أرواح مشوهة | distorted souls

By the_writer_ro

107K 4.2K 10.2K

يقوم بإختطافها ثم تهديدها للقبول بالزواج منه بعدما جعلت عروسه تهرب قبل يوم واحد من الزفاف ، إعتقد أنه أمسك بز... More

المقدمة:
الفَصل الأول: ڨيكتوريا رومانو
الفصل الثاني: خَطَر !
الفصل الثالث: عَهد..
الفصل الرابع: الظل..
الفصل الخامس: صورة..
الفصل السابع: دماء على فستان..
الفصل الثامن: فوضى ساخط
الفصل التاسع : جولة شطرنج
الفصل العاشر: ضيف من الماضي
الفصل الحادي عشر: رائحة الموت
الفصل الثاني عشر: تسجيل دخول لساحة..
الفصل الثالث عشر: معزوفة الحرب
الفصل الرابع عشر : نصل الحقيقة
الفصل الخامس عشر : عقاب متمرد
الفصل السادس عشر : ليلة بين النجوم
الفصل السابع عشر : ملاك حارس
الفصل الثامن عشر : وكر الشيطان
الفصل التاسع عشر : الغسق
الفصل العشرون : العتمة
الفصل الواحد و العشرون : تحت ضوء القمر
الفصل الثاني و العشرون : رسالة من جثة
الفصل الثالث و العشرون : قصة سيدة النصر-الجزء ١-
الفصل الرابع و العشرون : على حافة الهاوية
الفصل الخامس و العشرون : قصة سيدة النصر-الجزء٢-
الفصل السادس و العشرون : وردة الجوري السوداء
الفصل السابع و العشرون : وحوش حول مأدبة العشاء

الفصل السادس: تبادل عهود..

3.3K 164 536
By the_writer_ro

إبتسم بإتساع بعد سماعه لجملتها ليقول بهدوء:

- يبدو بأن حضرته قد أخبركِ بالأمر منذ وصول صورته إليكِ, لماذا إنتظرت حتى الآن لتكشفي علاقتكِ به؟ هل لأنكِ تحت تأثير الكحول؟

أجابته بنبرة جافة و هي تضغط على كأس النبيذ الفارغ بين يديها:

- كم من مرة أخبرتكَ بأن لا تعبث معي سيد أنطونيو؟ لماذا تضرب بِكلماتي عرض الحائط؟ لقد كنت أعتقد بأنكَ شخص عاقل يفكر أكثر من مرة قبل أن يقدم على شيئ ما و لكنكَ أثبت لي العكس تماما..

- إلى ماذا تلمحين آنسة ڨيكتوريا؟

- أنا شخص مجهول تماما بالنسبة إليك سيد أنطونيو لا تعلم عني شيئ سوى إسمي و عنوان منزلي و مكان عملي لا غير, حتى قرائتك للغة الجسد لم تجدي نفع معي, لذلك يجب عليكِ توخي الحذر أثناء تعاملك معي فربما أنا لست كما تعتقد أنت..

- و لكنني يا آنسة شخص يعشق المخاطرة حين يتعلق الأمر بشيئ أجهله..

- إن عشقك هذا سيؤدي بك إلى الهاوية بلا شك, لذلك كفى عن التصرف بتهور و العبث في الأرجاء..

- يجدر بي التهور إذا ما كان الأمر يتعلق بشيئ يشكل خطر على سلامة عالمي..

صدرت منها قهقهة ساخرة مستنكرة لكلماته مما جعله يرمقها بضجر ليعيد نظره نحو الأمام ليسمعها تقول:

- هل تعتقد بأنني خطر عليك؟

- فكري جيدا, شخص يعلم بكل شيئ عني يقتحم حياتي فجأة بدون أي مقدمات أو معرفة مسبقة لي به, معلوماته من ضمن السجلات التي لا يمكن الوصول إليها مهما حصل, له علاقات مع مختلف زعماء العالم المظلم هنا في إيطاليا و ربما في الخارج أيضا بالإضافة إلى العلاقة الوطيدة التي تجمعه بالظل و ربما كابو مافيا السكاكين الطويلة, كيف تريدين أن أصنفه في حياتي غير كونه خطر؟

- إن المظاهر مخادعة يا سيد أنطونيو, ليس كل ما نراه صحيح..

- و هل قمتِ بشيئ ما يلغي صحة ما يبدو؟

- أنا لم أقم بأذيتك أبدا..

- و ما هو الضمان بأنكِ لم تفعلي؟

- إسمعني جيدا سيد أنطونيو و إحفظ أحرفي عن ظهر قلب..

إلتفتت إليه لتلتقي خضرواتيها الباردة مع رماديتاه الغاضبة لتتابع حديثها قائلة:

- أنا لست الشخص الذي يريد أذيتك سيد أنطونيو, لو أردت ذلك لفعلت منذ وقت طويل للغاية, أنا لست عدوتك و لست صديقتك أنا أريد حمايتك و ضمان سلامتك فقط, إن عدم إنكشاف حقيقتك إلى حد الآن فهو نتيجة لجهودي التي أبذلها منذ سنوات..

تنهدت لتكمل بنبرة هادئة يتخللها التحذير:

-لذلك أحذرك من خسارتي فوقتها سيبدأ عالمك الذي بنيته أنت و حافظت على إستقراره أنا بالتحطم..

- إذا عدم محاولة الظل تهديدي أو أذيتي بسببك؟

- لا يهم ذلك, المهم بأن تعلم بأنني أفعل ما في وسعي لإبعاد الخطر عن حياتك..

- لماذا تريدين ذلك؟ أنا لا أعرفك حتى..

- و لكن أنا أفعل, ستعرف سبب ذلك في الوقت المناسب..

رمقها أنطونيو بتفحص ثم أدار وجهه مجددا نحو الزجاج مردفا:

- و ما هو الخطر الذي تريدين حمايتي منه؟ هل هو يا ترى كابو مافيا السكاكين الطويلة يا ترى؟

- أنا لم أقل أنه هو..

- و لم تنكري أيضا..

تنهدت ڤيكتوريا بخفوت لتكمل بنبرة غامضة:

- معرفتك لهوية الخطر الذي يهدد حياتك لا يهم الآن, المهم بأن تأخذ تحذيري بعين الإعتبار و أن تبتعد عني لأنك إذا حاولت أذيتي فلن أستطيع أنا بنفسي حمايتك منه..

- من تقصدين؟

- مسخ خطير للغاية سيفعل ما في وسعه ليجعلك تتذوق الويل لما أقدمت عليه, لا يعرف معنى الرحمة أو الغفران, ستندم على ما فعلته عند لقائكَ به و لكن الندم لن ينفع وقتها, لذلك أخبرك لآخر مرة سيد أنطونيو أن تبقى بعيدا عن كل ما يخصني و أن لا تحاول العبث به, لأنني لا يمكن أن أضمن لك ردة فعله أو حتى تمكنك من مجابهته و لا حتى نسبة الضرر التي سيُلحقها بك..

- و لماذا تريدين أن أبقى بعيدا عنكِ؟ ألستِ أنتِ من إقتحم حياتي منذ البداية؟

- لأن إقترابك مني سيؤدي إلى أذيتي و أذيتكَ أنتَ بشكل أكبر, صدقني بِأنه  أسوء بكثير منما قد تتصوره..

- هل أنتِ غالية بالنسبة له إلى هذه الدرجة؟ يبدو بأن توقعي بشأن العلاقة الغرامية التي تجمعكِ بالظل لم يكن خاطئ, إنه هو من تتحدثين عنه أليس كذلك؟ أم أنه ذلك الكابو الذي كذبت بشأن علاقتك به؟ أوه يا إلهي كم من رجل تعرفينه؟!

تنهدت ڤيكتوريا بقلة صبر لتردف:

- أنا لا أعرف للكذب طريق, لقد كنتُ صادقة معك إلى هذه اللحظة, و أخبرتك مسبقا بأن معرفتك لهوية الخطر غير مهم, المهم هو إبتعادك عنه و لذلك بإبتعادك عني قدر ما يمكن..

- هيا أنطونيو..

صدح صوت لورينزو  في الغرفة ليلتفت أنطونيو نحوه, رمق ڤيكتوريا لآخر مرة قبل أن يرحل ليسمع صوتها الهامس يقول:

- أتمنى أن تستمع لكلامي سيد أنطونيو, لأنني أعاهدك بأنكَ ستكون الخاسر الوحيد في الحرب التي ستندلع بسببك..

خرج أنطونيو برفقة لورينزو ليركبا السيارة التي تم تجهزيها مسبقا من طرف لورينزو الذي جلس خلف المقود بينما جلس أنطونيو خلفه ليخرجا من القصر, طوال الطريق كان أنطونيو يفكر في كلمات ڤيكتوريا المريبة التي أدخلت الشك إلى قلبه لتقلب موازينه رأس على عقب, لاحظ لورينزو شرود أنطونيو و فكر بأن لذلك علاقة بڤيكتوريا و لكن لم يُقدم على سؤاله عن ماهية حواره معها قبل قدومه إلى الغرفة حتى يتحدث هو و لكنه لم يفعل..

توقفت السيارة بالقرب من البناية التي تقبع فيها شقة ڤيكتوريا, رفع نظره إلى زجاج النافذة مرمقا البناية بتفكير..

- ألن تنزل يا صاح؟

أغمض أنطونيو عيناه ليهمس بهدوء:

- فلتندلع الحرب المزعومة إذا و سأضمن بأنني لن أكون الخاسر الوحيد هذا عهد مني لكِ يا ڤيكتوريا..

فتح عيناه ليأخذ قبعته و نظراته و وشاحه الموجدين بجانبه على المقعد الآخر ليرتديهم ثم فتح باب السيارة تزامنا مع خروج لورينزو ليتجهوا نحو البناية..

فتح لورينزو باب الشقة ليدخل كلاهما ثم أغلقه و قام بإنارة البهو قبل أن يقول:

- ستشعر بالغثيان من شدة ترتيب الشقة صدقني..

إلتفت أنطونيو نحوه ليمد يده إليه, وضع لورينزو المفتاح على يده ليقول و هو خارج من الشقة:

- سأذهب لتفقد آخر مستجدات إبن بيتورڤا التي ستصلني من اليونان هذه الليلة, حظ موفق يا صاح..

خرج لورينزو إلى عمله ليترك خلفه أنطونيو الذي أغلق الباب مرارا و تكرارا ثم ترك المفتاح في القفل ليضمن عدم دخول أحد ما, إستدار مجددا ليتنهد بعمق قبل أن يبدأ في جولته في الشقة ليكتشفها شبر بشبر..

كانت ڤيكتوريا تجلس على أرضية الحمام تقاوم الألم الذي ضرب جسدها مجددا و للمرة الثالثة في هذه الأيام الأخيرة, بقيت على حالها لفترة من الزمن قبل أن تقف على قدميها بأنفاس لاهثة لتقوم بغسل وجهها لعلها تعيد روحها التي سلبت من شدة الألم إلى جسدها..

خرجت من الحمام بملامح جامدة مخفية تلك المتألمة حتى لا تلمحها إحدى أعين أنطونيو الموجودة في الغرفة, جلست على السرير و هي تقوم بتعديل شعرها و ثيابها الرياضية التي ترتدي,إبتسمت بخفة و هي تهمس لنفسها:

- ثلاثة ,إثنان ,واحد..

ليدوي صوت طرق الباب القوي في المكان,إتسعت إبتسامة ڤيكتوريا أكثر لتنهض من السرير جارة خطواتها نحو الباب لتقوم بفتحه ليقابلها وجه ڤانيسا الذي إحمر بكاء و رعبا,أردفت بنبرة قلقة:

- ما بك ڤانيسا؟! ما الذي حدث معك؟!

- أنا لا أرغب في الزواج!

- أدخلي إلى الغرفة لنتحدث..

فسحت ڤيكتوريا لها المجال لتدخل بخطوات مترنحة إلى الداخل, أغلقت ڤيكتوريا الباب لتستند عليه و هي ترسم إبتسامة منتصرة على شفتيها هامسة لنفسها بلذة:

- و ها قد وفيت بعهدي لكِ يا ڤانيسا..

إبتعدت عن الباب لتتجه نحو الداخل حيث كانت ڤانيسا تجلس فوق السرير و تبكي كالطفلة..

ركعت ڤيكتوريا أمامها لتسمك بكلتا يدي الأخرى..

- ما الذي حدث لكِ ڤانيسا؟ هل سماعك لما قاله لورينزو قد أرعبكِ هكذا؟!

نفت ڤاينسا برأسها لتقول من بين شهقاتها:

- لا بل هو مجرد النقطة التي أفاضت الكأس, ڤيكتوريا أنا لا يمكنني الزواج من أنطونيو مهما حصل!

- لماذا؟ ما الذي يغير رأيك فجأة؟!

- أنا حامل من شخص غيره يا ڤيكتوريا !

إتسعت عينا ڤيكتوريا بدهشة لتقول بعدم إستيعاب:

- ماذ؟! كيف حصل هذا؟!

- أنا لم أكذب على أنطونيو بشأن عذريتي فعندما سألني كنت لا أزال عذراء!

- هل هذا يعني بأنكِ خسرتها بعد خطبتك له؟! هل فعلتِ ذلك و أنتِ خطيبته؟!

إزداد نحيب ڤانيسا بعد كلمات ڤيكتوريا لتقول:

- عندما كنت في فرنسا كنت معجبة برجل أعمال يدعى فرانسو كان إبن صديق والدي في العمل! أعجبت به منذ أن كنت صغيرة و عندما كبرت إحتفظت بعذريتي له هو فقط! لأنني كنت عاشقة له! إلا أنه قام بخطبة فتاة أخرى إتضح فيما بعد أنه كان يحبها! لقد كسر قلبي حقا بعد الذي قام بفعله, و بعدها بمدة إلتقيت بأنطونيو الذي كان كالبلسم على جرحي! بالرغم من تعامله البارد إلا أنني تقبلته, حتى أنني تركت كل شيئ في فرنسا من أجله, قبل شهر و  نصف تقريبا كنت في أحد النوادي الليلية في إسبانيا و هناك إلتقيت به! أخبرني بأنه يحبني و بأنه قد أجبر على الإرتباط بتلك الأنثى بسبب العمل و لكنه الآن إنفصل عنها! كنت ثملة وقتها لدرجت نسيت إرتباطي بأنطونيو و كلماته المغرية جرتني إلى سريره لأستيقظ في اليوم التالي عارية بين أحضانه, هربت منه و إستقليت أول رحلة إلى روما, بالرغم من أنني أحبه و لكنني لم أرضى بخيانتي لأنطونيو, ندمت جدا على ما قمت به بينما هو كان مخلص لي لذلك لم أجب على أي رسالة وردتني منه و إختفيت عن الأنظار, قبل عشرين يوم إكشتفت بأنني حامل بطفله الأمر الذي جعلني أنهار حقا, أردت إجهاضه و لكنني لم أقدر على زهق روحا بريئة نتيجة لغلطتي لذلك قررت التكتم على الأمر و أجعله طفل أنطونيو, لكن بعد قرائتي لمقال العذرية عند اليونانيين جعل من مخططاتي تتزعزع و قبل يومين أرسل لي فرانسو رسالة يخبرني بها بأنه يعلم بشأن حملي! أتصدقين ذلك؟! لا أعرف كيف علم بالأمر حتى! و لقد قال بأنه ينتظر قدومي إليه أو سيقوم بالبحث عني إلى أن يعثر علي و إذا علم بإجهاضي لطفله سيجعلني أندم على فعلتي! عندها علمت بأنه إذا عرف بزواجي من أنطونيو سيأتي لكشف الحقيقة كوني حامل بطفله, بالإضافة إلى تسجيل صوت لورينزو عندما تحدث عن العذرية عند اليونانيين مؤكدا صحة تلك التقاليد عند مجيئي إلى هنا, جعل من هذا الزواج مستحيل الحدوث..

قابل بكاء ڤانيسا الذي لم يتوقف صمت ڤيكتوريا التي بقيت على ذلك الحال لمدة طويلة إلى أن قالت ڤانيسا بإنتحاب:

- أنا حقا لا أعرف ماذا سأفعل الآن! من جهة فرانسو يعلم بحملي بطفله و يهدد بمجيئه إلي و من جهة أخرى أنطونيو لا يعلم بكوني غير عذراء فما أدراك إذا علم بأنني أحمل بين أحشائي طفل الشخص الذي قمت بخيانته معه!

- هل فرانسو يحبكِ بالفعل و يريد تأسيس عائلة معكِ؟

مسحت ڤانيسا دموعها لتردف بإبتسامة حزينة:

- أجل إنه كذلك

- هل أنتِ تحبينه؟

- أنا لن أنكر بأنني أحب أنطونيو و لكنني أعشق فرانسو فهو أول شخص نبض قلبي له..

- إذا ما رأيكِ في الذهاب إليه؟

توسعت عينا ڤانيسا بدهشة لتقف من مكانها مردفة بعدم تصديق:

- ماذا؟!

تنهدت فيكتوريا لتعيد خصلة شعرها نحو الخلف بعد شعورها بالحرارة تحرق جسمها لتقول بهدوء:

- أنتِ تحبينه و هو يحبكِ و الأهم من ذلك لديكما طفل الآن و أيضا أنطونيو لن يقبل بكل هذا فلماذا لا تزالين هنا؟!

حمحمت ڤانيسا لتقول بإحراج:

- فكرت في الهروب و لكنني لم أستطع, أنا أعلم جيدا بأن أنطونيو و خاصة لورينزو يمتلكان معارف قوية سيجدونني فور أن أضع قدمي على عتبة المطار..

- و ماذا إن أخبرتك بأنني أمتلك معارف أقوى من كلاهما بحيث أضمن لك ذهابك إلى حبيب قلبك؟

إتعست عينا ڤانيسا بصدمة لتردف بهلفة و هي تمسك بكف فيكتوريا:

- هل أنتِ جادة؟

- أجل أنا كذلك يكفي أن ترتدي معطفك فحسب فالجو بارد في الخارج..

إمتدت ذراعي ڤانيسا لتحيط بهما ڤيكتوريا في عناق قوي يعبر عن مدى إمتنانها لها, أبعدتها ڤيكتوريا عنها برفق لتقول :

-لا وقتا لنا لهذه الدراما, هيا أسرعي إرتدي معطفك للخروج بسرعة قبل عودة أنطونيو و لورينزو..

- حسنا!

خرجت ڤانيسا لتأخذ ڤيكتوريا سترتها الرياضية من الخزانة لترتديها, أخذت هاتفها لتدخل إلى الحمام, وقفت أمام المرآة بينما تبحث عن رقم ما, ضغطت عليه حالما وجدته لتضع الهاتف على أذنها, إبتسمت بإتساع بعد سماعها لرد الطرف الآخر

- لقد أجبت بسرعة  كابو دييغو و هذا ما جعلني سعيدة حقا..

- ما الذي تريدينه ڤيكتوريا؟

- هل تتذكر تلك الخدمة التي عرضتها علي مسبقا؟ عندما أخبرتني أنك جاهز لتنفيذ أي شيئ أريده؟

- أجل, هل حان موعدها؟

-بالضبط..

- إذا ما هي؟

- لا تقلق فهذه ستكون أسهل خدمة قد قمت بها في حياتك,أنا أعلم بأنك تمتلك شركة سفن سياحية أليس كذلك إن لم أخلط بينكَ و بين كابو آخر؟

- أجل و المطلوب؟ هل تريدين تهريب سلعة ما؟

- في الواقع لا أريد أن أضمن رحيل شخص ما على متن أحد السفن و إلى أبعد المدن..

- توجد رحلة بعد ساعتينخارج إيطاليا نحو الشمال الشرقي إذا كان هذا يساعدك؟

- بل يساعدني جدا, لقد لجئت إليَك لكوني أعلم بأنك ستقوم بتنفيذ هذه الخدمة على أكمل وجه و ستضمن سلامة الشخص..

- و لقد لجئتي إلى الشخص الصحيح, يكفي أن تكوني راضية علينا فقط..

- لقد بدأت بالشعور نحوك بالإعجاب و ليس الرضا فحسب..

- يكفي أن تشعري نحوي بالرضا فقط يا ڤيكتوريا فأنا شخص متزوج و أعشق زوجتي كثيرا..

- لا تقلق فأنا لن أضع نظري على شخص متزوج فلست مخربة بيوت, المهم سأرسل لك العنوان الذي سنلتقي فيه بعد قليل..

- حسنا أنا بإنتظارك..

أنهت المكالمة لتضع هاتفها في جيبها, رفعت نظرها نحو المرآة لتشاهد قطرات العرق التي تنساب على جيبنها, كتمت لهاث أنفاسها لتقوم بجمع شعرها على شكل ذيل حصان, رفعت القلنسوة لتغطي رأسها, خرجت من الحمام لترتدي حذائها الرياضي ثم خرجت من الغرفة لتجد ڤانيسا أمام الباب تفرك يديها بتوتر, إبتسمت ڤيكتوريا لتقول مهدئة:

-إن القلق ليس جيد للمرأة الحامل خاصة و هي بداية حملها..

- هل حقا سأستطيع الهرب؟

- لقد عاهدتك بذلك, و أنا لا أخلف بوعودي مهما حصل, هل أحضرت أغراضك المهمة كجواز السفر و غيره؟

أومئت برأسها بالإيجاب لتكمل ڤيكتوريا و هي تمسك بيدها:

- هيا سنخرج من القصر دون أن يرانا أحد..

- إنها حقا منظمة لدرجة الغثيان..

تمتم بها و هو ينظر إلى ثلاجة مطبخها التي كانت جميع أغراضها مرتبة على حسب اللون و النوع و العدد و حتى تاريخ نهاية الصلاحية!

أغلق باب الثلاجة ليبتعد عنها, خرج من المطبخ إلى غرفة الجلوس التي قام مسبقا بتفتيش كل إنش فيها و لم يجد ما يريده, و لم يبقى له من هذه الشقة سوى باب واحد ليرى ما خلفه و التي لم تكن سوى غرفتها, دلف إليها ليقابله اللون الرمادي في كل مكان, فراش السرير و السجادة و الستائر,لم يخلو أي شبر من اللون الرمادي الذي تخلله القليل من الأسود..

بعد إنتهائه من تفتيش خزانتها و طاولة التسريحة و مكتبها الذين لم يسلموا من التنظيم جلس فوق سريرها ليقوم بفتح درج تلك الطاولة الصغيرة الموجودة بجانبه التي توضع عليها الإنارة, وجد مجموعة من الكتب مصطفة هناك بالإضافة إلى أقنعة الوجه الجاهزة..

قرأ صفحة من كل كتاب و لم يجد أمر يثير الشك الأمر الذي جعله يتنهد بغضب سوى فاصلة الكتب التي زينها حصان أسود ليردف بفتور:

- سأعرف قصتك في ما بعد يا أيها الحصان..

إستنشق الهواء ثم يزفره, و ما فعله جعله يدرك بتلك الرائحة المغرية التي تغدق فراشها, إنحنى إلى وسادتها و مع إقترابه منها إزدادت تلك الرائحة قوة إلى أن  إرتطم أنفه بالوسادة, لم يشعر بنفسه و هو ينزع حذائه بقدميه ليتمدد فوق السرير محتضننا تلك الوسادة بين ذراعيه و يستنشق عبيرها الآسر ليغلق عينيه تلقائيا معلنا إستسلامه لظلام الذي غلفه من كل مكان..

وقفت كلتاهما  أمام مقبرة تحت إحدى الأشجار الكبيرة التي جعلتهما مخفيان عن الأنظار, نظرت ڤيكتوريا إلى شاشة هاتفها لتجد بأنه قد مر عشر دقائق منذ إرسالها لموقعها لدييغو حال وصولها إلى هنا, كان الجو هادئ للغاية و الطقس هادئ أيضا و مناسب للهروب..

- لماذا قمتي بإغماض عيناي بواسطة عصابة أثناء هروبنا من القصر؟ هل تعتقدين بأنني سأبوح بطريقة هروبي لأنطونيو؟

رفعت ڤيكتوريا رأسها نحو الأعلى و هي تنستنشق الهواء الندي و تزفره براحة لتدرك ڤانيسا بأنها لا تريد أن تجيبها لتقول مغيرة الموضوع:

- لقد أخبرت فرانسو بأمر قدومي إليه..

- جيد و ماذا كانت ردة فعله؟

- لقد سعد كثيرا بالأمر..

- لقد تذكرت يجب عليك أن تبلغي حبيبك بأنه عليه السفر إلى حيث شمال شرق أوروبا لكي تمكثوا هناك لفترة حتى تهدأ الأوضاع هنا كما تعلمين..

أومئت ڤانيسا لتأخذ هاتفها لتخبر فرانسو بالأمر ثم قالت بخوف:

- ما الذي ننتظره ڤيكتوريا؟

- قدوم معارفي..

- ألم تجدي مكان غير المقبرة؟ أكاد أموت رعبا هنا! لدرجة أنني أتخيل أشياء تتحرك!

- هذا بفعل النسيم لا تخافي..

سمعت صوت سيارة قادمة لتبتسم بثقة مردفة:

- و ها قد أتى..

خرجت ڤيكتوريا من تحت الشجرة ليستطيع دييغو رؤيتها, أدار المقود ليدخل بسيارته إلى المنطقة التي تغطيها الأشجار الموجود أمام المقبرة, توقفت السيارة أمام ڤيكتوريا تماما لدرجة أنه لو تقدم أكثر بقليل لقام بدهسها, أخفض ضوء مقدمة السيارة مما أتيح ليڤكتوريا فرصة الرؤية جيدا لتبعد كفها عن أمام عينيها, فتح باب السيارة لينزل منه لتقول بصوت مرتفع:

- هيا عزيزتي لقد حان موعد رحيلك..

خرجت ڤانيسا من مكانها لتقف بجانب ڤيكتوريا بينما تخبئ وجهها خلف الوشاح الذي ترتديه و ترمق الرجل الضخم الذي لا يظهر من ملامحه شيئ بنظرات خوف

- هيا عزيزتي إركبي في السيارة لترحلي..

- أنا حقا أشكرك ڤيكتوريا..

أومئت لها بخفة لتتقدم ڤانيسا نحو السيارة لتركب في الخلف ثم أغلقت الباب ليقوم دييغو  بإبعاد قلنسوته عن رأسه تماما كما فعلت ڤيكتوريا, إبتسم لها لتبادله الإبتسامة بإتساع:

- كيف حالك دييغو؟

- لقد تحسنت أكثر بعد رؤيتك؟

- هل هذا الكلام نابع من قلبك أم هو فقط مجاملة لإرضائي؟

قهقه دييغو بخفة ليقول بسخرية:

- بالرغم من أنكِ خطر على حياتي و لكنني لا يمكنني إنكار بأنني أحب الحديث معكِ لسماع كلماتك المستفزة الخطيرة تلك, لو كنتِ شخص آخر ربما لأصبحنا من أعز الأصدقاء..

- معك حق في ذلك,أنا أيضا فكرت في الأمر و لكن ماذا عسانا أن نفعل؟ هذه هي الحياة غيرك يكره أستفزازي..

-إن الأحمق الذي لا يمتلك ذوق هو من يكرهها..

قهقهت ڤيكتوريا و هي تتخيل لو سمع أنطونيو كلمات دييغو ثم عته يقول:

-لا أعتقد بأنه فات الآوان على أن تصبح صداقتنا أمر حقيقي..

- ربما.. و لما لا؟ لكن لا أعتقد بأن صداقتك معي ستكون لصالحك يا رجل..

- أوه حقا؟ إذا ماذا عساي أن أفعل حتى أحضى بمحادثة جميلة مستفزة معكِ؟

- ما رأيك بأن تقوم بإختطافي مرة أخرى؟!

ضحك دييغو بصخب بعد جملتها ليقول بجدية:

- إذا إركبي السيارة, ما الذي تنتظرينه؟

- ليس الآن فأنا لست متاحة حالية لأنني في ضيافة شخص ما..

- أوه حقا؟ هل إقامتك لديه نالت إعجابك؟

- لا فأنا لم أجد مكان مريح و أنيق للإقامة فيه عند غيرك صدقني لذلك أريد آتي فورا إليك بعد إنتهاء مدة ضيافتي فيه..

- مرحبا بك في أي وقت, لكن لا تأتي إلى مكان إقمتي حتى لا تسببي لي مشاكل عويصة مع زوجتي..

- لا تقلق لقد أخبرتك بأنني لست بمخربة بيوت..

- حقا؟ ماذا عن هذه الآنسة التي في السيارة؟

- قصتها طويلة,  المهم هي هاربة الآن حتى لا يتم قتلها بأبشع الطرق..

- حسنا لقد فهمت الأمر.. بما أنكِ هنا فهذا يعني مستضيفك متهاون كثيرا معكِ, ألا يعلم ما يمكنك الإقدام عليه؟

- أنا تعرف جيدا مهما كان مستضيفي سأفعل ما يحلو لي أليس كذلك؟

قهقه بصخب لقول بسخرية:

- معكِ حق في هذا..

رفع دييغو ساعته متفقدا الوقت ليقول:

- لقد تبقى ساعة على رحيل السفينة لذلك سأرحل الآن, أتمنى أن تخبري الظل عن هذا الأمر حتى ننال رضاه هو الآخر..

- هذا يعتمد على جودة الخدمة..

- لا تقلقي من هذه الناحية, فأنا شخص أحب حياتي و زوجتي كثيرا لذلك لن أقوم بشيئ يغضب الظل..

- هيا إذهب إذا, أنتظر الأخبار السارة..

- إنها مسألة وقت لا غير..

أعاد قلنسوته على رأسه ليغطي ملامحه ثم ركب السيارة ليرحل من المكان, تنهدت ڤيكتوريا بإرتياح لتعيد إرتداء قلنسوتها هامسة أثناء إبتعادها عن المكان:

- و الآن ما تبقى من الأمر فهو تحت تصرف الظل..

فتح عينيه ببطئ مستيقظا من نومه العميق الذي لم يحظى بمثله منذ سنوات عدة, نهض من الفراش و هو يرمق المكان من حوله يستوعب أين هو ليتدفق شريط الذكريات أمامه مما جعله يتنهد بتعب, دخل إلى حمام الغرفة ليقوم بسغل وجهه ثم خرج متجها إلى المطبخ ليضع كبسولة البن داخل آلة صنع القهوة الموجودة على الرف..

نظر إلى جانب الآلة حيث إصطفت سبعة أكواب تدرجت ألوانها من الرمادي الفاتح إلى الأسود و كل كوب يحمل إسم يوم من الأسبوع, بحيث في لكل يوم كوب خاص به, إبتسم بإستهزاء ليأخذ الكوب الأسود الذي دون عليه يوم الخميس ليضعه في مكانه حتى يمتلئ بالقهوة

أخذ الكوب بين يديه ثم رفع نظره إلى الساعة ليجدها تشير إلى السابعة صباحا, خرج من المطبخ ليقف أمام النافذة الزجاجية الكبيرة الموجودة في غرفة المعيشة ليرتشف من كوبه بهدوء و هو ينظر إلى الأمام بتفكير, قطب حاجبيه بإستغراب ليذهب إلى الغرفة مجددا ثم خرج منها ليعود إلى مكانه و علامات الحيرة إزدادت على وجهه..

رن هاتفه في جيبه معلنا وصول رسالة, أخذه بين يديه ليقرأ محتواها الذي إستبدل ملامح الحيرة إلى إسيتعاب ثم إنتصار ليقهقه بخفة و هو يعيد نظره نحو النافذة أمامه قائلا بسخرية:

- يبدو بأنها لسيت ثغرة فحسب بل نقطة ضعف!

وضع الكوب في المطبخ ثم جهز نفسه ليخرج من الشقة و إبتسامة نصر ترتسم على شفتيه..

دخل لورينزو إلى القصر بملامح متعبة جراء قضاءه الليل بأكمله مستيقظا, إتجه بخطواته نحو الأعلى حتى يرى أنطونيو و لكن أوقفه صوت الخادمة القلق:

- سيد لورينزو..

إلتفت إليها بملامح نعسة ليردف بقلة صبر:

- ماذا؟ أسرعي قليلا لأنني أريد أن أنام..

- إن الآنسة فانيسا ليست هنا!

- يا إلهي و هل سأنشغل أنا بهذا الآن؟! إبحثي عنها في غرفتها أو في القاعة أو في أي ركن آخر في هذا القصر ما شأني أنا؟!

- لقد بحثت عنها في كل أرجاء القصر لأخبرها بأن خبيرات التجميل على وشك الوصزل و لكنني لم أجدها!

- إسألي عنها أنطونيو!

- إن السيد لم يعد منذ البارحة!

عبس لورينزو ليهتف بغضب:

- ماذا؟! هل ستقولين بأن الأرض إنشقت و إبتلعتها أم أنها رحلت؟! أم..

توقف عن التحدث فورما طرأت على ذهنه فكرة جعلته يفقد توازنه و لكنه تماسك في اللحظات الأخيرة و هو يهمس بعدم تصديق:

- أم أنها ڤيكتوريا؟!

- عن ماذا تتحدثون؟

صدح صوته البارد في أرجاء المكان ليغمض لورينزو عينيه و هو يدعوا في داخله بأن ما فكر به لا أساس له من الصحة و إلا لا أحد سيسلم من سخط أنطونيو أو بالأحرى النار الباردة..

قرأت محتوى الرسالة الواردة من دييغو و الذي قامت بتسميته مسبقا في هاتفها بفندق سبع نجوم لتبتسم بخفة بعد إخباره لها بأن السفينة قد إبتعدت مسبقا عن المياه الإيطالية و فانيسا بألف خير..

نهضت من فوق السرير لتقف أمام مرآة الستريحة لتنزع المنشفة التي تحسظ بشعرها مما جعل من تلك الخصل الطويلة المببلة تتناثر حولها بعبث, حدقت في إنعكاسها على المرآة لتقوم بإمساك بخصلة شعرها مرمقة إياها بعينها اليمنى بينما كانت اليسرى تحت تلك الخصلات المتمردة..

- أربع غسلات إضافية و ستختفي الصبغة يجدر بي أن أصبغه قبل أن يحدث ذلك, و لفعل ذلك علي الخروج من هنا..

أمسكت بمجفف الشعر لتباشر في تجفيفه..

أوقف لورينزو شريط الفيديو الذي كان يعرض بشكل سريع ما الذي حصل أمس في غرفة ڤيكتوريا, إبتعد عن أنطونيو الذي كان بجلس فوق كرسي مكتبه و يسند ذراعيه على ركبيته و رأسه نحو الأسفل,إبتلع لورينزو ريقه بتوتر ليهمس لاعنا ڨيكتوريا و الورطة التي سببتها..

- أنطونيو؟

رفع أنطونيو رأسه ليبتعد لورينزو أكثر بعد رؤيته لبياض عينه اليسرى تحول نصفه إلى الأحمر..

نهض من مكانه ليخطو بهدوء نحو الخارج مغلقا الباب خلفه بقوة هزت جدران الغرفة مما جعل لورينزو يلحق به بسرعة حيث وجده يداهم غرفة ڤيكتوريا و يغلق الباب خلفه بالمفتاح!

إبتسمت ڤيكتوريا بجانبية حال معرفتها بقدومه الذي كان متوقع مسبقا, طرق الباب عدة مرات من قبل لورينزو الذي كان يهتف بإسم أنطونيو الذي لم يعره أدنى إهتمام بل قام برسم إبتسامة واسعة على شفتيه بينما تلك النظرة الخبيثة إحتلت عيناه..

تلك النظرة جعلت من القلق و الخوف يتسلل إلى قلب ڤيكتوريا فهي تعرفها جيدا,تلك النظرة التي توحي بقدوم كارثة عظمى ستقلب كل شيئ, لكنها تمسكت بثباتها و هدوءها متابعة تسريح شعرها بالمشط بعد تجفيفه..

رن صوته الساخر في أرجاء الغرفة مما جعلها تلفت إليه:

- ڤيكتوريا رومانو ڤيكتوريا رومانو..

- ماذا؟ هل أنت الآن تحفظ إسمي أم أنه لم يعجبك؟

تمتم بسخرية ليقترب هو منها بخطوات هادئة ليقف بقربها مردفا:

- في الواقع لم يعجبني فهو بحاجة إلى تعديل صغير فقط..

قهقهت ڤيكتوريا بصخب بينما تضع المشط أمامها على الطاولة لتقوم بفرد شعرها نحو الخلف مردفة بسخرية:

-أوه حقا؟ و ما هو التعديل الذي سيجعله ينال إعجابك يا ترى؟

وقف خلفها مباشرة واضعا يديه على طرف المقعد التي تجلس فوقه لينحني نحوها حيث شعرت بخشونة لحيته و أنفاسه الحارة ضد وجنتها , رفعت عينيها نحو المرآة ليقابلها وجهه ذو الملامح الشيطانية و ذلك الإحمرار الذي سيطر على عينه لم يزد من مظهره سوى رعبا, لتدرك في تلك اللحظة بأن الذي يقف بقربها الآن ليس أنطونيو سالفتور بل النار الباردة..

-ما رأيك ب ڤكيتوريا سالفتور؟

تجمدت في مكانها و هي تنظر إليه عبر المرآة لغير تصديق, قهقهت بخفة لتنهض من مكانها تاركة إياه يكاد ينفجر لشدة غضبه الذي لو أطلق سراحه الآن سيجعل من التي لا تزال تضحك أمامه رماد فحسب..

إبتعد عن مقعدها معتدلا في وضعية وقوفه و هو يحشر كفيه داخل جيبي بنطاله مرمقا إياها بجمود

- نكتة سخيفة سيد أنطونيو, و الآن هل بإمكانك أن تخرج  لأنني بحاجة إلى النوم الذي حرمت منه البارحة..

- لماذا؟ هل لأنكِ كنت تساعدين ڤانيسا على الهروب يا ترى؟

عدلت ڤيكتوريا سريرها مجهزة نفسها للخلود ألى النوم لتقول بنبرة نعسة:

- ربما نعم و ربما لا المهم دعني أنام يا صاح و بعد ذلك سنتحدث مطولا..

- و لكن تلك لم تكن نكتة آنسة ڤيكتوريا..

نظرت إليه بعدم تصديق ليعيد جملته:

- لم تكن نكتة, أنا جاد بشأن تعديل إسمك آنسة فكيتوريا..

لتأتيه نبرتها الغير مصدقة:

- هل أنت مجنون؟

- لا أنا بكامل قواي العقلية يا آنسة و أعلم بأنك ستوافقين على هذا التعديل

- حقا؟ و ما الذي سيجبرني على فعل ذلك؟ النار الباردة الذي يقف أمامي الآن؟ أنت لا تستطيع أن تمارس علي أسالبيك في التعذيب لذلك إذهب للعثور على عروس أخرى يا صاح و دعني وشأني يكفي بأنك منعتني من حضور الزفاف..

- أليكساندرو مورينو.. هل يعني هذا الإسم لك شيئ؟

تصمنت في مكانها لتلفت إليه ببطئ, قرأ نظرة عدم الإستيعاب و الخوف التي رسمتها عينيها ليبتسم بإتساع ميعدا جملته:

- يبدو بأنه شخص تعرفينه أليس كذلك؟

قابلته بصمتها المطبق ليكمل بإستمتاع:

- شاب صغير في التاسعة من عمره بشعر بني فاتح رفقة عيون خضراء يقطن في دار المسنين التي تطل عليها شقتك من كل الجهات, غرفة المعيشة و غرفة نومك, هو إبن مديرة الدار بالتبني و لكنه كان مسبقا إبن الشرطي المتقاعد " ديفيد رومانو" الذي توفي منذ سنوات, تبناه قبل أن يتوفى بسنوات قليلة, السيد الذي نتحدث عنه هو عمك و الطفل هو شقيقك أليس كذلك؟ لقد كان حقا لطيف..

باشرت يدي ڤيكتوريا في الإرتجاف لتقول بعدم تصديق:

- أنتَ لا يمكنك أن تفعل هذا بي..

- حقا؟ و لما لا؟ لقد ساعدتي العروس في الهروب ليلة زفافها لتتركي الزفاف بدون عروس, لابد لشخص ما أن يشغل هذا المنصب و لا يوجد من هو أفضل منكِ..

- يوجد غيري, أنتَ لا يمكنك أن تفعل هذا بي..

- لماذا؟ ألم يكن هذا هدفك منذ البداية؟ تقتحمين حياتي لتجبري خطيبتي على الهرب في آخر لحظة و هي التي كانت لا تطيق صبرا على الزفاف لتحظي أنتِ بمكانها..

صرخت بقوة هاتفة:

- لماذا سأفعل ذلك و أنا بالفعل مرتبطة!

-كفاكِ سخفا! أنت لست كذلك! و هذه الكذبة لن تنطلي علي مهما حدث! إذا كان ذلك حقيقيا هاتي دليل شرعي على ذلك!

رفت بنسرها أمامه لتهتف صارخة:

- ماذا عن خاتمي؟! هل أنت أعمى لعدم تمكنك من رؤيته؟!!

قهقه أنطونيو بسخرية على كلامها ليكمل بحدة:

- الجميع بإمكانه إرتداء خاتم حتى بدون مناسبة! سترتدين فستان الزفاف و تنزلين إلى الأسفل لتتزوجي بي, و إلا سيدفع شقيقك ثمن رفضك..

خارت قواها لتجلس أرضا ليحيط شعرها الطويل بها حاجبا وجهها عن مجال رؤيته, لم ينتبه إلى جسدها الذي باشر في الإرتجاف أو العرق الذي يتصبب من حبينها حيث ركز على صوتها:

- أنتَ لا يمكنك فعل هذا بي, لا يزال أمامك فرصة لتراجع عن سيد أنطوينو, إعدل عن قرارك المتهور هذا و دعنا نتوصل إلى حل يرضي الطرفين و دع أليكساندرو خارج الأمر, لا تزال فرصة الغفران موجودة لذلك لا تتهور أنطونيو و تقود كلينا إلى الهاوية, أخبرتك بأنني لا أستطيع مجابهته و بأنك ستكون الخاسر الوحيد في الحرب يا أنطونيو! أعاهدك بأنه لن يرحمك !

- و أنا أعاهدك بأنني سأجعلك تدفعين ثمن فعلتكِ يا ڤيكتوريا, لن أكون رحيما بعد الآن..

إبتعد عن مكانه ليتقدم ناحية الباب قائلا ببرود:

- تجهزي جيدا يا عروستي فأنا في إنتظارك في الأسفل, لا تقلقي ستجدين شقيقك و والدته بالتبني حاضرين ليكونوا جانب العروس..

وضع يده على المفتاح ليديره, سمع صوت همسها و لكن لم يستطع تمييز حروفها و ما الذي تقصده ليهز كتفيه بعدم مبالاة ليفتح الباب خارجا من الغرفة غير مهتما بما همست به و لكن ليته فعل..

================================

يُتبع..

رأيكم؟

توقعاتكم؟

من الآن يمكنني إعلان بداية الحرب..

ڤكيتوريا؟

أنطونيو؟

لورينزو؟

فانيسا؟

دييغو؟😂❤

ترى عهد من سيتنفذ, هل العهد الذي قطعته ڤيكتوريا أم أنطونيو؟

فانيسا هربت لتتورط ڤيكتوريا!😳

لا أعتقد بأن أحد منكم توقع بأن خلف فانيسا كل ذلك!😉

حسنا من كان يتوقع بأن نقطة ضعف فيكتوريا ستكون أحد أفراد عائلتها؟👀

و بأن أنطونيو سيكتشفها و يستلغها ضدها بهذه الطريقة؟

لو لم تهرب فانيسا و سار الزفاف بشكل عادي.. هل كان أنطونيو سيقوم بتهديد فيكتوريا بإستغلال أليكساندرو؟

و يطرح السؤال مجددا.. لماذا فيكتوريا عملت جاهدة مخاطرة بكل شيئ حتى تمنع إرتباط فانيسا بأنطونيو؟

هل ذلك من أجل أنطونيو كما يعتقد أم هناك سبب آخر؟

من هو الشخص الذي قامت فيكتوريا بتحذير أنطونيو منه مرارا و تكررا و بأنها لا تستطيع مجابهته لحمايته منه؟!

فيكتوريا تعرف بشأن إنطونيو منذ سنوات و هي تتولى حمايته!😳 و السؤال لماذا يا ترى؟

الظل تولى ما تبقى من مهمة تهريب فانيسا.. كيف ذلك؟👀

يبدو بأن دييغو معجب بشخصية فيكتوريا المستفزة عكس أنطونيو😂

لكن يبدو بأننا سنودع تلك الشخصية بعد الذي سيحدث..

ترى لماذا إنتهى المطاف بأليكساندرو بأن يتم تبنيه من طرف المسؤولة عن دار المسنين التي تطل عليها شقة فيكتوريا؟!

يبدو بأن حدوث الزفاف سيقلب كل شيئ لذلك إستعدوا للقادم 😉

ربما لن يحدث مطلقا من الأساس..🌚

حسنا الآن سأكتفي عن حديث و أترك لكم المجال قليلا🌚💔

لذلك أقول لكم:

جهزوا أنفسكم للقادم 🌚

إلى اللقاء في الحرب القادمة..🌚👋❤

Continue Reading

You'll Also Like

690K 51.5K 16
عَالم مظلم مغمور بالغموض حكاية خطت ورُسمت بالوان الغموض والخفية سَنشاهد التقاء روحين للتصدي للماضي الأليم والمواجهة مع التحديات الجادية هل ستجد ال...
112K 8.4K 18
عائلة دافئة فتاة تتمنى ان تعيش بسلام مع والديها واختها وسط حبهم وحنانهم وتحقيق امنياتها واسعادهم ولاكن هناك من يخالف هاذا الرئي .......
1.5M 119K 52
قصة حقيقة بقلمي الكاتبة زهراء امجد _شال ايدة من حلگي بعد مصاح مروان رجعت كملت جملتي اكرهك انت اناني متحب بس نفسك كأنما معيشنا بسجن مو محاضرة !!! مروا...
430K 11.1K 39
[ S E X U A L C O N T E N T ] • كَــانـت تـَرانِـي أخ لـخَـطِـيـبهَـا بَـيـنـمَـا أراهَـا كُـل لـيّـلـة أسـفَـلـي بـَأقـذر الوضـعـيـَات.. ♡ • لـيـ...