# الحلقة الرابعة

57.9K 1.3K 128
                                    

#الحلقة_الرابعة
#عهد_الذئاب
#بقلمي_ولاء_رفعت
_ في إحدي الأحياء الراقية توقف ياسين بسيارته أمام بناء سكني شاهق الإرتفاع ...
ألتفت له التي جواره رافعة غطاء وجهها ترمقه متسائلة :
واخدني ع فين ؟
رفع حاجبه بتهكم وقال :
واخدك شقة مفروشة نقضلنا ساعتين حلويين
شهقت بخجل ثم صاحت بحنق :
بطل كلامك السخيف ده أحسنلك
رمقها بحنق مماثل قائلا :
أنتي الي مستفذه بسؤالك هكون واخدك فين يعني !!... طالعين ع شقتنا
ياسمين :
أنت برضو نفذت الي ف دماغك وما عملتش خاطر حتي لماما جيهان !!
زفر بضيق متأففا :
أنا حر ومحدش هيمشيلي حياتي والي أقولك عليه تسمعيه وتنفذيه من غير رغي كتير أنتي فاهمه ؟؟
أنتفضت من ملامحه الغاضبة التي أرعبتها وتلألأت عينيها بعبراتها ... ضرب ع المقود غاضبا من نفسه فأردف :
يلا أنزلي
ترجلت  بدون أن تتفوه بحرف ... ترجل هو أيضا من السيارة وأوصدها جيدا ... مد يده إليها لكنها تجاهلته وسارت أمامه مما أثارت غيظه ... ذهب خلفها ... كان ف إنتظارهم حارس العقار ...
يرحب بهم :
أهلا وسهلا يا ياسين بيه ... البرج نور بحضراتكو
إبتسم له ياسين وأخرج من جيبه ورقة ماليه وأعطاها له :
إزيك ياعم هلال
صاح هلال بسعادة : ربنا يخليك يابيه ويعلي مراتبك كمان وكمان
أجاب عليه ياسين :
تسلم ياراجل ياطيب ... أي الأخبار ؟
هلال : كل حاجة تمام والجماعة تبعي خلو لك الشقة فلة وميت عشرة وكل الطلبات وصلت وخلتها ترص كل حاجه ف مكانها ... تؤمر حضرتك بحاجه تانيه ؟؟
رفع يده نحو رأسه شاكرا إياه :
شكرا
وإتجه نحو المصعد حيث تنتظره ياسمين ... ولج كليهما ليخرج بطاقة الكترونية الخاصة بالمصعد وضعها أمام الشاشة الرقمية ثم ضغط ع رقم الطابق ...
وصل أخيرا وأخرج المفتاح ليفتح باب المنزل ...
أشار إليها بالدخول :
أتفضلي
ولجت إلي الداخل ليتبعها وضغط ع زر الكهرباء لينير الأضواء ف جميع الأنحاء وأوصد الباب ...
وقفت تنظر له فقال لها :
تعالي أوريكي أوضتنا عشان تغيري ولو عايزه تريحي
قطبت حاجبيها وقالت :
أوضتنا !!!
رمقها بإندهاش :
اه أوضتنا ... إحنا مش متجوزين ؟؟
أطلقت زفرة بعدم الراحه وقالت :
لو سمحت أنا عايزة أوضة خاصة بيا ... لإما ترجعني الفيلا
جز ع فكيه و ع قبضة يده وأخذ يزفر بغضب :
إستغفر الله العظيم ... صبرني يارب عليها
ياسمين : أنا عايزه أكون ع راحتي فيها حاجة دي ؟؟!!
أجابها بإبتسامة صفراء ساخرا:
ع فكرة أنا أبقي جوزك ومطرح ماهنام هتنامي جمبي
صاحت بغضب :
وأنا مش عايزة هو بالعافية !!!
أقترب منها وملامحه لاتوحي سوي بنيران غضبه التي ستحرقها إذا تفوهت بحماقة أخري ... تراجعت إلي الخلف وهي خائفة لكن لم تظهر له ذلك بل رمقته بتحدي وعناد ... قبض ع كفها الرقيق وجذبها خلفه وفتح إحدي الأبواب المغلقة وولج إلي داخل الغرفة الذي أعدها لهما ومازال ممسكا بيدها ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
_ في قصر العزازي ...
قد حل المساء وهي تنتظر عودته بداخل الشرفة ... شارده ف نجوم السماء التي تضوي بداخل رماديتيها المتلألأتين ... تنتظره بكل شوق وحنين ...وما إن سمعت صوت صرير البوابة التي أنفتحت للتو والسعادة توغلت قلبها المشتاق له... رأت سيارته تولج نحو المرآب وترجل منها ويحمل سترته ع ساعده ... ولج إلي داخل القصر ....
بينما هي أسرعت إلي مرآة الزينة تنظر إلي مظهرها حيث كانت ترتدي ثوبا من القماش الشفاف الأرجواني وأسفله بطانة بللون جسدها تبدأ من الصدر وتنتهي عند الأرداف وتوجد فتحتي بطول ساقيها من الأمام ... وع الرغم من معالم حملها الجلية وخاصة بطنها البارزه بوضوح لكن قدها ينضح بالأنوثة الطاغية ... وجنتيها التي زادت إنتفاخا بتورد وشفتيها أيضا ...
وصل إلي سمعها صوت خطواته ع الدرج ... أسرعت نحو الباب لتستقبله ...وتبدلت ملامحها من إبتسامه حالمة إلي الإمتعاض عندما سمعت صوت فتح باب الغرفة المجاورة ...
خرجت ع الفور وولجت إلي الغرفة الأخري بدون أن تطرق الباب لتجده يجلس ع طرف التخت بإرهاق ويخلع قميصه ولم ينظر إليها مما أثار غضبها فصاحت بسخرية وهي تقف أمامه مباشرة :
وده يبقي إسمه أي إن شاء الله ياقصي باشا ؟؟
أجابها بعدم إهتمام :
أنا من إمبارح منمتش وجاي تعبان مش شايف أدامي ... فياريت تطلعي بره تسيبيني أرتاح عشان لسه ورايا كذا مشوار بكرة
جزت ع شفتيها بحنق وقالت :
هو أنا منعتك عن إنك تنام !!بس ف أوضتنا
نظر إليها لثوان وقال ببرود :
أنا مرتاح هنا
إبتسمت بسخريه وصاحت بصوت مرتفع :
ااااه قول بقي كده ... لما كنتي بتقولي هرجعك القصر بس إستحملي فده كان اصدك صح ولا أنا غلطانه ؟؟
وقف أمامها ليرمقها بنظراته الحاده قائلا:
مش ملاحظة إن صوتك عالي !!
رفعت حاجبها بتهكم وقالت :
والله !! هو ده كل الي همك الصوت العالي
أشار إليها بأن ترحل وقال :
أطلعي بره ياصبا
صاحت ف وجهه :
أنت بتطردني !!.. تصدق فعلا أنا غلطانه إن جيتلك لحد عندك ورجعت معاك مكنتش أعرف إنك هتعمل معايا كده ..  بس إحنا لسه فيها ... هاتصل ببابا يبعتلي السواق يجي ياخدني من الأرف ده ... قالتها وهمت بالمغادره ... ليوقفها بصوته الهادر :
أقفي عندك
توقفت بدون أن تلتفت إليه تعلم جيدا لو نظرت له فإنها ستري الجحيم بذاته ...
أردف بتهديد جعلها ترتجف من داخلها :
رجلك لو خطت بره القصر خطوة واحده بس لهكون حبسك ف أوضتك ومش هاتشوفي الشارع تاني
قهقهت بسخرية ثم قالت :
وأي الجديد !! ع طول حابسني ف القصر وماشوفتش الشارع ده غير كام مره يتعدوا ع الصوابع
تقدم نحوها حتي شعرت به يكاد يلتصق بها فألتفتت إليه تحدق ف ملامحه التي أكتسبت وسامة أكثر وعضلات صدره وزراعيه التي برزت بشكل أقوي يبدو إنه كان مواظبا ع ممارسة الرياضة ف الأيام الماضية ... أبتلعت ريقها بتوتر ليدرك نظراتها التي تصرخ برغبتها فيه ولاسيما الثوب الذي ترتديه وكامل زينتها ... تبدلت ملامحه من الغضب إلي إبتسامة خبيثة فقال :
عايزة أي ياصبا ؟؟
تفاجاءت من سؤاله فأجابت بكبرياء :
مش عايزه حاجه ... أنا رايحة أوضتي
وكادت تذهب ليمسك بيدها دافعا إياها نحو صدره محدقا ف عينيها ... تعالت أنفاسها حين حاوط خصرها وأقترب من عنقها وهمس بصوت جعل القشعريرة تسري ف إنحاء جسدها :
متأكدة إنك مش عايزة حاجة ؟؟
أغمضت عينيها وتمنت لو يدخلها بين ضلوعه فأجابت بصوت واهن وكأنها ف أرض الضياع لكن لايخلو من الكبر  :
قولتلك مش عايزه ... سيبني أمشي
أمسكها من مؤخرة رأسها وهمس أمام شفتيها :
بس أنا بقي عايز ... نظر إليها ليجدها مغمضة العينين وتعض ع شفتها السفلي تنتظر إن يلتهم شفتيها بقبلة جامحه ... إبتسم بجانب فمه وأردف :
عايز أنام ... تصبحي ع خير يا قلبي
وطبع ع جبهتها قبلة رقيقة ... فتحت عينيها بصدمة وأبتعدت عنه ونيران غاضبة تشتعل بداخلها ... وف لمح البصر غادرت من أمامه وذهبت إلي غرفتها وأوصدت الباب بعنف ... أرادت أن تصرخ بكل قوتها لكنها تخشي أن يسمعها فأمسكت الوسادة ووضعتها ع فمها وظلت تصرخ وتبكي وتتفوه بكل اللعنات ... كيف أصبح هكذا بعد إن كان يلهث خلفها من أجل نظرة رضا من عينيها ... كل هذا لإنها عصت أوامره وتصرفت من دون علمه ... لكنها عوقبت بما يكفي بالبعد عنه لأيام بل لأكثر من أسبوعين ... كيف أصبح قاسيا عليها هكذا بعد إن كان يعشقها لحد الثمالة...
ظلت تبكي وتبكي حتي جفت عبراتها وأستسلمت عينيها إلي النوم ... لم تشعر بالذي ولج إلي الغرفة وتمدد جوارها وأخذها بين زراعيه واضعا رأسها ع صدره العاري وقام بتقبيل رأسها وهمس بصوت يكاد أن يسمع :
أنتي كمان وحشاني أوي ونفسي فيكي بجنون .. بس لازم أعلمك قبل ماتكسري كلامي تفكري مليون مرة قبلها ...
ضمها بقوة وهي كالطفلة تتململ ع صدره غير مدركة بوجوده حيث إنها أعتقدت إنها تحلم .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
_ هتفضلي لحد إمتي تعانديني ومنشفة دماغك وكل ما أقولك يمين تقوليلي شمال ... أنا تعبت من عمايلك ... عارف إن كنت مذنب ف حقك ودفعت التمن ومن ساعتها بستسمحك وبطلب رضاكي وأنتي مصرة ع عقابي ... كفاية بقي !!!
صاح بها ياسين بغضب هادر
تلقت كلماته الغاضبة بدموعها التي إنهمرت وقالت من بين شهقات بكاؤها الذي كان يذبح قلبه :
عشان مش حاسة بالأمان وخايفه ... أبتلعت غصتها ثم أردفت :
خايفة بعد ما أديك الأمان تغدر بيا ... خايفه ليجي يوم تحس إنك أخدت القرار الغلط لما إتجوزت واحده مش من مستواك وكنت بتصلح غلطة مش أكتر ... خايفة أتعلق بيك من تاني وتبعد أنت عني وقتها مش هيبقي فيه حاجه هاعيش ليها ... عرفت ليه !!!
جذبها بين زراعيه وعانقها بقوة قائلا :
أقسم لك بالله عمري مافكرت كده بعد ما إتجوزتك ... ومتجوزك وأنا مقتنع إنك حبيبتي ومراتي وكل حاجه حلوة ف حياتي ... أبعد رأسها لينظر ف حدقتيها الباكيتين وأردف :
أنتي لو تعرفي أنا بحبك وبعشقك أد أي عمرك ماهتفكري كده ... أنتي الهوا الي بتنفسه يا ياسمين ... أنتي نور عيوني الي بشوف بيها ومن غيره حياتي هتبقي ضلمة وعذاب ملوش أخر ... أمسك كفها ووضعه ع موضع قلبه وقال :
حسي بقلبي الي مبيدقش غير ليكي ... عمره ما عرف معني للحياه والحب غير لما عرفك وعشقك ... ومش بس قلبي ... أنا كل ما فيا بيعشقك
أقترب بشفتيه وقبل جبهتها قبلة رقيقة وقال :
أنا بحبك وهفضل أحبك لحد أخر لحظة وأخر نفس ليا ف عمري حتي لما أموت ... وبتمني من ربنا يجمعني بيكي ف جنته وتكوني أنتي حور عيني وروحي

عهد الذئاب (الجزء التاني لصراع الذئاب)  «مكتملة» Where stories live. Discover now