#الخاتمة(ج٣)

32.2K 1.3K 309
                                    

#الخاتمة_ج٣
#عهد_الذئاب
#بقلم_ولاء_رفعت

- عم الصمت في الخارج  وبدأت موسيقي الزفاف الشهيرة والجميع ينظر إلي العرائس الثلاث، علياء تمسك بساعد عمها، و هاجر تمسك بساعد والدها، وأخيراً ملك بعد جدال بين قصي وآدم حتي وقع الأختيار علي الأول بأنه هو من يُسلمها إلي زوجها.
_ طلي بالأبيض طلي يا زهرة نيسان، هكذا بدأت الشارة بصوت الفنانة ماجدة الرومي، و هناك لدي الأرائك البيضاء المخملية الثلاث ينتظر كلا من مصعب ويقف في حالة ذهول و سعادة عارمة عندما رأي ملك في طلتها الجديدة بالحجاب،  بدت أكثر جمالاً و روعة وكأنها بدر منير يسير علي الأرض، بينما يوسف و بجواره  تقف أميرته الصغيرة لوچي ترتدي ثوب زفاف ف تبدو كعروس صغيرة تمسك في يده بقبضتها الصغيرة وتقول له:
_ بابي، لولو جميلة و حلوة، أنا بحبها أوي.
مسد يوسف علي رأسها بحنان وسعادة قائلاً:
_ وهي كمان بتحبك أوي.
_ولدي  آسر كان ينتظر والإبتسامة تصل لأذنيه لم يصدق إن هذه ليلة زفافه التي لاتفارق أحلامه  ،  هيهات و معشوقة فؤاده ستصبح ملكه وبين يديه.
وصلت ملك أمام مصعب ليمد يده لها، و قال قصي له:
_ حطاها في عينيك.
أجاب الآخر و هو يضع يدها علي ساعده ويده الأخري تحتضن يدها:
_ ملك في قلبي و عينيا من زمان.
_ سبقت لوچي والدها وأمسكت بيد علياء ثم بيد والدها وقالت:
_ ألف مبروك يا لولو.
ونظرت إلي والدها وأردفت:
_ ألف مبروك يا بابي.
أنحني نحوها كليهما وقاما بتقبيلها من وجنتيها.
وقالت علياء:
_ عقبالك يا لوچي لما أشوفك أجمل عروسة.
_ أنا مش هاتجوز.
قهقه يوسف و علياء، فقال:
_ ليه يا حبيبتي مش عايزة تتجوزي؟.
تشبثت بيد علياء وأجابت:
_ مش عايزة أسيب لولو حبيبتي.
عانقتها علياء بحنان وقامت بتقبيل رأسها قائلة:
_ وأنا يا قلبي بحبك أوي ومش هابعد عنك أبداً.
و في تلك اللحظة أنبلجت السعادة علي محيا يوسف و الأكثر قلبه الذي أطمأن علي إبنته، ف هي الآن أصبح لديها أم حانية أكثر من والدتها التي ما زالت تمكث بمشفي الأمراض العقلية.
_ يفتح آسر زراعيه ليستقبل هاجر و هو يقول:
_ تعاليلي يا جوجو يا معذباني ومطلعه عيني.
خجلت كثيراً لاسيما قال هذا أمام والدها الذي قهقه وقال:
_ أديني سلمتهالك أهو وبفكرك تاني، البضاعة لاترد ولا تستبدل، و مش هقولك خلي بالك منها ولاشيلها جوه عينيك، هقولك ربنا يكون في عونك ويقويك يابني.
زمجرت هاجر بحنق:
_ بابا، أي الي حضرتك بتقوله ده؟.
جذبها آسر من يدها و حاوط ظهرها و ضمها إلي صدره قائلاً ب مزاح:
_ متقلقش يا عمي هي متقدرش تعمل حاجة ويوم ماتفكر هقطعهالك حتت بالساطور و هابعيهالك في أكياس.
و أجاب والدها مازحاً أيضاً:
_ و متنسناش حماك حبيبك في أتنين كيلو منها نعمل عليها ملوخية.
_ لاء كده أجبلك الجثة كلها و أخلي ماما تعملنا عليها فتة أو محشي.
قهقه كليهما علي ردة فعلها و هي تنظر لهما بذهول من ما قد قالوه للتو.
ربت آسر عليها بحب وقال:
_ جوجو دي روحي الي عايش بيها، و طول ما أنا فيا الروح دي هافضل أسعدها و أخليها عايشة ملكة.
عانقه والدها قائلاً:
_ ربنا يخليكو لبعض يابني، ويهدي سركو، أهم حاجة المودة والرحمة زي ما ربنا قال في كتابه العزيز، يعني كل واحد فيكو يتقي الله في معاملة التاني ويكون رحيم بيه، سركو بينكو بس و مشاكلكو تبقي برضو بينكو عشان لو خرجت ممكن تكبر وتتعقد و الشيطان مابيصدق ويفرح في خراب البيوت ربنا يبعدو عنكو.
_ آمين ياعمي.
_ بدأت موسيقي الرقص، ف سار العرسان نحو الساحة وكل عريس مع عروسه، تتراقص القلوب معاً قبل تراقص الأجساد.
_ من ساعة ما رقصنا وأنت بتبصلي وساكت.
قالتها ملك بدون التركيز في عينيه، يكفي نظراته التي تجعلها تود أن تختبأ منها بداخل حضنه.
أجاب بعد تنهيدة عميقة نابعة من داخله:
_ فإذا وقفت أمام حسنك صامتاً، فالصمت في حرم الجمال جمال.
أتسعت عينيها، و أزدادت وجنتيها إحمراراً، همست بخفوت:
_أنا بحب أشعار نزار قباني أوي.
إبتسم وقال:
_ وأنا عارف، لما كنتي بتقفي في البلكونة وتقعدي تقريها ومتأثرة بيها.
أطبقت شفتيها خجلاً، ثم فتحت فاها لتتحدث:
_ بصراحة كنت بقرأها بصوت عالي قصد.
رفع حاجبيه و بسعادة تساءل:
_ومين المقصود؟.
وقفت علي قدميه حتي تستطع أن تصل لمستوي كتفيه وأقتربت من أذنه، لتجيب:
_ بحبك.
ف كانت إجابته عناقاً قوياً و بادلها بجوار سمعها: _ وأنا بعشقك.
_ و لنذهب إلي يوسف الذي يهمس في أذن علياء لتتورد وجنتيها وتضحك.
_ بس بقي يا يوسف حد لو سمعك يقول علينا أي؟.
شد قبضته علي خصرها وقال:
_ أنتي مراتي.
أجابت بسخرية و مزاح:
_ لسه مش رسمي.
_ كلها دقايق والرقصة تخلص ونكتب الكتاب وتبقي مراتي رسمي فهمي نظمي.
قهقهت و أجابت:
_ يبقي خلاص أرقص بأدب لحد ما نكتب.
رفع حاجبه و بدهاء قال:
_ و بعد كتب الكتاب؟.
أجابت بعدم فهم مُصتنع:
_ هنكمل رقص طبعاً.
_ تصدقي مكنتش أعرف، بس شكلك غلبانة و متعرفيش حاجة.
قالها بسخرية، لتجيب هي بتهكم مماثل وهي تقلده:
_ و هي أي الحاجة الي أنا معرفهاش يا دكتور؟.
دنا ب شفتيه بجوار أذنها وقال لها شيئاً بصوت لاأحداً يسمعه سواها، شهقت ولكزته في صدره:
_ أنت قليل الأدب، إزاي أنت دكتور و جراح كمان و بتقول الكلام ده!.
قهقه و أجاب قائلاً:
_ و إزاي أنتي دكتورة نسا ومتعرفيش الكلام ده!.
_ لاء أنت أخلاقك باظت، شوفت آسر بيرقص مع هاجر و محترم معاها إزاي، روح أتعلم منه.
_ و لدي هاجر و آسر.
_ أبقي وريني تقدر تعملها إزاي والناس كلها عماله تبص علينا.
قالتها هاجر
_ يعني فكراني مش هاقدر أعمل كده!.
أومأت له بتحدي وقالت:
_أه.
أنزل يديه من علي خصرها، وأمسك بطرف وشاح الزفاف المنسدل علي ظهرها رفعه لأعلي وأسدله عليهما وأختطف قبلة عنوة عنها، ثم رفع الوشاح مرة أخري و هو يبتسم لها بإنتصار:
_ أبقي إتحديني بعد كدة يا دكتورة جوجو.
أخذت تضرب بقبضتيها في صدره و هي تقول:
_ أبعد عني ياض.
جز علي أسنانه بحنق وقال من بينها:
_ لم نفسك الناس بتتفرج علينا وإلا أنتي عارفة.
_ لاء معرفش، و أوعي كده.
أمسك بطرف سترته ليفصح لها مجال رؤية الجيب الداخلي قائلاً بتهديد:
_ ها عرفتي؟.
أنتابتها الرجفة خوفاً و ملامحها الطفولية أنبلجت مما جعلته يضحك علي مظهرها.
قالت و نبرتها علي وشك البكاء:
_ أنت كل شوية بتهددني بالمشرط بتاعك، و كمان حاطه في جيبك في فرحنا!.
_ آه مشرطي حبيبي عمره مايفارق جيبي.
_ و كمان بتلحنها!.
_ و أغنيله كمان.
_ ممكن أفهم ليه شايله في جيبك،مش خايف تتعور؟.
أجاب بمكر و دهاء:
_ أبداً عمره ما يعملها ده صديقي الصدوق، و شايله في جيبي عشان لما يخلص الفرح ونروح علي الڤيلا بتاعتنا، وأبدأ أحقق أكتر إنجاز بحلم بيه،  متجيش ساعتها واحدة كده تتهرب مني و تقولي عايزة بابا و ماما، وقتها مش هتلاقي غير المشرط و هو بيقطعلها شفايفها الجميلة دي عشان تسكت خالص.
شهقت ب فزع و صاحت:
_ عايز تقطع لي شفايفي!.
ضحك و مال نحو سمعها و همس بنبرة رجولية:
_ ده أنا هقطعهم و هاكلهم هم وصحبتهم الي مجنناني بقالها أكتر من سنة،هانتقم منها وأخد بتاري، من كسوفها الي خلاني كنت بطلع دخان من وداني، و برغم ده كله بعشقها وبموت فيها و مستحملش عليها الهوا.
لانت ملامحها من التوتر إلي البسمة ويخالطها بعض الخجل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_ توقفت الموسيقي لتبدأ مراسم عقد القرآن حيث يعقد مصعب قرانه علي ملك و كان وكيلها قصي بينما يوسف يعقد قرانه علي علياء و وكيلها عمها، و بعد آخر جملة المباركة قالها المأذون ويليها بالرفاء والبنين، تعالت الزغاريد وبدأت الأغاني ثم توقفت فجاءة.
_ لو سمحت يا سيدنا الشيخ أستني عندك.
قالها عابد في مكبر الصوت، ف ألتفت له الجمع وأردف:
_ أنا جاي النهاردة وبعلنها علي الملأ، أنا بحبك يا چيهان، تتجوزيني؟.
تعالت الهمهمات، وضعت چيهان كفها علي فمها و تنظر لأسفل بخجل، أقترب منها آدم وقال لها:
_ هو طلب إيدك مني أنا وأخواتي وكلنا وافقنا، أونكل عابد بيحبك أوي.
نظرت له چيهان بتعجب، تفهم آدم نظراتها و مقصدها إنه كيف يوافقون علي زواج والدتهم من رجل غير والدهم المتوفي، ف أستطرد موضحاً لها:
_ أونكل عابد حكي لنا قصة حبكو زمان، و أد أي أتظلمتو بسبب جدو الله يسمحه ويرحمه، فمش معقول لما تيجي الفرصة لحد عندكو أنكو تبقو لبعض وتتجوزو علي سنة الله ورسوله فإحنا نوقف في طريقكو بكل أنانية!، ماما أنتي ياما ضحيتي عشانا كتير وأحنا بنردلك ولو جزء بسيط.
نظرت إلي أبنائها جميعاً، ف وجدتهم يحركون رؤوسهم بإيماءة الموافقة، ذرفت زرقاوتيها عبرات الفرح، و عابد يلقي عليها السؤال مرة أخري:
_ تتجوزيني يا چيهان؟.
و من بين دموعها المنسدلة أومأت له، و تم عقد القران والكل بارك لهما.
_ مبروك يا چيچي.
قالها جميع أبناءها و زوجاتهم وأيضاً مصعب وقصي الذي قال:
_ ألف مبروك يا مدام چيهان.
أجابت بحبور و فرحة:
_ الله يبارك فيكو يا ولادي.
_ اااااااااه.
صرخة قاطعت الأجواء أطلقتها خديجة بعد كبت آلامها التي هاجمتها بقوة وشراسة لتخبرها بإنه الموعد قد حان.
ألتفت الجميع حولها، ركض آدم نحوها وحملها، تابعته علياء و هي تتفحص ملامح خديجة فقالت:
_ دي حالة ولادة، طلعها فوراً فوق.
صاح آدم بخوف:
_ إحنا ناخدها علي المستشفي.
_ مينفعش، مش هاتلحق ممكن تولد في الطريق.
صرخت خديجة مرة أخري وهي تتشبث في تلابيب آدم بألم لم يحتمل:
_ مش قادرة يا آدم، ااااه.
أذعن آدم إلي كلام علياء و ولج بخطي سريعة نحو الداخل، و قبل أن تتبعه أوقفها يوسف قائلاً:
_ أدوات الجراحة هتلاقيها في الدولاب في أوضتنا.
ذهبت و صعد معاها صبا وچيهان و كارين، بينما ياسمين كانت تقف خائفة لتجد نفسها تقول:
_ ياسين أنا حامل.
_ معلش يا حبيبتي ماتخافيش أدعيلها إ......
أنتبه لما تفوهت به فأردف:
_ أنتي قولتي أي؟.
أجابت:
_ أنا حامل.
جذبها و عانقها بقوة بغرار ما كانت تتوقعه، أبتعدت عنه وقالت:
_ يعني أنت مش متضايق؟.
أومأ لها نفياً:
_ أبداً يا حبيبتي بالعكس أنا مبسوط جداً، يعني بعد تسع شهور هاتبقي زي خديجة كده وأنا هاحس بنفس إحساس آدم.
أمسكت يده وقالت:
_ ربنا مايحرمني منك يا ياسين.
_ تقف هاجر خلف آسر تبكي، ف ألتفت إليها قائلاً:
_ مالك يا قلبي بتعيطي ليه؟.
أجابت و هي تدفن و جهها في صدره:
_ أنا خايفة.
ربت عليها بحنان وقال:
_ خايفة من أي يا حبيبتي ده شئ طبيعي بيحصل، و سبحان الله ربنا بيديكي القوة والتحمل وقتها، ولو خايفه من الولادة الطبيعية خلاص أولدك قيصري بمشرطي حبيبي.
لكزته في صدره وقالت بنبرة طفولية:
_ أنا مش عايزة أتجوز ولا عايزة أولد.
أبعد رأسها عن صدره و رمقها عاقداً حاجبيه بضيق مُصتنع:
_ جوجو نبض قلبي، جوازنا خلاص مسألة مفروغ منها والمفروض شوية ونمشي علي بيتنا، بالنسبة للولادة أنا مش هاغصب عليكي، بس دي سنة الحياة، ولا أنتي مبتحبيش الأطفال؟.
_ لاء، أنا بحبهم أوي ونفسي ربنا يرزقني بأطفال كتير عشان كده أتخصصت في علاجهم، بس مش عايزة أنا الي أولد.
غر فاهه وقال بسخرية:
_ أومال مين الي هيولد يا بروفيسورة عصرك وأوانك؟.
أشارت بسبابتها نحوه وأجابت:
_ أنت الي تولد.
أكمل بمزاح:
_ للأسف يا حبيبتي أنا مش بولد، أنا ببيض.
صرخت في وجهه:
_ أنت بتهزر؟.
صاح في وجهها أيضاً:
_ يعني أنتي الي بتتكلمي جد!، أنا شكلي هرتكب جريمة الليلة دي.
وفتح لها سترته لتري المشرط ف خبأت وجهها بيديها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_ بالأعلي في الغرفة، ما زالت خديجة تتأوه وتتلوي فوق المضجع وتجلس بجوارها شيماء تربت عليها وتجفف لها عرق جبينها، بينما تقف علياء أمامها بعدما أبدلت ثوب زفافها بثوب آخر و ترتدي قفازات طبية.
_ خلاص هانت يا خديجة، النونو بينزل أهو.
جزت خديجة علي أسنانها وتقبض بقوة علي الفراش وتردد:
_ يارب، يارب، أستغفر الله، أستغفرالله.
و بالخارج أمام الغرفة يدب آدم الأرض بقدميه ذهاباً وأياباً يدعو الله في جوفه، أوقفه قصي قائلاً:
_ أهدي يابني، هي بإذن الله هاتكون بخير، أنت عارف أنا الي ولدت صبا وفي العربية.
قالها و أبتسم إلي صبا المنتظرة أمام الباب، صدح بكاء الصغير، فأصابتهم جميعاً حالة عارمة من الفرح والسعادة وأخذ كل من طه وياسين ويوسف ويونس و مصعب يباركون لآدم ويعانقونه مهنئين إياه.
خرجت علياء و هي تجفف يديها بالمنشفة قائلة:
_ ألف مبروك يا باش مهندس، اللهم بارك ولد زي القمر، ناوي تسميه أي؟.
إبتسم لها وبشكر وإمتنان قال لها:
_ الله يبارك فيكي يا دكتورة وبجد مش عارف أشكرك إزاي علي وقفتك جمب مراتي في ظرف زي ده وكمان وأنتي عروسة في فرحك.
جذبها يوسف من خصرها وقال بفخر:
_ لولو حبيبتي دي بطلة المهام الصعبة، يعتبر المستشفي شغاله علي حساها.
لكزته في كتفه عندما شعرت بسخرية ثم قالت:
_ مفيش داعي للشكر خالص ده واجبي، و خديجة بعتبرها أختي كفاية بس وقفتها جمبي أنا وملك و هاجر لما كانت بتيجي تختار معانا حاجات الجهاز برغم حملها والتعب الي فيه.
ربت يوسف علي كتفها بحب قائلاً:
_ حبيبتي ربنا يبارك لي فيكي.
ف نظر إلي آدم وقال:
_ مقولتلناش يا دومي هتسمي إبنك أي؟.
و غمز بعينه، فضحك آدم وقال:
_ مش أنا الي هاسميه خلي دكتورة علياء هي تختارلنا إسم.
إبتسمت بإحراج وبخجل قالت:
_ تسلم علي ثقتك، أنا لو هاختار له يبقي أحسن الأسماء الي أحب لقلبي.
نظرت إلي زوجها وقالت:
_ يوسف.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
              •بعد  مرور ثلاث سنووللىةة
_ أمام مبني مكون من طابقين تضيئ لافتته بإسم
( Seif Mall) 
تصدح الموسيقي وينير بالتزامن معها مصابيح ذات ألوان مختلفة، فهذا إفتتاح المجمع التجاري التي تعود ملكيته إلي علاء ومريم، و ذلك بعدما رزقهما الله بالمال الوفير وإمتلاك أكثر من خمس محال للملابس الجاهزة، فقام ببيعهم جميعاً و أرسل له شقيقه من الخارج مبلغ من المال مساعدة لكي يشتري هذا البناء في مزاد عقارات و كانت النتيجة قد رسي المزاد عليه.
يقف في بهو المجمع من الداخل وبجواره مريم وتحمل صغيرها و يدعي سيف.
وأمام المتجر توقفت سيارة سوداء فارهة، ف ترجل منها إيهاب مُرتدياً حُلة سوداء اللون فهو الآن أصبح من أكبر المحاميين المعروفين في قضايا الأحوال الشخصية، تتبعه رحمة بعد أن ترجلت أيضاً و تمسك صغيرتها هنا ذات الثلاث أعوام و النصف تقول بنبرتها الملائكية:
_ مامي هو إحنا رايحين فين؟.
دنت رحمة إلي مستوي قامتها الصغيرة وأجابت:
_ رايحين نبارك لأونكل علاء وطنط مريم علي المول الي أفتتحوه النهاردة.
_ واو، و المول ده فيه للعب؟.
أجابت وهي تمسك بوجنتها الوردية الملساء:
_ ده فيه محلات لعب كتير و فساتين، أنا وبابي هنشتريلك كل الي أنتي عيزاه.
هللت الصغيرة بفرح وهي تصفق بكفيها الرقيقين.
أمسكت هنا بيد والدتها ويدها الأخري أمسكت بيد والدها، و ولج ثلاثتهم عبر الباب الزجاجي الذي أنفتح أتوماتيكياً لهم.
_ أهلاً وسهلاً المول نور بست العرايس.
قالها علاء وهو يحمل هنا و قام بتقبيل وجنتها، فقال إيهاب:
_ من لقي أحبابه نسي أصحابه.
قهقه جميعهم، فقالت مريم:
_ أبداً يا أبو هنا ده أنتو الأحباب والأصحاب والأخوات كمان.
_ ربنا يكرمك يا مدام مريم، والله أول ما علاء ما قالي فرحت جداً وقولتله يأكد عليا ميعاد الإفتتاح، ربنا يبارك لكو فيه ويرزقكو بعشر مولات زيه.
قالها إيهاب، فقالت إبنته:
_ يلا يا بابي كفاية رغي وتعالي نشتري للعب.
ضحك علاء ومريم، رمقتها رحمة بتحذير قائلة:
_ بنت،  عيب تكلمي بابي كده.
_ إحنا نطلع فوق الأول نتغدي كلنا و بعدين أخدك لمحلات اللعب تنقي الي أنتي عيزاه وكله هدية مني ليكي يا أجمل هنون.
قالها علاء، فرحت الصغيرة وقالت:
_ ميرسي يا عمو.
قالت رحمة:
_ غدا أي، أسأل إيهاب لسه واكلين قبل ما نيجي.
قالت مريم:
_ ده مطعم سي فود يجنن الأسماك والجمبري بيجيلو فريش كل يوم.
_ خلاص يا رحمة طالما فيها جمبري نتغدي تاني وأنا الي عازمكو.
قالها إيهاب، فأجاب علاء:
_ لاء يا حبيبي، أنا الي عازمكو النهاردة.
قال إيهاب بمزاح:
_ هدايا لهنا وغدا عزومة، إحنا بدل ما نيجي نشتري و ننفعكو أنتو الي تدفعو.
قهقه علاء وقال بمزاح:
_ المرة دي بس عشان إفتتاح وكده، لكن بعد كده وحياتك لأدفعك رسوم دخول.
ضحك جميعم و ذهبوا لتناول الغداء، فبرغم الصعاب التي واجهت كلا منهم لكن مع الصبر والمواجهة وإختيار طريق الصواب وجد كل فرد منهم ضالته وأصبحت حياتهم تعدو نحو الأفضل، فها هو علاء مع زوجته و وقفتها معه أجتاز كل العثرات وأصبح من رجال الأعمال، و كذلك إيهاب ورحمة التي أصبحت مديرة أعماله و وقفت بجواره حتي وصل إلي مكانته المرموقة.

عهد الذئاب (الجزء التاني لصراع الذئاب)  «مكتملة» Where stories live. Discover now