الفصل الثالث والأربعون(فراق بعد إشتياق)

13.7K 634 12
                                    

لن تعجز سرائري عن احتواء ألم شديد،قليل الحيلة أنا إلا من دعاء عريض،طابت النفس به لرضاها بقضاء سديد،من قائل:إن الأبتلاء رزق بغيض،كلا إنه من سبل فيض مديد،يئن الجسم بأوجاع أجرها عند الملك مزيد،ابتليتني لترفعني إنك انت الحميد المجيد.

لم تتحمل قدم يوسف ذلك العبء الثقيل الذي ألقى
عليه لتخونه قدماه فيرتمي بجسده الهذيل المتهالك على ذلك الكرسي.....
-يوسف وحد الله.....إن شاء الله بالعلاج بعد كرم ربنا
هنحصر المرض،قالها صديق يوسف الدكتور أحمد الشافعي.
-إنا لله وإنا إليه راجعون.....لا إله إلا الله....الحمدلله يارب على ماكتبته لي....اللهم لك الحمد على كل شيء.
لم يخطر ببال يوسف في تلك الحظة إلا في مريم ومصيرها....فهو يعرف مصير ذلك المرض اللعين.....
فلقد ذاق فراق صديقه من قبل بسبب ذلك الأمر.....

سيأل نفسه هل أخبرها أم لا؟....وإن اخبرتها ترى ماذا ستفعل؟....وإن اخفيت عنها فسوف احكم عليها أنها تعيش مع شخص ميت.....دارت كل هذه التساؤلات
في عقل يوسف.....

استجمع قواه ثم قام متجهاً إلى منزله بعد أن اتفق
مع صديقه على مراحل العلاج وفترة مكوثه في المشفى للمتابعة.....

يصل يوسف إلى المنزل ليجد سديم وأحمد هناك.
-السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قالها يوسف ونبرته يعتليها الألم والحزن ليلاحظ
الجميع  ذلك الأمر.
-وعليكم السلام مالك يابني؟ قالتهاوالدته
-مافيش يا أمي....الحمدلله بخير.
يجلس يوسف معهم ولكن شارد الفكر تفكر سديم في معرفة مايدور في باله لتقول:
-هو اللي بيخطب وشه بيبقى عامل كدا؟....قولي لو مريم مزعلاك أعرف شغلي معاها.
ينظر إليها يوسف في صمت ولا يجيب....مما زاد قلق الجميع.
-مالك يابني؟
قالها والده بنبرة يعتليها القلق.
-مافيش يابابا.....بس بكرا يا بابا رايح المستشفى هعمل شوية تحليل.
-ليه يابني مالك في إيه؟....قالتها والدته ونبرتها يعتليها الخوف.
-كل اللي يجيبه ربنا كويس يا أمي.....بس أهم حاجة
ساعة الاختبار الإنسان مننا يلتزم الصبر والاحتساب..
لأن ده يبقى رفع درجات أو تكفير ذنوب فاتت......
عشان كدا من رحمة ربنا الشوكة يصيبها المؤمن بتكون له كفارة.....
أطال يوسف الحديث عن الابتلاء وفضل أهله عند الله ومكانتهم ليستجمع قواه ويقول:
-فالحمدلله على كل شيء وطبعاً كلنا مؤمنين بقضاء ربنا.
-اكيد يابني كلنا مؤمنين.
يستجمع يوسف قواه من جديد ليخبرهم عما قاله
له الطبيب......
حالة من البكاء تصيب الجميع.....لم يتمالك أي منهم نفسه من شدة البكاء.......

انهارا الأعصاب على وجع الأحباب مخلفة آلأماً تهز الجبال....
صمت رهيب يملأ غرفة الصالون بعد تلك الحالة التي اصابتهم....
-الحمدلله يارب.....الحمدلله....طب يابني الدكتور صحبك قالك إيه؟
-قالي بكرا تبجي المستشفى لازم اكون تحت الملاحظة ونبتدي العلاج بدري.
-ليه يابني كدا....أشمعنى انت؟قالتها والدته وهي تبكي وتحتضنه.
-لا يا أمي استغفري ربنا.....كل حاجة من عند ربنا خير والله ولحكمة لايعلمها إلا هو_سبحانه_النبي بيقول في حديث"عجباً لأمر المؤمن فإن امره كله خير وليس ذلك إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خير له وأن أصابته ضراء صبر فكان خير له"
أو كما قال الحبيب.
ماينفعش ياحبيبتي نعترض على أمره إنما الصبر عن الصدمة الأولى.
-طب يايوسف.....بكرا إن شاء الله هكون معاك.
قالها أحمد بعد أن استجمع قواه....فهو الصديق والأخ
بالنسبة لأحمد.
-مالكم ياجماعة مكبرين الموضوع أوي كدا؟....بكرا هروح لوحدي ومعايا سندويشاتي ومثروفي واروح لوحدي....قالها يوسف ممزحاُ قاصداً تخفيف ما أصابهم....تلاحظ سديم ذلك الألم الذي يملأ قلب يوسف لتقول:
-هتفضل زي ما انت مش هتتغير تخفف وجعنا ومابتلاقيش اللي يخفف وجعك....
تبكي سديم وهي بين أحضان أخيها وتقبل يده مما أثار عاطفة من حوله ليعود البكاء من جديد.....
-خلاص بقى ياسديم.....الحمدلله أحمد الشافعي طمني وقالي المرض في أوله ونقدر نلحقه عشان كدا الحمدلله مطمن.
-الحمدلله......قالها والد يوسف.

ولنا في الحلال لقاء(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن