أرواح مشوهة | distorted souls

By the_writer_ro

107K 4.2K 10.2K

يقوم بإختطافها ثم تهديدها للقبول بالزواج منه بعدما جعلت عروسه تهرب قبل يوم واحد من الزفاف ، إعتقد أنه أمسك بز... More

المقدمة:
الفصل الثاني: خَطَر !
الفصل الثالث: عَهد..
الفصل الرابع: الظل..
الفصل الخامس: صورة..
الفصل السادس: تبادل عهود..
الفصل السابع: دماء على فستان..
الفصل الثامن: فوضى ساخط
الفصل التاسع : جولة شطرنج
الفصل العاشر: ضيف من الماضي
الفصل الحادي عشر: رائحة الموت
الفصل الثاني عشر: تسجيل دخول لساحة..
الفصل الثالث عشر: معزوفة الحرب
الفصل الرابع عشر : نصل الحقيقة
الفصل الخامس عشر : عقاب متمرد
الفصل السادس عشر : ليلة بين النجوم
الفصل السابع عشر : ملاك حارس
الفصل الثامن عشر : وكر الشيطان
الفصل التاسع عشر : الغسق
الفصل العشرون : العتمة
الفصل الواحد و العشرون : تحت ضوء القمر
الفصل الثاني و العشرون : رسالة من جثة
الفصل الثالث و العشرون : قصة سيدة النصر-الجزء ١-
الفصل الرابع و العشرون : على حافة الهاوية
الفصل الخامس و العشرون : قصة سيدة النصر-الجزء٢-
الفصل السادس و العشرون : وردة الجوري السوداء
الفصل السابع و العشرون : وحوش حول مأدبة العشاء

الفَصل الأول: ڨيكتوريا رومانو

10.6K 308 183
By the_writer_ro


وسَط جِبَال مَدِينة كُومو الإيطَالِية التِي تَشتَهِر بِإمتلاكها لِواحِدة مِن بَين أروَع البُحَيرَات فِي العَالَم..

تَواجَد مَنزِل خَشبي مُتوسِط الحَجم بَينَ أشجار تلك الجِبَال العَالِية مِمَا جَعلَه خَفي عَن الأنظَار, فُتِح البَابُ لِيخرُج مِن خَلفِه رَجل طَويل القَامَة, تُغَطِي جَسَده مَلابِس سَودَاء ثَقِيلة نَوع مَا لِتَقِيه مِن لَفحَات فَصل الخَرِيف البَارِدة التِي بَاشَرت بِالإصطِدَام بِه حَال خُروجِه مِن بَيتِه الدَافِئ, تِلكَ القُبَعة الصُوفِية و الوَشَاح الأسْود المُلتَف حَول نِصف وَجَهُه السُفلِي قَامَا بِحَجبِ مَلامِحِه عَن العِيان..

إبتَعدَ عَن بَابِ المَنزِل لِيتَجه نَحو جِذْع الشَجَرة المَقطُوع لِيسحَب الفَأس المُسْتَقِر فُوقَها ثُم أمسَك بِجِذعِ كَبِير الحَجم لِيضَعه مَكَان الفَأس سَابِقا, رَفَع يَده الأُخرَى لِيُنزِل الوِشَاح إلَى رَقَبتِه لِتظهَر مَلامِحُه المَرسُومة بِإتقان عَلى بَشرته السَمرَاء أثبَتَت بأنَه إيطالي أبًا عَن جَد..

إنِشَغاله بِتقطِيع الخَشب مَنَعَه من مُلاحَظة زَوج الأعَين التِي كَانت تُراقبُه مِن خَلف المِنظَار مِن فَوق غُصن إحدى تِلك الأشجَار, إرتَفعت شَفَتيه فِي شِبه إبتِسامة حَالما إنكَشفت مَلامِح الآخَر لَه, أخَذ بِيده الحُرة هَاتفه لِينقُر عَلى إسم " الكابو"

صَوت رَنين هَاتِفه الذِي دَوى فَجَأة جَعل مِن إبتِسامَة صَاحِبه تَتَسع أكثر لِيردِف بِهدوء إلَى تِلك المَرأة التِي تَجلس بِجانبه التِي جَعَدت مَلامِحِها بِعدم رِضى:ِ

- عُذرا آنِستي..

إبتَعَدت عَنه نِسبِيا بَعدَما كَانت مُلتَصِقة بِه فِي مُحاولة يائِسة لِنيل إنتِباهه,تَنفَس المَعني الصُعدَاء و هُو يَهمِس بِصوتٍ لَم يَصِل إلَى مسَامِع القَابِعة بِقربِه:

-إن المُتَصل سَيحصُل عَلى هَدِية مِني لَم يَكن لِيتَصورها فِي حَياته أبَدا..

سَحب هَاتفه مِن جَيب مِعطَفه الرَمَادي لِتتَوسَع إبتَسامَته أكثَر إلَى أن كَادَت أن تَشق وَجهَه بَعد وُقُوع بُنِيتَاه عَلى إسم المُتَصل لِيهمِس مُجَددا بِخفُوت قَبل أن يُجِيب:

- و أخيرا سِأؤدي مَشهَد الأَكّشن الخَاص بِي

وَضعَ الهَاتِف عَلى أذُنِه بَعد نَقرِه عَلى قُبُول لِيأتِيه صَوت مِن الجَانب الآخر يَقُول:

- إنَه حَيث قُلتَ كابو..

زَم المَدعُو بِالكابو شَفَتيه فِي مُحَاولَة يَائِسة لِإخمَاد رَغبَته فِي الضَحك ثُم أغَلق الخَط دُون الرَد عَلى الطَرف الآخَر, أعَاد هَاتفه حَيثُ كَان لِينظُر نَحو تِلك التِي تَلف خُصلَة مِن شَعرِها البُني حَول إصبَعها بِملل لِيقف مِن عَلى الكُرسي الطَويل المُقابِل للكاونتر الخَاص بِالمقهى مُردِفا بِلباقة مُناسبة لِهيئَته و لَكنَتِه الإيطَالية المُمَيزة:

- أعتذر يا آنسِتِي إلا أننَي سَأضْطَر لِلإنصِراف الآن لِحدوث أمَر طَارئ للِغاية..

عَبِسَت مَلامحها لِتومئ لَه بِهدوء, أخرَج مِن جَيبه مَبلَغ مِن المَال لِيضَعَه فَوق المِنضَدة مُحَدثا المُحاسِب:

- هَذا مِن أجلِ مَا أخَذتُه و مِن أجْلِ مَا طَلبته الآنسَة و صَديقَاتها اللَواتي يَجلِسن عَلى تلكَ الطَاولَة

ثُم إستَدار لِيخرُج مِن المَقهَى بِهدُوء تَام كَما لَو أنَه لَم يَكُن مَوجُودا مِن الأسَاس..

وَقَفت مِن مَكَانها حَال خُروجِه لِتعُود إلَى الطَاولة حَيث صَديقَاتها مُردفة بِحنق:

- لَم يَطلب رَقم هَاتفي! كَما أنَه لَم يُخبِرني بِإسمِه حتَى ! كَما أن بِسَبب تِلكَ القُبعة الغَبِية لَم أتمَكن مِن رُؤية وَجهه جَيدا !

لِتُردِف إحدَى صَديقَاتها بِسُخرِية:

- رُبما لِأنك مُنذ أن جَلستِ مُلتَصِقة بِه و أنتِ تتَحدثين عَن نَفسكِ إلى دَرجة أنَكِ لَم تَتركي لَه المَجال لِتَعرِيف بِنفسِه أو التَنفُس حَتى!

قَرنَت المَقصودة حَاجِبَيها بِغضَب لِتُردف بِإنزعَاج:

-لَستُ في مِزاج لِأتحمل سُخريَتكِ نيلسي

قَاطع حِديثُهما صَوت صَدِيقة أخُرى و هِي تَقُول بِإستِغرَاب:

-مَهلا كَامِيلا..! كَيف علمَ أنَنا صَديقاتكِ؟ عِندَ دُخُوله كنتِ في الحَمام و بَعد خُروجكِ إتَجهتِ لِلجُلوسِ بِجانبه فَورا بَعد رُؤيتكِ له دُون التَحدث إلَينا حَتى!

لِتظَهر مَعالم الصَدمة عَلى وَجه كِامِيلا بَعد إنتِبَاهها لِلأمر

- معكِ حَق! هو لم يَلمحني بِرفقَتكُن! إذا كَيف عَلِم بِأنني عَلى مَعرِفة بِكن؟! هَل يُعقَلُ أنَه إنتَبَه إلَى النَظرَات الخَاطِفة التِي تبَادَلتُها معَكن قَبل جُلوسِي إلَى جَانِبه؟!

لِتنطِق نِيلسي مُجددا بِإعجَاب ظَاهِر عَلى نَبرة صَوتِها:

- يِبدو أنَه يَنتمي إلَى ذلك النَوع النَادر مِن الأشخَاص الذِين يَتمتَعون بِالفِطنَة و سُرعة البَداهَة و دِقة المُلاحظَة غَير إطلَالَته الأنِيقة و نَبرَة صَوتِه المُغريَة أوه يا إلهي مَن يَكون ذَلك الرَجل يَا ترى؟!

حَال أن وَطَئت قَدمه خَارِج المَقهَى زَالَت إبتِسَامته بِرفقة مَعالم السُرور لِيحل مَحلها الجُمود...الجُمُود فَحسب, رَفَع يداء المُغطاة بِقفَازات سَوداء مَاثل لَونُها ثِيَابَه لِتعدِيل قُبعَته,تَقدم بِخطُواته المُتنزِنة نَحو تِلك السَيَارة ذَات اللون الأسوَد و مَا هِي إلا ثَواني حَتى غَادر المَكَان..

بَعد قِيادة لِمدة قَصيرة أوقَف سَيارتَه عَلَى جَانِب الطَرِيق حَيث كَانَت تَنتَظِره سَيَارة أخرَى, تَرجل مِن سَيارَته لِيُسَلمَ المِفتَاح لِلرَجل الذِي قَام بِأخذِها راحلا مِن المكان, فَتح الكابو البَاب الخَلفي لِلسيَارة التِي كَانت تَنتظره لِيجلِس فِي مَكانه فَإنطَلقت السَيارة فَورا نَحو وِجَهتِها الفِعلِية..

تَوقفَت السَيارة أمَام الغَابة المَقصُودة لِينزِل مِنها بِسرعة شَاقا طَرِيقه دَاخِلها, لَم تَدم رِحلَة سَيره طَويلا حَتى وَصل إلَى الرَجل الذي قَام بِالإتِصَال بِه و الذِي كَان بِرفقَة شَخص آخَر

سَار الرَجلين أمَامه نَحو ذَلك المَنزل لِيقوم أحَدهم بِفَتح البَاب بِسلاسَة و هُدوء تَام..

كَان وَاقف أمَام طَاولة المَطبَخ يُقطِع الطَماطِم إلى أشلَاء بَينمَا لِسانه تَكفل بِلعن وَ شَتم شَخص مَا

إلتَفتَ لِإحضَار مَا يَحتَاجه إلِا أنَه رؤيتَه لَه مُستندا عَلى مَدخَل المَطبخ بِشَحمِه و لَحمِه جَعل مِن قَلبه يَدقُ بِجنون بَعد أن أدرَكَ عَقلَه أنَ حَياته الآن قَد إنتَهَت..

- كابو..

حَرك شَفتيه المُزرَقة رُعبَا لِينطِق بِتلَك الكَلمة بِصَوت مَهزوز, إبتَسَم الكابو بِخفَة لِيقتَرب مِنه بِخُطوات ثَابتَة لَم تَزد مِن الآخَر سِوى ذُعرا !

- مَرحبا "فلانتينو", إلَى اللِقَاء "فلانتينو"

أردَف جُملته الثَانِية بَينَما يَغرِز إبرة فِي رَقبة الآخَر لِيسقُط مُغشَي عَليه, إبتَعد الكابو عَنه لِيتَولى الرَجلين مُهمَة أخذِه إلَى السَيارة بَينَما هُو وَقَف أمَام المَنزل سَاحِبا سِيجَارة مِن جَيبِه بِرفقة قَداحة تَكفَلت بِإشعَلها, أعَدها حَالما فَرِغ مِن إستِخدامِها لِيسحَب مَكانَها هَاتفه فِي نِية الإتِصَال بِشَخص مَا..

وَضع السِيجَارة المُشتَعلَة بَين شَفتَيه مُستَنشِقا إيَاها ثُم أبعَدها لِيزفر دُخَانها فِي إنتِظَار إجَابة الطَرف الآخَر, مَا إن تَوقَف صَوت الرَنين دَلَالة عَلَى الإجِابة تَحَدث بِنبرَة بَارِدة:

- أنَا في الطَريق وَ الغنيمة بِرفقَتِي.

هَذِه الكَلمَات هِي مَا كَانت مَضمُون المُحَادَثة, أعَاد السِيجَارة إلَى شَفتَيه لِيخرِج شَريحَة الهَاتِف لِيرمِيه أرضَا دَاهِسًا عَلَيه بِحذَائه ثُم جَعَد الشَرِيحَة هِي الأخُرى لِيَضعها فِي جَيبِه فِي نِية إلقائِها بَعيدا و تِلك التي تُغطِي القُفازات لَم تَسمَح بِتَرك أي بَصمَة لَه لِذَلك تَرَك المَكان بِراحَة..

إتجَه إلى السَيَارة لِيركَب مُجدَدا, نَظر إلَى المُلقَى بِإهمال فِي المَقعَد بِجانِبه بِنظَرات مُشمَئِزة لِيردِف بِهدُوء:

- لَولَا حَاجتِي لِما دَاخِل جُعبَتِك لَقمتُ بِتطبيق طِريقَة القَتل الجَديدَة التِي أتُوق لِتجرِبتِها مُنذُ أن رَأيتها فِي حُلمِي مُنذ مُدة..

مَا إن أنهَى حَديثَه سَحب كِتَاب مِن جَيب مِعطَفِه الدَاخِلي, لِيفتَحهُ حَيثُ تُوجَد الفَاصِلة لِيكمِل قِرائَتِه مِن حَيثُ تَوقف مُسبَقا و هَذا كَان لِصَالِحه لِأن هَذا الكِتَاب قَد نَال إعجَابِه حَقا و لَم يَجِد الوَقت المُناسِب لِقرائتِه و هَذه الرِحلَة التِي سَتَدوم لِأكثَر مِن سِتة سَاعَات كَانت مُناسِبة تَمَاما لَه, عَدل نَظاراتِه التِي عَاد زُجاجَها إلَى الشَفَاف بَعد إختِفاء أشَعة الشَمْس لِيغرَق فِي القِرَاءة مُنفَصِلا عَن العَالَم الخَارجِي تَمامَا..

رَفَع رَأسه بَعد إنهَائِه لِقرَأة الكِتَاب بَأكمله رَاسِما إبتسَامَة نَصر كَونه إنتَهى مِن قِرَاءة كِتَاب آخَر مِمَا يَعنِي أن سَيُضيفه لِمجمُوعة الكُتَب التِي قَرأهَا مُسبَقا..

حَركَ رأسَهُ المُسنَد عَلى المَقعَد خَلفَه لِيلمَح مَعالِم مَدينَة روما التِي بَاشَرت بِالظهُور مِن خِلال نَوافِذ لِتعلِن وصُولُهم إلَى وِجهتِهم أخِيرًا, تَنهَد بِهدُوء مُعيدًا كِتابَه إلَى حَيث كَان لِينظُر مُجدَدا إلَى الذي لَا يَزال مُغمَى عَلَيه بِجانِبه مُفكِرا بِأي طَريقَة سَيَنتَهِجُهَا ليَجعلَه يَعتِرف بِما يُريدِه..

سَارت السَيارَة في أحَد أرَقى أحيَاء مَدينَة روما, القُصُور القَليلَة الفَاخِرة ذات التَصامِيم الخَاطِفة لِلأنفَاس التِي مَرت عَليهَا السَيارَة دَلت عَلى أن سُكَانه لَيسُوا سِوى مِن الطَبقَة الراقِية فَاحشَة الثَراء فِي المَدينَة, تبَاطئَت سُرعتَها شَيئ فَشيئ بِمجرَد إقتِرابِها مِن بَوابَة القَصر السَابع و الذِي كَان آخِرها..

فُتحَت تِلك البَوابَة الحَديدِية الكَبيرَة التِي ذَهنَت زَخرفتَها بِاللَون الأسوَد اللامِع لِتدخُل السَيارة إلَى فِناء القَصر المُصمَم بِطريقَة لَا تَسمَح لِلعيُون بِتجاهُله بِالرغُم مِن فَصل الخَريف الذِي جَردَه مِن اللَون الأخضَر و ألْوانِه الزَاهِية, إلا أن حَتَى تِلكَ أورَاق الأشجَار اليَابِسَة و التِي تتَفَاوت ألَوانَها مَا بَين الأصَفر و البُرتُقالِي جَعلت مِن المَكان يتَمتع بِرونق خَاص..

إستَدارت السَيارة حَول تِلك النَافُورة الكَبِيرة لِتقِف أمَام البَاب الرَئيسِي لِلقصر الذِي عَجَزت الكَلمَات عَن وَصف مَدى جَمَاله..

نَظر الكَابو نَحو مِرآة السَيارة لِيردِف بِهدُوء:

- تَعلم جَيدا مَا يَجب عَليكَ فِعلَه..

وجَه حَديثه إلَى الشَاب الذِي كَان يَجلِس بِجانِب السَائق لِيُجِيبَه:

- أجَل سَيدي .

تَرجل الكَابو مِن السَيارة لِيدخَل القَصر بَينَما قَام الشَاب بِمُساعَدة رِجَال آخَرين بِأخذِ الأسِير إلَى جِهة أخُرى مِن القَصر..

إستَيقَظ بِهَلع بَعد ضَرب المِيَاه البَارِدة لِجسَده! رَمَش عِدة مَرات لِيعُود إلَى أرضِ الواقِع مُستَوعبا أيَن هُو الآن, رَفع رَأسه لِيقَابل شَاب ذُو تَعابِير قَاسية يَحمِل دَلو و الذِي يَبدو أن مُحتَواه هُو الذِي أُفرِغ عَليه مُنذ لَحظَات

- يُمكنكَ الإنصِراف

خَرج من المَكان بِإذعان لِيتَقدم الكابو حَيث يَجلِس فلانتينو مُقيدا, أعَاد رَفع رأسِه لِيرَاه وَاقِفا أمَامَه بِملابِس مُختَلفة فَقد إرتَدى بِنطَال رِياضِي أسَود رِفقة تِيشَرت رَمادِي دَاكن و قَد تَخلَص مِن نَظاراتِه الطِبية بالإضَافَة إلَى القُبعَة تلِك لِتظَهر مَلامِحَه الحَادة وَ شَعرُه البُني المَائِل إلَى السَواد الرطب الذَي تَساقَط جُزء مِنه عَلى جَبهَته مُلتصِقا بِها يَدل عَلى أنَه قَد إستَحَم مُنذ فَترة قَصِيرة..

نَفث دُخَان سِيجَارته فِي الهَواء مُفسِحا المَجَال لِشفَتيه لِتحَدث بِهدُوء كَعادَته:

- مَا رَأيُكَ يَا فلانتينو أنْ تَبُوحَ لي بِهوِية الشَخص الِذِي قَام بِالإبلَاغ عَن مُرور الأسلحة عَبر المِينَاء مُتسَببا لَنا بِمشَاكل مَع البُلغَاريين؟

هَز رَأسه لِكلتَا الجِهتين بِضُعف مُؤكِدا إلتَزامَه الصَمت بِشأن هَذا الأمَر..

إبتَسَم بِهدُوء لِيقُول بِنبرَة خَبيثة بَثَت الرُعب فِي جَسدِ الآخَر:

- أتَعلم؟ فِي طَريقِنا إلَى هُنا كُنت أتَأمَل وَجهكَ لَعلِي أجِد الطَريقَة المُناسِبة لِإستِخرَاج مَا أرِيده مِنكَ و لَكن فِيما بَعد قلتُ لِنفسِي, لِماذا سَأضيِع جُزء مِن طَاقتِي و وقتِي الثَمين فِي ذَلك؟ لِماذا لَا أوكِل هَذِه المُهمَة لِشَخص آخَر خَبِير فِي هَذا الأَمر أكثَرَ مِني؟ النَار البَاردَة مَثلا؟

جَفل الآخَر مَا إن ذُكِر ذَلك اللَقب عَلى لِسَان المُتحَدث!

- أنتَ تَمزح صَحيح؟

أردَف فلانتينو بِإستِنكَار فِي مُحاولَة لِإهداء قَلبَه الذِي يَكاد أن يَتوقَف مِن شِدة رُعبِه

- و متَى رأيتَني أمزَح؟

إخترق هدوء المَكان الذِي تَلا جُملة الكَابو خُطوات حِذاء بَطيئة تَصدر مِن الجِهة المُظلِمة لِلمكَان, تَوسَعت عَيناه بِعدم تَصدِيق بَعد تَأكُده مِن أن مَا قَاله الكابو لَيس دُعابَة!

- إنها ڨيكتوريا رومانو!!

تَوقف صوت الخُطُوات مع إقِتران حَاجبي الكابو بِإستغراب قَبل أن يَقول:

- ڨيكتوريا؟ أليسَ هَذا نَفس الإسْم الذِي كُنت تَلعنُه فِي ذلك المَنزِل؟

- أجَل إنها نَفسَها! لَقد كُنتُ ألَعنها لِأنها كَانت السَبَب فِي تَورطِي فِي شيئ لَا صِلة لِي بِه!

- و مَن تَكون هَذه؟

-هِي تَعمل في مُستشفَى خَاص فِي المَدينة, لا يَخدعك جَمالُها الآسر أو مَظهَرها البَريئ فهي تعمل في المُخابَرات كَما أنَني أشُك بِأن لَها صِلة بِالمَافيا المُعادية لَكَ, هَذا إذا لَم تَكن عَشيقَة الكابو الخَاص بِهَا لِذلِكَ لَم أشَئ البَوح بِإسمِها خِشيَة أنْ أتَورَط أكَثر!

سَاد صَمت طَويل بَعد كَلامه الغَير مُتوقَع, فَالكابو كَان ينتَظر إسم ذَكر مَا يَعرِفه أو عَلى مَعرِفة بِخلفِيته و لَيس أنَثى مَجهُولة!

إلتَفت إلَى الظَلام و كَأنه يَنتظِر تَعلِيمة مِنه..

- أرِيدُها

نَطق بِهذه الكَلمَة بِنبرة عَميقَة بَاردة جَعَلت مِن الكابو يَدعكُ مَا بَين حَاجبَيه هَامِسا بِخفُوت وَسَط تَنهِيدَته المُتعبَة:ِ

-إستِعمَالُه لِكلِمة أرِيدُها بَدل مِن أحضِرهَا لا يُنم بِالخَير أبَدا, بِأي جحِيم أوقَعتِ نفسكِ يَا أيَتُها الحَمقَاء ڨيكتوريا..

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

يُتبع...

و هذا كان الفصل الأول من الرواية يا أصدقاء أتمنى أنه قد نال إعجابكم😅

في الفصل القادم ستتعرفون على أسماء الشخصيات التي لم أبُح بإسمها مكتفية بألقابها هنا مثل:

الكابو و النار الباردة

كيف تتوقعون لقاء ڨيكتوريا بالنار الباردة؟👀

أود أن أوضح شيئ ما

إن قول النار الباردة للكابو بأريدها ليس على أنه يريدها مِلكه!😂
و أنه يريدها بمجرد سماع إسمها!

بل كما قال الكابو إن إستعماله لِلفظ أريدها بدل من أحضرها لا ينم بالخير أبدا و ستعلمون معنى هذا قريبا..

لأنني أؤكد لكم بأن أي حرف سأكتبه في الرواية لن يكون عبثا فلكل شيئ معنى سواء كان ظاهري أم خفي..

إلى اللقاء في الفصل المقبل بإذن الله❤

Continue Reading

You'll Also Like

429K 11.1K 39
[ S E X U A L C O N T E N T ] • كَــانـت تـَرانِـي أخ لـخَـطِـيـبهَـا بَـيـنـمَـا أراهَـا كُـل لـيّـلـة أسـفَـلـي بـَأقـذر الوضـعـيـَات.. ♡ • لـيـ...
106K 8K 18
عائلة دافئة فتاة تتمنى ان تعيش بسلام مع والديها واختها وسط حبهم وحنانهم وتحقيق امنياتها واسعادهم ولاكن هناك من يخالف هاذا الرئي .......
259K 14.5K 59
.. بدأت 2023/5/23 ..انتهت 2024/5/5 الأخوة هم اليد القوية عندما تتهاوى بنا الايام..!! Brothers are the strong hand when the days fall apart..!! #ال...
433K 26K 53
قصه من أرض الواقع.. بقلمي أنا آيات علي ها أنا قد خلقتُ من الظُلم و العذاب الذي جار علي من وحش جبار فہ لقد وقعت بيد من لا يعرف معنى الرحمه و انهُ ذو...