أرواح مشوهة | distorted souls

By the_writer_ro

107K 4.2K 10.2K

يقوم بإختطافها ثم تهديدها للقبول بالزواج منه بعدما جعلت عروسه تهرب قبل يوم واحد من الزفاف ، إعتقد أنه أمسك بز... More

المقدمة:
الفَصل الأول: ڨيكتوريا رومانو
الفصل الثالث: عَهد..
الفصل الرابع: الظل..
الفصل الخامس: صورة..
الفصل السادس: تبادل عهود..
الفصل السابع: دماء على فستان..
الفصل الثامن: فوضى ساخط
الفصل التاسع : جولة شطرنج
الفصل العاشر: ضيف من الماضي
الفصل الحادي عشر: رائحة الموت
الفصل الثاني عشر: تسجيل دخول لساحة..
الفصل الثالث عشر: معزوفة الحرب
الفصل الرابع عشر : نصل الحقيقة
الفصل الخامس عشر : عقاب متمرد
الفصل السادس عشر : ليلة بين النجوم
الفصل السابع عشر : ملاك حارس
الفصل الثامن عشر : وكر الشيطان
الفصل التاسع عشر : الغسق
الفصل العشرون : العتمة
الفصل الواحد و العشرون : تحت ضوء القمر
الفصل الثاني و العشرون : رسالة من جثة
الفصل الثالث و العشرون : قصة سيدة النصر-الجزء ١-
الفصل الرابع و العشرون : على حافة الهاوية
الفصل الخامس و العشرون : قصة سيدة النصر-الجزء٢-
الفصل السادس و العشرون : وردة الجوري السوداء
الفصل السابع و العشرون : وحوش حول مأدبة العشاء

الفصل الثاني: خَطَر !

4.6K 209 210
By the_writer_ro

رَفعَت مِعصَم يَدِها نَحو عَينَيها الخَضرَاء لِتجِد السَاعة تُشارِف عَلى بُلوغ الحَادِية عَشر لَيلا,َ نهضَت مِن مكانِها مُتجهة إلى الحَمام لِتزيل آثار الدماء مِن علَى كَفَيها..

ثَواني حتى خَرجت مِنه لِتخرُج مِن الغُرفة بِأكمَلها نحو الرِواق الأبيَض لِتخطو بِخطواتها نَحو غُرفة أخرى, دَخلت لِتغلق البَاب خَلفها لِتجد الغُرفة المَليئَة بِالخزَائن الحَديدِية فَارغة مِما جَعلها تَتنهد بِراحة, إتَجهَت نَحو خِزانة مُعينَة لِتخرج مِفتاح صَغير الحَجم مِن جَيبِها لِتقوم بِفتحها, أخرَجت حَقيبَة مُتوسطة الحَجم لِتتجه بِها نَحو حَمام تِلك الغُرفة

بَعد مُرور مَدة قَصيرة خَرجت مِنه بَعدما غَيرت ثِيابَها مَن الرِياضِية السَودَاء إلَى بِنطال أبيَض ضَيق مَع كَنزة صُوفية ذَات لَون وردِي بَاهت لاق بِلون بَشرتها المُسمَرة بِفعل أشِعة شَمس فَصل الصَيف الذي غَادر مؤخرا بَينما قَدميها تَجردَت من حِذائها الرِياضي لِتمشي بِرجليها المُغطاة بِجوارب سَوداء عَلى الأرض البَاردة نَحو خِزانتها مُجددا لِتسحب حِذاء رَمادي ذو عُنق طَويل يَصل إلَى حَد رُكبتها مِن الدَان لِترتديه مُضيفة مِعطف رمَادي إلَى ثِيابها ثم أعَادت تَرتيب شَعرها البني المُسرح عَلى شَكل ذَيل حِصان لِتكتمل إطلالتِها أخِيرا..

أخَذت حَقيبَتها و أغلَقت خِزانتها بَعدما أعَادت ثِياب العَمل بِداخلها لِتخرج مِن الغُرفة بَينما عَقلها مشغول بِتصفح الهَاتف المَحمول بِواسطة يَدها اليُمنى فِي حِين اليُسرى تَكفلت بِحمل حَقيبتها..

عِند مُرورها أمَام مُنعطف عَلى يَمينها شَعرت بِشيئ يُرش عَلى وَجهها لِتتَسلل رائحَته فَورا نَحو أنفِها لِتجعل رُؤيتها مُشوشة, أردفَت بِهمس لِنفسها:

-تبا! ليس مجددا !

لِتقع بين يَدي الرجل مُغشى عَليها, لِيأخذ صَديقه حقيبتها في حِين هو تَكفل بِسحبها نحَو الرواق المظلم لِيخرج من المُستشفى بِأكمله..

تَجعدت مَلامحها بِإنزعَاج لِتفتح عينيها بِبطئ رمشَت عدة مَرات لِتعود رؤيتها إلَى طبيعتها بعدما كانت مشوشة, جالت عينيها مستكشفة المكان الذي لم يكن سوى ظلام دامس سوى البقعة المضاءة التي هي فيها مقيدة بِالمقعد الذي َتجلس عليه..

قَلبت عينيها بِتملل لِتردف بِإنزعاج:

- ماذا تريد مني مجددا ريكاردو ؟ ألَم نتوصل إلى إتفاق مرضي لكلينا؟ أعلم أنه كان لصالحي فقط و لكن الإتفاق إتفاق!

ظَهرت ملامح الإستغراب على ملامح الكابو الذي كان يقف في الظلام إلى جانب النارد الباردة..

خرج جسد من الجهة المظلمة الواقعة خلفها و لم يكن سوى ذلك الشاب الذي إختطفها و رمى دلو الماء على فلانتيو سابقا إلا أنه هذه المرة كان يحمل حقيبتها..

نظرت إليه ڤيكتوريا فور إنتباهها لِوجوده, دقَقت النظر فيه لِتقول بإستغراب:

- من المؤكد بأنكَ لستَ أحد رجال ريكاردو لِأنك وسيم عكسهم تماما, إذا هل أنتَ أحد رجال دييغو؟

توسَعت عينا الشاب من كلماتها الغير مناسبة للموقف بتاتا! حَدقت به من الأعلى إلى الأسفل لِتتابع بما جعله يجز أسنانه غضبا:

- لا إنكَ قصير القامة بينما رجال دييغو يُنافسون عامود الإنارة طولا ! كما أن جسدكَ المنحَوت يَدل على أنكَ شخص رياضي عكس رِجال سانتو الهزيلين مَما يستبعد إمكانية أنني عنده الآن, لا أعتقد بأنني قابلت أحد يشبهكَ أثناء زياراتي لِمعجبيني..

حديثها هذا لم يزد سوى حيرة لِلكابو الذي همس بإستغراب واضح:

- من أين تَعرف كل هؤلاء؟!

- إذا يا أيها الشاب الوسيم الذي يحمل حقيبتي إلى حيث لا أعلم,هلا أطلعتني من هو الكابو خاصتكَ لأعرف ضيفة شَرف من أكون؟

- يمكنكَ الإنصراف

صَدح صوت الكابو الهادئ في أرجاء المكان لِيخرج الشاب مسرعا لِتبتسم هي بِمكر مردفة بإنتصار:

- أعتقد أنني علمتُ بهوية المستضيف

لم يتمالك الكابو نفسه لِيتقدم بخطوات سريعة نوع ما نحوها, لتتوضح هيئته أمامها, ظهرت لمحة من الدهشة على عينيها الخضراء سرعنما إختفت لتحل محلها نظرة سعيدة لِتتسع إبتسامة شفتيها أكثر:

- الكابو لورينزو روسو..

لم يتمكن الكابو من منع ملامح الدهشة من الظهور بِوضوح على وجهه! لِيردف بِإستنكار:

- من أنتِ بحق خالق السماء؟!

قهقهت بخفة لِتقول بينما تزم شفتيها مانعة نفسها من الغرق في نوبة ضحك:

- هل بعد أن إختطفتني تسأل عن من أكون؟ أنتَ بالتأكيد تعلم من أنا و لكن يبدو بأنكَ تود أن نتعرف وجها لوجه احم لا مشكلة لدي, مرحبا أنا ڤيكتوريا رومانو تشرفتُ بلقائك

-و اللعنة أنا على عِلم تام بإسمكِ يا هذه! و لكن من أنتِ حقا؟!

- مجرد طالبة متخرجة حديثا تعمل في المستشفى الخاص الذي تدربت فيه لِسنوات و لا تزال تطمح لإكمال دراستها لتطور قدراتها في مجال عملها ..

سَحب سيجارته من جيبه واضعا إياها بين شفتيه لِيشعلها بواسطة قداحته لعلها تخفف من غضبه قبل أن يُقدم على خطوة متهورة..

- و كيف لِطالبة عادية أن تَكون على معرفة بِتلك الأسماء الثقيلة التي لا وجود لها من الأساس في عالمها الوردي؟ هل هذه الأسماء أصبحت مادة تُدرس في الجامعات و أنا لا أعلم؟

- ما رأيكَ أن تقوم بِتحرير يداي لكي نتحدث بكل أريحية؟

أدرك من خلال كلماتها بأنها لن تَتحدث عن الأمر إلا بعد تنفيذه لطلبها, و من أجل الحصول على ما يريد دون أذيتها لِكونها شخص لا يزال مجهول بالنسبة لهم و تعريضه للأذى قد يُسبب له مشاكل هو في غنى عنها كما أنها من الأساس أنثى..

تَقدم منها ليقوم بفك القيد عن معصميها لِتسحَبهما إليها مُتفقدة الإحمرار الذي أصَابهم..

وَضع يَدَيه عَلى جَانِبَي المِقَعَد ُمستَندا عَليهِ لِينحَني إلَيها بِطُوله لِيقَابِل وَجَههَا حَيث يَفصِل بَينَهما مَسافة مُعَتبَرة رَفعَت رَأسَها إلَيهِ لِتتصَادَم خَضرَوتَيها الشَاحِبة مَع قَهوِيتَيه الدَاكِنَة..

لِتقوم بِتعديل وضعية جُلوسها واضعة قَدم فوق الأخرى ثم ضَمت ذراعيها إلى صدرها بَينما عَينيها الخضراء تَنظر إلى بنيتاه مباشرة مخبرة الذي أمامه بأنها لا تهابه أبدا مهما كانت مكانته..

كُل هذا تحت أنظار النار الباردة الذي لا يزال يقف في مكانه منذ البداية متابعا بِصمت سير الأحداث..

- إذا هل نَستطيع إكمال حديثنا الآن؟

فَتحت شفتيها لتردف بنبرة واثقة:

-بالطبع,أين توقفنا؟ أوه أجل تذكرت, يجب أن تعلم بِأنني لم أسعى لتعرف على هذه الأسماء بل هي من تسعى لِتعرف علي لأسباب لِحد الآن أنا جاهلة لها, كما يحدث الآن تماما..

- هل ربما لأنكِ تعملين لدي المخابرات و في نفس الوقت في العالم المظلم؟ أم...

قاطع حديثه صوت قهقتها الصاخب لِيعقد حاجبيه بغضب كونها أثارت غضبه لِحد بعيد, وَضع سيجارته المشتعلة بين شفتيه مجددا ساحبا نفس طويل منها لِينفث دخانها الكثيف على وجهها مما جعلها تتوقف عن الضحك لِتسعل بخفة

- لقد قُلتَ شيئ مضحك جدا يا سيد لورينزو لِذلك لم أستطع كتم قهقهتي فلا تأخذها على نحو شخصي..

صمتت قليلا لتردف بسخرية:

-أنا أعمل في المخابرات و في ذات الوقت في المافيا؟ من الذي أخبركَ بِهذا الهراء؟ هل تعتقد بِأنني أحد بطلات مارفل؟! أنا بالكاد أستطيع النهوض من السرير ! من هذا الغبي الذي أعلمكَ بِهذا؟!

-نفس الشخص الذي أقَر بأنكِ المسؤول عن الإبلاغ بأمر مرور شحنة الأسلحة في الميناء..

ضيقت عينيها بتفكير ثواني لتردف بِإستعاب:

- الحقير فلانتينو!

- بالضبط..

- يا إلهي أصبحتُ أعلم أمور تتعلق بي و أنا ليس لي علم بها حتى! أطرِبني بالذي قاله ذلك الأحمق أيضا؟

نفثَ الدخان على وجهها مجددا و هذه المرة لم تبدي تعبير منزعج كالسابق بل بقيت على حالها منتظرة إجابته التي كانت:

- بأنكِ عشيقة أحد زعماء هذا العالم المظلم؟

زمت شفتيها ثم رفعت إصبعها السبابة لتقول بنبرة جاهدت على أن تجعلها ثابتة:

-هل تسمح لي بالضحك؟

قلب‌َ عينيه بِملل ليبتعد عنها راميا ما تبقى من سيجارته أرضا ليدعس عليها بحذائه منتظرا مُرور نوبة الضحك التي دخلت فيها..

أوقفت نفسِها عن الضحك بصعوبة لِترفع يديها الباردة نحو وجهها لِتلوح أمامه في محاولة لتخفيف الحرارة التي غزته بغفل تجمع الدماء فيه من كثرة ضحكها

صمتت قليلا لِتردف بسخرية بينما تعرف أصابع يدها اليمنى واحد تلوى الآخر:

-إستخبارية متواطئة مع المافيا, إمتِلاكي كابو كَعشيق بدون نسيان أنني من قام بالإبلاغ عن تلك الشحنة أوه يا إلهي إن فلانتينو قد قد صوابه حقا!

لا أصدق أن رفضي الزواج منه هذه المرة أيضا سجعل منه مجنون ليتفوه بكل هذه التراهات عني, يبدو أنه قد شوه سمعتي بين شعب هذا العالم..

- رفضكِ لزواج؟

- أه هل أخبركَ بكل هذه الخرافات و لم يخبركَ بأنه عرض علي الزواج ثلاث مرات و أنني رفضتُ في كل مرة؟ إن هذا ما جعله حاقد علي لِيتهمني بشيئ لم أفعله..

- إذا لماذا عندما ذكرت موضوع الصفقة تعرفتِ عليه مباشرة؟ لا يوجد تفسير آخر سوى بأنكِ كنتِ على علم بها مسبقا مما يثبت صحة كلامه..

- معرفتي بهذا لا يعني بأنني المذنب, كما أنني لستُ حمقاء لدرجة أن أقوم بالوشاية عن شحنة تخصكَ أنتَ خاصة..

-إذا كيف علمتِ بهذه القضية؟

تنهدت لتردف بجدية واضحة:

- من الأحمق ذاته, لِأنني سمعته مسبقا يتحدث في الهاتف مع شخص ما يخبره بذلك و بأن خطته قد نجحت, مما يعني أن فلانتينو هو المذنب و لِكرهه لي بعد رفضي الزواج منه ألصق التهمة بي لِتخلص مني ببساطة..

- و لماذا رفضتي الزواج بشخصية كفلانتينو؟

رفعت إحدى حاجبيها بإستنكار مكتفية بالصمت كجواب, مرت ثواني لتردف مجددا و هي تريح ظهرها على المقعد بِأريحية مردفة بثقة:

- أخبرني من يكون الكابو الذي جَعلني فلانتينو عشيقة له؟ فوجودي هنا لا يُثبت سوى بأن هذا الكابو ذو مكانة عالية في عالمكَ, لأنه لَو لم يكن كذلك لأمرتَ بِقتلي في المستشفى بِلمح البصر دون أن تتحمل كل هذا العناء, إلا أنكَ أردتَ مُقابلتي لِتحدث عن الأمر متجنبا ذلك لأنكَ لا تُريد أن تَدخل في حرب طاحنة إذا ما قتلتَ عشيقته..

ألجمت كلماتها لِسان لورينزو الذي بَقي يُطالعها بإنبهار من دهائها الحاد!

- دعني أحزر؟ هل المقصود هو كابو الخاص بمافيا السكاكين الطويلة المُعادية لك؟

ساد صمت طويل بعد جملتها بِحيث إكتفى لورينزو بِالنظر نحوها بجمود دون أن ينبس بحرف, تنهدت لِتعتدل في جلستها متحدثة بجدية من بين شفيتيها المبتسمة بِمكر:

-إذا؟ ألن أحضى بِشرف مقابلة من إستدعاني حقا لِأغادر في سلام؟ كما تعلم لَدي عمل و دراسة علي أن أكملها..

شَحبت ملامح لوينزو لِيردف باستنكار مُتدارِكا الوضع:

-هل فقدتِ عقلكِ أم ماذا؟ أنا أمامكِ يا معتوهة!

توسعت إبتسامتها لِتربك الواقف أمامها, هو يعلم تماما ماذا تقصد إلا أنه لا يريد أن تصل إلى مبتغاها..

- أنتَ تعلم جيدا من أقصده بحديثي, تواجدي هنا يجعلني متيقنة تماما بأن من أمر بذلك ليس أنتَ, فهذا ليس أسلوبك سَيد روسو, أنتَ لا تَتحدث مع مُختطفينَك, بل لا تختطف من الأساس, أنا أتحدث عنه هو ,أخبره إذا ما كان يود أن يَلتقي بي فَليسرع قليلا كونني مرهقة نوع ما و أود الخلود إلى النوم..

لم يُقابلها سوى الصمت و علامات الحيرة الممزوجة بالدهشة من الطرف الآخر لِتقلب عينيها بملل مردفة:

- يا إلهي هل سَتمثل الآن بأنكَ لا تعرف عن من أتحدث؟ أنا أتكلم عن النارد الباردة, فإذا كان اللغز المحير للكون هو الثقب الأسود فإن النار الباردة هو الثقب الأسود للعالم المظلم, الشخص الذي لا تزال هويته إلى حد الان مجهولة, لا يُعرف عنه سوى وحشيته التي نُحتت بدقة على أجساد ضحاياه , أما طرق تعذيبه فلقد عُرف القليل عنها عن طريق الرجال الأقلة التي تركهم يفلتون من بين قبضته ليطلعوا هذا العالم عن ماذا يعني لقب النار الباردة ليتوافاهم الموت قبل إكمال روايتهم بسبب خطورة ما أصاب أبدانهم أو البوح بإسمه حتى! ما عاشوه جعلهم يتحدثون عن تعذيبه فقط لا غير , لِيصبح هذا الإسم كالزلزال بِمجرد ذكره على طاولة إجتماع ما يفر الجميع ناجيا بحياته.. هل هناك توضيح أكثر من هذا؟

لم يَجد لورينزو ما يقوله هذه المرة حقا, حاول فتح فمه إلا أن صوت خَطواته المقبلة أخرسته تماما, نظرت فيكتوريا أمامها حيث كان يَصدر الصوت من وسط الظلام لتهمس بإنتصار:

- كما توقعتُ تماما

توقف عن التقدم بحيث وقف في مكان يجعل من الضوء يتسلط على جسده بِحسب بينما وجهه لم يظهر له أي تفصيل, وضع يديه داخل جيبا بنطاله لِيردف بصوته الهادئ:

- يبدو بأنك تبحثين عني..

وقفت من مكانها ببطئ بملامحها المنتصرة, أعادت خصلة من شعرها إلى الخلف لتقول بِفة :

- و أخيرا إلتقينا حضرة النار الباردة, أوه أم يَجب علي القول حضرة الكابو الحقيقي لِهذه المافيا..

صمتت للحظات و كأنها تجهز نفسها لِحديث آخر عَلم النار الباردة أنه لن يَروقه بتاتا

- ما رأيكَ بِأن أضع الألقاب جنبا و أقول بدل من ذلك, و أخيرا إلتقينا سيد أنطونيو سالفتور..

- أوه يا إلهي هذا كثير!

هَمس بها لورينزو بينما يستند على الحائط بعد أن خانه توازنه بِسبب هول ما سمعه, غير مصدقا بأنها نطقت بِإسمه المجهول عن هذا العالم!

خرج من الظلام إلى النور حيث تقبع هي..

لِتجعل من عينيها تتفحصه من الأعلى إلى أسفل ملابسه الرياضية السوداء التي يرتديها, شعره الأسود الذي يُغطي نصف جانب وجهه الأيسر لِتبرز من تحت تلك الخصلات المتمردة عيناه الرمادية الحادة المحمية برموش سوادء الطويلة..

تقدم بخطوات واسعة إليها لِيمسكها من يَاقة قميصها بقوة إلا أنها لم تحرك من مكانها و لو بِشبر حَتى, نَظرتها المنتصرة إستفزته لِتعجل من قبضته تشتد على قميصها أكثر..

- يبدو بِأن وجود شخص غير السيد روسو يعرف بهويتك الحقيقية لم ينل إعجابك كثيرا سيد أنطونيو سالفتور..

- أتعلمين من تَعرف على هُوية النار الباردة؟ هم ضحاياه, و مصيريهم كان الموت بأبشع الطرق..

-إذا كان مصيري مشابه لهم فَمصيرك سيكون الإعدام..

ضيق حاجبيه ببرود مستغربا من قولها ذلك, و كأن بِفعلته كان يطلب منها تفسيرا لِتتابع :

- إذا قُمت بقتلي سَيتكفل شخص آخر بإعلان هوية النار الباردة للعالم بأسره, اه يا إلهي تخيل كم سيكون الخبر مثيرا للغاية, خاصة بأنهم لن يتوقعوا بتاتا بأن صتحب المشاريع الخيرية أنطونيو سالفتور هو في الواقع..

قَطع حديثها بِسحبه لها أكثر من قميصها إليه إلى أن بات لا يَفصل بينهما سوى إنشات بسيطة حيث إقتربت خضروتيها أكثر من رمديتاه الباردة التي لُطخت بزرقة شاحبة لِيقول من بين شفتيه بِنبرة غاضبة:

- أ يوجد غيركِ من يعلم بهويتي؟!

- في الواقع لا, لكن في حال إذا ما إختفيت في ظروف غامضة سيقوم هذا الشخص بنشر ما يتواجد في فلاش كنتُ قد أعطيته إياه مسبقا..

- ماذا لو قام شخص آخر بإذائك؟! ما دخلي أنا؟!

- لأنه لا يوجد من سيتجرأ على أذيتي سواك ..

أطلق سراح قميصها بِعنف لِترتد إلى الخلف قليلا, إتجه نحو لورينزو لِيردف بنبرة ساخطة بصوت لا يسمعه غير المخاطب الذي كان لِتوه قد أنهى مكالمة هاتفية بملامح مدهوشة:

- أخبرني بماهية هذه اللعنة؟!

- لا أعلم!

- كيف لا تعلم من تكون إلى حد الآن؟! ألم يحضروا تقرير مفصل عنها؟!

- هذا هو الذي يكاد أن يصيبني بصدمة قلبية,إن ملف هذه الأنثى لا يمكن الوصول إليه بل حتى لم نعثر عليه أساسا ! بالرغم من كل إمكانياتنا إلا أننا لم نتوصل لأي شيئ يتعلق بشخص يدعى فيكتوريا رومانو! و كأنها شخصية ذات مكانة سياسية مرموقة كرئيس دولة أو ما شابه! و الذي لا أزال لا أصدقه أنها تعلم بِكل شيئ عنا حتى هويتك!

أعاد أنطونيو نظره نحوها ِليفعل لورينزو المثل ليجيدوها تعدل ثيابها و شعرها بهدوء تام لِتجلس مجددا على مقعدها و كأن شيئ لم يكن لِتقول بِغير مبالاة:

- أخبر المافيوز الخاص بكَ بِأن يعيد لي حقيبتي إذا ما كان قد إنتهى من تفتيشها بِالرغم من إحوتائها على أشياء لا يجدر بالذكور رؤيتها..

هذا ما زاد من سخط أنطونيو الذي قال بنبرة خافتة و هو يشير إليها بِإصبعه موجها حديثه للذي يقف بجانبه:

-هناك أنثى واحدة في هذا الكون على علم بهوية النار الباردة و هذه ليست هي..

- إذا هل يعقل أن تلك الأنثى هي من باحت بهو ..

لم يُكمل لورينزو حديثه بسبب النظرة الساخطة التي وجهها له أنطونيو الذي أردف بِحدة:

- إن تلكَ الأنثى أثق بها أكثر من نفسي و لولاها لما كنتُ على قيد الحياة..

تنهد لونيزو لِيردف بإنزعاج :

- إذا ماذا ستفعل بها؟ إنها خَطَر علينا !!

وجه نظرهُ إليها مجددا لِيجعل من عيناه تتجول على تفاصيلها مفكرا في خطوته التالية..

=========================

يُتبع..

ما رأيكم بشخصية

ڤيكتوريا؟

النار الباردة؟

كيف لڤكتوريا علم بكل هذا عن العالم المظلم؟

ما هي الخطوة المقبلة التي سيتخذها أنطونيو بخصوصها؟

توضيح صغير و مهم جدا🌚

الأنثى التي تحدث عنها أنطونيو ليست أحد من محارمه و شكرا🌚🌚

إلى اللقاء في الفصل المقبل..😊❤

arabwatt

أتقدم بشكري إلى هذا الفريق الرائع على مجهوداته في تحسين جودة الروايات المتواجدة في هذا التطبيق من خلال تقديمهم ليد العون لكل كاتب بتصحيح أخطائه و توجيهه نحو طريق الصحيح❤

Continue Reading

You'll Also Like

294K 16.6K 33
أوَ تَعلم كَم كُنتُ أكرَهُك ؟ والآن بِتَ مني قِطعةً لا تُزاح . مُراهقة عانت بسبب ظُلم أهل نوعاً ما وتَحكُم أبن عَمها بيها ، مُراهقة غلطت بحياتها وأدر...
2.7M 186K 73
النبذه :- فَي ذَلك المَنزل الدافئ ، المَملوء بالمشاعرِ يحتضن أسفل سَقفهِ و بين جُدرانه تِلك الطفلةُ الَتي كَبُرَت قَبل أونها نُسخة والدها الصغيرة ...
112K 8.4K 18
عائلة دافئة فتاة تتمنى ان تعيش بسلام مع والديها واختها وسط حبهم وحنانهم وتحقيق امنياتها واسعادهم ولاكن هناك من يخالف هاذا الرئي .......
244K 9.9K 54
الكاتبه شهد✍🏻 اول روايه لي وان شاء الله تنال اعجابكم 🤍 • اختصار للروايه ؛تتكلم عن حياة الجد سعود وعياله واحفاده ويومياتهم والاحداث والمغامرات الل...