كاتب || صديق

51 9 2
                                    


لسبب ما معظم العلاقات الجيدة في حياتي كان أصحابها ممن حصل على تقييم سلبي في اختبار أول انطباع ومنهم من رسب حتى، أحد الاستثناءات النادرة كان صديقا عرفته في المرحلة الجامعية، لم أشاركه الشعب إلا فصلا واحدا، بعدها فرقتنا المواد والتخصصات إلا أننا ظللنا نتقابل ونتواصل بشكل شبه دائم، لم يكن من الأشخاص الملفتين للانتباه سواء بسبب شكله أو سلوكه –بعكسي أنا الذي طالما تسببت بإيصال انطباعات خاطئة للمحيطين- ولكنه عندما يتحدث تظهر حقيقة كونه شخصا فريدا بشكل جلي وواضح، كما أن لديه ذكاء اجتماعي مبهر، أول موقف جمع بيننا كان سببه بسيطا، ناداني باسمي خلال الأيام الأولى وذلك كان مثيرا للإعجاب بالنسبة لي أنا الشخص الذي لا يعرف حتى أسماء أساتذته!

كان يحضر معه باستمرار كتابا لقراءته في أوقات الفراغ، وهذا شيء مميز آخر حول شخص لا يبدو تقليديا، جمعتنا عدة محادثات، ثم بدأنا بالثرثرة حول الكتب ثم استعارتها، وشيئا فشيئا صرنا أصدقاء، سأقول بأنه مختلف لأنه الشخص الوحيد الذي أشاركه أحيانا بعض ما أكتب، تلك النصوص التي لا أنشرها في أي مكان والتي يظل يخبرني بأن علي أن أفعل، يقول بأن قليلا مما نقرأه قد يجعلنا نقف مذهولين من المعنى الذي خرج به الكاتب، أو من الشيء الذي جعلنا نتصوره ونفكر فيه، كيف استطاع أن يجيء بتلك التشبيهات وكيف استطاع أن يجعلنا نشعر بقدر عميق من المشاعر، قال بأن كتاباتي تجعله يحس بذلك وكثيرا ما سألني ما إن كان ما أرسل هو من كتابتي أو مجرد اقتباسات أعجبتني؟ وعندما أخبره بأنني الكاتب يرسل: ياه.

كاتب مشوشWhere stories live. Discover now