الفصل السابع عشر(يوم لن ينسى)

17.5K 677 8
                                    

يلها من لمعة تبتهج لها النفس وترفرف السعادة محلقة في سماء أحلامنا،لمعة صفراء تدفؤنا،ليست كخيوط منبعثة من قرص متوهج يزين السماء الدنيا،إنما هي تلك الفصل المستديرة التي ترقد أسفل الإصبع، فعندما تقع العين عليها تتملكنا ابتسامة لها مذاق خاص،حقاً صفراء تسر الناظرين.
(جهاد الكريدي)
يطرق يوسف باب غرفة سديم لتأذن له بالدخول ثم يجلس معها أمامها ليطرح عليها سؤالاً أخجلها:
-بصراحة كدا إيه رأيك في إسلام؟
لم تستطع أن تجيب من حيائها ولكن مع أصرار يوسف قالت:
-شخص كويس أحسبه على خير....اكتفت  سديم بتلك الكلمات.
ثم بدأ يوسف بالتحدث عن إسلام وما يفعله معه من نصائح له وتذكيره بربه........ تستمع سديم لكلمات يوسف وقلبها يرقص على أوتار نبراته...هكذا عطاء الله لمن حفظ قلبه ونفسه لله.

وفي اليوم الموعود

يصل إسلام وعائلته لمنزل المهندس جمال المصري ليرحب بهم الآخر ترحيباً يليق بتلك  المودة التي أصبحت بينهم.
-ربنا يعزك ياعمي.....ده محمد جوز أختي و إيمان أختي.
-أهلا وسهلا نورتنا يابني...أهلا أستاذ محمد
-أهلا بحظرتك يابشنهندس.

يتجه يوسف ليحضر سديم من غرفتها ليتفاجأ انها ترتدي النقاب.
-إيه ده....إنتي حتى لابساه يوم خطوبتك؟،
قالها يوسف بعتاب لها.
-آه يا يوسف هو شافني مرة وخلاص بعدين أنا اكشف وشي إزاي وجوز أخته برة ولا هو ولا حد تاني هيشوفني....
شعر يوسف بخجل شديد من نفسه ولايدري ماذا يقول؟ولكنه أسرع في تدارك الموقف ليقول:
-بس إيه القمر ده......الود إسلام أمه دعياله بجد.
شعرت سديم ببرودة تجري في عروقها بدلاً من دمها فتنظر أسفل منها من شدة الخجل.

تخرج سديم من غرفتها بصحبة يوسف.....

تغمر السعادة العائلتين فكان الجو عائلياً بناء عل طلب إسلام جلست سديم على ذلك الكرسي بجانب إسلام.....يشعر كل منهما أن القلب لم يعد بمكانه من شدة الفرحه.
استجمع قواه ونظره إليها ليرى عينيها يعتليها بريق من شدة سعادتها.....تبادلت ذلك الشعور معه فتركا العنان لعيونهما أن تتكلاما بدلاً من ألسنتهما فهي تلك أقوى لغات الحب.
-طبعا قلبك هيقف دلوقتي....قالتها إيمان وهي تهمس في أذني سديم.
تبتسم سديم وتشد على يديها وتقوم بتهنئتها....أنتهت الخطبة مخلفة سعادة تغمر الجميع.

يستيقظ يوسف من نومه على اتصال صديقه فادي يطلب منه المجيء إليه في أمر هام.
يصل يوسف إل فيلا فادي......
-قولي بقى إنت بتتهرب مني ليه؟.......قالها فادي بنبرة غضب.
-وأنا أهرب منك ليه يا فادي؟أنا بس كنت مشغول الفترة إللي فاتت.
-من صغرك وإحنا مع بعض في المدرسة مكنتش بتعرف تكذب....على العموم هستناك باليل في حفلة عيد ميلادي ومافيش أعذار  
هظبطك النهاردة.....

لم يجد يوسف مخرجاً من ذلك الموقف فعلبته نفسه بالموافقة على ماطلبه منه فادي.

يعلو رنين هاتفه وهو يستغل سيارته عائداً إلى بيته.
-السلام عليكم.....براحتك خالص أنا بس قولت أطمن عليك،قالها إسلام موجهاً عتاباً ليوسف.
-وعليكم السلام....العريس؟ معليش ياسمسم أنا قولت أسيبك بس وبعدين مش بشوفك  في الكلية.
-معلش الشغل بقى و كدا....يابني بطل بكش بقى.....المهم أنا كلمت عمي و النهاردة أشوفك أن شاء الله.
-امممممم مش عارف والله يا إسلام أصل رايح مشوار.
-مشوارة إيه ده يا يوسف؟
حالة من الارتباك تظهر على يوسف فهو يعلم أن إسلام يعلم من هو فادي ويعرف ماكان عليه  ففصل عدم أخباره على أي شيء.

يصل يوسف إلى فادي ليجد من الحضور ما لا حصر له وأكثر الحضور كالعادة الفتيات.....
 
بدأت نفس يوسف تضعف شيئاً فشيئاً ليجد كل ما تشتهيه نسي ذلك العهد الذي قطعه مع نفسه بعدم تكرار ذلك الذنب.....ترى ما السبب في ضعف إيمانه؟هل التزم فقط من أجل مريم ليرضي هواه أم الله؟....شيء فشيء غرق يوسف في بحر شهواته وملذاته.
-يوسف وحشتني من بدري ما شوفتكش.
تفاجأ يوسف تلك الفتاة التي تدعى سوزي تذكر ذلك الموقف الذي جمعه بها ظهرت أمامه في أبهى ماقد تراه عينه....صعفت نفس يوسف حتى أصبح كالأسير أمام نزواته وشهواته ليجد نفسه يلبي طلب سوزي في الصعود معها إلى غرفتها......

ولنا في الحلال لقاء(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن