الفصل السادس والأربعون(إن مع العسر يسراً)

12.8K 608 18
                                    

يسقط شعره بفعل الكيماوي....خفت لحيته فلم تعد
على ماكنت عليه من قبل....أصبحت عروقه خضراء مائل للزرقة،رق عظمه....أصبح كشيخ هذيل.....

-يوسف جايلك زيارة؟قالها أحمد بعد أن دخل الغرفة
يعتدل يوسف في جلسته بصعوبة بالغة ليتفاجأ بمجموعة من المشايخ والدعاة إلى الله في زيارته.....
غمرت السعادة قلب يوسف،نسي آلامه وأوجاعه....
فقط النظر إلى الصالحين يزيد الإيمان في القلب....
-لأباس طهور يا شيخ يوسف،قالها الشيخ وليد.
-خزاك الله خير يامولانا....ليه التعب ده كله بس؟
-الله يسامحك.....عاوز تخرمني من الأجر بعدين انت
عارف إن الله قال في حديثه القدسي:
"عبدي مرضت فلم تعدني....قال يارب كيف أعوك وانت رب العالمين؟....قال أما علمت أن عبدي فلاناً مرض لو عدته لوجدتني عنده"ثم تابع الشيخ وليد
عن قدرة الله أن يبتلي العبد على قدر إيمانه ليرفع درجاته ويبلغه مكانه لايستطيع بلوغها بأعماله.......
تأثر يوسف من كلام الشيخ وليد...ليزداد يقبنه بربه...
-انت بقى خليك مداوم على الاستغفار والصلاة على النبي بنية ربنا يشفيك ويرفع عنك البلاء....وصدقة بسيطة وشربة عسل وحبة البركة كل ده وصانا بيه
النبي_صلى الله عليه وسلم_.
تعمد الشيخ وليد أن يربط قلب يوسف بالله....فقط يذكره،لأن الشيطان يحدث الإنسان ويجعله يقنط من رحمة الله.....

أنتهت الزيارة بعد أن قام الشيخ وليد بالرقية الشرعية ليوسف والدعاء له.

بدأت في إستعاد جزء من عافيتها بعد أن أقر الطبيب خروجها من المشفى....مرت قرابة العشرين يوماً وهي بالمشفى لا تتكلم مع أحد فقط تبكي حتى جفت دموعها.....لم تعد تلك الوردة التي ترعرعت في بيت أبيها.....مازالت تفكر به وكيف تنساه؟.
-بابا حضرتك وعدتني أما أبقى كويسة هنروح نطمن
عليه.
-حاضر يابنتي.
تنظر مريم إلى والدها نظرة رجاء.

تبدلت أحول يوسف بعد زيارة المشايخ له.....جلست أسرته بجانبه ويضحك يوسف على مزاح يوسف....
تحسن حالة يوسف المعنوية فلم يعد يبالي للمرض
فقط ترك كل شيء على الله.

طرقات على باب الغرفة ثم سمح والد يوسف بالدخول ظناً منه أنها إحدى الممرضات....
تفاجأ الجميع من هول المنظر...أنها مريم ووالداها وأخوها يساندها....تمشي بخطوات بطيئة من شدة آلامها فهي لم تتعافى بعد ومن خلفها تمشي والدتها آسر...
أسرعت سديم تجاة مريم لتأخذ بيدها.
-ألف سلامة عليكي ياحبيبتي...قالتها سديم.
يسرع أحمد في جلب ذلك الكرسي لتسريح مريم عليه.
-ألف سلامة يابشمهندس...معلش والله كنا مشغولين
مع مريم في المستشفى،قالها والد مريم.
-الله يسلمك يا أستاذ عبدالله....الف سلامة مالها مريم؟
تجلس والدة مريم بجانب والدة يوسف لتقص ماحدث.

لم يشعر يوسف بأي شيء من  حوله.....هو لم يصدق أنها أتت لزيارته....نعم هي الأن بجانبه.....تجلس على ذلك الكرسي تنظر إليه؟يرى دمعاتها تتسلل من بين جفونها من خلف نقابها تمنى لو كانت يده منديلاً يكفف دمعاتها أحبك يامريم...هكذا قالها يوسف بيعينه.
-لأباس طهور ياشيخ يوسف.
-الله يسلمك ياحبيبي وحشتني ياصهيب.
-وانت اكتر.
-سلامتك يابني.
-الله يسلمك ياعمي...ينظر يوسف إلى مريم مرة أخرى لتلتقي عيناه بعينيها...يود البوح عما بقلبه....
تمنى لو يقبل يديها ويقول:
-أقسم لك أني أحبك والم أتخل عنك ولكني أريدك سعيدة...
تبادله مريم نفس النظرات الحميمية التي تحمل معها الكثير من المعاني معاتبه له على ما فعل لتقول في نفسها:
-ليتك تقرأ أفكاري لتعلم ما أود اخبارك به........ أنا الضعيفةبدونك......ياليت الموت يسرقني في البعاد....
إن تمسكت بي بذراع تمسكت بك بالاثنين ولو لم أر حصاداً....لايعلمون أن القلب ينبض باسمك فكيف يطلبون الرحيل؟فمرحباً إذاً بالحداد....فلتعلم أني لن
أحيد عن طريقك وأن فعلت فياله من جهاد...تمنت لو يسمع ما قالت.
نسي يوسف مرصه وألمه ومن حوله فقط هو وهي في عالم آخر.....

أنتهت الزيارة وودع كل منهما الآخر والقلب مكلوم لا يهدأ له بال.........

ولنا في الحلال لقاء(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن