إمتداد اللقاء (3)

2.8K 132 60
                                    

فزعت هيلدا من نومها بين يدي تونيا بشكل أيقظ الأخرى أيضاً، الراحة تتملك جسدها، ما زال فكُّ تونيا أول ما تراه، وجهها في تقويسته النائمة وجلدها الصباحيّ الناعم، الدفء غمر داخلها متسللاً إلى أطرافها وحديقة شعرها نبتت بها أشعة الصباح من خلال النافذة الضيقة.

"هل تستيقظي دائماً بهذا الشكل" أيقظها صوت تونيا من غرقها في مراقبتها لعظام عنقها التي تتموج أثناء تحركها مع حواف صدرها المرسومة بإتقان، ابتعدت بشكل بطيء بقدر ما أرادت الإقتراب والذهاب إلى صدرها مرةً اخرى، وبالرغم من إرتياحها ليلاً فيها، إلا أنها أرادت فعل ذلك بشكلٍ واعٍ، وفكرت لو أنها لم تفزع من نومها لكانت تتنفس بقية أنفاسها الآن هناك.

لكن لا شيء من ذلك يحدث، وعلى عكس كل تلك الراحة التي إكتنفتها، بدا في الشقّ الآخر الصداع حليف تونيا التي أخذت أصابعها، وضعتهم بين عينيها في إشارة لذلك. 

قبل أن تنطق هيلدا بسؤالها عن الصداع المتوقع بسبب النبيذ، تراقصت طَرَقَات متفرقة على باب الغرفة الساكن ومن خلفه مرّ صوت بايلي سريعاً ومراعياً "يا فتيات أطلتُن النوم، هيلدا صغيرتي يحتاجونك في الخارج".

جلست تونيا منتشلة وجهها وأطلقت قهقهة رقيقة، بالرغم من أنها لا تزال في طور النعاس إلا أن حقيقية صوت بايلي حين خرج منها لفظ "صغيرتي" كان يستحق الإستيقاظ، تمتمت هيلدا بإمتعاض بينها وبين نفسها"ما زالت تناديني بهذا الهراء".

"لما كل هذا الإنزعاج، قد نمتِ البارحة مثل طفلة صغيرة تماماً" رمت تونيا بهذه الكلمات لتتحرك هيلدا بتوتر، احترقت خدوها لتصرفها الطفولي بالأمس، شعرت بألم في كتفها ونهضت بسرعة والدماء تسير في عروقها بدفءٍ غامر، كتمت تونيا إنتباهها وسألت بواقعية "يحتاجونك؟! لماذا؟"

_عليّ أن أنظم لهم بعض الأمور

_لم أفهم!

_إن تحركنا الآن ستفهمين

"هناك مشروب جيد صنعته بايلي لهذا النوع من الصداع" أكملت هيلدا حديثها حين لاحظت إستمرار تنغيص الصداع مزاج تونيا حيث إستمرت بفرك جبينها ومحاصرة أطرافه.

 بايلي تضع أطباق الفطور، إتجهت هيلدا نحوها قبّلتها على وجنتها "صباح الخير"، استغربت والدتها إذ أنها لا تُظهر مشاعرها لأحد عادةً دون سبب لكنها استقبلت الأمر بمودة، وبحركة سلسلة أخذت هيلدا تبحث عن شيء في أرفف المطبخ قبل أن تستسلم وتسأل

_لا يوجد من تلك الأعشاب التي تعدينها للصداع؟ 

غسلت تونيا وجهها وتبعتهم لتلقي التحية على بايلي التي كانت في صدد الرد على هيلدا "بلى هناك" مشيرةً لها إلى مكان الأعشاب، وحين همّت تونيا بمساعدتها رفضت بايلي ذلك وطلبت منها أن ترتاح إذ بدا عليها الإرهاق، جلست في الصالة ليصل صفير الشاي لمسامعها ويؤجج الصداع في رأسها، لم تعتد على الشرب بهذا الشكل أبداً لكن ليلة أمس كانت تستحق، دقائق وذهبت هيلدا لها 

غابَ نهارٌ آخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن