# الحلقة الثامنة والعشرون

31.2K 1K 49
                                    

#الحلقة_الثامنة_والعشرون
#عهد_الذئاب
#بقلمي_ولاء_رفعت

_ تصطف تلك السيارات السوداء الأربعة ذات الدفع الرباعي في منطقة نائية تُسمي بجبل الحلال ، فترجل من الأولي كنان بمظهره المهيب وألتف مسرعاً وفتح باب السيارة لينزل منها قصي بكل هيبة وشموخ مرتدياً نظارة شمسية قاتمة تعكس صورة هؤلاء الذين يقفون لإستقباله ... تقدم نحوه رجل يرتدي زي العرب و يبدو علي ملامحه المكر والدهاء برغم علامات الشيخوخة التي تحتل قسمات وجهه الصارم ، يتراصون علي جانبيه رجال أشداء كالجبال يحمل كل منهم سلاح لو أطلقت ذخيرة واحد منهم لقضي علي قرية بأكملها ....
_ يا مرحب .. يا مرحب بوِلد الغالي.. سينا نورت .
تفوه بها الشيخ سويلم بترحاب زائف، بادله قصي بإبتسامة مصتنعة ومد يده ليصافحه:
- منورة بأهلها وبيك ياشيخ سويلم.
_ تسلم يا ويلد العزازي.
تقدم نحوه إحدي رجاله وهمس إليه بصوت غير مسموع، أشار له الشيخ بيده بالذهاب قائلاً:
- جولهم الضيوف وصلو و عايز كل شئ تمام.
أومأ له الرجل بإنصياع لأمره وذهب إلي داخل هذا البناء الذي يشبه القصر من الخارج.
_ متتعبش نفسك يا شيخ سويلم.. إحنا يدوب هنسلم ونستلم علي طول عشان ألحق أرجع القاهرة عندي شغل كتير في الشركة.
قالها قصي.
_ كيف هذا يا ولدي ما بدك تاخد واجب الضيافة.. عايزهم يجولو إن الشيخ سويلم مابيعرف في الأصول... إكده غلط كبير وعيبة في حجي... أنت ترضيهالي؟.
تنهد قصي وهو يخلع نظارته الشمسية:
- أنا ما أقصدش حاجة خالص أ....
قاطعه سويلم بحسم وأمر:
- قصدك ولا مقصدكش... إكده هتاكل وإكده هتاكل... يلا أدخل أنت ورجالتك قبل ما الواكل يبرد ويبقي ماسخ .
وهو يتفوه أخر كلمة كانت نظراته لاتوحي أبداً إنه يقصد الطعام مما أثار الشك والريبة بداخل قصي الذي أذعن له و ولج إلي الداخل .
_______________________________

_ تقف أمام الدرج المؤدي إلي قطار الأنفاق ... وسط زحام المارة تنظر إلي ساعة هاتفها بقلق وتوتر وخوف ... تتلفت من حولها تبحث عنه ... ليعلن جوالها برنين متصاعد عن مكالمة واردة منه ... أجابت علي الفور :
- ألو يا علاء أنت فين ؟.
علاء علي الجانب الآخر للشارع :
- أنا قربت عليكي ثواني وهكون عندك خليكي مكانك .
وبعد مرور ثوان ... توقفت أمامها دراجة نارية يقودها شاب مرتدياً خوذة الأمان ... نظر إليها وقال:
- أركبي.
نظرت له بتعجب .. فأردف ليطمأنها :
- أنا علاء.
أومأت بشبه إبتسامة ثم صعدت خلفه قائله بسأم وخوف:
- تفتكر نلحقها ؟.
أجاب عليها وهو يقبض بقوة علي مقبض القيادة وبداخله نيران تتصاعد :
- إن شاء الله ... أمسكي كويس.
تشبثت مي به وهي تشعر بالخجل .. أنطلق بأقصي سرعة عبر الشوارع التي تخلو من الإزدحام حتي وصل وتوقف بالقرب من الفندق ..
_ أنت وقفت ليه هنا ؟؟.
.. تفوهت بها مي بإستفهام
نزل من فوق دراجته وخلع الخوذة بدون أن يجيب عليها ...أخرج هاتفه من جيب بنطاله ليجري مكالمة
زفر بقوة وكأنه ينفث دخان نيران غضبه :
- أنا عند الفندق تمام.
.............
علاء :
- زي ما أتفقنا .. سلام.
صاحت مي بنفاذ صبر قائلة :
- أنا مش بكلمك ؟.. ومين الي بتكلمو ده ؟.. أنت بتسيح لأختي !! ..أنا غلطانه إني لجأتلك و.....
قاطعها بغضب ثائر :
- أخرسي بقي .. أي بالعه راديو ! ..أنتي هتخليكي هنا ومتتحركيش من مكانك.
صاحت بإصرار وحسم :
- لاء أنا هاجي معاك.
زفر بضيق قابضاً علي مقبض دراجته :
- يابنتي مش هينفع تيجي معايا ولاتكوني موجودة .. خليكي هنا وأنا هاكلمك أول لما نطلع .. ماشي ؟.
قالها وأخرج من خلف بنطاله سلاحاً يشبه السكين و وضعه ف جيب بنطاله
أتسعت عينيها لما يفعله فأشارت إلي جيبه وقالت بتوجس :
- أنت واخد معاك مطواه ليه ؟.
صعد أعلي الدراجة وقال ساخراً من حماقة هذه البلهاء :
- هاروح أقشر بيها برتقان .
وأنطلق بالدراجة تاركاً إياها مشدوهة .
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

عهد الذئاب (الجزء التاني لصراع الذئاب)  «مكتملة» Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt