لا وقت

2.1K 128 28
                                    

أزال سقوط هيلدا امتداد غضب عقل تونيا واسترسال حزن قلبها، إندفعت أرضاً نحوها، رفعت رأسها ولامست جبينها ثم كامل وجهها الذي بدا لوهلة دون روح، نبض ضعيف في يدها وصدرها، جِلد متعرق ومهتز دون أن تعلم أهو اهتزاز جسد هيلدا أم اهتزاز يدها المضطربة!

علمت أنه فقدان وعي بسبب مرضها الذي نَسَتْهُ على حِين غِرّة، نادت باِلتياع على رامون مرةً تلو الأخرى وكان صوتها يَصّاعد في المدى إلى أن حضر فقالت له بنفس النبرة كما لو أنها تستنجده 

"قطعة سكر وماء" أشارت لهُ بإتجاه المطبخ "أَسرع رامون" عادت لتصرخ بعد أن وجدته لا يزال واقفاً مكانه، بلع الأخر ريقه وخطى نحو المدخل المقوس، حاولت تونيا إسناد هيلدا بيدٍ واحدة وأخذت تضرب وجنتيها برفقٍ مؤلم إلى أن عادا بؤبؤيها في الظهور داخل صُلبة عينيها البيضاء لكنهما بَدَوا دون بريق. 

"هيلدا هل تسمعيني" قالت وحاولت إقامة ظهرها  "إبقي معي قليلاً" 

حضر رامون مع كأس الماء مذيباً قطعة السكر فيه، جثى بإرتباك أرضاً جانب تونيا التي إلتقطت الكأس منه وحاولت ترطيب شفتي هيلدا وهي تتحدث لها "إبقيّ معي.. أحسنتِ إشربي ببطء" كان الماء يدخل جوف هيلدا دون استجابتها الكاملة، عاد يحذو عيناها غُباشاً مستمر لم ينقذها مِنهُ حتى تمسك تونيا فيها.

"لا هيلدا لا أفيقي" قالت وهي تعيد رفعها لأعلى مُسندةً رأسها على ساعدها واليد الأخرى ما زالت تتابع تلك الرطمات المُطالِبة بالإستيقاظ على خديها، "لا فائدة لا فائدة" نظرت لرامون ثم بدأت بالوقوف حاثة جسدها على اقامة جسد هيلدا، ما جعل رامون ينتشلها من يديها المرتجتين بسرعة ونزل بها السلالم متجهين نحو المستشفى.

دخل رامون حاملاً هيلدا إلى غرفة الطوارئ، "اِستدعي الدكتور ويليام بسرعة" هرولت تونيا واستندت إلى مكتب السكرتير قائلة هذا، نظر إليها جميع من تواجد في محيط الطوارئ، مديرة المستشفى التي غابت أيام إثر انتشار صورة الصحيفة لكنها لم تأبه لشيء بدت كما هي طبيبة متمكنة بعيونٍ متعبة وحازمة، نظرت لجسد هيلدا بين يديّ رامون ووجهته إلى الداخل، لم تمضي دقيقة حتى حضر الدكتور ويليام وأخذ يفحص هيلدا، بينما تقوم تونيا  بنفسها  بوضع جهاز التنفس وربط أشرطة الفحص إلى  صدرها ويدها، بعد دقائق بدا تنفسها جيداً بين الأجهزة لكن ما إن إنتهى الفحص قال ويليام بصوت ثابت

_إنخفاض حاد في السكر 

"هل؟!" قالت تونيا بصوتٍ ضعيف

"أجل" ما زالت نظراته ثابتة وأكمل "إن لم تستيقظ في غضون ساعات، تعلمين ربما نذهب لحالة حرجة من غيبوبة السكري" 

غابَ نهارٌ آخرWhere stories live. Discover now