#الحلقة الثلاثة والثلاثون

37.1K 1.1K 99
                                    


#الحلقة_الثلاثة_والثلاثون
#عهد_الذئاب
#بقلمي_ولاء_رفعت

_ قد مر يومان منذ أن عاد إلي قصره، يجلس بشرودٍ خلف المكتب دون أن يسند ظهره للخلف بسبب جراحه التي بدأت في التعافي ... يتذكر حديث أشقائه الذي جعل كم هائل من المشاعر المتضاربة والمتناقضة تخالجه في آن واحد... الأمان و الخوف... الحب والكراهية... الحنين والجفاء... الثقة وإنعدامها... الإنتصار والهزيمة ... والندم أحياناً لما لم يتخذ تلك الخطوة منذ سنوات حيث الإقتراب منهم ومصراحتهم بحقيقته... صراع بداخل صدره يُشعره بالإختناق، لذا فضل أن يمكث بمفرده في غرفة مكتبه مما جعلها تُظن إنه لايريد التحدث معها أو رؤيتها.
طرقات مترددة علي الباب تخبره من يكون الطارق... قال بنبرة جادة:
_ نعم؟.
فتحت صبا الباب و ولجت إلي الداخل:
_ ممكن أدخل؟.
يمسك بقداحته الذهبية يشعلها ويطفأها مِراراً وتكراراً... فأجاب عليها بدون النظر إليها:
_ ما أنتي دخلتي.
عقدت حاجبيها بضيق من تجاهله المتعمد لها... أغلقت الباب و أتجهت لتجلس علي إحدي المقاعد أمام المكتب... وقالت:
_ ممكن أفهم سبب قعادك هنا من ساعة ما رجعنا من المستشفي!... ولا بتاكل ولابتشرب معايا.. ورافض أغيرلك علي جرح كتفك ورجلك و أم سحلول الي بعتهالك يوسف هي الي بتغيرلك... حتي النوم بتنام في المكتب.. للدرجدي زعلان مني ومش طايقني!.

أجاب بنبرة هادئة فلنقُل بالأحري باردة ومازال يلهو بالقداحة :
_ ما أنا قولتلك أول ما جينا أنا عايز أبقي لوحدي ياصبا.. و غيار جرحي تخصص الممرضة لأن ده شغلها وهي عارفه بتعمل أي .
كاد ينفذ صبرها... نهضت وأتجهت نحوه جالسة فوق المكتب أمامه مباشرة مُنحنية بالقرب من وجهه، وأختطفت منه القداحة... فتفوهت بنبرة حاده:
_ برضو مجاوبتش علي سؤالي.
_ آه زعلان... بس مش ده السبب، أنا فعلاً محتاج أقعد مع نفسي شويه.
قالها وأخذ منها القداحة ثم فتح علبة سجائره الخشبية ليتناول واحدة وكاد يشعلها... أختطفتها منه وألقت بها بعيداً قائلة:
_ أنا مكنتش قصدي أقول لكارين بس غصب عني.
نظرت نحو القداحة وأستطردت:
_ وبلاش سجاير عشان صحتك... وبعدين أنا عارفه الي شاغل دماغك فبدل ما أنت شايل جواك لوحدك أحكيلي وفضفض لي.. شاركني همومك... مش أنا صبا قلبك وروحك؟.
دنت منه وعانقته... وبمجرد أن لمست يديها ظهره داهمه ألم مُبرح قام بكتمانه وهو يجز علي أسنانه،صاح بغضب:
_ حاسبي بقي.
دفعها بعنف ليبعدها عنه ونهض بصعوبة، فأشاح وجهه حتي لاتراه يتألم.
وقفت تنظر له وعينيها متسعتان غير مصدقة .. فقالت بصوت مهزوز علي وشك البكاء:
_ أنا آسفة.
ألتفت لكي تذهب، فأمسك بيدها وهو ينهر نفسه بداخله فقال:
_ حقك عليا... أنا مكنتش عايز أشغلك وأتعبك معايا كفاية عليكي قلقك عليا الأيام الي فاتت... وكمان فيه حاجه.
صمت ليحدق في رماديتيها اللامعة كحبات اللؤلؤ... فقالت له بتهكم :
_ في أي تاني مخبيه عليه يا قصي!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عهد الذئاب (الجزء التاني لصراع الذئاب)  «مكتملة» Where stories live. Discover now