|لا تنسوا التصويت قبل بدء القراءة ❤|
صوت الطنين يملأ المكان، اللون الأسود هو الوحيد الذي تراه، يوجد أشخاص يتحركون حولها، تستطيع الشعور بهم جيدا، لكنها لا تراهم أو تسمعهم.
كرمشت وجهها في محاولة للسيطرة على عضلات وجهها الخائنة، وبعد ثوان فتحت عينيها.
أول شيء لاحظته هو أنها في غرفة مشفى، صوت جهاز مراقبة القلب وصل لأذنها أولا ثم بدأت بعدها تسمع كل شيء، صوت خطوات أقدام في الممر خارج الغرفة، صوت الطبيب يطمئنها بأنها بخير وأن صديقتها تجلس على الكرسي بجانبها.
أدارت رأسها لتلقي نظرة على 'صديقتها' فوجدت سيدة مسنة تبتسم لها وتحمل في يدها باقة من الزنبق، عقدت حاجبيها بعدم فهم فهي لا تعرف المرأة وليس لديها حتى أصدقاء مسنون.
"من... أنت؟" سألت بتحشرج وشعرت بحرقة في حلقها، لاحظت السيدة مشكلتها وأعطتها كأس الماء على المنضدة.
"اشربي يا عزيزتي إيفا، لقد بقيت صامتة لوقت طويل جدا،" قالت العجوز بلطف وهي تشاهد إيفا تأخذ رشفات صغيرة من كأسها.
"شكرا يا..." توقفت عن الكلام لأنها لا تعرف اسم زائرتها.
"اسمي أبريانا، كنت تنادينني زمرد بسبب لون عيوني، ألا تذكرين؟" ابتسمت أبريانا بحزن ونظرت لها إيفانجلين بعيون واسعة.
"عم تتحدثين؟" سألت بانفعال ناظرة لمعالم وجه صديقتها "أنت لست أبريانا! إنها شابة في الرابعة والعشرين ومزعجة جدا، لا يمكن أن تكوني هي!"
"أنا أبريانا يا إيفانجلين، صديقتك المفضلة وفي الوقت نفسه أسوأ صديقة حصلت عليها قط، أتذكرين حين كنت أستغل حساسيتك لزبدة الفول السوداني في مضايقتك؟"
هزت إيفانجلين رأسها بهلع وبحثت حولها عن مرآة لترى شكلها، لكنها لم تجد أي واحدة، عاد نظرها لأبريانا التي اكتفت بابتسامة صغيرة والإشارة لرأسها العجوز ذي الشعر الرمادي، رفعت إيفا يديها بتردد لتلمس شعرها شاعرة بخفة وزنه، قربت خصلة قصيرة أمام عينيها وشهقت عندما وجدتها بيضاء.
"كيف حدث هذا؟!" سألت بهلع وهي تشد شعرها الأبيض القصير "هذا مستحيل! غير ممكن! لقد كنت شابة منذ أيام فقط!"
"لم تمر أيام فقط يا إيفا،" قالت أبريانا بحنان ناظرة لإيفا بشفقة "بل مرت ستون سنة."
تسارع تنفس إيفانجلين بشكل ملحوظ وبدأت تعصر الأغطية في قبضتها، لا يمكن أن تكون ستون سنة قد مرت، ماذا حدث لوالديها؟ لا يمكن أن يكونا أحياء، وماثيو؟ هل أصبح عجوزا وهو ينتظرها؟ أم أنه تزوج غيرها؟
YOU ARE READING
إيفانجلين والشوكة 2 ✔
Action"هل خنتِ ثقة أحد من قبل يا أنجل؟" كان سؤاله هامسًا وجفناه مرتخيان. نظرتْ له بشرود. ما الذي يريده الآن؟ "لا. لستُ من النوع الخائن." أجابتْ بصرامة ثم بدأت تلعب بالسكين. "ماذا عنك؟" "لستُ من النوع الخائن." أجابها بابتسامة مريرة. -- إيفانجلين رانر، عميل...
