استناداً على هيلدا ورامون وأمامهم السيدة فيوليت خطى الجميع درج المحكمة، لم تشعر تونيا به مقلقاً، مع أنها في كل مرة صعدته كانت أكثر قوة وهيأت نفسها لأي شيء، ورغم أن السيد فيدريك لم يجعلها تقلق أبداً في تلك المرّات لكنها لطالما شعرت بالوحدة والوحشة، والآن ماذا لديها أكثر من المحبة والرعاية لتشعر بهما من حولها.
ما إن دلفت هيلدا المدخل حتى كبح لاري خطواته المتقدمة عائداً أدراجه خطوتين "هيلدا أنتِ هنا في كينت! لم أعلم أنكِ قادمة للاجتماع".
"سيد لارى، مضى وقت طويل حقاً" مدّت هيلدا يدها مصافحةً وأردفت "أنا هنا أجل لكن لستُ بعمل"
"سيدة فوربس" أعطى لاري اهتمامه لتونيا أيضاً "يبدو أنكِ تتحسنين" وقبل أن يُعيد نفسه للحديث مع هيلدا خرج المحامي آندرو قائلاً "سيدتي..أرجو أن تسرعوا فالجميع في الداخل!".
بعد أن دخلت تونيا وجلست وحدها على المقعد خلف مكتب مُسطّح، تركت يدها كلاً من هيلدا وفيوليت حين دخل القاضي وتوسّط جلوسه بين اثنين من القضاة المساعدين في المنصة العليا للقاعة، وقف الجميع ما عدا تونيا، لم تُكمل هيلدا جلوسها وعادت لمساعدتها قبل أن يقول القاضي "لا بأس سيدة فوربس ابقيّ جالسة نُقدر حالتك" أشار القاضي للبقية بالجلوس ما إن جلس ثم أكمل "دعونا نبدأ".
"حدث الكثير سيدي القاضي في الفترة الأخيرة فكما ترى حال موكلتي إلّا أنها أصرّت على الحضور" قال آندرو بدايةً ليقاطعه القاضي "لا نتمنى بأساً لأحد، لكن ما علاقة هذا بالقضية؟" تقدّم آندرو إلى منصّة القضاة مقدماً الأوراق "أرجو أن تكونوا قد اطّلعتم على هذه الوثائق، أظن أنها ستغير مجرى القضية".
مرر القاضي الوثائق إلى مساعديه، في نفس الوقت طلب من محامي آدم التحدث، "لا أعلم سيدي لماذا تتأخرون في الحكم، دون وجود وثائق تُثتب نَسَبْ السيدة فهذا كله دون فائدة، أحترم حضرتكم لكنكم تأخذون وقتاً طويلاً في الاستئنافات."
إرتبط الوقت بمحاججة كل طرف الآخر، حتى خرج القضاة في تفحُص الوثائق، وفي هذه اللحظة اتجهت هيلدا نحو تونيا بينما فيوليت إلى آندرو، على الجانب الآخر كان آدم هادئاً ونظراته اللاذعة غابئة تماماً.
بينما نظرات هيلدا متوهجة "لا تقلقي كل شيء سيكون جيداً، أعدكِ أن تكون هذه آخر مرة ترين فيها وجهه"
"أنا بخير طالما أنتِ جانبي" تترك يدها فوق أصابع هيلدا المتشابكة على خشب الطاولة البارد
في هذه اللحظة قاطعهما كلاً من المحامي وفيوليت
_ما أخبرَتني به السيدة فيوليت سيكون حاسماً
أنت تقرأ
غابَ نهارٌ آخر
العاطفيةفي ظل السماح بدخول الكاميرات لقاعة المحكمة في أواسط الثمانينيات من القرن الماضي لنقل وقائع المحاكمات، لا تزال هناك قضايا لها حساسيتها وخصوصيتها حيث لا يُسمح بدخول وسائل الإعلام ويعوض ذلك وجود فناني الاسكتشات، هيلدا فنانة رسم قاعة المحكمة يتم اختيا...
