# الحلقة السادسة والعشرون

47.1K 1.1K 40
                                    

#الحلقة_السادسة_والعشرون
#عهد_الذئاب
#بقلمي_ولاء_رفعت

_ فتح باب المنزل يحمل بعض الأكياس التي تحتوي ع طعام جاهز ... أغلق الباب وأتجه نحو المطبخ ليفرغ محتويات العلب بأطباق وقام برصهم ع صينية وقبل أن يحملها أخرج من جيب بنطاله مفتاح غرفة ... حمل الصينيه وذهب إلي الغرفة التي يسجنها بداخلها ... فتح الباب ليجدها تغط ف النوم ع الفراش ويديها مضمومتان ومقيدتان معا بحبل بلاستيكي ... ترك الطعام ع الطاولة وأقترب منها ينظر إلي وجهها المجهد وعينيها المغلقه ويحاوطها هالات داكنة من هول ما رأته ع يده من عذاب ووجنتيها المليئة بعلامات أنامله آثر صفعاته وزراعيها المكشوفتان مازالت علامات حزامه عليها ..  جلس جوارها وأعتصر عينيه بألم ... تذكر كلماتها إلي قصي وكيف كانت ترجوه وتتوسل إليه ...تبدلت ملامحه إلي التجهم والغضب لينحني نحوها وقال :
أنتي الي عملتي ف نفسك كده ... دوستي ع قلبي الي إستغلتيه عشان توصلي لهدفك وأخرتها بقيتي زي الكلبة وأنتي مرميه تحت رجله ... خنتيني وبعتيني عشانه وهو باعك ليا من غير تمن ... ياخسارة ياسيلينا ... تناول دورق المياه من فوق الكمود وقام بسكبه فوق رأسها ... أستيقظت بفزع وهي تشهق بخوف :
(الحوار مترجم)
هااااااا ... ماذا تفعل أيها الغبي ؟
جز ع أسنانه وجذبها من خصلاتها بقوة وصاح ف وجهها :
الغبي من أحضر لك الطعام حتي لاتزهق روحك من الجوع
سيلينا :
ليتك تفعلها ... هيا أقتلني
إبتسم بشر مستطير :
الموت لأمثالك راحة لا تستحقيها ... يسعدني أن أراك تتعذبين أمامي
ضحكت بسخرية وقالت :
تبا لك
قالتها وبصقت ع وجهه
أزال لعابها من فوق وجنته بيده لتري حينها نظرة ف عينيه تمنت أن تختفي أو تموت ولا تراها ... الظلام يسود عينيه ...  لم يمهلها التفكير فيما سيفعله لتتلقي صفعة تلو الأخري وصرخاتها تهتز لها الجدران ... أوقفه رنين جرس المنزل ... أبتعد عنها قائلا :
سوف أذهب لأري من الطارق وسأعود لك
ذهب مسرعا ونسي أن يغلق باب الغرفة خلفه ... لم يفوتها هذا وقررت عليها أن لا تهدر تلك الفرصة ... حاولت فك قيد يديها ... وقعت عينيها ع السكين والشوكة الموجودة ف صينية الطعام ... حاولت الزحف  ع الأرض حتي وصلت إلي الطاولة تناولت مقبض السكين بفمها لتضعه بين لفات الحبل وأخذت تحرك يديها ذهابا وإيابا ونصل السكين يقطع الحبل بصعوبه ... تفكك الحبل أخيرا لتتنفس الصعداء ... أخذت حقيبتها التي بها بعض الثياب وجواز السفر الخاص بها ... إرتدت الحقيبه ع كتفيها ... تسحبت بحذر حتي وصلت إلي المطبخ الموجود به باب مفتوحا ع درج داخلي ... أطلقت ساقيها للريح ونزلت بأقصي سرعه غير مصدقة إنها تحررت من هذا السجن اللعين .
نعود مرة أخري إلي كنان وبيده مجموعه من الفواتير كان حارس العقار يعطيها له ويأخذ مستحقاتها ... أغلق الباب وتركها ع المنضدة ليعود إلي الغرفة ... إتسعت عينيه عندما رأي الأحبال مقطوعه وملقاه ع الفراش وحقيبتها غير موجوده ... أطلق زمجرة تشبه زئير الأسد وأخذ يطلق سباب ولعنات عليها وأقسم لو أمسك بها سيجعلها تندم ع فعلتها .
_ أخذ يتجول ف الشوارع المحيطه باحثا عنها ... كان ينظر إلي يساره ولم ينتبه إلي تلك الحسناء وهي تعبر الطريق
_ ااااااااااه ... صرخة أطلقتها الفتاة بعد أن دفعتها السيارة فوق الرصيف
ترجل من سيارته مسرعا إليها بخوف وأنحني نحوها :
آسف والله ما كنت واخد بالي
نظرت له بحنق وصاحت في وجهه:
يعني أعمل أي بآسفك دلوقت وكنت هتموتني بعربيتك
نهض وقال :
ما قولتلك مكنتش واخد بالي لو واحد غيري كان خبطك وجري ولا عبرك
جزت ع أسنانها بألم وهي تمسك بساقها :
غور من وشي
رفع إحدي حاجبيه ويشد من قبضته ع يده قائلا :
أغور !! ...طيب خليكي مرميه ع الرصيف وتستاهلي الي جرالك
عاد إلي سيارته وقبل أن ينطلق وجدها تحاول أن تنهض وتتألم لتقع ع الأرض ... زفر بضيق و هو يضرب ع المقود ..نزل إليها  وأقترب منها وقال بصوت أجش :
إنهي رجل مش قادرة تمشي عليها ؟
رفعت وجهها إليه ليجد وجه ملائكي يتميز بالبراءة وعينيها ذات سحر آسر يملؤها عبرات تأبي أن تخرج
_ اليمين
إنحني وجلس ع الرصيف .. أبتلع ريقه وأمسك بساقها وضغط بخفة عليها فأطلقت صرخة وهي تقبض ع يده :
كفااااايه
نهض وقام بحملها بدون أن يخبرها
صاحت به :
نزلني يا مجنون أنت
لم يجيب عليها ووضعها بداخل سيارته وأنطلق إلي أقرب مشفي .
_ وبداخل المشفي ... يحملها ع زراعيه وهي تتشبث بسترته خوفا من الوقوع
_ إسم حضرتك يافندم ؟ ... قالتها موظفة الإستقبال
أجابت الفتاه :
دنيا
الموظفة وهي تضغط ع لوحة المفاتيح تسجل بيانتها ع الحاسوب :
دنيا أي ؟
أجابت بتوتر :
دنيا أشرف
الموظفة :
أشرف أي ؟
أجابت بضيق : لازم يعني ؟
الموظفه :
لازم الاسم ثلاثي يافندم
تشعر بالتوتر من أنفاسه التي تشعر بها وهي ع زراعيه ولاسيما رائحة عطره المخترقة أنفها ورئتيها
_ دنيا أشرف الجحش ... قالتها بخجل فأشاح وجهه وهو يكتم ضحكاته
رمقته بغضب وقالت :
وحضرتك بتضحك ع أي إن شاء الله ؟؟
إرتسم الجديه ع ملامح وجهه وقال :
أنا مضحكتش
دنيا :
لا ضحكت عشان إسم جدي
كنان :
ياستي كل واحد حر ف إسمه وأنا مالي
دنيا :
تعرف الي مصبرني عليك جدعنتك لما جبتني هنا غير كده كان نفسي أحدفك بطوبة ف وشك
كنان :
طوبة ف وشي ... فعلا جحش جحش يعني مفيش كلام
زمجرت بحنق ثم تأوهت حيث أصتدمت ساقها المصابه بالباب وهو يدخلها إلي الغرفة لكي يفحصها الطبيب ويعالج ساقها المصابه
_ بعد الفحص طلب الطبيب أن تذهب إلي غرفة الآشعة ليحدد نوع الإصابة ...
وبعد قليل ...
ينتهي الطبيب من إغلاق الجبيرة الجاهزة حول ساقها قائلا :
الحمدلله إنه شرخ بسيط جدا إن شاء الله مع الراحه والعلاج هترجعي تمشي بعد اسبوعين او اكتر
دنيا :
يانهار أزرق والشغل !!
الطبيب :
يعني الشغل ولا صحتك !
نظرت بحزن إلي ساقها :
صحتي طبعا
الطبيب :
متقلقيش أهم حاجه الراحه وواظبي ع علاجكك وأنتي هتخفي بسرعه إن شاء الله
قالها ودون لها أسماء الأدوية ف ورقه وأعطاها إلي كنان :
حضرتك جوز المدام ؟
كاد يجيب فقاطعته دنيا بإستنكار :
جوز مين ومدام مين ... البيه خبطني بعربيته وجابني هنا
قال الطبيب بمزاح :
ده كده نعمل محضر
دنيا :
خلاص عفا الله عما سلف
نظرت إلي كنان وقالت بأمر :
يلا كمل واجبك ووصلني عشان مش عامله حسابي ع تاكس
كنان :
أنا كنت أصلا هوصلك بس الي يطلب الحاجه يطلبها بأدب وأسلوب أرقي من كده أنا مش شغال عندك
دنيا :
طيب لو سمحت ممكن توصلني يا إسمك أي
قالتها وإبتسمت إبتسامة صفراء
قال بداخل عقله :
أي البت دي هي داهيه بس قمر
دنيا :
أنت سرحان ف أي ما تنجز أنا أتأخرت ع تيتا وزمانها قلقانه عليا
كنان :
مستني هيجيبولك كرسي بعجل أوصلك بيه لحد عربيتي
شهقت وضربت كفها ع صدرها:
يانهار أزرق كرسي بعجل ! أنت عايز تفاول عليا وأتشل يا جدع أنت
_ إستغفر الله .. ده أنا الي هاتشل ... لاء يا مدام دنيا ده عشان رجلك متتخبطش تاني وأنا شايلك ولا عاجبك حضني ؟؟
قالها وغمز بعينه اليمني مبتسما بمكر
توردت وجنتيها بخجل وثارت بغيظ :
أي الي أنت بتقولو ده !! أولا أنا آنسه مش مدام  ثانيا لو خايف ع درعاتك و مش قادر تشيلني قولي وأنا هاتصرف
_ أعمل فيها أي دي بس ياربي  وأنا لو نفخت فيها هطير... أردف بصوت مسموع :
طيب يلا عشان أوصلك لأن مشغول
دنيا :
طب يلا
حملها لتضع يديها ع كتفيه متشبثه به ... يسري بداخلها شعور يختلجها لأول مرة ترمقه من حين لآخر بطرف عينيها وتقول بداخل عقلها:
يخربيت جمالك مز بس ياخسارة شكلك بيه وعمرك ما هتبص للي زيي
لاحظ نظراتها له فهو يدرك تلك النظرة جيدا ويعلم مايختبأ خلفها من مشاعر حب أول نظرة
أفاقت من شرودها ف وجهه ع صوته وهو يقول :
مالك بتبصيلي كده ليه ؟
أنتبهت له وأجابت بتهكم:
وأبصلك ليه يعني ؟
أجاب بنظرة خبيثة :
يمكن معجبة بيا ولا حاجه
توهجت وجنتيها من الإحمرار خجلا ...فقالت بتعلثم :
مم .. إزاي .. أي ... أي التخريف ده
_____________________________________
_ أتفضل يافندم الإسبريسو و التشيس كيك .. قالتها مريم وهي تضع ماذكرته أمام الزبون في المقهي التي بدأت العمل به
جاءت إليها زميلتها في العمل وقالت :
يلا يا مريومه الساعه داخله ع 11 ومش هنلاقي مواصلات ف الحته المقطوعه دي
مريم :
حاضر روحي  شيلي الكاسات والكوبيات من الترابيزة الي هناك دي عقبال ما أدخل وأغير هدومي
قالت الأخري :
طيب هخلص بسرعه وهاحصلك
ذهبت مريم إلي الغرفة التي تبدل بداخلها ثياب العمل التي تتكون من بنطال أسود وأعلاه قميص أبيض ... بعد أن أغلقت الباب وقفت أمام المشجب المعلق عليه ثيابها العادية وشرعت في فتح أزرار القميص لتنتفض بذعر :
هااااا ... أأ أنت دخلت هنا إزاي !!
أجاب عليها مدير عملها وهو يرمقها بنظرات ذئب جائع :
دخلت من الباب عادي كنت مستنيكي ياقمر
قالها وهم بمعانقتها لتدفعه ف صدره ليبتعد عنها وصاحت بنبرة تهديد :
أوعي وأبعد عني بدل وأقسم بالله لأصرخ وأفضحك ف الكافيه كله 
جذبها من زراعها بقوة قائلا :
جري أي يابت أنتي هتعمليهم عليا ... ده أنا عارف كل حاجه عنك من أول النايت الي كنتي شغاله فيه لحد الواد الي كنتي عايشة معاه ف بيته
جذبت زراعها بقوة من قبضته وأبتعدت عنه وقالت :
اه قول بقي كده هو مفيش غيره عمي الواطي الي حكالك وطبعا أنت ماصدقت وجاي تصطاد ف الميه العكره
قهقه لتتعالي ضحكاته التي أرعبتها ثم قال :
بصي بقي يا حلوة مليش دعوه بمشاكلك أنتي وعمك ده بس أحب أفهمك أنتي مش أدامك غير خيارين الأول تعتبريني زبون من إياهم وليكي عليا هابسطك وأنغنغك ده غير مرتبك هيبقي الضعف والخيار  التاني تغوري من هنا وما أشوفش وشك تاني نهائي
رفعت جانب فمها بتهكم وقالت :
ده أنا لو هاتذل وأشحت ف الشوارع هيبقي أهون من إني ﻹ
أشتغل عند واحد سافل وقذر زيك .
_ غادرت المكان وعبراتها لم تكف عن الإنسدال ع وجنتيها شديدة الإحمرار وكذلك أنفها التي تشبه حبة البندورة من كثرة البكاء لم تري أمام عينيها سوي مرور شريط ذكريات ماضيها المؤلم وف طياته بعض اللحظات السعيده التي عاشتها مع علاء لتهوي بها الدنيا إلي قاع الجحيم مرة أخري  ... ظلت تتجول ف الشوارع أكثر من ساعة... تشعر بكم العيون التي تحدق بها فقامت بإحتضان حقيبتها وكأنها تحتمي بها من تلك النظرات ... قادتها قدميها إلي المشفي التي بها والدتها .. تعلم إنه ليس وقت الزيارة ولن يسمح لها بالدخول فلا بأس من المحاولة ..
وقبل أن تقترب من الحارس أوقفها قائلا :
ممنوع يا آنسه الزيارة تعالي بكرة الصبح
نظرت له برجاء وقالت بتوسل : أرجوك عايزه أشوف ماما هي محجوزه عندكو بقالها أسبوعين وأكتر وعايزه أطمن عليها .. بالله عليك أرجوك ... قالتها ببكاء تتقطع له القلوب ... شعر الحارس بالحزن والآسي من هيئتها المزرية وعينيها المحتقنة بالدماء من كثرة البكاء ...فأشار إليها لتقترب منه ويقول بصوت لايسمعه سواهما :
هو ممنوع ولو دخلتي أنا ممكن أتجازي فيها بس عشان إستحلفتيني وصعبتي عليا هدخلك وأمري لله والي يسألك قوليلو أنا مرافقة لمريضة هنا
تبدلت ملامحها من البكاء والحزن إلي إبتسامة أمل وفرحة فقالت بإمتنان :
شكرا أوي ربنا يسعدك زي ما فرحتني
أخرجت من حقيبتها ورقة مالية مردفه :
أتفضل حاجه بسيطه
أبعد يده وقال بإصرار :
والله العظيم أبدا ما هاخد مليم أنا عملت كده عشان عندي بنت  زيك
مريم :
ربنا يخلهالك ويباركلك فيها ... عن إذنك
.. دخلت إلي المشفي وصعدت الدرج بتثاقل حتي وصلت إلي الطابق الخاص بعنابر المرضي ..
تبحث عن والدتها لم تجدها ... أنتبهت إليها إحدي السيدات قائله لها:
أنتي بتدوري ع أم مريم ؟
أجابت عليها :
اه .. أنا مريم بنتها هي فين؟
أجابت السيده :
تعبت إمبارح جامد ياحبة عيني وخدوها ع العناية المركزة والدكتور المشرف ع حالتها قال للممرضة يتصلو بأي حد من أهلها عشان لازم تعمل العملية ف خلال يومين
وما إن سمعت ذلك حتي ركضت إلي الخارج وذهبت إلي القسم الخاص بغرف العناية .. وجدت إحدي الممرضات فأوقفتها قائله :
لو سمحت أنا مريم بنت ....
قاطعتها الممرضة :
أيوه عرفاكي ممنوع وجودك هنا إزاي دخلتي المستشفي
مريم :
معلش أنا عايزه أطمن عليها وهامشي ع طول
تنهدت الممرضة وقالت :
الدكتور رائف المسئول عن حالتها كان عايز يقابلك عشان يبلغك إنها محتاجه عمليه ضروري ولازم يندفع مبلغ حتي تحت الحساب
تراجعت بظهرها إلي الحائط لتستند عليه بيأس وقالت :
وأنا هاجيب منين 250 ألف جنيه
الممرضة :
ممكن تدفعي خمسين ألف والباقي وقت العملية
رمقتها مريم بقلة حيلة وحال بائس لتغادر المشفي عادت إلي منزلها وبداخلها كم من الحزن واليأس لاتريد خسارة والدتها
دخلت إلي المنزل وألقت نظرة ع شقيقتها مي التي تغفو ف سبات عميق بدون غطاء فقامت بدثرها ومسدت ع جبينها وأعطتها قبلة ع رأسها قائله :
سامحيني يا مي مفيش ف إيدي حاجه أعملها عشان أنقذ ماما غير كده
تمددت بجوار شقيقتها وبداخلها قد حسمت الأمر ... ظنت أن الأبواب جميعها أغلقت أمامها ولن يوجد سوي طريق الشيطان ونسيت أن ما تريده لا يتحقق سوي عبر  طريق واحد وهو اللجوء إلي المولي عز وجل .
-----------------------------------------
صرخت بألم عندما أنزلها ليتمكن من فتح باب سيارته
_ مش تنبهني الأول ياعم أنت .. صاحت بها دنيا بصوت مرتفع
رمقها بنظرة حادة وهو يقترب منها تراجعت حتي إلتصقت بسيارته
_ لما تكلميني توطي صوتك أحسن ليكي وما أسميش ياعم أنت ... أنا أسمي كنان .. وصلت ؟؟
أبتلعت ريقها وأومأت له قائله :
وصلت يا كنان بيه
_ كنان بس ... وأتفضلي أركبي
أشارت له بنظرة إلي ساقها المصابة ليطلق زفرة بنفاذ صبر وقام بمساعدتها للدخول إلي سيارته ... إلتف للجهه الأخري وجلس ف مقعد القيادة وقبل أن يقود قال :
بيتك فين ؟
أجابت بإحراج :
في المعصرة
أنطلق بالسيارة إلي محل سكنها .
وصل بها داخل المنطقة فقالت :
نزلني هنا
قال بإقتضاب :
بيتك هنا ؟
أجابت عليه :
لاء بيتي بعد شارعين من هنا بس أديك شايف دي منطقة شعبية ولو حد من الجيران أو من الشارع عندي شافني نازله من عربيتك طبعا مش محتاجه شرح
كنان :
فاهم بس هتمشي إزاي ؟
دنيا :
هاخد أي توكتوك معدي يوصلني لحد باب العمارة ... يلا مع السلامه
كادت تفتح باب السياره فألتفتت له :
شكرا ع وقفتك معايا .. بس خد بالك بعد كده وأنت سايق بدل ما يقع حظك ف واحدة تخينة أوي تجبلك الغضروف
ضحك وقال :
أطمني هاخد بالي أنا مش مستغني عن ضهري
إبتسمت وقالت :
سلام يا ..  كنان
ترجلت من السيارة وأخذت تنظر له وهي تجاهد بأن لا تلمس قدمها الأرض ولم تنتبه إلي ال (التوكتوك ) القادم نحوها ... كان حينها الآخر يتراجع بسيارته إلي الخلف ليخرج من المنطقة
نزل شاب وقام بجذبها من ساعدها وصاح بغضب :
مين الي أنتي نازله من عربيته ده ياروح أمك ؟؟
صرخت ف وجهه :
أوعي سيب دراعي وأنت مالك يا سئيل يا بارد
الشاب :
مالي أني خطيبك
دنيا :
ده لما تشوف قفاك من غير مرايه يا حسن
قهقه بسخرية وقال :
شكلك مستغنية عن روحك أنتي وستك الكهينة
دنيا :
هو الجواز بالعافية يا أخي ماعندك البنات أد كده إشمعنا أنا بالذات
حسن : لأنك الي ف القلب وداخله مزاجي
زفرت بغضب وقالت :
طيب يلا زوء عجلك وأمشي من وشي
قال بإصرار :
مش هامشي غير لما أعرف مين الواد الي نزلتي من عربيته
لاحظ ساقها المصابه وأردف :
أي ده
_ أنتبه إلي شئ ينير أسفل الكرسي المجاور ليجده الهاتف الخاص بها يبدو إنه إنزلق منها بدون أن تدري ... ليعود إليها مرة أخري
_ قولت مش راكبه معاك أنت مبتفهمش ... صاحت بها دنيا وحسن يحاول أدخلها إلي التوكتوك عنوة عنها
حسن :
عليا الطلاق لهتركبي غصب عنك وكلامي هو الي هيمشي
قالها وجذبها من زراعها لتأتي له لكمة قوية وصوت مرعب :
لو فكرت تلمسها تاني هقطعهالك
نهض حسن وقال بغضب :
تقطع إيد مين يا إبن ال...
وقام بتوجيه لكمة له ليتفادها الآخر  ... أنقض عليه كنان بضرب مبرح ...
_ كفااايه ... كفايه بقي ... صرخت بها دنيا
إبتعد كليهما وقال حسن :
هو ده الي كنتي معاه
كانت تنظر بتوجس خوفا ع كنان من هذا الحسن الذي لايخشي أحدا
فأردف حديثه إلي كنان :
هي الآنسه دنيا مقالتلكش إنها مخطوبة وأنا خطيبها ؟
صرخت دنيا بإستنكار :
كدااااب ... ده جاري وساكن ف البيت الي قصادنا ده غير إنه بلطجي ورد سجون
وضع كنان يده خلف ظهره وأخرج سلاحه وقام بشد أجزاءه وأشهره ف وجه حسن الذي تراجع بخوف
كنان :
أي الشبح خاف لما شاف السلاح ؟؟
أجاب عليه حسن وهو يبتلع لعابه بتوجس :
هو البيه ظابط ؟
كنان :
ملكش فيه ويلا أمشي من هنا وإياك تبصلها حتي ..ده لو خايف ع نفسك
رمقه حسن بكراهيه وتوعد وذهب ف صمت
كنان :
أنتي كويسه ؟
أومأت له بالإيجاب بدون أن تتحدث
فقال مردفا بأمر حاسم :
تعالي أركبي عشان هوصلك لحد البيت
أذعنت له بدون إعتراض وذهبت معه
.أشارت له ليتوقف أمام منزلها قائله بخفوت :
نزلني هنا
وقبل أن تنزل من السيارة نظرت له بتوتر وقالت ببراءه :
هو أنت فعلا ظابط ؟
إبتسم وقال :
لاء بس شغلي مشابه ليه ... هو بيحمي الناس وأنا بحمي واحد من الناس دي
دنيا :
بودي جارد يعني
قهقه من نطقها الخاطئ وقال : إسمها بدي جارد تقدري تقولي الحارس الشخصي
دنيا :
مش هتفرق أهو كله أكل عيش... معلش بقي كان نفسي أعزم عليك وأضايفك ف شقتنا بس مفيش حد غيري أنا وتيتا معناش راجل غير مشمش القط بتاعي
كنان :
ولايهمك خدي بالك مه نفسك بس
دنيا :
حاضر مع السلامه يا كنان
أمسك يدها بعفويه قائلا :
إستني ... أتفضلي ..كان واقع منك تحت الكرسي
أخذته من يده وقالت بإقتضاب :
شكرا
_ نزلت من السيارة ودخلت إلي الفناء وهي تستند ع الحائط بينما كنان أنطلق ليعود إلي منزله وقد نسي أمر سيلينا التي غادرت البلاد ع أقرب طائرة إلي روسيا .
******""""""""""*****""""""*************
_ دوي رنين جرس التنبيه الخاص بهاتفه ... يفتح زيتونتيه المنسدل عليها أشعة الشمس التي تسللت من النافذة الصغيرة وأصوات الطيور التي تحلق ف سماء الميناء ... نهض بجذعه ويأخذ هاتفه ليري كم الساعة ... قام بمهاتفة إحدي المطاعم وأعطي لهم قائمة بالمأكولات الخاصه بوجبة الفطور ... أغلق المكالمه وترك  هاتفه ع الكومود وأقترب من النائمة بجواره وأخذ يداعب خصلاتها المتناثرة ع وجهها وقال بهمس :
حبيبي يلا قومي ... قالها وأعطي لها قبلة ع جبهتها لم تستيقظ بعد فأعاد الكره :
يلا يا قلبي عشان نفطر وألحق أوصلك للقصر
تحركت مقلتيها يمينا ويسارا من أسفل جفونها المغلقه .... فتحت أهدابها رويدا وهي تتجنب أشعه الشمس ..  فقال لها وهو يساعدها ف النهوض :
صباح الخير ع أجمل عيون
صبا :
صباح النور يا حبيبي ... أي الي مصحيك بدري كده ؟
أجاب عليها بعد إعطاءها قبلة رقيقة ع وجنتها :
صاحي عشان نفطر وبعد كده هوصلك أنتي وقلب بابا وهاسيبكو عشان عندي مشوار مهم إحتمال أرجع منه ع بكرة
قطبت جبينها بإندهاش :
مشوار أي الي جه فجاءه ده ؟
جذبها من خصرها ليجعلها تجلس ع فخذيه الممددين ع التخت وحاوط وجنتيها بيديه وهو يمسد ملمس بشرتها الحريرية :
المشوار ده المفروض كنت روحته من وقت ما إتخانقنا ودخلتي المستشفي
زمتت شفتيها لأسفل بحزن مصتنع وقالت :
ومين السبب ف كل ده !!
إبتسم لها لتتلألأ عينيه وبشرته البرونزية التي تلمع في ضوء الشمس الذهبي ... أجاب عليها بنبرة هادئة إلتمست منها حبه وحنانه :
حقك عليا يا روحي ولسه عندي وعدي عمري ما هكرر الي حصل مهما وصلت الأمور مابينا وكمان منستش موضوع خالك ولا موضوع شغلي ف السلاح ... عايزك تطمني
غرت فاها غير مصدقه وضعت كفها تتلمس جبينه قائله بسخريه ومزاح :
معلش يا حبيبي بتأكد أشوفك سخن ولا لاء ...
قالتها وأخذت تضحك ...
_ بتتريئي ؟؟ ... سألها بنظرة ماكرة
أومأت بالنفي قائله :
لاء بس مستغربه ساعات بحس إنك واحد غريب أو كائن فضائي ومتخفي ف صورتك
قصي :
راجل غريب وقاعده ع رجله وف حضنه ده أنا كنت قطعته حتت ورميته ف البحر للأسماك
ضحكت وقالت :
وبالنسبه للكائن الفضائي ؟
أجابها وهو يحتضنها بقوة من خصرها ويقترب بشفتيه وبنبرة هادئة مليئة بمشاعر حبه لها :
ده أنا كنت ربطو بحبل وحطيتو ف مكوك وباعتو للشمس يتشوي هناك ... أنتي متتخيليش بحس بأي لو راجل غيري يفكر يلمس شعره منك
إبتسمت بدلال وهي تحاوط عنقه بزراعيها :
طبعا عارفه
قصي:
ببقي عايز أقطعو
قالها وكاد يقبلها ... دوي صراخ وبكاء الصغير
ضحكت صبا وهي تنظر إلي صغيرها ثم إلي زوجها ورفعت كتفيها إلي أعلي وأطبقت شفتيها علامة لتخبره ما باليدي حيله
قصي:
أومي لهادم الملذات
صبا :
ده عسل وسكر
قصي :
وضيفي عليهم الي بيحب ينكد ع باباه ف اللحظات الرومانسية الحرجه
نهضت وحملت رضيعها وأخذت تداعبه :
حبيب مامي وروحي أيوه كده عيزاك تطلع عين بابا
إبتسم قصي بخبث وقال وهو ينهض من فوق الفراش متجها إلي المرحاض الملحق بالغرفة :
بتسلطيه عليا.. خلاص أنا بقي هاروح أدور ع ملذاتي برة
صبا وهي تضع الصغير ع التخت :
إستني هنا ياحبيبي ثواني
أمسكت بالوسادات الصغيرة وقامت بقذفها عليه وهي تصيح :
ده أنا الي كنت باعتك للشمس أنت والي تفكر تقرب منك قال ملذاتك قال
قصي وهو يتفادي الوسائد :
اه يا مجنونه
فتح باب المرحاض ودخل مسرعا وأغلقه خلفه
أخذت تضرب بقبضتيها ع باب المرحاض :
أفتح ياقصي بتهرب مني ماشي لما تطلع ها....
قاطعها بفتح الباب لتنفزع وأختطف قبله قائلا :
بحبك يا مجنونه
وأسرع بالدخول وغلق الباب مرة أخري
إبتسمت وهي تلمس شفتيها بأطراف أناملها قائله :
وأنا بعشقك يا مجنون .
_ إنتهيا من تناول الطعام ... نظر إلي ساعة يده ويمسح بيده الأخري فمه بمنشفه ورقيه قائلا :
يلا أجهزي أنتي ومالك عشان مفيش وقت
صبا :
أنت رايح بالعربية ؟
أجاب عليها وهو يتفحص هاتفه :
اه
صبا :
طيب لو المكان الي هاتروحه بعيد سافر بالطيارة
أجاب بإقتضاب :
مش هينفع
بدأ القلق يسري إلي قلبها فتسائلت مرة أخري :
ليه أنت مسافر فين ؟
نهض وهو يجري إتصالا مجيبا عليها :
سينا
إتسعت عينيها وقالت بخوف :
سينا ياقصي أنت بتهزر ؟؟
أوقفها بإشاره من يده ليتحدث ف الهاتف :
خلاص أنا جاهز عايزك تقابلني عند القصر أنا رايح دلوقت هناك  وخلي كل واحد من الرجاله يتأكد من سلامة سلاحه للإحتياط ... يلا سلام
أغلق المكالمه وقال :
أنا هنزل أقفل أي حاجه شغاله عقبال ماتجهزي
صاحت به وهي تمسك بيده وتجذبه بقوة :
تعالي هنا ... رد عليا مش بكلمك ... سينا ورجالتك وسلاح أنت عايزني أموت بقهرتي عليك ؟؟
ربت ع كتفها قائلا ليغير مجري الحديث :
ماتخافيش عليا ده مجرد تأمين وإن شاء الله هرجعلك عشان أخد بتاري منك ف حرب المخدات
صاحت بحنق :
قصي متغيرش الموضوع ... ده الي إتفاقنا عليه !! ده وعدك ليا إنك هتبعد عن شغلك المشبوه ده ؟؟!
تنهد بسأم وقال:
وأنا فعلا عند وعدي وقولتلك قريب أوي ومقدرش أقولك غير وقتها ... مش عايزك تخافي والطريق الي رايح منه لسينا أمان
غرت فاها بإبتسامة ساخره وقالت :
أنت بتضحك عليا ولا ع نفسك !... أنت عارف كويس الأوضاع هناك عامله إزاي ده غير طبعا بالتأكيد دي صفقة سلاح وطالما واخد رجالتك يبقي حاسس بغدر من الي رايحلهم
قصي:
صبا يا حبيبتي أنا مقدر خوفك عليا وأنا بنفسي بقولك خليكي واثقه فيا وأطمني ولما هارجع هاتعرفي كل حاجه
رمقته بسأم وقالت بنبرة بائسه :
يعني برضو مصمم تروح ؟؟ وأنا بقولك يا أنا يا السفرية دي
قام بمعانقتها وأستنشق رائحتها بعمق وقال :
متقارنيش نفسك بحاجه عشان أنتي عندي غاليه أوي  ... أبعد رأسها عن صدره وقام بتقبيل رأسها ثم يديها ... وبعد ذلك غادرا اليخت في صمت .
*********-----------******------------*******
_ دخلت إلي المكتب مهللة بفرح وسعادة :
لولو يالولو حبيبتي يالولو عايزة مني حاجه قبل ما أمشي
أغلقت علياء الحاسوب وقالت :
ماشية ليه بدري ولا عشان سي آسر مجاش النهارده
جلست ع المكتب واضعه ساق فوق أخري :
مش أنا يا مون شيري الحركات دي سبتهالك أنتي ودكتور جو بتاعك ده
صاحت علياء بحنق وتحذير :
هاااااجر
ضحكت وقالت :
بهزر معاكي يالولو بطلي القفش ده ... هقولك وأمري لله دلوقتي حبيبي وخطيبي وجوزي قولا وكتابة وفعلا لسه بعدين الدكتور آسوره هيجي يعدي عليا دلوقتي عشان ياخدني نتفسح
قالت علياء بمزاح :
الله يرحم المقالب الي كان بيعملها فيكي ومكنتيش طيقاه
إبتسمت عينيها بنظرات خجل وقالت بنبرة رقيقة :
ده الحب الي بعد عداوة يا لولو حاجه كده هيييح خالص
رمقتها الأخري بتعجب وإندهاش :
هييييح !! تعالي ياخالتي إسمعي بنتك الدكتورة
هاجر :
ماشي ماشي عماله تتريئي ومش عاجبك حاجه الحق عليا جيت عشان أقولك  قعدت كلمت خالتو إمبارح لحد ماخلصت باقة الشهر بتاعتي بقنع فيها توافق ع يوسف ومقفلتش لحد ما طلعت روحي وأقتنعت
أنفرجت أساريرها بفرحة :
بتتكلمي جد ؟؟
تتمعن النظر ف طلاء أظافرها ذو اللون الأحمر القاتم المائل إلي لون النبيذ :
أتصلي بيها وأسأليها لو مش مصدقاني
عانقتها علياء بفرح وسعادة :
حبيبتي يا جوجو ربنا يخليكي ليا ومايحرمنيش منك أبدا أبدا
هاجر :
عايزه تشكريني بجد هاتيلي ال leap stick
بتاعك الي لونه زي لون المونيكير ده وهرجعهولك بعد الخروجة
علياء :
أنا قولت برضو دخلتك عليا وراها مصلحه
زمتت شفتيها لأسفل بحزن مصتنع :
كده يا لولو أنا بتاعت مصلحتي ماشي يابنت خالتي شكرا مش عايزه حاجه
ضحكت علياء وقالت :
ده أنتي مشكله .. حاضر خديه أهو وأعتبريه كادو مني أنا مستخدمتوش غير ف يوم كتب كتابك بس
أخذته منها وقالت :
تسلميلي يا أحلي لولو وعقبال لما أحطو أنا كمان ف فرحك أنتي وجو
علياء :
يارب يا جوجو يسمع منك
لاحظت هاجر إهتزاز هاتفها بداخل الحقيبة فقالت :
أوبا ده شكله وصل بره لما ألحق أظبط نفسي عايزه حاجه يالولو ؟؟
علياء :
شكرا يا حبيبتي وفسحة ممتعه

عهد الذئاب (الجزء التاني لصراع الذئاب)  «مكتملة» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن