عشيقة لوالد زوجي السابق "+18"

By Anabell_rain

564K 13.5K 7.7K

بريئة بقلب نقي سعيدة ومرحة ابتسامتها تشع علي ثغرها تمنحها لكل من تقابله صديقها عدوها وحتي حزنها اين ذهبت كلار... More

تنبيه
الجزء الاول
الجزء الثاني والثالث (طويل جدا 2٠الف كلمة)
الجزء الرابع
الجزء الخامس
الجزء السادس
الجزء السابع
الجزء الثامن
الجزء العاشر
الجزء الحادي عشر
الجزء الثاني عشر
الجزء الثالث عشر
الجزء الرابع عشر
الخامس عشر
الجزء السادس عشر
الجزء السابع عشر
الجزء الثامن عشر
الجزء التاسع عشر
الجزء العشرين
الجزء الواحد والعشرين
الجزء الثاني والعشرون
الجزء الثالث والعشرون والاخير
جزء اضافي( part 1)
جزء اضافي (part 2)
جزء اضافي (Part 3)
جزء اضافي part 4
جزء اضافي (part 5)
جزء اضافي part 6

الجزء التاسع

18.2K 527 183
By Anabell_rain

هلا حبابي البارت طويل واحداثو تعبر بداية وتمهيد للقادم ارائكم في التعليقات
و love you

ركضت كلارا مسرعة علي الدرج صعودا الي الطابق الثاني ولم تتوقف الا حين وصلت غرفتها، جلست بهدوء علي الارض والصقت اذنها بالحائط لتركز كل حواسها بعد ذلك في سماع صوت الكمان العذب الذي يصدح من الغرفة المجاورة، ولم تفق الا حين سمعت صوت فاني يناديها

"كلارا حبيبتي مالذي تفعلينه عندك "
التفتت نحوها بسرعة لترمقها بذهول حولته الي سؤال

"كنت استمع اليك وانت تعزفين لكن متي اتيت الي هنا ماما "

ابتسمت فاني وتقدمت خطوتان نحوها حتي تمكنت من التربيت علي خدها بحنان

"انا دائما هنا كلارا،بقربك وبجوارك ولن افترق عنك ما حييت "

لمع بريق في عيني كلارا وهي تشاهد ابتسامتها اللطيفة قبل تظلم فجأة ما ان لمحت فوهة مسدس حملها شخص ما لم تتعرف عليه موجهة نحو فاني .

حاولت ان تصرخ حاولت ان تنبهها بتجنب ما سيحدث لكن صوتها ابي الصدور و كأن الخوف داخلها تحول الي سد حاصر روحها ولم يسمح لها بالتحرر الا حين اطلقت تلك الرصاصة ونالت مرادها

"ماما"

همست بصوت يكاد يكون معدوم وهي تري فاني تسقط علي الارض مخضبة بدمائها ،جثة هامدة قد غادرة روحها منذ لحظات وهنا فقط صرخت باعلي صوتها بكلمة من حرفين علمت انها لن تغير شيئا مما تراه

"لاااااا"

"كلارا ، افيقي كلارا هيا افتحي عينيك "

اتنفضت فزعة برعب عبر عن ذاته بوضوح في عينيها المتسعتين ولونها الشاحب اصحبه بعض الاحمرار نتج اثر صفعات طفيفة تلقتها علي خديها من يد بن و الجاثي علي ركبتيه بجوارها
جلست باعتدال علي الكرسي الذي غفت فيه بدون شعور واخذت تحاول تهدئت روعها ولمام شتات كيانها حتي حدثها بن بقلق

"اهدئي انه مجرد كابوس ، خذي واشربي هذا الماء سيساعدك "

تناولت منه كأس الماء البارد الذي مده لها وما هي الا لحظات حتي اعادته اليه فارغا، لقد مرت عليها اكثر من ثمان او تسع سنوات منذ اخر مرة رأت بها هذا الكابوس ، ربما لانها لم تكن لتجرب ان تنام في منتصف النهار لئ سبب كان حتي وان كانت ميتة من التعب فدائما ما ينتهي بها الامر وهي تعافر للهرب من ماضي يأبي ان ينتسي في عقلها كما حدث معها الان.

تحسست دقات قلبها التي انتظمت لتكسبها بعض الاتزان في ملامحها المضطربة ، و ذلك شجع بن لسؤالها

"عليه ان يكون كابوسا مريعا حتي هزك لهذا الحد "

لم ترد عليه لكن بقايا الخوف التي علقت في نظراتها انبأته بانه اصاب فيما قاله، وقف علي طوله ليضيف

"حسنا ، بما انك استيقظت تعالي لنتناول طعام الغداء لقد تأخر الوقت علي تناوله بالفعل عدة ساعات، لاني لم اشأ ان ايقظك وانا اعلم انك لم تنامي لاسبوع "

سألته بسرعة

"كم الساعة الان "

نظر الي ساعة يده اولا ثم اجاب

"الرابعة عصرا لقد نمت لخمس ساعات تقريبا"

اكتفت بالايماء قبل ان تقف علي طولها وتبعته حتي سفرة الطعام لتجد انه اعد مأدبة تصلح لاطعام المدينة باكملها، جلست علي كرسي يقابله وشرعت في أكل ما باستطاعتها بلعه وابقائها علي قيد الحياة، مرت دقائق من صمت حل بينهما حتي كسره بن بسؤاله

"ما الخطوة التالية ، لك اسبوع منذ ان اتيت الي هنا.."

قاطعته ساخرة

"ان بات وجودي في منزلك يضايقك ساغادر "

استطاعت سماع شتائمه حتي وان كان بصوت خافت فهي تعلم كعلمه بان ما قالته ليس ردا علي الكلام الذي قصده

"لا تتفوهي بسخافات كهذه مرة اخري كلارا "

تنهدت بصوت مسموع لترسل له رسالة واضحة بان اخطأ في شيء ما

"هل حدث اي خلل في اعداداتك تريد مني اصلاحه ،لما تناديني كلارا بحق السماء "

اجابها بحدة

"لان التي امامي ليست فيونا ، فيونا التي اعرفها ليست بهذا الضعف،لم تكن تستلم ولم تكن تتأثر باي كائن لعين اي كان يكن، الا تلاحظين لنفسك، كم اصبحت شخصا يأسا مهزوزا لا يقوي حتي علي مواجهة نفسه ناهيك عن مواجهة الاخرين ، ليون ابنك تقبلي الامر، الطفل الذي مات لم يكن هو، لا اعلم لما انت كئيبة وغير سعيدة بهذا الخبر بعد مرارة اربع سنوات عشتها في عذاب ضمير اتي خبر سعيد يخبرك بانك لست ذاك الوحش الذي تظنينه و بدلا عن تقبله برحابة صدر تحاولين ان تتصدي له ونكرانه باقصي طاقتك و لا تلاحظين انك تعاقبين نفسك بدلا عن معاقبة المسؤليين عن تفريقك عنه كأي شخص جبان... اذهبي وانتزعيه من قلب ذلك القصر ، هذا هو الطبيعي والمتوقع منك،خبر عيشه ليس كارثة لكي تكرهيها "

ظهرت المرارة علي تعابيرها التي انكمشت بظلام ترجم في صراخها به و هي تصفع الطوالة بعنف

"لان هذا لن يغير شيئا من حقيقتي،لان هذا لن يجعلني اتخطي الماضي بن، ان كان ليون ابني او لا فانا بالاخير قتلت طفلا، هناك روح بريئة بلا ذنب كانت ضحية لحقد كين نحوي، ورقة لعينة من المختبر تقول ان ليون هو ابني لن يحدث فارقا بالنسبة لي ان لم يزد معاناتي اضعافا، رجاءا لا تتحدث عن اي شيء اشعر به ، فمهما حاولت لن تستطيع رؤية قاع البئر الذي غرقت فيه لسنوات وحتي اللحظة لم اصل الي نهايته "

انهت جملتها بشهيق عميق قبل ان تقف علي قدميها بسرعة ومحاولتها الرحيل من المنزل ولم يمنعها سوي يد بن التي امسكت بمعصمها التفتت نحوه منزعجة ليردد لها بصوت خافت قد قلل الانفعال فيه الي حد كبير

"اسف، اعلم ان الامر صعب عليك وانا اصعبه اكثر، لكن فقط احاول اخراجك من الغمامة السوداء التي تحفك، كون ان طفلك حيا فهو خبر سعيد يستحق الابتسام من اجله، السعادة لا تقتل كلارا "

ردت عليه بعينان تملئهما الدموع التي لن تسمح لها بالنزول ابدا

"لكنها قتلني اكثر من مرة قبل اليوم بن ولا اريد ان اكرر ذات اخطائي التي فعلتها في الماضي، فحينها حقا سأكون غبية "

ازاحت اصابعه عن ذراعها لتضيف

"اريد ان اتمشي لوحدي لا تتبعني فسأعود الي هنا في النهاية "

ظهر شبح ابتسامة علي فمه بددت التوتر الذي ساد بينهما ليمهد الي نبرته الساخرة في قوله

"هل تنونين الذهاب بهذه الثياب "

اخفضت بصرها لتظر بعدم اكتراث الي البنطال الرياضي الذي ترتديه مع قميص واسع يتسع لشخصين من وزنها كلامها يعودان لي بن ، ظلت ترديهما مع عدد من القطع التي سحبتها من خزانته خلال الثمانية ايام التي قضتها هنا بما انها لم تملك اي ثياب او مال حتي تشتري به

"لا اري خطبا بها اظن ان مظهري مقبول ولن يدفع الاخرين للهرب بعيدا عني "

انفجر بن ضاحكا وهو يجيبها

"بل مريعا الي اقصي حد يمكن تخيله هيا تعالي معي لدي شيئا اعطيه لك قبل ان تتنزهي "

" و لكن.."

قبل ان تكمل اعتراضها حتي التقط يدها وسحبها خلفه حتي وصلا الي غرفته ، ليفلتها بوسطها قبل ان يتجه صوب الخزانة واخرج منها مجموعة من الاكياس التي سلمها اليها قائلا

"بها ثياب لك لقد اشتريتها حين اتيت الي هنا ولم اجد فرصة لاعطيك اياها ، اظنها ستكون مناسبة عليك "

ظل الجمود مسيطرا علي مظهرها الخارجي عكس الفضول الذي نشبت نيرانه فجأة ودفعها لتنبيش بين الاكياس بسرعة ولم يكن بها سوي مجموعة من بناطيل الجينز بالوان مختلفة مع قمصان وتشيرتات لم يمد اي من الوانها للاسود بصلة، لوهلة عادت لها ذكريات خزانة ثيابها القديمة حين كانت مجرد كلارا فتاة بسيطة رقيقة بقلب ابيض عكس ابتهاجه في الوان ثيابها البسيطة والانيقة ، لهءا جدثته بنبرة حملت الكثير من الامتنان

"شكرا لك، سارتدي واحد منها ومن ثم سأغادر "

حملت الاكياس بين اناملها وقد ظهرت لمعة في عينيها جعلت بن يرسم ابتسامة عريضة علي فمه وهو يجيبها

"علي الرحب والسعة "

غادرت كلارا الغرفة تاركة خلفها نوع من الابتهاج في نفسه، فقد كان خائفا من لا تعجبها او ترفض ارتدائها بسبب الوانها وتصماميها الانثوية عكس تلك التي كانت ترتديها علي مدار الثلاث سنوات الماضية ، فعلي نحو غريب زرع ريكاردو في عقل كل من يتبعوه فكرة ان المرأة لا يمكن ان يكون لها مهارت سوي في استخدام ادوات التجميل وانتقاء الملابس وانها لا تملك اي قوة تخولها للانتصار علي رجل سوي باغرائه عن طريق جسدها وجعله يدمن ما بين ساقيها.... و كان هذا هو السبب الذي جعله لا يقبل بعضوية اي امرأة في منظمته ، الي حين اتت كلارا و حطمت المستحيل الذي وصمه علي جنسها وأثبتت له ان ما أمن به لسنوات هو مجرد هراء لعين لا اكثر .... شاهدها وهي تتحول من فتاة رقيقة يخيفها صوت صرصار الليل الي وحش بلا رحمة كابوس بلحم وعظم يخافه الجميع حتي هو ،الشبح .... كما اسموه لكن الان هو لا يري سوي ام مكسورة فعلت المستحيل لترد الاعتبار لصغيرها من من اذوه والان هي علمت بان ذلك لم يكن سوي وهم نسجه لها ملك الشيطايين جعلها تعيش في الم امنت انها تستحقه قصاصا لما اقترفته بحق صغيرها و وحده الله يعلم ما الذي يحضره لها في المستقبل.

نزلت ناز من السيارة وعلي عينيها بريق من السعادة الذي رسم علي شكل ابتسامة عريضة وهي تري تلئلئ خاتم الماس الذي اشترته اليوم من السوق ولم يفسد لحظتها تلك سوي تعليق فيرا

"انه جميل للغاية ، صراحةً هو يستحق كل قرش انفقته عليه "

ردت عليها دون ان تشيح نظرها عنه
"بالطبع هو كذلك انا سعيدة لانه اصبح من ضمن مجموعة مجوهراتي "

تنهدت صوفيا بانزعاج وهي تحسس جبينها المتعرق

"انا حقا تعبة من السير في السوق لساعات بين المحال ، لكن اظن امضينا وقتا ممتعا رغم كل شيء ، شكرا لاصطحابك لنا معك ناز لقد كنا بحاجة ليوم كهذا نقتل به الملل الموجودة بين جدران هذا القصر، الجو حار هنا اظن انني سأسبقكم في الدخول "
استرسلت فيرا حديثها بسرعة

"وهو كذلك، انا سأذهب معك لاطمئن علي ليون لا بد من انه اشتاق لي، ناز الن تذهبي معنا "

انشغالها بعد الماسات الموجود علي الخاتم اخر ردها الذي اتي فاترا

"لا سأخذ اغراضي بنفسي، كما تعلمين لقد دفعت فيها ثروة ولا اثق بالخدم في نقلها اخر مرة فقدت سلسالا ولا اريد تكرار ذلك "

اومئت لها فيرا ايجابا قبل ان تلحق بصوفيا ويدخلان الي القصر، انتظرت ناز حتي افرق السائق اكياس التسوق من صندوق السيارة لتفرز حاجياتها من بين اغراض البقية ولكثرتها اضطرت الي طلب المساعدة من السائق في حملها حتي غرفتها جلست بطرف الفراش واخذت تفرع الصناديق من الاكياس واحدا تلو الاخر لتري ما اشترته بتركيز جذبه صرير باب الحمام الذي فتح ليخرج عبره جوشوا

"حبيبي متي اتيت "

اعطاها نظرة خاطفة قبل ان يهتم بفرك شعره المبتل بالمنشفة

"قبل ساعتين او ثلاث من الان، اتيت لقضاء بعض الوقت معك لكن يبدو انك كنت مشغولة في التسوق لوقت متأخر "

وقفت بسرعةعلي قدميها وركضت نحوه
حتي طوقت عنقه بيديها

"اسفة حبيبي كان عليك الاتصال بي... جرت العادة ان لاتعود الي القصر الا بعد السابعة مساء "

انزل يدها عنه ليردد باحباط

"وما حاجتك للذهاب الي السوق من الاساس ناز الم تذهبي مرتان خلال الاسبوع الماضي "

ظهرت علي ملامحها الارتباك الذي وصل الي ردها

"انا، لقد اصرت علي فيرا للذهاب معها هذه المرة، انا كنت مرافقا لها فحسب "
اعطي الاكياس المكدسة علي الفراشنظرة مملوءة بالازدراء قبل ان يتمتم ساخرا

"اجل هذا واضح مجرد مرافق حتي تخطت فاتورتك مليون دولار "

ابتعدت عنه بملامح معتمة سرعان ما اتضحت بحزن تبلور في دموعها التي هبطت بغزارة علي خديها المحمرين لتقول له بنبرة مؤنبة

"هل تراقب حسابي جوشوا، هل حقا انت تفعل ذلك "

علم مسبقا الي اي منحي تريد ناز ان تنعطف عليه الامور لذا حاول منعها قبل ان تنجح في ذلك

"انه ليس موضوعنا "

قاطعته بحدة وهي تضرب صدره

"بلي هو موضوعنا، هل تحاول ان تقول باني مبزرة للمال.. اه لحظة مبزرة لمالك "

تنهدت بذهول قبل تكمل

"انا ظننت اننا شخص واحد،لم اظن انك قد تفكر باني لا اسعي سوي للمال وانفاقه في حاجياتي وكل ما اريده هو قربك مني، معظم الوقت انت مشغول دائما مشغول ماذا تريد من ان افعل في وقت فراغي ان انتظرك علي عشب الحديقة حتي تعود لتقضي معي سويعات قبل ان تعود الي عملك اللعين مرة اخري ، ماذا افعل حتي املئ الفراغ الذي في حياتي ها اجبني "

لم يرد ان يناقشها اكثر من هذا فرغم ان ما قالته لا يمد بصلة للشيء الذي قصده الا انه بالتأكيد كان صحيحا لدرجة جعلته يشعر بالتقصير نحوها
تقدم نحوها ليجذبها في احضانه متاجهلا مقاومتها السطيحة له

"حسنا اهدئي انا اسفة لم اقصد ما قلته "

قاطعته بنبرة متهدجة

"لا تقل اسف فقط اخبرني مالذي يجري معك، لقد تغيرت جوشوا ان لاحظت هذا ام لا لكنك بت شخص مختلفا عن الذي قابلته، لم ماتت روحك ، ذاك النور الذي يشع في عينيك، ابتسامتك و ابتهاجك ، لم تجعلني اشعر وكأنك... اشعر وكأنك تعيس معي، وكأن قلبك ليس لي، اخبرني بصراحة ماذا هناك ها، هل بت تحب امرأة اخري غيري "

لم يجبها فقط اخرسها بقبلة ناعمة لكن ذلك لم يمنعها من تحدثه بصوت ضعيف خافت

"اخبرني، ارجوك، اخبرني "

ضمها اليه بكل قوته وكأنه يرد تحطيم اضلاعها ليردد لها معارضا

"ما هذا الكلام ناز بالتأكيد هذه تخيلات لا احب سماعها تصدر منك "

ابتعدت عنه حتي تسأله وهي تري عينيه
"انت تحبني اليس كذلك "

اعطاها ابتسامة باهتة بلا الوان قبل ان يقول

"بالطبع انا احبك،احبك اكثر من حياتي حتي "

قبلها بلطف ومن ثم قال لها

"سأذهب الان واعود في المساء، حاولي ان تنامي فلن ادعك تفعلين ذلك بعد ان اعود "

برقت عينها برغبةجعلتها تقول له بصوت مغري وهي تتحسس صدره

"ولما حتي تعود ابقي العمل يمكنه ان ينتظر "

طبعت قبلة بالقرب من شفتيه علي امل ان يتجاوب معها لكنه ابعدها بلطف وهو يقول

"لاحقا، علي ترتيب الحفل الذي سيحدث غدا،انه مهم لمظمتنا لذا سأحرص علي ان لا يكون هناك اي اخطاء قد تؤدي الي قتل احدهم، وهذا اخر ما نريد حدوثه "

استسلمت ناز علي الفور وتركته يغادر دون عناء يذكر بعد ان ارتدي ثيابه.
جلس خلف مقود سيارته لكن قبل ان يديرها اخرج هاتفه من جيبه واجري اتصالا جعله ينتظر الاجابة عليه بشوق حتي صدح صوت احدهم من الطرف الاخر قائلا برسمية

"مرحبا سيدي "

سأله جوشوا علي الفور

"ماذا حدث معك هل وجتها "

"لا لم نفعل لقد بحثنا في كل الفنادق المطارات المعابر الشرعية والغير شرعية وبكل مكان قد يحتمل تواجد السنيورا سيلين فيه لكنا لم نتوفق في ذلك للاسف ولازال البحث جاريا "

غزا الاحباط تعابير وجهه التي عبست، وهو يسأله

"فهمت وماذا عن الشاب الذي اتي معها الم تصلو الي هويته بعد "

"انه ذات الشيء سيدي "

"حسنا اتصل بي ان حدث اي جديد "

اغلق الاتصال بكبت خنق صدره، ليقود سيارته بتركيز لم يمنعه من التفكير بها، احد اكبر مخافوه ان يكون سبب اختفائها هو كين، فلا شيء يفسر عدم مقدرة رجاله الذين يعرفون كل فرد لعين بهذه المدينة علي ايجادها او امساك اثر لها بعد خروجها من القصر بذلك اليوم غير انه هناك شخص ذا نفوذ يقف خلف تبخرها كالسراب واخر ما يريده ان يكون ذاك الشخص هو كين لا احد غيره

جلست كلارا علي احدي الكراسي في الحديقة العامة حيث تجمهر عدد غفير من العائلات هناك ... يقضون العطلة في التنزه والاستجمام برفقة احبائهم ومن يهتمون بأمرهم
تنهدت بشفقة علي حالها وعلي ضياع نفسها بين الم الماضي وقبح المستقبل الحالك الذي ينتظرها في الافق، لم تتخيل يوما انها قد تخاف من ان تكون سعيدة... فالماضي استطاع ببساطة ان يزرع بها قاعدة ان الالم الذي سينتج بعد شعورك بالسعادة سيبكيك الف مرة مقابل كل ابتسامة ابتسمتها لذا اياك ان تبتسم .

سيعيش ليون امامها ... و لن تستطيع ان تحبه ... لا تريد ان تتعلق به او تراه يفعل هو ذلك في المقابل ، فهي تعلم جيدا ان النهاية ستكون مؤلمة لكليهما ، و الامل لن يكون الا رمحاً سيمزقها الي اشلاء ما ان تقترب منه ..... لهذا ستتصرف وكأنه غير موجود .... وتحاول ان تقنع ذاتها بانه مات و ان ما امنت به في الماضي هو الحقيقة التي ستتعايش معها اي كان المها و اي كان حجم اذيتها لها فلن يكون اكبر من رؤيتها اياه يقتل للمرة الثانية امامها

"يبدو انك تمرين بوقت صعب "

لم تكن بحاجة للاتفاف نحو مصدر الصوت حتي تتعرف علي صحابه فرائحة عطره القوية كانت كفيلة باخبارها انه كين و لا احد غيره، ادارت عينيها دون رأسها وهي تراه ينضم اليها في المقعد
جلس بهدوء واخذ يراقب مجموعة اطفال يركضون خلف كرة قدم كانت كلارا تنظر اليهم قبل ان تكتشف وجوده
ظل الصمت سائدا بينهما لفترة لم ينطق اي منهما حرف للاخر وكانه ليس موجودا بجانبه هكذا حتي كسره كين بسؤال اخر عرف اجابته سلفا ومع ذلك قاله

"هل تأكدت من امومتك له "

غرست اظافرها علي فخذها بقوة عل هذا الالم يمنعها من تنفيذ ما بعقلها نحوه وحمدلله انها لم تكن تحمل اي سلاح قد يقتله غير كرهها له والا كان ميتا الان لا محالة، اخذت شهيقا عميقا وزفرته لتخرج من دوامة غضبها تلك حتي تستطيع التحاور معه كأي بشر عاديين

"كيف حدث هذا ،كيف لايزال حيا الي الان "

التفت نحوها بتعابير لم يكن بها اي ظلام او ذاك الغضب الذي اعتادت علي رؤيته عليه بل علي العكس تماما بدي هادئا وغير مكترث لها من الاساس وكأن وجودها لا يضايقه كما يفعل هو بالمقابل بالنسبة لها ،مسح انفه باصبعه قبل ان يتمم بنبرة عادية

"حسنا، الامر ليس سرا حتي لا اخبرك به،وايضا ليس لغزا حتي اخبرك به،انا متأكد من انك وصلت للنتيجة منذ اللحظة التي اخبرتك بها ان ليون يكون طفلك، لا احب رؤيتك تدعين الغباء كيارا "

ابتسمت ساخرة وهي تشتمه في سرها

"حقا،ظننت انك تكرهني في جميع الحالات ... هذا غريب لم احسب في حياتي انك قد تكن لي بعض الحب .... سحقا يال سخرية القدر...دعنا في المهم لما اتيت الي هنا.... ما الذي تريده مني "

اجابها بسرعة

"ان نبدأ لعبتنا "

انقبضت احشائها بتوتر لم تسمح له بالتأثير علي ثبات مظهرها ولا نبرتها الساخرة وهي تحدثه

"وما هي؟"

وقف علي قدميه ليدس يداه داخل جيوب بنطاله ثم قال

" اتبعيني "

لم تأخذ الكثير من الوقت قبل ان تنفذ ما امرها به وسارت خلفه حتي وصلا الي سيارة فراري سوداء اللون فتح بابها ليقول قبل ان يجلس خلف مقودها حين رأها واقفة علي بعد متر عنه تتأمل مظهرها باهمال

"انت لا تنتظرين مني فتح الباب لك،اصعدي بسرعة امامننا طريق طويلة قبل ان نصل الي وجهتنا "

فقط مثلت انها صماء وجلست بجواره في صمت تربص خلفه اطنان من الشتائم ظلت تقذفها به في سرها،ولم تكد تضع حزام الامان حتي انطلق بالسيارة بسرعة لم تترك لها مجالا للشك بانه سيحتاج الي تغير اطاراتها في وقت لاحق، والان فقط وجدت سائق يستطيع التغلب علي جنون بن في القيادة، ظلت السيارة تجوب بهم شوارع المدينة التي اضائت انوارها عتمة الليل حتي توقف امام مبني بارتفاع عشرة طوابق علي الاقل يبدو عليه الرقي والفخامة من واجهته الزجاجية اللماعة التي عكست كل ضوء سقط عليها لتبرز المبني كجوهرة الماسة صقلت بعناية من الخارج وظهر تأثير ذلك علي تصميها الداخلي
رحب بهم موظف الاستقبال بحرارة قبل ان يسلم كين مفتاح في يده اخذه وانطلق بها مسرعا نحو المصعد ما ان انغلق بابه شرعت كلارا في وضع حد للصمت بينهما

"لما نحن هنا "

اعطاها نظرة خاطفة قبل ان ينظر الي الامام وهو يرد عليها

"حتي نخلصك من عناء التطفل علي الاخرين كمتسولة بائسة لا تملك شيئا "

صرت حاجبيها بتهكم قادها للصياح به بحدة

"يسرق مالي ثم ينعتني بالمتسولة، سحقا لك، لا اعلم اين ذهبت رجولتك حتي سمحت لنفسك بنهبي عنوة "

اتسعت ابتسامته الساخرة لدرجة اثارت استغرابها

"سنناقش تعليقك هذا في وقت لاحق "

ارادت ان ترد عليه لكن باب المصعد الذي فتح اجبرهما علي الخروج منه ولم يتوقف كين الا حين وصلا امام باب شقة قام بفتحه و تركها تدخل اليها قبله، اخذت تتأمل تفاصيلها لوهلة حتي ادركت ان كلمة رائعة تعتبر تقصيرا في وصف جمال تصميم تلك الشقة وديكورها الداخلي

"هل اعجبتك "

سألها بموضوعية رغم ظهور الجواب واضحا في تعابيرها المذهولة ،لتجيبه باقل قدر من الانبهار

"لا بأس بها لكن حتي الان لا اجد سببا لقدومنا هنا "

اشار لها نحو طاولة لشخصين جهز عليها اطباق من الطعام

"سنأكل اولا ثم نتحدث لاحقا، لا اريد حدوث اغماء مفاجىء بسبب معدة خاوية فما سأقوله سيفاجئك ولا اعلم ان كانت ستكون مفاجئة سارة او غير سارة بالنسبة لك "

حرفا هي تفضل ان تشارك الطعام مع سمكة قرش ولا ان تجالسه هو في طاولة واحدة وبدي جوابها واضحا بالنسبة له حين لمح الاشمئزاز الذي في عينيها وهذا بالطبع عكر مزاجه الي الحد الذي جعل اعصاب عنقه تشد لكنه ابتعد عنها ببساطة وذهب ليجلس علي احدي كرسيي الطاولة قبل ان يقول لها بصوت صارم

"تستطيعين ان ترفضي الطعام ، لكن تذكري في المقابل سينام ليون دون ان يتناول عشائه ولا تدعيني اشمل وجبة افطار غدا في عقابه علي اشمئزازك مني "

تقدمت نحوه بغضب عبرت عنه حال صفعها الطاولة بقوة

"انت احقر انسان قابلته "

قاطعها بنبرة ساخرة

"هاتِ صفة جديد فقد اخبرتني بهذه في وقت سابق كما اذكر قبل اربع سنوات "

رمقته بنظرات حارقة بعد ان عرفت انه بات يستخدم ليون كورقة ضغط ضدها وهذا قصد اللعين منذ البداية حين قرر اخبارها بحقيقة نسبه لها، وكم تكره واقع انها اصبحت تحبه رغما عنها لدرجة تقودها للرضوخ الي مبتغى كين في النهاية ، جلست وشعور بالقرف من نفسها بدأ في التصاعد لتجيبه بنبرة مخنوقة

"لقد قلت ان اللعبة بيني وبينك ما دخله هو ام انك تراجعت عن الشرط الاول،اخبرني بذلك و سأسر بغرز شوكة الطعام هذه برقبتك وانهي حياتك اللعينة "

تجاهلها و مضغ اول قضمة من طعامه ببطيء و علي اقل من مهله وكأنه يقصد تعذبها بالانتظار.. وسحقا له فقد نجح الوغد بالفعل بكيها في الجحيم الي ان قبل ان يقول بعد مرور دقائق
"لا ، لازلت عندي كلمتي، كل ما يحدث الان اننا وللاسف لم نبدأ لعبتنا بعد بسبب عدم اخباري لباقي الشروط وعدم قبولك بها لذا لا تلوميني علي افعالك و تأخيرنا من انجاز ما قلته بعدم تناولك الطعام ، تذكري حتي تلك اللحظة التي سأتلو عليك فيها قاونين اللعبة وانت تقبلين بها سيكون الجميع داخل البئر معنا ومن ضمنهم ليون ... هيا كلي طعامك قبل ان يبرد بالتأكيد اذا اردت ذلك، الخيار لك "

قبضت علي سكين المائدة بغيظ جعلها تلتوي من قوتها قبل ان تشرع في تنفيذ طلبه .. فحتي تعرف ما يدور برأس اللعين هي مضطرة الي مجارته بفم مغلق لذا تناولت صحنها وكل ذرة بها كانت تريد بذقه في وجهه ، وما ان انتهت دفعت كرسيها ونهضت لتحدثه قائلة بنفاذ صبر حين رأته يمسح فمه بمنديله معلنا بذلك نهاية عذاب انتظارها
"هل تتفضل وتخبرني الان بكل قوانينك وشروطك "

نهض بهدوء ليتخطاها دون ان يعبرها بكلمة ودلف الي احدي الغرفة التي قضي به وقتا ليس بالقليل احست كلارا بالغرابة من تصرفة وبذات الوقت ازداد الغضب داخلها حتي كادت تحطم الباب وتغار عليه لتري ما يفعله عنده لولا انه سبقها بثواني معدودة وفتح باب الغرفة ... خرج و هو يحمل مغلفا في يده لم يتردد في تمريره لها قائلا قبل ان تسأله بدون مقدمات

"يوجد بداخل هذا الظرف ثلاث حزم ورقية تنص الاولي بانني اتخلي عن وصاية ليون لك وسيكون لك الحق بكل ما يخص حياته بصفتك امه"
صمت لوهلة وهو يري الصدمة التي تربعت علي عرش ملامحها ولكنه اكمل بنبرة عادية

"اما الحزمة الثانية فهي شهادة ميلاده الاصلية التي تقول انك ام ليوناردو بيبتشي وان بيتر بيبتشي هو والده البيولوجي.... انها بمثابة دليل يدحض شهادة ميلاده الحالية التي تنص علي انني والده وفيرا هي امه "

"لما ..."

حاولت مقاطعته لكنه أكمل وكأنه لم يسمعها

"اما الحزمة الثالثة، فبها ودائع وسندات تقدر بعشر مليارات دولار ،مع املاك لقصور متفرقة في انحاء العالم كتبتها جميعا باسم ليون وسيكون لك الحق في التصرف فيها كما تشائين بصفتك الوصية عليه ولن يحصل علي قرش واحد دون اذنك مالم يبلغ العشرين من عمره وحينها ستكون لك حصة عشرة بالمئة من هذا المال، ستجدين جواز سفر ليون ومعه جواز سفر لك باسم كيارا،لا اعتقد انه قد يتعرف عليك احد به "

اما انها تحلم او تهلوس لا يمكن ان يكون ما قاله صحيحا او انه يقصده حتما هذه مزحة يريد ان يتلاعب بمشاعرها من خلالها، وسيكون ساذجا ان ظن انها ستنخدع بهذه السهولة

"لا تكن سخفيا كين، لقد تركت رضاعة اصبعي منذ ان كان عمري سنتين لكي اخدع بالهراء الذي تقوله "

رفع حاجبيه ساخرا وهو يجيبها

"اذا ما رأيك ان تلقي نظرة علي محتويات الظرف اولا قبل ان تحكمي علي "

انتابها الخوف من الثبات الذي ظل محافظا علي ملامحه الجادة لتخبرها بانه قصد ما قاله رغم انها لعنة لا تصدق من قبل رضيع

اخرجت الاوراق التي بداخل الظرف لتجدها كما وصفها كين بالضبط وهذا جعلها تفتح فمها متران

"مستحيل... اعني انت لما قد تفعل ذلك "

خانها التعبير ولم تجد كلمات تصف بها حجم صعقتها من ما رأته وسمعته حتي وقعت عينها علي التاريخ المكتوب علي الورق والذي كان يوافق بعد ثلاث اشهر من الان تقريبا وهذا دفعها للصياح به

"لما التاريخ متقدم، انها مزحة صحيح كنت اعرف ، انك تحاول خداعي "

ضحك بصوت خافت وهو يسحب الاوراق من يدها ليضعها علي الطاولة خلفها

"لا انا لا اخدعك ، الاشياء التي قلتها لك جميعها حقيقة وستكون قانونية وقابلة للاستخدام بعد ثلاثة اشهر من الان وبعد موتي بالطبع "

ضاعت كلارا في كلمته الاخيرة حتي وصلت الي قصده الذي جعل انمالها تتجمد، هل كان يعرف طوال هذا الوقت بمخطط الحلف اليساري و غايتهم في قتله بعد ثلاثة اشهر من الاتفاق ، اختلط الاراء في عقلها حتي اختار لها كين واحد حين اكمل

"سأحقق لك حلمك وحلم اؤلئك المخنثين كيارا "

تقدم نحوها خطوتان ليمسح المساحة التي بينهما حتي استطاع ملامسة زقنها باصابعه

"سأدعك تقتلينني بالطريقة التي تريدينها بالضبط بعد ثلاثة اشهر من الان وحينها ستكون كل تلك الاوراق الموجود في الظرف قد اصبحت قانونية،يمكنك بعدها اخذ ليون والغطس به في اي مكان في هذا العالم دون ان يجدك احد وسيكون معك المال الكافي ليساعدك في ذلك ، لن تضطري الي ان تكوني عبدة ليكاردو او عاملة عند احد .... ستكونين حرة وليون بجانبك "

لاول مرة منذ سنوات يعجز لسانها عن النطق وتتعقد الكلمات في حلقها، ربما لان ما قاله هو اخر شيء توقعت ان تسمعه منه ، شيء لم يكن موجودا اصلا في قاموسها من الاصل حتي تستطيع ان تقول عنه امل و قد تحقق، هذه النهاية السعيدة ذاك الحلم المحرم الذي لم تجريء حتي علي طلب رؤيته في نومها ها قد رتب لحدوثه علي ارض الواقع اكثر شخص تكره ويكرهها عدوها اللدود ،
صفعت يده لتنهي لمسه لها عله يكون قد نومها مغنطسيا بلمساته و كل ما حدث قبل قليل مجرد وهم، تنهدت وقالت مستنكرة

"لا تنتظر مني ان اصدق ما تقوله، انت اخر شخص قد اتوقع منه هذا علي الاقل ليس مجانا ، كفي مراوغة ومحاولة رسم جناحان كالملائكة وانت لست الا شيطان بلا قلب يسعده هلاك الاخرين، اخبرني ما هو المقابل الذي تريده، اي نوع من الطرقات الوعرة تنوي جعلي اسير عليها قبل ان اصل الي حلم اعلم انك ستحاول بكل جهدك ابقائه كمجرد حلم لن يتحقق ابدا "

تجهم وجهه واصبحت عيناه مغارة لبركان غضب لم يصلها الا دخانه في كلماته
"معك حق كيارا، لا شيء عندي من دون مقابل،لكن تأكدي من ان النهاية التي اخترتها هي الافضل وتستحق ان تبذلي من اجلها بعض الجهد اليس كذلك "
لم تجبه فقط اكتفت بمبادلته التحديق عبر المسافة القصيرة التي كانت تفصلهما، يستطيع رؤيت التذبذب في قرار نفسها تلك الحيرة التي ادخلتها في دوامة بات يعرف الي اين سترسو بها في الاخيرة، تنهدت واستعاد السيطرة علي الاجواء بدلا عن الصمت قائلا

"هذه هي اللعبة كيارا،ستتحق جميع احلامك قتلي العيش مع ليون والتحرر من هذا العالم القذر الي الابد،ستحصلين علي كل ما اردته لكن في المقابل اريد منك شيئا عليك فعله من اجلي "
هنا ظهر الوحش علي حقيقة وبدأ الشيطان يصرح عن ذاته، سحبت انفاس متقطعة واعدت نفسها لسماع الاسوء من الاسوء نفسه وهي تسأله بحذر

"ماذا تريد مني "

ابتسم بخبث قبل ان تختفي ابتسامته عن انظارها ما ان أمال برأسه ناحيتها الي درجة باتت تستطيع الشعور بانفاسه تضرب عنقها..... ليهمس بصوت خافت رفع بها مستوي الادرنالين الي اعلي قدر ممكن

"اريدك ان تملكيني نفسك كيارا"
خفق قلبها بعنف وجحظت عينها علي اوسعها وهي تنتفض بعيدا عنه لترمقه بذهول مزج مع صدمتها التي عبرت عنها علي الفور وعقلها يقفز بالاف الاستنباطات القذرة

"ماذا تقصد "

لمحت التسلية علي ملامحه الساخرة التي سرعان ما تجردت من المشاعر حين اجابها

"ستكونين ملكي من شعرك حتي اغمص قدميك لثلاثة اشهر، تفعلين كل ما اريده دون ان تعترضي بحرف واحد ، ببساطة ستكونين كما اريد باي وقت وباي مكان اي شيء اقوله لك ستفعلينه، ودعيني اخبرك بان اوامري لن تكون مؤذية الي حد قتلك، فقط انا وانت كل ما سأمرك به سيخصنا ولن يؤذي غيرنا "

بدت كلماته رغم وضوحها كمتاهة ضاعت في خضمها دون ترك اي امل لها في النجاة والوصل الي مخرج في النهاية بدون مساعدته لذا سألته متعمقة اكثر علها تجد اجابة تنفي شكوكها

"وما نوع تلك الاوامر بالضبط "

رد عليها بدون تفكير

"كل شيء ستشمل كل شيء بلا استثناء، والان اخبريني هل انت موافقة علي قوانين اللعبة الاخيرة "

بلعت ريقها بعسر ولم تكن واثقة مما تفكر به ناهيك عن اعطائه ايجابة لشيء غامض تعلم انه لن يحمل سوي سم سيقتلها في وقت ما

"وماذا ان رفضت مالذي سيحدث "

تراجع عدت خطوات للخلف ليلتقط مفتاح الشقة

"حينها ستثبتين انني اخطأت واسئت التقدير حين خلصت ليون من الموت في تلك الليلة وظني بانه سيكون الوسيلة الوحيدة لكسرك وتحطيمك الي قطع في المستقبل اذا كنت حية ولم تموتي و بالتالي سأصحح خطئي ذاك وادعك تكملين ما بدأته "
صرخت به مقاطعة

"لا تستطيع.."

اجابها بهدوء

"هل حقا لا استطيع كيارا"

نظراته الحادة التي رمقها بها كانت كفيلة لتخبرها بانه سينفذ ما قاله وهي بالذات لا تحتاج الي ادلة تثبت لها خلو هذا الوحش من الانسانية وعدم امتلاكه اي حدود قد توقفه في حد معين حين يتعلق الامر بالانتقام

"هذه الشقة لك لا اريد رؤيتك تتسكعين مع ذلك المخنث مرة اخري والا قيدته بطن من المتفجرات قبل انسفه بها، غدا عند تمام السابعة ستنتظرك سيارة امام المبني و تقلك الي احد فنادقنا لتتولي اول مهماتك هناك، ان لم تأتي في الوقت المحدد سيعتبر تصرفك كرفض لهذه الاتفاقية وحينها لن يكون لدي خيار غير تصحيح خطئي كما اخبرتك "

انهي جملته الاخير و هو يرمي نحوها مفتاح الشقة قبل ان يغادر دون ان يضيف اي كلمة اخري

تجمدت في مكانها وربما اخذت الامر منها عدة ساعات قبل ان تتحرك خطوة الي الخلف لتجلس علي كرسي الطاولة، ما حدث قبل قليل اقل ما يقال عنه انه جنون، حلم لا يصدق، سراب تحول الي ماء، اخذت تفكر في ماقاله علها تصل الي تفسير واضح يفسر نواياه ضدها، هي تعلم انها سيئة وقبيحة لكن الي حد هذا ما تحاول فمه ويبدو انها لن تجد جوابا علي اسألتها تلك الا حين تذهب غدا وتسمع اول اوامره، تبا له، كم تكره ان يفرض احد عليها سلطته وينزع حق الاختيار من قرارتها، اي لعنة تخطط لها كين، كم تتمني لو بامكانها معرفة ما يفكر به دون الاضطرار الي الانجرار وسط لعبة يكون فيها هو الخصم والحكم والجلاد اجمعهم .

استيقظت في صباح اليوم التالي لتجد نفسها مستلقية علي كرسيها فيبدو انها نامت في مرحلة ما دون ان تشعر.... اول شيء فعلته هو البحث عن هاتفها والاتصال بي بن الذي لم يكن مسرورا بالمرة من فكرة رحيلها المفاجيء، لذا اضطرت الي اخباره بما حدث وان كان ليس الحقيقة كاملة فلا تجد انه من الحكمة اعطائه لمحة ان حياته قد تنتهي بطن متفجرات اذا عادت لمنزله فهو لعين كفاية ليحاول مخالفة تعاليم كين والنهاية ستكون معروفة للجميع ... انهت اتصالها بعد ساعة من الاستماع الي ثرثرته التي بلا معني لتجد ان النهار قد انتصف بالفعل، لذا كان حماما دافئا حلا لتفكيك بعض التوتر الذي لم يفارقها ولا لثانية ، رغم فرش الشقة المتكامل من كل مجاميعه الا انها لم تجد شيئا قد يؤكل او ثياب ترديها لذا اغتسلت وبدلت ملابسها بروب حمام حتي تتمكن من غسلها واستخدامها في وقت لاحق اما معدتها فعلي الارجح ستبقي قيد الانتظار الي ان يحل المساء اللعين .
ونعم كانت لعنة من الانتظار الكريه الذي طال كسنة كاملة حتي رأت عقارب الساعة تتجه نحو الساعة السادسة والخمسين دقيقة ، لم تكن بحاجة لتتصارع مع نفسها اكثر حتي تدرك بان عرض البارحة قد راق لها وان كلارا لم تكف عن نسج مشاهد وردية تجمعها مع ليون بعد انتهاء المدة التي فرضها كين، وهذا بالتأكيد ولد داخلها قوة حطمت حصن فيونا دون جهد يذكر وها هي ذي الان تسير عبر بهو المبني متجهة بثبات نحو سيارة المرسيدس الفخمة التي تقف بانتظارها ،جلست في المقعد الخلفي بملامح ساكنة الا أن روحها كانت حرفيا تقيم حفلا ضيفا الشرف فيه هما التوتر ثم التوتر، فرغم قبولها بقانونه الغامض طمعا في النهاية السعيدة لكن حتي اللحظة هي في قمة حيرتها عن نوعية تلك الطلبات كيف ستكون هل سيطلب مثلا ان تقتل احدهم ... انه امر عادي بالنسبة لها ولن يؤثر عليها بشيء، او ان يطلب منها العمل كخادمة حتي يهينها كما يحلو له ولهذا ايضا هي لا تملك اي مشكلة في حدوثه و لا تكترث لمعاناتها طالما الغاية اهم وبالتأكد النهاية تستحق، لكن حدثها يخبرها بانه شيئا اكثر قذارة واكثر قبحا من كل ما تفكر به وبالتأكيد سيخطي كل توقعاتها

حين وصلت الي الفندق اعطاها السائق بطاقة تعريفة طلب منها ارتدائها حين تدخل الي البهو ، وما ان رأها رجال الامن في الاستقبال حتي تقدم نحوها احدهم ليقول لها دون مقدمات
"تفضلي معي من هنا "
تبعته بصمت حتي وصلت الي غرفة اصطف بها اكثر من عشرة فتيات يبدلن ثيابهن بذي موحد تكون من تنورة سوداء قصيرةحد الركبة مع قميص ابيض وقفاذات من ذات اللون، تستطيع بوضوح معرفة انهن يعملن مع عصابة الشيطان من وشم الجمجة الصغيرة التي نقش اعلي صدورهن... تجاهلها الجميع دون فتاة واحد سارت باتجاهها وهي تحمل كيسا مدته لها قائلة

"خذي بدلي ثيابك سيبدأ الحفل بعد قليل "

اشارت لها نحو ستارة فهمت من خلالها انها تريد منها الذهاب الي هناك وتبديل ثيابها خلفها و هذا بالطبع كان محط تساؤل كبير بالنسبة لها الي ان نزعت ثيابها وفتحت الكيس لتري ما بداخله،انه ذي كالذي ترديه الفتيات لكن الشيء المضاف هنا هو حزام جلدي رقيق مع سكين صغيرة نقش عليها اسم مركيز ،هكذا اذ يريد الوغد منها قتل احدهم في الحفل، تنفست الصعداء وشعور بالارتياح اجتاحها فيبدو ان كين قرر جعلها احدي قتلته واستخدامها في منظمته وهذا ستفعله بصدر رحب مادام سينتهي الامر بمكافئة لم تحلم بها من قبل
ثبتت الحزام الجلدي وتأكدة من احكامه حول فخذها ومن ثم ثبتت عليه السكين الصغيرة، لتخرج من خلف الستارة مسرعة ما ان سمعت صوت سيدة تردد بصوت عالي

"هيا يا فتيات لا وقت نضيعيه لقد بدأ المدعوون في التوافد، لا اريد اي اخطاء فسيكون الثمن حياتكن، وظيفة كل واحدة هي التأكد من تلبية احتياجات الضيوف اي كانت تكن المهم ان يكونوا راضين ...بالاضافة الي الحرص من ان لا احد من الحاضرين ينوي قتل الاخر، ولو لوحظت اي تحركات مشتبهة ابلغنني في الحال، هيا اصففن خلف بعضكن واتبعنني الي القاعة في هدوء تام "
فتحت المرأة باب الغرفة وخرجت لتبدأ الفتيات في اللحاق بها لم يكن تتحدث اي منهن الي الاخري فقط سيطر الجمود علي ملامحن وهذا ما فعلته كلارا ايضا، حين دخلو الي القاعة المعدة للحفل كان هناك ضيفان لم تتعرف علي اي منهما وقف معهما جوشوا وسرعان ما امرت رئيسة المضيفين احدي الفتيات للذهاب والتعرف علي طلباتهم ولم تمر سوي دقائق حتي بدأت القاعدة في الاكتظاظ بأناس يظهر عليهم الثراء الفاحش و ان جمعيهم ينتمون الي الطبقة البرجوازية... تستطيع ان تصنيفهم الي ثلاث اقاسم رجال اوغاد يتظاهرون بالطهر امام زواجتهم اللائي برعن في تمثيل دور عدم الاكتراث وهن يسترقن النظر الي عشيقات ازواجهم في المقابل، كومة من الحثالة يستحقون الحرق احياء بلا منازع
مرت ساعة منذ بدء الحفل ظلت تتطوف فيها بين المدعوين وهي تحاول ايجاد الشخص الذي ستقتله لكن حتي الان بائت جميع محاولاتها بالفشل اين يعقل ان يكون ماركيز هذا،تنهدت بانزعاج لم يدم ما ان سمعت صوت احدهم يناديها
"لو سمحت اعطني بعض الشراب "
بدي الصوت مألوفا لها ولم تخب ذاكرتها حين وجدت المتحدث هي صوفيا، صاحت بها ما ان رأتها

"انت فيونا اليس كذلك "

اومئت لها بتهذيب وهي تقدم لها شرابها الذي طلبته

"اجل سنيورا تفضلي طلبك "

ولم تكد اصابع صوفيا تلامس الكأس حتي التقطه ميغيل ليردد لها مؤنبا
"هذا يكفي لقد شربت الكثير "

تجعدت ملامح صوفيا بغضب ترجمته في نبرتها الحاد وهي تحاول استرجاع كأسها
"لا شأن لك لست طفلة او مراهقة حتي تخبرني حدودي في الشراب اعده لي حالا "

قرب فمه من اذنها ليتمتم محذرا
"ان لم تكوني طفلة اذا تصرفي كشخص بالغ له عقل ،لا احب ان اركض خلفك كمربيك الخاص حتي اصلح حماقاتك، كوني عاقلة ولا تضطريني لحبسك في الحمام حتي ينتهي الحفل "

ظهر الغل جليا في عينها التي لبدت بالدموع لكنها لم تضف حرفا فقد افلتت الكأس وغادرت المكان مسرعة
وقفت كلارا تراقب المشهد بحيرة دون ان تفهم ماذا ستفعل حتي سمعت صوت كين يردد بخشونة
"ميغيل تعال الي هنا "

التفتت نحوه بتلقائية لتراه وقفا علي بعد مترين عنها بحلة سوداء اظهرته جذابا بطريقة و كأنها خلقت من اجله .... و اعتدلت بجانبيه فيرا متمسكة بساعده... قالت بدهشة ما ان رأتها

"فيونا! ها انت ذي سعدت برؤيتك "
تقدمت نحوها خطوتان لتصافحها بحرارة قبل ان تضيف

"كيف حالك اري انك تعملين كنادلة الان "

اجابتها بارتباك حاولت من خلاله الهرب من نظرات كين الساخطة الي حد كبير، ربما لم يكن ذاك الغضب جله لها لكنه بالتأكيد لها نصيب فيه

"اجل سنيورا شكرا لهتمامك، اعذريني علي الذهاب الان "

رحلت عن المكان باقصي سرعة واتجهت صوب طاولة المشروبات تاركة ميغيل يتحدث الي كين بدون ان يفهم سبب غضبه المفاجىء

"مالذي كنت تفعله عندك "

اجابه باستغراب

"ماذا افعل! ما بك يا رجل اهي اول مرة تراني اتحدث معها بهذا الاسلوب "

تاهت فيرا بين حوار الاثنين ولعدم مقدرتها علي فهم ما يدور بالضبط تركتهما وذهبت لتفقد المعازيم وهنا استطاع كين القول بحدة

"ابقي بعيدا عنها "

كشر ميغيل انيابه وبدي علي استعداد للكمه

"حقا،تزوجني اياها رغما عن كلينا وبعدها تقول لي ابتعد عنها، هل تريد مني رؤيتها وهي ترتكتب الحماقات فقط من اجل الانتقام مني بفم مغلق،سحقا لك ولي سواريز ذاك الجبان الاحمق كلاكما وضعاني بهذا الموقف الذي بت اكره نفسي بسببه "

ظهرت لمحة من الدهشة علي تعابير كين والتي سرعان ما اخفاها خلف الجمود وهو يسأله

"هل كنت تتحدث عن صوفيا "

صرخ به بذهول

"وهل هناك لعنة في حياتي غير اختك يارجل "

تنهد بارتياح و تخطاه غير مكترث لتساؤلاته وذهب مباشرة نحو جو الذي كان مشغولا بتفقد الضيوف حتي انتبه لاقتراب كين منه

"الم يحضر وزير الخارجية بعد "

نظر جو الي ساعته التي باتت تشير الي الثامنة والنصف

"لقد صرح انه سيتأخر عن القدوم حتي ساعة ونصف من موعد ابتداء الحفل، لا تقلق لن يجرء احد علي رفض دعوة تقدمها له حتي وان كان رئيس الجمهورية بذات نفس..."

قطع حديثه فجأة حين لمح احد الحراس الواقفين امام البوابة الرئيسة يشير نحوه

" لقد وصل علي ما يبدو سأذهب لاتفقد الامر واعود "

اخذ خطوات واسعة نحو البوابة ليتوقف عنده ما ان رأي مركيز يتقدم نحوه

"سنيور جو بيبيتشي متألق كعادتك "

جامله بابتسامة مصطنعة سرعان ما ماتت عندما انتقل بصره للثنائي الذي دخل خلفه .. و لم يكونا سوي سيلين وجونثان متأنقا ببذلة فاخرة لم تنافس ثوبها الازرق الغامق الذي اتلصق مع جسدها مظهرا اي معلم انثوي يميزها، وانساب شعرها الذي تركته طال علي كتفيها متموجا في خصال نحتت جمال وجهها البيضاوي بملامحه الرقيقة ...
بلع ريقه بصعوبة، و وقف الاثنان امامه ليشرع ماركيز في الحديث بحماس
"اعرفك ابني جونثان عاد من استراليا قبل اسبوعان مع خطيبه السنيورا سيلين .."

لمن ينطق بحرف فقط ركز كافة قواه في عدم الانقضاض بعدة لكمات علي الوغد الذي حاوط خصرها بذراعيه قبل ان يكسر اي عظمة به ويحوله الي كتلة عجين ، وكم تضاعفت رغبته تلك حين انطلق لسان سيلين وتولي الحديث الحديث

"سنيور مركيز لاداعي لان تقدمني الي ابي، اعني بما انه رباني فهو بمقام ابي الست محقة سنيور "

لا تعلم كم كان طعم كلماتها مر كريها لا يطاق وهي تدعمها بنظرات حملت غضبا دفينا خزن داخلها لسنوات واليوم فقط بدأت تخرجه في العلن
مد جونثان يده ليصافحه لكن جوشوا اكتفي برمقه كالقمامة وكان علي وشك تسديد لكمة له لو لم ينقذ كين الموقف باخر لحظة و يسحب جوشوا الي الخلف ليحتل هو المقدمة ... وهنا تراجعت سيلين من فورها الي الدفاع وعلمت انها قد تكون رسميا علي بعد شفرات من الموت .... عم صمت رهيب بينهم واخذت اللعينة تعد انفاسها وهي تصلي بان يكون ماركيز درعا كافيا ليحميها من ان تكون احد ضحايا كين لهذا المساء الملعون

"مرحبا سلين "

نطق كلماته بصوت خشن جعل جو يفيق من ثباته ليدرك ان الذي يتحدث الي لعنته هو كين لا احد غيره لكن سحقا كان الاوان قد فات لابعادها او اخفائها عن الوجود والان اصبحت حياتها حرفيا تحت رحمة كين الذي انتظر ايجابتها حتي ردت بصوت مرتجف

"بخير..."

لم تستطع ارداف كلمة اخري وحمدلله ان ماركيز قد تولي الحديث من فوره والا كانت ستنهار باكية منشدة خوفها
"اذا فانتم تعرفونها، غريب سيلين لما لم تخبرينا بان عائلة بيتشي تقرب لك "
انعقد لسانها ولم تقدر علي اجباته ،ولم يكن من كين سوي زيادة الضغط عليها
"اخبرينا سيلين هل بتنا عائلة لا تليق بك حتي تبرأت منا ولم تعودي تفتخرين بانتمائك لنا لدرجة اخفاء الامر عن الاخرين مالذي فعلناه بحقك حتي نستحق هذا منك "
تقسم لولا وجود عشرات الاعين التي تمركزت عليها لنفجرت ضاحكة عن اي عائلة يقصدها اللعين ها، هل يقصد نفسه وهو الذي اطلق عليها النار دون تردد ام جوشوا الذي طردها ورماها كاي كيس نفايات ، و هل تترك يا تري عمتها التي اخرجتها من حياتها كالشعر من العجين دون يرف لها جفن فقط لان زوجها اراد ذلك ، تنهدت ساخرة واجابته

"بالتأكيد لم تفعلوا شيئا اعتقد انني سأعتذر عن تصرفي المشين بدون سبب قوي يدفعني لذلك "

قاطعها جو بسرعة وهو يوجه حديثه لكين و لم يهمه ابدا نبرة التوسل التي ظهرت بوضوع علي صوته ان تعرف عليها احد

"كين اريد ان اتحدث اليك ما رأيك ان نذهب الي..."

قاطعه بدوره هامسا بصوت خافت

"لن اقتلها علي الاقل ليس اليوم "

ربت علي كتفه ليضيف بصوت عالي

"اهتم بضيوفنا جيدا جوشوا،استمتعو بالحفل فهو لايزال في بدايته ال كلارك "

اتكئت كلارا علي باب الحمام بوهن قبل ان تتخلي عن الحذاء ذو الكعب العالي وتبدأ في ترويض قدمها المتشنجة ، هي حقا محتارة كيف يستطيع غيرها من النساء تحمل لبس هذا الشيء لساعات وهناك ابتسامة عريضة علي افواههن، انه عذاب من نوع اخر ، و سحقا لمن اخترعه
طرق الباب مرتان لتنتبه الي حذاء احدهم وكان رجاليا ظهر عبر فتحة السفلية لباب المرحاض الذي جلست عليه وهنا اخرجت سكينها وقبل ان تهجم عليه نطق معرفا عن نفسه

"كلارا هل هذه انت "

فتحت الباب لترمق بن الواقف امامها بذهول وصرخت به

"بن مالذي تفعله هنا بحق الجحيم،تبا اليس هذا حمام للنساء كيف دخلت "

اجابها بسرعة

"اتيت لاتفقدك ولاري ان كنت علي ما يرام "

صرخت به بحدة وهي تدفعه

"لابد من انك فقدت عقلك ،هيا غادر بسرعة قبل ان يراك احد سأتصل بك لاحقا "

قاومها معترضا دفعها اياه ليتمتم

" ولما علي الذهاب لقد وصلت للتو "

تنهدت بنفاذ صبر وهي تفتح الباب ود

"لانه لا مغذي من وجودك هنا، ولا احتاج اليك، اذهب فقط ولا تثرثر لا وقت لتضيعه "

ضحك مستهزئا من محاولاتها البأسة لاخراجه وخصوصا بعد معرفته بالسبب الحقيقي خلفه

"احب رؤيتك وانت خائفة علي، شكرا لان حياتي تهمك "

رمقته متعجبة من رده الذي فاجئها ليردف

"لقد اتي كين الي منزلي هذا الصباح واخبرني بان ابتعد عنك والا قتلني، صدقا لو لم اعلم خلفية الماضي الاسود الذي يجمعكما لقلت انه يغار مني ، اللعين كان مخيفا لاقصي حد حين تلي علي الطريقة التي سيقتلني بها "

صرخت به كلارا معاتبة

"اذا لما انت هنا لا افهم اين كنت حين وزع المنطق بين البشر، غادر في الحال رجاءا "

اعطاها ابتسامة صادقة قبل ان يجيبها
"حسنا،بما انني اطمئنت انك بخير سأذهب، لكن عديني انك ستتصلين بي دائما "

"حسنا اعدك ، والان غادر في الحال "

استمع اليها وخرج من الحمام للتنفس الصعداء لكن سرعان ما عكر اتزانها ذاك ما ان سمعت صوت الباب يفتح مجددا لتصرخ بغضب

"تبا لك لما لا تفهم غادر..."

بلعت كلماتها و ما تبقي من شتائهما في اللحظة التي تعرفت علي الشخص الذي دخل واغلق الباب خلفه بهدوء ليعطي نفسه كامل الحرية في التفرس بها انش بانش علي اقله من مهله من رأسها وحتي اصابع قدميها بنظرات غامضة لم يستطع القاموس الموجود في عقلها من تفسيرها

"كين "

احتاجت لنطق اسمه حتي تذكر نفسها من يكون بالنسبة لها وان تتعامل معه علي اساس انه و حش تريد تدميره لا رجل يكاد يعادل طنا من الوسامة الصارخة وهو يقلص المسافة بينهما حتي انعدمت تقريبا في حمام بابه مغلق ولا يوجد به احد سواها هي وهو
افاقت من شرودها به حين تمتم بصوت خافت ومد اصابعه حتي يفك رباط شعرها المعقود بترتيب اعلي رأسها

"من كان معك هنا "

ارادت صفع يده لتبعدها لكنه امسك اصبعها بقوة مضيفا بحدة

"لم تمر سوي ثلاثة ايام منذ ان قام الطبيب بفك رباط يدك لا تدعيني اجعله يعيد لفها من جديد "

كشرت له بكراهية لم يهتم لها وكل ما فعله هو مواصلة حل شعرها حتي اسدله علي ظهرها ومن ثم اردف

"لم تجيبيني من كان معك هنا هل هو مخنثك اللعين المدعون بروبن "

دفعت نفسها بعيدا عنه لترد بحدة

"لا شأن لك به ، والان اعذرني سأذهب لابحث عن فريستي لهذا المساء الا اذا كنت تريد ان تأخذ مكان ماركيز "

امسك ذراعها قبل ان تخطو خطوة واحدة ولم تشعر الا بظهرها يرتضم بالحائط خلفها وحين فتحت عينيها كان اللعين يبعد انشين فقط عنها ويداه تحاصر جسدها الذي بدي هزيلا مقارنة بضخامته

"ماذا تحسب نفسك فاعلا "

انحني اكثر صوبها حتي لامس خده خاصتها ليتأكد من ان كلامته ستصل الي اذنها مباشرة

"نصيحة مني ، لا تتجاهليني والا ندمت، اما بخصوص فريستك اريدك ان تتركيها ليوم اخر لذا اسمحي لي أريد ان أستعيد هذا "

شهقت بعنف وانتفض جسدها ما ان شعرت باصابعه ترفع تنورتها حتي انحناء مؤخرتها ومن ثم انقضت علي فخذها قبل ان تصرخ به مستنكرة

"ابعد يداك عني "

حركت جسدها بعنف عل هذا ينفع لافلاتها لكن قبضة اللعين حول فخذها كانت اقوي من ان يستطيع حبل مربوط بجرار ابعداها عنه لشبر واحد ..الي ان انهي فك الحزام الجلدي ومن ثم تراجع خطوة الي الخلف لتشرع في تغطية فخذيها العارين باحراج ارتبط برغبة عارمة باقتلاع رأسه وشرب دمه
"عند انتهاء الحفل توجهي الي شقتك ولا تغادريها الا حين اقرر انا عكس ذلك "

"ولما..."

قاطعها بنبرة محذرة

"اشششش هل تذكرين.. ستنفذين كل ما اطلبه دون اي اعتراض كوني مطيعة حتي لا يشتد عقابه علي مخالفتك "
صمت ليتأمل احمرار خديها وارتجاف اناملها، تصاعد انفسها، وكراهية نظراتها،انها مزيج مثالي لا يمكن ان يوجد عند الكثيرين، وكم يسعده انها ستكون تحت تصرفه كدمية تنفذ كل ما يريده ستكون فأر تجارب مختبري السر ولنري اي شخصية استطيع صنعها بك بعد انتهاء الثلاثة اشهر كيارا، ختم افكاره بابتسامة ماكرة ليغادر بعدها تاركا اياها تشحظ حقدها نحوه علي امل ان يأتي اليوم الذي ستتمكن فيه من تقطعيه الي اجزاء ضئيلة في القريب العاجل .

مسحت صوفيا خدها لتزيح الدموع التي تراكمت عليه، لساعات قضتها وهي تبكي بصمت في غرفة ما اتخذتها بهذا الفندق، نظرت الي الساعة المعلقة بالحائط لتجد عقاربها تشير نحو الثانية عشرة لا بد ان الحفل انتهي الان والافضل ان تعود الي القصر فاخر ما تريده هو انهاء هذا المساء بشجار اخر مع ميغيل
نهضت ورتبت فستانها الستان الذي اصبح مجعدا من انطوائها علي نفسها لمدة طويلة ثم خللت اناملها عبر خصال شعرها الاسود ورتبه بشكل مقبول.... ادرت مقبض الباب وفتحته وقبل ان تحرك قدميها توقفت فجعة بخوف انعكس في عينيها البنيتين ، وهي تري ميغيل واقفا امامها بملامح لا تبشر بخير ، ولانها لا تريد اي قتال سارعت في تبرير موقفها

"كنت علي وشك الذهاب الي المنزل لا حاجة لان تصرخ بي "

بدت علي وشك الانفجار باكية من ضغط المشاعر الكريهة التي باتت تسرح وتمرح في قلبها وهذا فهمه ميغيل جيدا لذا دلف الي الغرفة واغلق الباب بهدوؤ خلفه ،فصاحت به مستفسرة

"لما اغلقت الباب "

اجابها

"لاني متعب واريد ان انام ... لا اظن اني قادر علي قيادة السيارة من هنا و حتي القصر "

رمقته بحيرة لم يعرها اهتماما واتجه مباشرة نحو الفراش علها تقتنع بعذره الكاذب و تقرر استغلاله لصالحها الا ان اللعينة لم تفعل

"حسنا انت ابقي وانا سأذهب مع سائق يو.."

قاطعها لكن هذه المرة لم ترافق الحدة صوته علي غير العادة ، هو يعلم انها متعبة وان طلب منها المكوث لتنام وترتاح ستعارضه كيدا فيه فقط لذا سيتعذر بنفسه ويجبرها للبقاء معه بذات الوقت

"لا لن تفعلي،الطريق طويلة وانا لن ادع سائقا يوصلك، تستطيعين استغلال وقت راحتي في الاستحمام وتبديل ثوبك الضيق و بالتأكيد نزع حذائك الغير مريح ، تفقدي الخزانة ستجدين بها روب استحمام ارتيديه بدلا عن المنشفة اعرف انك لن تكوني مرتاحة بها امامي "
لاول مرة تشعر بانها لا تريد معارضته في شيء ربما لانه قال الحقيقة و وصف شعورها بالضبط اتجاه ملابسها بالاضافة الي التعب الذي انهك روحها قبل جسدها ، لذا تمتت بصوت خافت

"حسنا ، سأنتظرك لساعة وبعدها سنغادر "

منحها ابتسامة جانبية اعطتها بعض الامان نحايته وشعور بانه لن يؤذيها بشيء ، دلفت الي الحمام بعدها وخرجت بعد مدة قصيرة لتجد ميغيل جالسا علي الاريكة بدلا عن النوم علي الفراش ، نهض علي استقامته عندما رأها وهي لا تزال بفستانها

"ماذا هناك اي مشكلة تريدن مني حلها "

خرج صوتها ضعيفا وهي تلتف لتعطيه ظهرها

"السحاب عالق لا يفتح معي، هل تستطيع مساعدتي بفتحه "

لم يتردد للحظة في التقدم نحوها ومحاولة سحب الياي لاسفل، لكن بذات الوقت ارتفع التوتر بينهما ووصل الي مراحل بعيدة بكل مرة تلامس اصابعه بشرتها وادرك كلامها ان استمرت التفاعل بينهما بهذا الشكل العنيف سينتج شيئا يندمان عليه في وقت لاحق لذا سارع ميغيل في القول بصوت مشرج وهو يبتعد عنها خطوة الي الخلف

"انه عالق اقترح تمزيقه "

التفتت لتقابلة بسرعة وهي تصيح به

"لا... انا احب هذا الفستان ولا اريد خسارته هو الاخر"

ما تقوله اعمق من ان يقال في مجرد فستان ، لا يعلم لما المه امر ان اخاه هو المقصود بكلامها وانها تتعذب من اجله ومن بقايا حبها له وللامانة هو لا يستحقه ولا يستحقها ابدا
مد يده ليمسح دمعة رفضت النزول عن رمشها ليقول لها معبرا عن رأيه بصراحة

"انه مجرد فستان،تستطيعين صنع واحدا اجمل منه ان اردت، لا تتعلقي به ان بدأ يؤذيك فانت فاتنة وكل شيء سيليق بك في النهاية فقط لانك من ترتديه وليس العكس ثقي بان كل شيء خلق من اجلك وكل شيء يرغب في ان يكون جزء منك ومكملا لك وانت من ستختارين الانسب لك "

هزت رأسها مستنكرة رغم جمال ماقاله وربما هي المرة الاولي التي تسمع فيها كلمات ناعمة لا تمد لخشونة اسلوبه بصلة تنطقها عيناه قبل فمه ليبرهن بذلك صدقه في كل حرف قاله
"ان كان من تقوله صحيحا لرغب سواريز في ان يكون جزء مني، ولم يكن بحاجة للهرب حتي يثبت عكس ذلك بيوم زفافنا.. ان كنت محقا لرغبت انت في ان تكون جزء مني شخص يحترمني ويكترث لي بدلا عن الصراخ بي طوال الوقت لاتفه سبب واحيانا بلا سبب "

قلص المسافة التي بينهما ليحضن خديها بحنان استهجنته نظراتها التائهة وبدي الوضع غريبا لاقصي حد

"لا تقولي ذلك صوفيا، لم افعل شيئا لك الا وكان لمصلحتك،ربما ابالغ احيانا لكن هذا من خوفي عليك لا اكثر... انا لا اكرهك ولم اكرهك يوما انا فقط حريص علي سلامتك "

جهشت باكية لتظهر جراحها امامه لاول مرة ... و ارتمت في احضانه بضعف تمنت لو يجبره ببعض من قوته و ويسندها من السقوط اكثر في بئر احزانها الذي ظل يبتلعها منذ عام من الان حين هرب سواريز في يوم زفافهما وحول اسعد يوم في حياتها الي كابوس لايزال حتي اللحظة يطاردها، وقفت عند نهاية المذبح شاحبة كالاموات بقلب محطم وروح مكسورة وهي تري ان الواقف للزواج بها ليس حبيبها ولا فتي احلامها بل اخاه الذي كان اخر رجل قد تقبل بان يكون زوجا لها، فهمت كل شيء من نظرات كين المشفقة عليها لكنها لم تجرء علي الاعتراف بالحقيقة ... حتي بعد زواجها من ميغيل حفظا لماء وجه عائلتها من شائعة ان ابن عمها قد رفضها بيوم عرسها لاتزال تنكر ما حدث... لاتزال تري سوايرز كفارس احلامها ... ولاتزال تراه بريئا وان من حوله هم الجناة و اولهم كان ميغيل رغم معرفتها انه اجبر كذلك علي القبول بها لكن جعلته يدفع ثمن دين اخاه و اليوم فقط استطاعت ان تري فداحة ما ترتكبه بحقه وليس لديه اي ذنب وهذا المها
لا تعلم كما استمرت في البكاء حتي نامت في النهاية لكن حين افاقت كانت مستلقية علي صدره في الفراش ، ابتعدت عنه ببطئ لينتبه الي حركتها حتي واجهته بعينيها الناعستين

" كم الساعة،اسفة لم انتبه الي نفسي ويبدو انني غفوت دون ان اشعر "

رغم هدوء نبرتها وظهور عدم ضيقها من التسطح قربها لكنه نهض بسرعة قائلا

"لا عليك، لقد تأخر الوقت نامي وسأقلك في الصباح الي القصر، اراد ان يتحرك نحو الباب لكنها امسكت بذراعه لتسأله

" الي اين انت ذاهب "

اجابها بانفاس لاهثة

"سأنام في غرفة اخري لا اريد ان اضايقك... "

قاطعته بسرعة قبل ان تقف وتقابله بقلق

"لا تفعل، ابقي معي انا اخاف حين ارتحل الي مكان جديد غير معتادة عليه "

لم يكن بحاجة لان تخبره بهذا فهو يحفظها عن ظهر قلب ويعرف رهابها من النوم بفراش ليست معتادة عليه دون ان يكون بجانبها احد لكن رغم ذلك قال بحزم

"ما هذه السخافة، انت بسن جدتي وتقولين مثل هذا الكلام، ثم انني لن اشعر بالراحة وانت تشاركينني الفراش فغالبا ما انام عاريا وانت لن يناسبك ذلك بالتأكيد، افلتي يدي انا متعب واريد ان ارتاح "

وكأنها لم تسمعه تشبثت اناملها بذارعه اكثر وتوهجت مقتليها بنظرات متوسلة تحاول بكل جهدها ثنيه عن قراره

"ابقي،لن اتضايق اذا نزعت ثيابك سأنام علي الاريكة ان شئت لكن لا تتركني وحدي هنا ليس اليوم ميغيل لا اريد ان ابقي وحيدة "

انهت جملتها بعناق لم تعرف ما مناسبته او لما تشعر بحاجتها لذلك، وبالطبع لم تدري عن النيران التي اشعلتها في ميغيل حتي دفعها عنه فجأة بقوة كادت ان توقعها ارضا

"لا، هذا ليس مقبولا تصبحين علي خير ،سأغادر الان "

خطي مسرعا نوح باب الغرفة ولم يوقفه سوي شعوره بجسدها يرتمي علي ظهره لتحدثه بنبرة باكية

"لا تذهب،لا تدعني اتوسلك البقاء، ارجوك، نم معي الليلة "

استدار ليواجهها بذهول ارتسم علي كل انش من ملامحه التي اظلمت وهو يراها تحاول نزع فستانها بجنون رافق صراخها به

"خذني ان شئت الليلة لن اعترض ضاجعني ان كان الجنس سيبقيك معي لكن لا تغادر ميغيل لا ترفضني كما فعل اخاك اتوسل اليك "

اي شيء حدث معها الليلة حتي فتك جرحها بهذا الشكل الفظيع، اي الم يموج بروحها حتي تحاول الهاء نفسها عنه بالتقرب منه انها متغيرة التي امامه ليست صوفيا التي يعرفها هناك شيء حدث معها خلال الساعات الماضية وعليه معرفته ... لكن يبدو ان القدر اراد صده عن ذلك ليدع اللعينة تقوم بشيء انساه اسمه حتي
بلحظة وقفت علي امشاطها لتصل الي طوله حتي تمكنت من وضع شفتيها بخاصته واخذته في قبلة لم يتمكن من رفضها ولا تقبلها ، لكن لن يستطع نكران اتشعال رغبة عارمة بداخله وحده الله يعلم كيف سيطفئها .

ابتعدت عنه بعد ان انقطعت انفسها بدرجة تسمح لها بسحب الهواء الي رئتيها لم يتجاوب معها ولم يصدها، ظل مصدوما مما حدث رغم عدم انكاره بان الامر حطم الحدود التي بينهما و لغي كل القوانين التي اسنوها حين تزوجا، سيكذب ان قال ان الامر لم يرق له الا ان السؤال هو هل صوفيا تريده لانها تريده ام ستندم علي ما تفعله في وقت لاحق، واتاه الجواب في الدموع التي رست علي ذقنها،ليتمتم لها بنبرة معذبة

"ستكرهينني اكثر و ستندمين "

هزت رأسها نفيا قبل ان تجبه بثقة معدومة

"لا لن افعل، لن افعل صدقني "

ليته لو يستطع تصديقها ليته لو يتمكن من اخراس صوت المنطق في عقله وادعاء الغباء بانه لا يفهم لما تتوسله ان يلمسها، اي كان الذي تفعله الان فلانها ضعيفة وستكون مخطئة ان ظنت انه نذل كفاية و يستغل ذلك
تنهد بعمق وانحني ليحملها عائدا بها الي الفراش وهناك جعلها تنام قبله ومن ثم احتوي جسدها الهش بين ذراعيه يحاول بقدر الامكان كبح رغابته التي صنفها دون تردد تحت اسم الخيانة وحكم عليها بالاعدام الذي لا يظن بانه سينفذ قبل قدوم الصباح وابتعادها عنه.
تمسكت به كغريق بقشة احبت دفئي احضانه وكم شكرته في سرها لتمالك نفسه وتركها تنام مطمئنة دون ان تتوقع مطالبته بمكافئة علي احتوائه لها.

نظرت سيلين الي انعكاس صورتها في المرأة وهي تتأمل العقد الماسي الذي اعطاه لها جونثان بعد قدومهم من الحفل بلا اي مناسبة تذكر ، لم تكن نظراتها تحمل شغفا ولا فرحا بالذي هي فيه ، و بكل لحظة تقطع عليها اخذ يزداد و عيها بان روحها تشعر بازدراء نحو استغلال جسدها في الحصول علي ما تريد
طرق الباب مرتان قبل ان يفتح ويدلف عبره جونثان ... سار نحوها حتي تمكن من محاوطت خصرها برغبة يعلم ان سيلين اخر فتاة قد تلبي ندائها وهذا في الحقيقة ما يجذبه فيها وكم يشعر بالطوق الي فتح هذا الصندق الغامض والعبث بمحتوياته كما يريد
انحني وطبع قبلة فاترة علي خدها وسألها

"لما لم تبدلي ملابسك "

تنهدت بتعب انهك مفاصلها وعضلاتها المتشنجة

"كنت علي وشك فعل ذلك قبل ان تحضر انت "

اعطاها ابتسامة لطيفة لم تناسب شحوب نظراته لها وهذا جعلها تشك ان استدعاء والده له بعد حضورهم الي المنزل لبد خلفه امر هام للغاية وعليها معترفة باي طريقة،حتي سمعته يسألها

"يبدو انك كنت تفكرين في امر ما هل عمتك هي من تشغل بالك رغم ان لقائك بها كان دراميا بعض الشيء لكن اظن انكما ستتخطان ذلك "

ابتسمت بسخرية وهي تسترجع دموع التماسيح التي ذرفتها ناز في سبيل اقناعها بشوقها الطاحن لها، وهي من تركتها قبل اربع سنوات دون ان تكلف نفسها عناء السؤال عنها ولو لمرة،
طردت افكارها المشتتة وركزت فيما يهمها حقا فقالت له

"لا اظن ذلك، دعك مني اخبرني لما ارادك والدك هل الامر خطير "

هز رأسه نفيا قبل ان يجيبها

"ليس بالمعني الحرفي لكني اشعر بالاستياء اتجاهه لانك ستفارقينني ولن تظلي معي طوال الوقت "

اظلمت تعابيرها وامتزجت مع خوف ما راه جونثان حتي سارع مضيفا

"والدك اتي ليصطحبك معه الي القصر وابي لم يشأ معارضته في ذلك لذا استدعاني ليأخذ برأي "

تشنجت عضلاتها جدار بطنها مولدة بذلك مغص فظيع بان في شحوب وجهها وهي تسأله سؤال اعطاه ايجابته مسبقا

"و بماذا اجبته
"
رد عليه باستسلام

"لقد وجدت نفسي في موقف ضعيف لذا وافقتهم الرأي ، لكن بالتأكيد مكوثك هناك لن يعني اننا سنفترق الي الابد سأتي لاصطحابك كل صباح ونقضي اليوم معا حتي موعد زفافنا فلم يتبقي سوي شهر عليه لذا تحملي رجاءا انا واثق في انك ستحبين مرافقة عائلتك لك في ذلك اليوم و مكوثك معهم الان سيحل الخلاف الذي بينكما "

كم شعرت برغبة في لكمه وتحطيم فكه الي قطع، هذا الاحمق لا يفهم اي لعنة فعلها بحقها، ان كان يظن ان جو قد يدع هذا الزواج يتم ويكتمل فهو ساذج وغبي ، تنهدت بانزعاج سيطر علي مزاجها العكر لترد عليه باعتراضها
"لن اذهب، عد واخبره بذلك انني"
قطعت حديثها ما ان لمحت باب الغرفة يفتح ويدخل عبره جو مكشرا باعصار غضب يهدد باقتلاع كل من يحاول اعتراص طريقه ، قال جونثان بارتباك حين رأه

"كنا علي وشك النزول اليك اليس كذلك حبيبتي ، عد واستريح في بالاسفل وهي ستوضب اغراضها وتنضم اليك "

من صيغة كلماته علمت انه تم اقناعه عن طريق العصا وليس الجزرة ، وهذا بالطبع سيضعف موقفها امام اللعين الذي تقدم صوابها حتي امسك يدها قائلا بتحد وهوينظر في بؤبؤ عينيها

" لا حاجة لذلك تستطيع شراء كل ما ينقصها من السوق، دعينا نذهب لقد تأخر الوقت وعمتك في انتظارك "

كم تمنت صفه لكن المسدس الذي تعمد اظهاره مثبتا علي حزامه اخبرها بوضوح انه ستحصل ملحمة ان عارضته باي حرف .. وهي حقا لا تريد خسارة كرت الامان الوحيد الذي تملكه و المتمثل في ماركيز وبالطبع سيحترق ان تأذي ابنه المدلل بسبها ناهيك عند تستديد طلقة نارية في منتصف جمجمته لذا اضطرت الي رسم ابتسامة تافهة وهي ترد عليه

"بالطبع وانا متشوقة لرؤيتها دعنا نذهب "

حاول جونثان الاقتراب منها وطبع قبلة علي شفتيها لكن جوشوا كان له بالمرصاد وسحبها بقوة حتي وقفت خلفه ومن ثم قال

"تصبح علي خير سنيور ،سيلين قولي لخطيبك وادعا وتمني له ليلة يعيدة "
اضطرت الي مجارته رغما عن انفها ليس بعد ان ضغط علي رسغها حتي كاد ان يحطمه

"تصبح علي خير سأتصل بك حين اصل "

رمقها جونثان بذهول لم يمكنه من الرد عليها حتي اختفت خلف الباب ، ظلت تحاول مجارات جوشوا في خطواته الواسعة الي ان وصلا الي سيارته و دفعها لتركب عليها وهنا فقط سمح لبركان الغضب بالانفجار علنا في اللحظة التي صفع فيها الباب واغلقه

"لما عدت "

حدثها باكثر نبرة هادئة استطاع اصطناعها وحين لم تجب حولها الي صراخ

"لما عدت اللعنة ان انتهي المال الذي انتهي لك كل شهر كان بامكانك اخبار الوسيط الذي بيننا فحسب وسأمنحك المزيد، مالذي ترجينه من خطب ذلك المخنث ان يستطيع حمايتك مني او من كين ، بربك سيلين تصرفي ولو لمرة كالبشر العقلاء "

اكتفت بالنظر اليه فقط مع هدوء سيطر علي كل ربع من تعابيرها الا عينيها الغاضبتين

"لا تقلق لم اعد من اجلك ، انا فقط اتيت الي المكان الذي ارغب في ان يقام حفل زفافي عليه ليس الا .. لذا ان كان وجودي يسبب اي ضيق لك تجاهله ببساطة.. كلها فترة شهر واحد و سأغادر ميكسيكو الي الابد ، عد الي منزلك سنيور جوشوا واتركني حيث انا "

ضحك ساخرا مما قالته قبل ان يحول نبرته الي اخري اكثر حدة مما توقعت
"من تحاولين خداعه ببيتك الشعري هذا سيلين، علي العموم امامنا شهر حتي موعد زفافك وحينها سنري ان كنت صادقة ام لا لكن قبل ذلك ستبقين متهمة في نظري، هيا ضعي حزام الامان الان فقط ستبدأ رحلتنا "

افاقت كلارا لكن وخذات الالم في قدميها اجبرها علي المكوث لوقت اطول في الفراش، بعدها اخذت حماما دافئا وعادت الي الغرفة بالمنشفة لتلبس ثيابها وهنا اكتشفت الكارثة، سحقا لقد تركتهم البارحة في الفندق ويبدو ان الفتر الذي خلفه السعي بين المدعويين لساعات لعينة وهي ترتدي حذاء بطول طابقين حجب تفكيرها ولم يترك لها سوي الحلم بالعودة والاستلقاء علي الفراش بعد منتصف الليل، والان اي لعنة سترتدييها ربما تتصل ببن ليحضر ثيابها مساءا لكن بهذه الفترة التي اصبحت نهارية علي ما يبدو ستدبر امرها باي شيء ترتديه لذا ابتدئت رحلت البحث عن اي شيء يصلح لان يكون رداء وبالاخير رست علي ثياب النادلة وبما انها تحتاج الي غسل من انكاب عصير العنب الاحمر البارحة علي قميصه قبل ان تغادر الفندق بلحظات رحلت بسرعة الي غرفة الغسيل و وضعتها بالماكينة لكن وجدت هناك ما صعقها،مدة اناملها لتخرج القميص الرجالي الذي وضع بالداخل وفكرت من اين اتي فلا تتذكر انه صادفها حين غسلت ثيابها البارحة او ربما كان موجودا ولم تلاحظه ، اطالت التفكير بشأنها حتي احبطت في التوصل الي نتيجة لكن بذات الوقت خطرت علي بالها فكرة وهي ارتدائه بدلا عن المنشفة الغير مريحة وهذا ما فعلت بالضبط، خرجت الي المطبخ و شرعت في اعداد كوب قهوة بما انه الشيء الوحيد الموجود في الخزائن الفارغة وتناولته بهدوء عكر ما ان اتت لتغسل الكوب وجدت قطرات من الماء عالقة علي حواف حوض الغسيل ،و لم تحتاج الي اكثر من سماع صوت سقوط شيء علي الارض قادم من الغرفة الاخري الموجودة في الشقة لتسحب سكين الطعام وتسلل بخطوات غير مسموعة صوبها

مدت يدها و ادارت قفل الباب بحذر لتقوم بفتحه الي مستوي ضئيل مكنها من رؤيت ما بداخل الغرفة حتي وقع نظرها علي الفراش الذي جعدة اغطيته وهنا اتاها الدليل الحاسم بان شخصا ما تسلل الي شقتها وبالنسبة لعملها فلن يترك الامر خيارا لها سوي وضعه في القائمة السوداء واعتباره قاتل اما ان تقتله او يقتلها

دفعت الباب لتفتحته لمستوي اكبر تمكن جسدها الضئيل من العبور خلال وحرصت ان لا تصدر اي صوت وهي تسير علي امشاطها نحو الحمام اذا يصدر منه صوت تدفق مياه صاخب ولم تدري انه مجرد فخ وقعت فيه الا حين حاوطت ذراعان قويتان خصرها وحاولت سحب السكين من يدها، ارجعت رأسها للخلف بكل قوتها لتصيبه في انفه مباشرة دفعه الالم الناتج عن ذلك للتراجع خطوة الي الوراء استغلتها كلارا في ضرل ركبته والتسبب في اختلال توزانه بهدف اسقاطه ارضا لكن ما لم تحسب له حسابا هو ان تسقط هي برفقته لتسمعه يلعن بصوت عالي ما ان اصتدم ظهره بالارضية

"سحقا، لم اتوقع ان تكوني بهذا الثقل كيارا "

اقشعرت بذهول وهي تبتعد عنه الي ان وقفت ونظرت اليه وهو ينهض بدوره، كين بشحمه ولحمه استقام امامها بشعر مبلل وجسد عاري لم يستره سوي منشفة لفها حول خصره ولم تتمكن من الوصول الا الي حد ركبتيه ليظهر انه خرج من الحمام للتو بالفعل ... لم تدري ماذا ستقول او تعبر لكنها صرخت به فحسب

"مالذي تفعله بحق الجحيم في شقت..."

وهنا قطعت جملتها لادراكها انها اخطئت التعبير،فحتي لو اعطاها اياها للسكن بالاخير هي ستعتبر احد ممتلكاته الخاصة

ظهرت علي ملامحه السخرية التي لم تعد تفارقه منذ ان التقاها تقريبا ليرد عليها بسؤال

"لما سكت اليست لديك رغبة في اخضاعي لتحقيق عن سبب وجودي هنا وبعدها طردي كأي طفيلي لعين "

كم كرهته لادراكها بانه سيتفزها وهي تعلم بعدم مقدرتها علي القيام بشيء ضده لمجرد رؤيتها اياه بغرفة تعود الي احدي شققه وان كان هناك احد سيطرد فبالتأكيد ستكون هي لذا التزمت الصمت وقررت ترك حرية الاختيارله اما ان يخبرها او تتجاهله وهذا فهمه جيدا،من تعابيرها المحمرة بغيظ كان جله له
ليردف قائلا

"لقد نمت هنا البارحة "

التزمت كلارا باشاحة عينيها بعيدا عنه وهي تجيبه فلا يمكنها الانكار ان اللعين يملك جسدا يصنف ضمن الخرافة مع وشوم زادته غموضا و وسامة ولان حالتهما ابعد ما تحتاج اليه هو الاعجاب بميزة ما في الخصم الاخر فستحطاط بتمثيل العمي وعدم رؤيتها من الاصل

"وما شأني انها شقتك في النهاية "

"وماذا ان اخبرتك باني اشتريتها من مالك الذي اخذته منك "

هنا اختلفت الموازين لم تقاوم رغبتها في اعطائه بعض النظرات الحاقدة وهي ترد عليه

"اذا بهذه الحالة ارتدتي ثيابك و اغلق الباب عندما تغادر، لا اريد رؤيتك تخطو هنا مجددا "

انفجر ضاحكا بطريقة جعلتها تعاود مراجعة حسابتها وبدأت تشك ان قالت شيئا سيقودها الي فخ لعين من صنعه ومعالمه اخذت في الظهور ما ان رأته يمحو المسافة التي بينهما وعلي عينيه نظرة لم تكن ساخرة ولم تكن مزحة، حادة بطريقة جعلت قدماه تتراجعان الي الخلف دون شعور منها ولم تعي لنفسها الا وساقيها يرتضمان بحافة الفراش، لوهلة عادت كلارا التي كانت تخاف منه كشبح خرج من فلم رعب، و لم تمر سوي ثواني حتي عادت فيونا لكن الاوان حينها كان قد فات تقريبا ما ان دفعها بقوة حتي سقطت علي الفراش خلفها واتبعها جسده الذي استلقي عليها بثقل اصبح شللا حقيقا لجزئها السفلي

"ما ماذا تفعل "

اعتمت عيناه حتي تحول البني الي سواد صحيح انها لا تعرف معني نظراته بالضبط الا انها باتت مخيفة الي حد جعل فيونا تنهار ما ان انتقلت اصابعه الي اول زر في القميص وقامت بفتحه
صرخت به وحاولت ابعاده بلكماتها التي لم تستطع ازاحته ولا لملميتر واحد

"لا توقف، مالذي تحاول فعله،ابتعد عني ،قلت لك ابتعد "

امسك بيديها ورقم مقاومتها الضارية له لكنه استطاع تثبيتهما في الفراش اعلي رأسها بيد واحد في حين واصلت الثانية ما بدأته، كم كرهت ضعف قوة جسدها مقارنة به وعدم قدرتها علي ردعه حتي حل اخر ذر في القميص، وهي تحاول بكل طاقتها منع دموعها المهينة من النزول والانفجار باكية امامه فلا تريد ان تزيد موقفها الضعيف ضعفا يكسرها امامه الي الابد وبدلا عن ذلك اكتفت برمقه بكراهية
حتي تمتم لها بصوت خشن

"مابك كيارا الست سعيدة بتنفيذ اوامرك، الم تطلبي مني ارتداء ثيابي والمغادرة اذا لم تمنعينني من استرداد قميصي الذي تلبسينه "

رغم معرفتها انه استغل حقيقة ليصل الي كذبة لكن هذا لم يغفر له عندها وما ان احست بيده ترخي عن تقيدها دفعته لتبعده عنها وسحبت غطاء السرير لتدثر جسدها العاري من عينيه التي اخذت تتفرسها بنهم، اذ لم تكن تردي حمالة صدر ولا سروال داخلي وجميعهم الان موجودين في المغسلة مببلوين علي حد علمها
وكل ما فعلته هو خلع القميص ورميه نحوه بعد ان سحبت الغطاء ودثرت نفسها حتي العنق لتقول له بصوت تشبع مهانة

"غادر لو سمحت "

لم يتحرك انشا ولم يقل حرفا تأملها لدقائق كرهتها حد الموت وهي منحية الرأس تعد الخيوط التي نسج منها غطاء السرير وكلها امل ان ينفذ ما قالته باسرع وقت حتي سألها وهو يلتقط القميص

"لما انت غاضبة"

هل يعتمد استفزاها الي اين يريد ان يصل بالضبط هل يريد منها النهوض ومقتلته وهي عارية ام ماذا

"قلت لك ارحل من هنا "

"ولما "

تنهدت بعصبية وهي تصرخ به
"اكرهك اليس هذا سببا كافيا، ارحل في الحال فكما تعلم انا بلا ثياب ولا اظن انك ستحب رؤيتي وانا عارية رغ.."

قاطعها بنبرة عادي

"بلي انا احب ان اراك عارية كيارا "

لا تظن انها قادرة علي تركيب جملة تعبر عما تشعر به من صدمة و ذهول من جوابه الذي صعقها بالكامل حتي اخذ منها اكثر من دقيقة لتستوعبه

"ماذا تعني "

ابتسم بخبث بث القلق في روحها وهو يلجلس بقربها علي الفراش

"هل تريدين الاجابة علي نصف سؤالك الحقيقي ام كاملة "

ارتفع التوتر فيها الي القمة واتسعت ابتسامته اكثر لرؤية خوفها الذي لاح في الافق لاول مرة منذ ان التقاها وهذا اخبره بوضوح انها الان باتت تعي ما يدور في عقله بالضبط لكن لن يطيل عليها حتي يكشفه في العلن
مال بجسده اكثر حتي وصل الي اذنها وهناك همس بكلماته المحرمة

"لا اريد ان تعملي فقط كقاتلة عندي كيارا حتي تفوزي بالنهاية السعيدة، بل اريد ان تعملي ايضا كعاهرة اتخذها ، امرأة اضاجعها وانثي تصبح عشيقتي لثلاثة اشهر "

زحفت بجسدها بعيدا عنه والاستنكار وحده كان المسيطر علي تعابيرها المصدومة، لم تكن تتنفس حتي وكل طاقتها وجهتها لمعرفة ان كان ما سمعته اذانها حقيقة او ان كان هذا مجرد كابوس لعين ستفيق منه بعد قليل، لا يمكن ان يطلب منها هذا، حتي وان كانت تحلم فهو شيء قذر مقزز لايمكن ان تقبله ولا بأي شكل كان
تمتمت بصوت احرش وهي لاتزال تواصل زحفها

"مستحيل، هذا لن يحدث، افضل ان تقطع رأسي ولا ادعك تستخدم جسدي في قذاراتك، كيف تقول شيء لعينا كهذا وانا كنت زوجة ابنك ام حفيديك ،لا افهم اي بشر تكون حتي الوحوش لا تفكر هكذا "

احتفظت ملاحه بهدوئها ولم يبدو عليه التأثر وهو يجيبها

" يبدو انك تسيئين فهم مدي عمق كراهيتي لك لهذا انصتي جيدا فلن اكرر ما سأقوله، اي شيء سيحطمك اي شيء سيجعلك تكرهين نفسك سأفعله بك وان كانت النتيجة اصابتي بضرر يفوقك اضعاف، فكري كيارا و تخيلي اي المشهدين تريدين ان تكون فيمها انك تعيشين بفيلا تطل علي حديقة خضراء يحفها البحر حيث يركض ليون بالكرة وانت تلحقين به،صوت ضحكاته واتساع ابتسامتك في كل مرة يناديك بماما.... ام انك جاثية علي الارض والاغلال تكبلك وانت تنظرين الي ليون يقطع امامك وترك مهمة انهاء حياته لك ، الا تظنين ان تجنب هذا يستحق مقايضتي بما بين ساقيك ومقابل تحطيمك كما اشاء لثلاثة اشهر "

لم يكترث الي الدموع التي تزاحمت علي خدها وهو يقرب المسافة التي بينها الي ان طبع قبلة خاطفة عليه جعلتها تصفه بتقزز

"كريه ابتعد عني، واياك ان تلمسني "

حاولت النهوض من الفراش مع سحب الغطاء معها لكن ثقل جسده كان سدا منعها من تنفيذ ذلك لتعلم انها مضطرة للبقاء متدثر منه نظراته الوقحة او افلات الغطاء والهرب عارية امامه
تحسس خده بابتسامة خطير معناها المختصر ستدفعين الثمن علي هذا كيارا

"اي الخيارين تفضلين"

بالتأكد ستقتل نفسها قبل ان تسمح له بتنفيذ تهديده او اعطائه ما طلبه في المقابل صحيح ان الاول اكثر سوءا لكنها ايضا لن تستطيع التعايش مع الثاني ، ستري مايمكنها قوله وربما تتمكن من اقناعه

"لا، اطلب اي شيء اخر وسأفعله اي كان سأقوم به لكن ترتجع عن فكرة الجنس بيننا، انت قلت ان لن تؤذيني الي حد قتلي اذا لما تريد ان تفعل بي شيئا اشد ضررا من الموت حد نفسه "

امعن التفكير في سؤالها لوقت اطول من المعتاد فقال في النهاية

"لان تنفسك يكفيني "

لم تكن بوضع يسمح لها استخراج الطلاسم من اجابته ومحاولة حلها خصوصا بعد ما شرع اللعين في الاقتراب منها ويده تتحسس ساقيها من اسفل الغطاء ،لم تفكر لثانية اضافية قبل ان تنهض تاركة الغطاء له والركض باقصي سرعتها اتجاه الباب الذي لم تصل إليه ابدا ،اذ تمكن من اللحاق بها وهنا بدأت تنفذ كل ما تعلمته من حيل في القتال للافلات من الخصم لكن الامر ببساطة لم ينجح معه ،ربما كسرت احدي اضلاعه ،وتسببت في رضوض باجزاء متفرقة من جسده ،وجرحه باظافرها في عنقه وصدره ورغم كل ذلك لم يفلتها وكرها معه عائدا الي الفراش حيث رمها وتأكد من استلقائها علي بطنها وضغط عنقها بقوة جعلت رأسها يدفن في غطاء السرير وهنا علمت انها خسرت المعركة .صرخت به رغم صوتها المكتوم وحاولت مقاومته بضراوة وهي تعلم ان ما تفعله لن يفيدها ومع ذلك لن تقبل ان يحصل ما يريده بهذه البساطة .

"توقف، هذا كريه، لا يمكنك فعل هذا بي، انا زوجة ابنك اللعينة، ما تريده بشع للغاية ،حقير حيوان انت ابشع من ان تصنف مع الوحوش حتي، كيف تفكر بي بهذه الطريقة المريضة "

تجاهلها وكانه فقد حاسة السمع لديه توقفا وكل ما باتت تراه عيناه و يحس به هو نعومة بشرتها وطراوتها ومع ذلك ضغط عنقها اكثر حتي اختفي صوتها لم يمهمه ان كان ما سيحدث اقذر من الاغتصاب او اشد تطرفا من عمل شخص مريض لكن الاوان كان حينها قد فات ليتراجع عن عزمه.... ليس بعد اشتعال جحيم الرغبة داخله الي حد جعله يدفع عضوه داخلها دفعة واحد
صرخت وبدت كالصرخة الاخير ليء شخص قبل ان يقتل ولحظتها اصبحت الحياة بلا معني كرهت جسدها كرهت ضعفها وكرهت عجزها الذي كبلها ولم تستطع ردعه ، حتي دموعها لم تستطع غسل القذارة التي شعرت بها مع كل لمسة ....مع كل نفس مقزز من انفاسه الحارة ومع كل مرة دفع فيها عضوه داخلها بجنون حرفي مزق انوثتها
لتتحول النصف ساعة التالية الي بئرة جحيم اجتمع فيها عذاب الكون باسره حتي حصل علي متعته ، واستلقي بسكون جوارها وهي فاقدة للوعي
ظل يتأمل شعرها المتناثر بفوضية علي الوسادة مرورا بالعلامات الزرقاء التي التصقت بكل انش من جسدها الي ان حركت اصابع يدها ليعلم انها بدأت تستيقظ ، وقف علي قدميه من فوره و دلف الي الحمام تاركا اياها وحدها مسلتقية علي الفراش بروح مكسورة لم تسلم منها حتي فيونا، وكأنه حقا نجح في تحويلها الي معني اسمها المستعار واصبحت مجرد شبح

سحبت الغطاء معاها لتقف علي قدميها المترجفتين كالاهلام واخذت تخطو ببطيء اتجاه الباب حتي وقعت عيناها علي تلك السكين الواقعة بالارض لم تفكر مطولا و انحت لتلقطها ، في كل مرة كانت تهزم بها اول شيء يخطر في بالها هو قتل نفسها لكن الان لاشيء سيقدر علي كبت رغبتها الدامية في انهاء حياة اللغينوضع حد لها فما فعله لا يغتفر .

تركت الغطاء في ارضه و هرولت مسرعة اتجاه الحمام ولم تكد تمسك بمقبصه حتي دار و فتح الباب علي مصريعه مظهرا كين خلفه،لم تمهله حتي فرصة ليتحقق من ملامحها وكل ما فعلته هو طعنه بالسكين مباشرة نحو قلبه، و ركزت كل قواها في اداخلها حتي الرمق الاخير لكن يده التي امسكت بيديها منعتها من ذلك حتي اضطرت الي النظر الي عينيه و لم يطل عليها حتي ظهر الذهول علي ملامحها .

هناك سكين لعينة دخل نصلها حتي ربعه في صدره وهو يبتسم لها ساخرا وكانها تطعنه بدبوس ، و اخر ما توقعت ان يفعله هو كمش شعرها في قبضته ودفعها نحو بقوة جعلت شفتيه تلتقي بخاصتها في قبلة وحشية لم يسمح لها ان تنتهي الا بعد شعوره بانقطاع انفاسها واستعدادها لان تفقد وعيها و حينها فقط دفعها لتسقط علي الارض بقوة جعلت السكين يسحب معها بعيدا عنه
انحني علي ركبته ومال نحوها غير مكترثا للترات الدم التي تنذف من جرحه للتحول كلارا لحظتها من الصياد الي الفريسة وكل ما فكرة به هو الزحف نحو غطاء السرير وتدثير جسدها به فنظراته الوقحة وحدها تقتلها الا ان كين ثبتها بقبضته واجبرها للنظر اليه وهو يحدثها

"ثلاثة اشهر لعينة ،اصبريها وحينها اقسم لك انني لن امنعك من اكمال ادخال سكينتك في قلبي وانتزاعه من محله، سأتركك تطبقين كل افكارك المريضة بي بفم مغلق، لن اعترض، فقط اصبري لثلاثة اشهر وتقبلي ما سيحدث بيننا "

ركلته بقدميها و زحفت مسرعة حتي تمكنت اناملها من الامساك بغطاء السرير وسحبه نحوها لتغطي به جسدها العاري وحينها فقط استطاعت ان تطلق العنان لشتمائها

"مسخ لعين،سحقا لك ولدنائتك لا تتوقع مني ان اوافق علي ان تستبيح جسدي كما تشاء، لست ضعيفة حتي اصل الي غايتي عبر استخدام انوثتي اللعينة سأقتلك قبل ان تفكر في تكرار ذلك هل تفهم "

حاولت الهجوم عليه بطعنات اخري لكنه لم يجد صعوبة في تفادي معظمها ربما لان ما يتحكم لها هو قلبها لذا معظم تحركاتها باتت مكشوفة وخرقاء لم تتمكن من تحقيق اي ضرر حقيقي به سوي بعد الخدوش الطفيفة في صدره الذي تحول الي لوحة رسمتها الدماء الحمراء علي وشومه السوداء المخيفية ، حتي تمكن في النهاية من السيطرة عليها وابعاد السكين من يدها

"انت تؤذين نفسك فقط، قتلي قبل ثلاثة اشهر اسوء شيء ستفعلينه ،و ليون سيكون الضحية لاختيارك الغبي ، لا تحسبي اني امثل الخطر الرئيسي عليه ،بمجرد مخالفتك اوامر منظمتك وافشالك خطتهم الاولي سينفذون الثانية وهي ابادة عائلة بيبتشي وليون لن يكون استثناء وبالتأكيد ستكونين انت ضمن قائمة الضحايا باعتبارك خائنة سيلاحقونك اينما ذهبت ولن ييأسو حتي يبيدو اخر فرد من عائلتي المتمثل في طفلك ،كوني ذكية ولا تفسدي النهاية التي رتبتها لك "

اصابها حديثه بالرعب خاصة ان كان ما يقوله صحيحا فمعناه ان مستقبلها اكثر سودا مما تخيلته

"كاذب، ما تقوله يحمل الكثير من التناقض كين، وهذا لن ينقذك مني "

قاطعها بسرعة

"انت من تصنعين هذا التناقض كيارا انت من تضعين نفسك في المشاكل متاجهلة كل التحذيرات التي يقدمها لك الاخرين، اتركي عنادك لمرة واستمعي الي لا تكرري خطأ الماضي نفسه للمرة الثانية "

في كل مرة تتذكر انه حذرها من الزواج بيبتر والمضي في علاقتهما قدما تشعر بالعار من غبائها العاطفي لكن حتي هذا لن يظهر كين كشخص خلوق نبيل في نظرها
افلت ذراعيها وتركها تبتعد عنه وانتظر حتي قابلته وجها لوجه ليقذفها بالسكين ،امسكتها وعاينته مستغربة من فعلته حتي فسرها وهو يضيف بغلظة

"قرري كيارا اما ان تقتليني الان وترين الكابوس الذي اخبرتك به الليلة قبل حلول الغد او تحملي عذابي حتي ثلاثة اشهر وبعدها افعلي بي ما تشائين وستكون مكافئتك تحول احلامك الي واقع تعيشنه بامان "

ربما اكثر شيء بات يصدمها هي فكرة ان يغدر بها ريكاردو كما اخبارها كين، ربما لجنونها في الماضي للوصول الي كين اعمي عينيها عن مساوء ريكاردو ،وكل معطياتها عنه تخبرها بان كين قد يكون صائبا لكن بذات الوقت ليس هناك اي ضمان من ان لا يكون كاذبا ، قبل اسبوعان فقط كانت كل خططها مرتبة وتبدو مثالية خالية من الاخطاء حتي دخل كين الي الصورة و اتي وقت التنفيذ في الواقع ....لم تشعر الا وهي تعاركه في متاهة لم تمنحها سوي الضياه حتي اللحظة ... تركتها هائمة وتائهة بين الحقيقة والخيال ... غيرت نظرتها لمن حولها وبدلت افكارها ، و الان بات كل خوفها ان يكون اسوء قرار اتخذته في حياتها هو قبولها تحدي دخولها منذ البداية

........النهاية
تعليقاتكم ام عندي اهم من التصويت حتي
معليش علي التأخير بس الجامعة فتحت والضغط زاد علي وما حاقدر نزل بارت لمكلكة الجليد قريبا
Love you

Continue Reading

You'll Also Like

1.2M 95.9K 77
‏لَا السَّيفُ يَفعَلُ بِي مَا أَنتِ فَاعِلَةٌ وَلَا لِقَاءُ عَدُوِّيَ مِثلَ لُقيَاكِ لَو بَاتَ سَهمٌ مِنَ الأَعدَاءِ فِي كَبِدِي مَا نَالَ مِنَّيَ م...
1.7K 150 7
الموسم الثاني لرواية lost spring. ___ مترجم ولست الكاتب.
3.8M 57.6K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...
2.2K 421 42
ماذا ان كان دوما هو «رأيتك فصرخ قلبي اريدها» start in 3/9/2022 finished in 5/7/2023