اللقاء الرابع

598 63 105
                                    

الخامس من ديسمبر وبداية فصل الشتاء؛ حيث الرياح العاصفة المحملة بالهواء البارد والأمطار الغزيرة التي تليها النوات العنيفة التي تضرب سواحل الأسكندرية، طقس غير مستقر وغير مطمئن حتي لمحبين هذا الفصل من العام.

السابعة مساءً..

تجهزت وارتدت ثيابها باكرً وكانت في غرفتها تنزع مثبتات الأوراق من علي الرسومات المثبتة علي حائط غرفتها، إلتقطت جميع صور طفلتها الصغيرة و رتبتهم و إلتقطت حاوية الأوراق الموضوعة علي المنضدة و وضعتهم فيها ثم و وضعت الحاوية و هاتفها ومفاتيحها في حقيبتها و خرجت من الغرفة. دلفت إلي المطبخ و وضعت حقيبتها علي المنضدة لتعد مشروب دافئ قبل الذهاب، أوصلت الغلاية الكهربائية الصغيرة بالكهرباء لتسخين المياه و كانت علي وشك وضع المكونات في الكوب حتي قرع جرس المنزل مدوياً بصوتٍ عالي، تجعد حاجبيها في إستغراب و تمتمت

"من سيأتيني بهذا الوقت، من الممكن أن تكون السيدة سيلڤيا تريد شئ"

تنهدت وخرجت من المطبخ وإتجهت ناحية الباب و فتحته بحذر ليرتعد سائر جسدها مما تراه، كانت علي وشك إغلاق الباب بقوة لكنه وضع قدمه و فتح الباب علي مصرعه مما أدي إلي تراجعها بقوة للخلف وكانت ترتعش خوفاً

"حسناً أري أنك في أحسن حالاتك يا سيلين"
بإبتسامة صفراء وبنبرة هادئة كان يتقدم ببطئ نحوها و هي تتراجع.

إبتلعت الغصة المؤلمة في حلقها وتحدثت بنبرة مرتعشة
"ما الذي أتي بك هنا يا زين، ماذا تريد مني ثانية؟"

ضحك بصوت عالي ومازال يتقدم نحوها بثبات مرعب وهي تتراجع حتي إصطدم ظهرها بالحائط المجاور للمطبخ، سريعاً كان أمامها محاصرها بينه وبين الحائط يمنعها من التحرك، إنهمرت الدموع علي وجنتيها بقوة وكانت تحاول الإفلات من قبضته، قهقه ثم أردف وهو يضع خصلاتها وراء أذنها

"أصبحتي مقاومة يا سيلين عجباً لذلك! لم يحدث هذا منذ عامين حينما كنتي بين يداي خائرة القوي ومسلوبة الإرادة"

نظرت في عينيه بثبات خارجي وكانت داخلياً ترتعد منه وصاحت فيه بأعلي صوت وكانت دموعها مازالت منهمرة علي وجنتيها

"ما الذي تريده ثانية! تريد تدميري مرة آخري؟! الأ يكفيك ما فعلته؟ ألا يكفيك رحيل طفلتي عني بسببك! الا يكفيك أنك النقطة السوداء التي تفشت بحياتي و عكرت صفوها؟ نعم أصبحت أفضل وسأصبح أفضل مما كنت عليه يا زين و لن أسمح لك بالمساس بي مرة أخري، إبتعد عني!"

كانت تدفعه بعيداً عنها بيداها و هو ثابت كالصخر لم يهتز رمش، بحركة سريعة أمسك رسغيها بيد واحدة و ثبتهما فوق رأسها ضد الحائط و مازالت هي تحاول التملص من قبضته، عانق الغضب ملامحه وإزدادت قبضته قوة علي يديها مما جعلها تطلق أنيناً متألماً جعله يضحك بسخرية، إقترب ناحية أذنها و همس بنبرة جعلت سائر أوصالاها ترتعش

Asperger Syndrome || مُتلازمة أسبرجرWhere stories live. Discover now