الفصل الثلاثون(الذكريات)

13.9K 601 8
                                    

-عاوز أنزل مع حضرتك الشغل.
سر والد يوسف بذلك الطلب.....طالما كان يتمنى أن يخفف عليه عبء العمل والمسؤولية.
-يابني ده شركتك من بعد ما ربنا يقضى امره.
-ربنا يبارك في عمرك يابابا.

مرت فترة الإجازة ويوسف مابين عمله ومسجده ودعوته،بل اجتهد في طلب العلم والتحق بإحد معاهد إعداد الدعاة......لم يعد يوسف كما تعودنا عليه من قبل.....أصبح صاحب خلق.....يحبه جميع العاملين في شركة والده.....لم يصدقوا ان هذا الذي كان يتكبر عليهم من قبل......بل أحبه جميع العاملين
لتواضعه معهم....

بدا العام الدراسي الجديد....عام واحد يفصل يوسف عن التخرج فتلك هي سنته الاخيرة في كليته.....

تلاحق يوسف نظرات الطلاب غير مصدقين ان هذا هو يوسف.....شكله يجبر من يراه ان يحترمه لم لا وقد من الله عليه بالهداية؟......يمشي يوسف قاصداً المدرج ينظر إلى الأرض غاضاً بصره.....

-سبحان مغير الأحوال.....بقى ده يوسف جمال المصري اللي مكنش سايب بنت في حالها؟
قالها أحد الشباب ليرد عليه الأخر قائلاً:
-الحمدلله الذي هداه.....والله فرحنله جداً ربنا يثبتنا وياه.

وبعد أنتهاء المحاضرة.
-المحاضرات كانت طويله أووي،قالتها إسراء موجها حديثها لسديم.
-على أساس كنتي مركزة، أنتي نمتي نص المحاضرة.
-كان لازم أفصل من الدكنور شوية.....عمال يرغي ومش راضي يسكت.
-طيب استغفري.....ماينفعش بتقولي يرغي.
-أستغفرو الله....أنا بحبك أووي ياسديم،بحمد ربنا أنه كرمني بيكي.....كان نفسي اتعرف على مريم قبل ماتسافر.
تتفاجأ إسراء ببماء سديم  لتسرع الأولى بصمها إليها
وتقول:
-مالك ياسديم بتبكي ليه ياحبيبتي؟
-مريم وحشتني أووي يا إسراء....حتى معرفش عنها
أي شيء من ساعة ماسفرت.....خايفه يكون حصلها حاجة لاقدر الله.
-خير يابنتي ماتقوليش كدا......هي مش بتفتح الفيس والواتس أي حاجة توصلك ليها.
-الفيس كانت مسحته بسبب موضوع كدا،والواتس مابتفتحش من ساعة ماسافرت.....قربنا على سنة ومعرفش عنها حاجة هتجنن عليها.

يقطع حديثهما رنين هاتفها لتنظر إلى المتصل وترسم البسمة على وجهها من خلف نقابها لتجيب قائله:
-السلام عليكم ياحبيبي.......آه خلصت.........ماشي هستناك......في حفظ الله.

أعلقت الهاتف لتنظر إليها إسراء وعلامات التعجب على وجهها لتضحك سديم وتقول:
-بلاش أحب أخويا ولا إيه؟
-لا ياخيتي حبيه.....ربنا يباركلك فيه.
-آمين....همشي انا بقى عشان جاي ياخذني.

تودع سديم إسراء لتلتقي بيوسف أمام بوابة الكلية...

وفي طريقهم للعودة يلاحظ يوسف شرود سديم كأن أمراً يشغل بالها وفكرها ليقطع شرودها صوت يوسف:
-ممكن أعرف إيه اللي شاغل بال البرنس سديم؟
تضحك سديم من كلمات اخيها لها ثم تنظر إليه نظرة توحي بالحزن و تقول:
-مريم يا يوسف.
تتفاجأ سديم بوقوف السيارة على جانب الطريق بطريقة ملفتة.
-مالها مريم؟.....حصل لها حاجة؟قالها يوسف بطريقة توحي بفزعه.
-لايابابا هي إن شاء الله تكون بخير....أنا معرفش عنها حاجة من ساعة ماسفرت....أنا والبنات جبنا سيرتها وهي وحستني أوي.

يستند برأسه على كرسي السيارة ليطلق تنهدة يصحبها مشاعر وعواطف تنبع من قلبه لو ترك لها العنان لأذابت تلك القلوب التي سكنت وجدانه.
تلاحظ سديم الحاله التي أصابت أخاها.....تمسك بيده كأنها تشد بأزره وتقول:
-انت لسا فاكرها يا يوسف؟
ينظر إليها يوسف وتظهر تلك الابتسامة الجذابة من بين لحيتة مما تزيدة وسامة ليقول:
-هو أنا ايمتى انستها عشان أفتكرها؟
-لا لا لا لا ده موضوع كبير أوي.......أحكيلي يالا انا سامعة.
-احكي إيه يابنتي؟أنتي عبيطة ياماما.....وبعدين أنتي صغيرة على الحاجات ديه.قالها يوسف مازحاً
-صغيرة!!!!!عشان خاطري يا يوسف أنا حبيبتك.

تتحرك السيارة ويبدأ يوسف بالبوح لأخته عما يكتمه بداخله منذ أن رآهل فهو لم ينساها أبداً ليبدأ يوسف
قائلاً:
-عمري مانستها لحظة وحدة يا سديم...من اول لحظة أما عرفت إنها سافرت الدنيا أسودت في وشي
......في الأول التزمت عشانها بصراحة والشيطان قدر يضحك عليا في النقطة دي....بعد ما عرفت إنها سافرت بقيت أروح لفادي بحجة أقدر أنساها.... بس كنت بكذب على نفسي مفيش بنت قدرت تخطف قلبي زي ماهي عملت مع إنها ولا استجابت معايا ولا حتى في شيء مشترك بينا ولا اعرف رأيها فيا أو يمكن أما تشوفني دلوقتي فكرتها تتغير...عارفة ياسديم حسيتها جنبي يوم أما فادي ضربني بالمسدس.....هتصدقي لو قولتلك كنت حاسس إنها جنبي بالعمليات......مل تستغربيش من كلامي بس دي حقيقة.....والحمدلله عندي يقين بالله إنها هتبقى زوجتي في يوم من الايام لإنها وأخذة كل دعائي في صلاتي وسجودي وقيامي....عمري ماحبيت بنت غيرها.

ظلت سديم تستمع لأخيها وهي تبكي في صمت تام
حتى إنه لم يشعر بها....تفاجات سديم بمشاعر اخيها
التي كانت بداخله.....شعرت بأنه بركان عاطفي وأعلن
عن لحظة انفجاره......شعرت بصدق كلماته لم لا وكان قلبه مصدراً لتلك الكلمات الرقيقة؟
-أنتي ساكته ليه؟أنا خلصت....قالها يوسف ثم نظر إلى اخته ليجد دمعاتها قد بللت نقابها.
-انت أحن واحد شوفته....أنت نقي اوي من جواك يا يوسف.
-آه الحمدلله عارف،قالها يوسف بمزاح مخلفاً ابتسامة على وجه اخته.
-ربنا يجمعك بيها قريب يا يوسف.
-عقبال أما اطمن عليكي وربنا يكرمك بزوج صالح.

تقف السيارة أمام المنزل ليسرع يوسف بالنزول وفتح باب السيارة لأخته قائلاً:
-اتفضلي يا مولاتي.

كان هناك من ينظر إليهم ولكن دون قصد....











ولنا في الحلال لقاء(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن