غياب..

2.4K 116 5
                                    

_شكراً لاستضافتنا جيري

"ربما تكون أنت من يستضيفني المرة القادمة، نحن نعمل معاً " رد جيري ضارباً بيرنارد على كتفه برفق

كانت هيلدا تلف حولها وشاحاً رقيقاً يغطي كتفاها  مع وصوله لبداية  خصرها، أخذت حقيبتها وحقيبة مارني التي اتجهت لتنظر بدهشة إلى البيت الخشبي الصغير فوق شجرة قريبة من منزل جيري، ما إن اقتربت منها حتى لاحظت جُحْراً صغيراً في جوفها، كان شيءٌ ما يتحرك داخله ظنته قط للوهلة الأولى، وما إن مدت يدها خرج ذيله قبله، وغطى وجهه للخلف مختبئاً، صرخت مارني مبتسمةً من شدة اللطف وظنَّ بيرنارد أن أمراً طرأ، أيقن جيري ما حدث وصاح مقترباً منها: أنه صغير ولطيف، لا تخافي منه، وجدته هنا قبل عدة أصباح أظنه تاه من طريق الجبل. اقترب منه وما إن مدَّ إصبعه محتكاً فيه حتى أخرج رأسه وصعد إلى يده: أرأيتِ إنه يعرفني من الرائحة، ويحتاج لأن يعرفك فقط.

"لا أظن أنه سيعرفها في يومين" تدخل بيرنارد فرمت مارني نظرات الاغتياظ نحوه

"ألم تعلم كيف تجاري الفتيات إلى الأن يا بيرنارد" قال جيري ضاحكاً

_أتلومني! لدي أصعب فتاتان ترافقاني حياتي الأن

وجهت هيلدا له نفس نظرة مارني منذ قليل وعاد جيري ليضحك على قلة حيلة صديقه

لَبِسَ المساء السماء والرياح بدأت بالاشتداد، سار الجميع نحو الداخل، استعرض جيري المنزل بسرعةٍ حيث أنه أرضي ومفتوح دون زوايا أو جدران فاصلة فلم يحتج وقتاً كبيراً لوصفه، لم تستمع هيلدا الكثير فقد بدت عليها علامات التعب من الرحلة الطويلة، طلبت منه أنا يريها غرفتها باحترام، فأجابها أن هناك ثلاث غرف كلها معدة للضيوف ويمكنها الاقامة أينما شاءت.

شكرته واتجهت نحو أقرب غرفة منهم إليها، لحقت بها مارني.

_ستبقين معي في نفس الغرفة أيضاَ؟

_لا أستطيع؟

_من قال ذلك لكني سأعمل وستشعرين بالملل

_أُريد ان اتعلم منك

_لستُ في مزاجٍ جيدٍ ألا ترين أنا متعبة

_أُراقبكِ وأنتِ ترسمين إذاً

_لن أرسم، سأقرأ فقط

_أريني بعضها وسأنسحب

شعرت هيلدا بعدم جدوى إقناع مارني بغير أمر المكوث معها في الغرفة نفسها، فهي بحاجة لقراءة الملف والبقاء وحدها دون إزعاج، دقائق وجاءهم صوت جيري طالباً منهم الانضمام لتناول العشاء، جلس الجميع حول الطاولة، وبدا لوهلة أن هيلدا منفصلةَ عما يحدث، إذ أن بيرنارد وجيري كانوا يتحدثون حول الحفلة والمقطوعات التي طلب المضيف عزفها، وكانت هي تفكر بحديث بينيت صباح اليوم، تتعجب من قدرتها على فعل ذلك دون فهم أو قصد، "الروح والملامح واندماجهم سويةً حقاً" وتنهدت!

غابَ نهارٌ آخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن