباب حتي تفرغ كين الي كاتالينا التي و للان فقط عرفت اي حماقة ارتكبتها و ها هي ذي ترتجف كالفرخ وسط المطر

، التفت نحوها وسار حتي تخطاها نحو الباب الذي قام بفتحه قائلا باختصار

"اتبعيني "

لا تعلم كم مرة لعنت فيها نفسها في الزمن الذي استقرقته وهي تتبعه حتي وصلا الي خارج الفندق باسره ، و هناك حدثها كين بصوت يدعو كل من يسمعه الي الهرب بعيدا

"ان تكرر ما حدث الليلة فلن اقتله امامك فحسب ، بل سأدعك انت من تقتلينه بيديك بالطريقة التي اختارها انا ، اردت قتله لكنه الان حي لاني ارت ذلك ايضا وليس بسببك ولا تظني انك قد تشكلين حاجزا يحميه مني في المستقبل ، لكن ان كانت حياته فعلا تهمك فافعلي ما طلبته منك ولن امسه بسوء وسأكون عند كلمتي"

لم تخفي كاتالينا تعابير الخوف الذي شعرت به و هي تستمع الي كلماته و التي تعلم جيدا انه قصد كل حرف بها وسيطبقه دون ان ترمش عيناه حتي ، رددت له بصوت متقطع

"لن ينجح ، هو لن يسامحني ما حييت ، ما تطلبه صعب التنفيذ بل مستحيل "

ظهرت ابتسامة جانبية علي شفته وهو يسمع جوابها الذي بدي كموافقة مبدئية لما يريد منها ان تفعله

"طريقة تنفيذه لا تهمني بل النتيجة النهائية هي ما تفعل "

مسحت شعرها بضياع ترجم في ردها

"مستحيل لن يرضي بي ، انا اعدمت كل الفرص التي في علاقتنا بما فعلته به ، هو يكرهني و لازالت استغرب كيف بامكانه النظر الي وجهي دون ان يشوه لي او يطلق النار علي ،اتركه في حاله اتوسل اليك ، صدقني ما بينه وبين كلارا ليس كما انت تعتقد "

لم تستطع حبس دموعها التي انهمرت علي خدها بغزارة قبل ان تكمل

"ارجوك لا تقتل سبب حياتي الوحيد المتبقي لي انا اتنفس من اجله فقط "

اقترب منها حتي تمكن من مسح دموعها باصابعه

"انه يهدد خططي بالفشل و انا لن اشاهده و هو يفعل ذلك بالتأكيد ، ابذلي جهدك و اجعليه يقع في غرامك من جديد ، مادام انه تركك تنامين تحت سقف منزله و هو يعتقد بانه هو من يحميك من الموت فاعتقد انه لايزال يكن لكن بعض المشاعر ، من الافضل ان تستغليها ، فانا اراك ايضا مولعة به ولاتزالين ترينيه كزوجك وهو بالفعل كذلك في القانون "

لم تكن و اثقة من امكانية ان يكون معني مبادرة بن بحمايتها البارحة تعني بالحرف ما قصده كين لكن هذا الاحتمال قطعا جعل زهرة تنمو في قلبها وسط الصحراء التي لا تسكنها حتي الاشباح ، لتمثل فيها بذرة املا بان تسعد برفقة من تحب و لو لليلة واحدة في حياتها اللعينة منذ سنوات عاشت بها جسد بلا روح لم يكن يفرق بينها وبين الاموات سوي تلك الديان التي لم تلتهم جثتها بعد ، كان يوم اسود الذي انصاعت فيه لاوامر والدها ، تلك المهمة الاخيرة التي ستنفذها له او علي الاقل هي ظنت هكذا مقابل ان يدعها تترك عالم المافيا المقرف الي الابد بصحبة اختها لورين ذات الثمانية اعوام ، لم ترد لها العيش بعذاب كما عاشت هي مجرد عاهرة يحقق ابيها نجاحا في صفقاته عن طريق ما بين ساقيها ، سلعة يبعها و يشتريها متي ما اراد ، عاشت في جحيم ظل يحرقها كل يوم خلف ابواب قصر تمثل كحلم لدي الكثيرون اللذين يردون العيش بداخله ولو ليوم واحد ، حتي اصبحت جل احلامها انتظار فرصة تمكنها من الخروج منه و تهريب اختها من واقع كان سيشملها بلاشك ، وفرصتها تلك اتت حين قدم اليها راموس في يوم ما و اخبرها ان عليها الايقاع برجل اعمال مشهور امتلك سلسة من المصارف الناجحة اللتي ارد راموس الاستيلاء عليها باقل التكاليف و لم يكن سيحقق ذلك الا عن طريق هدم رأسها المتمثل في كرستوف ونجله روبن ، تقربت من بن لمدت ست اشهر ، حتي غرق في حبها واصبح لا يري غيرها لدرجة انه طلب منها الزواج وتزوجها رغم معارضة عائلته لقراره هذا ، ظل كل شيء من حولها يسير وفقا لخططها عدا شيء واحد وكان قلبها الذي بات و بدون مقدمات يخفق له سرا بحب علمت منذ البداية ان نهايته لن تكون سعيدة و ان راموس لن يدع له فرصة لان يري النور وهذا ما فعله بالضبط ، طلب منها اغواء والده و جعله يخون ابنه و حين رفضت الامر و قررت التخلي عن كل شيء في سبيل من تحب ، كسر لها عزمها وهددها بلورين ، ان لم تنفذ له اوامره فسيقتلها و هي اكثر الناس علما بانه قاسي لدرجة انه لن يتردد قبل ان يفعلها وليؤكد لها قدرته علي تنفيذ تهديده قطع لها احدي اصابع يديها وارسلها لها في ظرف كان بمثابة مذكرة فشل في اصعب امتحان وضعت امامه حوي علي خيارين شكلا موقفا لايزال قلبها يرتجف في كل مرة تتذكره ، ان تختار بين اختها التي تحتل نصف قلبها وحبيبها الذي يحتل النصف الاخر حتي رست علي الخيار الاول في النهاية ، لتفعل ما طلب منها بكرهها التام له ، استدرجت كرستوف و أغوته بسحرها حتي حملته الي معاشرتها و هي تأكدت من ان يري ابنه ذلك بام عينيه و في تلك اللحظة بالذات هي ماتت في قلبه الي الابد كما ماتت روحها في المقابل لعلمها التام انها قد خسرته للابد .

و حدث بالضبط ما اراده راموس تم اقصاء كرستوف من حياة عائلته و اصبح عدوا لابنه الوحيد الذي ثار عليه وخلعه من منصبه في ادارة المصارف حتي توفي بسكتة قلبية يومها لكن الكراهية التي زرعت في قلب بن يومها جعلته يتخطي الامر منذ اليوم الاول ، و لانه كان عديم للخبرة في ادارة البنوك تمكن راموس من الايقاع به بسهولة وجعل البنك يعلن افلاسه بعد اقل من ستة اشهر فقط من استلامه لادارته ، دمرت عائلته و اصبحو مشردين بين ليلة و ضحاها ، توفت اخته جراء مرضها النادر في الرئة و ذلك بسبب عدم مقدرتهم علي تحمل تكاليف العلاج التي اضحت فجأة باهظة عليهم ، لم تستطع والدته تحمل كل ذلك الضغط عليها لاكثر من يوم واحد ، ليستقظ في الصباح التالي من يوم وفات اخته و يجدها قد انتحرت ، هكذا و ببساطة خسر كل ما كان يملكه في غمضة عين شعوره بالذنب اتجاه من حوله دفعه الي ادمان المخدرات حتي تم القبض عليه ذات مرة وهو يتعاطها وبحوذته كمية كبيرة منها تعلم جيدا ان والدها هو من وقف خلفها ليسجن بسبب ذلك اربعة سنوات في سجن شيد لأسوء مجرمي العالم نجح في تجريده من مشاعر الانسانية اتجاه كل البشر وتحول الي بن الموجود اليوم قاتل يقتاد من وراء قتل ارواح الاخرين .

وبعد كل ما فعته به في سبيل حياة اختها ها هي ذي اليوم تقف وحيدة من دونها بعد ان انتحرت الاخير في السنة الماضية بدون اي مقدمات وجدتها جثة هامدة بوسط حوض استحمامها ، و الاسوء انها لا تستطيع التخلص من حياتها المقرفة هذه بعد فقدها لاخر خيط كان يربطها بها فحتي ان كان بن يكرهها حد الجحيم فان حياته تعتمد عليها وعليها ان تعيش من اجله و تتحمل هذا الجحيم الي ما تبقي من حياتها قصاصا لمن اقترفته بحقه في الماضي .

ترجل جوشوا من سيارته وانتقل مرهقا من فناء الحديقة الامامية الي داخل القصر، كانت الاجواء هادئة فالساعة اشارت البفعل للواحدة صباحا ولابد ان الجميع نائمين الان وهذا ما يريده بالضبط .
تنهد بارتياح قطع ما ان وضع قدمه علي اول درج ليقوفه الخيال الرشيق الذي استولي علي أعلي السلم و لم تكن سوي سيلين ، لعن بصوت خافت وكاد ان يرتد علي عقبيه و لا يعود حتي يجدها نائمة فهو لم يتأخر الا لغرض الهرب منها وتفادي الاحتكاك بها علي الاقل ليس ليلا وليس وهما وحدهما بلا رقيب يدفعه للحافظ علي ما تبقي من مبادئه ،اللعنة
"ظننت انك ستتناول العشاء معي "
تنهد بانفاس منقطعة و هو يحاول التظاهر بعدم التأثر بما ترتديه و لم يكن سوي ثوب نوم لعين لا يغطي الا عشر من جسدها و الذي اضحي فاتنا لدرجة لا تصدق و بالطبع يثيره حد اللعنة ،
اجبر نفسه علي انتزاع عيناه بعيد عنها ليتمكن من الرد عليها بكلمات مفهومة
"كان لدي عمل ، لكن لما انت مستيقظة لهذا الوقت "
لم تجبه من فورها فقط اخذت تقلص عدد الدرجات التي تفصل بينهما حتي اصبحت درجة واحدة فقط و هنا تمني جو لو يستطيع الركض بعيدا عنها فحسب و سحقا لي شيء اخر لكن للاسف كان الوقت قد تأخر حينها ،امسكت بطرف الجكت الجلدية الذي يرتديه و استعملته كدعامة ساعدة بها اصابع قدميها للارتفاع بها و زيادة طولها مقارنة به الي ان تمكنت من طبع قبلة رقيقة علي خده تعمدت اطالة مدتها و من ثم فصلتها و هي تهمس له بصوت انثوي جعل قلبه يرتجف
"لاني اريدك ان تنام معي الليلة جو "
بلع ريقه بصعوبة ليزيل الجفاف الذي الم به و لحظتها بدأ الامر خطيرا و هو يراقب شفتيها اللتين لم تكن تفصلانه عنها سوي انشات معدودة ،السماء والارض مجتمعة تعلم انه احترق في الجحيم خلال ثواني كادت ان تقتله ،يحاول طرد فكرة الحصول عليها و سحقا لكل شيء ،قبل ان تفرض سيطرتها علي عقله وقلبه ما لكن اراداته تلك كسرت بمجرد ان لعقتهما بطريقة مغرية افقدته عقله قبل قلبه و لاول مرة في حياته ترك التهور هو من يقوده و لم يشعر بنفسه الا و هو يعض شفتيها و يقبلها بجنون امتزج مع شوق جعل كل خلية به تهتز من النشوة التي لم يختبرها مع اي امرأة غيرها قبل اليوم ، لا يعلم كم استمر بالضبط في تقبيلها بلا توقف حتي كادت ان تفقد وعيها لولا عودة عقله اليه في اللحظة الاخيرة ودفعها بعيدا عنه بقوة حتي اصتطدمت بحافة السلم .
التفت بذل و اعطيها ظهره و هو يشد شعر غاضبا من نفسه و ناغما عليها بسبب شعور الندم الذي اصبح اسوي شيء احس به من بعد سنوات ،ماللعنة التي فعلتها بحق السماء جوشوا ، اين عقلك حتي المجنون لن يجرء علي اقتراف كهذا
"تبا لك سيلين سحقا لك "
لم يستطع مقاومة شتمها ولم يكن يملك الشجاعة للاتفات نحوها فلاشيء حدث قبل قليل من اتجاها يدل علي انها احبت مافعله او تجاوبت معه ،و ربما هذا هو اكثر شيء بات يؤلمه رغم انكاره لذلك .
ظلت سيلين ترمقه بلا معني و عقلها لا يستطيع استيعاب ما حدث للتو بالكامل هل حقا قام بتقبيلها قبل قليل تحسست شفتيها اللتين لاتزلان تحسان بملمس خاصته و هو يمتصها و يعضها بقوة سببت لها بعض التشققات فيها لتتأكد من انها لا تحلم او تتخيل وهذا اخذ منها عدة دقائق قضاها جوشوا في سب نفسه باقذر الطرق والتفكير جديا في افراغ خزنة مسدسه برأسه .
انعزل كل منهما في عالمه حتي عادا الي ارض الواقع فجأة بصوت ناز المتعجب
"حبيبي ،سيلين مالذي تفعلناه هنا "
التفت نحوها جوشوا وشعور بالذنب اتجاها كان يتآكله حاول بقدر الامكان ابعاد نظرته المعذبة عن تعابيره و هو يصيح بها
"لاشيء انا اتيت للتو من العمل وصادفنا بعضنا في السلم هذا كل شيء "
استرق النظر الي سيلين التي باتت تعطيه شقها الجانبي فقط وهي تنظر باتجاه ناز ولم تتردد في ان تقول بصوت عالي
" انا كنت بانتظاره اردت اقناعه بان ينام برفقتي في الغرفة لكنه رفض من اجلك خوفا من ان لا تحبي الفكرة ، هذا لن يذعجك اليس كذلك اعني لن يكون لديك اعتراض ان اتي و نام معي الليلة ،اظن انك السب الاول والخير الذي يرفض من اجله جو تلبيت طلبي من اجله "
لن ينكر جوشوا تفاجئه او بالاحري صدمته من ردها وكانت قوية كفاية لجعله يفتح فمه متران و هو يطالعها بذهول ظهر في ادق تعابيره و الجم فمه من الكلام ،اخذت ناز وقتا اطول من المعتاد قبل ان تمتم في الاخير
"لا لن يكون لي مانع لكن كيف سينام جوشوا معك وجونثان لم بفرقتك اعني ليس لائقا ان يشارككما الغرفة فلن تكون هناك خصوصية بينكما"
هذا اخر ما كانت سيلين تود من جوشوا ان يعرفه لكنه الان مضطرة الي تأكيد الامر رغم عنها شائت ام ابت ،لذا قالت لها بصوت خافت
"لقد غادر قبل ساعتين .."
تبدلت تعابير جوشوا في ثانية الي الاستنكار ليقاطعها بسرعة
"لحظة هل اتي جونوثان الي هنا الليلة "
اجابته ناز قبل ان تستطيع سيلين اختراع احداث اقل تأثير علي غايتها
"اجل لقد قضي اليوم هنا برفقة سيلين ،انت تعلم زواجهما لم يتبقي له الكثير و عليهما التفاهم بخصوصه ،و منه يقضيان بعض الاوقات الخاصة لوحدهما "
صمتت لبعض الوقت قبل ان تضيف وهي تحول خطابها الي سيلين التي لم يتبقي لها سوي صفعها و اجبارها علي الصمت
"ظننت انه قرر المبيت معك و انا لم اشاهده يغادر غرفتك خلال اليوم لذا لم اعرف انه رحل ، حسنا مادامت وحدك الان فليس لدي مانع لان ينام جوشوا برفقتك الليلة "
توافق بعد ان ضمنت رفضه لم اخطيء يوما في وصفك بالعقربة ناز
وكما توقعت سيلين من جوشوا صعد الدرج و امسك بيد اللعينة وهو يقول بغيظ واضح
"انا لم ارفض بسببك حبي ، فليس هناك منطق يدعوني لذلك سيلين باتت كبيرة كفاية لتنام وحدها والامر ليس ضروري بالمرة اليس كذلك"
تجرعت سيلين كأس خسارتها بعد ان كادت قريبة للحصول علي ما تريده ،لكن لابأس فهذا الموقف ذكرها بان خصمها ليس سهلا كما تظن
"بلي ليس ضرورا بالمرة عن اذنكما سأصعد الي غرفتي "
نطقت سليلن بكلماتها تلك قبل ان تتخطاهما وتعود الي غرفتها وهي جر ذيول الخيبة ،نامت علي طرف فراشها و عقلها لا يكف عن التفكير باشياء متضاربة كان جوشوا هو الرابط بينهما ،تقبيله لها اليوم يخبرها بان اللعين بات يراها كما تريد منه بالضبط وهذا شيء مبشر يعطيها مؤشرات ان خطتها تنجح لكن بذات الوقت زادت عندها مخاوف اخري قررت دفنها مؤقتا حتي يوم اخر
فتحت عينيها بكسل قبل ان تغءو مفاصلها المسترخية موجة اعياءانتهت ما ان رمشت بعينيها ،يبدو انها نامت في وقت ما لكن ما صعقها هو السب الذي دفعها للاستيقاظ ،ركزت في يد جوشوا التي كانت تحسس عنقها بوعيناه ترمقانهابنظرات ثاقبة لا تسر دفعتها للجوس بسرعة
"جو ماذا تفعل ..."
قاطعها بنبرة غليظة
"هل عاشرك "
لن تنكر الغرابة التي احست بها لوهلة قبل ان تجيبه
"لا لم يفعل "
رسم علي شفتيه ابتسامة كريهة زرعت الشك في قلب سيلين
"كاذبة "
قالها ببساطة وبدي مقتنعا بها الي حد مخيف
"انا لا اكذ."
قطعت حروفها في منتصفها ما انقبض علي عنقها بقبضته وهو يتمتم بصوت خشن
"كاذبة،انت كاذبة سيلين ،هناك اثار علي عنقك وصدرك من اين اتت ان لم يلمسك اللعين ها "
جحظت عيناها بذهول ليس من كلامه بل من الاستناج الذي توصلت اليه هل يعقل ان تكون قد خططت لكل هذا منذ البداية
"مابك هل اكل القط لسانك "
هزت رأسها نفيا
" لا ،لكن لما قبلتني "
ردت بسؤال لم يتوقعه او انه تعمد نسيانه خلال الساعات التي قضاها وهو يتجرع الكحول بلا توقف
"رهان ،انها مجرد رهان ابرمته ليس اكثر ،لا تحاولي تغير الموضوع سيلين "
يعلم ان رده ليس مقنعا لها وخصوصا الابتسامة الساخرة التي رسمتها علي فمها قبل ان تمتم بصوت ضاحك
"انت ثمل جوشوا اليس كذلك "
"اشششش جو اسمي جو هل نسيت "
جذبها اتجاهه حتي تمكن من الصاق انفه بخاصته
"انا الوحيد الذي ستنادنيه بهذا اللقب لا احد اخر اهذا مفهوم "
تبدوا علامات الاضطراب واضحة في تصرفاته بسبب الكحول الذي تفوح رائحته منه ولا تظن انه سيطول علي الوقت حتي ينام وهذا ما حدث بالفعل ضمها اليه وجعلها تتخز ذراعه وسادة في حين حاصرت الاخري خصرها
،رغم ضياعه في نوم عميق لكن قبضته لم ترخو ابدا ولم يكن لسلين اي مانع في ذلك وهي تمسد له ذقنه الطفيف الذي بدأ ينمو حول فكيه
"نم يا صغيري فغدا امامك يوم شاق عليك مواجهته بسببي ،اسفة لاني استغلك جو لكن لا خيار اخر امامي "

ادارت كلارا أسها اتجاه باب الحمام الذ فت ليدخل عبره كين وسرعان ما اشحات نظرها عنه و لتزيد من قوة ضمها لساقيها وهي تجلس علي ارضية الحمام بلحاف الفراش ،لم يحدثها فقط اتي وجلس بجوارها في صمت دام حتي اخرج سجارة من جبيه وقام باشعالها ،رمقها لثواني بطرف عينيه ومن ثم قال لها
"هل انت منزعجة "
نظرتها الحراقة له كانت وحدها كفيلة بعطائه اجابة لسؤاله السخيف هذا لكنه انتظر ايجابتها حتي قالت له
"الي متي ستستمر بتهديدي بليون "
اجابها دون استنزاف وقتها في الانتظار
"حتي تتوقفي عن مخالفتك اوامري و اغلاق قسم التفكير في عقلك اتجاه كل ما اقوله لك ،كوني مطيعة سأكون لطيفا معك الامر بهذه البساطة ،خذي هذه السجارة ستساعدك في الاقلاع عن فكرة ضربي بمقبض الباب الذي تخبئينه خلف ظهرك"
لعنته في سرها وكم تمنت لو بامكانها تخطي تحذيره لها ،لكن للاسف ان استمرت في تنفيذ مخططها الشيطاني بحقه فلن نكون الا هي الخاسرة افلتت المقبض من يدها وادارتها لتجلسها في حجرها
"انا لا ادخن "
قاطعها بصوت حمل بعض الحده
"خذي "
صرخت به بانفعال
"قلت لك انا لا ادخن ..."
قطعت كلماتها فس المنتصف وعقلها عاد بها الي ذكري حدثت معه قبل اربع سنوات وكأنه اراد تذكيرها بها لسبب يعلمه هو وحده ،مدة اصابعها بارتجاف واخذت السجارة لكن قبل ان توصلها الي شفتيها امسك يدها قائلا
"توقفي "
سحبها منها وسط حيرتها التي دفعته لسؤاله
"لما"
اجابها بساطة
"لان صحتك اهم "
اطفئها و وقف علي قدميه قبل ان يمد يده لينشلها من الارض قائلا
"اليوم اريدك فقط كي لا تتفاجيء وتحاولي طعني بسكين لعين ،وبهذا سأحرق يومي الثاني لهذا الاسبوع "
الاحباط الذي غذاها كان كفيل بجعلها تحاول لكمه لكن مع ذلك سألته
"الا تحس بالاشمئزاز حين تلمس زوجة ابنك ..اعني "
قاطعها وهو يسد فمها باصابعه و تبدل هدوئه في لحظة الي غضب عارم وهو يحدثها
"كف عن اقحامه بكل شيء يحدث بيننا كيارا "
صفعت يده لتتمكن من الرد عليه ونيتها كانت تريد ايلامه فحسب
"ما بك هل تحاول نسيان حقيقتي حتي تعاشرني بدون تأنيب ضمير ،انا لن امنحك هذا السلام المزيف كين في كل لحظة تسنح لي سأذكرك بحقيقة اني زوجة ابنك.."
قاعها بنبرة حادة
"انها كذبة ، وصدقيني لن يعجبك ابدا ردي علي حديثك المغلوط الذي ذكرتيه"
صرت حاجبيها متعجبة من رده الذي لا تستطيع ان تطلق عليه سوي لقب لغز
"اين الكذب فيما اقوله اخبرني لقد اشعرتني بالفضول لاعرف ربما فقدت ذاكرتي وانا لا ادري"
حضن خديها و اعتصرهما بقوة قبل ان يهمس لها بالقرب من اذنها
" مادمت مصرة فسأخبرك وانت تحملي العواقب ،لقد اخطأت حين ظننت انك زوجة ابني ،فالمرأة التي تزوجها بيتر ماتت معه كيارا"
حاولت دفعه بعيدا عنها و حين فشلت اكتفت بالرد عليه بدون تفكير فعقلها ظل مشغولا بايجاد تفسير لما قاله غير الذي بدأ يلوح لها في الافق
"انت تعلم ان ما تقوله عديم للمعني ،هو تزوجن..."
قاطعها للمرة الثانية
"انها كذبة كيارا ،بيتر لم يكن زوجك ابدا "
صرخت به باعصاب تالفة
"ان لم اقف معه علي منبر لعين كما طلب منه غوميز فهذا لا يعني ان زواجنا المدني ليس ساريا انا بهذه اللحظة احسب ارملته شئت ام ابيت "
الابتسامة الجانبية التي اعطاها لها كانت كفيلة بجعل قلبها يسقط ارضا قبل ان يتمتم لها
"انه باطل كيارا ،لقد وقع علي تلك الورقة وهو يعلم ان زواجه منك مجرد مسرحية لخداعك لا اكثر ،فلا اظن ان القانون هنا يسمح للرجل بامتلاك اكثر من زوجة في آن واحد "
رمقته بضياع وعقلها توقف عن اعطائها المزيد من الاحتمالات فما يريد اخبارها به اصبح واضحا كالشمس لا لا انها اصرت علي تجاهله
"مالذي تريد ان تصل اليه ،ما معني تقوله "
ضمها اليه بقوة واخذت كل حواسها في اتم الاستعداد لتلقي رصاصة ستقتلها للمرة الالف قادمة من ماضي لم يكف عن ايلامها بكل يوم
"انت كنت دائما العشيقه كيارا و اميليا هي زوجته الحقيقية ، ماتت و في بطنها وريث عائلة بيبتشي الشرعي ،الذي دائما ما سيكون افضل من ليون حتي وان كان ميتا قبل ان يخلق ويري الحياة حتي ،هل بت تعرفين الان جميع الاجوبة علي اسئلتك ، انت لم تكوني سوي غلطة ارتكبها بيتر في حياته فلا تضعي لنفسك وزنا في ذكرياته اكبر من حجمك بكثير ، كنت انت فيها طفيلي اردو منه غرض هم بحاجته و لم تطل المدة حتي قررو استغنائهم عنه ،انا لا احس باتجاهك بشيء حين المسك ببساطة لانك لم تكوني تمثلين شيئا بالنسبة لبيتر ،لاشيء كيارا "


.........النهاية
امي متهمة بي كورونا ودي سبب التأخير امس ادعو لها بالشفاء
توقعاتكم في التعليقات وشجعوني معنوياتي تحت الصفر
Love you

Continue Reading

You'll Also Like

8.1M 511K 53
رجلٌ شرسٌ شُجاع مُتقلبُ المزاج غريبُ الطورِ عديَمُ المُشاعر حيَادي لا ينحاز سَديدُ الرأي رابطُِ الجأَشِ وثابِتُ القلب حتىٰ.. وقعت تلك الجميلةُ بين...
2.2K 421 42
ماذا ان كان دوما هو «رأيتك فصرخ قلبي اريدها» start in 3/9/2022 finished in 5/7/2023
1.2M 95.5K 77
‏لَا السَّيفُ يَفعَلُ بِي مَا أَنتِ فَاعِلَةٌ وَلَا لِقَاءُ عَدُوِّيَ مِثلَ لُقيَاكِ لَو بَاتَ سَهمٌ مِنَ الأَعدَاءِ فِي كَبِدِي مَا نَالَ مِنَّيَ م...
3.8M 57.3K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...