الفصل السادس والعشرون(ذكريات أليمة)

15K 648 7
                                    

-أنا عمري ماحسيت براحة زي كدا.
قالتها سوزي وهي تشعر بالأسى على عمرها الذي أفنته مابين شهواتها وملذاتها ثم تابعت قائله:
-تعرفي أنا بندم إني وصلت للمرحلة دي؟.....عارفة يا سديم؟ماما شبهك كدا لابسه نقاب......بابا موظف غلبان أوي وطيب وعمري ماحرمني من حاجة بس
من ساعة ماعرفت الفيس بوك من أيام الثانوي ربنا
يسامح اللي كانت السبب وأنا بدأت طريق الضياع
شاب ورا شاب وكلام ماينفعش يتقال ولقيت الموضوع عادي......
بكت سوزي على مافعلته وما اقترفته من معاصي....
ثم تابعت قائله:
-بعدين دخلت الجامعة والموضوع كبر أوي.....بنت الأرياف القطة المغمضه لقت نفسها وسط مجتمع منفتح ميعرفش يعني إيه حرام و حلال؟....سكنت في المدينة الجامعية وكانت معايا في الأوضة بنت كانت سبب في اللي وصلتله......تتكلم في التلفون وحب وخروج وعايشه حياتها....غيرت منها مش هنكر عرضت عليا أخرج معاها وافقت كنت بتمنى
أشوف الدنيا اللي بتحكيلي عنها خرجنا واتفسحنا
والموضوع أصبح عادي بالنسبالي....بقيت اكذب على أهلي عندي كورسات في الأجازة ومانزلش البلد
وأقعد وأشوف حياتي مكنتش بشوف أهلي غير كل
فين وفين كل ده وأنا بخون ثقتهم فيا.....بعدين اتعرفت على فادي في حفلة من سنتين.....عجبته بس للأسف معرفش إنه زي باقي اللي عرفتهم.....
اطمنت ليه وإديته كل حاجة كأني مراته بعدين بدأ
يستخدمني كوسيلة عشان اوقع يوسف....بس والله ياسديم أخوكي مالمسنيش ولا أنا قدرت أجي جنبه...
حسيته مختلف عن أي حد عرفته كنت بشوفه مختلف عن أي حد تاني لحد ماعرفت فادي وهايدي ناويين على إيه قولت أعمل حاجة صح في حياتي
.......نفسي أرجع سعاد الطفلة البريئة اللي كانت تتكسف من خيالها كرهت سوزي اللي طلعوها عليا عشان يبقى اسم عصري كرهت نفسي يا سديم........
نفسي أرجع لربنا أوي نفسي أبقى زيك.....تفتكري ربنا
يسامحني.

بعدما انهارت سوزي من البكاء لتحتويها سديم بين ذراعيها مطمئنه إياها.
-هدي نفسك ياحبيبتي......ربنا بيسامح وبيغفر كل الذنوب.
تنهدت سوزي ثم بلعت غصتها قائله:
-يعني ياسديم لو طلبت من ربنا يسامحني ويغفرلي 
اللي عملته هيسامحني؟
-أن شاء الله.....مش بس كدا ده هيبدل سيئاتك حسنات......بس ياحبيبتي تبقي صادقة في توبتك 
لربنا.
ثم نابعت سديم حديثها عن التوبة إلى الله والرجوع إلى طريق الاستقامة والصلاح.....أقبلت سوزي على ربها معلنه توبتها إلى الله......
تقف سوزي بين يدي الله وفي سجودها تنهار بالبكاء 
راجيه من الله أن يتوب عليها ويغفر لها ما مضى وأن يعصمها فيما بقى.....

مر على يوسف أربعة أيام تقريباً ومازال في تحسين
يوماً بعد يوم.....ليسمع طرقات على باب غرفته.
-شيخ أويس إتفضل.....إتفضل،قالها يوسف بسعادة بالغة محاولاً الأعتدال في جلسته.
-ألف سلامة عليك يا أستاذ يوسف لا بأس طهور_أن شاء الله_.
جلس أويس بجانب يوسف على ذلك الكرسي ليبدأ الحديث بينهما.
-بس حضرتك عرفت إزاي؟
-إنت مش وعدتني هتجيني تاني يوم من مقابلتنا في المسجد وكنت عارف بصدق نيتك بس قلقت لما عدى يومين ماجيتش فسألت عليك خادم المسجد
لحد ماوصلت لعنوان بيتك.....بس وبعدها عرفت كل حاجة من بواب العمارة.
غمرت السعادة يوسف من زيارة الشيخ أويس له......
ثم أخذ أويس يتحدث معه عن رحمة الله وعفوه وقدر وجزاء أهل الأبتلاء عند الله وحب الله لعباده
المبتلين وحديث النبي_صلى الله عليه وسلم_:"أن الله إذا أحب عبداً ابتلاه"أو كما قال النبي_صلى الله عليه وسلم_ثم طمأنه قائلاً:
-بص يوسف ربنا تبارك وتعالى يفرح بتوبة العبد فرحة كبيرة جداً.....أكثر من واحد الدابة بتاعته ضاعت وسط الصحراء ولقاها ومن شدة فرحة غلط وقال:اللهم أنت عبدي وأنا ربك؛الله أشد فرحاً يا يوسف من العبد ده......يقطع حديث الشيخ أويس طرقات على باب الغرفة.....يدخ والدا يويف وسديم
معهما ،ويلقي الأب السلام على الشيخ أويس.
-السلام عليكم يابني.
-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته....حمد الله على سلامة يوسف،ربنا يتم شفاؤه على خير.
قالها أويس على استحياء شديد ناظراً بوجهه إلى الأرض....ودع أويس يوسف تاركاً إياه مع عائلته.......
شعر والد يوسف بسعادة من كلام يوسف عن الشيخ أويس وعن اهتمامه به وزيارته له.
-خلاص يابني ربنا كرمك بصحبة صالحة حافظ عليها.
-المشكلة يابابا انه مش من منطقتنا،ده هو في رحلة دعوية  واتعرفت عليه في مسجد  جنبا كدا بس حبيته  جداً في الله.
-ماشاء الله يابني ربنا يكرمه يارب.
تقطع سديم حديثهما قائله:
-بلاش دلع بقى يايوسف وقوم روح معانا....ماتخافش
مش هقولك خرجني.
يضحك يوسف حتى شعر بألم  في مكان العملية ليقول:
-هتموتيني....ومش هتلاقي حد يخرجك.
-بعيد الشر عليك يابني ماتقولش كدا....ربنا يبارك لي فيكم،قالتها الأم.
-الدكتور قالي إنه ممكن يكتبك على خروج النهاردة.
شعر يوسف بسعادة بالغه فور سماع ذلك الخبر من أبيه ولكن للحظات حتى تتغير ملامح يوسف مما لفت إنتباه الوالد قائلاً:
-مالك يابني وشك تغير ليه كدا؟
-فادي يابابا.....مكنتش أتوقع إنه يكرهني لدرجة الموت كدا.
-عشان يابني مكنش صحبك....وأهو أخذ جزاءه.
-هما وصلو معاه لإيه يابابا.
صمت الوالد للحظات ثم قال:
-بعد ماعمل اللي عمله معاك راح يقابل وحده اسمها هايدي.....اتخانقوا مع بعض واللأسف ضربها بالمسدس وماتت وقبضوا عليه عند واحد صحبه.
وقع الخبر على يوسف كالصاعقة عندما علم أن وراء ماوصل إليه هايدي.....
-طب سوزي حصل معاها حاجة؟
تنظر إليه سديم مطمئنه أياه وتقول:
-ماتقلقش شوزي_أن شاء الله_هتبقى أحسن من الأول هي تعتبر شاهد في القضية.....وكانت بايته معايا إمبارح.....وعاوزه أقولك إنها غيرت من لبسها ولو تشوفها مش هتعرفها والحمدلله رجعت جامعتها
وربنا يثبتنا وإياها.....
يشعر يوسف بسعادة بالغة مما سمعه من أخته متمنياً
الثبات لسوزي.....

يخرج يوسف من المشفى وهو بصحة جيدة....كانت
الفرحة عارمة في منزله.....تكاد سديم تطير فرحاً بعودة أخيها.
-حمدالله على سلامتك ياحبيبي.
-الله يسلمك ياسديم.
قالها يوسف وهو يقبل رأس أخته.....جلس يوسف معها قليلاً ثم ذهب لغرفتة ليرتاح قليلاً.

جلس يوسف على مكتبه يسترجع ما مر عليه من تلك الاحداث التي نجاه الله منها.

تذكر يوسف كلام صديقه إسلام ووصيته له بالكلام عن الله.

يقطع شروده رنين هاتفه  ليجد المتصل رقماً لايعرفه
......تردد يوسف قليلاً  ولكنه يجيب قائلاً:
-السلام عليكم مين؟......

ولنا في الحلال لقاء(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن