𝑷𝒂𝒓𝒕 𝒕𝒉𝒓𝒆𝒆

1.8K 132 131
                                    

وصل الثلاثة إلى الروضة و قد بدى الاستياء على هارلين بطريقة أثارت تعجب والده ليدرك أنه أفرط في ضربه هذه المرة ...

مرّ اليوم بهدوء شديد و عاد هارلين بصمت ممسكا يد شقيقته المتحمسة حيث جرّته معها تعرفه على كل أصدقائها الذين أحبوه كذلك ...

كانت المربيات و بعض الأمهات تتهامسن بينما تنظرن نحو فأخذ ينصت لهن و هو يفهم كل كلامهم عكس باقي الأطفال ...

"هل حقا ذلك الفتى ابن لعائلة روكر ... إنه لا يشبههم حتى"

"سمعت أحدهم يقول أنه ابن غير شرعي ... اسمه هارلين و هو لقيط "

"أنا كذلك سمعت ذلك ... لدي قريبة ذهبت لحفل ميلاد ابنتهم و لم ترَ له أثرا"

"يا له من مسكين ... لا بد أنهم يجعلونه يعيش بشقاء معهم ... جسده هزيل و مليء بالكدمات و الجراح"

"كيف لجيسيكا الرقيقة أن تفعل أمرا كهذا به ... ربما هو ابن زوجها لكن ذلك لا يبرر فعلتها ... هارلين لقيط و لكن لا يعني أن يُحرم من أدنى حقوقه هكذا"

كان الصغير يركز معهم و كلمة واحدة استقرت في عقله حتى أنه لم ينتبه متى دخل السيارة و لا لنظرات والده التي تخترقه بفضول ...

همست ويندي لوالدها بحزن "هالين .. حزين ... هالين ... سمع ... سيء ... كلام ... هالين ... بكاء ... فعل ... هالين ... مسكين"

التفت لابنه الذي لم يهرب منه بل بقي بجانبه قائلا "ما الذي سمعته أيها الفتى ... على كل كل ما سمعته صحيح فلا تحزن"

رفع بصره لوالده حزينا و هو يقول "عمه ... هالي ... لقيط ... تقول ... جيكا ... جيدة ... هالي ... سيء ... غير شرعي ... ابن ... سيء ... ضرب ... سيحزن ... هالي .. نوم ... يريد .... هالي ... بكاء ... يريد ... هالي ... ماما ... بابا ... يملك ... لا ... ويني ... حظ ... تملك ... هالي ... لا" {{العمة تقول أن هارلين لقيط و أن جيسيكا جيدة و هارلين فتى سيء و هو ابن غير شرعي .. هو يحزن من الضرب ... هارلين يريد النوم و البكاء ... هارلين لا يملك أبا و أما .. ويندي تملك حظا و هارلين لا}} ما إن أنهى كلامه حتى نظر إلى النافذة بحزن بينما يعتصر كفيه الصغيرين كي لا يبكي ... بعد فترة وجيزة أكمل "هالي ... عالة ... قبيح"

تنهد داران بحزن غير قادر على إيجاد حل لمشكلة ابنه ... لو تركه بين الخدم سيجعلونه يكرههما و بشدة ... و لو تركه في الميتم ستتبناه عائلة أندرسون ليذيقوه العذاب بشكل لن يتخيله أحد و سيكرههما أكثر ... والده يمنعه من جعله يعيش بينهما و إلا سيرسل من يقتله و هو فعلا متعلق به ...

وصلوا إلى القصر ليتوجه الصغير نحو غرفة المعدات و يحاول بجهد فتح بابها لكنه أقصر من أن ينجح ... رأى خادمة بالجوار فركض إليها قائلا ببرود "هالي .. باب ... افتحي"

أقدار من رماد || Fates of ashesWhere stories live. Discover now