اللقاء الثالث

617 70 52
                                    

العشرون من نوڤمبر؛ حيث البرودة القارصة التي تغلف أركان و شوارع المعمورة المحملة بالذكريات، التي لطالما شهدت شواطئها علي أجمل لحظات اللقاء وأقسي لحظات الوداع.

الرابعة عصرً والشمس الذهبية ساطعة تتأهب مستعدة للغروب مما أعطي دفئً بسيطاً للمناخ
كانت تتجول داخل المتجر الكبير وتجر أمامها عربة التسوق تضع بها مقتنياتها الشهرية، كانت علي وشْك أن تدلف إلي الركن الخاص بستلزمات المخبوزات لتجده أمامها بعربة مماثلة لخاصتها، نظر لها و إبتسم كلاهما للآخر، تقدمت ناحيته ليمد يده مصافحً إياها رفعت يدها وصافحته وإبتسامتها تأبي التلاشي

"يالها من صدفة رائعة! كيف حالك يا سيلين؟"

"نعم إنها كذلك، أنا بخير ماذا عنك يا أنس"

سحب يده من يدها وتنهد وعبست ملامحه ثم أردف
"كما ترين أمارس حياة الأعذب بمهارة، أتسوق وأجلب الخضروات و المخبوزات"

قهقة خفيفة تسربت من بين شفتاها علي معالم وجهه المستاءة جعلت إبتسامته أكثر إشراقاً
"لما هذا العبوس التسوق حقاً ممتع يا أنس"

تجهمت ملامح وجهه وتمتم بغضب مصتنع
"هو ممتع للنساء أما أنا فلا أري به فائدة إلا تورم قدماي وإنفاق للنقود"

هزت رأسها بنفي ثم أردفت
"تعلم هذا غير صحيح، أنت تتسوق لأنك مسؤول عن ذاتك و يجب عليك الإعتناء بها و إطعامها ما تشتهي بالتأكيد دون تبذير أو إنفاق، ليس ذاك التسوق عديم الفائدة الذي يبدد الأموال"

أومئ بإبتسامة فخورة من حديثها المسترسل
"هذا ما قصدته، تعلمي يا سيلين جيد أنك لا تفضلي هذا النوع من التسوق"

تنهدت بحزن و تبددت إبتسامتها
"أنت تعلم يا طبيبي أني مريضة توحد وأتجنب الأماكن المزدحمة، ليتني مثل باقي الفتيات أعشق التسوق والمحلات التجارية الممتلئة لكن ما باليد حيلة"

زفر بحزن ثم أردف بإبتسامة أمل
"بإمكاننا الذهاب سوياً تعلمي هذا ما يفعله الأصدقاء لبعضهم"

رفعت حاجبها الأيسر و إبتسامة جانبية إرتسمت علي ثغرها ثم تمتمت وهي تشيح ببصرها عنه وكانت عيناها تتنقل بين الأرفف
"ربما"

إبتسم بخفة علي خجلها ومراوغتها في الحديث
"موعدنا اليوم بالعيادة الساعة السابعة؟"

إلتقطت كيس رقائق الشوكولاتة و وضعته في عربتها ونظرت له بإبتسامة هادئة متسائلة
"هل يمكننا الذهاب لمكان آخر؟"

تهللت ملامحه و أومئ برأسه
"بالتأكيد أين تريدي الذهاب؟"

"ما رأيك بحدائق المنتزه؟"

"لكن أليس الطقس بارد للجلوس أمام الشاطئ في وقت متأخر يا سيلين؟ يمكنك أن تصابي بزكام أو حمّة"

Asperger Syndrome || مُتلازمة أسبرجرWhere stories live. Discover now