كاتب || ثقب

13 3 0
                                    


كشخص عقد اتفاقا مع ذاته بألا يتعلق بشيء حد التردد حينما توجب الظروف التخلص منه؛ أقول بأن الأمر مخيف ومربك رغم كل إيجابياته.

لقد بترت جزءً من نفسي ذات يوم لأنني اعتقدت بأن ذلك هو الفعل الصائب الذي يجدر بشخص بمثل إدراكي اتخاذه، ومن غير تردد أو تراجع لأن التردد فعل لا يغتفر!

هناك فراغ فيّ الآن، إنه ثقب صغير ولكن وكأن الريح فجأة لم يعد لديها ممر في العالم سواه لتهب من خلاله.

إنه يلسع، ولا أستطيع البوح بألمه لأنني كنت قد أخفيت الأمر كله، كان سري الذي ألجأ إليه كلما شعرت بالحاجة لذلك، والآن ليس هناك سوى ثقب حارق يجعلني أرغب بإعادة التفكير في قرار عدم التردد برمته.

لقد كنت آمنت بأن التردد صفة لا أريد الاتصاف بها بأي شكل من الأشكال، وإعادة التفكير بالماضي على سبيل الحسرة هو جرم في عُرف مبادئي، إنني أخجل من نفسي إن احترت بين قطعتي ملبس أو لوني أداة أو جهاز ما، وأعاقب نفسي حينها باختيار الأقرب أو أول ما يقع عليه نظري أو لا شيء حتى لأذكر نفسي بأن الأمر أتفه من أن أنفق عليه ثواني من عمري.

لا أذكر منذ متى اتخذت هذا المنهج ولكن بعض العقد فينا تظل ذات تأثير كبير بغض النظر عن طول مدة وجودها أو قصره، ولكن هل من الضرورة أن تكون تلك العقد ذات تأثير سلبي بالكامل؟ وإن لم تكن كذلك فهل نتائجها تستحق الثمن الذي يُدفع؟

كما قلت الأمر مربك للغاية، ولا زالت الرياح تهب بشكل متواصل لتذكرني بأن هناك فراغ في داخلي، وأن علي أن أجد طريقة لردمه قبل أن يتسع أكثر. 

كاتب مشوشWhere stories live. Discover now