# الحلقة الخامسة عشر

45.2K 1.1K 65
                                    

#الحلقة_الخامسة_عشر
#عهد_الذئاب
#بقلمي_ولاء_رفعت
_ أأ أنا كنت بفوءها ... عع عشان كان مغمي عليها و.... قالها آسر بتوتر بعدما تركها ونهض بخجل
قاطعه دخول علياء وراء يوسف قائلة :
هو حصل أي ؟؟؟
وقعت عينيها ع إبنة خالتها الراقدة ع الفراش تتمتم بكلمات غير مفهومه :
فار ... الباب ... ضلمة ... فيران
رمق يوسف آسر بحديه قائلا :
أنت عملت فيها أي ؟؟؟
حك مؤخرة رأسه بإحراج وقال بتوتر جلي :
أنا كنت بهزر معاها مش أكتر
تلقت أذن علياء التي أقتربت منها تربت عليها لتهدأ كلمة فار فقالت :
أوعي تكون خوفتها بالفار ؟؟
نظر لأسفل وقال :
مكنتش أعرف الحكاية هتقلب كده
صاحت علياء بحنق :
حرام عليك دي عندها فوبيا من الفيران بسبب موقف حصلها وهي صغيرة ...دي ممكن كانت راحت فيها ..وأنا الي كنت بقول عليك عاقل يادكتور !!
نظر إليه يوسف بتوعد ثم رمق علياء بنظرات إعتذار وقال :
معلش يا علياء حقك عليا أنا ... الظاهر عشان سكت أكتر من مرة ومتاخذتش موقف من الأول الدكتور آسر نسي إن إحنا ف مستشفي مش ف ملاهي
قال آسر بنبرة إعتذار وآسف :
أنا والله أبدا مكنت....
قاطعه يوسف وأشار إليه بالخروج قائلا :
أتفضل يا دكتور أدامي ع المكتب
حدق به آسر بتعجب من ردة فعله المبالغ فيها من وجهة نظره ... ألقي نظرة أخيرة ع هاجر وقال :
لو سمحت يادكتورة علياء لما تفوء من الحاله الي هي فيها قوليلي عشان عايز إعتذرلها بنفسي
لم تجيب عليه وأكتفت بالنظر عليه بإمتعاض
غادر ع مضض ليتبعه يوسف ... بينما علياء بقت مع هاجر التي بدأت تعود إلي وعيها لتجد الأخري أمامها تنظر إليها ...
نهضت جالسه وقالت :
أنا فين ؟؟.. أنا كنت رايحه ...  وبعدين ... صمتت وهي تتذكر ماحدث ... وما إن تراجع إليها الأحداث نظرت بفزع وقالت :
فيران ..  آسر حابسني ف أوضة ضلمه و....
أجهشت بالبكاء ..  ربتت عليها علياء قائله :
أهدي ياحبيبتي أهدي مفيش حاجه
هاجر وهي تتلفت من حولها:
أنا فاكره كل حاجه دخلت أوضه كنت سامعه صوت طفل بيعيط وفجاءة حد قفل عليا الباب و.... تذكرت مشهد الجرذان وهي تركض ف إنحاء الغرفه لتشعر بالرهبة والخوف لتشعر بضيق ف التنفس
علياء :
أهدي ياهاجر وخدي نفسك
أخذت شهيقا وأطلقته زفيرا بهدوء عدة مرات حتي هدأت وقالت :
آسر الي عمل فيا كده يا علياء
تنهدت بسأم وقالت :
ع فكرة هو كان خايف عليكي وهو الي جابك هنا بس يوسف لما عرف شكله هيظبطه ... بس أرجع وأقولك أنتي السبب ولا فاكره هو هينسالك الي عملتيه فيه ف المؤتمر
حدقت بها هاجر بعتاب قائله :
يعني ده الي ربنا قدرك عليه تقولهولي يا علياء !! ما أنتي عارفه عندي فوبيا من الفيران وكان ممكن أموت فيها
زفرت علياء بضيق وقالت :
بصراحة أنا شايفة أتنين أدامي المفروض دكاتره وعندهم عقل لكن أنتو غلبته العيال بتفاهتكو دي ..  اعقلو بقي بدل ما ف مرة يتقلب عليكو الي بتعملو ف بعض وواحد فيكو يا يروح فيها يا إما تحصل مصيبه
نهضت هاجر من فوق الفراش ورمقتها بسخط وقالت :
وفري نصايحك يا دكتوره ..  عن إذنك ..
قالتها وغادرت الغرفة وف طريقها إلي غرفة مكتبها وجدت آسر يغادر مكتب يوسف حدقت به بإزدراء فأوقفها وقال   :
ممكن تيجي معايا نتكلم ف الكافتريا
صاحت بحنق :
لو سمحت أبعد عن وشي أنا مش طيقاك
كبح جموح غضبه من أسلوبها الفذ لكن أعطاها العذر عما بدر منه فقال :
عشان خاطري  ... كانت نبرته أول مرة يتحدث بها معها وبرغم تأجج ثورة غضبها لكن رأت ف عينيه نظرات مابين الإعتذار مختلطة بمشاعر أخري
أجابت عليه قائله :
وهاقعد معاك ليه إن شاء الله !! أحمد ربنا إن ماسكه نفسي بالعافيه عنك أنا كنت ....
صمتت لم تجد كلمه وتخشي إن تتفوه بشيئا تندم عليه لاحقا
أقترب منها للغاية وفتح زراعيه ليتسع صدره وقال :
أنا أهو أدامك أعملي الي أنتي عايزاه لو ده كان هايريحك
ظل محدقا ف عينيها لتشعر بتوتر شديد فقالت:
أنت عايز مني أي يا آسر
تفوهت إسمه بدون لقب يسبقه فكان وقعه ع قلبه كمعزوفه طربت لها أذنيه .  
أجاب عليها بنبرة حانيه ونظرات مقصودة توحي لها بما يشعر به نحوها :
تعالي معايا الكافتريا  وهناك هاقولك كل حاجه .
******"""""""**********""""""""""*******
_ أستيقظ حازم من سباته ع صوت نحيب وبكاء تلك الجالسة ف إحدي أركان الغرفة تضم ركبتيها إلي صدرها منكسة رأسها ع زراعيها ... نهض جالسا يشعر بألم شديد ف رأسه ... حاول تذكر ماحدث بالأمس لتأتيه مشاهد خاطفه من ما أقترفه مع علا لينتبه لتلك البقع بجواره ع الفراش لتأكد له ماحدث أتسعت عينيه ونهض مسرعا نحوها وكاد يقترب منها أخذت تصرخ ...
_ أبعد عنيييييييي ... أبعد عنييييييي
أشار لها بيديه قائلا بخوف :
أهدي حاضر هابعد
تعالت صيحات بكاءها الذي أوجع قلبه :حرام عليك يابيه أنا عملتلك أي عشان تعمل فيا كده ... أترجيتك قبل كده وأمنتك ع نفسي وف الأخر أخدت الي عايزه
أنتهت من كلماتها وظلت تبكي
زفر بقلة حيله يرجع خصلات شعره إلي الخلف ووقف أمامها عاجزا فأخذ يتمتم قائلا :
أنا مكنتش ف وعيي خالص ... أنا كنت فاكرك هيا ... أصلها كانت وحشاني أوي ومحتاجلها لاقيتها بتناديني وبتاخدني ف حضنها بعد كده محستش بنفسي غير وأنا ....
صمت لتكمل هي بنبرة مليئة بالألم والحسرة :
غير وأنت بتنهش فيا وأنا عماله أترجاك وأبوس أيدك عشان تسيبني أعيش بالحاجه الوحيده الي أملكها وجيت ضيعتها وضعيتني معاك
شعر بالإختناق من نفسه فقال :
متخافيش أنا ليا واحد صاحبي دكتور نسا ممكن يرجعك زي ما كنتي
رمقته بإزدراء وعينيها يملؤها الإحمرار من كثرة البكاء قالت :
طبعا حضرتك متعود ع كده
تأفف بضيق وقال :
بصي يابنت الناس أنا مضربتكيش ع إيدك وقولتلك تعالي إشتغلي عندي وأنتي عارفه إن واحد عازب وممكن ف لحظة زي إمبارح يحصل الي حصل وأنا فعلا مكنتش ف وعيي ... أنا كل الي ف أيدي أنا أصلح الي عملته زي ماقولتلك غير كده ملكيش عندي حاجه لأن أنا مش بتاع جواز .. هاسيبك تفكري براحتك وأنتي حره
تركها وذهب إلي غرفته موصدا الباب خلفه ... ظلت تبكي وتضرب وجنتيها بندم .. بينما هو دلف إلي المرحاض ليغتسل ثم أرتدي ثيابه المهندمة ... خرج وعاد إليها ليأخذ متعلقاته من الهاتف والمفاتيح خاصته الملقيه ع الأرض تناولهم وألقي عليها نظرة مليئه بالإعتذار والتوترالندم ... غادر من أمامها مسرعا وغادر المنزل .
******************************
_ بداخل كافتريا المشفي ....
يجلس آسر بتوتر مقابل هاجر التي بدء ينفذ صبرها من صمته ... فقالت بنبرة تهكمية :
يااااه يا دكتور مكنتش أعرف الموضوع بالأهمية الكبيرة دي ... قالتها وأرتسمت إبتسامه صفراء ع محياها تبرز أسنانها التي تشبه حبات اللؤلؤ ناصعة البياض
حك ذقنه المشذبه بأطراف أنامله ثم قال بتلعثم :
ممم معلش عايز ... كنت ..  أنا
أطلقت ضحكت أنثوية رقيقة لتأخذه إلي عالم آخر وظل شاردا ف ملامحها التي يتحقق منها لأول مرة والسعادة تملأ ثغرها
هدأت من نوبة الضحك وقالت :
سوري يا دكتور بس طريقة كلامك الملغبط ضحكتني فكرتني ب.....
_ بحبك ... قالها آسر مقاطعا لها بدون سابق إنذار
تبدلت ملامحها من السعادة إلي الصدمه وحدقتيها قد أتسعت ع مصرعيهما ... أرادت أن تتأكد مما سمعته ..
أدرك صدمتها الجليه ع ملامحها فأعاد لها نفس الكلمة :
بحبك ... والله العظيم بحبك هتسأليني ده من إمتي وحصل إزاي هقولك ما اعرفش أنا كل ما بشوفك بحس برهبة وقلبي يفضل يدق عارف إن مش هتصدقيني وهتقولي ده بيضحك عليا بكلمتين ... بس والله أبدا بالعكس أنا طول عمري مليش ف جو الشمال ونفسي ربنا يرزقني ببنت الحلال تكون محترمه وتتقي الله فيا وياسلام لو بتحبني زي ما بحبها وتكون شبهي مش ف الشكل أصدي ف الطباع
شردت ف كلماته بهيام وقالت بداخل عقلها :
وأنا كمان بموت فيك يا آسوره بس لازم يطلع عينك ياحبي أومال أي عشان تحس بقيمتي وقبل ماتغلط ف حقي أو تزعلني  تفكر قبلها مليون مرة
_ آنسه هاجر ... آنسه هاجر
أنتبهت لمنادته لها فأجابت عليه كالبلهاء :
ها ؟؟
أشاح وجهه وضحك ع ردة فعلها ثم أرتسم الجديه وقال :
قولتي أي ؟؟
أعتدلت ف جلستها وكأنها ستلقي خطابا رسميا وأصتنعت الجدية ف كلماتها قائله :
وحضرتك أي الي خلاك متأكد إن ببادلك نفس الشعور ليه ميكونش إن مثلا مش بطيقك وببقي نفسي كل ما أشوفك أمسكك وأعلقك ف أي مروحة سقف وأفتحها ع أعلي درجه أو أحطك ع أول سور سطح المستشفي وأرميك وأخلص منك
توقعت إن يغضب أو يتضايق لكن لايبدو ع ملامحه أي مشاعر سلبية ... بل نهض وجذب المقعد ووضعه ملتصقا بالمقعد التي تجلس عليه هي ثم جلس بأريحيه وأقترب منها حتي شعرت بأنفاسه التي زادت توترها وجعلت قلبها يكاد يقفز من بين ضلوعها ...
_ أأأ أنت أي الي بتعملو ده يادكتور ... ميصحش كده إحنا ف مكان شغلنا عايز الناس تقول علينا أي ... قالتها هاجر بنبرة سريعة فأوقفها هو بوضع كفه ع فمها لتصمت فأخترقت رائحة عطره الفرنسي أنفها فأغمضت عينيها لتسمتع بإستنشاقه
_ متحاوليش ... أنا متأكد إنك بتحبيني زي ما أنا بحبك .. قريتها ف عينك كل ما بقرب منك زي دلوقت كده
نظرت لأسفل بخجل ووجنتيها شديدة الحمرة لم تستطع إن تجيب عليه ... فأردف حديثه :
ومن ضمن الحاجات الي شدتني ليكي كسوفك... عارفه لما بشوف خدودك وهم بيحمرو كده ببقي نفسي أعمل أي !!
أقترب منها للغايه وهمس بجوار أذنها :
ببقي نفسي أخدك أخبيكي ف حضني
شعرت بحرارة شديدة من تأثير كلماته التي أخجلتها ... أنتفضت ونهضت وهي ترجع مقعدها إلي الخلف وقالت :
عن إذنك أنا ... أنا ... لم تكمل وفضلت الإنسحاب بدون أن تنظر له وركضت إلي غرفة مكتبها لتجد باقة ورود الجوري الحمراء وبرفقتها ورقة مزخرفة ومليئة بالعطر خاصته ... أمسكتها لتقرأ محتواها
( دي حاجه بسيطة بعتذرلك بيها ع المقلب السخيف ... بس لو كان عليا نفسي أجبلك كل الورود الي ف العالم لأنك أجمل وأرق إنسانه شوفتها ف حياتي )
أخذت تستنشق رائحة الورقة المليئه بعطره الفواح وتزكرت كلماته قبل أن تتركه منذ قليل ... إبتسمت ثم تنهدت وقالت :
وأنا كمان بحبك أوي يا آسر .
*****""""""*******""""""""********
_ أنا جاهزة ... قالتها مريم بعدما خرجت من الغرفة بكامل أناقتها حيث ترتدي ثوبا محتشم وردي اللون يزينه ورود بيضاء ع الأطراف ... تترك لخصلات شعرها العنان
حينها علاء كان محدقا ف شاشة هاتفه فرفع عينيه ليري تلك الحورية أمامه فأبتسم لها لكن ماسرعان تحولت الإبتسامة إلي تجهم ... نهض فأقترب منها يدقق ف ملامح وجهها وقال :
أنتي حاطه مكياج !!
تعجبت من سؤاله فأجابت عليه :
ده كحل وروج وبلاشر خفيف
قطب حاجبيه بضيق ثم أخرج من جيب بنطاله عبوة محارم ورقية ليخرج واحده وقام بمسح وجنتيها وشفتيها تحت نظراتها المصدومه والمتعجبة ف آن واحد
فقال:
لو شوفت ف وشك حاجه من دي تاني وأنتي خارجه مش هاتشوفي الشارع ده تاني
تسمرت ف مكانها وعندما أدركت غيرته الشديدة فقالت :
أنت أي الي عملته ده أنا ح....
قاطعها بنظرة جعلتها تتراجع بوجل وقال بصوت مرعب :
مش هكرر كلامي تاني يامريم ... أنا مش طرطور هايمشي معاكي والي رايح والي جاي يبصلك ...  إحنا نازلين مناطق شباب ورجاله فيها أد كده ..  ولولا إن مش بعرف ف الحاجات دي مكنتش خدتك أصلا وخلصت المشوار ده بنفسي
لاتعلم هل تسعد بما قاله وكأنه يصرح لها عن مشاعره بغيرته هذه أم تغضب من أسلوبه وتوبيخه لها وكأنها طفلة صغيرة أمامه ...
تفوهت لتغير الأجواء حتي لاتتشاجر معه :
هي ماما عديلة فين ؟؟
تفهم إنها تتهرب فأجاب عليها :
راحت لخالتي تشوفها عشان تعبانة
كادت تتفوه ولكن فضلت الصمت ليشعر هو بذلك فقال  :
كنتي عايزه تقولي أي ؟؟
مريم :
مش عايزة
ضيق عينيه بنظرة تهربت منه وأشاحت وجهها وتوجهت نحو الباب :
يلا بينا ... فتحت الباب وخرجت ليتبعها ... خرجا من المبني ليشير علاء إلي ( التوكتوك) ليتوقف لهما ودلفا إلي الداخل ... أخرج علاء من محفظته الجلدية ورقة مالية وأعطاها للسائق قائلا :
الموقف ياسطا
نظر إليه السائق ف المرآه وقال :
خلاص ياسطا ده إحنا جيران
ربت علاء ع كتفه وقال :
تسلم ياحمو شايلك ف وقت عوزه
نظر حمو إلي مريم عبر المرآة وقال :
ألف مبروك ياسطا مش كنت تعزمنا
رمقه بإبتسامة صفراء بعدما أدرك مقصد حديثه فقال :
الله يبارك فيك ... معلش بقي كانت خطوبه ع الضيق
حمو :
ولايهمك ياسطا نبقي نجيلك ف الليله الكبيرة ونعمل معاك الواجب
علاء :
إن شاء الله ياحمو ... خد بالك بس أنت من طريقك
همست مريم له :
أنا مش فاهمه حاجه
أجاب عليها بهمس أيضا :
هافهمك بعدين لما ننزل
وصل كليهما إلي موقف السيارات ... ليستقل علاء سيارة أجرة خاصة وجلست مريم جواره بمسافة ... أحترم خجلها
فقالت له :
مش كنا ركبنا ميكروباص أوفر دي العتبه والموسكي جمبنا
علاء :
التاكسي أحسن وبعدين مبحبش جو الميكروباصات ده يقعد لسه يحمل وكل شويه يوقف ف الطريق ينزل ويركب
صمتت ونظرت إلي النافذه المجاوره لها وهي تتذكر ذكري سيئة من الماضي ..
فلاش باك ...
تلحق بخطوات ذلك الشاب الممسك بيدها وهو يسرع خطاه لتصيح بتساؤل وهي توقفه :
إستني يا حسين واخدني وموديني ع فين ؟؟
ألتف إليها قائلا :
هوريكي حلمي الي حققته ..  تعالي بس أنا حالف إنك أول واحده تشوفيه
أذعنت له لتتبعه وتوقف لدي سيارة أجرة جماعية شاغره وقال :
أي رأيك ف العروسه دي ... حلوة مش كده
إبتسمت بفرح له وقالت :
ده بتاعك ؟؟
حسين :
أومال بتاع أمي ... ركزي معايا يا مريومه بقي ... أشتريته بالقسط .. مش ناقص بقي غير أجي لعمك هارون الرزل ده وأطلب أيدك بقلب جامد
مريم وقلبها يقفز من الفرح :
بجد يا حسين ... إمتي بقي نتلم ف بيت واحد وأبعد عن جوز أمي وشره
حاوطها مابين زراعيه وتستند بظهرها إلي السيارة:
متخافيش يابت ... كلها سنة بس أخلص الأقساط ونكتب الكتاب وأعملك أكبر فرح فيكي يا طالبية وتبقي مراتي وساعتها بقي ....
أقترب منها وكاد يقبلها لتدفعه ف صدره وصاحت بحنق :
حسين إتلم مش كل مرة أحذرك المرة الجايه ...
_خلاص خلاص عارف ... أعمل أي أنا بس حد معاه العسل ده كله ومياخدش لحسه !!
إبتسمت رغما عنها وقالت بسخرية :
طب خد بالك للنحل يقرصك وأنت بتقرب من العسل
حسين :
أموت أنا ف العسل وقرصة النحلة الي بتفضل معلمه ف دراعي لأسبوع
ضحكت بدلال :
عشان تحرم تقرب منها تاني
بااااك
****""""********"""""""********
_ في منزل البحيري ...
بداخل غرفة ملك تنحني خديجة أمام ملك حيث تضع لها حمرة الشفاه ذات اللون الوردي ...
_ خلاص ياملوكه أي رأيك بقي ؟؟... قالتها خديجة وعقبت بإبتسامة
نظرت ملك إلي نفسها ف المرآه بإنبهار ودهشه قائلة :
الله تسلم إيدك يا ديجا كأني مش حاطه ميك أب خالص وف نفس الوقت ملامحي جميله جدا
ضحت خديجه ثم قالت :
ياقلبي أنتي ماشاء الله عليكي حلوه من غير أي حاجه وأنا أتعمدت أعملك ميك أب بسيط جدا عشان أبرز جمالك الطبيعي
عانقتها ملك وقبلتها من وجنتيها وقالت :
تسلم إيدك ياأحلي وأجمل ديجا ف الدنيا
طرق ع الباب ...
ملك :
أتفضل
ولجت الخادمه وهي تنظر لملك بإنبهار قائلة :
مصعب بيه وصل تحت يا آنسه ملك
خفق قلبها بشدة ونظرت إلي خديجه التي قالت لها :
مالك متوتره كده ليه ؟؟
أجابت ملك بخوف :
خايفة أوي يا خديجه ... خايفه آدم يكسفه ويقولو نفس كلام يوسف
ربتت عليها خديجه لتطمأنها :
خلي ثقتك ف الله كبيرة وأدعي إن الأمور تكون بخير طول ما أنتو عايزين تعيشو مع بعض ف الحلال ربنا هييسر لكو الحال بإذن الله وربنا يهدي عمو عزيز
ملك :
يارب يا ديجا يارب
_ ها أي الأخبار؟؟... قالتها جيهان التي دلفت توا
ركضت ملك إليها وأرتمت ع صدرها وعانقتها بقوة ... بادلتها والدتها العناق بحنان وقالت :
أطمني يا ملوكتي آدم أخوكي قاعد معاه دلوقت وعمالين يضحكو كمان
أطلقت زفرة بأريحيه وهي تضع يدها ع موضع قلبها ... همت بالمغادره
أوقفتها خديجه :
رايحه فين ؟؟
ألتفتت إليها وأجابت عليها :
نازله أطمن عليه
خديجه :
بلاش يا ملك آدم منبه عليا متنزليش غير لما يبعتلك
نظرت إلي والدتها التي أومأت لها مؤكده ع حديث خديجه وقالت :
خليكي لما يبعتلك أخوكي بدل مايعند معاكي وهو دماغه زي أبوكي صعبة جدا
تنهدت بسأم وهي تنظر بحزن ...
_ بالأسفل ف غرفة إستقبال الضيوف ... يجلس فوق المقعد الوثير مرتديا حلة رمادية كاتمه بدون رابطة عنق التي تزعجه ولايفضل إرتدائها ... شعره مصفف بعنايه ولحيته متصله بشاربه المشذب فمظهره مهندم ومهيبا ف ذات اللحظة ...
قهقه آدم ع مايلقيه مصعب عليه من مواقف كوميدية حدثت له :
ده أنت طلعت مش سهل يا ابو الصعاب
مصعب :
الدنيا علمتني كتير ولسه يا آدم بيه
عقب آدم ع كلماته قائلا :
فعلا عندك حق
صمت مصعب وكلما أراد أن يبدأ الحديث الذي جاء من أجله يعتريه الشعور بالتوتر ثم يتراجع ... أدرك آدم ذلك فقام برفع الخجل عنه وقال :
بص يا مصعب أنا مبحبش المقدمات والرغي الي ملهوش أي تلاتين لازمه
أومأ له مصعب وقال :
تمام يا آدم بيه وأنا زي حضرتك بحب أدخل ف الموضوع ع طول
ربت آدم ع كتفه وقال :
وبعدين أي آدم بيه دي إحنا إخوات
إبتسم مصعب وشعر بالطمأنينة :
ربنا يخليك يا آدم ربنا يعلم أنا بعتبركو أهلي أنتو الي مربيني
آدم :
ومش هاطمن ع ملك غير معاك
بدت الصدمة ع ملامحه لكن ماسرعان إصطحبها إبتسامه عارمه وسعادة جلية
أردف آدم حديثه :
أيوه موافق بس ده بالنسبه لي لكن بقي من ناحية بابا ربنا يعينك لما يرجع من السفر
تبدلت ملامحه إلي الوجوم فأبتسم له آدم وقال :
أطمن أنا ف ضهرك ومش هسيبكو غير لما أشوفك متدبس فيها
ضحك مصعب وقال :
دي هتبقي أحلي تدبيسه
رفع آدم حاجبه بتهكم مازحا :
وكمان بتعاكسها أدامي ... أوم يامصعب معندناش بنات للجواز وأنسي ملك وأنسي أي حاجه
رفع يديه بإستسلام مازحا :
خلاص خلاص سماح يا أبو نسب
آدم :
يلا عشان خاطر ملك وعشان خاطرك برضو
حينها ولجت الخادمة لتقدم إليهما أطباق الحلوي ويرافقها مشروبات باردة
مصعب :
طيب ممكن نقرأ الفاتحة مبدئيا
وإن سمعت الخادمة جملته وبدون أن تدرك أطلقت زغرودة بصوت مرتفع وصل إلي كل من ف المنزل ... لم تصدق ملك أذنيها لتبادلها كلا من والدتها وخديجه التهنئة والمباركه ... ركضت إلي الأسفل حتي توقفت لدي باب الغرفة المفتوح ع مصراعيه وجدت آدم ومصعب يرفعون أيديهم ويقرءو سورة الفاتحة بصوت غير مسموع ... وإن إنتهي مصعب وجاء يرفع رماديتيه حتي تلاقت بزرقاويتيها الساحرة ... ألتفت آدم نحو ما يحدق به مصعب ليجدها تقف بخجل والإبتسامة لاتفارق ثغرها  ... أشار إليها بالدخول ... ولجت بخطي هادئة وتنظر لأسفل
_ أنا لما قلبت عليكي عشان خبيتي عليا والي متعرفهوش أنا أكتر واحد بيحبك وبيخاف عليكي وعمري ما هقف ف طريق سعادتك ... أنا جربت الحب وعرفت إحساسه ولهفته الي شايفها ف عيونك أنتي وهو ... ربنا يتمملكو ع خير وييسرلكو الأمور مع بابا وأنا من ناحيتي هقف معاكو مهما حصل عشان تكونو لبعض ... تفوه بها آدم وبعدها قفزت ملك عليه لتعانقه بقوة وهي تبكي بفرح قائله :
ربنا يخليك ليا يا آدم
لحقت بها كلا من جيهان وخديجه ...
خديجه : ألف مبروك وربنا يتملكو ع خير
مصعب : تسلمي ياخديجه هانم وعقبال لما نفرح بذريتكو يارب
قالت بملامح متوتره :
بإذن الله
جيهان : ألف ألف مبروك يا ولاد
مصعب وملك يمسكان بيديها وقالا :
الله يبارك فيكي ياماما
وكل منهما قببل إحدي يديها
كان وجه آدم متجهما وأشاحه جانبا حتي لايلاحظه أحد لكن خديجه أدركته
فأحبت أن تنسيه فقالت :
بالمناسبه السعيدة دي تعالو نخرج كلنا نتعشا سوا بره
مصعب :
لاء العزومة دي عليا وف المكان الي أنتو عايزينو .
********"""""""""**********"""""""""******
_ مريم ... مريم ..  يناديها علاء ليجدها شاردة
أنتبهت له وقالت :
نعم
علاء :
يلا وصلنا
ترجل من السيارة وهي أيضا
أردف :
مالك كنتي سرحانه ف أي؟؟
إرتسم ع ثغرها طيف إبتسامه وقالت :
مفيش بحب أتفرج ع الشوارع
لم يقتنع بما قالته فقال :
طيب تعالي وخليكي ماشيه جمبي عشان محدش يضايقك
أومأت له بإبتسامة ...
ذهب كليهما إلي عدة متاجر الخاصة بثياب الأطفال والنساء ليبتاع منها العديد من القطع بالجملة ... أنتهيا أخيرا من الشراء ... توقف علاء وقال :
أنتي جوعتي ؟؟
أومأت له بالنفي وقالت :
لاء أنا عطشانه أوي
علاء :
تعالي هوديكي لأحسن واحد بيعمل عصير قصب وفواكه ف الموسكي
وبعد قليل ...
ترتشف من كوب العصير بإستمتاع وقالت :
الله فعلا أحسن عصير قصب شربته ف حياتي
علاء :
أجبلك تاني ؟؟؟
أجابت عليه :
تسلم أنا خلاص بعد البرميل الي شربته ده حاسه بطني هتفرقع
ضحك من كلماتها لتخجل :
بالهنا والشفا ..  خليكي واقفه هنا هحاسب وجايلك ع طول ... متتحركيش من مكانك
مريم :
حاضر
وقفت تتأمل ماتعرضه المتاجر من حولها غير منتبهه إلي الذي ع وشك الإصتدام بها فكادت تقع ع وجهها ...
فقال الشاب معتذرا :
أنا آسف يا آنسه
نظرت له وسوف تتحدث ليعجز لسانها عندما رأته لم تنسي ملامحه ... أنتبه لها أيضا ليرمقها بنظرة كالمصدوم :
مريم ؟؟؟
مريم :
حسين !!!
وف تلك اللحظة جاء علاء وقال :
ف حاجه يا أخ ؟؟؟
نظر حسين بسخريه لهما ومريم تناشده بنظراتها بخوف حتي لايتفوه بحماقة لكن قد خاب رجاءها فقال بتهكم :
ده شكل الزبون بيغير عليكي أوي
صاح علاء بغضب :
تقصد أي ياجدع أنت؟؟ ..  ألتفت إلي مريم وقال :
مين ده يا مريم ؟؟
قهقه حسين بسخرية وقال :
أبقي قوليلو أبقي مين ولا رقم كام ... ولا الكابتن ميعرفش ريمو نجمة الطالبية!!  عن أذنكو
تركهما وذهب لتجد علاء ينظر إليها وألف سؤال ف عينيه .
********************************
_ ترجل كليهما من سيارة الأجرة ... ركضت إلي البناء لتصعد مسرعة وع الرغم مايحمله من حقائب كثيرة لكنه ألحق بها فقام أولا بفتح باب المنزل وألقي بالحقائب ف بهو الردهة ثم جذبها من يدها وقال :
تعالي
لم تتفوه وصعدت معه إلي الأعلي حيث سطح البناء ... جذب أثنين من المقاعد الخشبية القديمة وقال بأمر صارم :
قعدي
وجلس أمامها عاقدا ساعديه أمام صدره وأردف:
بصي أنا سامعك بس قبل ماتحكي خدي بالك أنا موتي وسمي الكدب والي بيكدب فمن الأخر كده عايزك تصارحيني بكل حاجه عشان نبقي ع نور ... ومتخافيش مش هحاسبك ع أي ماضي ليكي أنا ليا من ساعت ماعرفتك
أبتلعت ريقهابتوتر شديد وهي تفرك يديها ف بعضهما ... لاتعلم كيف ستخبره وهل لو أخبرته سوف يغفر لها أم يبتعد عنها !!
أردف بنفاذ صبر :
ها يا مريم ؟؟؟
رفعت عينيها إلي السماء تتأمل سرب من الطيور المحلقة داعيه ربها بداخلها أن تمر تلك اللحظات ع خير وأن لاتخسر  الشخص الوحيد الذي جعلها تشعر بالأمان وأهداها حياه جديده بدلا من العذاب التي كانت تمكث فيه طوال سنوات عمرها المنصرمه ....
أطلقت تنهيده لتبدأ ف سرد ماضيها المؤلم...
_ حكايتي بدأت من وأنا لسه طفلة عندها 7 سنين ...
فلاش باك
_ بداخل مشفي حكومي تقف أمرأه ف أواخر العشرينات من عمرها تتعلق ف يدها طفلتان إحدهما مريم ذات السبع أعوام والأخري شقيقتها الصغري ذات خمس سنوات ...
خرج الطبيب من غرفة العمليات وع ملامحه مشاعر من الحزن والأسف ...
ركضت تلك الأم نحوه ليخبرها بنبرة حزينة :
شدي حيلك يامدام البقاء لله
لم تصدق ما تفوه به حتي شعرت بدوار يجتاح رأسها فلم تري أمامها شيئا لتقع مغشي عليها فصرخت الفتاتان خوفا ع والدتهما ... قام بإسعافها الممرضات ووضعوها ف إحدي الغرف ليدلف حينها شقيق الوالد ذو الملامح القاسية وعينيه لن تنذر سوي بالشر ...
عادت الأم إلي وعيها لتفاجئ بوجوده وإبنتيها تتشبثان بها بخوف ...
_ هارون !!جاي عايز مننا أي يا ظالم بعد الي عملته ف اخوك ... حسبي الله ونعم الوكيل فيك يابعيد
أقترب منها والجحيم مستعر بداخل عينيه يصور له شيطانه مئات الأفكار لكن أكتفي بجذب تلك السيدة المسكينة من وشاحها الذي أنفك ف قبضته وصاح بها مهددا إياها :
إسمعي يا حلوه إنتي من ساعة ما ضحكتي ع أخويا وخلتيه يتجوزك غصب عننا وهو حاله متبهدل والفقر ماسكه بعد ما كان من أكبر عيلة فيكي يا إسكندرية لكن أقول أي أصل النسوان دي أقدام فيه الي تعلي  جوزها لسابع سما وفيه الي تخسفه لسابع أرض خصوصا لو وش فقر زيك
إبتعدت تاركة وشاحها ف قبضته وصرخت ف وجهه اللعين :
أنا الي أنقذته من إنه يشتغل معاك ف القذارة الي أنت فيها وخليته يكسب من الحلال أحسن من الحرام الي مغرقكو من أكبر نفر فيكو لحد أصغر واحد وجيت أنت برضو قعدت تضحك عليه وتوهمه بكدبك لحد ما خدت منه كل الي وراه وسبته ع الحديده وليه كل ده عشان يلف يلف ويرجع يتذل ليك وتدخله ف سكة الحرام الي أنت ماشي فيها ... منك لله يا أخي منك لله والله بس أطمن عليه ويقوم بالسلامه وأنا هاروح أبلغ عنك الحكومه يجو يقفلولك المخروبه الي فاتحها للأشكال الي زيك
ضحك بسخريه وإستهزاء ثم رمقها بنظرة جعلتها تضم الفتاتين بخوف وهي تبتعد من أمامه ... توقف ثم تفوه قائلا :
طيب مين غير لوكلوك كتير يا مرات أخويا من الأخر كده فلوس ملكوش حاجه عندي ولو عايزه تبلغي روحي بس وقتها متلوميش غير روحك ياحلوه لأن وقتها ولا هاتشوفي بناتك ولا هخليكي تعرفي تمشي ع رجلك دي تاني والي كان بيحميكي خلاص أديه بيطلع ف الروح أبقي وريني بقي هاتعملي أي ... وبالمناسبه لو عايزه فلوس بناتك مش أدامك غير حل واحد تتجوزيني !!
تركها بعدما دفعها بكتفه بقوة فأصتدمت بالحائط وهي تتشبث بطفلتيها وكأنها تستمد قوتها منهما
باااااك
أطلقت زفرة بملامح متألمة وأستطردت حديثها :
وبعدها مافاتش يومين وبابا مات وسابنا لأهله الي قعدو يذله فينا ويهددو ماما إنها لو طلبتهم بورث بابا هياخدونا منها وممكن يلبسوها أي تهمه ويرموها ف السجن ... خدتنا ونزلنا القاهرة وهناك وصلها عمي وبعد ضغط منه إستسلمت وإتجوزته عشان تتقي شره خوفا علينا وعرفنا بعدين إنه كداب وسبب جوازه منها إنه يضمن إنها متبلغش عنه ولا تطالب بفلوس بابا الي نصب عليه فيها  ومكنش بيصرف علينا وهي  قعدت تخدم ف البيوت  ع الرغم إنها مريضة سكر ومبتستحملش الشغل الكتير ... كبرت شوية وبدأت أساعدها وأشيل عنها شويه وف يوم تعبت جامد والإسعاف جت خدتها وعرفنا إنها عندها فشل ف وظائف الكلي ولازم تعمل عمليه ف أسرع وقت وكل الي حيلتنا ميسواش ربع المبلغ ... مجاش ف دماغي وقتها غير إن ألجأ لعمي الي مفروض جوزها ومسئوله منه  ...
********"'"""""**********""""""""
_ في منزل ياسين ....
أنتهت من إعداد طعام العشاء لتقوم برص الأطباق ع المائدة لكن ع مايبدو إنها تكفي لشخص واحد ...عقدت حزام معطفها المخملي بتأفف حيث أرادت منادته ليأتي لكنها لاتريد فهي تتجنبه ولم تتحدث معه منذ تعامل معها بقسوة وأخذها عنوة عنها ... لم تسامحه بعد وهو يشعر بالخجل كلما تلاقت عينيه بعينيها ...
ذهبت إلي الردهة حيث يتمدد ع الأريكة يغط ف النوم وبيده جهاز التحكم الخاص بشاشة التلفاز الذي يذيع مباراة كرة القدم ... زفرت بضيق وأقتربت منه سحبت من يده (الريموت) وأغلقت التلفاز ... دنت منه قليلا لتوقظه وتفوهت بصوتها الرقيق :
ياسين .. ياسين
لم يستيقظ ... عادت الكرة بصوت مرتفع وهي تلكزه ف زراعه حتي فتح عينيه بحذر حيث أزعجه الضوء الساطع من الثريه التي تتوسط سقف الغرفة ... نهض وجلس بإعتدال وهو يتثاءب ... نظر إليها لتبادله بنظرات لوم وعتاب التي ترمقه بها الفترة الأخيره ... قالت بنبرة جدية :
العشا ع السفره ... أنا داخله أنام تصبح ع خير
...وهمت بالذهاب أوقفها بإمساك يدها قائلا :
ممكن تاكلي معايا ؟؟
رمقته بضيق وقالت :
ممكن تسيب إيدي لو سمحت
قال بنبرة رجاء وتوسل :
عشان خاطري ... الأكل ملهوش طعم من غيرك
وقام بطبع قبلة رقيقة بداخل كفها
جذبت يدها بقوة وهي تكبح عبراتها وركضت إلي غرفتها ... نهض خلفها ع الفور ليولج إلي غرفتهما ووجدها تقف ف الشرفة مطلقة لعبراتها العنان ...
_ ممكن تدخلي جوه عشان متبرديش ... قالها ياسين ثم وضع يده ع كتفها
أبعدت يده عنها ولم تلتفت له وقالت بصوت مبحوح من البكاء :
ممكن تسيبني لوحدي ؟؟
ياسين :
ياسمين كفاية أرجوكي أنا كل يوم بتعذب ... أ أ أنا مش عارف أوصفلك أنا عايش إزاي وأنتي بعيده عني .. أنا بموت كل ما أبص ف عينيكي وألاقي نظراتك ليا كلها عتاب وخوف مني ... خايفه من الراجل الي مفروض يكون هو أمانك
تركته ودلفت لداخل الغرفه وألتفت إليه وصاحت ببكاء :
لما أنت ندمان أوي كده عملت فيا كده ليه !!! ... أنت صحيت جرح جوايا ماصدقت إنه يموت وجيت أنت صحيته بالي عملته معايا
أقترب منها وقال :
عارف وبقولك آسف سامحيني وأعذريني أنا وقتها كنت مضغوط ومازلت تحت ضغط وأقسم بالله لو واحد غيري مكنش أستحمله وأستسلم ع طول
نظرت له بعدم فهم وهي تجفف عبراتها وقالت :
أنا مش فاهمه حاجه بس كل الي أعرفه إنك مبقتش ياسين الي وعدني بالأمان والحنية ومع أول ضغط زي مابتقول جيت عليا وعاملتني كأني واحده جايبها من الشارع ... لو ده هيخفف عنك الضغط وهيريحك أنا تحت أمرك يا ياسين بيه ...  قالتها وهي تجذب عقدة رابطة الحزام وخلعت معطفها لينسدل تحت قدميها ليظهر ذلك القميص الحريري ذو اللون الأحمر القرمزي يكشف زراعيها وأعلي صدرها ونصف ظهرها ويصل إلي منتصف فخذيها ...
حدق بها بصدمة من طلبها ومن فعلتها ... صاحت به :
أتفضل مستني أي !!! ... ولا عشان أنا راضيه وبمزاجي ... إبتسمت بسخرية وأردفت :
الظاهر عجبك جو الغصب ده
كان يستمع إليها من بين ذهول وصدمة وكأنها صفعته بكل قوتها ...
_ أنا عمري ما كنت كده ولا هابقي كده  وأنتي عارفه كده كويس وعارفه أد أي بحبك ... وبسبب حبك متحمل فوق طاقتي ... صاح بها ياسين
ياسمين : يااااه وطالما حبي عبئ عليك أوي كده ليه إتجوزتني وعايش معايا !!! ... ولا عزيز باشا لسه بيضغط عليك بسبب جوازنا الي مش راضي عنه ... ولا أقولك ريح نفسك من كل المشاكل دي وتعالي كل واحد فينا يروح لحاله أحسن
عقد حاجبيه وبوجه متجهم نظر إليها وقال:
تقصدي أي ؟؟
تنهدت وهي تستعيد قواها فقالت :
طلقني يا ياسين
سمع تلك الجملة وقد غلي الدم بعروقه وخشي أن يطلق غضبه عليها فقال وهو يجز ا أسنانه :
أنا لولا إن مقدر حالتك النفسية ومش واعيه لكلامك كان هيبقي ليا معاكي تصرف تاني ... قالها وأتجه نحو التخت وأخذ وسادة صغيرة وغطاء وأردف :
أديني سبتلك الأوضه كلها ومن هنا ورايح متعمليش حسابي ف الأكل
غادر الغرفه وهو يوصد الباب بقوة خلفه ... أنتفضت بفزع وأجهشت بالبكاء مرة أخري ...
صدي رنين رسالة واردة ع هاتفها ... أمسكت الهاتف وفتحت الرساله لتجدها من رقم مجهول و محتواها كما يلي
(عيشيلك يومين مع ياسين لأنه بكرة هيسيبك وهيبقي مع غيرك
فاعل خير )
******"""""""*******"""""""*****
فلاش باك
يرمقها بنظراته الخبيثة قائلا :
كان ع عيني يا بنت أخويا كل فلوسي حاططها ف النايت وما أحتكمش ع مليم منها
نظرت له بنظرات حزن وأسي وبنبرة رجاء قالت :
أرجوك ياعمي أمي بتموت وإحنا ملناش غيرها ... أنا هاخدهم منك سلف وأوعدك كل شهر هسددلك مبلغ منهم
ضحك بإستهزاء وقال بسخرية :
هتسدديهم منين وأنتي يادوب الي بتقبضيه بتاكلو وتشربو بيه ... نصيحه مني مضيعش وقتك ع أمك دي وسبيها تموت ولا تولع بجاز دي وليه عاملة زي البومه حتي ع نفسها
رمقته شزرا وصاحت بحنق :
تصدق فعلا كان عندها حق تبعد بابا الله يرحمه عنكو خصوصا أنت .. ربنا مايحوجنا ليك أبدا ولو أني لينا عندك كتير من الي قلبته من بابا زمان ولو كنت طلبتك بفلوس ده حقنا مش هتجب علينا من جيبك يعني وهي مراتك وليها حق عليك
جذبها من يدها بعنف وهي يتفوه بأفظع السباب والألفاظ البذيئه :
جري أي ياروح أمك هي مسلطاكي عليا    فعلا ما البومه هتجيب أي غير بومه زيها
أنهالت دموعها ع وجنتيها وصاحت ف وجهه :
حسبي الله ونعم الوكيل فيك وف كل الي ظلمنا
كان ع وشك أن يصفعها لكن جاءته فكرة ألقاها عليه شيطانه فتفوه بما أسعدها..
_ أنا مستعد أتكفل بعملية أمك ...
قالها هارون  بنبرة ماكرة فألتفتت له غير مصدقه وكادت تبتسم ... لكن سرعان أن تحولت إبتسامتها حينما أستطرد كلماته :
بس ع شرط إنك تيجي تشتغلي عندي ف النايت !!!
باااك
_ وأشتغلتي أي عنده ف النايت ؟؟
تحدث بها علاء وهو يرمقها بترقب ينتظر إجابتها وهو يشد ع قبضة يده
نظرت إليه لثوان وقلبها يخفق بقوة ... أبتلعت لعابها بتوتر ثم قالت :
أشتغلت جرسونة بنزل طلبات للزباين
رفع حاجبيه بتهكم وقال :
أصدك بتفتحي أزايز الخمره للزباين مش كده ؟؟؟
نظرت لأسفل بخجل وتساقطت عبره من فيروزتها ... شعر بالندم من ماتفوه به فأردف بنبرة إعتذار :
آسف مش أصدي
أجابت عليه وهي تبكي :
مكنش ف أيدي حاجه أعملها غير كده يا إما أمي هتموت وأنا كنت بدفع التمن غالي من نظرات الرجاله الي كانت بتنهش فيا ولا كلامهم ليا الي كان بالنسبه لي الشتيمه أرحم منه ... أنا أتبهدلت ياعلاء ... شهقت ببكاء وهي تجفف أنفها بالمحرمة الورقية
أقترب منها وعانقها ليخفف عنها قليلا وسرعان ماتذكر هذا الشاب فقال :
وأي حكاية الجدع خطيبك ده ؟؟
حاولت أن تهدأ من البكاء وقالت :
حسين ده كان يبقي قريب واحده صاحبتي ..  شافني معاها كذا مره لحد ما جه ف يوم وطلب منها إنه عايزني ف أمر مهم ... أنا كنت عارفه إنه معجب بيا وأنا كمان بادلته نفس الإعجاب ولما قابلته فاجئني إنه عايز يجي يطلب إيدي من أهلي لأنه بيحبني ... طبعا فرحت أوي زي أي بنت وقولت أخيرا هابعد عن عمي وأرفه وأرف شغله .. لكن شكلي كنت بحلم روحت للشيطان الي إسمه هارون وقولتله إن مش جايه الشغل تاني هددني إن لو مرجعتش عن الي بقول له هيروح يقول لخطيبي عن شغلي ده غير إنه هيروح يقول لماما إن بشتغل معاه ولو عرفت ممكن يجرالها حاجه بسببي ... وفعلا ف اليوم الي إتشجعت فيه وسبت له كل حاجه ورميت له جزء من الفلوس الي عليا ... روحت البيت لقيت حسين قاعد مع ماما وأختي وكلهم بيبصو لي بنظرات إتهام وإستحقار وقتها أتأكدت عمي نفذ تهديده ... بعد كلام زي السم من حسين رمي لي الدبله ف وشي وماما أنهارت وجالها صدمه عصبيه ودخلت ف غيبوبه وأختي كرهتني وقعدت تصرخ فيا وتقولي أبعد عنهم ... معرفتش أروح فين مليش حد غيرهم وعدي كذا يوم عليه وأنا ف الشارع ولما كنت عايزه أنام بطلع لسطح بيت قديم وأستخبي من البرد والمطر ف عيشة فراخ قديمة لحد ما صاحبة العشه شافتني ف يوم حكتلها حكايتي وصعبت عليها عرضت عليا إنها تبعتني الغردقه عند أخوها عنده سوبر ماركت كبير قالتلي إنها هتقوله ع ظروفي وإنه يشغلني عنده... فرحت جدا وحسيت إن الدنيا أبتدت تضحكلي ... سافرت وكان مستنيني هناك كان راجل كبير حوالي 60 سنه ومحترم جدا وعاملني زي بنته وأشتغلت عنده ف السوبر ماركت ف قسم الخضار والفواكه مر حوالي شهر وعرفت إن ليه إبن كان عايش بره والي فهمته إنه فاشل وصايع وبتاع بنات
_ طبعا مسبكيش ف حالك ... قالها علاء
تنهدت بحزن جلي وقالت :
ف يوم كان عندنا ضغط شغل ورجعت للسكن وأنا مش قادره أقف من كتر التعب وأنا بفتح باب الشقه ولسه بدخل لقيت الي بيزءني جوه وقفل الباب وأتهجم عليا شكله كان شارب حاجه ... فضلت أدافع عن نفسي وكل ما أصرخ يكتم بوءي قعدت أدور بأيدي يمكن أطول حاجه أضربه بيها لحد مالاقيت فازة معدن صغيرة مسكتها وأديته بيها ع دماغه أترمي من عليا ف الأرض قربت منه عشان أتأكد أنه مغمي عليه لاقيت راسه بتنزف دم كتير معرفتش أتصرف وخوفت روحت لميت حاجتي وهربت من غير ماحد يحس بيا وفضلت ألف ف الشوارع لحد ما لقتني اليوم الي شوفتني فيه ... دي كل حكايتي
ظل يرمقها عن كثب و شعر إن هناك حلقه بل حلقات مفقوده من ذلك السرد أو أن هناك ماتخفيه عنه ولاتريده أن يعلمه ... تظاهر بمصدقيتها وقال :
طيب يا مريم من النهارده عايزين نبدء صفحة جديده ونرمي كل الي فات ورا ضهرنا ... لأنك ... صمت لثوان ليري ف عينيها التوتر والحيره فأردف :
لأنك هتبقي مراتي !!!

♥يتبع♥

عهد الذئاب (الجزء التاني لصراع الذئاب)  «مكتملة» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن