عنقاء

2K 104 15
                                    

"لا اعتقد أن العودة إلى برستل بهذا الوقت هي فكرة جيدة" ارتجل فيدريك بصوت متزن يغماه حشرجة رجلٌ عجوز

_أحتاج للوصول إلى محطة القطار وسيكون كل شيء من هناك أفضل 

وقعت هيلدا في سجال جديد ولم تعلم كيف عليها أن تتخطى كل هذا مجدداً بعد محاولتها الفاشلة سابقاً

_هل استضافتنا لكِ أمر يحتاج هذا الجهد لقبوله

_لم أقصد هذا

"انه سوء تقدير مني بالوقت..أعتذر" تدخلت تونيا وتابعت "ظننتك تقيمين في كينت"

 _أريد أن استخدم الهاتف

 بعد انتهائها رافقتها ليلى لتنضم  إلى تونيا التي كانت تقف مع رامون أمام باب المنزل، قابلتها بابتسامة مريحة "دعينا ننظر إلى الغرف"صاعدين جميعاً الدرج، اقشعر جسدها بعد صعود العديد من الدرجات إذ ومضت في ذاكرتها صورٍ عن تلك اللحظات بينما كانت بين يدي بيرنارد ونظرت إلى خيالٍ رهيف في أقصى الممر. "كانت هي" تحدثت لنفسها وعادت لها تلك اللمسة فوق جبينها اثر ارتفاع حرارتها.

انعطفت تونيا إلى الجهة الأخرى لكنها توقفت ونظرت لها وهي واقفة تتأمل الجانب المعاكس حيث بقيت هناك اثر اغمائها

"لا تستحضري الأمر، فقط دعيه يمر" قالت برصانة ثم أضافت "طلبت من  ليلى أن تحضر تلك الغرفة، انها قريبة من غرفتي".

_لا داعي لذلك أنا فقط لم أعتقد انني سأكون هنا مجدداً بحالٍ أخرى 

_لا بأس

بعد دقائق رافقتها للغرفة التي فاحت بها رائحة شائعة تشبه رائحة كوخٍ صغيرٍ خشبي

_كبيرة جداً 

_سأدعكِ تأخذين راحتك وهنا ليلى تدلك على كل شيء  تحتاجينه لا تتردي في اخبارها

_شكراً لكما 

لبست رداء النوم الذي أحضرته لها ليلى، اتسع عليها فأخذ جسدها شكلاً أخر، جلست فوق السرير بقلق حول ما بعثه كل هذا، نظرتها لها بعد انتهاءها من وخزها.. "يد طبيب؟! لكن اصعب الحقن كانت بيد الطبيب ادواردو" تحسست بطنها وغشتها حرقة في جلدها.

 حين نهضت بفزع أدركت أنها سقطت في النوم وهي نصف مستلقية على السرير، كانت قدماها باردتان وجسدها يقطرعرقاً، شعرت بالظمأ لكن في قلبها، ظمأ شديد أظهر وجه أمها، ما تزال الاضاءة  مشتعلة داخل الغرفة والباب مغلق إلا من متنفس قليل، انها في القصر، ولكن رغم ذلك يزاحم ظمأها وجه أمها، دون وجود ذكرى تفتعل ذلك، دون وجود مارني أو بيرنارد أو الهاتف.

غابَ نهارٌ آخرWhere stories live. Discover now