# االحلقة التاسعة عشر

38.9K 1.1K 36
                                    

#الحلقة_التاسعة_عشر
#عهد_الذئاب
#بقلمي_ولاء_رفعت
_ نزلني هنا لو سمحت .. قالتها مريم للسائق وأعطته الأجرة وترجلت من السيارة ... دلفت من بوابة المشفي مسرعه ... أتجهت نحو مكتب الإستعلامات لتصتدم بشقيقتها ...
مريم بنبرة ع وشك البكاء:
مي !!
رمقتها شقيقتها بنظرة صادمة وبوجه متجهم
أندفعت مريم نحوها لتعانقها فأوقفتها الأخري قائلة بنبرة باردة :
تعالي ورايا
قالتها وألتفت وسارت إلي رواق طويل متفرع منه غرف جماعية تسمي بالعنابر ... كانت مريم تتبعها وهي تكبت عبراتها من ردة فعل شقيقتها القاسي... أخذت تدعو ربها أن لاتقابلها والدتها هكذا أيضا ...
توقفت مي أمام غرفة وقالت بنبرة جدية :
خدي بالك أنا أتصلت بيكي أبلغك بحالتها عشان هي عايزه تشوفك وإن كان عليا نفسي تختفي من حياتنا خالص وكفاية شايلين ذنبك وفضايحك لحد دلوقت
صاحت مريم بها بغضب :
عيب يامي أنا أختك الكبيرة
مي :
والي كنتي بتعمليه مش عيب !!!... وخطيبي الي رمي الدبله ف وشي بسببك مش عيب !!! ياشيخه منك لله زي مادمرتي حياتنا
أجهشت مريم بالبكاء وقالت :
كفايه بقي حرام عليكي ظلمتوني زمان ولسه بتظلموني والمفروض تدعي عليه هو عمك الجبان الواطي الي هو سبب ف كل الي إحنا عايشين فيه ... فوءي يامي أنا أختك وملناش غير بعض ... بقولهالك لأخر مرة والله العظيم أنا مظلومة والزفت الي إسمه هارون بيكدب عليكو عشان كان بيساومني
رمقتها بتهكم وقالت :
خلاص ملهوش لازمة كلامك ... إمسحي دموع التماسيح دي وأدخلي لماما وياريت تنجزي بسرعه وتغوري من هنا وترجعي مطرح ماجيتي
رمقتها مريم بنظرات سخط قائلة :
بكره هتندمي ع كل كلمة قولتهالي يابنت أبويا وأمي
ألقتها بنظرة إزدراء ثم ولجت إلي الداخل لتجد والدتها راقدة ف الفراش متصل بيدها أنابيب رفيعة تنتهي بأكياس محاليل وع أنفها وفمها جهاز متصل بأنبوب أكسجين ... حالتها يرثي لها ... أقتربت مريم منها وتحاول أن تمنع عبراتها ...
_ ماما ... قالتها مريم وهي تلمس يد والدتها ثم تقبلها
فتحت عينيها الذابلتين وقالت بوهن :
م..ر..يم  بب..نتي
مريم :
حبيبتي يا أمي ألف سلامه عليكي بإذن الله هتعملي العمليه وهتقومي بالسلامه وهاخدك أنتي ومي ونبعد عن الحيوان عمي
والدتها :
خدي بالك من أختك يامريم ... ملكوش غير بعض ياضنايا .. أنا خلاص مش هاعيش أكتر من كده
مريم بصوت باكي :
أرجوكي يا ماما متقوليش كده بإذن الله هتعيشي وهتقومي لنا بالسلامه وكمان هتسلميني لعريسي بنفسك ...
رفعت يدها لتشير إلي خاتم الخطبة بإصبعها البنصر
والدتها :
حسين رجعلك ؟؟
مريم :
حسين راح لحاله ... أنا خطيبي إنسان محترم وجدع جدا ومفيش راجل ف شهامته وحنيته ... الحمدلله ربنا عوضني أخيرا يا أمي ولما تقومي بالسلامة هخليه يجيلك تتعرفي عليه
والدتها وهي تتمسك بيد إبنتها :
ربنا يسعدك يابنتي ويهديلك الحال
مريم :
يارب يا أمي ويقومك لينا بالسلامه
_ أي يا مدام أم مي عامله أي دلوقت ؟؟ .. قالها الطبيب الذي جاء للتو
الأم :
بخير الحمدلله يادكتور
الطبيب وهو ينظر إلي مريم :
بنت حضرتك ؟؟
كادت تجيبه أم مريم لتقاطعها إبنتها وقالت :
أه يادكتور أنا بنتها الكبيرة إسمي مريم
الطبيب :
طيب معلش تعالي معايا عشان أقولك ع شويه حاجات تعمليها لماما
ومن أسلوب حديثه ونظراته أدركت إنه يريد أن يخبرها شيئا هاما لايريد والدتها سماعه ...
خرج كليهما إلي الرواق ...
الطبيب :
معلش يا آنسة مريم أنا عارف إن ظروفكو المادية صعبه بس حبيت أبلغك إن لازم والدتك تعمل العمليه ف أسرع وقت ... الورم عندها بيزيد وبيضغط ع المخ وممكن تدخل ف غيبوبه دايمه أو لاقدر الله ..
قاطعته مريم :
عارفه يادكتور ... متقلقش إن شاء الله هحاول أجمع فلوس العمليه خلال الأسبوع ده
الطبيب :
ياريت لأن فعلا حالتها متستحملش أكتر من كده وربنا يشفيها ويعافيها
مريم :
أمين
الطبيب :
معلش هاسيبك دلوقت هاروح أطمن ع باقي الحالات
أومأت له وقالت :
أتفضل حضرتك
قالتها وذهبت إلي الغرفة .. لتجد شقيقتها تخرج برفقة الممرضة فقالت:
الدكتور كلمك ؟؟
مريم :
اه وإن شاء الله هحضرلها الفلوس قبل نهاية الاسبوع
قالت مي بسخرية :
وياتري هتجيبي الفلوس منين من شغلك  ف الكباريه ؟؟ ولا من الي قاعده عنده ف بيته زي العاه.....
لم تكمل لتلقيها مريم بصفعة قوية :
أخرسي
لم تتحمل مريم نظرات السخط التي ترمقها بها شقيقتها .. ركضت إلي الخارج وغادرت المشفي وهي تبكي .
*****""""""**********"""""""""""*************
_ عادت من السوق تحمل عدة أكياس مليئة بالفاكهة والخضار ... شاردة ف ما هي مقبلة عليه حيث حسمت أمرها ... سوف تتخلص من الجنين خلال أيام كما أخبرتها الممرضة التي أعطتها ميعادا ع نهاية الأسبوع ...مازالت تسير ولم تلاحظ هذا الظل الذي أمامها يعود إلي هنداوي الذي يسير خلفها مباشرة ... وحين أصبحت ف شارع هادئ لم يكن به أي أحد ... فاجئها بإحاطة عنقها بزراعه وجذبها إلي فناء منزل مهجور . . كادت تصرخ ... وضع كفه ع فمها وأخرج سكينه الحادة وضع السن أسفل ذقنها قائلا :
عليا الطلاق لو نطقتي بحرف بس لأكون شقك نصين ... ها ؟؟
أومأت له بالموافقة ونظراتها يملؤها الرعب ... أزاح كفه لتلتقط أنفاسها وقالت :
أ أ أنت ...عع عايز مني أي والله كل الفلوس الي معايا صرفتها ف السوق
قهقه بسخريه حتي أستنشقت رائحة فمه الكريهه ...قال :
أنتي فكراني هجام ولا أي !! ...أنا جاي أبلغك رسالة ونصيحة مني ياريت تنفذيها ده لو خايفة ع الأمور جوزك
أتسعت عينيها بخوف جلي وقالت :
أنت تبع عبدالله ؟؟
هنداوي :
عليكي نووووور ...فعلا صدق عبده لما قال عليكي ذكية
حاولت إستعادة رباطة جأشها وقالت بكل قوة :
روح قول للزفت الي باعتك إنه ينساني إلا وقسما بالله لهقتله وأخلص منه
قهقه بسخريه ثم قال :
لو عايزه تخلصي منه ويبعد عنك روحي قابليه ف السجن .. هو باعتني ليكي عشان عايز يشوفك ضروري
صاحت بغضب:
ده ع جثتي
هنداوي :
متهونيش عليا ياحلوه ... بس هنخليها ع جثة سي طه أو الولية مرات أبوكي
شهقت بذعر وهي موقنه إن تهديداته جاده وليست لهوا ... فهيئته الإجرامية كفيلة بأن تؤكد لها صدق حديثه
صاحت به :
إياك تيجي جمب أي حد فيهم إلا لهخليك تحصل صاحبك ف السجن
قهقه وتعالت ضحكاته الساخره ليتوقف ثم قال :
طيب إسمعيني بقي ياقطة مادام خايفه عليهم كده وعامله لي فيها شبح أعملي الي بقولك عليه أنا لغاية دلوقت مش عايز أزعلك عشان خاطر صاحبي وعشان ... نظر إلي بطنها ثم أردف وكأنه يسكب عليها دلو مياه مثلجه قائلا :
خاطر البيبي الي كنتي عايزه تنزليه
رمقته بذهول غير مصدقه فقال :
متستغربيش أصل محسوبك زي ضلك أنتي وجوزك ومرات أبوكي
رفعت يدها قائله :
اه يا ولاد ال.... ... وكادت تصفعه ليمسك بيدها بقبضة قوية قائلا :.
عارفه لو إيدك الجميلة دي لو كانت لمستني بس مكنش هيهمني عبدالله ولا الي ف بطنك وكان زمان المحروس جوزك بيقرأ عليكو الفاتحه ... عن إذنك يامدام ... قالها وهو يلقي بيدها ف الهواء بعنف وغادر ليختفي خلال ثوان ...تأوهت بألم من أثر قبضته ... أخذت تنظر حولها وكأن ألقي بها ف دوامة ... تقلب بصرها ف كل الإتجاهات يدور ف رأسها كلمات هذا المجرم ... ولماذا يريد مقابلتها ذلك الوغد الذي دمر لها حياتها وكلما يبتعد يعود إليها من جديد ... يكفي ماتركه لها بداخل أحشائها ... وبالطبع يعلم من صديقه بخبر حملها ولكن هل يظن إنه إبنه أم إبن طه !!
*******""""""""""*******""""""""********
_ يخطو بداخل المتجر ذهابا وإيابا والغضب يندلع ف عينيه كنيران التنور المتأججه ... كلما يتذكر ما قيل له يحترق قلبه ويخشي رؤيتها أمامه حتي لايرتكب جريمة ...أطلق زفرة قوية كالعاصفة الهوجاء لتستعيد ذاكرته ماحدث مرة أخري ...
فلاش باك
_ ع جمب ياسطا .. قالها علاء للسائق ثم ترجل من السيارة ليجدها تدلف من بوابة المشفي وأصتدمت بفتاه لديها كثير من ملامحها ... بدي له إنها شقيقتها التي حدثته عنها من قبل ... ولكن مهلا توقف عندما رأي ذلك الرجل الذي جاء من قبل إلي مريم ... يغادر المشفي خلسة وكأنه لص ... هم بالذهاب ولم يعطي للأمر أهمية حتي تسمر ف مكانه حين نادي أحدهم ع هذا الرجل :
هاااااااارون بيه
تذكر إنه عمها القاسي ... لايعلم لما قدميه قادته نحوه ليوققه قائلا :
أستاذ هارون ؟؟
ألتف الآخر إليه وعقد حاجبيه وقال :
فيه حاجه يا أخ ؟؟
أجاب عليه علاء :
أنا إسمي علاء خطيب مريم
إبتسم وقال بسخرية :
أصدك تقول عشيقها الي هربت معاه
جملته الإستفزازية أثارت حنقه فقال :
ع فكرة مريم حكتلي عنك وعن الظلم والقسوة الي عيشتهم فيه هي ومامتها وأختها ده غير حقهم وحق أخوك الي كلتو عليهم
قهقه هارون بسخرية ثم قال :
حبيبتي يابنت أخويا ديما مشردالي بس نسيت تقولك الجزء المهم ... وطبعا عمرها ماهتقولك
قال علاء بنبرة غاضبة :
أي ناوي توسخ سمعتها أدامي زي ماقولت للي كانت مخطوبة ليه قبل كده ؟؟
هارون بإندهاش جلي :
الاه .. هي حكتلك عن حسين !! ... وياتري مقلتلكش سابها ليه ؟؟
رمقه بإزدراء وقال:
بسببك
هارون :
طيب بما إن طلعت أنا عمو الشرير وجوز الأم الظالم فهي بنت حلال وتستاهل وهي الي جبته لنفسها
أمسكه علاء من تلابيب قميصه بغضب وقال :
إسمع يازفت أنت لولا إنك راجل كبير وعم خطيبتي كنت مرمط بكرامتك الأرض ... أنا بحذرك وأقسم بالله لو قربت من مريم  أو فكرت تأذيها لهقطعك حتت وهخليهم يحتارو ف تجميع جثتك ... فاهم ولا لاء ؟؟
أزاح هارون أيدي الأخر عنه وصاح بنفاذ صبر :
إسمعني أنت ياسي روميو بدل ما بتعمل عليا راجل وبتههددني روح للي مقرطساك ومفهماك إنها الخضرة الشريفه ... ولو مش مصدقني روح أسأل ف كباريه ليالي الأنس الي ف الهرم وهناك هيقولولك مين هي مرمر نجمة الطالبيه ... عن إذنك يا خطيبها
_ تركه هارون ف حالة صدمة وذهول مبتسما بخبث ... لم ينتظر علاء حينها وغادر ع الفور وذهب ليتحقق من حدثه الذي يخبره دائما إن هناك شئ ما تخفيه مريم وتخشي إن تعلمه إياه ...
أستقل سيارة أجرة وطلب من السائق الذهاب إلي ذلك الملهي ...
ولج إلي الداخل ليجد الهدوء يعم المكان حيث لم يأتي المساء بعد فالعمل ف تلك الأماكن يبدأ حين يسدل الليل ستائره الحالكه إلي أن تشرق الشمس...
ظل يتلفت حتي وجد شخص يخرج من رواق مظلم قائلا له :
معلش يافندم ممكن تشرفنا من بعد المغرب لأن زي ماحضرتك شايف
علاء:
أنا مش جاي أشرب ولا أسهر .. أنا جاي أسأل عن واحده إسمها مريم
عقد الشاب حاجبيه بتعجب :
مريم !! .. أخذ يفكر ثم أردف :
أنت أصدك ع مرمر نجمة الطالبية ؟؟؟
قال علاء مندهشا :
مرمر !!... اه تقريبا هي
الشاب:
دي بقالها شهرين وأكتر مش بتيجي والزباين كل يوم بيسألونا عليها  زيك كده ... هو الباشا حكومه؟؟ أصل أول مرة أشوف حضرتك
إرتسمت شبه إبتسامه ع ثغره فأومأ بالنفي وقال :
لاء يا ... نظر إلي بطاقة التعريف المعدنية المعلقة ع صدره وأردف: وليد أنا بس كنت بسأل عليها لأن سمعت عنها من واحد صاحبي زبون عندكو هنا شكرلي فيها كتير
أقترب منه الشاب وهمس له بصوت لايسمعه سواه :
فعلا صاحبك عنده حق وبيفهم ... أختارلك مزة الكباريه هنا ومفيش زبون راحت معاه غير ورجع مبسوط ع الآخر وشكر فيها جامد للمدير عشان كده إستغربنا إنها أختفت فجاءه 
_ كان يستمع له والدماء تغلي ف عروقه وملامح وجهه يسودها التجهم .
باااااك
_ عاد للواقع بعدما أنتبه لصوتها حيث وصلت للتو ... فألتف مسرعا ليوليها ظهره وتظاهر بعمل شئ ما
قالت وهي تتصنع البسمه لتواري شجنها:
مساء الخير ياحبيبي
لم يلتفت إليها ولم يجيب بحرف واحد ... تعجبت فأقتربت منه لتضع يدها ع كتفه وقالت بصوتها الناعم :
علاء ... مال....
لم تكمل حين ألتفت إليها بوجهه الغاضب ... عاقدا حاجبيه بشدة ... شعرت بالتوتر والقلق ... أبتلعت لعابها بتوتر وأردفت :
ف أي ياعلاء؟
أجاب بصوت أجش :
كنتي شغاله ف كباريه ليالي الأنس ؟؟
أتسعت عينيها بصدمة و وجل ف آن واحد ..
_ ماتردي السؤال صعب أوي كده يا مرمر هانم !!
مريم :
علاء ... أنت فاهم غلط وأنا والله مظلومه
صاح بصوت مرعب : ردي ع سؤالي بأه أو لاء ... كنتي بتشتغلي هناك ؟؟؟
صرخت بنفاذ صبر :
اااه خلاص أرتحت
ساد الصمت ف تلك اللحظة ليرمقها بغضب ضاري وبإزدراء تتعالي أنفاسه بقوة حتي شعرت بها ع بشرتها ... وإذ فجاءه هبط بكفه ع وجنتها بصفعة قوية جعلتها تتراجع عدة خطوات إلي الخلف تضع يدها ع آثر الصفعة تنظر له وعينيها تبكي بألم وقهر ... صاحت ببكاء :
قبل ماتحكم ع حد وتنفذ الحكم إسمعه الأول يمكن يكون مظلوم ... بس للأسف  زيك زيهم .. زي عمي وحسين الي كان خاطبني .. كلكو ظلمتوني
علاء :
بطلي تمثيل وكذب بقي ... أنا لسه راجع من هناك وعرفت وفهمت كنتي بتشتغلي أي ... بدليل الزباين الي بيسألو عليكي أصلهم مش لاقين الي تبسطهم زي مرمر هانم نجمة الطالبية
مريم صاحت بغضب :
اخرس ... أنا أشرف من الشرف وربنا يعلم ولو مش مصدقني دي حاجه ترجعلك بس أنا خلاص صدمتي فيك خلتني أندم إن قابلتك ووثقت فيك وأمنت لك ... فعلا الواحد مبيتعلمش بالساهل
..عشان كده هريحك مني وأوعدك مش هاتشوف وشي تاني ..
رمقته من إسفل إلي أعلي ثم ذهبت ع مضض وهو يقف محاولا إستيعاب ماحدث وماقيل له من قبل وليد ف الملهي يتردد ف أذنيه وكلماتها له تتردد ف ذهنه ... كان الأمر أشبه بثقل كبير بضغط عليه بكل قوة ... ليصل غضبه إلي قمة ذروته ...وجن جنونه ليطيح بكل شيء من أمامه .
**********" """"""""""""*****"""""""""""*****
_ فتحت باب المنزل وولجت إلي الداخل وهاتفها بين حجابها وأذنها تتحدث به :
أيوه ياخالتي أنا رجعت لما هاخلص الأكل هاجيلك أخد البت ... يلا سلام
وضعت الأكياس ع الطاوله وجذبت الهاتف من ثنية الحجاب ووضعته جانبا ... إتجهت نحو غرفتهاوهي تخلع الحجاب ثم رفعت أطراف العباءة لأعلي وقبل أن تدلف إلي الداخل توقفت عندما رأت ذلك النائم ع التخت ف الغرفة الأخري ... تركت طرف العباءة لينسدل وولجت إلي غرفته
_ طه ... لم يجيب .. لتحاول مرة أخري مناداته وهي توكزه ف كتفه
طه ؟؟
فتح عينيه ونهض ليجلس ع طرف التخت ويحك عينيه بباطن كفيه وهو يتثاءب
عقد ساعديها أمام صدرها وقالت :
كنت فين الأيام الي فاتت ؟؟
حدق بها بنظرات مبهمة ثم قال بسخرية :
يهمك أوي !!!
زفرت بقوة وقالت بحنق بصوت مدوي  :
اللهم يطولك ياروح
أجابها بغضب :
وطي صوتك ياشيماء
شيماء:
يعني ينفع معرفش عنك حاجة من ساعة ماحضرتك مشيت !
نهض وهو يخلع قميصه القطني ويلقيه ع التخت وأتجه نحو الخزانة وقال بسخرية :
ومن إمتي بتهتمي بوجودي !! ولا حسيتي بالذنب ولا يمكن الأستاذة شيماء فجاءة ضميرها صحي ولسه فاكره إن ليها جوز !!
صاحت بتأفف:
أووووف بقي مش هنخلص من الأرف ده
قالتها وتركته وذهبت إلي الغرفة الأخري ليتبعها قائلا بغضب :
تقصدي مين بالأرف يا هانم؟؟
شيماء :
هو أنت هتوقف لي ع كل كلمة ولا أي !!
قبض ع رسغها وقال :
بقولك أي أنا أستحملت منك كتير بس توصل لقلة أدب هخليكي تكرهي حياتك واليوم الي شوفتيني فيه
_ شعرت بخطأ ما إقترفته وذلك نتاج الضغط النفسي الذي يقع عليها .. وبدون أن تتفوه أجهشت بالبكاء وتعالت شهقاتها ... رمقها بتعجب وظن سبب بكاءها هو توبيخه لها ... شعر بالحزن والأسف عليها ليجذبها إلي صدره وعانقها بقوة وربت عليها
_ أنا تعبانه أوي ياطه ومحتجالك ... ااااه .. قالتها شيماء من بين بكاءها وتأوهت بألم
قال طه وهو يربت ع ظهرها ويشد من معانقتها :
أنا معاكي وجمبك ... وحقك عليا لو أتعصبت عليكي بس غصب عني أنا كمان ... عارفه ليه ؟؟
أبعد وجهها عن صدره لينظر ف عينيها وأردف :
عشان بحبك وأنتي مش حاسه بيا وديما حاطه مابينا حواجز ... خلتيني أقول لنفسي هي ليه وافقت تتجوزني لو هي مش بتحبني ... ولا تكوني لسه بتحبيه ومش قادرة تعيشي مع حد غيره !!
_ لاء ...لاء ياطه والله العظيم لاء ... أنا بالعكس بكرهه وكل مدي بيزيد كرهي ليه أكتر .. بس ..بس أنا نفسيتي تعبانه ومش قادرة أنسي الي حصلي ... الي جرالي مكنش سهل خلاني من جوايا فاقده للأمان وبقيت ضعيفة ومهزوزه زي الشجرة الصغيرة لما بتواجه الريح بتمثل إنها قوية لكن أقل حبة هوا يطيروها من جدورها وبتفضل متعلقة ولا طايله سما ولا أرض .
أمسك يدها ووضعها بين كفيه وقال :
وأنا معاكي ياشيماء وعمري ماهتخلي عنك مهما حصل بس إفتحيلي قلبك وأديني فرصة
أومأت له بالموافقة وعبراتها تنسدل من بين أهدابها ... جذبها نحو صدره وعانقها بكل قوة ليشعرها بالأمان ولكن ماذا سوف يفعل حين يعلم بكل ماتخبأه ف جعبتها ولن تخبره منه شيئا !!!
********""""""""""*********"""""""""********
_ وبعدما غادر آدم الحفل أخذ خديجة وعاد إلي منزلهما الخاص وتحدث مع والدته ليخبرها ماحدث لتتفهم ذلك ...بينما خديجة لم تعلم شيئا بعد ولم تسأله ليخبرها بنفسه .... وبعدما غفت تلك الليلة  أستيقظت ع رنين تنبيه هاتفها حيث توقيت صلاة الفجر ...تقلبت لتوقظه لتجد مكانه شاغرا بجاورها ... نهضت بقلق تبحث عنه ليصل إلي أنفها رائحة دخان سجائر ينبعث من الشرفة ...تناولت وشاحا لتغطي به رأسها ثم خرجت إلي الشرفة لتجده يقف شاردا يزفر دخانا كثيفا من فمه وأنفه ...
_ آدم ؟؟... قالتها خديجة
لم يجيب ومازال يشرب سيجارته ويزفر دخانها
عانقته من ظهره وقالت :
حبيبي شكلك منمتش من إمبارح ...بص أنا لحد دلوقت مش راضية أسألك عن الي حصل ومستنياك تحكيلي ويارب يطلع إحساسي غلط
أطفأ السيجارة ف حافة سور الشرفة وألقاها لتهوي ف الشارع ليلتف إليها محدقا بعينيها التي تتلألأ مقلتيها ع ضوء القمر ...
زفر بسأم وقال :
للأسف إحساسك صح ... ومكنتش عايز أحكيلك عشان متضايقيش ولما خدتك معايا الحفلة كنت عشان أثبت لبابا إنك  إنتي كل شئ بالنسبه لي وشريكتي ف كل حاجة تخصني مش شريكة حياتي وبس... وينسي الي ف دماغه ده نهائي
كانت تنصت له والصدمة جليه ع ملامحها ... أبتلعت غصتها بمرارة وعبراتها ع وشك الإنسدال ... قالت :
كان عايز يجوزك للبنت صاحبة عيد الميلاد !!
أشاح بصره عنها ولم يجيب ... أدركت الإجابه من صمته ... لم تستطع التحمل أكثر من ذلك ...وضعت كفها ع فمها وكأنها تشعر بالغثيان ... ركضت إلي الداخل تبكي ... ذهب آدم خلفها ليجدها تجلس ع التخت تبكي بأنين مكتوم ... جلس جوارها وحاوط ظهرها بزراعه وقام بتقبيل رأسها وقال :
عشان خاطري بطلي عياط ... هتخليني أندم إن حكيتلك حاجه
نظرت إليه وهي تجفف عبراتها وبصوت باكي :
من غير ماتقولي أنا كنت حاسه وعارفه إنه كان عايز يخليك تتجوز عشان فاكرني أنا الي مبخلفش
ف تلك اللحظة نظر إليها متجهما  ... فقالت :
آسفه مش أصدي والله بس عمو عزيز عمال يظلم كل واحد فينا وكأن حياتنا ملكه وهو الي بيتحكم فيها
آدم :
بابا طول عمره كده من زمان ومش هيتغير ... لازم يفوء بأي طريقة ... لازم يحس إنه كده بيبعدنا عنه وهيبقي لوحدو
خديجة وهي تقترب منه وتضع يدها ع وجنته لينظر إليها :
آدم ... شكرا ع حبك وإخلاصك ليا وع وقفتك معايا ... بس طبعا مش عيزاك تخسر باباك ولا تخليه يغضب عليك
رفع إحدي حاجبيه بتعجب وقال :
يعني عيزاني أوافق إني إتجوز عشان أرضيه !!
نهضت من جواره ووقفت أمام مرآة الزينة وقالت بتردد :
لاء أنا أقصد ...إنك ...إنك تروح للدكتور
عقد حاجبيه بإنزعاج وهب واقفا وقال :
تاني ياخديجه !! مش قولتلك إنسي الموضوع ده لأنه خلاص ولا عايزاني أروح كل شويه أسمعلي كلمتين يحرقه دمي من الدكتور !!
ألتفت له وقالت :
هو مفيش غيره يعني !! ...روح لواحد تاني وخلي أملك ف ربنا كبير
أجاب عليها بغضب :
خديجة قفلي ع الموضوع ده بالذات إلا لو عايزاني أقلب عليكي
زفرت بحنق وقالت :
حاضر يا آدم بس خلي بالك أنت الي بتقفل كل الأبواب وبتقرر كأن الموضوع يخصك لوحدك ... ودي إسمها أنانيه يا باشمهندس
صاح بغضب :
يووووووه أنا سايبلك الأوضه خالص
قالها وغادر الغرفة ... جلست ع طرف التخت تبكي وتفكر ... وبعد دقائق نهضت لتولج إلي المرحاض وقامت بغسل وجهها وتوضأت ثم أدت فرضها وأخذت تدعو الله لهداية زوجها وعمها وإن يهدي مابينهما ... نهضت وهي تطوي سجادة الصلاة لتضعها ع المقعد وقررت الذهاب إليه ... وقفت أمام طاولة الزينة خلعت إسدال الصلاة لتصبح بالمنامة الحريرية ذات اللون الأرجواني القاتم ... قامت بتمشيط خصلاتها وتركتها منسدله ع كتفيها ... وضعت القليل من حمرة الشفاه التي يفضلها زوجها ... والقليل من كحل العيون ... ونثرت ع كفها القليل من العطر لتطيب به عنقها ... كادت تغادر الغرفة لتذهب إليه أرتطمت ف صدره
خديجة : ااااااه
أمسك وجهها بقلق ليري هل أصيبت بأذي أم لا وقال :
أنتي كويسه ؟؟
رفعت عينيها الكحليتين وقالت بشفتيها المطلية بالحمرة القانية :
لاء أنا بخير الحمدلله
أمعن النظر إلي وجهها ... عينيها ... وجنتيها ... شفتيها التي جزت ع إحداهما بخجل ... أستنشق رائحة ذلك العطر الذي يعشقه عليها يذكره بكل ذكري سعيدة تجمعهما معا ....
حك ذقنه بتوتر وقال :
أأ أنا كنت جاي أقولك حقك عليا متزعليش مني
قلبها تراقص من الفرح لترمقه بإبتسامة عارمة وقالت :
وأنا كمان كنت جيالك أقولك متزعلش مني أنا بحبك ومش عايزه حاجه تاني من الدنيا غيرك
يقترب منها بخطي ثابته وهي تتراجع إلي الخلف ويرمقها بنظرات مليئة بالعشق والرغبة قائلا : بس أنا عايز إعتذرلك بطريقة تانيه .. ممكن ؟؟
أومأت له بالنفي مازحه :
توء ..توء
مازالت تتراجع للخلف حتي وقعت ع الفراش وتتراجع بجذعها إلي الخلف مبتسمة بخجل من نظراته الجريئة إليها ...
آدم :
ما أنا لازم أعتذر يعني هاعتذر صدر الأمر وعليكي التنفيذ ...هااااع ...
قالها وأنقض عليها يجذبها من قدميها حتي تتمدد ع ظهرها ليعتليها :
هاتروحي مني فين يابطه
ضحكت بدلال وقالت :
آدم .. بس بقي
آدم وهو يقترب من شفتيها :
ما أنا هبس بقي فعلا ... وإبتسم بمكر ليداهمها بقبلة حميمية ... وبحث بيده عن زر المصباح بأعلي الكمود وقام بإغلاقه ... لينير عشقهما دربهما معا .
********"""""""""********""""""""*****
_ بداخل إحدي المشافي الخاصة الشهيرة...
_ قصي بيه تعالي ريحلك شوية أنت من إمبارح منمتش وواقف ع رجلك ... قالها كنان
قصي وهو ينظر إلي باب الغرفة قال :
روح إنت يا كنان أنا مش هاتحرك من مكاني غير لما أطمن عليها
تنهد كنان بسأم وقال :
ما الدكتور لسه مطمنك عليها وقالك إنها ممكن تطول ف الغيبوبه
تدخلت زينات التي تقف بالقرب منهم :
كنان عنده حق يا قصي بيه
كنان :
أنا خليتهم يجهزو لحضرتك أوضة هنا عشان ترتاح فيها وتكون قريب منها ف نفس الوقت
زفر بغضب وصاح :
كناااان ... أنا كلامي واضح
زينات :
أهو الدكتور جاي
_ قصي بيه حضرتك لسه هنا !! ..قالها الطبيب
قال كنان :
قولو بالله عليك يادكتور عشان مش راضي يسمع كلام حد فينا
رمقه قصي بنظرة حاده ... لينظر الآخر إلي أسفل
قال الطبيب :
أنا مقدر حالة حضرتك وخوفك ع مدام صبا بس وقفتك هنا فعلا ولاهتقدم ولا هتأخر ... وأنا سايب معاها جوه ممرضة بتابع حالتها لحظة باللحظة
_ فتحت الممرضة الباب فجاءة وصاحت بسعادة :
مدام صبا فاقت
دفع قصي الطبيب من أمامه وكاد يدلف إلي الداخل لكن توقف عندما قال له الطبيب :
قصي بيه مينفعش أنت بالذات تدخلها
ألتفت إليها وكاد يهجم عليه ليقف كنان حائل بينهما مانعا إياه وقال:
أهدي ياباشا
زمجر قصي بغضب وقال :
أوعي من وشي
الطبيب :
والله قولتلك كده عشان مصلحة المدام ... هي ف حالة صدمة عصبية والحمدلله إنها فاءت والي فهمته من أستاذ كنان إنك السبب ولو هي شافتك دلوقت ممكن يحصلها إنتكاسه ولاقدر الله تروح ف غيبوبة مش هتقوم منها تاني ... وده غير المفروض ننقلها لمستشفي لعلاج الأمراض النفسية والعصبية هناك هيقدرو يعالجوها أحسن لأن ده تخصصهم
تمتم كنان بصوت غير مسموع :
الله يخربيتك ودتني ف داهيه
نظر قصي إلي كنان بتوعد ونفض يديه عن ساعديه ... ليرمقهم جميعا بنظرات نارية قاتلة ... ثم غادر مسرعا ...
كنان :
داده معلش أدخلي لمدام صبا وخدي بالك منها عقبال ما أجيلك
قالها وركض خلف قصي ليلحق به قبل أن يتهور الآخر ... خرج من البوابة ليجده أستقل سيارته وأنطلق بها .. فأسرع وولج إلي سيارته وأنطلق خلفه
*******""""""""**********"""""*******
_ بداخل الشركة التي يعمل بها ياسين ..  وف غرفة الإجتماعات...
يترأس مدير الشركة الطاولة يستمع إلي الموظفين يسردون له ماقامو به من إنجازات الأيام السابقة ... وأخذ يوزع عليهم بعض المهام فقال :
ونيجي بقي للدعاية ... الدعاية بتاعت السيسزون الي فات مكنتش قوية كفاية ... عشان كده لازم ندخل دور الماركتينج (التسويق) مع الدعاية
نظر إليه كلا من ياسين ورانا ف آن واحد ... رانا مبتسمة بينما ياسين متجهما ...
ياسين :
تقصد أي حضرتك ؟؟
المدير :
يعني بما أنت الي ماسك التسويق والأستاذة رانا الدعاية فأنتو الأتنين الي هتمسكو حملة الدعاية ... وف خلال يومين عايز منكو  عدة نماذج للحملة والي هيعجبني فيهم هقولكو تبدأو الشغل فيه... أنتهي الميتينج ... تقدروا تتفضلو
كانت تنظر له بإبتسامة لعوب بينما هو يرمقها بإزدراء وضغينة ... زفر بتأفف وذهب إلي مكتبه ... جلس خلف مكتبه يضع رأسه بين كفيه .. يرجع خصلات شعره إلي الخلف وهو ف ذروة غضبه ...
سمع صوت خطوات كعب حذاء أنثوي ..  ألتفت إلي مصدر الصوت ليجدها ولجت إلي مكتبه وأغلقت الباب خلفها ...
صاح بها :
لو خايفة ع كرامتك أطلعي بره أحسنلك
ألقت أمامه ملف ورقي وقالت بحنق :
أنا مش جايه لجمال عيونك يا ياسين بيه ... أنا جاية أديلك الفايل الي هنشتغل عليه أنا وأنت وأوريلك الديزاينز الي هنعمل زيها ...قالتها ووضعت هاتفها أمامه لتردف :
ياريت تنقلهم عندك عشان عايزة الفون
تأفف وقال :
أووووف ... إنجزي خدي موبايلك وإبعتيهم ... أخذت الهاتف وإبتسمت بخبث ...قامت بتحديد عدة صور لتصميمات دعاية وكذلك لصور أخري وقامت بإرسالها إليه
_ بعتهملك ..  لو ف حاجه مش فهمها تعلالي مكتبي ... عن إذنك ... قالتها وغادرت الغرفة وتتراقص من داخلها من الفرح
_ أمسك بالملف الورقي وأخذ يتفحصه ... ثم أغلقه وقام بفتح هاتفه ليري صور التصميمات ... ظل يقلب صورة تلو الأخري حتي توقف لدي صورة ليري فيها حازم يحمل فتاة متشحه بالسواد ترتدي نقاب ... أتسعت عينيه عندما لاحظ تلك الفتاة التي تقف جوارهم وهي صديقة زوجته التي تدعي نهي... جن جنونه وتحول وجهه إلي حمرة شديدة من الغضب المتأجج بداخله ... نهض ع الفور وذهب إلي تلك الصهباء ...دفع باب غرفتها بقوة ...وصاح بغضب وهو يضع هاتفه أمام عينيها :
جبتي الصورة دي منين ؟؟؟؟
نهضت وقالت بتمثيل :
أوبس ... أي ده شكلي بعتهالك غلط
قبض ع ساعدها بقوه :
أنتي هتستعبطي ياروح أمك !!
رانا :
ياسين إحترم نفسك ... أي الأسلوب الفالجر الي بتكلمني بيه ده !!
ياسين:
عشان ده تمامك... أخلصي وأنطقي جبتي الصورة دي منين ؟؟
قالها وألقي بيدها ف الهواء
قالت وهي تمسد ع مكان قبضته :
دي إتبعتتلي من رقم مجهول والي باعتها فاكرني أنا وحازم مرتبطين وباعتلي شوفي حبيبك بيخونك ... وطبعا معرفش مين الي معاه عشان منقبه بس من ردة فعلك فهمت إنها مراتك
قال وهو يمسح ع لحيته :
حلو ... حلو أوي ... لو طلع الي ف بالي صح ما هيكفيني موتك أنت والو..... الي إسمه حازم
صاحت به :
وأنا مالي يعني مراتك تصيع من وراك وتيجي تحاسبني أنا
رمقها بنظرات قاتلة وألتزم الصمت وغادر كالعاصفة ... لم يستطع كبح جموح غضبه .. لم يري أمامه ليقرر الذهاب إليها أولا لتخبره تفسيرا لتلك الصورة .
********""""""""'"**********"""""""******
_ الحمدلله .. قالتها كارين وهي تنهض وتمسك بصحون الطعام  متجهة إلي المطبخ
ألقت بواقي الطعام ثم وضعت الصحون بداخل الحوض ... وإلتفت شهقت بذعر  عندما وجدت يونس يقف خلفها ...
كارين :
والله لو جرالي حاجه أنا وإبنك هيكون أنت السبب
ضحك يونس وهو يحاوط خصرها وقال :
بعد الشر ع روح قلبي هي وعيون بابا يونس
كارين :
ماشي ماشي ... ثبتني ... عمتا سماح المره دي ... قولي بقي جاي تتسحب ورايا ف المطبخ ليه ؟؟؟
أجاب عليها بصوت طفولي مضحك :
عايز أشرب نسكافيه من إيديكي الحلويين دول ياماما كوكي
قامت بجذب وجنتيه بين سبابتيها وإبهاميها قائله :
ياخلاثي ع طعامة وحلاوة قلب ماما كوكي ... بس ياخسارة النسكافيه خلص إمبارح
زمت شفتيه لأسفل بحركة طفوليه وقال :
كده !! خلاص أنا سحلان منك
أقتربت منه قائله :
ياروحي وأنا مقدرش ع زعلك
قالتها ثم أقتربت من وجنته وقامت بغرزأسنانها وأخذت تقهقه وهي تبتعد عنه
رفع إحدي حاجبيه بغضب مصتنع مازحا وقال :
أنتي أد الحركة دي !!
كارين :
دي عضة صغنونه ياحبيبي
يونس : بقي كده ...طييييب أنتي الي جبتيه لنفسك
ركضت وركض هو خلفها ليلحق بها فأمسكها وحملها وهي تضحك حتي دمعت عينيها
كارين :
خلاص ..خلاص حرمت يافنان
أنزلها ليمدد جسدها ع الطاولة الرخامية المطلة ع الردهة قائلا :
والفنان مش هيسيبك
قالها وأخذ يدغدغها لدي عنقها وهي تطلق ضحكاتها بصوت دوي ... توقف لينظر إلي وجهها كم يعشقها وهي ف تلك الحالة يري السعادة بداخل عينيها ... قفز ع الطاولة ليعتليها وأقترب من وجهها وقال :
بعشق ضحكتك وكل حاجه فيكي
حاوطت عنقه بيديها ليقترب منها للغاية وقالت :
وأنا بموت فيك يافنان
يونس بنبرة مليئة بالحب والرغبة :
طيب ممكن تسبيني أرسم أجمل لوحة
وضعت يدها ع عنقها تلمس تلك العلامات الحمراء :
حرام عليك يا يونس الي ف رقبتي لسه مارحتش وإمبارح وأنا رايحة لماما فيفي خلتني أضطر ألبس إسكارف أداري بيها رقبتي وإحنا ف عز الحر
ضحك ثم قال :
خلاص هارسم ف مكان تاني
قالها وأقترب بشفتيه نحو عظمة الترقوة خاصتها وكاد يقبلها ليوقفه رنين جرس الباب
فقال :
ده مين الرذل الي جاي يرخم علينا ده ... طيب عندا فيه مش فاتح
كارين :
روح أفتح ممكن يكون البواب عشان كنت قايله له ع شوية طلبات والنسكافيه
يونس:
لاء مادام فيها نسكافيه هاروح أفتح طبعا
قهقهت وقالت :
اه منك يامدمن النسكافيه
هبط من الطاولة وذهب إلي الباب وقام بفتحه ... لينتابه حالة من الذهول والصدمة
_ قصي !!!
_ حبيبي إبقي قوله مينساش يكلملنا السباك عشان الباني....
لم تكملها لتتسمر ف مكانها عندما رأت شقيقها يقف أمام الباب ف حالة يرثي لها
نظر إلي يونس ثم إلي شقيقته وقال :
أنا عايزك ف أمر ضروري
... أشارت له كارين بالدخول وقالت :
أتفضل
ولج إلي الداخل فأستقبلته ف غرفة الضيوف ... جلس ع المقعد المخملي ..كارين :
كويس إنك عرفت العنوان
فقال يونس بسخريه :
طبعا لازم يعرفه من رجالته الي مراقبينا 24 ساعه
لم يجيب عليه قصي بل لم يعطيه أدني إهتمام أيضا ... ونظر إلي كارين وقال :
ممكن أتكلم معاكي لوحدنا ؟؟
نظرت كارين إلي يونس بإعتذار عن إسلوب شقيقها الفذ ...رمقه يونس بسخط ثم ذهب إلي غرفته
جلست كارين ع أقرب مقعد بالقرب منه ... تنهدت ثم قالت :
أخبارك أي ؟
أجاب عليها بقلة حيلة :
زي ماأنتي شايفه
عقدت حاجبيها بتساؤل :
صبا ومالك بخير ؟؟
نظر إلي أسفل بألم ثم رفع وجهه وهو يكبت عبراته التي لمعت بداخل عينيه وقال :
صبا ف المستشفي .
♥يتبع♥

عهد الذئاب (الجزء التاني لصراع الذئاب)  «مكتملة» Where stories live. Discover now