# الحلقة الرابعة عشر

44.7K 1.2K 59
                                    

#الحلقة_الرابعة_عشر
#عهد_الذئاب
#بقلمي_ولاء_رفعت

_ تقف بداخل شرفة غرفتهما والقلق والخوف يأكل قلبها منذ أن تركها ليذهب للبحث عن زوجة شقيقه ولم تعلم عنه شيئا ... هاتفه مغلق ومخاوفها تصور لها مخيلات تدعو الله أن تسير الأمور بخير ويعود إليها بدون أن يمسه ضرر ... فقلبها لم يتحمل إن يصيبه أي مكروه
دق باب غرفتها ليتبعه صوت ملك الرقيق مناديه :
خديجة أنتي جوه ؟؟
دلفت خديجة من الشرفه وفتحت لها الباب وقالت :
أتفضلي ياملك
رمقتها ملك بتساؤل :
مالك يابنتي قافله ع نفسك ليه من ساعة ديمو مشي..  أنتو أتخانقو ولا أي ؟؟
أجابت خديجة وهي تواري توترها :
لاء ربنا مايجيب زعل أبدا ... أنا بس كنت زهقانه ووقفت ف البلكونه شويه سرحت ومحستش بالوقت
نظرت إليها بشك وقالت :
أمممم طيب ... تعالي قعدي معانا ف الجاردن تحت الجو تحفة وريحة الهوا تجنن
نظرت إليها خديجة بتمعن وقالت :
قولتيلي جو وهوا يجنن ... مصعب كلمك ؟؟
إبتسمت وهي تضع طرف سبابتها بين شفتيها ثم قالت :
مصعب هيكلم آدم ع بلليل عشان يحدد معاه ميعاد ويقابله
إرتسمت ع شفتيها بسمة بعكس ما بداخلها من خوف وقلق ع زوجها ... فتحت زراعيها إليها لتركض الأخري ويتعانقا فقالت خديجة :
ألف مبروك مقدما يا حبيبتي وربنا يتمملكو ع خير
ملك بنبرة حالمة :
أيوه ياديجه قعدي أدعيلنا كده خصوصا أفضلي أدعي أن يحنن قلب بابا علينا وميقفلهاش ف وشنا ويحسسني بجو فيلم رد قلبي
ضحكت خديجة رغما عنها وقالت :
آه لو سمعك ... أنتي خلي أملك ف ربنا كبير وأدعي كتير ف السجود ولو أني زعلانه منك عشان مبقتيش مواظبه ع الصلاه
نظرت ملك لأسفل قائله بإحراج وخجل :
غصب عني ساعات بنسي
خديجة :
مفيش حاجه إسمها نسيت يعني لو سي مصعب قالك قابلني كل يوم وف اليوم 5 مرات طبعا أنا مش بقارن ربنا عز وجل وتعالي عن كل شئ ..  بس بديلك مثال بسيط ..  ها هاتنسي مقابلتك معاه ولو هتقابليه قبل الميعاد كمان ؟؟
تنهدت وقالت :
طبعا هقابله وأتمني أبقي معاه ع طول
خديجة :
طيب والي أنعم عليكي بنعماته الي لاتعد ولاتحصي ملهوش حق عليكي تديله من وقت طاعة ومحبه
ملك :
عندك حق ف كل كلمه خلاص من هنا ورايح إن شاء الله هواظب ع الصلاة وياريت نصلي جماعه مع بعض
خديجة :
وأنا كل ما الآذان يأذن هاخدك نتوضا ونصلي مع بعض ولو أنا سهيت برضو فكريني أنا برضو ساعات بأخر ف الصلاة
أومأت لها بإبتسامه وقالت :
ربنا يخليكي ليا يا أحلي ديجا لو ليا أخت مكنتش هتخاف عليا كده
ربتت ع ظهرها بحنان وقالت :
ربنا يعلم محبتك ف قلبي أكتر من الأخت  وساعات بحس إنك بنتي ومسئولة مني ..  ربنا مايحرمنا من بعض ويزيد المحبة ف قلوبنا
ملك : آمين يارب
*********************************
_ في إحدي المشافي الشهيرة ...
خرج الطبيب من غرفة العمليات ليركض نحوه كنان ليسأله :
أي الأخبار يادكتور ؟؟
الطبيب :
أطمن يا أستاذ كنان خرجنا الرصاصة والحمدلله كانت مستقرة ف عضلات كتفه ومدخلتش ف العضم كان هيبقي الموضوع أصعب ... بس للأسف فقد دم كتير ومحتاجين كيسين دم من فصيلته لإنها خلصت من عندنا وبعتنا لبنك الدم هياخدو وقت كتير عقبال مايبعتو وده مش ف مصلحة قصي بيه وخطر عليه
كنان :
هو فصيلته أي ؟؟
أجاب الطبيب :
O+
كان آدم يجلس بجوار شقيقه ينتظرا الطبيب الذي يتفحص صبا حيث ساءت حالتها معلق لها محاليل حيث أصابها ضعف عام وأصيب رضيعها بالصفراء فأدخلوه الحضانة ... ظلت كارين برفقتها بعدما أطمأن عليها الطبيب وتأكد من سلامتها وسلامة ماتحمله ف رحمها ...
نهض آدم بعد سماعه لحديث الطبيب وقال :
أنا يادكتور فصيلة دمي o+
قال له الطبيب بإمتنان :
ياريت بسرعة تروح غرفة التبرع بالدم عشان مفيش وقت ...
قام بمناداة إحدي الممرضات فجاءت وقال :
روحي مع آدم بيه ف غرفة التبرع
الممرضة :
أمرك يادكتور ... تعالي معايا يافندم
أقترب يونس منه وقال :
أستني أنا جاي معاك
آدم :
لاء خليك أنت هنا ممكن كارين تحتاج حاجه فلازم تلاقي حد فينا
_وبداخل الغرفة التي بها صبا ...
فتحت عينيها بثقل وقالت بصوت واهن :
أنا فين ؟
أمسكت كارين يدها لتطمأنها :
إحنا ف المستشفي الحمدلله أنتي بخير
عقدت جبينها وهي تتذكر ماحدث فقالت بذعر :
إبني ... قصي ..  هما فين
حاولت أن تنهض ... قامت كارين بمنعها :
أهدي بس هم بخير النونو عنده نسبة صفرا دخلوه الحضانه لحد مايخف منها وقصي يونس لسه مطمني عليه
رمقتها بعدم فهم وقالت :
قصي ماله ... أنا أخر حاجه فكراها ... صاحت بخوف : الرصاصه
كارين :
بابنتي أهدي أرجوكي الحمدلله خرجه من كتفه الرصاصة وبقي كويس هو بس محتاج نقل دم ومش هتتخيلي مين الي أتبرع له ... رمقتها صبا بقلق فأردفت الأخري :
آدم إبن خالك إتبرعله بدمه ... تخيلي !!
تنهدت بأريحيه وقالت :
آدم طول عمره طيب ...
حاولت النهوض مرة أخري وقالت :
أنا عايزه أشوف قصي وإبني
كارين :
حاضر إستني بس لما الدكتور يطمني عليكي زمانه جاي وبعدها هاخدك بنفسي تشوفيهم
إبتسمت صبا ع مضض وقالت :
ربنا يخليكي ليا يا كارين
كارين :
إحنا إخوات ياصبا ... وشدي حيلك بقي عشان تبقي تقفي معايا بعد 8 شهور
إبتسمت صبا وقالت :
أي ده بجد؟؟؟
أومأت لها بإبتسامة عارمه
صبا: ألف مبروك يا حبيبتي
كارين : يلا لو طلعت بنوته فأنا بحجز عريسها من دلوقت إبن أخويا ... اه صح أنتو هاتسموه أي
صبا : إن شاء الله مالك
كارين : جميل الاسم يتربي ف عزكو وتفرحو بيه يارب
دق الباب ليولج الطبيب إليهما وقام بفحص صبا وسمح لها بالتحرك ... غادرت الغرفة وهي تستند ع ساعد كارين ... ذهبت أولا لتطمأن ع رضيعها كانت تتأمله من خلف الزجاج ... أخبرتها الطبيبة المسئولة عن الحضانة إن صغيرها بخير وماهي إلا ثلاثة أيام وسوف يعود إليها
بعد ذلك علمت إن قد خرج زوجها من غرفة العمليات ليضعوه ف غرفة العناية تحت الملاحظة حتي يستيقظ ... وبعد أن تحايلت ع الطبيب بأن تدلف إليه وافق أخيرا ... أرتدت مأزر طبي معقم وقلنصوه وقفازات وأغطيه بلاستيكيه ف القدمين وولجت إلي العناية ...
وقعت عينيها عليه حتي شعرت بغصة ف قلبها وهي تراه مستلقي ع الفراش متصله بيده أنابيب رفيعة إحداها محلول والآخر متصل بكيس دماء وبسبابته مشبك متصل بجهاز قياس نبضات القلب ... يتنفس بإنتظام ... أقتربت منه وأنحنت نحوه تزيح خصلات شعره المبعثره ع جبينه وقامت بتقبيل جبهته قائله :
ألف سلامه عليك ياروحي  ... يلا قوم عشان خاطر مالك إبننا ... ع فكرة كله أنت نسخه منك ...عشان تعرف بحبك أد أي ... كنت بسمعهم ديما بيقولو إن لما البيبي بيطلع شبه باباه يبقي مامته بتحبه أوي ... وأنا مش بحبك وبس ده أنا بعشقك ياروح قلبي
_ مدام صبا الدكتور بيبلغ حضرتك إنه كفايه كده عشان قصي بيه ميتعبش وكلها كام ساعه وهيفوء إن شاء الله ... قالتها الممرضة
وقبل أن تغادر أمسكت يده بحذر بسبب الإبرة المغروزه بها وقامت بتقبيلها بحنان :
مستنياك ياحبيبي
غادرت الغرفة وظلت تنتظر ف الخارج
_ نعود إلي آدم الذي تذكر أخيرا خديجة التي يقتلها القلق عليه ... فتح هاتفه ليجد العديد من الإتصالات والرسائل فقام بمهاتفتها وطمأنها عليه ولم يخبرها الحقيقة كاملة حتي لاتقلق ولايقلق الآخرون .
**********************************
_ يجلس أمام التلفاز ويصتنع مشاهدة إحدي مباريات كرة القدم حيث فكره ف جانب آخر ...
_ العشا جاهز ... قالتها رحمة ولم تجد منه إنتباه ... أمسكت بجهاز التحكم الخاص بشاشة التلفاز وقامت بإغلاقه وأردفت مرة أخري :
العشا جاهز ... نهض من ع الأريكة فوقفت أمامه وبداخلها يستشيط غيظا من بروده خاصة بعدما قرأت محتوي البطاقة المرفقة مع باقة الأزهار ...
رفعت البطاقة أمام عينيه وقالت :
ممكن أعرف مين شاهنده دي وبعتالك ورد بصفتها أي ؟؟؟؟
تصنع عدم المعرفه وقال بإقتضاب :
معرفش ... تركها وذهب إلي طاولة الطعام
ذهبت خلفه وصاحت بصوت مرتفع :
مش دي الهانم الي رافعة قضية خلع ع جوزها عشان إتجوز عليها الشغالة بتاعتها ؟
زفر بضيق وأمسك بقطعة خبز وتناول قطعة من الجبن وأخذ يمضغها بهدوء قاتل
ضربت بيدها ع المائدة ليهتز كل ماعليها وصاحت بغضب :
ماترد عليا مش بكلمك ؟؟؟ شاطر بس عشان بصة غصب عني أتحمأت و عملتلي فيها راجل ولاوي بوزك عليا من ساعتها ...
أنتهت من كلماتها وألتقطت أنفاسها ...
ترك مابيده وقال بهدوء الذي يسبق العاصفة :
خلصتي كلامك ؟؟
عقدت ساعديها وقالت بتحدي وعناد :
أي كمان عايزني متكلمش ولا أشتكي ولا هو حلال ليك و....
لم تكمل لتبسط ساعديها بجانبها وهي تتراجع إلي الخلف حيث نهض وتقدم نحوها يرمقها بنظرة لأول مرة تراها ف عينيه ... أصتدمت بظهرها ف باب غرفة المكتب وهمت بالإلتفات لتدلف إلي الغرفة ليمنعها هو محاصرا إياها بين زراعيه ... لأول مرة تخشاه وتقلق من ردة فعله ... رفعت يديها بدون إرادة ف وضع حماية ع وجهها ليري ذلك ..  أحس بإنقباضة ف قلبه وندم ولام نفسه كيف أوصلها لهذا الشعور وهو الخوف فهي مازالت تفتقد الإحساس بالأمان ...   أبتلع غصته وأقترب منها يزيح يديها من ع وجهها ثم عانقها بحنان بالغ هامسا لها بحب وهيام :
متخافيش يا رحمة أنا بحبك وعمري ما هأذيكي يا حبيبتي
تسمرت بين زراعيه غير مصدقة حيث كانت تتوقع العكس ... رفعت يديها لتحاوط عنقه قائله :
أنا كمان بحبك أوي يا أيهاب ومفيش ف قلبي غيرك والله نفسي تصدقني وتخرج كل الي ف دماغك من شك أو ظن سيئ
أبعد  رأسها عن صدره لينظر إليها وقال :
كان غصب عني ..  من كتر حبي ليكي مش بستحمل حد يبصلك ولاعينيكي تبص ع حد ... هاتقولي عليا مجنون لو قولتلك إن لما أسامه أخوكي بيحضنك ببقي عايز أقتله لأن حضنك ده بتاعي أنا وبس ملكي ومحدش ليه أي حق فيكي غيري أنا
تستمع لكلماته وقلبها يحلق ف سماء وردية يرفرفرف بجوانحه ويتراقص من السعاده ... لم تصدق أذنيها فقالت :
ياااااه يا إيهاب بتحبني أوي كده ؟؟؟
ضغط ع وجنتها بإبهامه وسبابته مبتسما لها بعشق وقال :
آه بحبك أوي كده وبغير عليكي حتي من هدومك
توردت وجنتيها ودفنت وجهها ف صدره لتقع فتذكرت باقة الأزهار ... أبتعدت عنه فجاءه ليندهش من تصرفها فقالت :
وأي الي بينك وبين الحيزبون الي إسمها شاهنده دي ؟؟؟
ضحك لأكثر من دقيقه ثم هدأ وقال :
أنتي مشكله ..  وعموما عشان قلبك يرتاح .. دي عميلة عندي زي ماأنتي عارفه ولما مسكتلها القضية لاقيتها كل شويه تتصل بيا عايزه تقابلني برة بأي حجه عبيطه وفكراني ساذج متعرفش إن فاهمها كويس أوي من أول مقابلة ..  وف يوم قولت أخلص من زنها ووافقت إن أقابلها لاقيتها بتصارحني وش إنها معجبه بيا وأنا الي كانت بتحلم بيه المهم فهمتها إن خاطب وبحب خطيبتي وخلاص هانتجوز ... أتصدمت ف الأول بعد كده فجاءتني إنها موافقه تكون زوجة تانية حتي لو عرفي ... قابلت عرضها بالرفض بالزوء والأدب لاقيتها قامت من مكانها وبتقولي كأنها بتتحداني وبتهددني إنها هتلفقلي تهمة إن كنت بطلب أتعابي منها إن يعني ... صمت وحك ذقنه بخجل وأردف :
إن عايز أعمل معاها علاقة يعني ... شهقت رحمه ووضعت يدها ع فمها بخجل
_ أنا الحمدلله كنت عامل حساب اللحظة دي وسجلتلها مكالمتها وكل الي قالتهولي ف المقابله دي ... سمعتها التسجيل لاقيت وشها جاب ألوان الطيف كلها وقولتلها :
مش إيهاب عبد الحميد الي يتلوي دراعه من واحدة ست وأعلي ما ف خيلك أركبيه ... كان وشها بيطلع بخار من كتر الغيظ سابتني ومشيت وهي بتقولي بكره هتتندم إنك وقفت ف طريقي ... بس كده دي كل الحكايه ولو مش مصدقاني ممكن أسمعك التسجيل
إبتسمت ثم عانقته وقالت :
أنا واثقة فيك ياحبيبي وعارفة إن ولا ألف من نوعية شاهنده دي تفرق معاك
إيهاب :
وأي الي مخليكي واثقه أوي كده مش ممكن أكون بضحك عليكي ؟؟
أومأت له يمينا ويسارا :
توء توء ... لأن قلبك معايا أنا وديما شاغلة بالك حتي لما كنت مبتكلمنيش
إيهاب :
ده أنا محدش أدي يابختي بيكي ... بحبك أوي يارحمة
رحمة :  وأنا بعشقك يا عيون وروح وقلب رحمة
عانقها بقوة وحنان فقالت :
يلا بقي تعالي كمل أكلك وأنا هاروح أغير العباية دي عشان وقع عليها عصير برتقال ... ثواني وجايه
تركها تذهب فأبتسم بخبث وتسحب خلفها ... كانت موليه ظهرها إلي باب الغرفة التي أغلقته خلفها ورفعت طرف العباءه لأعلي لتجد من يرفعها بدلا منها حتي أنخلعت ... شهقت بذعر لتلتفت خلفها ...
_ إيهااااب !!! قالتها بخجل ليجذبها بين زراعيه وقال :
أي ؟ ... قالها وغمز بعينه مبتسما بمكر
زادت حمرة وجنتيها وهو يرمقها بنظرات حب ورغبة :
إيهاب بس بقي
همس لها بالقرب من شفتيها وقال :
بس أنتي بقي... ده أنا بحلم باللحظة دي من أول ماقلبي وعينيا شافوكي
جزت ع شفتها السفلي بخجل وقالت :
بس عيب ياهوبا
إيهاب : بقي ع أخر الزمن يتقالي ياهوبا ... تعالي بقي ف حضن هوبا وأحكيلك أنا كنت بحلم بإي
قام بحملها ووضعها ع التخت ...
قالت بخجل :
إيهاب العشا زمانه برد
إيهاب :
أنا الي بردت وعايز أتدفا ...
أطفأ الإضاءة ليضيئ لها دربهما بعشقه وحنانه ويحتويها بكل حب ليشعرها بالأمان التي لم تجده سوي ف أحضانه هو فقط.
*******************************
_ تضع مريم الثياب بداخل المغسلة ثم أغلقتها وفتحت الدرج العلوي  لتسكب بداخله مسحوق التنظيف فأرتجفت يدها ليتناثر ع الأرض
_ هاااا ينهارك أسود ومنيل ... مش عارفه تحطي الآريال ف الدرج آه يامرارتي الي هتتفقع  .. صاحت بها عديله
أنتفضت مريم بخوف وقالت وهي تمسك بالفرشاة والمجرفة :
آسفه والله مكنش أصدي هلمو بسرعه أهو
عديله :
أعدي أنتي بس عليلي ف ضغطي بسهوكتك دي وف الآخر تتأسفي ... الله يسامحك ياعلاء يابني بلتني بمصيبة هاتجيب أجلي
لم تتحمل مريم كلمات عديلة اللاذعة فأخدت تبكي ...
عديلة بسخرية :
عيطي ياختي عيطي ... هو ده الي باخدو منك ..  ليهم حق أهلك يرموكي رميت الكلاب ف الشارع
_ ماماااااا .. صاح بها علاء الذي جاء ع صوت والدته وهي تنهر تلك المسكينه
نظرت له ملك بعينيها الباكيتين وتركتهما وركضت إلي غرفة فاتن ...
جز علاء ع أسنانه بغضب وقال :
هو أنا كل مره أقولك بطلي أسلوبك وكلامك الزفت ده مع مريم ... ولا هي عشان غلبانه ومش بتقدر ترد عليكي هتيجي عليها
تصنعت عديلة الطيبة وقالت بمكر :
أنا يابني ده أنا كنت بعلمها حاجه تنفعها وبزعقلها عادي زي أي أم بتزعئ لبنتها
رمقها بغضب وقال :
ماما أنا حافظك كويس ولو وجود مريم مضايقك أوي كده أنا هاخدها ونرجع الغردقه تاني لكن مش هاستحمل إنك تهينيها كل شوية
نظرت إليه وهي تضيق حدقتيها :لايكون بتحبها وناوي تتجوزها يا ولاه !!!
صمت لتري الإجابة نعم من نظراته لطمت ع خديها وهي تصيح :
يالهوي عليا وع سنيني السوده ياخيبتك ياعديله ف عيالك واحد طفشان ف بلاد بره والتاني جايبلي بلوه من الشارع ولا أعرفلها أصل من فصل وعايز يتجوزها ... أنتو لو ناويين تشلوني مش هاتعملو فيا كده
زفر بضيق وقال :
والله دي حياتي وأنا حر فيها والي عندك أعمليه أنا بحب مريم وهاتجوزها
_ كانت تقف خلف باب الغرفة وتستمع إلي حديثهما وبالرغم من بكاءها لكن آخر جملة تفوه بها علاء كانت بمثابة اليد الحانية التي تجفف عبراتها وتربت عليها وتطمأنها إن أخيرا ستبتسم إليها الحياة ... لكن هناك مايخبأه لها القدر ف الأيام القادمة .
********************************
_دلف من باب المنزل لينتبه إلي بكاء تلك الصغيرة ويبدو إنها تبكي منذ وقت .. ركض إلي الغرفة ليجدها ع الأرض وبجوارها وسادة ملقاه بشكل عشوائي فأستنتج إنها كانت نائمة وتقلبت ووقعت ع الأرض ... دنا منها ليحملها بين زراعيه وأخذ يربت عليها ويهدهدها
طه :
حبيبة عمو طه متعيطيش ياقلبي
هدأ بكاءها لتنظر إليه وإرتسم ع ثغرها المكتنز بسمة تجعلك تود أن تأكلها من روعتها وجمالها ... أطلقت ضحكة بصوتها الطفولي الرنان فأخذ يدغدغها ...
خرجت شيماء من المرحاض مسرعة ع بكاء صغيرتها التي كانت تسمعه وهي تستحم ... تلتف حول جسدها منشفة قطنية من أعلي صدرها حتي منتصف فخذيها وتنسدل خصلاتها الكستنائية ع كتفيها تتساقط منها قطرات المياه ... شهقت بذعر عندما وجدت طه حيث ظنت إنه مازال بالخارج ف مقابلة أحدي أصدقائه كما أخبرها...
ألتف إليها وهو يحمل الصغيرة وعيناه وقعت عليها فأبتلع ريقه بصعوبة يكبح ما بداخله من مشاعر نحوها فما زالت تبتعد عنه ...
رأتها طفلتها فأخذت تمد يديها الصغيرتين وأرتمت بين زراعي والدتها... أخذتها شيماء وهي تتفادي نظرات طه التي جعلتها تحس بقشعريرة وخجل آن واحد ...
_دقيقتين هغير هدومي وهاحضرلك الغدا ... قالتها شيماء
طه :
لاء إحنا مش هنتغدي هنا ... جهزي نفسك أنتي وريتاج وتعالو نتغدي برة ونقعد شوية ف أي جنينة نغير جو
إبتسمت وقالت :
حاضر عشر دقايق ونكون جاهزين
طه :
وأنا مستني ف الصاله
غادر الغرفة وعيناه لاتفارقها ..
_ أنتهت من إعداد نفسها حيث إرتدت ثوب قرمزي قاتم مرصع ع أكمامه لؤلؤ أبيض وحجاب بللون الرمال الذهبية والصغيرة ألبستها كنزة صوفية بللون الأحمر وبنطال جينز أزرق قاتم وحذاء أبيض ذو نصف رقبة ...
_إحنا جاهزيين ... قالتها شيماء وتحمل إبنتها ... ظل محدق بهما حيث مظهرهما جميل ورائع
طه : ينفع كده أعمل أي أنا بقي !!
رمقته شيماء بإستفهام وقالت :
ف حاجه ؟؟
أقترب منها ليأخذ الصغيرة وقال :
معايا أجمل وأحلي بنوتين ف الدنيا ده أنا مش هلاحق ع المعاكسات الي هتاخدوها شكلي هقضيها ضرب النهارده
أطلقت شيماء ضحكة أنثوية بدلال وقالت :
محدش يقدر يقربلنا وأنت معانا ياحبيبي
وما إن تفوهت بالكلمة الأخيرة وقلبه أخفق بشدة ويحدق بها بنظرات حب
أرتدت حقيبة اليد ع كتفها وقالت وهي تتهرب من نظراته بخجل :
يلا عشان أنا هاموت من الجوع
_ خرج ثلاثتهم لقضاء يوم رائع ... ذهبو أولا لتناول الطعام ف مطعم يقدم المشويات ثم أخذا الصغيرة إلي حديقة ملاهي أطفال وف نهاية اليوم ذهبو إلي السينما لمشاهدة فيلم ... وف أثناء العرض غطت الصغيرة ف النوم وكذلك شيماء التي أراحت رأسها ع كتفه فقام هو بخلع سترته الجلدية ودثرهما وحاوطها بزراعه حيث أصبحت رأسها ع صدره ... ربت عليها بحنان وقبل رأسها ليشعر بمنتهي السعادة فهذا ماتمناه زوجة يهواها عقله ويعشقها قلبه وطفلة صغيرة يشعر كأنها قطعة منه فهو يعاملها كأبنته ... عائلة صغيرة مليئة بالدفء والحب والحنان وهذا ما يحتاج إليه ويتمني أن يعيشه دائما .
*********************************
_ يقف ثلاثة من العساكر أمام الغرفة التي أنتقل إليها قصي منذ أمس ... وها هو كنان جاء للتو يحمل حقائب ف يده ... أوقفه العسكري وقال :
رايح فين يا بيه ؟؟
أجابه كنان :
يابني أنا مساعد الباشا لحقتو تنسوني ... جاي أطمن عليه وجايبلو معايا حاجات
رمقه بشك وقال :
فيها أي الشنط دي لايكون ممنوعات
زفر كنان بضيق وقال :
يعني هجيبلو ممنوعات ف المستشفي مش كفايه المصيبه الي هو فيها ... وسع ياعم من أدامي دول غيارين جيبهم له
تنهد العسكري وقال :
أمري لله أدخل بس خد بالك جماعة البيه جوه
كنان :
جماعة !!
ولج كنان إلي الداخل ليجد صبا تطعم قصي ف فمه ملعقة أرز ...
_ السلام عليكم ... قالها كنان
أعتدل قصي ف جلسته ورد السلام هو وصبا
قصي :
مش تخبط يابني آدم أنت قبل ما تدخل
قال كنان بإحراج :
آسف ياباشا والله العيال الي واقفين برة دول خلو دماغي مش فيا عليهم حبة غباء فاكرين شنط الهدوم ممنوعات
قصي :
وكيل النيابة مشدد عليهم والمفروض هياخدوني بكرة لو حالتي تسمح
قالت صبا بخوف :
هيقبضو عليك ؟؟؟؟
إبتسم قصي ثم أمتعضت ملامحه بألم من الجرح الذي بكتفه :
لاء يا حبيبتي هما هياخدو أقوالي وكل المعلومات الي أعرفها عن كلاوس
تنهدت بأريحية وقالت :
طيب الحمدلله ... بالله عليك ياقصي كفاية بقي تجارتك ف السلاح دي شوفت وصلتنا لأي كنت هتضيع مني غير الي حصلي وحصل لكارين ودلوقتي بقي عندنا طفل عايزاه يتربي ف أمان مش يعيش ف جو العصابات ده وحياته تبقي مهدده ف أي وقت
أومأ لها وقال :
إن شاء الله
صبا :
إن شاء الله هتبطل ولا بتاخدني ع أد عقلي ؟؟
أجاب عليها بإمتعاض:
خلاص ياصبا مش قادر أتكلم
قالت بللهفة وخوف :
مالك يا حبيبي .. جرحك بيوجعك ؟؟
كنان :
هاروح بسرعة أنادي للدكتور
غادر كنان الغرفة مسرعا ... وهمت صبا بالنهوض من جوار زوجها ليفاجاءها بجذبها من ساعدها لترتمي ع صدره وقام بتقبيلها بشغف وإشتياق حتي شعر بإنعدام الهواء لكليهما فأبتعد ليلتقط أنفاسه وهي أيضا ...
_ وحشاني أوي ... قالها وهو يداعب خصلات شعرها التي بعثرها ف أثناء تقبيله لها
وضعت كفيها بحنان تتلمس لحيته النامية ثم أنتفضت وأبتعدت عنه ليتعجب من فعلتها فقالت :
أي ده أنا محرمه عليك إزاي تبوسني وأنت طلقتني !!!
ضحك لتظهر غمازتيه التي زادته وسامة ع الرغم من الوهن الذي يتملك من جسده ...قال :
صبا حبيبتي أنتي لسه ع ذمتي
وضعت يديها ف خصرها :
ياسلاااام الي  هو إزاي مش أنت رميت عليا اليمين ؟؟
قصي:
أيوه طلقتك ورديتك ف ساعتها
قالت بسخريه :
لا والله !!
قهقه ليثير حنقها وقال :
اه والله ... أوعي تفتكري شوية الهبل الي عملتيه ده وسبتي القصر وروحتي عند باباكي كان غصب عني ... كل ده بمزاجي وسبتك لما لاقيت أعصابك تعبانه قولت خليها تريحلها يومين وتغير جو  وكان كل حركة ليكي بتوصلني ماعدا اليوم الي أتخطفتي فيه كان عندي شغل كتير وأنشغلت عنك غصب عني
صبا :
طبعا تسيبني أريح أعصابي عند بابا وأنت يخلالك الجو مع الخنفسه الصفرا الي إسمها سيلينا
قصي :
يابنتي إرحميني مش قادر أضحك ... وأطمني لما عرفت إنك أتخطفتي أفتكرت إنها متفقه مع كلاوس عملت معاها الواجب بس طلعت مظلومة ولما لاقتني رايح أنقذك لمت هدومها وسافرت خافت من أسلمها لكلاوس تسليم أهالي
تمتمت صبا قائله :
أحسن أهي غارت ف داهيه تاخدها
قصي :
بتقولي أي ؟؟
صبا :
مبقولش ... بالمناسبة كنت عايزه أقولك ع حاجه ..  عارف مين الي أتبرعلك بالدم ؟؟
رمقهابإستفهام فأردفت :
آدم  أخوك الي أنت بتكرهه هو وأخواتك وباباك مهونتش عليه لما عرف إنك محتاج دم أتبرعلك ع طول
تجهم وجهه وقال :
صباااا ... قفلي ع الموضوع ده أنا مليش أب ولا أخوات ... أبويا مات ومليش غير كارين
زفرت بسأم وقالت :
حاضر أنا قولت أقولك يمكن تراجع نفسك وتشيل من جوه قلبك أي ذرة كره ليهم مهما كان دول أهلك ف الآخر
زمجر بغضب :
صبااااااااا
صبا : خلاص خلاص أديني سكت خالص ... هاسيبك بقي هاروح أتطمن ع مالك ف الحضانة
قالتها وغادرت ع مضض ... بينما هو كان ف قمة غضبه فقام بإلقاء صينية الطعام بقوة ع الأرض .
**********************************
_ ف إحدي الملاهي الليلية ...
يجلس ع المقعد المرتفع المجاور لطاولة البار ... يرتشف الخمر ع دفعة واحدة ويقول للنادل :
كاس كمان
النادل :
كفاية كده يا حازم أنت تقلت ف الشرب أوي المرة الي فاتت لحقناك بالعافيه وكنت هاتروح فيها
صاح بحنق :
وأنت مالك كنت بتدفعلي من جيب أهلك !!
أجاب عليه معاتبا :
شكرا ياعم حازم أنا هراعي إنك سكران ومش واعي لنفسك
أخرج من جيبه صورة فوتوغرافية يتأملها ويتحدث بثماله :
ليه سبتيني لوحدي !! مخدتنيش معاكي ليه !! ما أنتي عارفه من غيرك مش عارف أعيش .... كنت المفروض أنا الي أموت مش أنتي ياحبيبتي
أخذ الكأس وتجرعه بالكامل ثم نهض وترك ورقات من المال ...
ركض خلفه زميله النادل :
أستني كلها ربع ساعة وهسلم الشيفت بتاعي وهاجي معاك لو سوقت العربية بحالتك دي هتعمل حادثة يا إما يتقبض عليك ياصاحبي
إزاحه من أمامه وقال :
أوعي مش عايز حد أنا هاخد تاكسي
تركه وغادر الملهي ... فأوقف له حارس الملهي سيارة أجرة ودلف إليها ...
قال السائق :
إستغفر الله العظيم شكلك سكران طينه
حازم :
بتقول حاجه ياعم أنت ؟؟
أجاب السائق :
بقول ع فين العزم إن شاء الله ربنا يستر طريقنا
حازم :
المهندسين ولا أقولك مصر الجديده
السائق بنفاذ صبر :
ماتحدد بالظبط يا باشمهندس إنهي فيهم بالظبط
حازم :
المهندسين
السائق :
فين بالظبط ف المهندسين ؟؟
تأفف حازم بضيق :
أوف ... شارع (....)
السائق :
توكلنا ع الله و ربنا يستر ومنقابلش لجنة ف طريقنا أحسن لو شافوك بمنظرك ده هنقضي ليلتنا ف التخشيبه
حازم :
سوق ياسطا ومش عايز أسمع صوتك
السائق بصوت يكاد مسموعا :
يارب توب علينا من البلاوي دي
يتأمل الشوارع من النافذة لتلفحه نسمة هواء باردة ليرجع برأسه إلي الخلف يستعيد ذكرياته المؤلمه ...
فلاش باك
_ ع الطريق السريع المتجه للساحل ..
_ حازم بتعمل أي مش وقته خالص
يمسك بورقة بفرا وأمامه طبق صغير مليئ بتبغ وقطعة مخدر صغير ملفوفه ف ورق قصدير
_ متخافيش ياحبي هي سيجاره واحده بس
_ مش طلبت منك تبطل الهباب ده ولا أنا مليش خاطر عندك ؟؟
_ مين قال كده والله بحاول بس النهارده حاسس بصداع ودماغي مش مظبوطه ولسه ورانا حفله هنحضرها وعشان أبقي فايق هشرب دي وخلاص
_ أوك ياحازم دي أول وأخر مره يا إما هيبقي ليا تصرف تاني معاك
_ يالهوي ع حبيبي وهو غضبان شكله يجنن
قالها وأختطف قبلة ع وجنتها
_ بس بقي وركز أدامك الطريق مش أمان وأنت عمال يا ترول يا تهزر
_ طيب ثواني بقي كان زماني خلصتها وشربتها ... بطلي رغي
_ بقي كده يا حازم أوك
أنشغل ف لف سيجارته ولم ينتبه إلي تلك الشاحنه العملاقة القادمه نحوه وسائقها ف غفلة حيث داهمه النوم ولم ينتبه الآخر ... وزوجة حازم تنظر من النافذه جوارها بحنق من أفعال زوجها وكادت تلتفت إليه لتنتبه إلي الشاحنه فصرخت بأعلي صوت :
حااااسب يا حاااااااازم
وكان القدر المحتوم لا مفر منه لتصتدم الشاحنه بسيارته لتطيح بها ف الهواء وتنقلب رأسا ع عقب وتتدحرج عدة مرات متتالية
*************************
_ بداخل مشفي البحيري ...
_ ده الوقت ماشي بطيئ خالص وع رأي هشام عباس ليل الشتا طويل ... قالتها هاجر
لتجيب عليها علياء :
ده عشان أول نبطشية ليكي بكره هتتعودي
صمتت هاجر قليلا وكادت تتفوه لكنها تتراجع مرة أخري ثم قالت :
لولو
علياء :
خير .. مادام قولتلي لولو يبقي عايزه مصلحه
هاجر :
ع طول ظلماني كده مكنش العشم يابنت خالتو
ضحكت علياء وقالت :
إنجزي وأرغي عايزه أي ؟؟
أبتلعت ريقها ثم قالت :
هو دكتور آسر مجاش النهارده ؟؟
رفعت علياء إحدي حاجبيها بمكر وقالت:
دكتور آسر .. امممم ... وأخيرا وقعنا ولاحد سمي علينا
قالت بتوتر :
وقعت مين ! أنا بسأل عادي يعني
علياء :
جوجو حبيبتي أنا الي مربياكي ياحبي مش مامتك فأعترفي أحسنلك
نهضت من أمامها وهي تتهرب من نظاراتها :
أعترف بأي مفيش حاجة أنا كنت بسأل بس عشان مشوفتوش بقالي يومين فخايفة ليكون بيدبرلي مصيبة عشان ياخد بتاره مني
علياء:
حرام عليكي ده غلبان وطيب ... بطلي أنتي بس مقالبك السودة دي وأحمدي ربنا أنه عدهالك المره دي
قالت بإمتعاض :
بقي كده!! هو غلبان وطيب وأنا الي شريرة ... ماشي يا علياء
قالتها وهمت بالذهاب
علياء:
رايحة فين أنتي زعلتي ولا أي بهزر معاكي يا قماصه
هاجر :
ماعاش ولاكان الي يزعلني أنا رايحة أبص ع قسم الحضانات وأشوفهم لو محتاجين حاجه
علياء :
ماشي يا أم لسان طويل .. خلصي وتعالي بسرعه عشان عايزه أخد رأيك ف موضوع كده
هاجر وهي تغمز بعينها :
دكتور جو صح ؟؟
ألقت عليها علياء قلما وقالت :
أمشي يالمضة
تفادت هاجر القلم وأخرجت لها لسانها ف حركة طفوليه :
من بعد ماعندكم يابنت خالتي
قالتها وغادرت مسرعه قبل أن تقذفها الأخري بشيئا آخر ...
تسير ف رواق طويل وكانت كاميرات المراقبة تتحرك بإتجاه سيرها ... لتظهر إبتسامة خبيثة ويليها ضحكة شريرة خلف شاشات التسجيل ...
وصلت آخر الرواق وقبل أن تنعطف نحو المصعد إنتبهت إلي باب غرفة مفتوح وبه إضاءه خافته ويصدر من الداخل صوت بكاء طفل صغير ... لم تبالي بالخوف الذي داهمها ... فولجت إلي الداخل لتجد التخت شاغر لكن صوت بكاء الطفل مستمر وباب المرحاض الملحق بالغرفة مفتوح ... ذهبت إلي المرحاض وإذ فجاءة أنغلق باب الغرفة فأنتفضت ذعرا ... ركضت نحو الباب الموصد وحاولت إدارة المقبض فلم يفتح ع مايبدو إنه موصد بالمفتاح ...
ألتفتت من حولها ليكمل خوفها أكثر المصباح الذي أرتعشت إضاءته ثم أنطفأ تماما ... أطلقت صرخة وقالت :
آسر ؟؟؟
لم تجد إجابه بل صوت صرير مرعب يصدر من باب المرحاض ويتبعه صوت بكاء طفل صغير
أخذت تدعو وتقرأ المعوذات الثلاثة وتضع يدها ع موضع قلبها وصدرها يعلو ويهبط من الرعب ... وما هي ثوان وسمعت صوت خرفشة يصدر من أسفل التخت ... أخرجت هاتفها من جيب معطفها لتضيئ الفلاش المرفق بكاميرا الهاتف ... قامت بتوجيهه بحذر إلي التخت وهي تجثو لتري مصدر الصوت ليعلو عن السابق ... وبمجرد أن نظرت تحت التخت لتجد من يقفز ف وجهها إذ به جرذ لونه أسود بشع ... لم تشعر بساقيها وهي تقفز فوق التخت وأخذت تصرخ وتقفز ف مكانها لتجد واحد تلو الأخر يخرج من أسفل التخت ..  كانو يركضون ف أرجاء الغرفة وكلما وقعت عينيها عليهم تصرخ وتشعر بالإختناق فلديها رهاب من الجرذان مثل الكثير من الفتيات ...
تتنفس بصعوبه وبدأت عينيها تنغلق رويدا حتي لم تشعر بما حولها لتفقد الوعي وأرتمت فوق التخت مغشي عليها ...
مرت ثواني ليأتي صوت فتح الباب من الخارج ليدلف بللهفة وخوف ..
_ هاجر ... هاجر ... فوءي ياهاجر ...قالها آسر وهو يحاول أفاقتها لكن لايوجد إستجابة فقام بحملها ع الفور وأوصد باب الغرفه خلفه وذهب بها إلي غرفة أخري ... ربت ع وجهها وقام بإلقاء قطرات المياه ... ذهب إلي غرفته مسرعا وجلب مستنشق برائحة نعناع نفاذه وعاد إليها ليضعها أسفل أنفها ... أمتعضت ملامحها وبدأت تفتح عينيها وهي تهذي :
فار ..  فار .. فار ... لم تكن ف كامل وعيها لكن أخذت تبكي بقوة ... وقعت عبراتها ع قلبه كالجمر ليشعر بالندم ... فلن يشعر بحاله وهو يقترب منها ليأخذها بين زراعيه ويعانقها ويمسد ع ظهرها قائلا :
أهدي ياحبيبتي أنا آسف
_ آسر بتعمل أي !!! ..  قالها يوسف الذي جاء للتو ولم يشعر به الآخر .
**********************************

_ وصلنا يا أستاذ ... قالها السائق ليعود حازم من ذكرياته وأخرج للسائق ورقة مالية بفئة مائتي جنيه وأعطاها له وترجل من السياره
السائق مناديا :
أستني ياحضرة خد الباقي
أشار إليه حازم بعدم إهتمام ... ليذهب السائق ودلف الآخر إلي المبني الذي يقطن به ...
فتح باب المنزل ودلف بثقل ... أغلق الباب وذهب نحو غرفته مترنحا ولم تفارق صورتها مخيلته يشتاق إليها ..
وصل أمام غرفته وقبل أن يفتح الباب أنتبه لباب الغرفة المقابلة له ليجده مواربا يبدو إن علا قد نسيت أن توصده كالعاده من الداخل ... تردد ف الدخول ... ليقرر ف النهاية أن يدلف إلي الداخل بينما هي لم تشعر بشيئا حيث تغط ف سبات عميق بسبب التعب والإرهاق من أعمال المنزل طوال اليوم ...
دلف بخطي هادئة ووقف أمام التخت يتأملها وكان يراها زوجته بجمالها الفاتن ... تقلبت علا وبدون أن تدري وقع الغطاء من فوقها وكانت ترتدي منامة قصيرة
_ تعالي ياحبيبي واقف عندك ليه !! تعالي واحشتني أوي ... كان هذا صوت زوجته الذي يتخيله وهي تجلس فوق التخت تفتح له زراعيها لتعانقه
ذهب ليلبي نداءها غير واع لما هو مقبل عليه ...
خلع قميصه وألقاه جانبا وأقترب من تلك النائمه ليجثو فوقها ... لتشعر الأخري بثقل فوق جسدها فتحت عينيها بذعر :
حازم بيه !!!
حازم ومازال يري زوجته :
وأنتي كمان وحشاني أوي ياحبيبتي
بدأ يقبلها ف كل أنحاء وجهها وهي تتملص منه قائله :
أبوس إيدك يابيه أبعد عني
كانت تدفعه عنها لكن ثقل جسده أقوي منها وكلما تفوهت وتصرخ يغلق شفتيها بقبلاته قابضا ع يديها بجانبها ... ظلت تقاومه بكل قوتها لكن لامحالة فعقله تحت تأثير الخمر ومخيلاته غير مبالي لتوسلاتها ودموعها ...
_ وبعد مرور وقت طويل ... أبتعد عنها وقد داهمه النعاس ليستلقي بجوارها بينما هي نهضت لتلف جسدها بالغطاء وتبكي بقهر ووقعت عينيها ع تلك بقع الدماء ع الفراش دليل عفتها وبراءتها التي فقدتها منذ وقت حينها تذكرت ما فعلته ف ياسمين وأيقنت إن كما تدين تدان .
♥يتبع ♥

عهد الذئاب (الجزء التاني لصراع الذئاب)  «مكتملة» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن