اللقاء الخامس

570 63 75
                                    

الواحد والثلاثون من ديسمبر، نهاية العام..
تختلف أمانينا وأحلامنا في بداية كل عام نظرً لما نمر به دوماً، بعضنا يبدأ العام الجديد محمل بأحلام وأماني كثيرة، يتضرع إلي الله أن يحقق أمنايته البسيطة، لكن ينتهي به المطاف معرضً عنها، يخر ساجدً لله علي عدم إكتمال تلك الخطوات، وهناك من يكون خالي الوفاض، لا يتمني زوال شئ ولا حدوث شئ فقط جل ما يهمه هو إستقراره الداخلي، وهناك من يقع في حب نجمة ويشاء ربه أن يهبه القمر.

الهواء البارد الهادئ الذي يغلف أجواء المعمورة مرسلاً رائحة الشتاء المحببة مع زينة أعياد الميلاد المعلقة واللوحات المهنئة بقدوم العام الجديد كان مناخ مثالي لبدايات كثيرة جديدة مع بداية العام الجديد.

السابعة والنصف مساءً..

جالسة علي فراشها بين أغطيتها الثقيلة وبين يديها رواية
قواعد چارتين وصلت في قرائتها إلي منتصفها، علي الكومود المجاور للفراش كوب الشوكولاتة الساخنة الذي بدأ للتو تتسرب حرارته خارجه، إلتقطت إثنين من المحارم الورقية الموضوعين علي الكومود لتمسح عيناها من تأثرها بأحداث الرواية، إهتز هاتفها الملقي بجانبها علي الفراش فإلتقطته وإرتسمت إبتسامة علي وجهها حينما وجدته هو المتصل أجابت علي الإتصال ليأتيها صوته الرجولي الثقيل الهادئ من الجهة الآخري

"مرحباً يا سيلين كيف حالك؟"

"أنا بخير يا أنس ماذا عنك؟"

أخذت فاصل الكتاب و وضعته حتي توقفت و وضعت الرواية جانبها وألقت المحارم في سلة القمامة الصغيرة المجاورة للفراش علي الأرض

"أنا بخير يا سيلين شكراً لك، ماذا تفعلي؟"

تنهدت و أسندت ظهرها إلي ظهر السرير

"كنت أقرأ رواية جديدة"

"أخبريني بإسمها"

إلتقطت الكوب من علي الكومود وإرتشفت منه ثم أردفت

"قواعد جارتين"

"إنها واحدة من مفضلاتي يا سيلين، هي عبقرية بشكل لا يوصف، هل تعلمي أن هناك جزء ثاني لها؟"

"حقاً؟ هذا جيد فأنا مازلت بمنتصف الجزء الأول"

"هل تودي الذهاب للتسوق يا سيلين؟"

تنهدت بثقل و وضعت الكوب علي الكومود

"بالتأكيد أود هذا وبشدة يا أنس، لكن مثلما تعلم أنا لا أحب التواجد وسط الزحام و التجمعات"

"ماذا لو ذهبت معك؟"

تهللت أسارير وجهها و إضطرب نبض قلبها إثر لطافته و إهتمامه ونبرته الهادئة

"هذا لطف منك يا أنس لكن ليس عليك فعل هذا، أنا أستمتع علي طريقتي الخاصة"

"اليوم عشية العام الجديد لنجعله مميز يا سيلين، فقط تجهزي و في غضون ساعة سأكون أمام منزلك وسنذهب للتسوق حتي تتورم قدماكي"

Asperger Syndrome || مُتلازمة أسبرجرWhere stories live. Discover now