عشيقة لوالد زوجي السابق "+18"

By Anabell_rain

559K 13.5K 7.7K

بريئة بقلب نقي سعيدة ومرحة ابتسامتها تشع علي ثغرها تمنحها لكل من تقابله صديقها عدوها وحتي حزنها اين ذهبت كلار... More

تنبيه
الجزء الاول
الجزء الثاني والثالث (طويل جدا 2٠الف كلمة)
الجزء الرابع
الجزء الخامس
الجزء السادس
الجزء السابع
الجزء التاسع
الجزء العاشر
الجزء الحادي عشر
الجزء الثاني عشر
الجزء الثالث عشر
الجزء الرابع عشر
الخامس عشر
الجزء السادس عشر
الجزء السابع عشر
الجزء الثامن عشر
الجزء التاسع عشر
الجزء العشرين
الجزء الواحد والعشرين
الجزء الثاني والعشرون
الجزء الثالث والعشرون والاخير
جزء اضافي( part 1)
جزء اضافي (part 2)
جزء اضافي (Part 3)
جزء اضافي part 4
جزء اضافي (part 5)
جزء اضافي part 6

الجزء الثامن

15.3K 505 291
By Anabell_rain


#البارت متويط الطول، اجتهدت عشان اطلعو في هذا الزمن مريت بخمس ايام توقف بها تفكيري وهذا كان خصما علي تنزيل الاجزاء ، قرءاة ممتعة ولا تنسو تدعموني بالتعليقات و تذكرو كل ارئكم وتوقعاتكم وملاحظتكم love you❤

لمعت عينيها كالصقر الذي يستعدد لانقضاض علي فريسته وهي تنظر في عينيه بكراهية استولت علي كل خلية كونتها حتي نصبت نفسها كالملك والملكة عليها ، لتتحول تلك النيران التي نشبت في روحها الي جحيم تفحمت فيه جميع انسانيتها واصبحت رغبتها الوحيدة في الحياة هي اعدام من يقف امامها .

اغمض عينيه لوهلة قبل ان تتسع ابتسامة علي فمه لم يكن لها اي هوية او عنوان وكل ما عرفته بشأنها انها لم تحمل اي مشاعر، و سرعان ما حولها الي ضحك خافت ستكذب ان قالت انه لم يحيرها، فبينما هي تغلي من البغض نحوه قابلها بملامح لا يمكن وصفها غير باللاشيء، وكأنه حقا نجح في التجرد تماما من كل ما يخص البشر والانسانية و اصبح كائنا متفردا لا يصنف مع احد، يحكم الشياطين بدلا عن ان يحكموه ، وهكذا حول معني اسمه الي واقع يعيشه بالفعل وهو كين لوسفر ملك الشياطيين.
ضغط علي معصم يدها التي تحمل السكين بقوة لن تدع مجالا للشك انها ستنكسر ان ظل علي تلك الحال لدقيقة اخري، لكن كلارا ظلت ثابته وفضلت ان يقطع يدها اولا قبل ان تسمح لاصابعها بترك تلك السكين ان لم تصل الي هدفها ، وهنا بدأ تحد مفتوح ظنت انه سيطول قبل ان ينتهي، الا ان حركة واحدة قام بها هزمتها شر هزيمة، فبطرفة عين امسك برقبتها ولم يجد صعوبة في شنقها لنصف متر بعيدا عن الارضية دون ان تستطيع تخليص نفسها منه ، وما هي الي ثواني حتي ضرب بيدها الزجاج بقوة تجزم انه كان سيتشقق لولا تصميمه المتين حتي يقاوم الرصاص، وهذا بالطبع تسبب في طحن عظام يدها و وحده الله يعلم ان كانت قد بقيت علي شكل قطع كبيرة تتيح للاطباء وتسهل عليهم مهمة جبرها مع بعضها من جديد

نظر في قلب عينيها بعد ان عدل طولها لدرجة تساوي طوله تقريبا وفقط الان ظهرت لها بعض الاطياف في عينيه مظلمة باردة تخبرها بوضوح بانه اقرب الي كسر رقبتها من تركها تعيش
لم يقل كلمة فنظراته كانت كفيلة بالبوح عما يفكر به وعما هو عازم علي فعله ، حتي كسر التواصل بينهما فجأة

"لم اظن انك ستسبقبني في الحضور الي هنا دقيق في المواعيد كعادتك "

انطلق الصوت الانثوي الناعم ليجذب انتباه كين نحوه مصدرته،حتي كلارا التي كانت علي بعد شبر من ان تموت بحق وحقيقة انتابها الفضول لتعرف صاحبته فلم تكن النبرة غريبة عنها كليا لكن بذات الوقت لم تتعرف عليها الي ان قال كين باستحقار

"كاتلينا .... "

ما ان نطق كين اسمها حتي تذكرتها انها عاهرة بن الشقراء اذا.

"ستموت ان استمريت في خنقها وهذا ليس جيدا بالمرة بخصوص اتفاقنا..."

اشارت نحوها برفع حاجبيها ساخرة وما كان من كين الا ان افلتها بلا سابق انزار لتسقط علي الارض بذل تجرعت طعمه المر في نظراته المستهزئة بها، لقد عملت بجد وكد بلا ملل او كلل فقط لكي تكون قوية بما يكفي حتي تهزمه، انتظرت هذا اللقاء اكثر من اي شيء اخر انتظرته في حياتها لتريه حجمه ولتخبره انه مجرد شخص حقير ضعيف لا يقوي سوي علي الاختباء وراء اتباعه ،لكن الان ها قد هزمها وسحق بها الارض حين اراها الفرق الصارخ في القوة بينهما وليثبت لها انه لم ينصب ملكا علي عرش اقوي مافيا في امريكا اللاتينية من فراغ وهذا كله دون ان يضطر الي نطق كلمة واحدة، ولولا عاهرة وضيعية اخري لاطفئ نور حياتها ايضا دون ان يقول كلمة او ان يبذل مجهودا يذكر وهو يفعل ذلك ، شعور العار والاهانة الذي احست كان كفيل بجعلها تغرس تلك السكين في قلبها كما فعلت في ذلك اليوم، فإن لم تكن قادرة علي الثأر لابنها منه بطريقة يستحقها ما فائدة حياتها اذا؟

حاولت ايجاد ايجابة مقنعة تبرر سبب رغبتها في مواصلة تنفسها فهي تعلم ان الخيبة التي تمر بها ليس لها هدف سوي قتلها، و آخر امنياتها ان تنجح في ذلك قبل ان تضع اللعين في تابوت ، لكن ماذا تفعل في هذه المرة وهي لم تجد اي سبب مقنع .

نظرة الي السكين مطولا وكادت ان تؤمن بان تفكيرها في الانتحار منطقي وهو افضل خيار تتخذه غير سماعها صوته يردد قائلا بنبرة رغم برودتها اشعلت في روحها جهنم من الغضب

"حظا موفقا في المرة القادمة كيارا "

كم احست برغبة في الهجوم عليه بعشرات الطعنات ولا تتركه الا حين يصبح جثة هامدة لكن غرورها صدها وابى، فلم تصبر لاربعة سنوات حتي تقتله وهو يعطيها ظهره،تريد ان تنظر في عينيه وهي تخرج روحه بلا ايتي رحمة تريد سماع توسله تريد رؤيت انكساره تريده ضعيفا ذلولا لا يقوي سوي علي البكاء كأي داعر لعين .

لا بأس كين لوسفر بيبيتشي هذه المرة فزت علي لكن لا تحسب ان المرة القادمة ستكون لك.
ظلت سابحة في افكارها الظلامية ولم يخرجها منها الا صوت كاتلينا التي الان فقط لاحظت وجودها فقد ظنت انها تبعت الحقير في دخوله الي القاعة

"اذهبي الي المستشفي فاخر ما تريده قاتلة مأجورة ان تبتر يدها، هذا سيفقدك قيمتك في السوق "

اخر اهتمامتها ان تجيب علي هرائها هذا لذا قابلتها بسؤال تعرف انها لن تحصل علي ايجابته بالهين

"مالذي يفعله هنا "

وكما توقعت تماما اختارت المراوغة

"لا تستعجلي الامور كل شئ في وقته يكون جميلا، بالمناسبة انت مدينة لي لانقاذي حياتك "

تجاهلتها كلارا وكأنها لم تسمعها و كل ما فعلته هو النهوض علي قدميها ومن ثم الخروج من الكازينو فمجرد التفكير بانها تتواجد معه تحت سقف واحد دون ان تستطيع قتله بالطريقة التي خططت لها يدفعها للجنون .

نظر جوشوا الي كين الذي جلس علي الكرسي بجواره للتو بارتياب ترجمه في سؤاله بصوت خافت

"لما تأخرت، و من كانت تلك الفتاة "

اجابه ببرود

"انها كيارا"

صر حاجبيه باستغراب قبل ان يقول

"من كيارا تقصد ؟"

ظل صامتا لوهلة حتي بدأ جو يشعر بيأس من انتظار رده الي ان نطق به في الاخير بصوت خشن

"كلارا بيتر لوسفر بيبتشي"

بذق جوشوا الماء من فمه بذهول انعكس في صياحيه الذي جذب انتباه جميع اعضاء المجلس

"قلت من "

رمقه كين بنظرات محذرة تمكن من خلالها علي السيطرة علي نفسه لكن حديث ريكاردو الساخر وجد طريقه اليه

"الم تعلم كلبك بعد احترام الاسياد حين يجتمعون "

لولا يد كين التي امسكت بذراع جوشوا لكن اللعين هجم علي ريكاردو والبتأكيد لن يتركه الا في حالة قتله له او موته هو ، ليتولي كين مهمة الرد عليه بكلمات تعرفه حجمه

"انتبه لما يقول لسانك ريكاردو في اخر مرة، كاد ان يلعق حذائي لاتركك حيا،ولا
انصحك بان تتطلع الي المرة القادمة فحينئذ سأجعله يلعق هذا.... كأي عاهرة لعينة قبل ان اقطعه واطعمه لك ."

اشار الي جزئه السفلي،ليتطاير الشرر من عيني ريكاردو وبدي عازما علي افتعال مجزرة فعليه لولا تدخل كاتلينا في الوقت المناسب قبل اظهار مسدسه في العلن، فاخر ما تريده هو افساد الاتفاق التاريخي الذي سيحدث بعد قليل لقطيعة دامت 20عاما بين الطرفين

"ريكاردو، لم نأتي الي هنا لنشعل حربا تفسد اتفاقنا، سيطر علي غضبك ارجوك "

لم تضف حرفا حتي شاهدته يعيد مسدسه الي حزامه من اسفل الطاولة وان بدي غير راضي، ومن ثم اضافت وهي توجه حديثها الي كين

"والان سنيور لوسفر لقد عرضت عليك شروط اتفاقنا مسبقا، وسأكررها الان، ستفتح الحدود التجارية بيننا وسيكون لنا الحصة الاكبر في سوق المخدرات وبالمقابل ستحصل علي الحصة الاكبر في تجارة الاسلحة، ستوصلنا مع زعيم مافيا شيكاغو الكس كلوري وتقنعه للتعاون معنا في التجارة، لن نقتل ولن تقتلو احد منا ، هذه هي شروطنا،ما هي شروطك بالمقابل"

ظل كين يقابل نظرات ريكاردو الحراقة باخري اشد حماوة،لكن مع ذلك كان مستمتعا فهو الوحيد هنا بين سلة الجبناء الذين يختبؤن خلف معاطفهم علي شجاعة كافية ليحدق في عينيه، وكما وصفه دائما عدوي المفضل الذي احب عداوته.

عم سكون مميت علي اجواء القاعة حتي انفاسهم كانت تصدر بحساب في انتظار اجابته عدا ريكاردو وجوشوا الذي بدي انه علي وشك خنق احدهم حتي الموت

"كيارا..."

تنهد الجميع في ان واحد بتعجب اختلط مع حيرة حتي جوشوا صرف انتباهه عن بركان الغضب الذي انفجر داخله وانضم اليهم الي ان تولت كاتلينا مهمة ترجمة تلك النظرات الي سؤال

"كيارا...؟! لم افهم سنيور ماذا...."

قال لها بصوت يرعد وهو ينظر في بؤبؤ عينيها الذي اتسع من شدة خوفها

"لا تتظاهري بالغباء كاتلينا فهذا يزعجني وعادةً ما تنتهي حياة المزعجين من حولي بطرق مأساوية،... انت تعرفين من اقصد جيدا ، انه الكرت الرابح الذي اعددته لأقبل بأي شيء ستقولينه مقابل الحصول عليه ، وها انا اذي اعطيك ما تريدين، جميع شروطك مقابلها هي اليست صفقة رابحة في رأيك "

لم تستطع اخفاء ابتسامة النصر الخبيثة التي رسمتها علي فمها،وما ان رأها كين حتي نهض مضيفيا بسخرية

"اتفقنا اذا "

بعد اخر حرف قاله دفع بكرسيه الي الوراء و غادر القاعة مسرعا وما لبث جو حتي لحق به وهنا فقط انفجر ريكاردو
"سحقا لك كاتالينا كان عليك تركي اقتل ذلك الحقير من يحسب نفسه هذا حتي يخاطبني انا ريكاردو بهذا الاسلوب ، لن اعطيه اياها ابدا "

ركضت كاتالينا نحوه ولم تتوقف حتي امسكت بذراعه وسحبته خارج القاعة لتتأكد من ان لا يسمعهما احد

"اهدء ريكاردو لا تستطيع تدمير كل شئ بعد ان كادنا نصل الي هدفنا "

همس لها بكلمات تقطر سما

"تلك العجرفة التي يستند عليها اقسم بكل شئ لعين انني سأكسرها له، كم يستفزني ذلك المسخ، سحقا له "

تنفس بعمق ويبدو ان تأثير ما قالته كاتلينا اتي بمفعوله لكن اضافت من باب الاحتياط

"علينا ان نخضع له ونغذي غروره،عليه ان يثق بانه الاقوي حتي نحصل علي ما نريده وحينها ستكون الضربة القاضية "

قاطعها قبل ان تكمل

"لكن لما فيونا ، انت تعلمين انها اقوي جنودي كما انك علي يقيني لما هو يريدها "

ابتسمت بخبث وهي تردد

"لا اظن ان هناك مخلوق في هذا العالم باسره له دافع لقتل اللعين اكثر منها، ستفعل المستحيل حتي تمحوه من الوجودة لذلك انا ارهن بانها الوحيدة القادرة علي قتله وتخليصنا منه "

ضحك ريكاردو ساخرا

"اذا هي حصان طروادة الذي كنت تنوين ادخاله الي قلعته منذ البداية "

اومئت له ايجابا لتقول بنظرة تشع خبثا

"وهو سيدخله رغم علمه بما يوجد داخله،غروره سيجبره علي تحديها، وحينها فقط ستكون نهايته،نحن اضعف ممن ان نؤذي شعرة منه لكني اؤمن انها ستجعله يركع "

نظرت كلارا الي الضماد الذي يلف يدها بعيون تتأكل من القل وكم ودت لو تستطيع بترها في كل مرة تتذكر انها لم تستطيع غرس تلك السكين في قلب ذلك الحقير، احساس القهر الذي تملكها سيقودها حتما الي ايذاء نفسها لذا اتصلت بالشخص الوحيد الذي يمكنه منعها من اجراء جنون كهذا علي الاقل حتي ترسل كين اولا الي جهنم ومن ثم تستطيع اللحاق به ان شاءت، ولم يكن ذاك الشخص سوي بن الذي اتي منذ ساعتين يجلس باحترام اجباري علي كرسيه يراقبها فقط بعينيه بعد ان اطلقت عليه النار مرتان حين حاول حقنها بالمخدر قبل ان يشرع الطبيب بجراحة يدها في حين رفصت هي ذلك، ولولا تشتيت الم يدها لتركيزها فعلي الاغلب كان من المفترض ان يكون ميتا الان .

سألها بتوجس رغم علمه للايجابة مسبقا من احمرار وتجعد وجهها

"هل هدء الم يدك "

اومئت له ايحابا رغم علمها كذلك بادركه حقيقة كذبتها ،وان الوجع يفتك بها، لكنها فقط تكابر، فهي بحاجة الي الم اخر في مكان ما بجسدها يلهيها عن ذلك الذي يستهلك روحها ويذيقها امر العذاب، وهي تخشي من انه وللاسف ليس قويا كفاية ليتغلب عليه ويهزمه، وربما الرادع الوحيد الذي يمنعها من محاولة رمي نفسها من السطح هو معرفتها بان بن لن يسمح لها بفعل ذلك وسيفعل المستحيل حتي يحبط افكارها الانتحارية ، و لن تكون الا خسارة سعرات حرارية ستحرقها وهي تقاومه في حين ان عقلها يحتاجها في التفكير بطريقة لم تختر علي بال احد تستخدمها لقتل هوسها المتمثل في كين و الذي بات يتلخص به كل رغباتها وامانيتها المطالبة بسحق رأسه

"لقد اخبرني نك بانه كان هناك، هل هو من فعل بيدك هذا"

يبدو ان بن لن ييئس من رمي اسئلته هذه بين الفينة والاخرة حتي تعطيه جوابا علي احدها،لكن لما لا يفهمه هو ان مجرد ذكر اسمه يجعلها تريد خنقه ناطقه واسكاته للابد

"حبا بالله كف عن طرح اسئلة تعرف اجوبتها سلفا، نعم لقد اتي الحقير و سحقا له،وانا بكل ضعف لعين مني لم استطع هز شعرة منه بينما حطم اللعين عظامي وكاد ان يقتلني بجهد لم يفلح في التأثير علي معدل تنفسه حتي "

نطقت جملتها الاخيرة بمرارة دفعت بن الي حذف مسافة المترين التي كانت تفصلهما حتي يتمكن من التربيت علي يدها قبل ان يقول

"ربما لانك لم تكوني مستعدة للقائه اعني نيرون واخاه مع ابنه،ثم هو،مواجهة ماضي اسود كماضيك في يوم واحد بالتأكيد سيضعفك، كل ما بحاجته الان هو استجماع قواك ومواجهته للمرة الثانية حين تكونين مستعدة له "

يعلم ان مقارنة كلارا بكين كمقارنة قط منزلي اليف مع نمر بري متوحش، حيث لا يمكن ان يكون هناك عدل في القتال بينهما ،لا يمكن لكلارا ابدا الفوز عليه بالقوة فستكون معركة نتيجتها محسومة سلفا لذا عليها ان تدرك بانه ان كان لديها فرصة لهزمه فلن تكون الا عن طريق عقلها فقط لكن يبدو انها ليست بحالة تسمح لها ادراك ذلك ،خصوصا بعد ان قالت له بنبرة معذبة

"لقد ذهبت اربع سنوات من حياتي وانا انفق كل ثانية من وقتي حتي اتمكن من التغلب عليه ولم انجح كم برئيك سأحتاج من الوقت حتي اصل الي غايتي ها سنة سنتان ام اربع سنوات اخري لعينة "

هنا تلفت اعصابها ولم تتمكن من التحكم في مشاعرها التي اختارت التعبير عن غبنها عبر ذرف بعض الدموع التي كرهتها كلارا حد الموت

"سحقا لي، لقد فشلت بن،علي الاعتراف انني فشلت في الثأثر له "

مد اصابع بتردد ليمسح لها دموعها فهو لم يكن يعرف كيف ستكون ردة فعلها ، ويبدو انه لن يفعل ذلك ابدا فقد طرق الباب فجأة وقبل ان يأذن للطارق بالدخول تصلبت عيناه علي الزائرة التي دخلت اولا ثم طرقت الباب لاحقا، لعنته بشحمها ولحمها تقف امامه بعد ٦ سنوات لعينة منذ اخر مرة رأها بها، لم يتغير بها شيء ظلت كما هي بصورتها التي حفظها حقيرة عاهرة،لا تتغذي سوي علي الخبث والبذائة المتمثلة في الابتسامة الساخرة التي رسمتها علي محياها قبل ان تردد

"مشهد درامي مؤثر بين كلب وسيدته اظن لو انني بعته لمخرج في هوليوود ساكسبه من ورائه مبلغا محترما "
استدار بن بصعوبة نحو كلارا التي امسكت بيده وعلي عينيها نظرة محذرة من ان يفعل ما تعلن عنه عيناه لكن استفزاز كاتلينا لم يتوقف هنا
"هيا غادر من هنا لدي حساسية من الكلاب ولا تعد الا حين اغادر "
وقف علي قدميه بسرعة البرق ولا هي ولا حتي كلارا لم تكن قادرتين علي توقع ما سيفعله الا حين خنق عنق كتالينا واخذت الاخيرة تصارع حتي تنفك منه لكن بن لم يكن ينوي افلتها حتي صرخت به كلارا

"روبن،اتركها وغادر الغرفة اللعينة حالا "

التفت نحوها ليرمقها بنظرات مذهولة فهي المرة الاولي التي تناديه باسمه كاملا، ورغم حدة صوتها الا انه استطاع التماس بعض التوسل فيه بان ينفذ ما قالته، و هذا ما فعله دون ان ينطق بكلمة افلتها وغادر صافعا الباب حتي انكسر قفله ،وهنا تنفست كلارا الصعداء الي ان سمعت صوت الافعي يردد باستهزاء

"لا تتنظري مني شكرك اعتبري انك رددت دينك فقط "

نظرت اليها بتقزز وهي تراها تجلس بجانبها

"لا تستفزيه فقتلي له بعد موتك لن يعيدك الي الحياة كاتلينا،يكفي ما فعلته به بالماضي فلا تسببي له المزيد من الضرر"

اعطتها ابتسامة لم تجد كلارا صعوبة في تصنفها بانها كاذبة من عينيها اللتين اصبحتا مظلمتين فجأة وكانها ذكرتها بشيء محرم تحاول دفنه

"يبدو ان لك مكانة خاصة عنده حتي اخبرك عن ماضيه معي"

تنهدت بسخرية قبل ان تكمل

"غير مهم دعينا في العمل الان،انت تعرفين لما انا هنا "

هزت رأسها نفيا فلا تظن انها عرافة لتخمن سبب زيارتها غير انه لغرض خبيث

"لا اعرف يمكنك اخباري او غادري من ذلك الباب"

لم تخفف كلارا من لهجتها العدائة ولم تتنازل كاتلينا عن نبرتها الساخرة في الرد

" ظننت انك اكثر ذكاءا مما تبدين عليه، لا، صدقا لقد حطمت توقعاتي بك ، حسنا ساعطيك بعض التلميحات وانت احزري ، الامر يخص كين "

ما ان ذكرت اسمه حتي استوت جالسة بسرعة جعلت كاتلينا تضحك وهي تكمل

"ها هي ذي فتاتي، مندفعة ومتسرعة دائما "

سألت كلارا دون تعبه لما تقوله

"لما هو هنا"

اعطتها كاتالينا بعض الوقت حتي يتمكن عقلها من وضع الاف الاحتمالات قبل ان تقرر اعتماد واحد منها

"لنبرم معه معاهدة سلام بين حلفنا ومنظمته "

ظهر الاستغراب علي ملامح كلارا التي فسرته في شكل سؤال

"سلام؟!"

ضحكت كاتالينا بمرح وهي تري الاشباح تتراقص في عيني كلارا لتغذي خوفها من ان تحبط جميع مخططاتها لاربع سنوات في لحظة ،كم تمنت لو تلعب بمشاعرها قليلا لكن للاسف ، عليها كسب الوقت فهو ليس لصالحها

"لا تخافي، انه مجرد ضباب يمكننا من اقتلاع جذوره دون ان يرانا او يحاول مقاومتنا ، ستنالين انتقامك وستضعين حدا لحياته بنفسك بعد ثلاثة اشهر من الان بالضبط "

صحيح ان مقطع كلامها الاول اراحها لكن الاخير بث فيها كم من القلق لم تسيطر عليه

"مستحيل لن يعيش لثلاثة اشهر اخري سأقتله قبل ان يغادر البيرو حتي "

قاطعتها كاتلينا بسرعة

"بلي سيعيش، انت يهمك قتله ونحن يهمنا قتل منظمة الشيطان،بدونك لن نستطيع تحقيق هدفنا وانت بدوننا لا تستطيعين،لذا دعينا نتعاون حتي يحظي كل منا علي مراده في النهاية، قتل كين لن ينهي منظمته ببساطة سيستبدلونه بابناء عمه ربما جوشوا او ميغيل، صحيح انهم ليسوا بقوة كين،لكن ايضا ليسوا ضعفاء لدرجة ان نستطيع كسرهم، سنساعدك حتي تأخذي بثأرك لكن بالمقابل انت ستدمرين اسرة بيبتشي باكملها، وهذا لن يحدث بين ليلية وضحاها وبالطبع ليس وانت هنا في البيرو "

نظرت اليها كلارا بتوجس فهمته كاتلينا قبل ان تسألها

"ان كنت تقصدين ان ادمر ثقتهم ببعضهم فانت تطلبين ان افرق بين الارض والقمر والشمس ، وانا اخر شخص قد ينجح بهذا فالجميع هناك يكرهني ويعتبرني الد اعدائهم،الشيء الوحيد الذي تركني حية الي اليوم دون ان يلاحقوني هو ظنهم باني ميتة،والان هو يعلم،لذا اما ان اقتله اولا او هو يقلتني لا خيار ثالث صدقيني "

"وماذا ان اخبرتك انه لن يقتلك وانه سيعيدك معه الي ميكيسكو لتمكثي داخل قصره بين اسرته من جديد "

لم تستطع كلارا عدم الانفجار ضاحكة ولم يوقفها حتي حديثها

"انت تقولين المستحيل هو يعلم انني سأقتله باي فرصة تسنح لي ناهيك عن ان اعيش معه تحت سقف واحد "

وقفت كاتلينا علي قدميها لتقول بلهجة ساخرة

"اذ دعيني اثبت خطأك "

اخرجت من حقيبتها ظرفا وضعت بيدها السليمة قبل ان تضيف

"سحقا،لن تستطيعي فتحه "

سحبته مجددا لتنزع اللاصق منه ومن ثم اخرجت ورقة معها جواز سفر وعددت بطاقات اخري وضعتهم علي فخذيها لتسألها كلارا

"ما هذا "

اجابتها بسرعة

"انها اوراقك الرسمية جواز سفر باسم فيونا سمث رخصة قيادة نمرة وظيفية،وبطاقة هوية، لقد اتيت لاخبرك بان توضبي حقائبك بالطبع اذا كان لديك متسع من الوقت فالسنيور كين سيغادر البيرو بعد ساعتين من الان، سيأتي السائق لاخذك من هنا الي مدرج المطار حيث ستقلكم طائرته الخاصة ال.... "
قاطعتها كلارا متعجبة وكأنها لا تفهم ما تسمعه

"انت تمزحين بالتأكيد "

هزت رأسها نفيا قبل ان تجيبها

"لا، ستغادرين البيرو الي ميكسيكو الليلة برفقته ، ليس لدي وصايا لك سوي ان تأجلي اطلاق النار عليه هو شخصيا لثلاث شهور، وهو بالمقابل لن يقتلك"
ربما يكون ما قالته اخر شىء توقعت حدوثه لكن لما لا ان كان يصب لصالحها
"وهل تظنين انني سأصبر عليه وعيني في عينه لثلاثة اشهر،انت تطلبين المستحيل كاتلينا "

اعطتها اخر ابتسامة ساخرة قبل ان تستدير وتسير نحو الباب حتي ظنت كلارا انها لن تحصل علي رد
"بلي ستفعلين، حين تصلين الي ميكسيكو ستجدين سببا يمنعك من ذلك، حظا موفقا فيونا "

أوصدة الباب خلفها لتترك كلارا تائهة في دوامة اسئلة لم تجد لها اي إجابة، كين ليس غبيا لكي لا يعلم ان هدف حياتها قتله، كيف يأخذها معه الي عرينه ويعطيها حياته علي طبق من ذهب، هناك خطأ ما شيء ناقص في الصورة لم تره بعد، شيء تحس بانه سيفوق كل توقعاتها ومع ذلك لم تعد تطيق صبرا حتي تعرفه

ظل جوشوا يراقب كين ونظراته مشبعة بتساؤلات علم معظم اجوبتها ومع ذلك ظلت بعض منها مجهولة منذ قدومهم من الاجتماع ظل يفكر بكلارا التي ظهرت في الحياة فجأة بعد ان اكد موتها قبل اربع سنوات ،وبعد ان عادت الامور الي طبيعتها في قصر بيبيتشي يريد هذا اللعين احضار عاصفة هوجاء كل رغبتها اقتلاع جذورهم ورميهم الي هاوية الجحيم

كسر الصمت صوت مضيفة الطيران التي اقتربت منهم بابتسامة لم تفارقها قبل ان توجه حديثها لكين

"سنيور نحن جاهزون للاقلاع،هل."

قاطعها كين وهو ينظر الي ساعته

"لازال هناك خمس دقائق متبقية سننتظرها قبل ان نقلع "

اومئت له المضيفة ايجابا رغم احباطها الذي ظهر علي ملامحمها فهي لم تكن تعلم سبب تأخيرهم لثلاث كاملة علي مدرج المطار والطائرة جاهزة للاقلاع ولا يقنصها شيء

"لن تأتي، اعني من سيزج نفسه في الجحيم وهو بامكانه ان ينجو بنفسه منها "

لم يشعر جو الا وهو يقول ما قاله فهو الاخير يكره الانتظار كحال كين الذي يبصم بانه يحتاج الي لكذة دبوس حتي ينفجر ومع ذلك حافظ علي ببرودة اعصابه شكليلا وهو يرد عليه

"ستأتي "

اظهر ثقة في ايجابة رغم انه لا يشعر بها فعليا في نفسه انها المرة الاولي التي لا يكون واثقا بها من شيء، وهذا يثير جنونه حد الجحيم

"باي منطق تنوي اخذها الي هناك حبا بالسماء ، تبا اطلق النار عليها فقط او اتركها ودعنا نرحل ، هل تظن حقا ان الجميع هناك سيرحبون بها ببساط احمر و ورد جوري، ميغيل سيحطم رأسها قبل ان تضع اصبعا داخل القصر..."
قاطعه بنبرة جافة تسرب اليها القليل من الغضب

"ميغيل لم يري شكلها وكذلك حال البقية، اما انت فستلتزم الصمت وتتصرف وكأنك تراها لاول مرة"

ضحك جو ساخرا قبل ان يردد
"ماذا عن غوميز اذا هل تظن انه اصيب بالزهايمر حتي لا يتعرف عليها، و احسب اننا سنجده في استقبالنا فلا احد سيصدق انك قبلت شروطهم المشينة تلك فقط لتحقن دماء اتباعنا وهم من ركضو ككلاب ضالة حتي يطالبوا بصلح بيننا "
ماقاله جوشوا صحيح لكنه سيجد حلا له مهما كلفه الامر

"لقد ذهب غوميز الي فيغاس وسأحرص ان لا يعود قبل شهران من الان وهذا المدة التي احتاجها بالضبط لانهي ما اخطط له بشأنها ، لذا احفظ لسانك و الا نفذت به ما توعدت به ريكاردو، و انا لا امزح فيما اقوله "

تنهد بعمق وهو يري عقرب الثواني في ساعة يده يشير الي الساعة الرابعة عصر، هاقد انتهي الوقت الذي امده وتلك اللعينة لم تأتي بعد ، ولم يعد بامكانه تأجيل السفر اكثر من هذا فهو بالفعل استقطع 3 ساعات من زمنه في سبيل ذلك، وكبريائه سيختار اطلاق النار علي رأسه قبل ان ينتظرها لثانية اخري،لذا اشار للمضيفة بان تغلق الباب، وعيناه مركزتان عليه، حتي رأها تظهر امام ناظره فجأة لتتوقف في اخر درج من سلم الطائرة حين استقبلها المضيفية باستفهام

"عفوا سنيورا من انت "

كل ما فعله هو سحب اكبر كمية من الهواء لكبح غضبه اللعين ومنع جسده من ان ينهض ويسحق رأسها داخل محرك الطائرة ، لعن بصوت مسموع ما ان رأها تدفع المضيفة لتبعدها عن طريقها حتي وقفت امامه وجها لوجه ترمقه بنظرات مفعمة بالكراهية العمياء جعلته يبتسم ساخرا وهو يردد في نفسه

"يبدو اننا سنمرح معا كثيرا كيارا "

تقدمت بخطوات ثابته نحوه دون تشيح بنظرها عن عينيه حتي اختارت الجلوس علي المقعد الذي يقابله تماما بهدوء سيطر علي كل انش من وجهها عدا عينيها التي تحولت الي جحيم يلتهم كل من تراه، وهذا حظي باعجابه حتي اعطاه تقييم ممتاز ، فعلمه ان خصمه علي شجاعة كافية للنظر في عينيه يعطيه نشوة خاصة حين يكسرهم ويحطهم الي اشلاء لا تقوي سوي علي البكاء وطلب الرحمة منه .
"الن تقول لي مرحبا، انه اللقاء الثاني لنا خلال هذا اليوم منذ اربع سنوات، اعني الاول لم يسر بطريقة جيدة و مرجوة لكن الان تستطيع تصحيح خطئك والد زوجي العزيز اليس معي حق "
تتسطيع رؤيت جثتها وهي منزوعة الرأس في عينيه ، فلم تكن نظراته تحمل خيرا لها ابدا ومع ذلك استمرت في استفزازه

"اوه تبا صحيح كيف راح عن بال ذلك ، هو لم يعد زوجي بعد انا اعني ليس بعد ان وضعت اللعين في تابوت ، وهذا يعني انني ارملته الان ، سحقا لاازال صغيرة ليحدث معي ذلك ، لكن الحقير استحق ... "

"اخرسي..."

بلع جو كلماته التالية قبل ان يخرجها من فمه حتي بعد ان لمح النظرة التي رمقه به كين، ومعناه لخص بوضوح

"انطق حرفا اخر وستذهب من هنا الي ميكسيكو سيرا علي الاقدام"

واللعين لم يكن يمزح
لم تنكر كلارا مشاعر الخوف التي زارتها ما ان حول عينيه نحوها، ولوهلة ارادت ان تهرب فحسب لكن لتكسر قدامها اولا قبل ان تسمح لذلك بالحدوث ، خصوصا بعد ان انحني بدروه هو الاخر بهدوء ترك القشعريرة تسري في اواصلها قبل ان تتمكن كلماته من اختراق حاجز فيونا والعبور مباشرة الي كلارا

"عندما يري القط انعكاس ظله علي الحائط يحسب نفسه نمرا يستطيع تحد و اخافة كل من يراه ، لكن يجب عليه ان لا ينسي حقيقة انه مجرد قط لن تتسبب مخالبه سوي بخدوش طفيفة، وسيبقي صوته دائما يسمي مواء، لذا ابقي صامتة كيارا حتي لا تفضحي نفسك وتسرعي بهلاكك، فاي كان الشيء الذي تحولت اليه في ظلك علي الحائط و بات يخيف كل من حولك ، فستبقين فالنهاية بالنسبة لي مجرد قطة لا اكثر "
عاد الي مكانه في هدوء قبل ان يردد بصوت عالي دون ان يشيح بنظره عنها

"دعونا نقلع ، فقد اتت السنيورا بيتر بيبيتشي "

كم كرهت الاعتراف بان ما قاله نجح في اخراسها طوال الرحلة التي مثلت لها عذاب الجحيم بانقي صوره، تجلس علي بعد نصف متر عنه ولا تستطيع لمس شعرة منه ناهيك عن قتله، حتي جلوسها في الحمام لساعات وهي تحوال تهدئت غريزتها المتوحشة من الانقضاض عليه لم يكن ينجح ولا بأي شكل ، ان كان هذا ما يحدث معها خلال ساعات فقط من تواجدها معه بذات المكان فكيف سيكون الوضع خلال ثلاثة اشهر تعيش بها مع هذا المسخ تحت سقف واحد .

حين هبطت الطائرة علي مدرج المطار كان الليل مسيطر علي اجواء المدينة ، للحظة تذكرت اول مرة اتت فيها الي هناك وكم التفاؤل الذي اختلجها حين وضعت قدميها علي مدرج المطار لاول مرة، شتان ما بين تلك الفتاة وهذه التي تقف الان، لا شيء يجمعهما سوي ماضٍ تحاول جاهدة نسيانه رغم معرفتها بانها لن تقدر ، وشكل ذات الجسد ان حذفنا تلك الندوب الموزعة عليه من ضربات سكاكين و رصاص لم ينجح اي منها في اردائها قتيلة.

وقفت سيارة لموزين فارهة علي بعد عدة امتار من سلالم الطائرة،علمت انها اتت لاصطحابهم من المطار ، لكن مالم تعرفه انها لم تكن من ضمنهم حين قال لها كين عندما رأها تتقدم صوب باب السيارة

"الي اين لا تحسبي اني قد احملك علي متن سيارتي ،...... ديف "

نده علي احد الحراس الذي تقدم من فور سماع اسمه

"اجل سنيور"

خاطبه دون ان يشيح نظراته المستحقرة عنها

"اصطحب السنيورة الي فندق يليق بمقامها تمكث به لثلاث ايام ، واحبذ ان لا تتخطي ميزانته هذا المبلغ "

اخرج من جيب سترته حزمة دولارات سحب منها ورقة واحدة من فئة العشرة ومن ثم قام برميها علي الارض قبل ان يضيف وهو يخاطبها

"ما الذي تنتظرينه خذي المال فهو سيكون الوحيد الذي ستمتلكينه ،لن يعجبني ان تنام ارملة ابني علي رصيف الشارع، فانا لا احب ان اقلق علي افراد عائلتي "

لم تتمكن من منع ابتسامتها الساخرة من الصدور رغم بركان الغضب الذي يغلي داخلها فلم تكن تعرف بانه يملك موهبة في اللقاء النكات، وهذا دفعها للرد عليه بذات اسلوبه الساخر

"احتفظ به،فلربما يكون الورثة الوحيدة التي سترثها عائلتك حين ارسلك الي ابنك .. و لا تقلق لدي ما يكفي من المال لاشتري به فندقا محترما لذا نم في وسادتك مطمئنا سنيور "

اشعرها ضحك جو بالارتياب قبل ان يختبئ داخل السيارة و هنا قال كين

"حقا، اين هو اذا لا اظن انه بداخل جيب بنطالك "

الان فقط انتبهت ان حقيبة سفرها ليست معها وهذا دفعها بالصراخ بمضيفة الطيران قبل ان تغلق الباب

"انتظري حقيبتي لاتزال بالداخل"

اجابتها المضيفة بسرعة

" لقد انزلها السنيور كين معه سنيورا "

حسنا لقد ظنته به اي شيء يخطر علي بال احد لكن ان يكون لصا هذه جديدة ،التفتت نحوه بملامح لا تفسر لتشاهد حقيبتها بين اصابع يده قبل ان يقذفها الي جوشوا داخل السيارة ومعها ما تبقي من رزمة المال اللتي اتضح مصدرها اخيرا

"لازال عرض العشرة دولارات متاحا فقط لكي تعلمي انني كريم واعطي الفرص لمن حولي بما ان حقيبتك قد ضاعت علي ما يبدوا"

و قبل ان تتمكن من الرد عليه دلف الي السيارة واغلق الباب وما هي الا ثواني معدودة و انطلقت مسرعة حتي اختفت عن انظارها

صرخت كلارا بحنق وبدت كمن فقد عقله، كيف وقعت بفخ بدائي كهذا دون ان تشعر ، اللعنة عليك كين اللعينة عليك .

نظرت الي المال الذي يبدو انه قام بسحبه من اموالها التي نهبت بكل بساطة امام ناظرها ، وهذا زاد من انفعالها اضاعفا، لا تعلم كم استمرت في لعنه وسبه لكن في ساعة ما استسلمت للامر الواقع وقبلت باخذ المال فالمطار الذي هبط عليه الطائرة يقع بالضواحي، وديف لن يأخذها شبرا مالم تلتقطه كما امره ذاك اللعين علي ما يظهر، و هذا ما حدث في النهاية،
استأجرت لها غرفة بنزل وضيع شيد علي حي طرفي بالتأكيد خصص لمرتكبي الجرائم ولم تكن لها اي مشكلة في ذلك فهي واحدة منهم بالاخير لكن اضطرارها الي حرقه بعد اقل من ساعتين من وصولها هذا ما اذعجها، فقط حاول صاحب النزل مع بعض من المقيمين فيه اغتصابها ظن منهم انها فريسة سهلة،لكن الحمقي لم يعلمو انهم اختارو الشخص الخطأ الا بعد ان انتهي الامر بهم مرمين كأكياس نفايات علي ارضية غرفتها، كل منهم غارق بدمه جسد بلا روح ، و هنا اتي الجزء الصعب و هو اخفاء جثثهم ، لو كانت بالبيرو لاتصلت ببن فقط ليتولي تلك المهمة بدلا عنها ، لكن بما انها ليست هناك وهي لا تعرف احدا هنا قد يساعدها استعانت بعود ثقاب وخمس قوارير نبيز اشعلت بها النزل علي بكرة ابيه، وها هي ذي الان تجلس علي رصيف الشارع كالمتشردين بثياب ممزقة وبطن خاوية لا تحمل في جيبها فلسا يمكن ان يحل مشكلتها فعلي نحو غريب كانت خزنة النزل فارغة، وحدثها يخبرها ان كين يقف خلف ذلك، الان فقط باتت تفتقد بن وتقدر جهوده كما يجب ،و الذي تدرك جليا بانه يقيم مهرجانا صاخبا في مكتب ريكاردو بعد اكتشافه امر رحيلها الي هنا دون علمه .

دلف جو الي غرفته دون ان يصدر صوتا وهو يتجه صوب الحمام لكن يبدو ان ناز لم تكن نائمة من الاساس ليوقظها، ما ان رأته حتي ركضت لتسقط بين احضانه قائلة

"لقد اشتقت اليك حبيبي، لما تأخرت من المفترض ان نتناول العشاء سويا "

ابعدها عنه قليلا قبل ان يحتضن خديها وهو يجيبها

"اسف، لقد حدث عطل بالطائرة اخرنا كل هذا الوقت، ولكن لما انت مستيقظة كان عليك ان تنامي بدلا عن انتظاري لمثل هذا الوقت المتأخر "
طبعت علي فمه قبلة فاترة سرعان ما فصلتها لتقول له

"لاني افتقدك حبيبي الم تفعل انت "
ابتسم لها وهو يعانقها مجددا قبل ان يبعدها

"بلي لقد افتقدك كثيرا ، ساذهب لاستحم وبعدها سأنضم اليك اسبقيني الي الفراش لن اتأخر "

اومئت له ايجابا لتتركه يكمل طريقه نحو الحمام وما ان اغلق الباب حتي اتكئ علي بارهاق لم يكن في جسده بل في روحه التي لم تذق طعم الراحة منذ سنوات، سحب محفظته من جيب ستره وسرعان ما فتحها حتي يري صاحبة تلك الصورة التي احتفظ بها سرا يطالعها كلما شعر باحباط يغزوه ، وكما يحدث دائما لم يشعر بنفسه الا وهو يبتسم كالابتسامة التي رسمتها علي شفتيها الورديتين وهي تعانق ظهره حين التقطت هذه الصورة، لقد مرت اربع سنوات لم يراها او يسمع صوتها،بحث عنها بكل مكان و لم يجدها وكأنها تحولت الي سراب يتبخر في اي خطوة يتخذها نحوه
اعاد محفظته الي مكانها ليتتم قائلا بصوت خافت سؤال تمنى لو يجد له اجابة ترضيه

"اين انت سيلين ، اين انت "

خرج ميغيل من غرفته وتوجه نحو الردة مسرعا بخطوات واسعة اقرب الي الركض لم يوقفها الا الصوت الانثوي الذي صاح به من قاعة الطعام

"ميغيل تعال وتناول افطارك معنا"

التفت نحو المرأة التي رسمت علي ملامحها اللطيفية ابتسامة وهي تشير اليه بالاقتراب وكان علي وشك الاعتذار منها ، لكن سرعان ما جذب انتباهه شخص اخر جعله يغير اتجاه فورا ليهجم صوبهم بنظرات لا تتوعده سوي بالشر حتي محي المسافة التي تفصلهما تماما وامسك بمعصهما قائلا

"اين كنت البارحة صوفيا "

ظلت صامته بفمها بينما تركت حرية شتمه لعينيها وهذا لم يعجبه اطلاقا حتي قطع السكون ذاك الصوت المتوسل
"ميغيل ليس هكذا اجلس وتفاهما رج..."
قاطعها قبل ان تكمل

"فيرا لا تتدخلي بيننا هذا افضل لك، هيا اجيبي صوفيا، اين كنت البارحة، ولا انصحك بان تختبري صبري مطولا،انطقي بجوابك وانت سالمة ولا تدعيني ادخل الة تعذيب كوسيط بيننا "

دفعت بيده بعيدا عنها لتصرخ به بصوت مختنق

"من تظن نفسك يا هذا حتي تعاملني هكذا ، من تكون حتي اعلمك بكل تحركاتي وماذا افعل ها "

"زوجك.."

وصلتها اجابته كسهم اخترق قلبها الذي صرخ منددا بما سمعه

"لا انت لست زوجي، ولن تكون كذلك ما حييت، هناك شخص وحيد يستحق ان اعطيه هذا اللقب وهو حبيبي سواريز، اخوك سواريز، تذكر هذا ولا تنساه ابدا "

دفعته بعيدا عن طريقها قبل ان تركض مسرعة نحو الدرج غير عابهة الي الجروح البليغة التي سببتها لميغيل الي ان جذب حديث فيرا انتباهه من جديد
"لا تقسو عليها ميغيل هي لاتزال مصدومة مما حدث معها، لا تحاول ان تفرض واقع زواجكما غصبا عليها..هي ستتقبله مع مرور الوقت"

رد عليها بحدة

"ومن قال لك اني ارغب في ان تتقبلني كزوج لها ، فما قالته صحيح وحده سواريز من يحق له ان يحظي بهذا اللقب ولا احد اخر غيره ، قد تكون هناك ورقة تقول انها زوجتي لكن بالنسبة لي هي ستبقي خطيبة اخي، وهذا الواقع لن يغيره شيء، ولا يهمني ان كانت مصدومة ام لا لكن ستكون مخطئة ان ظنت بامكانها العبث كما تريد "

غادر قاعة الطعام ليتصدم مع كين عند مدخلها

"متي عدت يارجل ظننتك ستمكث في البيرو لعدة ايام قبل ان توافق علي اتفاقية كاتلينا "

اجابه وهو يتخطاه بصوت مرتفع

" البارحة عند الثانية فجرا ، لم يكن الامر يستحق ان اضيع فيه اكثر من عشرة دقائق ، اذهب الي جوشوا سيعطيك باقي التفاصيل "

وهكذا اصاب عصفورين بحجر واحد فقد علم ان فيرا ستسأله ذات السؤال ،لكن هذا لم يمنعها من طرح اخر وهي تنهض لتعانقه

"واين كنت حبيبي لما لم تأتي الي الغرفة "

جلس علي كرسيه بعد ان اجلسها علي وركيه

"كان لدي عمل اقوم به،لهذا لم اشأ ايغاظك، كيف حالك "

اعطته ابتسامة دافئة قبل ان تنام علي صدره وهي تجيبه

"اشتاق لان تأخذ ايجازة نمضي بها بعض الوقت معا ، فمنذ زواجنا لم نحظي بالكثير من الخصوصية كما تعلم سوي بشهر عسلنا الذي استمر ليومان فقط "

ابعد خصل شعرها حتي يتمكن من النظر الي وجهها

"فيرا انت تعلمين طبيعة عملي..وانا حقا ابذل قصاري جهدي حتي اتمكن من النوم بجانبك ليلا دون ان يوقظني اتصال لعين "

"اجل اعرف، لا تهتم الي ما اقوله انا حقا سعيدة لانك معي وجودك في حياتي يكفيني ولازلت لا استطيع تصديق اننا متزوجان حتي بعد مرور اربع سنوات منذ حدوث ذلك، لحاقك لي في المطار طلب يدي للزواج..لازالت اشعر باني في حلم كين..، بعد ما مررنا به في الماضي سويتا لم يترك لي مجالا للامل باننا سنجتمع بغرفة واحدة في يوم من الايام، لكن الان هذا يحدث، وهناك طفل صغير ينمو بيننا يناديك بابا ويناديني ماما، صدقني انا لا اتمني اكثر من ذلك في حياتي "

طبع قبلة علي شعرها الاشقر قبل ان يجيبها

"انه الواقع فيرا، سأذهب لالقي نظرة عليه، وبعدها سأنام،هل تأتين معي "
من ابتسامتها علم جوابها وما كان منه الا ان نهض بها ولم يتركها حتي اعتمدت علي ساقيها في الوقوف بشكل كامل ومن ثم تبعته الي غرفة ليون.

مرت ثلاث ايام علي كلارا وهي مشردة بين الطرقات، تعمل في تنظيف ارضيات المطاعم المهترئة حتي توفر لقمة عيشها دون ان تضطر الي سرقتها احد كما فعل الوغد معها، هل حقا جلبها الي هنا لتعيش كالمتشرين بلا مال او مأوي، جلست علي الرصيف بارهاق اسفل ظل شجرة، فقد اصبحت الشمس حارقة لدرجة لا تطاق، ولم يكن لديها مانع في اخذ قيلولة وهي تتكئ علي جزعها لولا سمعها صوت احدهم يخاطبها بغيظ
"اشعر حقا في رغبة بلكمك وتحطيم فكك الي قطع "

من صوته علمت انه بن ولن تسأله كيف عرف محلها فهذه هي مهمته الوحيدة التي لم تعرف كيف ينجح بها بكل مرة
رفعت بصرها نحو وجهه الذي كان عبارة عن لوحة تعبر عن الغضب بانقي صوره، وكم بدي كلعنة حين انفجرت ضاحكة
"وتضحكين ايضا "

هبط علي ركبته لمستواها وهذا دفعها لان تقول له صادقة

"ملامحك تبدو لطيفة حين تجعدها، انت تشبه غابي في هذا،وهذا ما اضحكني فقط"

رمقها مطولا لكنه لم يرد عليها فقط التقط يدها المصابة والتي تحول لون الضماد بها الي اللون الاسود من اتساخه
"انها بخير، اظن ان امتناعي من اخذ المسكنات سرع في التئمها، هاقد مر نصف اسبوع فقط واستطيع تحريك اطراف اصابعي دون الم يذكر "

لم يبدو انه بحالة تسمح له بان يكون لطيفا معها، فقدومها الي هنا بدون ان تخبره اذعجه حقا ، سحبها لتقف معه دون سابق انزار وشرع في جرها خلفه
"تعالي معي سنذهب الي المستشفي حتي يعاين يدك طبيب مختص و بعدها سنتحدث "

لم تكن معارضته في وضع كهذا امر حكيما لذا وافقته علي الفور و تبعته بصمت حتي وصلا الي شاحنة تم رصفها بنهاية الشارع، ويبدو انه اشتراها للتو فلاتزال تحتفظ باكياس مقاعدها .

جلست علي كرسي بمقهي المستشفي واخذت تقضم تفاحتها بسلام كسره صوت بن الذي سحب كرسيه ليجلس بجانبها وهو يقول باستهلال

"لقد ظهرت النتيجة يدك بخير وهذا مطمئن، والان هل ستخبرينني ماذا حدث معك حتي بت تنامين علي الرصيف كالمتسولين"

كم وجدت من المهين اخباره بفخ كين الذي وقعت فيه بكل سذاجة لكن لم يكن هناك مهرب سوي بالاعتراف بالحقيقة كاملة ،ولم تستغرب ضحك بن الساخر بعد سماعه قصتها

"تبا، انه فخ مبتدئين فيونا لا افهم كيف وقعت به بحق الجحيم ، لكن صدقا هل تظنين انه جلبك من اجل هذا الغرض فقط، بربك انه كين سمعته السيئة في محاربة خصومه جعل الجميع يركض حتي يكون صداقات معه حتي ريكاردو نفسه، الا ترين معي انه هذا العقاب رحيم لا يليق به "

انه ذات تساؤلها الذي لم تجد له ايجابة بعد ويبدو ان بن كذلك لن يفعل ، صعقت فجأة من اتهزاز شيء ما في جيب السترة التي اعطاه لها بن ليتبين في الاخير انه رنين هاتف، سحبته من الجيب و وضعته علي الطاولة قائلة
"تفضل هاتفك "

اجابها بسرعة وهو يظهر واحدا من جيب بنطاله

"هاتفي معي ها هو ذا "

التفتت كلارا حولها تبحث عن شخص يمكن ان يكون قد وضع الهاتف في جيب السترة دون ان تحس ولم يختر ببالها سوي، المضيف الذي احضر لها طلبها، وهي الان لا تستطيع رؤيته بين العاملين وهذا يقودها الي شيء واحد فقط، ان المتصل هو كين.
اجابت علي الاتصال وهي تعرف جيدا من سيجيبها

"اسمعك"

"كيف كانت اقامتك خلال الثلاث ايام الماضية كيارا"

عبر صوت كين الساخر طبلة اذنها ولم يكن لها سوي اجابته بالمثل

"رائعة ومريحة لاقصي الحدود، شكرا لك علي كرمك سنيور "

تغيرت نبرته علي وجه السرعة من السخرية الي الحدة المطلية ببعض الغضب الذي ظهر في كلماته بطريقة حيرتها

"لديك خمس دقائق فقط حتي تنهي موعدك مع ذلك اللعين والتوجه نحو الباب الخلفي هناك سيارة اجري ستكون بانتظارك "

اغلق الاتصال قبل ان تفهم ما عناه بكلمة موعد، لا تظن ان اللعين وصل الي مرحلة الخرف بعد حتي يظن ان الجلوس في مقهي مستشفي مع اخرق كين يمكن ان يوصف بكلمة موعد.
وقفت علي طولها بسرعة ليسألها بن

"هل كان هو "

اجابته وهي تخلع معطفه وتمرره له

"اجل،اظن ان اللعب قد بدأ، تفضل معطفك لا اظن ان الطقس بالخارج يدعم ارتدائه، علي الذهاب الان، متي ستعود انت الي البيرو "

امسكه بقبضة علمت ان احدي امنياتها لكمها لسبب لم تفمه الا حين قال لها

"حتي تعودي معي، سابقي هنا ولن اتحرك شبرا، واياك ان تحاول التخلص مني فلن تفلحي في ذلك "

وقف بدوره ليضع معطفه علي كتفيها وهو يردف

"ثيابك متسخة و ممزقة ، اكره ان يراك احد هكذا، يوجد بجيبها الداخلي كرت فيزا تستطيعين استعماله كما تشائين، وهناك ورقة بها عنوان منزلي هنا، ورقم اتصالي حين تحتاجين الي تعرفين كيف ستجدينني "

ظهر علي فمها شبح ابتسامة كانت اكثر من كافية ليعتبرها مكافئة مرضية له
"حسنا، اذا اراك بالجوار "

استدارات لتغادر لكنه امسكها بسرعة ليقول لها

"اهتمي بنفسك،اقصد بهذا كلارا وليس فيونا "

اكتفت بالايماء له قبل ان تفلت يدها ومن ثم اكملت طريقها حتي وصلت الي الباب الخلفي حيث وجدت سيارة اجري بانتظارها ولم تتفاجئ ان السائق هو نفس المضيف الذي وضع الهاتف بجيب سترتها، جلست علي المقعد الخلفي بهدوء لم يعبر اطلاقا عن القلق الذي بدأ في التصاعد ما ان اقتربت السيارة من بوابة القصر، لوهلة احست ان قلبها سيتوقف من فرط خفقانه فذكرياتها هنا هاجمتها في لحظة واحدة واعادة لها كل المعناة التي مرت بها بسبب قرار احمق واحد اتخذته يوم قبلت ان تواعد بيتر ، ترجلت عن السيارة التي توقفت عندها فلم يكن مسموح لها بالدخول الي الفناء واضطرت الي عبور البوابة بنفسها حيث استوقفها حارس لم تتعرف عليه يبدو ان من كانو هنا قبل 4 سنوات تم استبدالهم

"عفوا انسة من انت "

اجابته بسرعة

"فيونا سمث "

لم تكد تكمل اسمها حتي ظهر حارس اخر تولي الحديث معها بطريقة اربكت الاخر

"انت المتقدمة بالوظيفة الجديدة اذا، جون، ستأولي امرها ابقي هنا وانا سأوصلها الي كلياني "

لم ينتظر جوابه حتي قبل ان يستدير ويسر بخطي واسعة لتفهم بدورها انه يجيب عليها اتباعه، وهذا ما فعلته، لم يتغير اي شيء في القصر اطلاقا، فقد ظل كما هو في اخر يوم غادرته وهي محمولة بين ذراعي كين، حتي تنسيق الزهور في الحديقة لم يتغير ، الاثاث في الردة كل شيء ظل في محله ولم تضاف اليه سوي صورة علقت اعلي السلم الدائري لامرأة شقراء نحتت ملامح وجهها بنعومة اكسبتها جمالا تسهو فيه كل عين تراه

تأملتها كلارا مطولا قبل ان يسترد انتباهها صوت امرأة اخري تعتقد انها في العقد الخامس من عمرها و يظهر علي ملامحها الصرامة التي عبرت عن وظيفتها كمدبرة منزل تدير اسطولا من الخدم دون ان تضطر لذكر ذلك، و يبدو ان كين يخطط لان يجعلها واحدة منهم، سألتها بتكلف

"هل انت هي فيونا سمث "

اومئت لها ايجابا

"اجل انا فيونا سمث سيدة ..."

اكملت لها بنبرة يبرز فيها التعالي

"كلياني اكون مدبرة قصر بيبيتشي اعمل هنا منذ اربع سنوات، وانا سأكون المسؤلة عنك ، بالطبع اذا قبلت السنيورا فيرا توظيفك هنا هيا اتبعيني فهي تنتظرنا في شرفت غرفتها "

حدثها يخبرها ان صاحبة الصورة المعلقة هي من تتحدث عنها كلياني لكن السؤال ما هو موقعها في هذه العائلة حتي حظيت بشرف تعليق وجهها في مدخل قصرهم ، وهذا السؤال اتتها اجابته كالصاعقة ما ان رأت باب الغرفة الذي توقفت امامه كلياني وطرقته، تستطيع ان تتذكر بوضوح انها غرفة كين، هل يعقل انه تزوج وفيرا تكون زوجته ام انه فقط قام بتبديل الغرف.
اتاهم صوت انثوي ناعم ليسمعهم اذن مصدرته والسماح لهم بالدخول، وهنا استيقظ فضول كلارا لاول مرة منذ اربع سنوات لتعرف ان كان استنتاجها صحيحا ام لا
ما ان فتحت الباب وتقدمت خطوتان حتي ظهرت امامها امرأة شقراء علي بعد مترين تطالعها بابتسامة لطيفة رسمتها علي فمها وهي تقول

"كلياني هل هذه هي "

اجبتها كلياني بتهذيب

"اجل سنيورا"

رمقتها بنظرة عتاب لصمتها المحيير فقد كانت مشغولة بتقيمها ويبدو ان الصورة المعلقة في الردة ظلمتها حقا في التعبير عن جمالها في الواقع.

"مرحبا سنيورا"

قالتها بصوت ضعيف عله تتخل به بعض الانوثة التي فقدتها منذ ان تولي ريكاردو مهمة تدريبها شخصيا ونزع كل صفة نعومة تتمتع بها الفتيات منها
حافظت فيرا علي ابتسامتها المشرقة وهي تجلس مع كلياني علي الاريكة، وحين لاحظت وقفها قالت لها

"ما بك خجلة هكذا هيا تعالي واجلسي،لن نتحدث وانت واقفة "

اطاعتها و جلست علي الاريكة وهي لا تشعر بادني ارتياح قد يجعلها تتنفس بطريقة طبيعية خاصة وان رائحة عطره النفاذة كانت تملىء الغرفة لتعرفها بان ما توصلت اليه صحيح ، تأملت الغرفة لبعض الوقت فهي المرة الاولي التي تدخل بها غرفة كين لهذا الحد ، لقد لمحتها في الماضي من الخارج حين نسي بابها مفتوحا ذات مرة ولم يتكرر ذلك حتي غادرت القصر لطالما افترضت انها ليست مختلفة عن باقي الغرف لكن الان تستطيع ان تضع شقتها في البيرو داخلها ببساطة ولن تشغل نصف مساحتها من اتساعها عكس غرف القصر الباقية التي تبدو متواضعة امام هذه الان
كسر الصمت السائد بينهم الذي طال الي فترة صوت فيرا الي قال موجها الحديث لها

"اذا فيونا حدثيني عنك، من اين اتيت وماذا كانت وظيفتك سابقا"

لا تظن ان اخبارها بانها قاتلة مؤجورة قد يساعد في اقناعها بان توظفها كخادمة، فمن ملامحها يبدو انها لا تعرفها ويبد ان وساطة كين انتهت عند حارس البوابة فقط، وان ارادت المكوث هنا لتنفيذ خططها عليها الحصول علي ذلك الامتياز عن طريق اقناع التي تجلس امامها برواية كاذبة يتحتم عليها تأليفها واتقانها خلال ثانية واحدة فقط

"كنت اعيش في البيرو انتقلت الي هنا قبل شهر ونصف من الان، وكنت اعمل كمعلمة روضة "

لا تعلم من اين اتت بافكارها المشلولة تلك لكن ما تعرفه انها ستتولي مهمة تأنيب خيالها الغير صالح للزراعة في وقت لاحق ،حتي فاجأتها فيرا حين صاحت مندهشة

"حقا ، هذا ممتاز اذا لديك شهادات جامعية ، وعائلتك هل ارتحلت معك الي هنا ايضا ام انهم لايزالون في البيرو ففي طلب وظيفتك كتبت انك متزوجة "

هزت رأسها نفيا وهنا اتي التحدي لاستخرج الفصل الثاني من روايتها

"بلي كان لدي شهادات لكنها احترقت مع عائلتي في حادث سير حين كنا في طريقنا الي هنا مات فيه زوجي وطفلي وانا من نجوت بعد خسارتي لكل شيء كان ذا قيمة في حياتي دفعة واحدة "

ظهر التعاطف علي ملامح فيرا عكس كلياني التي لم تتأثر اطلاقا وبدت كصخرة بلا مشاعر

"انا اسفة لا بد ان الامر كان صعبا عليك "

لم تفعل كلارا شيئا سوي اصطناع الابتسام لها، ولاتكاد تصدق ان فيرا حقا صدقت ما تقوله لتسمعها تردف

"ان بك كل المواصفات التي اريدها لكن بما انك ذكرت معلومة معلمة روضة فهذا يعني ان قدرتك علي التعامل مع الاطفال جيدة جدا ، تجيدين فن الدفاع عن النفس وهذا نادر بالنسبة لمجال عملك ، بالاضافة الي لاختبارك لشعور الامومة وهذا كاف لان اطمئن علي ليون بجانبك ، لهذا فكرت لما لا اوظفك كمربية لليون بدلا عن العمل كخادمة شخصية لي اظن انها وظيفة اكثر من ملائمة لك الا انني خائفة من ان يؤثر هذا سلبا عليك، اعني لم يمر سوي شهر ونصف علي فقدك طفلك والعمل كمربية قد يضر بمشاعرك "

انتابها ذهول تام ما ان اكملت حديثها الذي لم تفهم معناه كاملا ، لحظة من يكون ليون هذا و الذي تريد منها ان تعمل كمربية له هنا، ما الذي تقول هذه المرأة بحق السماء
وقفت علي قدميها دون شعور منها لتلحق بها فيرا في ذلك وقبل ان تسألها ما بها فتح باب الغرفة ليدخل عبره كين وهو يحمل طفل ينام علي كتفه يبدو ان عمره بين يتراوح بين السنتين او ثلاث سنوات ، رفع رأسه بابتسامة برئية ما ان وقعت عيناه علي فيرا وهو يصيح

"ماما صباح الخير ..."

خطت فيرا مسرعة نحوه لتحمله بين ذارعيها دون ان يفلته كين
" صغيري الكسول لقد انتصف النهار وانت تقول صباح الخير ، حبيبي اين ذهبت حين استيقظت لم اجدك "
اعطاها قبلة خاطفة قبل ان يوجه عينيه نحو كلارا

"كان لدي عمل استدعي ذهابي باكرا ، هل هذه هي خادمتك الجديدة "
لاول مرة تشعر كلارا بقلبها يختلج داخل صدرها بعد ان ظنت انه لم يعد موجودا،
مشهد العائلة السعيدة الذي يمثل امامها قتلها لحد لم تقوي فيه علي الوقف واعطت جسدها حرية الانهيار علي المقعد خلفها، دمر حياتها قتل طفلها وعائلتها شردها لاربع سنوات بعد ان جعلها تتحول الي وحش يخيفها هي ناهيك عن الاخرين ، في حين كان هو يبني لنفسه عائلة سعيدة في عالمه الخاص، تزوج و انجب طفلا فوق حطامها هي وكأن شيئا لم يكن
قبضت علي قماش الكرسي حتي اخترقته اصابعها وهي تراه يقودهم بكل وقاحة الي ان جلسو ثلاثتهم امامها جاعلين روحها تذوق الويلات في كل رمشة عين تطرفها، و وحده الله يعلم ان كانت تستطيع احتماله بفم مغلق الي دقائق قادمة

"نعم حبيبي، اسمها فيونا سمث تقدمت بطلب العمل كخادمة شخصية لي لكن مميزاتها جعلتني اقرر جعلها مربية لليون فكما تعلم اصبح مشاغبا واحتاج لمن يساعدني فيه، انظر الي ملفها انه ممتاز وحتي انها عملت كمعلمة روضة "
اشارت نحو اوراق وضعت علي الطاولة امامها اخذها وشرع في النظر اليها بنظرات ساخرة في حين اكملت فيرا وهي توجه الحديث نحوها
" فيونا هذا هو زوجي السنيور كين،اما هذا الصغير فهو طفلي ليوناردو نناديه بي ليون وهو من ستعتنين به في حال اخبارك لي بانك ستقبلين ان تكوني مربيته بالطبع ان لم تكن و فاة ابنك منذ فترة وجيزة تشكل عائقا لتفعلي ذلك "

غرست كلامتها الحادة في روحها بعمق حتي صنعت جروحا مؤلمة لم تترك مجالا للشك لدي كين بانها تريد اقتلاع رأسه في هذه اللحظة اقتصاصا لها ومع ذلك لم يتواني في صب المزيد من البنزين في جحيمها المتأجج

" انها ممتازة ، اظنها مناسبة ايضا لهذه الوظيفة بما انك ترينها كذلك و سنجد بديلة عن كساندرا في وقت لاحق ، اقبلي بطلب زوجتي فيونا فانها فرصتك الوحيدة للعيش هنا في مكسيكو بوظيفة لها راتب محترم ، كما ان مهمة الاعتناء بطفل كليون لن تكون مرهقة مقارنة بالعمل كخادمة شخصية لشخص بالغ وبالتأكيد موت ابنك لن يجعلك تحقدين علي طفلي ، فهو ليس لديه ذنب و بريء مما حله اليس كذلك "
كان سؤاله كتحدي كريهة اعلنه ضدها اما تقبله او تقبله لا خيار ثان متوفر امامها ، ليصبح بمثابة مقياس سيقيم به مدي صلابتها امام اي عقبة قد تمنعها من الوصول الي هدفها وهو سلب حياته وكم تكره الاعتراف انها اصعب مما تخيلت بكثير
ارخت اصابعها وحاولت قدر الامكان السيطرة علي مشاعر كلارا ومنعها من الفيضان فوق حاجز فيونا، حتي تمكنت من ان تقول بصوت مخنوق

"السنيور كين محق،سنيورا فير موت ابني لن يؤثر سلبا علي وظيفتي كمربية لابنك ان لم يساعدني في تأديتها باكمل وجه لذا اتمني ان تعتمدي توظيفي بشكل نهائي هنا، وسأكون ممتنة لك "

كم كرهت ابتسامة النصر التي رسمها علي شفتيه، ولوهلة تمنت لو بامكانها الهجوم علي وخنقه حتي الموت،ولم تخرجها من افكارها تلك الا كلمات فيرا
"حسنا، انا موافقة، كلياني خذي الانسة واعطيها الغرفة المجاور لغرفة ليون حتي تكون بقربه و... .."

قطعت حديثها فجأة قبل توجهه نحوها
"بما انك لا تملكين عائلة ما رأيك بالمكوث هنا مع بقية الموظفين سيكون اسهل عليك ويوفر عليك جهدا ومالا قد تنفقينه في الترحال كل صباح من منزلك الي هنا و العودة في وقت متأخر ،لكن ان لم تحبي فلا بأس سنعدها لك للراحة اثناء عملك "

احساسها بانها منزوعة الخيار بالرفض والصراخ بكلمة لا كان يخنقها حتي ردودها باتت بصوت ضعيف يصدر محشرجا بطريقة تثير جنونها

"حسنا سأبقي هنا كما تريدين سنيورا "

صاحت بها بصوت مرح
"ممتاز كلياني،تعرفين ما يجب عليك فعله عرفيها علي القصر والخدم هنا، يمكن الانصراف فيونا ستبدأين عملك منذ الغد وخذي ما تبقي من اليوم ايجازة ولا داعي للعودة الي منزلك اعطي العنوان لكلياني فقط وسيذهب احد الخدم ويحضر اغراضك "

اومئت لها ايجابا لتردد باقصي قدر ظن التهذيب استطاعت اصطناعه

"حسنا، شكرا لكرمك سنيورا "

رمقته بنظرة قاتلة اخيرة قابلها بابتسامة ساخرة قبل ان تنهض بسرعة وكأن مقعدها تحول الي جمر يحرقها لتلحق بكليان خارج الغرفة وهي تغلي غضبا
،ظلت يدها ترجتف حتي بعد ساعات من مرور ذلك الموقف، ولم تعد قادرة علي تجاهل الالم الذي عاد للحياةفي قلبها من جديد، لقد علمت ان العيش هنا في هذا القصر لثلاثة اشهر لن يكون سهلا، لكن الان هي باتت تميل لتصنيف ضمن خانة المستحيل، فكل ما فيه يقود الي جنونها ، وكلاكتشاف يظهر لها انها اضعف من ان تتحكم في مشاعرها لوقت طويل
نهضت من المقعد الذي كانت تجلس عليه في الحديقة الامامية بعد ان قررت انهاء جلسة توحدها و العودة الي كلياني وتعرف مكان غرفتها، الا ان صوت جعلها تقف في مكانها

"كان عليك ان لا تأتي "

التفتت لتري جوشوا الذي انضم اليها في من وقت قريب علي ما يبدو، ليردف قائلا

"قدومك الي هنا كان اكبر خطأ ارتكبته كل...

"فيونا..."

قاطعته بسرعة قبل ان يكمل اسمها بنبرة حادة

"فيونا... اسمي فيونا،ان التي تتحدث عنها ماتت، وانا لا احب ان اتذكر الاموات "

تحولت ملامحه الجامدة للسخرية قبل ان يقول لها وهو يشعل سجارته

" الافضل ان لا تفعلي، فهناك الكثيرون في هذا القصر لن يتوانو في مهمة ارسالك اليهم ان علمو من هم . طالما حافظت علي شخصية فيونا فستكونين بامان من الجميع و بالتاكيد هذا لا يشملني ولا يشمل كين "

التف ليغادر عائدا الي القصر سابقا اياها لكن سؤالها له اوقفه

"اين سيلين "

استدار ليواجها بملامح مظلمة تلخصت في ايجابته

"من المفترض ان اسألك هذا السؤال فانت اخر شخص رأه.."

قطع حديثه فجأة وقد تسمرت عيناه علي شيء وقع خلفها ، لهذا اندفعت لتراه هي ايضا ما ان سمعته يتمتم قائلا بذهول

"سيلين "

عبرت البوابة برفقة شاب يبدو في منتصف العشرينات من عمره واخذت تنصت الي حديثه باهتمام غير مكترثة لذلك الذي جفت عروقه وهو يطالعها بادق تفاصيلها وقد تحولت كليا من فتاة مراهقة صغيرة الي امرأة تعبئ خانة هذا اللقب دون ادني شك، وقد تمايزت مفاتنها بطريقة جعلت شورت الجينز القصير الذي كانت ترديه يلاقي صعوبة في تغطية انحناء مؤخرتها مع تشيرت قامت بربطه في المقدمة ليظهر بذلك التناقض الصارخ بين انتفاخ ثدييها ونحالة خصرها ، سحقا هل من صمم ثيابها هذه تنبأ بانقراض القماش في المستقبل ام ماذا
لم تستطع كلارا تفسير تلك النظرات اللتي تبادلاها ما ان اللتقت اعينهما غير انها لا توجد في قاموس المشاعر التي تعرفها، حتي فصلتها سيلين ما ان اقتربت منهم لتصيح بها قائلة

"بربك يا فتاة لا تقولي لي انه تم القبض عليك بعد كل الجهد الذي بذلته"

لم تسطع كلارا الرد عليها فقد قطع جوشوا عليها الطريق قبل ان يقول بصوت لم يستطع منع الارتجاف في

"مالذي اتي بك الي هنا ، غادري في الحال ولا تعودي ابدا "

امسكت بذراع الشاب الذي بدي تائها حول ما يحدث ولا يفهمه بالضبط لتردد بمرح مصطنع

"جو،ماهذا الاستقبال السيء ،ظننت انك ستحتضنني اولا قبل تطردني علي الاقل ، لقد مرت اربع سنوات يا رجل،ام ان سحر عمتي طغي عليك واعماك للاخر "

هو يعلم وهي تعلم ، انه يعاني و يلاقي صعوبة جمة في منع نفسه من جذبها للسقوط في احضانه ، كما عتاد ان يفعل بكل يوم يعود فيه الي القصر مساءا ليجدها تنتظره في هذه البقعة بالذات، لكن هذه المرة مختلفة عليع طرد رغبتة تلك واعدامها باي ثمن فاخر ما يريده هو ان يراه كين هنا فاللعين لن ينسي انها سبب هروب كلارا في الماضي

"خذي داعرك هذا وغادري في الحال لا اريد رؤيتك هنا مجددا..."

وقبل ان يكمل حديثه توقفت انفاسه في اللحظة التي اقتربت منه لتعانقه دون اذنه في عناق استمر ثواني فقط قبل ان تبتعد عنه وعلي عينيها نظرات قاتلة كالكلمات التي نطقتها

"حسنا، اي شيء ولا غضبك سنيور جوشوا اسفة لتتطفلي علي حياتك في الماضي وفي حاضرنا هذا لكني فقط اتيت لاعوض عن تحملك اياي وكل خسائرك بهذا "

سحبت من جيبها شيكا اشهرته امام عينيه قبل ان تعيده الي مكانه قائلة

". لكن يبدو انك لست بمزاج جيد يسمح لك بان تستلمه من يدي لذا سأرسله عن طريق البريد في وقت لاحق ، هيا بنا جونثان يبدو انه لم يعد لي بعد الان مكان هنا "

هكذا ببساطة اتت وببساطة غادرت مخلفة خلفها الف الجروح دون دواء يشفيها وكأنها لحظة حلم عابر اتي في خمس دقائق قبل ان يفيق منه محطما وقد تحولت نهايته الي كابوس ، و لولا رؤيت كلارا لها لما كان سيصدقه انه الواقع ، وانها حقا اتت وانها حقا رحلت.

مرت الساعات التالية ببطئ وكأن الزمن قرر ان يتخلي عن الركض و يستريح ، فبعد ان اصرت فيرا علي قضاءها الليلة هنا، و اجبرتها علي تناول العشاء برفقتهم لم يتبقي لها سوي سحب مسدس احدهم واعدام الجميع برصاصه رغم انه لم يتعرف عليها احد ويبدو ان كين وجوشوا هما الوحيدين العالمين بهويتها الحقيقة ، وهذا اعطاها رحة جزئية انتهت ما ان وصلت و رأت الغرفة التي ستمكث بها، لم تحتاج للكثير من وقت حتي تعرف انها ذات غرفتها حين مكثت هنا في الماضي ابقيت كما هي حتي لون طريقة وضع الاثاث لم تتغير وكم تفاجئت حين وجدت احدي فساتينها لا يزال معلقا بالخزانة و كل التعديل الذي طرأ عليها هو ربطها بالغرفة المجاور لها والتي خصت اميليا ايضا ، نهضت منزعجة من فراشها حين فشلت في النوم و في اسكات وساويسها خلال ساعات مضت ، و التي ظلت تدعوها لفتح ذلك الباب الذي يفصل بينها وبين ليون واقتصاص حق طفلها منه ، بكل مرة تقول فيها انه ليس له ذنب بما اقترفه ابيه بحقها وبحق طفلها تتذكر انه ايضا لم يكن له ذنب ليقتل بتلك الطريقة البشعة .

حاولت جاهدة مرارا و تكرارا ابعاد فكرة الثأر منه عبر طفله حتي لم تعد قادرة علي حساب الساعات التي قضتها وهي تفعل ذلك لكنها لم تنجح و في النهاية انتهي بها الامر وهي تسحب سكينها وتسلل الي غرفته الي ان وقفت علي بعد مترين عن فراشه واخذت تراقبه في صمت لم تكسره سوي اصوت انفاسه المنتظمة وقد ثبت علي وجهه ملامح تشبه الملاك، اعطته براءة كسرت قلبها وتركته يصرخ بها متوسلا بان تتركه ولا تؤذيه، ولكن هل حين توسل الي ابيه في الماضي بان يترك طفلها استجاب لها، سألت قلبها هذا السؤال وفور حصولها علي الاجابة الكريهة تقدمت بخطي مثقلة وكأنها تحمل اطنانا من الحجارة علي كتفيها اخذت تتعاظم مع كل خطوة اخذتها نحو ليون حتي اجبرتها علي الانهيار ارضا ما ان وصلت الي طرف فراشه ولم تقوي حتي علي رفع يدها لكي تلمسه ، فللحظة تذكرت اخر مشهد رأت فيه طفلها وقد مزقت اشلائه قبل ان تغرس فيه تلك السكين وتنهي حياته، و بدي لها من الواضح جدا ان قتل نفسها سيكون اهون عليها من تكرار مافعلته بذلك اليوم حتي و لو كان الضحية ابن الد اعدائها والسبب الرئيسي الذي دفعها لعمل فعلتها تلك .

لا تعلم كم مكثت في مكانها هناك حتي استجمعت قواها لتقف لكن حين نجحت في ذلك ادركت انها مهزوزة من الداخل قبل الخارج وان الضعف الذي تسرب من كلارا سيقضي عليها دون شك ان لم تعد فيونا وتسيطر علي هذا الجسد من جديد، تنهدت بعمق واخذت تتحسس نبضها الذي اخذ يبطئ من سرعته حتي كاد ان ينتظم لولا الصرخة المدوية التي اصدرتها وشعور بالهلع اجتاح كيانها ما ان احست بذراع احدهم تطوق خصرها وان لم تتولي يده الاخري مهمة الضغط علي فمها لافاق القصر باكمله علي صوت صريخها

"اشششش ، ما بك كيارا انه انا ، لا تقولي لي انك خائفة مني الان "

انطلق صوت كين الحاد ليخترق اذنها وكم كرهته حينها فهي تدرك جيدا انها لا تحمل طاقة كافية لتقاتله بها علي الاقل ليس الان ، فروحها مكسورة بطريقة انهكت كل قواها في سبيل جعلها تشفي، و لم تجد حلا يجعلها تنجو من هذه الليلة المشؤومة سوي الهرب

"دعني اغادر "

شد قبضته حول خسرها لدرجة احست بانه ينوي كسر عمودها الفقري ، دس رأسه في عنقها ليردد بصوت بدي كفيحيح الثعبان

"حقا، هل افهم منك انك عزفت عن فكرة قتله "

انها اضعف من ان تراوغ، قواها لن تساعدها في محاورته لذا قالت فقط ما احتبس في صدرها منذ ان التقت به

"قتلي له لن يشفي قليلي ما اريده هو انت هل تسمعني، ليس هناك شيء قادر علي ارضاء الوحش الذي صنعته بنفسك الا دمائك، ولن اضيع اي فرصة لتنفيذ ماقتله "

سمعت ضحكه الخافت المستهزء بما قالته قبل ان يدفعها بعيدا عنه بقوة اجبرتها علي ان تسقط بالقرب من ليون في فراشه ، انتقلت بعينيها من ملامحه اللطيفة الي تعابير كين المرعبة و التي زادت ظلاما و عتمة مع نور الغرفة الخافت المنعكس علي وجهه ، انحني بهدوء ليتلقط السكين التي سقطت من يدها، وعلي نحو مفاجئ رماها بها قائلا بنبرة عادية

"ان لم تجربي كيف ستعرفين كيارا، انه امامك اقتليه ان شئت الان او اتريكه الي الابد، من يعرف قد يرتاح ضميرك بعد ان تفعليها وتنفذي ما انت عازمة عليه "

لم تستطع منع الذهول من السيطرة علي تعابير وجهها وهي تسأله

"الست خائفا من ان افعلها ، هل حياته لا تعنيك لهذا الحد حتي تستبدلها بحياتك "

ابتسم لها بغموض لم تفمه الا حين قال وهو يقلص المسافة بينهما

"انا من يتوجب عليه طرح هذا السؤال كيارا و ليس انت، هل حياته لا تعنيك لدرجة ان تستبدلي رغبتك في قتلي بقتله هو "

ستكذب ان قالت انها فهمت شيئا مما قاله وهذا ظهر بوضوح في ردها

"انه ابنك ما علاقتي انا "

لم يمنحها جوابا الا حين محي المسافة التي تفصلهما وتأكد من انها تتنفس ذات الهواء الذي يتنفسه وان عينيها تري بؤبؤ عينيه وحينها فقط ردد بنبرة مشبعة بالكراهية

"هل تخدعين نفسك ام تحاولين تصنع الغباء ، اي من الخيارين تعتمدين عليه الان "

لا تعتقد انها فهمت شيئا ما قاله لتعطيه جوابا لذا انتظرته حتي يشرح اكثر وهو اعطاها ما تريد
مد يده ليداعب شعر ليون لمسافة من الوقت قبل ان ينزل اصابعه نزولا الي عنقه حيث توقفت فجأة عند بقعة سوداء صغيرة استطاعت كلارا رؤيتها بوضوح رغم ضعف الاضاءة ، شردة بها لثواني حتي استرد كين وعيها بقوله

"بمن تذكرك هذه العلامة الا تعتقدين انها تذكرك باحد ، الم تريها قبل اليوم في عنق احد ها اجيبي كيارا "

دون ان تشعر رحلت اناملها الي ذات المكان بعنقها حيث وجدت وحمة دائرية كاللتي تراها علي عنق ليون ، وفي اللحظة التي استوعبت بها ما يرمي اليه كين، تساقطت دموعها دون انزار مسبق حتي حجبت الرؤية لديها وتزاحمت الغصات في حلقها بطريقة اعدمت صوتها ولم تجد طريقة للتعبير عما تشعر به سوي هز رأسها نفيا، وهي تستنكر كل فكرة قفزت الي عقلها لحظتها

"ممتاز، يبدو ان ستار الغباء قد ازيح الان "

زحفت بجسدها بعيدا عنه ولم تستطع سوي ان تمتم بصوت ضعيف

"مستحيل.. هذا مستحيل "

مد يده علي نحو مفاجيء لتقبض اصباعه علي ذراعها بقوة اجبرتها علي البقاء في مكانها وتولت يده الاخري مهمة ادارة رأسها والتأكد من انها تنظر تماما حيث يريد

"انظري اليه جيدا تمعني النظر في ملامحه، الا ترين انه يشبهك "

صرخت به بصوت خافت مخنوق

"مستحيل، ما تقوله مستحيل، ابني مات، مستحيل هل تسمعني، لا يعقل انا لقد..بيدي هاتين انا... "

قاطعها بنبرة خشنة وهو يكمل مالم يستطع لسانها نطقه

" هل تريدين ان تقولي انك قتله بيديك هاتين، اوه كيارا اذا دعيني اخيب امالك واخبرك انه لايزال حي رزق، علي الاقل حتي الان "

صرخت به وقد فقدت المنطق كليا هذه المرة

"لا تكذب لا تكذب، لما تكذب، فقد اصمت ولا تقل لي اكاذيب لا تصدق "

حاولت سد اذنيها لكنه منعها ليقول لها بنبرة الوحش الذي سكن روحه
"حقا، هل تريدين ان القول انك لم تغرسي سكينا في عنقه لتنهي حياته وهذا كل من تأليفي "

استمرت في هز رأسها بهستيرية مع صراخها المستمر بكلمة مستحيل وهذا اضطر الي صفعها بقوة جعلت جسدها يرضم بالفراش مرتان قبل ان يسحبها من شعرها مجددا، نظر في عينيها ليعلم انها استعاد وعيها وهنا اضاف لها

"اسمعيني كيارا ، و ركزي فيما ساقوله فحياتك وحياة الجميع ستعتمد عليه ، من الان ستبدأ لعبتنا ، بيدك ان تختاري اول شروطها وهو اما ان تكون لعبة خاصة بيني وبينك فقط ،او تكون عامة ندخل فيها المزيد من الجنود و ليون لن يكون استثناءا، لديك حتي الغد كيارا فكري جيدا واتخذي قرارك "

افلتها لتسقط جثة بلا روح علي الفراش و من ثم غادر الغرفة تاركا اياها وحدها معه تقابله وجهها لوجه لن تبالغ ان قالت انها فقدت عقلها،فكل ما فعلته هو الجلوس والنظر في وجهه دون ان ترمش الي ان شرقت الشمس في كل المدينة الا في روحها هي حيث ظلت العتمة تسيطر عليها، لم تكن تعلم فيما كانت تفكر او حتي ان كانت تتنفس ، فقط جلست بهدوء تراقبه حتي فتح عينيه الذهبيتين وجلس بوسط فراشه ليرمقها باستغراب . لم يقل حرفا او يتحرك من محله وكل مافعله هو مبادلتها التحديق ببراءة انعكست في كل شبر من ملامح وجهه و التي لم تستطع ان تستخرج منها شيئا واحدا قد ينتمي اليها غير لون عينيه، و هذا لم يكن كافيا ابدا حتي تعلق بفخ كين، او علي الاقل قاتل عقلها بكل قواه من اجل ان تصدق فكرة انها كذبة ، و انها فخ لا يريد به سوي ايذائها، لم ولن تستطيع ابدا تقبل ولا باي شكل كان احتمال ان يكون ذلك الكابوس المرعب الذي عاشته بادق تفاصيله عبارة عن خدعه لا يمكن ان يكون خدعة ، من المستحيل ان يكون ابنها قد نجي وها هو ذي يجلس امامها سالما غانما باطرافه الاربعة كاملة لا ينقص منها ولا حتي اصبع ، لا يعقل ان يكون ما قاله منطقيا او معقول بل تستطيع ببساطة اعطائه لقب مستحيل

"من انت "

انطلق صوته اللطيف الطفولي ليشق طريقه نحو اذنها، وما ان سمعته حتي استعادت وعيها وكمن صعق برعد خاطف انتفضت من فورها ولم تجد نفسها الا وهي تتوقف مجبرة من انقطاع انفساها في مكان ما تبين انه الحديقة في الاخير، و هناك انفجرت باكية، انها تختنق وتلك الحرب الطاحنة التي نشبت بين المنطق والعاطفة د جعلتها تنزف فوق طاقتها ، هي ضائعة من ان تسمي من ستتخذ القرار هذه المرة بين كلارا التي تصرخ بها بان تصدق ما قاله لها وحتي وان كان كذبة لن يصدقها الطفل الرضيع او فيونا التي تتوسلها بان تفيق وتري الواقع ببشاعة ولا تهرب منه فقط لتريح قلبها من عذابه ولو للحظة.

مسحت دموعها بسرعة ما ان رأته يسير نحوها بخطي واسعة لتقف علي قدميها بثقة تكاد تكون معدومة ومع ذلك تمالكت اعصابها و انتظرته حتي وصل اليها، رمقها بنظرات تحمل شماتة لم يخفيها جعلت فيونا تستشيظ غضبا عكس كلارا التي تغاضت عن الامر وكأنها لم تره.

لم تشعر يوما انها تعاني من انفصام في الشخصية كما تشعر الان، وانها المرة الاولي التي تدرك بها عمليا علي ارض الواقع حقيقة انها تحمل شخصان بنفس الجسد

"اظنك انك حسمت امرك، وحدنا في البئر ام الجميع معنا "

تجاهلت ما قاله لترد عليه بما فكرت به خلال الساعات اللعينة الماضية

"ابني مات كين،ان ظننت انك ستخدعني بكذبة لا تصدقك كتلك لتنجي ابنك من العاصفة التي ستحدث فانت مخطئ "

لم يعطها جوابا الا حين تقدم نحوها و محي الخطوات التي تفصلهما ، راقب تعابيرها في صمت امتد لفترة حسبتها كلارا بانها لن تنهي حتي امسك بيدها و دس شيئا فيها ومن ثم قال

"اذا تأكدي بنفسك"

فتحت يدها لتري ما اعطاه لها ولم يكن اكثر من مقص صغير لم تعلم الغرض منه الاحين اكمل

"خذي خصالا من شعره واجري فحصا لكما وحينها سنعرف ان كنت انا الكاذب او ان كنت انت المخطئة، لكن هذا سيحدث بعد ان تعطيني جوابا كيارا ، الان وفورا اختاري القاعدة الاولي للعبتنا ، هل تريدينها خاصة ام عامة "

انه الاختبار الثاني لها اي الطريقين ستختار ان تثق بذكرياتها وما رأته عينيها وفعلته يديها او ان تثق بكلامه الذي لا يمكن ان يكون حقيقة ولا يمكن الا ان يكون الا كذبا ، رغم الوقت الذي انفقته في التفكير علي شيء كمن جوابه في في نفسه الا ان ما قالته خذلها

"لن تستطيع جعلي اختار بين امرين ليس فيهما ضمان كين "

من جوابها علم كين ان التي تتحدث هي كلارا وليست فيونا و لن ينكر ان الامر اسعده حد الجحيم

"لا ضمانات اختاري او سأختار انا وتأكدي من انه سيكون الطريق الوعر "
ومن جوابها ايضا علمت ان قلبها هو من انتصر وانها اختارت ان تتعلق بقشة قد تكون وهما يتتسبب في غرقها لا محالة وانها تخلت للتو عن حبال الواقع التي مكنتها من النجاة حتي هذه اللحظة لذا لم يكن لها سوي ان تنهي الجنون الذي بدأته وتتحمل نتائج اختيارها

"حسنا ،لك ما تريد ، سنلعب انا وانت فقط ولن يدخل احد بيني وبينك حتي النهاية "

اتسعت ابتسامته كاتساع الهاوية التي بدأت تبتلعها لا تعلم لما يحدث معها هذا وكيف وصلت الي هذه النقطة في المتاهة التي ادخلها بها كين قبل ساعات فقط من الان كانت واثقة من نفسها من هدفها من ماضيها ومن قوتها،كانت تعلم ما تريده وماستفعله مؤمنة بانها تملك القوة اللازمة لهزمه لكن الان اتضح انها ليست سوي لعبة يحركها كما يريد كم موقف تحتاج بعد حتي تدرك هذه الحقيقة وحتي تعلم انه دائما كان المسيطر وهو لا يسعي للتنحي من هذا المنصب بسهولة

"اتفقنا كيارا، الان فقط استطيع ان اقول ان اللعبة قد بدأت "

...........
نهاية البارات
ما مصدقة اني قدرت اتمو في يومين بس 🙈
ودي كلو عشان افاجئكم بما اني طولت عليكم
عزوني بالتعليقات واشوفكم في الاسبوع الجاي
حانزل ملكة الجليد قريبا
Love you


Continue Reading

You'll Also Like

3.2K 131 18
ماذا ستفعل بطلتنا عندما تضطر للزواج من ملك روسيا كيم تايهونج هل ستكون حياتهما الزوجيه مستقره ام ماذا سيحدث هل سينكشف سر بطلتنا ام لا انتظرونى بقصه ج...
84.6K 1.6K 28
"تنفسي بعمق ،اغمضي عينكِ، احتضنيني اقرب لكِ ، قبليني ، اشعري بي ,فـ انا ادمنتك "
111K 1.3K 23
انتِ هي المشكلة! ..سكوتكِ..ايمائتكِ الضعيفة وردودكِ الواهنة...تستحقين كل ما يحدث لكِ ليلي...انتِ من تدفعين الجميع للتمادي وكأنكِ تحملين دعوة !.. استس...
545K 13.2K 46
مهما حدث لا تعد أدراجاً للخلف، يوماً ما سيأتي شخصاً وينظر لك كما تنظر للقمر. الْقَاسِي والجَرِيئة تم نشرها سابقاً 14 ابريل 2018 وانتهت 20 مايو 2018 ...