قد زارني حب (مكتملة)

Od Sarah_M_29

495K 29.5K 12.1K

"كانت ترى هذا الحب الذي تكنه له كتلك التفاحة التي أخرجت آدم من الجنة.. خطيئة ولكن تستحق!" وكعبارتي المعتادة و... Více

~ البداية ~
~ اختفاء ~
~ رامي ~
~ صدمة..~
~ حقيقة...~
~ كنت قد أحببته..~
~لقاء..~
~ ما خلف الكواليس..~
~ خيبة..~
~ لمسة حب..~
~ اسرار..~
~ أزمة حب ~
~ تناقضات عاشقين ~
~ آمال تلوح في الافق ~
~ غيرة..~
رجعتتتت
~ وما بين حب وحب ~
~ خيبة مشاعر ~
😑بارت بالطريق
~ شبه سعادة ~
فد سؤال
~ نصف حقيقة ~
~ نصف الحقيقة الاخر~
سعاد
بارت بالطريق ي جدعان
~ النهاية ~
~ الخاتمة ~

~ أمّر الخسارتين ~

14.3K 930 312
Od Sarah_M_29


"لا تكتب شيئاً لي، ما عدت مهتماً برائحة الرسائل.. ما عاد شيء فيك يدعوا للحنين!"

#مقتبس
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
الحياة ليست مثالية ولا نحن كذلك.. في لحظات كثيرة نتخلى عن تلك المنطقية التي ندّعيها فقط لنحمي من نحب.. هناك قرارات سيئة كثيرة نتخذها دون ندم فعلي لأن هناك صوت بداخل عقولنا يبررها من إننا نفعلها لحماية من نحب.. السؤال هو عل يستحق م نحب أن نتلوث من أجله؟ بل وهل نعتبر أنفسنا ملوثين من الاساس؟
كانت مرام تدرك أن حمايتها لأمها لم تكن صحيحة وأن كانت تتحدث بالحق والعدل فعليها أن تحاسب على كل خرق للقانون قد ارتكبته ولكنها في النهاية بشر ولم تتمكن من الافراط بأمها بهذه السهولة وفعلت كل شيء لحمايتها رغم معرفتها التامة بالخطأ الفادح الذي ترتكبه.. تمنت فقط أن يمضي كل شيء على خير ما يرام دون أن يحصل شيء يهدم لها كل ما كانت تبنيه لشهور!

كان يصادف صباح يوم الاثنين، من الايام السيئة بالأسبوع بالنسبة لها ولم تتفاءل به يوماً ولكنه تمنت بشدة أن يكون هذا الاثنين الوحيد المختلف دون أن يحصل شيء يجعله يوم مشؤوم آخر.. أنه موعد الشحنة!

كانت تجلس بمكتبها تعمل على حاسوبها الشخصي حين قاطع عليها استرسالها في الطباعة دخول زيد عليها.. رفعت عينيها فقط نحوه وتوقفت أصابعها عن التراقص فوق لوحة المفاتيح فوضع أمامها اوراق مكدسة داخل ملف ورمى بجسده على الكرسي أمام المكتب وقال:

-قالت سعاد أنكِ ستكونين المسؤولة عن استلام الشحنة من الطرف الاخر هذه الليلة.. متأكدة باستعدادك؟

أخذت الملف وتصفحته مدعية عدم الاهتمام وهي تقول:

-هذا شرط أعمال العائلة اخي.. لا يستلم الشحنة من الطرف الاخر أو عند شركتنا إلا فرد من العائلة.. وبما أنك وعلاء ستكونان مسؤولين عن تهيئة الامور هنا فأنا مضطرة لاستلامها من الطرف الاخر.. هل أملك خيار آخر؟

-يمكن لسعاد الاستلام والتوقيع

-أمي متعبة.. بالإضافة لا أحب رؤيتها تشارك بهذه الاعمال بعد الان.. أبقوها بعيدة لو سمحتم..

-يمكننا وضع أحد غيرك.. أحد موظفينا الثقة!

-وتخالفوا قوانين العائلة الموضوعة منذ سنين؟.. لهذه الدرجة تريد أبعادي؟

رفع زاوية فمه ساخراً ثم قال بصراحة كعادته:

-أسف.. لكني لا يمكنني فقط تصديق أن ملاك العائلة النقي أصبح فجأة يتاجر بالأسلحة!

وضعت الملف جانباً وكتفت يديها أمامها مستندة عليهما فوق مكتبها وقالت بأكثر ملامح تحمل التقزز والكره:

-أي ملاك يا اخي؟ الذي أحرقتم جناحيه وكسرتموها؟ ..

ثم أردفت:

-حتى الشيطان كان بداية حياته ملاك.. لا تستغرب عزيزي!

رمقها بنظرة ساخرة ثم نهض تاركاً المكتب وخرج.. لولا أن لسعاد القرار النهائي كونها صاحبة اغلبية الاسهم في الشركة فما كان سيوافق لحظة على عملها ومشاركتها لهم بهذه الاعمال.. كان يشعر أنها بأي لحظة قد توقظ ضميرها الذي تقتله قسراً وتدمر لهم كل شيء.. لم يدرك أن ضميرها لم يغمض عينيه حتى!

زفرت براحة وخوف في الوقت ذاته وكتبت رسالة قصيرة لأمجد أن كل شيء يسير حسب ما خططوا له.. وتمنت بسرها ان يبقى يسير كما هو فقط!

حلّ الليل على سماء المدينة وقلب مرام بالوقت ذاته وهي تدرك أن هذه هي النقطة الحاسمة في حياتها.. أما أن تضع حداً لجرائم أخوتها فتحصل على حريتها، أو أن يفشل كل شيء وحينها لا تدرك ما الذي قد يفعلونه لها.. لكن كما تعلمه أنهم من المستحيل أن يسمحوا لها برؤية أحد بعد الان أو حتى الخروج من منزلها.. هذا أن أبقوها في منزلها وبجوار أمها دون نفيها خارج البلد!

وصلت الى حدود المدينة حيث المساحات الشاسعة والخالية سوى من سيارتين تخص أخوتها فقط.. فكما كان معروف مهما بلغت ثقتهم بموظفيهم من المستحيل أن يسمحوا لأحد بالاشتراك بهذه العمليات.. لهذا السبب حافظا على أنفسهم من الوقوع بيد الشرطة ولم تتمكن الشرطة أبداً من زرع الجواسيس بينهم.. فالأعمال لن تخرج عن إطار العائلة أبداً ولم يقم أحد افراد العائلة قبل مرام بالاتفاق ضدهم..
كانت ترتدي بنطال جينز مع معطف ذو قلنسوة ترفعها فوق حجابها وتخفي يديها المتوترة داخل جيوبها مدعية البرد..
وصلت اليهم فمد علاء نحوها مفتاح سيارة قائلاً:

-لن تفعلي أي شيء سوى التأكد من الشحنة والتوقيع على الاستلام ثم تقودين سيارتكِ الى هنا خلف شاحنة البضائع.. سينتظركِ زيد هنا وسأعود أنا الى الشركة من أجل تأمين الامور.. حاولي فقط أن لا تفشلي.. أنتِ لكِ الدور الاسهل لأنه الوحيد الذي لن تعترض فيه الشرطة طريقكِ..

اومأت بصمت وهي تستلم المفتاح منه واتجهت نحو السيارة فاستوقفها صوت زيد ينادي عليها.. التفتت اليه من دون جواب خوفاً من أن يلاحظ الارتجاف بنبرتها فقال بينما يضيق عينيه بشك:

-قبل أن تفكري بلعب لعبة قذرة، تذكري أن أمكِ أول من ستقع بالورطة من بيننا.. واضح؟

ازدردت ريقها في محاولة منها لجعل نبرتها متماسكة وهي ترد:

-لا تقلق.. لست غبية لهذا الحد!

ثم تركته وركبت السيارة قبل أن يقول شيء اخر يدفعها للإجابة فيلاحظ مدى الخوف والقلق الذي يتلبسها..
ما أن رحلت قال زيد مخاطباً علاء:

-لست مطمئناً

ليرد الاخر:

-لا تقلق.. لقد اتصلت بالمدعي العام قبل عشر دقائق.. لم يتم اصدار أي مذكرة اعتقال بحقنا أو بحق بضاعتنا.. بالإضافة مرام ستلتقي بهم خارج نطاق صلاحية الشرطة هذا يعني حتى لو كانت على اتفاق مع الشرطة فلن ينفعها الامر بشيء.. أليس لهذا السبب وكلت لها هذه المهمة بالأخص؟

-لا أعلم يا علاء.. لست مقتنعاً ذاتاً بفكرة عملها معنا..

-دعنا نعتبر الامر مجازفة هذه المرة ونرى النتيجة

-أنا لا أقوم بالمجازفة بأعمالي يا علاء ولن أنتظر الصدفة لتلعب دورها.. لو اعتمدنا على هذه الاساليب لكنا بيد الشرطة منذ زمن مضى..

-ماذا تعني؟ هل تفكر بشيء؟

-أسمعني.. من اجل الاحتياط عليك أن تذهب نحو الشركة الان وتقوم بإخفاء كل الملفات التي تدل على تورطنا بأعمال كهذه.. حتى لو لم يحصل أمجد على مذكرة تفتيش فأنا لا يمكنني الاطمئنان لمرام بهذه السهولة

فقال علاء بتشكيك:

-زيد.. ما الذي تفكر به؟ هل تخطط لشيء لا أعرف به؟

فاخرج زيد هاتفه وقال:

-دعنا نقل أن هذه المهمة ستكون اختبار لأختنا ايضاً عزيزي علاء..

لم يكن زيد الوحيد الذي يعاني من قلق مفرط من فشل هذه العملية.. كانت تشاركه مرام القلق ذاته سواء بنجاح العملية أو فشلها.. أنها في حرب مهما كانت النتيجة ستكون هي الخاسرة الاولى فيها.. فما أسوأ من أن يخسر المرء عائلته؟ بغض النظر عمّا إذا كانت هذه العائلة جيدة أم سيئة!
توقفت لمرات عديدة في الطريق وكادت أن تعود أدراجها أكثر من مرة وهي تجهش ببكاء قوي.. هذه الليلة هي ستسلم كل ما تملك.. سواء للشرطة أو لأسرتها.. هذه الليلة هي أما ستخسر نفسها أو من حولها.. استغلت أن الصحراء خالية من حولها لتصرخ كالمجنونة ذارفة دموعها.. تلك الدموع التي تخفيها عن الجميع مدعية مثالية وقوة لا تملكها بالحقيقة.. شيء بداخلها يدفعها لتجاهل كل شيء وتقبل حقيقة أسرتها كما هي فلا أحد يختار ما ستكون عليه أسرته، ولكن كلما حاولت فعل ذلك تذكرت موت سامي ومعاناة رامي والقائمة التي تحتوي اسماء لم تحن الفرصة لتقابلها مرام وترى الاذية التي تسببت هذه الاسرة لهم وربما هي وأمها ستنضمان لهذه القائمة في يوم، ورغم نها ذاقت بعض المرارة منهم ولكنها كانت تخشى الاكبر.. لذلك كانت تدرك أن ما تقوم به ليس شعوراً بالمسؤولية والمثالية بقدر ما هو خوف من القادم!

وصلت الى حيث تم توجيهها مسبقاً وبقيت جالسة في سيارتها تحدق بعيون متورمة وباردة اتجاه إضاءة السيارات البعيدة نسبياً عنها.. كانت السيارة مغلقة وهادئة بشكل مخيف لا يقطع السكون سوى صوت انفاسها المرتجفة وطنطنة بعض الاصوات التابعة للاضواء والاشارة.. تريد صوتاً آخر يقطع عليها هذا السكون.. تحتاج شخص اخر يدفعها نحو هذا القرار المصيري.. مدت يدها بتردد نحو قلادتها لتحضنها بقوة بين أصابعها فلم تمدها بالقوة الكافية كما توقعت فأدركت ان لا شيء سيمدها بهذه الشجاعة التي تتوقعها.. أنه أم ر لابد منه!

وقف زيد بذات هدوء المكان الموحش ولا شيء سوى زفراته المتوترة وصوت هواء البر المخيف وسط هذا الظلام.. لاح له من بعيد ضوء سيارة قادمة فزفر براحة حين أدرك أنها شاحنة البضاعة ولكن القلق ارتسم شيئاً بعد شيء فوق ملامحه حين لم يرى سيارة مرام قبلها أو بعدها.. هنالك شيء خاطئ!
وتأكد من إحساسه حين سمع صوت سيارات الشرطة من خلفه.. التفت بفزع حين تيقن أن إحساسه لم يخذله وأن هنالك شيء سيء سيحصل!
بقي يلتفت ما بين شاحنة البضاعة التي تستمر بالتقدم وسيارات الشرطة التي تجمعت حوله وقد فات الاوان ليتصل بعلاء!
تجمعت السيارات من حوله ونزل أمجد بأكثر ابتسامة مرتاحة مرتسمة على وجهه منذ سنين وهو يتقدم باتجاه زيد الذي جف فمه.. لقد طعنتهم مرام لتحصل على انتقامها الذي وعدت بالحصول عليه!
حاول ادعاء التماسك وهو يقنع نفسه بفكرة أن أمجد من المستحيل أن يحصل على مذكرة للتفتيش!

-زيد عادل سيف الدين!

قالها أمجد بابتسامة بدت متشفية جداً فرد زيد مدعياً البرود:

-عساه خيراً سيد أمجد؟ ألم تتعب من اقتحام مكان عمل العائلة في كل مرة دون الحصول على شيء؟

-ليس هذه المرة سيد زيد

-هل لديك أذن بالتفتيش؟

فأخرج أمجد ورقة من جيبه وهو يقول:

-بالطبع!

وهنا شحب وجه زيد فوراً لا سيما مع وصول الشاحنة الذي لم يقلق صاحبها ولو للحظة من اعتقال موشك بسبب اتصال زيد به قبل انطلاقه لموعد التسليم.. سحب زيد الورقة بعنف من يده ليقرأها وشيئاً فشيئاً تفككت ملامح وجهه ثم نظر نحو أمجد بعدم فهم:

-ما هذه؟

-هذه - وكما تسميها الانسة مرام - التفكير خارج الصندوق!

ثم سحب الورقة من يده وأكمل:

-هذه الطرق الغير تقليدية والتي لن تضعوها بحسبانكم أبداً.. أنها ورقة اعتقال للأنسة مرام!

بقي زيد يحدق به بعدم فهم وتشوش فأكمل أمجد بينما يخرج هاتفه الشخصي ليعرض فديو من تسجيل كاميرا مكتبه:

-كما ترى عزيزي زيد هنا أختك هنا تقوم بسرقة هاتفي الاخر من مكتبي والذي أرغب بشدة باستعادته وبما إن أملك دليل قانوني فقد حصلت على مذكرة اعتقال قانونية بشأن القبض عليها

-وما دخل هذا ببضاعتنا؟

-ومنه نصل لهذه النقطة سيد زيد.. فبالتحدث عن القانون فالقانون يسمح لي باعتقال المشتبه به أينما كان.. وبذلك أن عثرت على متهمي داخل مكان جريمة اخرى فمن حقي التفتيش به والحصول على أدلة تعتبر قانونية وادانة صاحب المكان

ثم أشار نحو الشاحنة قائلاً:

-ويصادف بمحض الصدفة والحظ ومن دون أي تخطيط مسبق أن في هاتفي الذي سرقته مرام خاصية تحديد الموقع الذي يحدد أن أختك حالياً في الشاحنة ومن حقي اقتحامها للقبض عليها.. وأي دليل على جريمة اخرى سأعثر عليه سيعتبر ادانه عليكم حتى لو لم أحصل على مذكرة تفتيش!

ثم أشار لبقية مرافقيه بفتح الشاحنة بينما يكمل:

-أنت تعمل في سلك الشرطة وقوانين كهذه تدركها بالطبع.. لا داعي أن أشرحها لك بالتفصيل.. أليس كذلك؟

بقي زيد يطحن أسنانه ببعضها دون الرد بشيء.. انها اللحظة التي عليك فيها سماع عبارة "كش ملك" الاخيرة.. هذه المرة لا مهرب ولا جنود لتضحي بهم لتحمي الملك.. هذه المرة توجهت الضربة بشكل مباشر للملك.. ولكن السؤال هو.. هل ستنتهي اللعبة بعدها؟ أم سيستمر الملك بالتهرب من الموت الواقع لا محالة؟

فتحوا الشاحنة ليروا مرام تجلس هناك على احد صناديق البضاعة وفور مشاهدتها لهم تبسمت ونزلت من السيارة ليأتي زيد يتمشى على مهل واضعاً يديه في جيبيه مطالعاً أخته بابتسامة كارهة ومتوعدة فقالت بطمأنينة لعلمها أنها نهايته لا محالة:

-مفاجأة اخي..

تبسم ليرد بهدوء:

-على الاطلاق.. ليست مفاجأة أبداً أن يصدر منكِ أمراً مماثلاً..

فقال أمجد موجهاً حديثه لعناصره:

-أفتحوا الصناديق فوراً..

فقال زيد:

-رغم إني استطيع إيقافكِ عزيزي السيد أمجد.. فمن حقك اقتحام الشاحنة للعثور على متهمك وليس فتح صناديقها.. ولكن دعني أسايرك..

وهنا كانت نقطة الفزع بالنسبة لمرام.. ما الذي يخطط له ليحظى بكل هذه الطمأنينة؟ لقد شاهدت الأسلحة بأم عينيها ووقعت على التسليم وما أن يفتحوا الصناديق سيعثرون عليها وسيزج بالسجن.. فما الذي يخطط له؟
فتحوا الصناديق.. ظهرت الأسلحة.. وزيد لا يزال يقف مبتسماً وهادئاً.. نظر له أمجد بذات استغراب مرام وقال وكأنه يطمئن نفسه من أن لا شيء خاطئ قد وقع:

-كيف ستفلت هذه المرة زيد؟

رفع زيد كتفيه ببساطة وقال:

-أفلت من ماذا؟ لم تصل شاحنة بضاعتنا بعد.. ما شأني بهذا؟

وهنا هتفت مرام:

-ماذا؟.. هذه شاحنة بضاعتنا

وهنا رد السائق:

-لا انستي.. ليست كذلك..

ثم أخرج السجل واعطاه لأمجد قائلاً:

-انها لشركة اخرى سيدي.. بضاعة السيد زيد ستصل بعد دقائق.. الانسة مرام ركبت الشاحنة الخاطئة

بقيت مرام تطالع السجل بعيون مصدومة ومفزوعة.. أنه "كش ملك".. ولكن ليس لزيد.. بل لها!
حدقت بأمجد الذي يحدق بذات الصدمة بالسجل.. أسم لشركة وهمية من المستحيل أن يعثروا عليها.. بضاعة مكدسة من الاسلحة لن يتحمل ذنبها سوى هذا السائق الذي الله يعلم كم دفعوا له بالمقابل ورضي ليعيل أسرته.. كما يفعلون في كل مرة!.. ما الذي جعله يظن أن هذه المرة مختلفة وسيتمكن من الاطاحة بزيد بهذه البساطة؟
التفت بعيونه المشتتة نحو صوت السيارة الاخرى التي جاءت محملة بالإسمنت ومواد البناء ومسجلة بسم شركة زيد الذي قال بينما يشير لها:

-هل تحب تفتيش الاسمنت الذي كنت بانتظاره سيد أمجد؟ أم تحب التفكير خراج الصندوق لوهلة قبل ان تفعل ذلك؟

ثم تبسم بينما يهم بالرحيل:

-والان عن أذنكم لدي الكثير من الاعمال التي أقوم بها.. وبالطبع انت مشغول هنا فكما تعلم لقد حالفك الحظ وأنت تضع يدك على عملية تهريب الاسلحة بينما تقبض على اختنا العزيزة سارقة الهواتف..

ثم التفت نحو مرام وقال بنبرة أدركت معناها جيداً:

-أن لم تدخلي السجن الليلة بسبب سرقتكِ الصغيرة فسنلتقي بالمنزل اختي العزيزة.. فمن يعلم متى ساراك بعدها؟

ثم رحل تاركاً اياها وسط صدمتها وفزعها.. هي أدركت أن نهايتها قد حلّت وأنها قد هلكت لا محالة.. لقد لعبت بالنار بمحض إرادتها.. من ستلوم إذا احترقت؟
نادى أمجد أسمها للمرة الثالثة دون أن يتمكن من انتشالها من صدمتها وهي تحدق بالفراغ حيث كان جسد زيد يقف هناك.. استعادت تلك الليلة المشؤومة.. ذلك الضرب.. تلك الوعود والتهديدات.. فعل كل هذا ليجبرها على الخضوع لهم.. فما الذي سيفعله هذه المرة ليعاقبها؟
صاح أمجد بأسمها بنبرة أعلى لتلتفت نحوه بعيونها الباكية والجاحظة غير قادرة على إخراج صوتها الخائف فقال أمجد بعصبية:

-مرام؟ هل تظنين لأمك يد بمعرفة زيد بهذا الامر؟

قطبت حاجبيها باستغراب وقال بتشتت:

-أمي؟.. أيعقل أن تفعل بي شيء كهذا؟

ثم هزت رأسها رافضة:

-هذا مستحيل.. ليس الى هذا الحد!

-دعينا نذهب لها.. هذه الليلة علينا إيجاد حل.. فلا أظن أن زيد سيسمح بخروج الصباح عليكِ!

ومع عبارة أمجد هذه سقطت كل تلك الدموع المكبوتة في عينيها.. أنها النهاية بالفعل!
توجهت مع بعض عناصر الشرطة نحو شقتها حيث أمها تنتظرها هناك مستعدة لِما سيحدث تالياً.. صعدت مرام مع أمجد وألم كبير يتربع وسط صدرها سيدفعها للصراخ بأي لحظة ولكنها تقاومه بشدة..
كانت سعاد تجلس بتأهب وسط الصالة تطالع الباب بعيون متحسرة وهي تشاهد مملكتها التي بنتها تتساقط قطعة بعد أخرى دون أن تفعل شيء لتحميها.. فأنقاذ أي قطعة يعني خسارة ابنتها الوحيدة. وهي خسارة من المستحيل أن تتقبلها!
دخلت مرام بصمت وعيون تحمل الكثير من الألم والغضب والخوف وهي تطالع أمها التي أدركت من منظر ابنتها أن شيء ما خاطئ قد وقع..
نهضت من مكانها بقلق وقبل أن تنطق بشيء أنفجرت مرام بالصياح بوجهها وهي تقول لها:

-أخبريني أن لا علم لكِ بما حصل أتوسلكِ!

فقالت سعاد بعدم فهم:

-علم بماذا؟ ألم يسير كل شيء كما كان مخطط؟

فرد أمجد:

-ليس لم يسير فحسب.. بل حصل العكس تماماً .. لقد لعبنا زيد قبل أن نلعبه!

فأكملت مرام بقهر وبكاء:

-هل كنتِ تعرفين أمي؟ هل أخبرته؟

وهنا صاحت أمها بها بلوم :

-هل فقدتِ عقلكِ مرام؟ هل أرمي ابنتي الوحيدة بالتهلكة لأنقذ عملهم؟

وهنا أجهشت ببكاء مرعوب وهي تقول بهستيرية:

-زيد سيقتلني أمي.. سيقتلني!

تقدمت فوراً نحوها وضمتها اليها وهي تقول:

-من المستحيل أن أسمح بمس شعرة منكِ.. فقط أهدأي وسأجد حلاً أقسم لكِ.. قولي لي ما حصل!

ثم جلس الثلاثة وبدأ أمجد يشرح لها كل ما خططوا له والنتيجة المعاكسة التي حصلت فأدرك سعاد أن المصيبة هذه المرة لا يمكن حلها بقرار منها.. سكتت لوهلة بعد انتهاء أمجد من الشرح ثم قالت:

-بما أن زيد لم يتصل بي ولم يبلغني بما فعلت مرام هذا يعني أنه أدرك إني على علم مسبق بهذا وراضية عنه.. من المستحيل أن يأخذ رأي بما سيفعله ولن أتمكن من إيقافه أن أراد أن يؤذيها.. هذا أن لم يخططا الان لأذيتي أنا ايضاً للتخلص من كلانا

فقال أمجد بحيرة:

-والحل؟

تطلعت بعينيه قليلاً ثم قالت:

-هل يمكنك أبرام اتفاق معي؟

فقال باستغراب:

-ماذا تعنين؟

-أتفاق لن تعود به لرئيسك لأنه سيرفض.. عليك أن تقرر أنت الان بقبول أحد الخسارتين.. لا يمكنك تحقيق العدالة المطلقة بل العدالة التي تتضمن أقل الخسائر..

-لا زلت لا أفهم سيدة سعاد

-أريد حريتي أنا وابنتي.. سآخذ مرام وأرحل عن هذه المدينة الليلة.. ٍسأقدم لك وثائق ستحكم علي بالسجن على أقل تقدير عشر سنوات وتحكم عليهما بما يفوق العشرون عاماً.. وثائق من المستحيل أن يظن زيد ولو للحظة إني من الممكن أن أقدمها وأقحم نفسي بورطة كهذه.. ودام أنه لم يضعها بحسبانه فهو لم يخطط مسبقاً لكيف سينجو من هذه الورطة.. وثائق يا سيد أمجد لن تسحب زيد وعلاء ايضاً بل الاكبر منهما ايضاً.. فمقارنة بالمسؤولين الذين نعمل معهم.. نحن مجرد بيادق تحمي تسترهم خلف الكواليس.. لذلك أن أخيرك الان بإعطائي حرية لا استحقها مقابل أن تقبض على من هم أكبر مني وتنهي فساد لم تتمكن من انهائه منذ سنين

استغلت صمت أمجد وتفكيره لتكمل:

-لذلك الان ستقرر لنهرب أنا ومرام من المدينة ومن ثم خارج البلد لمكان حتى أنت لن تعرفه وسأعطيك وثائق لتقبض عليهم.. أو يمكنك رفض طلبي ببساطة وسأجد حل آخر لحماية ابنتي وحماية نفسي.. ولكني بكلتا الحالتين سأترك كل شيء خلفي وأرحل دون أن تتمكن من القبض علي

-إذاً لِما ستقدمن وثائق سيتم من خلالها اصدار أمر بالقبض عليكِ ولن تتمكني من العودة الى هنا أبداً؟

-لأنه حان الوقت التخلص من زيد وعلاء لأحمي مرام.. ربما أنا لن أعود.. ولكن لمرام شيء ستود العودة له بيوم!

رفعت مرام عينيها الباكية بصدمة نحو امها.. هي تدرك أن امها تلمح لأمر رامي.. أدركت سعاد أن هذا الحب سيدفع مرام لرمي نفسها بالجحيم مرة اخرى أن كانت هناك فرصة بالحصول عليه حتى لو بوجود زيد وعلاء.. وهي مجازفة لن تقدم عليها سعاد..

سكت أمجد للحظات ثم قال :

-حسناً.. رغم عدم اقتناعي بفكرة أفلاتكِ من كل المسؤولية ولكن خسارتكِ لكل شيء والهرب هو أكبر عقاب لكِ.. سأجهز أمر سفركما هذه الليلة بسرية دون تسجيل أسميكما بداخل المطار وسأضعكما ضمن حماية الشهود كي لا يتمكن زيد من معرفة وجهتكما.. وأظن أن شخص بمثل عملكِ بالتأكيد لديه دولة معينة قد هيئ لنفسه مكان إقامة وعمل لظروف كهذه.. أم أنا مخطئ؟

-وحساب مصرفي أيضاً..

-جيد.. سيكون موعد انطلاقنا للمطار في الساعة الثالثة بعد منتصف الليل.. قوما بأخذ ما تحتاجانه فقط وسأضع العدد الكافي من عناصر الشرطة عند الباب كي لا يتمكن زيد من الاقتراب منكما هذه الليلة

ثم رحل أمجد حين لم يكن يملك أي خيار آخر سوى القبول بأمّر الخسارتين..
ما أن خرج أمجد حتى بكت مرام وهي ترتمي بحجر أمها وتقول بصوت مخنوق:

-أنا خائفة يا أمي..

مسحت سعاد على رأسها بحنو وهي تقول:

-كوني فخورة.. لم ترتكبي أي خطأ

-ومع ذلك سأبقى وحيدة.. سيتم نفيّ بدون ذنب ارتكبته يداي..

-أحياناً للنضج وللقرارات الصحيحة ثمن يا مرام على أحدهم دفعه.. ليست كل القرارات الصحيحة تتم مكافئتها..

ثم رفعت وجه بين يديها وقالت بحزم وحنو بذات الوقت:

-أنتِ تحبين رامي.. أنا أعرف.. وأعرف أن ما يؤلمكِ بالرحيل هو لأدراككِ أنكِ لربما لن تريه بعد الان ولن تجمعكما فرصة.. لكن لا تجعلي هذا الحب يفقدكِ ذاتكِ.. لا تضحي بنفسكِ من أجل الحب ثم يرديكِ الحب ذاته قتيلاً.. أحبيه يا مرام ولكن ليس على حساب نفسكِ يا ابنتي.. فتاة من دون عائلة عليها أن تكون أقوى بمئة مرة.. لا تجعلي الحب الاهتمام الاول في حياتكِ.. أتبعي احلامكِ، طموحكِ، شغفكِ وأن وجدتِ الحب في طريقكِ الى كل هذا فلا بأس عيشيه.. وليس أن تصنعي طريق خاص للحب وحده لتفقدي كل الطرق الاخرى.. ربما رحيلنا سيمنحكِ حياة جديدة وفرصة لتحقيق كل ما فشلتٍ بتحقيقه هنا.. وكمن يعلم؟ قد يكون رامي قدركِ.. من الذي يعلم ما الذي يخطط الله له؟

تبسمت مرام بمرارة وهي تقول:

-بعد كل ما حصل.. تظنين إني سأحصل على الحب مجدداً يا أمي؟.. أنا ملعونة منه!.. ورامي لن يحبني مجدداً.. وربما لم يفعل منذ البداية.. ربما كنت أثير شفقته فحسب!

تبسمت سعاد وهي تمسح خدها برفق وقالت:

-لا أعلم ما جمعكما.. لكن ما أعلمه أنكِ امرأة من الصعب أن لا يحبها أحدهم وتسلب له عقله بضحكتها وثقافتها وجنونها وطفوليتها.. سينسى الرجل الاف الوجوه الجميلة.. لكنه لن ينسى قلب امرأة حنون أحبه.. القلب هو الذي لن يُنسى.. وقلبكِ الذي أعرفه سيجعلني أعرف كيف جعله يحبكِ!

ربما أصابها كلام والدتها ببعض العزاء من أنه لربما سيبقى لها ذكرى بقلب رامي لن تجعله ينساها بسهولة كما لن تفعل هي.. تمنت أن يُصاب بحبها الى الابد دون أن يُشفى منه.. لربما هذا سيبري جرحها الموجع!
هيأت مرام كل ما هو ضروري فقط من أجل السفر... بحثت كثيراً بين اشيائها ولكنها لم تتمكن أبداً من العثور على ذكرى تخصه لأخذها معه.. لقد رحلت عنه بعد أن تركت كل شيء فعلياً ورائها ولم يفكر هو يوماً بالوصول لها ليترك ذكرى تدفعها للبقاء هنا والمحاربة من أجل حب لم يحارب أحد فيه غيرها.. رامي ايضاً تخلى عنها بسهولة فقط لأنها جرحته.. لكن أليس هذا هو الحب؟.. أن نجرح ونؤذي ومن ثم نحصل على المسامحة؟ ألا يجب أن يكون الاحتواء في لحظات الذنب وليس في لحظات المغفرة؟ إذاً لِما كان حضنه أول الاحضان التي نفتها في اللحظة التي لم تعد فيها مثالية؟.. هل يقتصر الحب على المثاليين فقط؟ ماذا عن اولئك المليئين بالندوب؟ ألا يستحقون سعادته؟

أدركت أنه لم يعد هنالك ما يسمى مرام ورامي.. هنالك مرام وهنالك رامي.. هنالك المنفية وهنالك من حصل على انتقامه المنتظر.. اليوم افترق الطريق الذي جمعهما يوماً.. اليوم هو موعد الرحيل بدون رجعة ومستقبل مجهول الى أبدية مجهولة المدة!

تلك اللحظات لم يتمكن أحد من وصف شعورها.. لحظات الفراق الاخيرة التي لا نملك الخيار بمنعها وايقافها.. اللحظات التي سنعرف بها قيمة الدقيقة والثانية كيف ستكون..
هذا المنزل الذي لطالما كان هادئ أصبح هدوئه مخيف الان والظلام يعج بأغلب أركانه..
بكائها لم يكن يخمد أي شيء ولا حتى صراخها.. كان خوفها يتفاقم بكل لحظة تمر عليها وهي تشعر بالوحدة تتآكلها..
هي الان البطاقة المؤذية بالنسبة للجميع والجرح الذي لن ينساه أحدهم.. هي عقاب رغم سعيها جاهدة لتكون رحمة وحل.. لم تعرف كيف انتهى بها المطاف لتكون المنبوذة من الجميع!

ودّعت ارجاء الشقة التي ضمت طفولتها ومراهقتها ولحظات الحب السرية تحدق بها بشاشة الحاسوب بأميرها الساحر الذي لم يكن يعرفها آنذاك.. ستودع المكان تاركة ذكرى في كل زاوية من زواياه كعقاب على جريمة لم تقترفها يداها!

رحلت مرام في تلك الليلة عن مدينتها ومن ثم عن بلدها دون أن يعرف أحد بذلك ودون أن تودع أحد.. رحلت متسترة بظلام الليل عن كل يد تحاول أن تطولها ولكنها لم تفعل ذلك قبل أن توقد الشعلة الاولى من جحيم أخوتها وتلقيهم أمها في تهلكة كان يجب أن يصلوها قبل سنين عديدة!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

ادري ادري والله تأخرت عليكم🥺

بس والله هذا اكثر البارتات نحاسة لو تشوفون شكد احتاريت بي..

والحلو تعبت وكتبت وكملت ومن سولفت احداثة لمجلس الادارة(مها وحنين وهدى) رفضو 🙂💔

انتو بس تخيلو الشعور وانتي هنا يعني مبيدج شي تسوي ولازم غصبا ما عليج تعيدين التفكير باحداث ثانية... حكم القوي.. حسبي الله بس😭

هسة تكليلي وليش هيح تأخرتي؟

يعني من عندج صديقات تافهات وتكوليلهن تعالن عدنة اجتماع طارئ علمود نحل عقدة النهاية مال القصة

وتجي هدى تقترح عليج ليش ما تخلين خوانها يضربون عليها صواريخ؟

وحنين تكلها لالا سويلنا هورشيما

ومها تضحك مدري ع شنو

وانوب يكعدن يسولفن بالمسلسلات الكورية

بابا القصصصصصصة😭

بس فديتهن كلش متعبتهن وياي وكلش هواي ساعدني بحيث هواي اشياء من رفضنها وعدت كتابتها حسيتها صدك غلط تتخلة بهيج صورة...

شكرا الجن🥺

او لا غصبا ما عليجن😑 غيرت رأي😑

المهم شنو رأيكم بالاحداث؟🤔

هسة تطلع معاجبتكم ويروح كل تعبي🙂💔

لا يا زمن🙂💔

المهم

اكو احد يتوقع القادم؟🌚

اشك😈😈😈😈😈

Pokračovat ve čtení

Mohlo by se ti líbit

1.1M 69K 105
" فرحات عبد الرحمن" شاب يعمل وكيل نيابة ويعاني من مرض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مع ارتباط وثيق باضطراب النرجسية مما يجعله ينقاد نحو كل شيء معاك...
404K 13.6K 33
الألم يفني روحها وحياتها بأكملها، لا قد أفناها منذُ دهر، التي تعيشها الآن ليست حياة بل أذى ووجع يخالط روحها التي ستنتهي، عندما آتت إليها الفرصة الذهب...
854K 86.8K 30
في وسط دهليز معتم يولد شخصًا قاتم قوي جبارً بارد يوجد بداخل قلبهُ شرارةًُ مُنيرة هل ستصبح الشرارة نارًا تحرق الجميع أم ستبرد وتنطفئ ماذا لو تلون الأ...
337K 27.1K 55
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...