16. الكاذب والهاربة

111 26 27
                                    

|هزة يمين. هزة شمال. تجاوزنا الألفين قراءة! صوتوا واحتفلوا يا رفاق ★|

بمجرد أن أبعدت ظهرها عن الباب شعرت بصداع شديد ترنحت على أثره. تمسكت بأول ما وقعت عليه يداها -ظهر كرسي بجانب الباب- وانتظرت زوال الدوخة واختفاء البقع السوداء التي تظهر لها. جلست على الأرض وأخذت نفسا عميقا.

لقد نسيت أن تأخذ حبة صداع هذا الصباح بسبب غيبوبة الأربع وعشرين ساعة التي كانت فيها. يجب أن تأخذ واحدة فورا. لا تعرف إن كانت تستطيع التصرف بطبيعية مع هذا الألم الرهيب في رأسها ولا تريد إقلاق رايموند الآن.

نهضت عن الأرض بتمهل وبحثت عن رايموند بعينيها. وجدته يذرع المطبخ ويشد شعره بعصبية ويتكلم مع أحد بصوت منخفض على هاتفه. لن يلاحظ غيابها إن أسرعت بالذهاب والعودة.

غادرت واتجهت لشقتها بخطوات دائخة ثم أخذت العلبة بعد أن تفقدت محتواها -نصف ممتلئة- وعادت لشقته دون إحداث ضجة أو السقوط على وجهها من الألم. وهذه المرة لم تنسى مفاتيحها.

جلست على الشرفة أين برد الطعام وابتلعت حبة ثم تبعتها بكوب ماء بيد مرتجفة بتوتر لدرجة أنها سكبت بعضه داخل قميصها. استندت للخلف متنهدة براحة رغم أن الألم لم يختفي بعد، لكن رايموند لم يرها بتلك الحالة وهذا يريحها قليلا. سيراها تنهار عاجلا أم آجلا إن استمرت برؤيته ونسيان أخذ الحبوب لكن هذه ليست مشكلتها الآن.

ماذا سيفعل يا ترى حين يعرف أن السقطة المزعومة من الجرف -والتي من المفترض على حسب علمه أنها سببت غيبوبتها الطويلة- سببت لها أذى في دماغها يجعلها تتناول هذه الحبوب لتوقف الصداع؟

هي تتذكر أن دكتور ريك لم يقل أذى في الدماغ بل آثار جانبية لحالتها، ولكن رايموند قد يظن أنها متأذية ولا تظن أن رد فعله في تلك الحالة ستعجبها مهما كانت. لم يعرفا بعضهما لمدة طويلة ومازالا يتصرفان بحذر حول بعضهما ولا تريد خلق صراع بينهما في هذه المرحلة المبكرة.

عاد رايموند وسحب كرسيه ليجلس بجانبها فأصبح كلاهما يعطي ظهره لسور الشرفة. وضع ذراعه على كتفي إيفانجلين وابتسم لها ابتسامة صغيرة. ابتسمت له لكنها كانت متوترة بسبب ذراعه المتيبسة على كتفيها. لابد أن تلك المكالمة قد قلبت مزاجه مئة وثمانين درجة.

"كانت تلك إحدى زميلاتي بالعمل." بدأ يشرح لها ففقد كلاهما ابتسامته. "لقد عثروا على مجرم هرب ذات مرة منا."

نظرت له بتشوش وأفكارها تعصف بالشكوك. "ما دخل هذا بأمن المطارات؟ أعني أن الشرطة هي من أمسكت المجرم، أليس كذلك؟ لماذا قد تخبرك زميلتك بهذا إن كان عملكم انتهى؟"

"لا دخل له بأمن المطارات. والشرطة لم تمسكه بل عثرت عليه فقط." فرك زاويتي عينيه بسبابته وإبهامه قبل أن يتابع بصوت متعب. "وأخبرتني زميلتي بهذا لأن المجرم كان عزيزا علي فيما مضى. إنه مجرد خائن الآن لكني مازلت...يمكنك أن تقولي متعلق به."

إيفانجلين والشوكة 2 ✔Where stories live. Discover now