الفصل الأخير

776 85 95
                                    

أحلامنا هي ملك لنا ليست لشخص آخر؛ يجب علينا المكافحة والمواصلة وعدم فقدان الآمل حتي نحصل عليها، الطريق إليها لن يكون ممهد وسلس بل سيكون ملئ بالعثرات والصعاب، لن نحصل عليها بسهولة، لن نتمكن من تحقيقها في غمضة عين وإلا ستكون بلا قيمة.
نري في لحظة تحقق أحلامنا سنوات من المكافحة، وليال صعاب مرت علينا ونحن في أشد لحظات الضعف والإنهيار، تهون كلها بحلاوة تحقق الأحلام وهذا ما يجعلها دوماً لحظات مميزة لا تغيب عن ذاكرتنا طوال العمر.

الثامن عشر من يناير.. الحادية عشر صباحاًً
ترسل الشمس أشعتها الدافئة لتحتضن أركان المعمورة وتغمرها بالسطوع، طقس دافئ ومشمس، لكن من حين لآخر تهب النسمات الباردة جاعلة الأبدان تقشعر معها ولكنها قشعريرة محببة.

إستقيظ من نومه المضطرب بعينان ذابلة ومرهقة، نهض من علي فراشه وخرج من حجرته دالفاً إلي المرحاض غسل وجهه وأسنانه ثم خرج من المرحاض دالفاً لحجرته مرة آخري، إلتقط ثيابه الموضوعة علي مقعد المكتب وبدلها بمنامته، وضع المظروف في جيب بنطاله وخرج من حجرته و بعدها من المنزل. كانت خطواته إلي بيتها مزيج بين الحماس والقلق،  تفكيره لم يتهاون معه وكان يعصف به بقوة دامية سلبت النوم من جفناه، وصل بعد عدة دقائق أمام منزلها وأخرج المظروف من جيبه وأزلقه من تحت الباب وقرع الجرس مرتين متتاليتين ثم هرول مستتراً خلف الشجرة الكبيرة المقابلة لمنزلها، دقائق وفتحت الباب لترتسم إبتسامة واسعة علي ملامحه المنهكة من رؤيته لها، هو يفتقدها. كانت تنظر يميناً ويساراً علّها تعرف من الطارق، تقدمت خطوة للأمام ودعست قدامها المظروف القرمزي، نظرت للأرض سريعاً إنحنت وإلتقتطه، توسعت عيناها وتهللت أساريرها حينما أدركت وجود الراسل المجهول مرة آخري، دلفت إلي منزلها وأغلقت الباب ورحل هو عائدً إلي منزله.

دلفت إلي حجرتها وجلست علي فراشها، فتحت المظروف بحرص وأخرجت منه الخطاب وفتحته وكانت تقرأ ما به من كلمات سطرّها هو بمشاعره النقية، كانت تبتسم وعيناها مغرورقتان بالدموع حينما إنتهت من قرأته

"هو مازال موجود، هو مازال يهتم"

تمتمت بهدوء

"فقط سأقابله لأعلم من هو وأشكره عمٌا فعله معي، أنا أتحرق شوقاً لمعرفة من هو"

وضعت الخطاب بداخل المظروف ونهضت من علي الفراش وإتجهت ناحية خزانتها، فتحتها وإلتقطت الصندوق الأرجواني وضعت به المظروف بجانب أقرانه ثم وضعته مكانه مرة أخري وأغلقت الخزانة.

"ولكن هل علي إخبار أنس بما حدث؟"

تمتمت بتلقائية وحينما أدركت ما قالت إغرورقت عيناها حزناً

"كيف لي أن أفعل ذلك وأنا أفر كالجبانة منه"

إتجهت ناحية المقعد المجاور للنافذة وجلست عليه وأسندت رأسها إلي ظهره، أغلقت عيناها وإنسابت الدموع علي وجنتيها وأردفت

Asperger Syndrome || مُتلازمة أسبرجرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن